19-04-09, 10:28 PM | #1 |
نفع الله بك الأمة
تاريخ التسجيل:
18-04-2009
المشاركات: 230
|
& تأملات أم...
1- تأملات أم
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : كل أمهات اليوم كنّ بنات الأمس ، وغالب بنات اليوم هنّ أمهات الغد ، ولكن هل كل من مرت بهذه التجربة حدث لها مثل ما حدث معي ؟ أم إن ما حدث معي ، شيء خاص بي وحدي ؟ هذا السؤال مابرح خاطري منذ زمن طويل ، فكم طرحت على نفسي هذا السؤال مرارًا وتكرارًا ، وها أنا ذا أطرحه عليكن عبر هذه الصفحة بعد سنوات طوال ما من يوم فيها إلا ولي فيه مشاعر وأحاسيس وتجارب تعمقت أثارها التي لا تنمحي في شخصي ، حتى إنني كلما راجعت ذكريات الماضي البعيد عن شخصي قبل أن أصبح أمًا ، أنكر نفسي ولا أكاد أتعرف على شخصي ، ويزداد السؤال إلحاحًا على خاطري : فيا تُرى ما السبب؟ وهل هذه التجربة (الأمومة) هي السبب الرئيس في اتساع البون بين أم هانئ قبل الأمومة ، وأم هانئ بعدها ؟ - وأضرب لكنّ مثلا علِّي أقرِّب به المراد :- *عندما وضعت أول مولود لي وكان ذكرًا ، كنتُ كثيرًا ما أتأمل ضعفه الشديد - كأي مولود - وهالني ما شعرت به وما تواتر إلى خاطري من أفكار مثلًا : - كان كلما جاع أخذ يصرخ باكيًا يحرك رأسه ها هنا وها هنا فاتحًا فاه على اتساعه يبحث عما يتقوت به عاجزًا -حبيبي- عن ترجمة إحساسه في كلمات قليلة : (أنا جائع) وساعتها خطر على بالي لو أني لا أرحمه ، وقررت أن أتركه يصرخ هكذا إلى ما شاء الله ، فماذا عساه يفعل ؟ سيموت جوعًا ؟ لن يستطيع الصراخ طويلا ، بله الحركة للبحث عن قوت ، ما أعجز الإنسان ! هل كنتُ يومًا بهذا الضعف ؟ لم أستطع تصوّر ذلك ، وساعتها حضرني قوله تعالى : ((قتل الإنسان ما أكفره من أيّ شيء خلقه ...)) سورة : عبس هل كل العصاة -وأنا منهم كنا- بهذا العجز يومًا ، بغير حول لنا ولا قوة ، وضع الله في قلوب أمهاتنا رحمة جعلها تهرع لجبر عجزنا ، وإطعامنا لنحيى وننمو ثم نبارز الله بالمعاصي - كلنا نعلم أننا كنا كذلك ولكن كما قالوا : (( ليس الخبر كالمعاينة )). حقًـــــــا :(( قتل الإنسان ما أكفره ))هــــــــذه واحــــــــدة . -وأخـــــرى : * حينما كنت أضع عنه حافاظته بعد قضاء حاجته- مسرعة لئلاّ يتأذى - حبيبي- وهنا حضرني خاطر ماذا عساه هذا العاجز يفعل إن تركته هكذا لساعات وساعات؟؟!، يبكي ويصرخ متأذيًا لا يستطيع حتى طلب التطهر من القاذرات ، منزوع الحول والقوة لا يستطيع البعد والتنزه حتى عنها بجسده ، ياالله هل كنتُ يومًا بهذا الضعف؟؟! تحت رحمة أمي تمامًا أحيا بسبب شفقتها عليّ ،واعتمادي الكلي على ما وضعه الله في قلبها من رحمات عليّ!!!. **الحق بكيت لمجرد تخيلي شدة ضعفي وتجردي من الحول التام والقوة ، لن أستطيع وصف ما أثارته تلك الخواطر من مشاعر داخلي ، غير أنــِّــــــي : 1-ازددت حبًا لأمي ما لا أستطيع وصفه ، شعرت كم أني مقصرة نحوها ، تحرك نبض قلبي حبًا لها ، ومن ساعتها أحاول برّها ما استطعت إلى ذلك سبيلا ، وكنت قبلا بارة بها -بزعمي وفي ظني- قبل أن أصبح أمًا ،وازداد هذا الشعور ونما في قلبي ،كلّما بكَّتُّ أحد الأولاد على تقصيره في برِّي ؛ معدِّدةً له كم كنت أحبه وأرحمه صغيرًا ، و....و.... ، أضيفُ إلى ذلك وصية رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- له بذلك ، ولكـــــــن مهلا لحظة : هنا يـأتي سؤال تَوَلَّد عن السؤال السابــــق : لِـمَّ أتوقع من أبنائي أن يبروني ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، بينما لا أفعل نفس الشيء بنفس القوة و بهذه الكيفية مع أمّـــــــي ؟-وهنا قفز إلى خاطري قوله تعالى : (( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون )) سورة : المطففون ، لم يخطر لي على بال -قط -أنني منهم ، كيف وأنا الملتزمة -بزعمي- حاشا لله أنا من المطففين ؟ ولكن مهلا يبدو أني واقعة فيه من حيث لا أدري !! ألـــــــيس كـــــــــذلك ؟! ***هنــــــا حدثت نفسي لا بد من وقفة مع النفس لا بل وقفات ، واللــــه المستعــــــــــان . 2-وهنا علمت بل شعرت- بكل كياني - بمعنى حديث عمر بن الخطاب حيث قال : [[ قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي ، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي ، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته ، فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم : ( أترون هذه طارحة ولدها في النار ) . قلنا : لا ، وهي تقدر على أن لا تطرحه ، فقال : ( لله أرحم بعباده من هذه بولدها ) ]] صحيح البخاري / رقم : (5999). **ساعتها فقط علمت -نعم كنت أحفظه وأعرف معانى ألفاظه الظاهرة ، ولكن إحساس المعنى بالقلب شيء آخر- لماذا ضرب رسولنا الكريم -صلوات ربي وسلامه عليه- المثل للصحابة برحمة الأم ؛ ليقرب لهم التصور لرحمة أرحم الراحمينِ ، حيث من رحمته أنه جعلها رحيمة وأي رحمة !!!!!!!!!!!! رحمك الله يا أمـــــي حية وميتة .، وما ظنكم برب من صفاته أنه أرحم بعباده من والدة بولدها ، بل وكتب سبحانه على نفسه الرحمة وهو الغني عن العالمين ، ما أجملك من رب وما أعظمك من إلــه . ومما زادني فخرًا وتيها ****وكدت بأخمصي أطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي****وأن صيرت أحمد لي نبيا وحتى لا أطيل عليكن : هذا مثال واحد للتغير في سمت شخصي ، فهل استطعت تقريب المراد ؟ ولعلي أذكر لكن قريبا ، تأمل آخر لموقف آخر . والله أسأل أن يرحمنا برحمة من عنده ، يجبر بها تقصيرنا في عبادته ، إنه الغني ذو الرحمة. التعديل الأخير تم بواسطة أمــــ هـــانـــئ ; 19-04-09 الساعة 10:41 PM |
19-04-09, 10:50 PM | #2 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
تأملات راائعه بارك الرحمن فيك
جميل جدااا ان نتامل كل شئ حولنا ليزداد ايماننا جزاك الرحمن خير الجزاء اتحفتينا زادك الله من فضله |
20-04-09, 07:50 AM | #3 |
|نتعلم لنعمل|
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك أختنا الفاضلة موضوع غاية فى الروعة زادكِ الله من فضله متابعة جزاكِ الله عنا خيرا |
20-04-09, 01:41 PM | #4 |
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
29-03-2007
المشاركات: 227
|
هلا أم هانئ
جميلة تأملاتكِ في انتظار ابداعك... |
20-04-09, 08:20 PM | #5 |
نفع الله بك الأمة
تاريخ التسجيل:
18-04-2009
المشاركات: 230
|
أخواتي الكريمات :
الشهيدة بإذن الله مراقبتنا الفاضلة زهرة طالبـــــــــــــــــــة جزاكن الله خيرا على كريم مروركن ورائق تعليقاتكن بارك الله فيكن أسعدني وشرفني مروركن العطر . |
21-04-09, 03:06 PM | #6 |
~مستجدة~
تاريخ التسجيل:
30-06-2008
المشاركات: 6
|
الحمد لله الدي بنعمته تتم الصالحات
ماشاء الله موضوع قيم بوركت |
21-04-09, 09:52 PM | #7 |
نفع الله بك الأمة
تاريخ التسجيل:
18-04-2009
المشاركات: 230
|
جزاك الله خيرا أختنا أم مروان وفيك بارك الله
سعدت بمرورك الكريم |
22-04-09, 02:44 AM | #8 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
الحمد لله
تأملات رائعة غاليتي ام هانىء . نعم ففي كل موقف من مواقف حياتنا تأمل ان لم نقل تأملات تستوقف اللبيب يدرك من خلالها ضعفه وعجزه ، وفقره وحاجته لمولاه بارك الله فيك اختي الحبيبة وفي انتظار باقي تأملاتك ............... |
22-04-09, 06:51 AM | #9 |
نفع الله بك الأمة
تاريخ التسجيل:
18-04-2009
المشاركات: 230
|
جزاك الله خيرا أختنا الكريمة على طيب تعليقك
شرفت بمرورك ومتابعتك العطرة |
22-04-09, 07:01 AM | #10 |
نفع الله بك الأمة
تاريخ التسجيل:
18-04-2009
المشاركات: 230
|
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعـــــد :
2-تــــــأمـــــلاتُ أمٍّــــ *************** نتابع معًا أخواتي الكريمات رحلتنا مع تأملات الأمّ ، أبدأ مستعينة بالله تعالى سائلته التوفيق والسداد : ** نصحتني بعض كبيرات العائلة- حفظها الله تعالى - أن أطعم ولدي بعض الأغذية الخفيفة بجوار الرضاع بعد أن نما قليلا ، فسارعت أعمل بالنصيحة ، أخذت ولدي لأطعمه بالملعقة بعض الأغذية اللبنية السائلة نوعًا ؛ نظرًا لصغر سنه ، ومن الطبيعي جدًا أن يسيل بعض الطعام على جانبي فِيـه ، ويبقي الكثير من الأثر على شفتيه الصغيرتين ، فإذا بي -بي أنا- وبكل تلذذ ألعق كل ما سبق ذكره بلساني -بدل أن أزيله بالمحارم الورقية التي في يدي-، والأعجب أني لم أجد في نفسي أدنى تقززا ، ولا شائبة من نفور-سبحان الله-، وكأني اعتدت هذا الفعل طيلة عمري. رغم أنني كنت قبلًا : أتحرى وبشدة ألا أشرب أو آكل سؤرًا لطفل مهما كان قريبًا لي ، أو عزيزًا عليّ، والحق أنني لم انتبه لفعلتي هذه إلا عندما نبهتني إحدى أخواتي -والتي كانت حاضرة - لـمَّا تعجبت من فعلي قائلة : ما هذا الذي تفعلين ؟ قلت لها : وماذا أفعل ؟ - حتى أني لم أنتبه لما أشارت إليه من فعلى المعنيّ بسؤالها-، فقالت دهِشَةً : أتلعقين باقي طعام الولد ، وما يتفله من فيه ؟!!! فبُهتُّ لقولها ، و لم أُحرْ جوابًا ؛ لأني - وبكل بساطة - لم أنتبه لفعلتي حتى نبهتني إليها. ** فما برح عقلي يُعمل الفكر ؛ محاولًا الوصول لسبب هذا الفعل العجيب -مني بالذات- ومرت سحابة يومي وأنا شاردة ، حتى أنارت في عقلى فكرة ، إنه الحبّ الذي فطر الله العليم الحكيم الأم عليه تجاه أولادها ، غيَّر في شخصي سمتًا كنت أظنه ثابتًا ، وهنا توارد على خاطري فعل رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه مع الحبيبة عائشة أم المؤمنين حيث قالت -رضي الله - عنها : -(( كنت أشرب وأنا حائض . ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم . فيضع فاه على موضع في . فيشرب . وأتعرق العرق وأنا حائض . ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم . فيضع فاه على موضع في .)) صحيح مسلم / رقم : (300) هذه واحدة ، وأما الثانية فأشد حيث قالت - رضي الله عنها - -(( توفي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي وفي يومي ، وبين سحري ونحري ، وكانت إحدانا تعوذه بدعاء إذا مرض ، فذهبت أعوذه ، فرفع رأسه إلى السماء وقال : ( في الرفيق الأعلى ، في الرفيق الأعلى ) . ومر عبد الرحمن بن أبي بكر ، وفي يده جريدة رطبة ، فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، فظننت أن له بها حاجة ، فأخذتها ، فمضغت رأسها ، ونفضتها ، فدفعنها إليه ، فاستن بها كأحسن ما كان مستنا ، ثم ناولنيها ، فسقطت يده ، أو : سقطت من يده ، فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة . )) صحيح البخاري / رقم: (4451) **كم فرحت أن لي فيما فعلت سنة ، مع الفارق بلا شك ، والأمر لا يحتاج إلى مزيد تعليق . ***فاقتضت حكمة الله -سبحانه- أن يفطر قلب الأم على المحبة الشديدة لأولادها ؛ حتى يتسنى لها القيام بما هو منوط بها من واجبات الأمومة التي تعْلمها كل أمّ : فتتحمل مواصلة السهر ، ومباشرة الأذى ، وعنت التوجيه ، و...و...و.... إذن هذه المحبة لازمة ولا غنىً لأم سوية عنها فبها أعانها الله ويسرها لما خلقت له ، سبحان الحكيم . - فقد تواترت النصوص في الشرع تحض الأبناء على بر الآباء ، بينما لم يأت نصًا صريحًا بالعكس - وقد سمعتُ قولا لبعض أهل العلم مفداه: ((إن حب الأبناء للآباء تكلف ، بينما حب الآباء الأبناء فطرة)) هنا يأتي السؤال :- هل يستوي ما هو فطرة بما هو تكلف ؟! كلنا يلمس الفارق بلا شك. **وهنا جاءت منحة ربانية من الوهاب ، أزالت إشكالًا كان في عميق نفسي منذ زمن طويل ، حيث جاء في حديث عبد الله بن عمرسمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يقول : (( انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم ، حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه ، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار ، فقالوا : إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعو الله بصالح أعمالكم ، فقال رجل منهم : اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران ، وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا ، فناء بي في طلب شيء يوما ، فلم أرح عليهما حتى ناما ، فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين ، وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا ، فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر ، فاستيقظا فشربا غبوقهما ، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة ، فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج .....)) صحيح البخاري / رقم : ( 2272 ) كان الإشكال :- لِمَ ظل واقفًا طوال الليل حاملا الغبوق لوالديه ؟ [ وقد جاء في رواية أخري لهذا الحديث : وأولاده يتطاغون عند قدميه ] استطاع هذا الرجل -بحول من الله وقوة- أن يقدم ويؤثر ما هو تكلف على ما هو فطرة ؛ فاستحق بذا أن تتحرك له الصخرة . **فمن منا يطيق ذلك وبخاصة مع الصغار ؟ مـــــــــن ؟؟!! فالله المستعان ، الله المستعان ، الله المستعان. فالله أسأل أن يعيننا على أنفسنا ، وأن يلهمنا رشدنا ، ويوفقنا لما يرضيه عنا ؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تأملات في النخلة | رضاك والجنة | روضة التزكية والرقائق | 7 | 04-01-14 01:06 AM |
تأملات في أسئلة الصحابيات حديث (لَقَدْ سَبَّحْتِ بِهَذِهِ ! أَلاَ أُعَلِّمُكِ بِأَكْثَرَ ..) | حسناء محمد | روضة السنة وعلومها | 0 | 28-11-13 08:01 AM |
صفحة الشيخ صالح بن عواد المغامسي / تأملات قرآنية | عدن | روضة القرآن وعلومه | 3 | 19-04-09 01:07 PM |
دروس تأملات وفؤائد من سورة الكهف( يحدث كل جمعة بإذن الله ) | الطالبة | روضة القرآن وعلومه | 12 | 11-01-08 01:36 AM |
تأملات قرآنية فى سورة الفاتحة | مسلمة لله | روضة القرآن وعلومه | 0 | 16-12-06 06:29 PM |