العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الروابط الاجتماعية > روضة الأسـرة الصالحة

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-04-14, 01:59 AM   #1
أروى آل قشلان
|تواصي بالحق والصبر|
Ah11 صيانة الإسلام للمرأة المسلمة

صيانة الإسلام للمرأة المسلمة
للشيخ عبدالرزاق البدر


إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا,
من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألاّ إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين,
أما بعد؛
معاشر المؤمنين عباد الله، اتقوا الله فإن من اتّقى الله وقاه وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه.
عباد الله، إنّ من كمال هذا الدين وجمالِه تكريمَه للمرأة المسلمة وصيانتَه لها وحفظَها لشرفها وعفّتِها وكرامتها ,
فالمرأةُ المسلمة ـ عباد الله ـ تعيش في كنف الإسلام وفي ضوء توجيهاته وآدابه العظام عَيشةً هنيئة مِلْؤُها السعادة والعزّ والطمأنينة والرفعة في الدنيا والآخرة،
ولا تزال المرأة تحيا هذه الحياة الطيبة مادامت متمسكة بدينها, محافظة على شرع ربها , قائمة بحقوق الإسلام وواجباته وآدابه العظام .
وما جاء في الإسلام من توجيهات للمرأة , وبيان للآداب التي عليها أن تلزمها ليست هي في مقام التضييق على المرأة أو الكبت لحريتها أو نحو ذلك ,
وإنما هي في الحقيقة ضوابط عظيمة وآداب كريمة تُعد صيانةً للمرأة وحفظاً لفضيلتها وعفّتها ,
وصيانة للمجتمع الذي تعيش فيه, وإذا ترحّلت المرأة عن آداب الإسلام وأخلاقه وآدابه العظام
ترحّلت عنها الفضيلة وحلت بساحتها الرذيلة ووقعت في الموبقات والآثام .
ما أجمل أن تعيش المرأة راعية لآداب الإسلام ، محافظة على آداب الشريعة لتحيا حياتها الهنيئة,
مليئة بجمال الإسلام وأخلاقه الفاضلة وآدابه العظيمة.

وفي هذه الوقفة عباد الله
أُذكِّر ببعض الآداب العظيمة والضوابط الكريمة الواردة في الكتاب والسنة المتعلِّقة بالمرأة المسلمة :

1ـ وأعظم الأسس وأجل الضوابط ومنبع الفضيلة, عناية المرأة بعبادة الله, وأن يكون ذلك أعظم مطلوب لها, وأجلّ مقصود
{ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } [الأحزاب33] .

2ـ ومن الضوابط العظيمة أن تُعنى المرأة المسلمة بالحجاب, وذلك بستر جميع بدنها وزينتها عن الرجال الأجانب,
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } [الأحزاب59],
وقال جلّ وعلا: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب53].

3ـ ومن الضوابط عباد الله , أن تلزم المرأة بيتها وألا يكون خروجها منه إلاّ لحاجة تضطرها لذلك,
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب33].

4ـ ومن الضوابط عباد الله, ألاّ تخلو المرأة المسلمة مع غير ذي محرم لها, فإنّ هذا لا يحل لها, بل هو باب فتنة وشر وفساد,
قال عليه الصلاة والسلام : ((لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ مَعَ ذِى مَحْرَمٍ)) متفق عليه ,
وجاء في الحديث الآخر: ((وَلاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ)) رواه أحمد والترمذي وصحّحه.

5ـ ومن الضوابط عباد الله، أن تحذر المرأة من الاختلاط بالرجال في المنتديات والتجمعات, فإنّ الاختلاط أصلُ كلِّ بليّة وشر،
وإذا كان نبيُّنا عليه الصلاة والسلام قد قال في شأن المساجد : (( خيرُ صفوف النساء آخرها وشرُّها أولها )) ,
وكان إذا صلى لبث في مصلاه ليعطي النساء فرصة للذهاب قبل انصراف الرجال , إذا كان يفعل ذلك في المسجد فكيف بغيره؟!.

6ـ ومن الضوابط المهمّة : ألّا تسافر المرأة مع غير ذي محرم لها ,
قال عليه الصلاة والسلام: ((لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ أَنْ تُسَافِرَ ثَلاَثًا إِلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ مِنْهَا)) متفق عليه.

7ـ ومن الضوابط عباد الله أن تحذر المرأة عند اضطرارها للخروج من لفت أنظار الرجال لها بأي وسيلة وبأي طريقة،
{ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ } [النور31] ،
8ـ ولتحذر أيضاً عند خروجها أن تخرج متعطّرة ، بحيث تجذب الرجال برائحة جميلة وهيأة جذّابة
وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام : ((أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ بِقَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِىَ زَانِيَةٌ ))
[رواه أحمد والنسائي وصححه الحاكم وابن خزيمة وابن حبان].

9ـ ومن الضوابط عباد الله : أن لا تخضع المرأة بصوتها وبكلامها عند محادثتها لرجل اضطرّت لحديثة
{ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً } [الأحزاب32].

10ـ ومن الضوابط عباد الله : أن تحرص المرأة على غضّ بصرها قال جلّ وعلا:
{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ } [النور31] .

فهذه معاشر المؤمنين
عشرة ضوابط عظيمة مستمدة من كتاب ربِّنا وسنة نبيِّنا صلى الله عليه وسلم تختص بالمرأة
المسلمة
فلنتعاون جميعاً في تربية النساء وتنشئة البنات على هذه الفضائل والكرامات ولتتقي المرأة المسلمة في نفسها وفي مجتمعها
بأن تحافظ على أمر ربّها ووصايا نبيِّها فإنّ في ذلك عزّها وفلاحها وسعادتها في الدنيا والآخرة.

إنّ على المرأة المسلمة عند سماعها هذه التوجيهات المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أن تعض عليها بالنواجذ
وأن تحافظ عليها محافظة تامة وأن تذكر أنها بين وقت وآخر تفتتن في دينها وربّما يمكر بها ماكر، أو يستجرها مبطل ،
ولتتذكر دوماً وأبداً قول ربنا جلّ وعلا: { وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً } [النساء27] ،
فلتحذر من دعاة الرذيلة وحملة ألوية الفساد ولتحافظ على آداب الإسلام وأخلاقه العظام لتعيش عيشة الفضل والعز والسعادة والكيسة من النساء
تلك المرأة التي غايتها في حياتها طاعة الله جلّ وعلا والتحلي بآداب الإسلام وأخلاقه العظام،
وفي هذا المقام يُقدَّم للمرأة المسلمة تهنئة عطرة طيبة بموعود كريم ذكره نبيِّنا عليه الصلاة والسلام،
تهنأ المرأة بسماعه وتحقيقه وذلكم قوله صلى الله عليه وسلم :
((إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا: ادْخُلِى الْجَنَّةَ مِنْ أَىِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ )) ،
فلتهنأ المرأة بهذا الموعود العظيم ولتكن محافظة على آداب الإسلام وفرائضه العظام ، تحيا على ذلك وتموت .

ثبَّت الله نساء المسلمين على الفضيلة ووقاهن من الرذيلة إنه سميع الدعاء .
اللهم أصلح نساءنا وبناتنا و اهدنا جميعاً إليك صراطا مستقيماً ،
اللهم وفقنا للعمل بكتابك واتباع شرعك والاقتداء بنبيِّك محمد صلى الله عليه وسلم ،
اللهم حبِّب لنسائنا وبناتنا التأسي بأمهات المؤمنين والصحابيات الجليلات، وبغيرهن من النساء الفاضلات
إنّك سميع الدعاء وأنت أهل الرجاء وأنت حسبنا ونعم الوكيل.






توقيع أروى آل قشلان
إن نفترق فقلوبنـا سيضمها *** بيت على سحب الإخاء كبير
وإذا المشاغل كممت أفواهنا *** فسكوتنا بين القلوب سفير
بالود نختصر المسـافة بيننا *** فالدرب بين الخافقين قصير
والبعـد حين نحب لامعنى له *** والكون حين نحب جد صغير
أروى آل قشلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حصريا ... منزلة المرأة في الإسلام .. أم حمزة الجزائرية روضة الأسـرة الصالحة 2 27-03-09 10:14 PM


الساعة الآن 08:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .