27-10-10, 09:51 PM | #1 |
|علم وعمل، صبر ودعوة|
| طالبة مستوى متقدم | دورة ورش (3) |
منهم منفِّرون !!
بسم الله الرحمن الرحيم فُتح على بعض الناس باب تصعيب دخول الجنة على عباد الله، فكأن مفاتيح الجنة في جيبه يُدخل من يشاء ويمنع من يشاء، وكأن صكوك الغفران في يده، يرحم من يشاء ويعذب من يشاء. فإذا وجد العصاة بشّرهم بالنار، وأقسم عليهم أن لا يدخلوا الجنة، وإذا ذُكر له الطائعون، شكك في طاعتهم وذكر عيوب أعمالهم، وإذا سمع نصوص الرحمة، لم يمرها على ظاهرها وإنما يؤولها، حتى إني سمعت بعضهم يشرح أحاديث تكفير الذنوب، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «مَن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة غُفرت ذنوبه وإن كانت كزبد البحر»، فقال معلّقا على الحديث: الحديث ليس على ظاهره، ولا تكفّر كل الذنوب ولا الكبائر، وهناك شروط في تكفير الذنوب لم تذكر في الحديث ؛ وكأنه يرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولما ذكر حديث «مَن قال لا إله إلا الله مخلصا من قلبه دخل الجنة»، قال معلّقا: الحديث ليس على ظاهره، وهناك شروط وفرائض وموانع لا بد من اجتماعها حتى يُجرى الحديث على ظاهره ؛ وقائل الحديث هو النبي المعصوم بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم، أعْرَفُ الناس بمدلول اللغة، وأعلم الناس بمراد ربه عز وجل، وأتقى الناس وأخشاهم لمولاه تقدس اسمه. وهكذا تستمر هذه الطائفة لتصعيب دخول الجنة، حتى لا يثق الطائع بطاعته، ولا يتوب العاصي من معصيته، فلا يذكّرونه بالتوبة ولا برحمة أرحم الراحمين، فإن جاء نص في الوعيد أجروه على ظاهره، وزادوا عليه كقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة نمام»، قالوا: معنى الحديث أن النمام خالد في النار محرم عليه دخول الجنة، وهذا ليس مقصود الحديث. وإذا أتت بشرى بالمغفرة والرحمة في آية أو حديث، غيّروا المعنى وأفسدوا الفرحة بالبشرى، وهذا المسلك الخطير في تصعيب دخول الجنة يورث اليأس والقنوط والإحباط عند كثير من الناس، حتى يقول بعضهم: ما دام أننا إذا تبنا لا يُقبل منا، وأن أعمالنا الصالحة مدخولة بالرياء والسمعة، فما الفائدة من طاعتنا إذا كنا هالكين أصلا؟ وجدت شبابا محبطا، صعّب عليهم بعض الوعّاظ التوبة ودخول الجنة، فأصبحوا يرددون: ما الفائدة من دعائنا ومن صلاتنا وقد تلوثنا بالخطيئة وتلطخنا بالذنب؟ ووجدنا من أصابه الوسواس من كثرة خوفه، لأنه استمع إلى مواعظ قاتلة، وخطب تهديدية حماسية تتوعد العصاة بنار تلظى، ولا تفتح لهم باب الأمل ولا الرجاء برحمة الله. والسؤال: مَن الذي رشح هذه الطائفة المتعنـّتة في الدين، المتنطعة في الشريعة، لتحكم على الناس بدخول الجنة أو الحرمان بدخولها؟ مَن الذي فوّضهم بتفريغ النصوص من محتواها ؟ فنصوص الرحمة عندهم لها معنى آخر غير مراد من ظاهرها، ولها باب باطن تدل عليه نصوص أخرى ، ونصوص العذاب والوعيد تُجرى على ظاهرها، ويزاد عليها، ويُجمع معها نصوص أشد منها، فإذا ذكرتهم بالحديث الصحيح عند مسلم، " عن أبي ذر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له: « بشرني جبريل أنه من مات من أمتك يشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فهو من أهل الجنة»، قال أبو ذر: وإن زنا وإن سرق ؟ قال صلى الله عليه وسلم: وإن زنا وإن سرق، قال أبو ذر: وإن زنا وإن سرق ؟ قال: وإن زنا وإن سرق، قال أبو ذر: وإن زنا وإن سرق؟ فقال صلى الله عليه وسلم: وإن زنا وإن سرق على رغم أنف أبي ذر" ؛ فإذا سمعوا هذا الحديث جعلوا له تأويلا يخالف ظاهره. لماذا لا نكون مع نصوص الكتاب والسنّة بين الخوف والرجاء؟ ولماذا لا نكون على ما قاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث قال: « الفقيه كل الفقيه مَن لم يؤمِّن الناس من مكر الله، ولم يقنّطهم من رحمة الله»؟ وهذا هو منهج أهل العلم والإيمان، فإن الله جمع في كتابه بين الخوف منه والرجاء في رحمته فقال: « نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ (50) » (الحجر 49 – 50 ). الشيخ عائض القرني موقع إسلام ويب |
29-10-10, 03:10 PM | #2 |
~مشارِكة~
|
أثابك الله أختنا وبارك فيك .
ولو سلكنا طريق الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة وصحبه الكرام والسلف الصالح لما وقعنا في مثل هذه الأخطاء كيف والحبيب صى الله عليه وسلم قال : (النبي صلى الله عليه وسلم قال: يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ) متفق عليه . وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه افتقد رجلا ذا بأس شديد من أهل الشام ; فقيل له : تتابع في هذا الشراب ; فقال عمر لكاتبه : اكتب من عمر إلى فلان , سلام عليك , وأنا أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو : " بسم الله الرحمن . حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير " ثم ختم الكتاب وقال لرسوله : لا تدفعه إليه حتى تجده صاحيا , ثم أمر من عنده بالدعاء له بالتوبة , فلما أتته الصحيفة جعل يقرؤها ويقول : قد وعدني الله أن يغفر لي , وحذرني عقابه , فلم يبرح يرددها حتى بكى ثم نزع فأحسن النزع وحسنت توبته . فلما بلغ عمر أمره قال : هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أحدكم قد زل زلة فسددوه وادعوا الله له أن يتوب عليه , ولا تكونوا أعوانا للشياطين عليه... تفسير القرطبي. فماأحكم طريقتهم وماأحسن نهجهم . صلى الله على رسول الهدىوآله وصحابته ومن اقتفى أثره وسلم تسليما كثيرا. |
02-11-10, 04:40 PM | #3 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
الحمد لله
كم نحتاج لمثل هذه المواضيع الممنهجة والمميزة ، حتى نفهم ديننا وسنة نبينا ، ولا نخبط خبط عشواء فنفسد حيث أردنا الإصلاح ، أو نصد الناس عن اتباع دين الحق اللهم اجعلنا ميسرين ولا تجعلنا منفرين يارب ، واللهم استعملنا ولا تستبدلنا بورك فيك ونفع بك ياالغالية أختك المحبة // أم حاتم الأثرية |
02-11-10, 05:00 PM | #4 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
جزاكِ الله خير أختي
اللهم اجعلنا ميسرين ولا تجعلنا معسرين اللهم استعملنا ولا تستبدلنا اللهم آمين |
02-11-10, 07:45 PM | #5 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
التعديل الأخير تم بواسطة لآلئ الدعوة ; 09-03-11 الساعة 11:05 PM |
22-11-10, 04:30 PM | #6 |
|نتعلم لنعمل|
|
الله يهديهم صار المنفرون كثيــــــــــــــــــــــر إلا من رحم ربي
الله المستعان |
22-11-10, 09:15 PM | #7 |
|نتعلم لنعمل|
|
جزاكِ الله الجنة أختي إبتسامة مشرقة
نقل موفّق وقيّم، بارك الله لكِ أسأل الله لي وللمسلمين العمل بوصية سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث قال: « الفقيه كل الفقيه مَن لم يؤمِّن الناس من مكر الله، ولم يقنّطهم من رحمة الله» |
08-03-11, 08:13 AM | #8 |
|علم وعمل، صبر ودعوة|
| طالبة مستوى متقدم | دورة ورش (3) |
يارك الله فيكن،،
|
09-03-11, 07:10 PM | #9 |
|نتعلم لنعمل|
|
جزااااااااااك الله خيرا
جعل الله هذا النقل الطيب في ميزان حسناتك |
11-03-11, 03:20 PM | #10 |
|علم وعمل، صبر ودعوة|
| طالبة مستوى متقدم | دورة ورش (3) |
بارك الله فيك محبه ..
نفعنا الله وإياك بما نقرأ ونسمع اللهم آمين |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من أحداث السيرة فى شهر ذى القعدة -- صلح الحديبية | مسلمة لله | روضة السنة وعلومها | 0 | 18-12-06 12:46 PM |