العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الاستشارات > أرشيف الاستشارات

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-02-11, 01:46 PM   #1
سارة
ما كان لله يبقى
 
تاريخ التسجيل: 09-04-2006
المشاركات: 79
سارة is on a distinguished road
افتراضي عائشة جمعة.. إلى جنات الخلد بإذن الله .

ما كنت لأظن يوما أنني سأكتب كلمات الرثاء فيك يا أم ابراهيم، ليس لأن الموت بعيد عني وعنك، بل لأنك كنت دوما مثالا لمن تحب الحياة مغلفة بالعطاء والبذل لكل البشر. فما التقيتك يوما وتحت أي ظرف كان إلا كانت مودتك وكرم روحك تسبقك إلى كل حدث.. غير ان حديثي الآن لن يكون عن الكثير مما حوته روحك الطاهرة ونفسك التواقة من حب للعمل والعطاء والبذل للآخرين، فتلك صفات قد عهدها منك الكثير ممن عرفك وتقرب منك، ولكني هنا ارثي تلك الداعية التي سعت للبحث عن سعادة الآخرين، فرق قلبها لهم، حتى استحوذوا على جزء كبير من تفكيرها وأفعالها ومشاعرها.
ولست أنسى حين استلمت زاوية (نبضات قلب) في صحيفة السبيل الأسبوعية، والتي كانت تستقبل أسئلة ومشاكل القراء، فتحاول أن تجيبهم وتساعدهم لإيجاد الحلول الممكنة، فما كانت تهدأ وتستريح الا حين تتلقى ردا أو اتصالا من صاحب أو صاحبة المشكلة بان قضيته في طريقها إلى الحل.. وكثيرا ما كنت أشاركها الهم بالبحث عن حلول، إلا أني لطالما غادرتها إلى بيتي وهي لم تزل غارقة في همومهم!!
كان لأم إبراهيم القدرة الكافية لاستيعاب الجميع مهما اختلفت أفكارهم وأعمارهم، فتراها شابة مع الفتيات وأما مع الأمهات ودليلا ناصحا مع كل مسترشد طالبا للعون والنصيحة.. أحبت الجميع فأحبوها وألفتهم فألفوها.. فما سمعتها ولو مرة واحدة تجيب بـ(لا). وكم كنت أتعجب منها ومن قدرتها على ذلك، حتى سألتها ذات مرة: من أين وكيف جئت بهذه القدرة على استقبال الجميع وكل الطلبات دون ضيق أو ملل؟! فأجابتني وابتسامتها الطرية تعلو محياها: الناس يبحثون عمن يحبهم لا من ينفرهم!! وحتى حين بدأ الألم والتعب ينهكها ما كانت لتجيب الا: بإذن الله.. سأكون عندكم بعد الشفاء اذا أراد الله ذلك.
فلله درك، كم ألهمت فينا روح الشباب والعزيمة، وكم ذكرتنا أنا لم نزل شبابا فكيف يتسلل إلينا الملل والتعب؟ ولطالما رددت: أنا الآن في الستين ولكن روحي وهمتي توقفت عند الخامسة والعشرين!! فنضحك سويا وما كنا ندري ان القدر سيخطفك منا على حين غرة.
أم ابراهيم، لا ادري أنبكيك أم نبكي أنفسنا؟ أنحزن عليك أم على أنفسنا، فكلنا قد تمنى أن يلقى ربه وهو على رأس عمله في دعوته وطاعة ربه، ولا نزكي على الله أحدا. فحين تسامرت أنا وأنت ذات مرة عن الموت قلت بهدوء كبير: أنا لا أخشى الموت.. وأسال الله أن يقبلني عنده كما أحب وأتمنى وكما أدعوه كل لحظة.. وأشعر أن رحمته ومغفرته فوق كل أمر.
فظلت كلماتك تدق أذناي كل حين.
أسأل الله أن يرزقني كما رزقك من حسن الظن والثقة بالله. ونسأل الله أن يرزقك ما كنت تتمنين وأن يسكنك فسيح جناته وهو القادر على ذلك، وأن يلحقنا بركب الصالحين والصالحات حتى نلقى وجهه الكريم.

بقلم : جلنار فهيم



توقيع سارة



سارة غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[إعلان] صفحة مدارسة فقه الصلاة // قديم لبنى أحمد فقه الصلاة 57 01-01-14 01:34 PM
أحوال الأشقياء والمقتصدين والأبرار والسابقين أم عبيدة روضة التزكية والرقائق 0 07-12-07 03:59 AM


الساعة الآن 09:14 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .