20-07-11, 12:46 AM | #1 |
~فريق عمل معهد غراس العلم~
تاريخ التسجيل:
27-06-2011
المشاركات: 38
|
صفحة محاضرة " عبادات قلبية " لتقييد الفوائد والواجب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواتي الفاضلات بارك الرحمن مسعاكن هنا نضع فوائدنا وواجباتنا لدرس " عبادات قلبية للشيخ زياد عوض حفظه الله ونفع بعلمه |
20-07-11, 12:05 PM | #2 |
~مشارِكة~
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واجب المحاضرة عبادات قلبية من المعلوم أن عبادات الجوارح على غاية من الأهمية، وهي أركان الإسلام، ودليل الإيمان، وسلم الإحسان وهي العلامة الظاهرة الدالة على حسن إسلام المرء، ولكن هناك ما هو أعظم شأناً منها وهي العبادات القلبية، فهي أبعد أثراً وأجمل ممارسة؛ إذ القلب هو الذي يسعد بالقرب من الله تعالى، وهو المطيع له، والقلب هو محل العلم والتقوى، والحب والبغض والوساوس والخطرات، وهو العالم بالله الساعي إليه، وإنما الجوارح أتباع للقلب وخدم له. والسلف إنما فازوا فوزاً عظيما، وسبقوا سبقاً بعيداً بإحسانهم العبادات القلبية، فنحن نعجب من حبهم لله وإخلاصهم له، ونعجب من خوفهم منه وخشيتهم له، ونعجب من توكلهم عليه وتفويض أمورهم له سبحانه، ونعجب من سلامة صدورهم للمؤمنين _حتى لأعدائهم_كما في قصة أحمد بن حنبل رحمه الله وعفوه عمن خالفوه وعذبوه. من العبادات القلبية : 1- الإخلاص 2- التوكل 3- الصبر 4- الخوف 5- الرجاء 6- الحب 7- التواضع الإخلاص : الإخلاص هو حقيقة الدِّين ومفتاح دعوة المرسلين. قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ) (النساء/ 125). كان النبي يستفتح الصلاة قبل قراءة الفاتحة بأدعية مختلفة مثل: "اللّهمّ باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب". المقصود هنا أن حياتي كلّها وإليك يا رب.. بك يا رب حياتي ورزقي وقوتي ونعمي وتوفيقي وسعادتي.. لذلك إليك يا رب توجهي وعملي ونيتي وقلبي وحياتي رجوعي وموتي. أي طالما الحياة بك فلابدّ أن تكون إليك. - وما معنى الإخلاص؟ أن تقصد بقولك وعملك وحياتك كلّها وجه الله وابتغاء مرضاته.. وقيل: هو إفراد الحق سبحانه بالقصد في كل التصرفات، في الحركة والسكون، في السر والعلانية. وقيل: الإخلاص هو نسيان رؤية الخلق لك بدوام النظر إلى الخالق. وقيل: الإخلاص ألا تطلب على عملك شاهداً إلا الله. إذن، المعنى هو عمل من أعمال القلوب، بل هو في مقدمة أعمال القلوب، لأن قبول الأعمال لا يتم إلا به سبحانه وتعالى. المعنى.. أن يكون دافعك لأي عمل في الوجود هو مرضاة الله عزّ وجلّ، في العبادات، من صلاة وصيام وحج وزكاة، وفي الحياة، من زواج وعمل ومال وأولاد وممتلكات. الإخلاص هو إفراد الله بالتوجه والقصد. عن جندب بن عبد الله رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به " أخرجاه 2- التوكل : قال تعالى "ومن يتوكل على الله فهو حسبه " اي كافيه فإن التوكل على الله عبادة الصادقين، وسبيل المخلصين، أمر الله تعالى به أنبياءه المرسلين، وأولياءه المؤمنين، قال رب العالمين: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِير} وقال :{ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} تعريف التوكل:فما هو التوكل؟ هو في اللغة الاعتماد على الغير في أمر ما، واصطلاحا: صدق اعتماد القلب على اللّه تعالى في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة [العلوم والحكم لابن رجب (409)]. وقال الجرجاني رحمه الله: التوكل هو الثقة بما عند اللّه، واليأس عما في أيدي الناس [التعريفات (74)]. هو الإعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة بالله والأخذ بالأسباب المشروعة . ففي سنن أبى داود عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، يُقَالُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ، وَكُفِيتَ، وَوُقِيتَ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ»؟ 3- الصبر : الصبر هو حبس النفس عن الجزع اذا نزل البلاء مع احتسابه لله جل وعلا . الصبر عادة الأنبياء والمتقين، وحلية أولياء الله المخلصين، وهومن أهم ما نحتاج إليه نحن في هذا العصر الذي كثرت فيه المصائب وتعددت، وقلّ معها صبر الناس على ما أصابهم به الله تعالى من المصائب، والصبر ضياء، بالصبر يظهر الفرق بين ذوي العزائم والهمم وبين ذوي الجبن والضعف والخور،والصبر ليس حالة جبن أويأس أوذل بل الصبر حبس النفس عن الوقوع في سخط الله تعالى وتحمل الأمور بحزم وتدبر, والصابرون يوفون أجورهم بغير حساب: أُوْلَـئِكَ يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَـٰماً [الفرقان:75]، وقال تعالى عن أهل الجنة: سَلَـٰمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ [الرعد:24]، هذا هو الصبر، المحك الرئيسي، لصدق العبد في صبره، واحتسابه مصيبته عند الله. الصبر هو نصف الإيمان، وذلك لأن الإيمان نصفه صبر والنصف الآخر شكر، وقد ذُكِر الصبر في القرآن في تسعين موضعاً في موطن المدح والثناء والأمر به، وهو واجب بإجماع الأمة، وهو أنواع: 1. الصبر على طاعة الله، وهو أفضلها. 2. الصبر عن معصية الله عز وجل، وهو يلي النوع الأول في الفضل. 3. الصبر على امتحان الله عز وجل.قال ابن القيم رحمه الله: (فالأولان صبر على ما يتعلق بالكسب، والثالث صبر على ما لا كسب للعبد فيه. وسمعتُ شيخ الإسلام ابن تيمية ـ قدَّس الله روحه ـ يقول: كان صبر يوسف عن مطاوعة امرأة العزيز على شأنها أكمل من صبره على إلقاء إخوته له في الجب، وبيعه، وتفريقهم بينه وبين أبيه، فإن هذه أمور جرت عليه بغير اختياره، ولا كسب له فيها، ليس للعبد فيها حيلة غير الصبر، أما صبره عن المعصية، فصبر اختيار ورضا، ومحاربة النفس، ولا سيما مع الأسباب التي تقوى معها دواعي الموافقة، فإنه كان شاباً، وداعية الشباب إليها قوية، وعَزَباً ليس له ما يعوضه ويبرد شهوته، وغريباً والغريب لا يستحي في بلد غربته مما يستحي منه مَنْ بين أصحابه ومعارفه وأهله، ومملوكاً والمملوك أيضاً ليس له وازع كوازع الحر، والمرأة جميلة، وذات منصب، وهي سيدته، وقد غاب الرقيب، وهي الداعية له إلى نفسها، والحريصة على ذلك أشد الحرص، ومع ذلك توعدته إن لم يفعل بالسجن والصغار، ومع هذه الدواعي كلها صبر اختياراً وإيثاراً لما عند الله، وأين هذا من صبره في الجب على ما ليس من كسبه؟! وكان يقول: الصبر على أداء الطاعات أكمل من الصبر على اجتناب المحرَّمات وأفضل، فإن مصلحة فعل الطاعة أحب إلى الشارع من مصلحة ترك المعصية، ومفسدة عدم الطاعة أبغض إليه وأكره من مفسدة وجود المعصية). وما قاله شيخ الإسلام هو الحق، فقد قرن الله بين الصبر والإيمان والعمل، حيث قال في سورة العصر: "والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر"، ولهذا قال الشافعي رحمه الله: لو لم ينزل من القرآن إلا هذه السورة لكانت كافية وحجة على الأمة. 4- الخوف : منزلة الخوف و حكمه : من أجلّ منازل العبودية و أنفعها و هي فرض على كل أحد . قال تعالى ( فلا تخافوهم و خافون إن كنتم مؤمنين ) و قال عز وجلّ ( و لمن خاف مقام ربه جنتان ) أيهما يُغلَّب الرجاء أو الخوف ؟ قال ابن القيم : " السلف استحبوا أن يقوي في الصحة جناح الخوف على الرجاء ، وعند الخروج من الدنيا يقوي جناح الرجاء على جناح الخوف ، هذه طريقة أبي سليمان و غيره . و قال : ينبغي للقلب أن يكون الغالب عليه الخوف ، فإذا غلب الرجاء فسد . و قال غيره : أكمل الأحوال اعتدال الرجاء و الخوف ، و غلبة الحب ، فالمحبة هي المركب و الرجاء حادٍ ، و الخوف سائق ، و الله الموصل بمنّه وكرمه . أقسام الخوف : 1 - خوف السر : و هو خوف التأله و التعبد و التقرب و هو الذي يزجر صاحبه عن معصية من يخافه خشيةً من أن يصيبه بما شاء من فقر ، أوقتل ، أو غضب ، أو سلب نعمة ، و نحو ذلك بقدرته و مشيئته . فهذا القسم لا يجوز أن يصرف إلا الله عز و جل و صرفه له يعد من أجلّ العبادات و من أعظم واجبات القلب ، بل هو ركن من أركان العبادة ، و من خشي الله على هذا الوجه فهو مخلص موحد ، و من صرفه لغير الله فقد أشرك شركاً أكبر ؛ إذ جعل لله نداً في الخوف ، و ذلك كحال المشركين الذين يعتقدون في آلهتهم ذلك الاعتقاد ، و لهذا يخوِّفون بها أولياء الرحمن كما قال قوم هود عليه السلام الذين ذكر الله عنهم أنهم خوفوا هوداً بآلهتهتم فقالوا ( إن نقول إلا عتراك بعض آلهتنا بسوء ) ، و كحال عُبّاد القبور ، فإنهم يخافون أصحاب القبور من الصالحين بل من الطواغيت كما يخافون الله بل أشد ، ولهذا إذا توجهت على أحدهم اليمين بالله أعطالك ما شئت من الأيمان صادقاً أو كاذباً ، فإذا كانت اليمين بصاحب التربة لم يقدم على اليمين إن كان كاذباً ، و ما ذاك إلا لأن المدفون في التراب أخوف عنده من الله . و كذا إذا أصاب أحداً منهم ظلم لم يطلب كشفه إلا من المدفونين في التراب ، و إذا أراد أحدهم أن يظلم أحداً فاستعاذ المظلوم بالله لم يعذه ، و لو استعاذ بصاحب التربة أو بتربته لم يقدم عليه بشىء و لم يتعرض له بالأذى . 2 - الخوف من وعيد الله : الذي توعد به العصاة و هذا من أعلى مراتب الإيمان و هو درجات و مقامات و أقسام كما مضى ذكره قبل قليل . 3 - الخوف المحرم : و هو أن يترك الإنسان ما يجب عليه من الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بغير عذر إلا لخوف الناس و كحال من يفر من الزحف خوفاً من لقاء العدو فهذا خوف محرم و لكنه لا يصل إلى الشرك . 4 - الخوف الطبيعي : كالخوف من سَبُع أو عدو أو هدم أو غرق و نحو ذلك مما يخشى ضرره الظاهري فهذا لا يُذم و هو الذي ذكره الله عن موسى عليه السلام في قوله عز وجل ( فخرج منها خائفاً يترقب ) و قوله ( فأوجس في نفسه خيفةً موسى ) ، و يدخل في هذا القسم الخوف الذي يسبق لقاء العدو أو يسبق إلقاء الخطب في بداية الأمر ؛ فهذا خوف طبيعي و يُحمد إذا حمل صاحبه على أخذ الأهبة و الاستعداد و يُذم إذا رجع به إلى الانهزام و ترك الإقدام . 5 - الخوف الوهمي : كالخوف الذي ليس له سبب أصلاً أو له سبب ضعيف جداً فهذا خوف مذموم و يدخل صاحبه في وصف الجبناء و قد تعوذ النبي صلى الله عليه و سلم من الجبن فهو من الأخلاق الرذيلة ، و لهذا كان الإيمان التام و التوكل الصحيح أعظم ما يدفع هذا النوع من الخوف و يملأ القلب شجاعةً ، فكلما قوي إيمان العبد زال من قلبه الخوف من غير الله ، و كلما ضعف إيمانه زاد و قوي خوفه من غير الله ، و لهذا فإن خواص المؤمنين و أقوياءهم تنقلب المخاوف في حقهم أمناً و طمأنينة لقوة إيمانهم و لسلامة يقينهم و كمال توكلهم ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل . فانقلبوا بنعمةٍ من الله و فضل لم يمسسهم سوء ) .للاستزادة يُنظر : مدارج السالكين 1/ 507 - 513 ، و شروح كتاب التوحيد باب ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياء ) . لي عودة لأكمل بقية عبادات القلوب ........................ |
20-07-11, 03:05 PM | #3 |
~مشارِكة~
|
تــــــــــــــــــــــــــــــــــــابع ...............................
5- الرجاء قال الله عز وجل: سورة الكهف الآية 110 فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ( الكهف: 110 )، وقال تعالى: سورة العنكبوت الآية 5 مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( العنكبوت: 5 )، وقال تعالى: سورة يونس الآية 7 إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ سورة يونس الآية 8 أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ( يونس )، وغير ذلك من الآيات. الرجاء هو: تعلق القلب بـفضل الله، وبرحمته، وبجزائه؛ ولكن لا بد أن يفعل الأسباب التي يحصل بها على ما يرجوه. الرجاء هو: الأمل في فضل الله، وفي رحمته، وفي جنته، وفي عافيته، ونصره. تقول: أنا أرجو رحمة الله، أنا أرجو جنته، أنا أرجو ثوابه، أنا أرجو نصره وتوفيقه، أنا أرجو ثوابه العاجل وثوابه الآجل. فنقول: إذا كنت ترجوه فاعبده، إذا كنت ترجوه فإن عليك أن تطيعه، وعليك أن تتقرب إليه بما يحبه. فأما الذي يقول: إني أرجو الله؛ وهو مع ذلك يفعل المعاصي؛ فإن رجاءه رجاء الكذابين. لعلك قد تذهب تنصح واحدا، وتقول له: اترك هذه المعصية، تب إلى الله من هذا الذنب، ألست بمسلم؟ كيف تصر على هذه المعصية؟ فيقول: أرجو رحمة الله! أرجو جنته! إذا رجيت رحمة الله وجنته فافعل الأسباب، إذا كنت من الصادقين في الرجاء فعليك أن تكون صادقا في فعل ما يتحقق لك به الأجر عند الله تعالى، فأما مع عدم الفعل فإن هذا رجاء الكذابين. ثم على المسلمه أن تجمع بينهما -تجمع بين الخوف والرجاء- يحرص على أن يجمع بينهما في الدنيا؛ ولذلك مدح الله الذين يخشونه، ويرجونه، ويخافونه، كما في قول الله تعالى: أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ؛ ولكن يقول بعض العلماء: يفضل إذا كنت في حال الصحة أن تُغَلِّبَ الخوف؛ حتى تحتقر أعمالك، فتقول: أخشى من عقوبة الله، أعمالي قليلة، فإذا خشيتَ الله تعالى وخفتَ منه واحتقرتَ أعمالك؛ كان ذلك سببا في أن تكثر من الصالحات، وأن تترك المحرمات. وأما عند الاحتضار وعند قرب الأجل؛ فإنه يُغَلِّبُ الرجاء؛ حتى يقدم على الله تعالى وهو يحسن الظن به: لا يموت أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه . 6- الحب : أن تكون محبة الله أعظم من كل شئ ، كذالك محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ، كثير من الناس يدعي محبة الله ولكن دائما نسأل أنفسنا هل يحبنا الله كيف نحس أننا نحب الله ؟؟؟؟ فمحبة الله " هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون .. وإليها شخص العاملون .. إلى عَلَمها شمر السابقون .. وعليها تفانى المحبون .. وبِرَوحِ نسيمها تروَّح العابدون .. فهي قوت القلوب وغذاء الأرواح .. وقرة العيون .. وهي الحياة التي من حُرِمها فهو من جملة الأموات .. والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات .. والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه الأسقام .. واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام .. وهي روح الإيمان والأعمال .. والمقامات والأحوال .. التي متى خَلَت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه " فاللهـــــم اجعلنا من أحبابــــــك ومحبة الله لها علامات وأسباب كالمفتاح للباب ، ومن تلك الأسباب : 1 - اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم ؛ قال تعالى في كتابه الكريم { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم } . 2 – 2- الذل للمؤمنين ، والعزة على الكافرين ، والجهاد في سبيل الله ، وعدم الخوف إلا منه سبحانه . وقد ذكر الله تعالى هذه الصفات في آية واحدة ، قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم } . ففي هذه الآية ذكر الله تعالى صفات القوم الذين يحبهم ، وكانت أولى هذه الصفات : التواضع وعدم التكبر على المسلمين ، وأنهم أعزة على الكافرين : فلا يذل لهم ولا يخضع ، وأنهم يجاهدون في سبيل الله : جهاد الشيطان ، والكفار ، والمنافقين والفساق ، وجهاد النفس ، وأنهم لا يخافون لومة لائم : فإذا ما قام باتباع أوامر دينه فلا يهمه بعدها من يسخر منه أو يلومه . 3- القيام بالنوافل : قال الله عز وجل – في الحديث القدسي - : " وما زال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه " ، ومن النوافل : نوافل الصلاة والصدقات والعمرة والحج والصيام . 4- الحبّ ، والتزاور ، والتباذل ، والتناصح في الله . وقد جاءت هذه الصفات في حديث واحد عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال : " حقَّت محبتي للمتحابين فيَّ ، وحقت محبتي للمتزاورين فيَّ ، وحقت محبتي للمتباذلين فيَّ ، وحقت محبتي للمتواصلين فيَّ " . رواه أحمد ( 4 / 386 ) و ( 5 / 236 ) و " التناصح " عند ابن حبان ( 3 / 338 ) وصحح الحديثين الشيخ الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب " ( 3019 و 3020 و 3021 ) . فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ قَالَ : مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ " رواه البخاري 7- التواضع : التواضع خلق حميد، وجوهر لطيف يستهوي القلوب، ويستثير الإعجاب والتقدير وهو من أخصّ خصال المؤمنين المتّقين، ومن كريم سجايا العاملين الصادقين، ومن شِيَم الصالحين المخبتين. التواضع هدوء وسكينة ووقار واتزان، التواضع ابتسامة ثغر وبشاشة وجه ولطافة خلق وحسن معاملة، بتمامه وصفائه يتميّز الخبيث من الطيب، والأبيض من الأسود والصادق من الكاذب. نعم.. فاقد التواضع عديم الإحساس، بعيد المشاعر، إلى الشقاوة أقرب وعن السعادة أبعد، لا يستحضر أن موطئ قدمه قد وطأه قبله آلاف الأقدام، وأن من بعده في الانتظار، فاقد التواضع لا عقل له، لأنه بعجبه وأنفته يرفع الخسيس، ويخفض النفيس، كالبحر الخضم تسهل فيه الجواهر والدرر، ويطفو فوقه الخشاش والحشاش. فاقد التواضع قائده الكبر وأستاذه العجب، فهو قبيح النفس ثقيل الطباع يرى لنفسه الفضل على غيره. إن التواضع لله تعالى خُلُق يتولّد من قلب عالم بالله سبحانه ومعرفة أسمائه وصفاته ونعوت جلاله وتعظيمه ومحبته وإجلاله. إن التواضع هو انكسار القلب للرب جل وعلا وخفض الجناح والذل والرحمة للعباد، فلا يرى المتواضع له على أحد فضلاً ولا يرى له عند أحد حقاً، بل يرى الفضل للناس عليه، والحقوق لهم قبله. فما أجمل التواضع، به يزول الكِبَرُ، وينشرح الصدر، ويعم الإيثار، وتزول القسوة والأنانية والتشفّي وحب الذات. التواضعُ سبَب العدلِ والأُلفة والمحبّة في المجتمع : أخرج الإمام مسلم في صحيحه برقم ( 2865 ) فقال : قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ خَطِيبًا فَقَالَ : (( وَإِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ وَلَا يَبْغِ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ )) المتواضعُ منكسِر القلب لله، خافضٌ جناحَ الذلّ والرحمة لعباده، لا يرى له عند أحدٍ حقًّا, بل يرى الفضلَ للناس عليه، وهذا خلقٌ إنما يعطيه الله من يحبّه ويقرّبه ويكرمه. ــ تواضعه صلى الله عليه وسلم : (( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الاْخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)) [الأحزاب:21]. [grade="00008b ff6347 008000 4b0082"]هذا وبالله التوفيق [/grade] |
21-07-11, 05:22 AM | #4 |
طالبة دورة أزاهير رَسم الحرف
|
فوائد من المحاضره:
لا شك أن عبادة الظاهر يعرفها معظم الناس ،ولكن عبادة القلب مهمة جدا ، لأنه إذا استقام القلب استقامت الجـوارح ، لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه فهى الاساس من العبادات القلبية : 1- الإخلاص : هو ماكان خالصا لوجه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قال الله تبارك وتعالى : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) رواه الإمام مسلم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار ) رواه مسلم 2- التوكل : هو الإعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة بالله والأخذ بالأسباب المشروعة وصية النبي لابن عباس إذا سألت فاسأل الله وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم لابن عباس: (يا غلام، إنى معلمك كلمات: احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، جَفَّ القلم بما أنت لاق، فلو جهدت الخليقة على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك،) ولما جاء رجل ورفع السيف على النبي صلى الله عليه وسلم وقال : من يمنعك مني يا محمد ؟؟, قال : الله , ثم سقط السيف من يده , فأخذه النبي وقال : من يمنعك مني الآن ؟؟ قال : لا أحد,, فعفا عنه النبي فتعهد الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم ان لا يحاربه ولا يكون مع قوم يحاربونه 3-الصبر :هو حبس النفس عن الجزع اذا نزل البلاء مع احتسابه لله ما اعطى احد عطاء خير من الصبر أنواع الصبر : 1. الصبر على طاعة الله، 2. الصبر عن معصية الله 3. الصبر على الابتلاء الجنه حفت بالمكاره والنار حفت بالشهوات الصبر في الدعوه الى الله ايضا 4- الخوف :الخوف من الله و عذابه يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (ان بطش ربك لشديد) (يدعون ربهم خوفا وطمعا) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (من خاف ادلج ومن ادلج بلغ المنزل الا ان سلعة غاليه الا ان سلعة الله هى الجنه) 5-الرجاء: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ 6- الحب:أن تكون محبة الله أعظم من كل شئ في قلوبنا قال صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ) متفق عليه. عن أنس – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين » ( أخرجه البخاري تعصي الاله وانت تزعم حبه ان المحب لمن يحب مطيع 7- التواضع: هو خفض الجناح ولين الجانب (اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين) كان الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خدمة اهله ومن أقواله صلى الله عليه وسلم: "ما نقص مال من صدقة, وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزة, ومن تواضع لله رفعه الله" (صحيح مسلم)، ومن حديث "حارثة بن وهب": قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بأهل الجنة؟ قالوا بلى.. قال: كل ضعيف مستضعف لو أقسم على الله لأبره.. ألا أخبركم بأهل النار؟ قالوا بلى.. قال: كل عتل جواظ –مختال فخور- مستكبر |
21-07-11, 06:11 AM | #5 |
طالبة دورة أزاهير رَسم الحرف
|
الواجب
من العبادات القلبيه:
الرضا عن الرب : هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للمؤمن الذى يثق فى ربه و يخشاه و يحبه.. فكل عمل نرجو به وجه الله مما ذكرناه أنفا أو غيره على شاكلته، يرضى ربنا عنا، و يقربنا منه الى الدرجة التى نحس فيها برضاه من خلال أشياء و علامات كثيرة لا يخطئها قلب المؤمن، الذى يصبح عبدا ربانيا " قل ان صلاتى و نسكى و محياى و مماتى لله رب العالمين" ، اى تصبح كل صغيرة و كبيرة فى حياته مرتبطة بالله عز و جل.. و هو يخشى الله و يراقبه فى كل حركاته و سكناته.. هؤلاء " جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضى الله عنهم و رضوا عنه ذلك لمن خشى ربه"... هذا العبد الربانى يتلقاه ربه بقبول حسن يوم العرض عليه سبحانه، و يرحب به و يدخله جناته " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى الى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى و ادخلى جنتى" النيه في العبادات: قال عليه الصلاة والسلام:_ {أنما ألاعمال بالنيات وأنما لكل امريء مانوى}متفق عليه .. البخاري 4210....مسلم 2406 والنية محلها القلب ومايجازى ألانسان يوم القيامة ألا على مافي قلبه لقوله تعالى:{يوم تبلى السرائر} سورة الطارق .. وقوله تعالى: {ألا من أتى الله بقلب سليم}سورة الشعراء.. فيشترط في النية أربعة أمور.. 1)نية العبادة.. 2)نية أن تكون لله.. 3)نية أن يقوم بها أمتثال لأمر الله.. 4)أن يكون محلها القلب.. ففي ألاخرة يكون الثواب والعقاب وألاعتبار بما في القلب أما في الدنيا فالعبرة بما ظهر.. ولكن هذه الظواهر أن وافقت مافي البواطن صلح ظاهره وأن خالفت وصار القلب منطويا على نية فاسدة فما أعظم خسارته .. ,,,,فاللهم ارزقنا النية الصادقة وألاخلاص في القول والعمل اليقين بالله أعظم زاد للسائر إلى الله عز وجل اليقين بالله، فهو المثبت على صراط الله حتى يلقى العبد ربه، فإذا ادلهمت الخطوب، واحلولك الظلام، وعبست في وجهك الأيام، تصدى لذلك اليقين بالله، فصار الحزن فرحاً، والضيق سعة، والعسر يسراً. فأعظم باليقين للمؤمن من دواء، وأنعم به من شفاءكل ما في هذا الكون يقودك إلى اليقين، حتى تتعلق بإله الأولين والآخرين، وصدق الله عز وجل إذ يقول في كتابه المبين: وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ [الذاريات:20]. ...... ا لأنبياء واليقين اليقين هو خُلق أنبياء الله وعباده الصالحين، رفع الله به درجاتهم، وكفَّر به خطيئاتهم، وأوجب لهم الحب منه والرضوان، والصفح من لدنه والغفران، إنه اليقين بالله الذي وقف معه نبي الله آدم أبو البشرية جمعاء، وقف عليه الصلاة والسلام في موقف أليم إذ أحس بالذنب في حق ربه الكريم، وقد بدت له سوءته، فطفق هو وزوجه يخصفان عليهما من ورق الجنة، وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى [طه:121] ، فجاءه اليقين بالله فنادى ربه وناجاه، فغفر الله ذنبه، وستر عيبه وكفَّر خطيئته، هذا اليقين الذي دخل به يونس بن متى عليه السلام بطن الحوت في ظلمات ثلاث، لا يراه إلا الله، ولا يطلع على خبيئة قلبه من الآلام والحسرات سوى الله، فناداه وناجاه، وتقرب إليه جل في علاه، فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [الأنبياء:87] ، فناداه بهذا النداء وكله يقين بأن الله سيرحمه، وناجاه بهذه النجوى وكله يقين بأن الله سيلطف به، فأخرجه الله من الظلمات إلى رحمة فاطر الأرض والسماوات، هذا اليقين الذي وقف به أيوب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وقد أصابه الضر والبلوى، وعظُمت عليه الشكوى، فنادى ربه جل وعلا، فناداه وناجاه بقلب لا يعرف أحداً سواه، ففرج الله عز وجل كربه، ونفسَّ همه وغمه، ورد عليه ما افتقده. هذا اليقين الذي وقف به الأنبياء والمرسلون في أشد الشدائد، وأعظم المكائد، فكان الله عز وجل بهم رحيماً، وبحالهم عليماً، ففرج عنهم الخطوب، وأزال عنهم الهموم والكروب. وقف موسى عليه الصلاة والسلام البحر أمامه والعدو وراءه ومعه أمة خرجت ذليلة لله، مستجيبة لأمر الله، فوقف أمام البحر فلما قال له بنو إسرائيل: إِنَّا لَمُدْرَكُونَ [الشعراء:61] قال واليقين معمور به قلبه ومليءٌ به فؤاده: قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ [الشعراء:62] ، كلا؛ لا أُدرك ولا أُهان ومعي الواحد الديان، ففي طرفة عين تنزلت أوامر الله أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ [الشعراء:63] وإذا بتلك الأمواج المتلاطمة العظيمة تنقلب في طرفة عين إلى أرض يابسة، وإذا به على أرض لا يخاف دركاً فيها ولا يخشى، قال الله عز وجل: قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَ كَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ [الشعراء:61-63] ، سبحان الله! بحر عظيم؛ وفي طرفة عين تنقلب أمواجه إلى صفحة لا يجد فيها رذاذ الماء، ويضرب لهذه الأمة المستضعفة الموقنة بالله جل وعلا طريقاً في ذلك البحر لا يخاف دركاً ولا يخشى، كل ذلك باليقين بالله. ...... اليقين أعظم زاد سار الصالحون على نهج الأنبياء@_@، واتبع آثارهم عباد الله المهتدون، فما نزلت بهم خطوب، ولا أحاطت بهم كروب، إلا عاذوا بالله علام الغيوب، والمؤمن في كل زمان ومكان يحتاج إلى هذا اليقين بالله، تحتاجه إذا عظمت منك الذنوب، وعظمت منك الإساءة في حق الله، تحتاجه وأنت مع أهلك وولدك، وتحتاجه وأنت مع عدوك، وصديقك، ولذلك كان لزاماً على كل من يحب الله أن لا يمسي ويصبح وفي قلبه غير الله، وإذا أراد الله أن يحبك وأن يصطفيك ويجتبيك ألهمك أن يكون قلبك متعلقاً به جل جلاله، إذا أردت أن يحبك الله كمال المحبة، فلا تمسينّ ولا تصبحنّ وفي قلبك غير الله وحده، تدور أحزانك وتدور أفراحك مع الله، وجميع شُعب قلبك منيبة إليه، فكم في عباد الله من أناس ملئوا قلوبهم بحب الله واليقين به، فكان الله معهم، ومن ذكر الله ذكره الله، ومن ذكره الله فالأمن له كل الأمن. لذلك كان من منازل العبودية ودلائل الإنابة إلى الله أن توقن بالله الذي لا إله إلا هو، قال الإمام ابن القيم رحمه الله: واليقين من منازل إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة: 5]. فمن قال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]، فإن الله يمتحنه باليقين. ذكروا عن رجل من أهل العلم أنه كتب كتاباً في تفسير القرآن العظيم، وكان فقيراً، فخرج إلى إخوانه وخلانه من العلماء يستشيرهم، فأشاروا عليه برجل عنده المال والثراء، فقالوا له: اذهب إلى فلان يعطك المال فتنسخه، فاستأجر رحمه الله سفينة، وخرج في البحر حتى إذا مشى وأراد ذلك الثري ليعينه بالمال، فسخَّر الله له رجلاً يمشي على شاطئ البحر، فأمر قائد السفينة أن يركبه معه، فلما ركب الرجل معه سأل العالم وقال له: من أنت؟ قال: أنا فلان بن فلان، قال: المفسِّر؟ قال: نعم، قال: إلى أين أنت ذاهب؟ قال: إني ذاهب إلى فلان، أريد منه أن يساعدني في نسخ كتابي. فقال له الرجل: بلغني أنك فسَّرت القرآن؟ قال: نعم، قال: سبحان الله! ماذا قلت في تفسير قوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]؟ ففسر العالم الآية، وفهم مراد الرجل، فقال لقائد السفينة: الآن ترجع بي إلى بيتي، فرجع رحمه الله إلى بيته وكله يقين بالله عز وجل أن الله سيسد فقره، وأن الله سييسر أمره، فما مضت إلا ثلاثة أيام وإذا برجل يقرع الباب، فلما فتح الباب، قال له: إني رسول فلان إليك، بلغه أن عندك تفسيراً للقرآن يحب أن يراه، فأعطاه ذلك الكتاب الذي خرج من أجل أن يعرضه عليه، فرجع الرسول بالكتاب، فنظر فيه ذلك الثري فأعجبه، فأمر أن يوضع في كفة وأن يصب الذهب في كفة وأن يُبعث بذلك إلى الإمام. ما وثق أحدٌ بالله فخيبه الله، ولا أيقن عبد بالله جل جلاله إلا كان الله له، فكم من أمور نزلت بالإنسان وخطوب أحاطت به ولم يجد غير الله مجيباً ولا مفرجاً. فاليقين بالله هو حلاوة الإيمان، وألذُّ ما تكون الساعة إذا عُمرت القلوب باليقين بالله عز وجل لذا كان الصحابة رضوان الله عليهم يعمرون القلوب باليقين. وقد قرر العلماء رحمهم الله: أن الله يبتلي الإنسان باليقين في موضعين: أحدهما: وجود الحاجة، وثانيهما: وجود الغنى، ولذلك قال بعض العلماء: إذا أردت اليقين فكن أفقر الخلق إلى الله، مع أن الله أغنى ما يكون عنك. فاجعل فقرك إلى الله، فإنه يسد فقرك ويسد حاجتك وعوزك، ولذلك ما عُمر قلب إنسان في أية مصيبة أو أية نازلة بالله إلا كفاه الله، ترى المؤمن يفقد سمعه ويفقد بصره، ويفقد قدمه، ويفقد ماله، وتقول له: كيف أنت؟ يقول: الحمد لله في نعمة من الله، من اليقين الذي عُمر في تلك القلوب.. فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعمر قلوبنا وقلوبكم باليقين به، وأن يجعلنا وإياكم من أهل اليقين. ...... الخشوع كيف تجعل قلبك يخشع؟ اعلم أن الخشوع في القلب والقلب كالعضلة يجب تمرينها لتكبر وتقوى فلا تتوقع أن يأتيك الخشوع في يوم وليلة وإنما يجب أن تعلم أن الأمر يحتاج إلى تدريب مستمر لكي تدرب عضلة القلب على الخشوع. أذكر الله خلال اليوم في كل ساعة ولو دقيقة... فمن كان قلبه لاهيا عن الله طوال اليوم من الصعب إن ينتقل فجأة إلى الخشوع في الصلاة..فذكر الله خلال اليوم ممهدات للخشوع توضأ لكل صلاة وادعوا الله خلال الوضوء أن يطهر قلبك كما طهر بدنك وأن يرزقك قلبا خاشعا ضع أجود أنواع المسك أو العودة بعد الوضوء.. فالرائحة الطيبة تساعد على الخشوع اذهب إلى المسجد بعد الأذان مباشرة (والأفضل أن تكون في المسجد وقت الأذان). ..بالنسبة للنساء فالمطلوب الصلاة في وقتها بدون تأخير عند خلعك نعلك عند المسجد تصور أنك خلعت الدنيا من قلبك وقل دعاء دخول المسجد صل ركعتين قبل الفريضة وادعوا الله في السجود أن يجعل الصلاة قرة عين لك عند الاقامة ردد مع المؤذن ثم ادع الله أن يحسن وقوفك بين يديه عند التكبير تصور انك ترمي الدنيا وما فيها خلف ظهرك... .وحاول تصور أنها قد تكون آخر صلاة في حياتك بطئ من جميع حركات الصلاة ومن سرعة القراءة.. ..بطئ السرعة إلى نصف ما اعتدت عليه سواء في القراءة أو في حركة الركوع والسجود فخشوع الجسد يساعد على خشوع القلب عند السجود تصور وتذكر ارتباطك بالأرض فمنها خلقت وإليها ستعود تعلم الأدعية والأقوال المختلفة في الصلاة كي تنوع وتكسر الملل أو الروتين بعد الصلاة استغفر الله ثلاثا الأولى لتقصيرك في أداء الصلاة كما يجب والثانية لتقصيرك عن حمد الله أن أذن لك أن تصلي بين يديه والثالثة لذنوبك أجمعين أؤكد لك إن واظبت على جميع النقاط أعلاه فستجد فرق كبير في صلاتك خلال أسبوع أو أقل بإذن الله اللهم ارزقنا قلبا خاشعا ولسانا ذاكرا وعلما نافعا آمين يارب العالمين |
21-07-11, 08:51 AM | #6 |
~مستجدة~
تاريخ التسجيل:
08-03-2011
المشاركات: 23
|
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلام على من لا نبى بعده العبادات اقسام ومنها عبادات القلوب فالعلماء يقسمون العبادة إلى أقسام، الأول: عبادات قلبية تؤدى بالقلب، فالآلة التي تستخدم في أداء هذه العبادات هو القلب. القسم الثاني: عبادات قولية تؤدى باللسان. القسم الثالث: عبادات بدنية تؤدى بالجوارح، وهناك عبادات مالية تؤدى بالمال. *************** [العبادات القلبية ********* العبادات القلبية هي أعظم وأخطر العبادات، فعمل القلب هو الاعتقاد، مثل أن أقول: أعتقد بقلبي أن الله واحد لا شريك له، وأن الله سبحانه وتعالى على العرش استوى، وكذا الإيمان بأي صفة من صفات الله سبحانه وتعالى، فهذا كله عمل قلبي. ولا ينبغي أن نلتفت لقول بعض الجهلاء الذين يقولون: لا عبرة بموضوع التوحيد؛ لأنه يفرق المسلمين، وأن التوحيد عبارة عن كلام نظري لا يترتب عليه عمل!! وقد جهل هؤلاء أن مسائل التوحيد يترتب عليها أعظم العمل، ألا وهو عمل القلب الذي هو أصل أعمال الجوارح كلها، والتوحيد هو تطهير للقلب من الشرك الذي هو نجس، كما قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ [التوبة:28]، هل معنى ذلك أنك لو سلمت على نصراني أو يهودي فقد تنجست؟ لا؛ لأن المقصود هو (نجس) عقيدتهم وقلوبهم، فقلوبهم قد تنجست بأكبر نجاسة في الوجود وهي نجاسة الشرك. وبعض المسلمين -هداهم الله- يصفون الكفار بالنظافة والنظام، نعم قد تجد عند هذا الكافر شيئاً من النظافة، لكنه منجس بأخبث نجاسة وهي نجاسة الشرك في قلبه، فقد اسودّ قلبه من نجاسة الشرك والكفر بالله سبحانه وتعالى، وأعظم الزكاة للتطهير هي تزكية القلب: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10]، (أفلح من زكاها) أي: طهر قلبه من درن الشرك والمعاصي، فأخطر نجاسة هي نجاسة القلب بالشرك، وأعظم الطهارة هي التوحيد، وتطهير القلب من الاعتقادات الباطلة. إذاً: هذا هو عمل القلب: أن يؤمن الإنسان أن لا إله إلا الله، وأن يؤدي حقوق هذه الكلمة، ويطهر قلبه مما ينافيها. ومن أعظم أعمال القلوب: محبة الله سبحانه وتعالى، فإنها من أعظم عبادات القلب، كما قال تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ [البقرة:165]، فالقلب الذي امتلأ بمحبة الله سبحانه وتعالى هو أطهر القلوب، أما إذا دخل القلب أي محبوب سوى الله أو مع الله فهذا القلب فيه دخن ونجس. والقلب لا يقبل الله عز وجل فيه شريكاً، فمن تعلق بمعشوقه أو أي محبوب من الخلق يشغله عن محبة الله، فهذا لم يطهر قلبه ولم يزكه لله سبحانه وتعالى، ولا يدخله الخير والنور ما دام قد جعل لله شريكاً في قلبه، فلابد من تجريد القلب لله سبحانه وتعالى. قال رجل لأحد العلماء: هل يسجد القلب؟ قال: نعم، يسجد سجدة لا يرفع رأسه بعدها أبداً. القلب إذا سجد لله هذه السجدة فإنها تظل مع المؤمن حتى يموت، فلا يرفع رأسه أبداً كما يرفع من الركوع والسجود، وهي الخضوع لله سبحانه وتعالى، والتزام أمره واجتناب مناهيه مدى الحياة. فمن عبودية القلب: المحبة لله، وهي عبادة، والبغض في الله عبادة، فكراهية الكفار عبادة يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى، والبراءة منهم. ومن عبادات القلوب وأعمالها: التوكل، فالتوكل على الله عمل قلبي، وعبادة قلبية، كما أن عبادة الخوف من الله عبادة قلبية، وعبادة الرجاء عبادة قلبية، وغيرها من عبادات القلوب، فلا تحب إلا الله، ولا تتوكل إلا على الله، ولا ترجو إلا الله، ولا تخاف إلا الله، ولا تنوي عبادتك إلا لله. هذا هو معنى تحقيق توحيد الألوهية في القلب أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ [هود:2]. وهذه العبادات التي تؤدى بالقلب، هل هي أعمال أم ليست أعمالاً؟ هي أعمال، ومن أعظم الأحاديث التي شملت تقريباً ثلث الدين حديث: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، وهذه النية لا تؤدى إلا بالقلب، فالنية مكانها القلب، ولا تؤدى باللسان. إذاً: فاعتقاد القلب، والأعمال التي يعملها القلب تدخل تحت مسمى العمل، فالاعتقادات الصحيحة عمل مطلوب من الإنسان، ولا ينبغي أن يقال: إن هذه المسائل نظرية، وإن الصواب الاهتمام بأعمال الجوارح! فإن عمل القلب من أعظم الأعمال، وأعمال الجوارح تابعة لعمل القلب؛ ولذلك فإن صغائر القلب أخطر من كبائر الجوارح: فالرياء كبيرة، والعجب والغرور كل هذه المعاصي التي محلها القلب هي من الشرك، وهي مما ينافي توحيد الألوهية أو توحيد العبادة والقصد لله سبحانه وتعالى. فتحقيق عبودية القلب تعني: كيفية تحقيق القلب لشهادة أن (لا إله إلا الله)، فلا يحب إلا الله، ولا يخاف ولا يرجو ولا يتوكل إلا على الله سبحانه وتعالى، فإذا وقع في الرياء فقد وقع في الشرك، وإذا وقع في أي نوع من أنواع الإلحاد في الاعتقاد القلبي فقد وقع في الشرك، وإذا وقع في أي عمل قلبي ينافي التوحيد، فخاف غير الله، أو توكل على غير الله؛ فهذا لم يحقق توحيد الله بالعبادات القلبية. يتبع........ اولا : محبه الله ************ إن المحبة هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها نظر العاملون، وإلى عَلَمِها شمَّر السابقون، وعليها تفانى المحبُّون، وبروْح نسيهما ترّوح العابدون؛ فهي قُوت القلوب وغذاء الأرواح وقرة العيون، وهي الحياة التي مَن حُرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي مَن عدِمه حَلَّتْ بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام. إنها المحبة التي ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة، إذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب. وقد قضى الله يوم قدَّر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة، أن المرء مع من أحب، فيالها من نعمة على المحبين سابغة!!. ********************** حكم محبة الله عزّ وجلَّ ******************** إن محبة العبد لربه فريضة شرعية على كل أحد ، لا يتخلف عنها إلا مظلم القلب عمي البصيرة . قال تعالى : " قُل إن كان ءابآؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين " . [ التوبة – 24 ] . فتوعدهم الله عز وجل على تفضيل محبتهم لغيره على محبته ومحبة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، والوعيد لا يقع إلا على فرضٍ لازم وحتم واجب . وعن أنس بن مالك – رضي الله عنه - ، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : " والذي نفسي بيده ، لا يؤمن أحكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين " متفق عليه . وعن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال : يا رسول الله ! والله لأنت أحب إليّ من كل شيء إلا من نفسي . فقال : " لا يا عمر ، حتى أكون أحب إليك من نفسك " فقال : والله لأنت أحبّ إلي من نفسي . فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " الآن يا عمر " متفق عليه . قال الحافظ ابن رجب : " ومعلوم أن محبة الرسول – صلى الله عليه وسلم – إنما هي تابعة لمحبة الله جلَ وعلا ، فإن الرسول – صلى الله عليه وسلم – إنما يُحب موافقة لمحبة الله له ، ولأمر الله بمحبته وطاعته واتباعه . فإذا كان لا يحصل الإيمان إلا بتقديم محبة الرسول على الأنفس والأولاد والآباء والخلق كلهم ، فما الظن بمحبة الله عز وجل ؟ " . محبة الله من علامات الإيمان ************************ وقد جعل النبي – صلى الله عليه وسلم – تقديم محبة الله ورسوله على محبة غيرهما من خصال الإيمان ، ومن علامات وجود حلاوة الإيمان في القلوب. فعن انس رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال "ثلاث من كن فيه وجد حلاوه الايمان: ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ,وان يحب المرء لا يحب الا لله , وان يكره ان يعود فى الكفر بعد اذا انقذه الله منه كما يكره ان يلقى فى النار" متفق عليه بشرى وتحذير عن أبي هريرة – رضي الله عنه قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال : إني أحب فلاناً فأحبه ، فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض . وإذا أبغض الله عبداً دعا جبريل فيقول : إني أبغض فلاناً فأبغضوه ، قال : فيبغضونه ، ثم توضع له البغضاء في الأرض " متفق عليه . من هم أحباب الرحمن ********************* 1- المحسنون " وأحسنوا إن الله يحب المحسنين " . 2- التوابون " إن الله يحب التوابين " 3- المتطهرون " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " . 4- المتقون " بلى من أوفى بعهده وأتقى فإن الله يحب المتقين " . 5- الصابرون " وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين " . 6- المتوكلون " فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين " . 7- المقسطون " فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين " . 8- المخلصون في الجهاد " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص " . أعداء الرحمن – والعياذ بالله - . ************************* 1- الكافرون " فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين " . 2- المعتدون " وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين " . 3- المفسدون " ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين " . 4- الظالمون " فمن عفا وأصلح فأجره على الله إن لا يحب الظالمين " . 5- المختالون و المتكبرون " إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً " . 6- الخائنون " فانبذ إليهم على سوآء إن الله لا يحب الخآئنين" . 7- المجاهرون بالسوء " لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم " . 8- المسرفون " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين " 9- الفرحون بالمعاصي " إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين " . درجات المحبة : ******************* - الدرجة الأولى : محبة فرض لازمة وهي أن يحب الله سبحانه محبة توجب له محبة ما فرضه الله عليه ، وبغض ما حرمه عليه ، محبة لرسوله المبلغ عن أمره ونهيه ، وتقديم محبته على النفوس والأهلين ، والرضا بما بلغه عن الله من الدين ، وتلقي ذلك بالرضا والتسليم ، ومحبة الأنبياء و الرسل والمتبعين لهم بإحسان جملة وعموماً لله عزّ وجلّ . وبغض الكفار والفجار جملة وعموماً لله عزّ وجلّ . وهذا القدر لابد منه في تمام الإيمان الواجب ، ومن أخل بشيء منه نقص من إيمانه الواجب بحسب ذلك . - الدرجة الثانية : درجة السابقين المقربين : وهي أن ترتقي المحبة إلى ما يحبه الله من نوافل الطاعات ، وكراهة ما يكرهه من دقائق المكروهات ، وإلى الرضا بما يقدره ويقتضيه ، مما يؤلم النفوس من المصائب ، وهذا فضل مستحب مندوب إليه . قال عامر بن قيس : " أحببت الله عز وجل حباً سهل علي كل مصيبة ، ورضاني بكل قضية ، فما أبالي مع حبي إياه ما أصبحت عليه وما أمسيت . ************************************* الأسباب الجالبة لمحبة الله سبحانه وتعالى ******************************* ومن الأسباب الجالبة للمحبة المقوية لها: (1) قراءة القرآن بالتدبر: لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف). ومنها اتباع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (2) التقرب إلى الله بالنوافل بعد أداء الفرائض: كما في الحديث القدسي: (ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه). (3) دوام ذكره سبحانه على كل حال: بالقلب واللسان، قال. قال إبراهيم بن الجنيد: كان يقال: من علامة المحبة لله: دوام الذكر بالقلب واللسان. (4) إيثار محابه سبحانه على محاب النفس وهواها. (5) مشاهدة بره وإحسانه ونعمه الظاهرة والباطنة: قال تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}... [النحل:53]. (6) الخلوة به سبحانه وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه ودعائه واستغفاره. (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له) (7) مجالسة المحبين الصالحين الصادقين. يقول صلى الله عليه وسلم "مثل الجليس الصالح وجليس السوء كمثل حامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبا ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أو تجد منه ريحا خبيثا" (8) مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل. اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا إلى حبك اللهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغاً لي فيما تحب يتبع |
21-07-11, 08:52 AM | #7 |
~مستجدة~
تاريخ التسجيل:
08-03-2011
المشاركات: 23
|
ثانيا الاخلاص
تعريف الاخلاص : ************ الاخلاص هو افراد الحق سبحانه في الطاعة بالقصد , وهو ان يريد بطاعته التقرب الى الله عز وجل دون شيء اخر , ومن تصنع لمخلوق او اكتساب صفة حميدة عند الناس او محبة مدح من خلق او معنى من المعاني سوى التقرب بة الى الله تعالى . ويصح ان يقال : هو تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين . وقيل : الاخلاص : نسيان رؤة الخلق بدوام النظر الى الخالق . ومن تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله . قال ابو عثمان سعيد بن اسماعيل : الاخلاص : ان تريد بقلبك وبعملك وعلمك وفعلك رضا الله تعالى , خوفا من سخط الله , كانك تراة بحقيقة علمك بانه يراك حتى يذهب الرياء عن قلبك . ثم تذكر منة الله عليك اذ وفقك لهذا العمل حتى يذهب العجب من قلبك , وتستعمل الرفق في عملك حتى تذهب العجلة من قلبك . وقال الامام ابن القيم رحمه الله في معنى الاخلاص العمل لله : اي لايمازج عملة ما يشوبه من شوائب ارادات النفس : اما طلب التزين في قلوب الخلق , واما طلب مدحهم , والهرب من ذمهم , او طلب تعظيمهم , او طلب اموالهم , او خدمتهم ومحبتهم , وقضائهم حوائجه , او غير ذلك من العلل والشوائب التي عقد متفرقاتها : هو ارادة ما سوى الله بعمله كائنا ما كان . الاخلاص في القران : *********************** 1) وحديث القران عن الاخلاص يظهر فيه الامر والتاكيد الشديد , قال تعالى : ( وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) البينه : 5 فبين الله تعالى ان اهم ما فرضه هو الامر باخلاص العبادة لله وحده . 2) وبين سبحانه ان الاخلاص من الحق الذي نزل به الكتاب , والذي يقبل غيره فقال : ( انا انزلنا اليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين * الا لله الدين الخالص ) الزمر : 2-3 3) ويتجاوز الامر بالاخلاص حدود الحياة ليشمل الممات كذلك , وقال تعالى ( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك امرت ) الانعام 162 4) واخلاص العبادة لله عز وجل وحده هو اصل الاصول الذي يجب اعلانه والجهر به , والدعوة اليه , واظهار البراءة من مخالفيه , فليس هناك مجال للتفريط فيه او المساومة عليه , قال تعالى ( قل الله اعبد مخلصا له ديني * فاعبدوا ما شئتم من دونه ) الزمر 5) وتتجلى صورة البراءة من المشركين بسبب تفريطهم في هذا الاصل في قوله جل وعلا ( قل يا ايها الكافرون * لااعبد ما تعبدون * ولا انتم عابدون ما اعبد * ولا انا عابد ما عبدتم * ولا انتم عابدون ما اعبد * لكم دينكم ولي دين ) سورة الكافرون 6) واخبر سبحانه عن حسن عبدة المخلص فقال : ( ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن ) قال ابن القيم رحمه الله فاسلام الوجه : اخلاص القصد والعمل لله , والاحسان فيه متابعة رسول الله وسنته . 7) وقال تعالى مبينا جزاء التفريط في الاخلاص : ( وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا ) الفرقان قال ابن القيم رحمه الله : وهي الاعمال التي كانت على غير السنة , او اريد بها غير وجه الله عز وجل 8) وبين تعالى ان الاخلاص يؤدي الى التقوى والى الجزاء الاوفى من الله تعالى فقال تعالى : ( وسيجنبها الاتقى * الذي يؤتى ماله تزكى * وما لاحد عنده من نعمة تجزى * الا ابتغاء وجه ربه الاعلى * ولسوف يرضى ) الليل . الاخلاص في السنة : ********************* وردت في السنة احاديث عدة تبين مكانة الاخلاص , وتحث على الالتزام به في كل عمل من الاعمال وم ذلك : 1) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنة قال : سمعت رسو الله صلى الله علية وسلم يقول : " انما الاعمال بالنيات , وانما لكل امرئ ما نوى , فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله , ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امراة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه " متفق عليه 2) عن انس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم : اخلاص العمل لله , ومناصحة امور الولاة الامر , ولزوم جماعة المسلمين " قال ابن القيم رحمه الله " اي لا يبقى في قلبة غل مع هذة الثلاثة بل تنفي عنه غله , وتنقيه منه , وتخرجه عنه فان القلب يغل على الشرك اعظم غل , وكذلك يغل الغش , وعلى خروجه عن جماة المسلمين بالبدعة والضلاله . فهذة الثلاثة تملؤة غلا ودغلا . ودواء الغل واستخراجه : بتجريد الاخلاص والنصح والمتابعة السنة 5) عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال : سئل رسول الله عن الرجل يقاتل شجاعة , ويقاتل حمية , ويقاتل رياءا . اي ذلك في سبيل الله ؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " جاهد نفسك : ************* يظن الكثير من الناس ان الاخلاص من الامور السهلة التي يستطيع كل احد تحقيقها دون ادنى مجاهدة , والواقع خلاف ذلك و فالاخلاص يحتاج الى مجاهدة قبل العمل واثناء العمل وبعد العمل . قبل العمل بان يقصد بعمله وجه الله تعالى ويصفيه عن ملاحظة المخلوقين . واثناء العمل : تكون المجاهدة في الحفاظ على هذه النية الصادقة فان الانسان قد يكون مخلصا في ابتداء العمل فاذا دخل في العمل واستقر فيه جاءه الشيطان فوسوس له وزين له اطلاع الخلق على عمله وهنا تكون المجاهدة النفس على الاستمرار في العمل بنفس النية الاولى . وبعد العمل : تكون المجاهدة برؤية التقصير في العمل , وعدم استحسانه والعجب به واستحقاقه الثواب عليه . قال بعض السلف : افة العبد رضاه عن نفسه , ومن نظر الى نفسه باستحسان شيء منها فقد اهلكها , ومن لم يهتم نفسه على دوام الاوقات فهو مغرور . وقيل لسهل بن عبد الله : اي شيء اشد على النفس ؟ قال : الاخلاص لانه ليس لها فيه نصيب . وقال ذو النون المصري : ثلاث من علامات الاخلاص : استواء المدح والذم من العامة , ونسيان رؤية الاعمال , ونسيان اقتضاء ثواب العمل في الاخرة . وقال ابو يعقوب السوسي : متى شهدوا الاخلاص في اخلاصهم احتاج اخلاصهم الى اخلاص . وقال يوسف بن الحسين : اعز شيء في الدنيا الاخلاص و وكم اجتهد في اسقاط الرياء عن قلبي فكانه ينبت على لون اخر . علاقة الاخلاص بالصدق : ************************* هناك تلازم بين الاخلاص والصدق . قال ابن القيم رحمه الله " وقد تنوعت عباراتهم في الاخلاص واالصدق , والقصد واحد " فقيل الاخلاص : استواء اعمال العبد في الظاهر والباطن والرياء : ان يكون ظاهرة خيرا من باطنه . والصدق في الاخلاص : ان يكون باطنه اعمر من ظاهره " ثمرات الاخلاص : ثمرات الاخلاص لايمكن حصرها , لانه ركن في كل عمل , وبسبب في كل خير , فكل ورد في الكتاب والسنة ان يعد من الثمرات الاخلاص وفوائدة غير انه يمكن اجكال ذلك : 1) الاخلاص سبب في جعل العمل مقبولا , وتركهه يحبط العمل ويوجب العقوبة 2) يرفع الدرجات ويكسب المنازل العالية . 3) سبب في النجاة من الشدائد والمحن . 4) سبب في استجابة الدعاء , 5) سبب في رضا الله عز وجل عن العبد . 6) الحصول على التقوى . 7) سبب في الزهد في الدنيا والقناعة وعدم النظر الى الاخرين . 8) سبب في دحر الشيطان والتغلب على وساوسة ولذلك استثنى ابليس اهل الاخلاص ( الا عبادك منهم المخلصين ) 9) سبب في التخلص من الرياء والشرك : قال الفضيل بن عياض : ترك العمل من اجل الناس شرك , والاخلاص ان يعافيك الله منهما 10 ) سبب في انتصار المسلمين على اعدائهم لقوله صلى الله علية وسلم " انما ينصر الله هذة الامة بضعيفها , بدعوتهم وصلاتهم واخلاصهم " 11) سبب في النجاة من عذاب الاخرة وعذاب القبر 12 ) سبب في الهدى والتخلص من الضلال . 13 ) سبب في محبة الله عز وجل ومحبة الخلق . 14 ) سبب في طمانينة القلب والشعور بالسعادة والسكينة . 15 ) سبب في تكثير العمل ومضاعفة الاجر 16 ) سبب في تطهير القلب من امراضة . 17 ) سبب في قلب العادات الى العبادات يثاب عليها 18 ) سبب في التوفيق الى الصواب 19 ) سبب في حسن الخاتمة والموت على السنة . كيف تكون مخلصا ؟ ********************** كما ان كثيرا من الناس ر يرون صعوبة في تحقيق الاخلاص وهذا من تفريطهم وجهلهم فان كثيرا منهم كذلك يرون الاخلاص التام لا يمكن ان يتحقق , لان حراسة القلب قبل واثناء وبعد العمل مستحيلة . وهذا ايضا خطا من القول دون ان يستند الى دليل , فان الله عز وجل ما امرنا بامر الا وفي مقدور كل واحد منا تنفيذة على اكمل وجه قال تعالى ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) الحج والاخلاص مما امر الله تعالى به , ويمكن للمرء ان يستدعي الاخلاص في كل عمل اذا راعى ما يلي : 1_ معرفة الله عز وجل باسمائة وصفاته ونعوت جلاله , فهذه المعرفة تجعل النفس تشاهد جلال الله عز وجل وعظمته , وانه اهل سبحانه لان يعبد ويخلص له العبادة . 2_ معرفة الخلق وانهم مخلوقون مربوبون ضعفاء فقاء , لا يستحقون ان يبطل الانسان عمله لاجل رؤيتهم وثنائهم . 3_ معرفة النفس بكونها مصدر كل سوء وقبح وان ما يصدر عنها من خير وهدى فمنالله وحده فيستعين بالله عليها حتى لا تتجاوز حد الاخلاص . 4_ التفكر في فضائل الاخلاص وعلة منازل الخلصين . 5_ التفكر في مضار الرياء وسفول منازل المرائين 6_ الطمع فيما عند اله من ثواب . 7_ الخوف من عذاب الله عز وجل بسبب الرياء 8_ كراهة السقوط من عين الله 9 _ الخوف من سوء الخاتمة , والتفكر في ان الموت ياتي بغتة والحذر من ان يدركه على غير اخلاص . 10 _ مطالعة اخبار اهل الاخلاص , وما اتحفهم الله تعالى به من الكرامة والمنازل العالية ...واخبار اهل الشرك والرياء وما عاقبهم الله به في الدنيا والاخرة . جزاء الاخلاص : **************** قال تعالى ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا * انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا * انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا * فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا * وجزاهم بما صبروا الجنة وحريرا * متكئين فيها على الارائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا * ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا * ويطاف عليهم بانية من فضة واكواب كانت قواريرا * قواريرا من فضة قدروها تقديرا * ويسقون فيها كاسا كان مزاجها زنجبيلا * عينا فيها تسمى سلسبيلا * ويطوف عليهم ولدان مخلدون اذا رايتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا * واذا رايت ثم رايت نعيما وملكا كبيرا * عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق وحلوا اساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا * ان هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا * ) الانسان 8_22 فهذا الجزاء الحسن , والنعيم الابدي , والسعادة الدائمة , والفرح والسرور , والسؤدد والجمال والغنى , انما هو للمخلصين من عباد الله . الذين لا يعطون الا لله , ولا يمنعون الا لله , ولا يحبون الا لله , ولا يبغضون الا لله , ولا يقولون الا لله , فهم بالله وفي الله ولله . نسال الله تعالى ان يجعلنا من اهل الاخلاص , وان ينجينا من العمل لغيره انه ولي ذلك والقادر عليه . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد . |
21-07-11, 08:54 AM | #8 |
~مستجدة~
تاريخ التسجيل:
08-03-2011
المشاركات: 23
|
ثالثا ورابعا
الخوف من الله عز و جل والرجاء منزلة الخوف و حكمه : من أجلّ منازل العبودية و أنفعها و هي فرض على كل أحد . قال تعالى ( فلا تخافوهم و خافون إن كنتم مؤمنين ) و قال عز وجلّ ( و لمن خاف مقام ربه جنتان ) تعريف الخوف : قيل : الخوف توقع العقوبة على مجاري الأنفاس - الخوف قوة العلم بمجاري الأحكام - الخوف هرب القلب من حلول المكروه عند استشعاره - الخوف غمّ يلحق بالنفس لتوقع مكروه . قال بن المناوي في كتابه -التوقيف على مهمات التعاريف - الخوف توقع مكروه أو فوت محبوب ذكره ابن الكمال ، و قال الحرالي: حذر النفس من أمور ظاهرة نضرة ، و قال التفتازاني : غمّ يلحق الإنسان مما يتوقعه من السوء ، و قال الراغب: توقع مكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة كما أن الرجاء توقع محبوب كذلك و ضده الأمن و يستعمل في الأمور الدنيوية و الأخروية ، و عند الصوفية: ارتعاد القلب لما عمل من الذنب ، وقيل أن يترقب العقوبة و يتجنب عيوبه ، و قيل انزعاج السريرة لما عمل من الجريرة ). فوائد الخوف: قال أبو حفص عمر بن مسلمة الحداد النيسابوري: الخوف سراج القلب به يبصر ما فيه من الخير و الشر ، وكل أحد إذا خفته هربت منه ، إلا الله عز جلّ فإنك إذا خفته هربت إليه . - قال أبو سليمان : ما فارق الخوف قلباً إلا خرب - قال إبراهيم بن سفيان : إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها ، و طرد الدنيا عنها . - قال ذو النون : الناس على الطريق ما لم يَزُل عنهم الخوف ، فإذا زال الخوف ضلّوا الطريق . أنواع الخوف من حيث الحُكم : 1 - الخوف المحمود الصادق : هو ما حال بين صاحبه و بين محارم الله عز و جلّ ، فإذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس و القنوط . قال عثمان الحيري : صدق الخوف هو الورع عن الآثام ظاهراً و باطناً. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله . 2 - الخوف الواجب: هو ما حمل على فعل الواجبات و ترك المحرمات . 3 - الخوف المستحب : هو ما حمل على فعل المستحبات و ترك المكروهات . الجمع بين الخوف و الرجاء و الحب : لا بد للعبد من الجمع بين هذه الأركان الثلاثة ، لأن عبادة الله بالخوف وحده طريقة الخوارج ؛ فهم لا يجمعون إليه الحب و الرجاء ؛ و لهذا لا يجدون للعبادة لذة و إليها رغبة ، و هذا يورث اليأس و القنوط من رحمة الله ، و غايته إساءة الظن بالله و الكفر به سبحانه . و عبادة الله بالرجاء و حده طريقة المرجئة الذين وقعوا في الغرور و الأماني الباطلة و ترك العمل الصالح ، و غايته الخروج من الملة ، و عبادة الله بالحب وحده طريقة غلاة الصوفية الذين يقولون : نعبد الله لا خوفاً من ناره ، و لا طمعاً في جنته ، و إنما حباً لذاته ، و هذه طريقة فاسدة لها آثار وخيمة منها الأمن من مكر الله ، وغايته الزندقة و الخروج من الدين . قال بعض السلف كلمة مشهورة و هي : " من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ، و من عبده بالخوف وحده فهو حروري - أي خارجي - و من عبده بالرجاء و حده فهو مرجيء ، ومن عبده بالخوف و الحب و الرجاء فهو مؤمن موحد ." . قال ابن القيم : " القلب في سيره إلى الله عز و جل بمنزلة الطائر ، فالمحبة رأسه و الخوف و الرجاء جناحاه ، فمتى سلم الرأس و الجناحان فالطائر جيد الطيران ، و متى قطع الرأس مات الطائر ، و متى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد و كاسر " . أيهما يُغلَّب الرجاء و الخوف ؟ قال ابن القيم : " السلف استحبوا أن يقوي في الصحة جناح الخوف على الرجاء ، وعند الخروج من الدنيا يقوي جناح الرجاء على جناح الخوف ، هذه طريقة أبي سليمان و غيره . و قال : ينبغي للقلب أن يكون الغالب عليه الخوف ، فإذا غلب الرجاء فسد . و قال غيره : أكمل الأحوال اعتدال الرجاء و الخوف ، و غلبة الحب ، فالمحبة هي المركب و الرجاء حادٍ ، و الخوف سائق ، و الله الموصل بمنّه وكرمه . أقسام الخوف : 1 - خوف السر : و هو خوف التأله و التعبد و التقرب و هو الذي يزجر صاحبه عن معصية من يخافه خشيةً من أن يصيبه بما شاء من فقر ، أوقتل ، أو غضب ، أو سلب نعمة ، و نحو ذلك بقدرته و مشيئته . فهذا القسم لا يجوز أن يصرف إلا الله عز و جل و صرفه له يعد من أجلّ العبادات و من أعظم واجبات القلب ، بل هو ركن من أركان العبادة ، و من خشي الله على هذا الوجه فهو مخلص موحد ، و من صرفه لغير الله فقد أشرك شركاً أكبر ؛ إذ جعل لله نداً في الخوف ، و ذلك كحال المشركين الذين يعتقدون في آلهتهم ذلك الاعتقاد ، و لهذا يخوِّفون بها أولياء الرحمن كما قال قوم هود عليه السلام الذين ذكر الله عنهم أنهم خوفوا هوداً بآلهتهتم فقالوا ( إن نقول إلا عتراك بعض آلهتنا بسوء ) ، و كحال عُبّاد القبور ، فإنهم يخافون أصحاب القبور من الصالحين بل من الطواغيت كما يخافون الله بل أشد ، ولهذا إذا توجهت على أحدهم اليمين بالله أعطالك ما شئت من الأيمان صادقاً أو كاذباً ، فإذا كانت اليمين بصاحب التربة لم يقدم على اليمين إن كان كاذباً ، و ما ذاك إلا لأن المدفون في التراب أخوف عنده من الله . و كذا إذا أصاب أحداً منهم ظلم لم يطلب كشفه إلا من المدفونين في التراب ، و إذا أراد أحدهم أن يظلم أحداً فاستعاذ المظلوم بالله لم يعذه ، و لو استعاذ بصاحب التربة أو بتربته لم يقدم عليه بشىء و لم يتعرض له بالأذى . 2 - الخوف من وعيد الله : الذي توعد به العصاة و هذا من أعلى مراتب الإيمان و هو درجات و مقامات و أقسام كما مضى ذكره قبل قليل . 3 - الخوف المحرم : و هو أن يترك الإنسان ما يجب عليه من الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بغير عذر إلا لخوف الناس و كحال من يفر من الزحف خوفاً من لقاء العدو فهذا خوف محرم و لكنه لا يصل إلى الشرك . 4 - الخوف الطبيعي : كالخوف من سَبُع أو عدو أو هدم أو غرق و نحو ذلك مما يخشى ضرره الظاهري فهذا لا يُذم و هو الذي ذكره الله عن موسى عليه السلام في قوله عز وجل ( فخرج منها خائفاً يترقب ) و قوله ( فأوجس في نفسه خيفةً موسى ) ، و يدخل في هذا القسم الخوف الذي يسبق لقاء العدو أو يسبق إلقاء الخطب في بداية الأمر ؛ فهذا خوف طبيعي و يُحمد إذا حمل صاحبه على أخذ الأهبة و الاستعداد و يُذم إذا رجع به إلى الانهزام و ترك الإقدام . 5 - الخوف الوهمي : كالخوف الذي ليس له سبب أصلاً أو له سبب ضعيف جداً فهذا خوف مذموم و يدخل صاحبه في وصف الجبناء و قد تعوذ النبي صلى الله عليه و سلم من الجبن فهو من الأخلاق الرذيلة ، و لهذا كان الإيمان التام و التوكل الصحيح أعظم ما يدفع هذا النوع من الخوف و يملأ القلب شجاعةً ، فكلما قوي إيمان العبد زال من قلبه الخوف من غير الله ، و كلما ضعف إيمانه زاد و قوي خوفه من غير الله ، و لهذا فإن خواص المؤمنين و أقوياءهم تنقلب المخاوف في حقهم أمناً و طمأنينة لقوة إيمانهم و لسلامة يقينهم و كمال توكلهم ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل . فانقلبوا بنعمةٍ من الله و فضل لم يمسسهم سوء ) . للاستزادة يُنظر : مدارج السالكين 1/ 507 - 513 ، و شروح كتاب التوحيد باب ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياء ) . من مطوية ( كلمات في الخوف ) للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد - دار ابن خزيمة ==================================== من الأسباب التي تورث الخوف من الله عز و جل: 1 - إجلال الله و تعظيمه و معرفة حقارة النفس . 2 - خشية التقصير في الطاعة و التقصير في المعصية . 3 - زيارة المرضى و المصابين و المقابر . 4 - تذكر أن الله شديد العقاب و إذا أخذ الله الظالم لم يفلته . 5 - تذكر الموت و ما فيه . 6 - ملاحظة الله و مراقبته . 7 - تذكر الخاتمة . 8 - تدبر آيات القرآن الكريم . 9 - المحافظ على الفرائض و التزود من النوافل و ملازمة الذكر . 10 - مجالسة الصالحين و الاستماع لنصائحهم . باب الجمع بين الخوف والرجاء اعلم أن المختار للعبد في حال صحته أن يكون خائفاً راجياً ، ويكون خوفه ورجاؤه سواء ، وفي حال المرض يمحض الرجاء . وقواعد الشرع من نصوص الكتاب والسنة وغير ذلك متظاهرة على ذلك ، قال الله تعالى : ( فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) [االأعراف: 99] . وقال تعالى : ( إِنَّهُ لا يَايْئسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) [يوسف: 87] . وقال تعالى : ( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ) [آل عمران:106] وقال تعالى : ( إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) [الأعراف: 167] . وقال تعالى : ( إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ) (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ) [الانفطار:13 ، 14] . وقال تعالى : ( فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ) [القارعة: 6، 9] . والآيات في هذا المعني كثيرة . فيجتمع الخوف والرجاء في آيتين مقترنتين أو آيات أو آية . 1/443 ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ، ما طمع بجنته أحد ، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ، ما قنط من جنته أحد )) رواه مسلم(295) . 2/444 ـ وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا وضعت الجنازة واحتملها الناس أو الرجال على أعناقهم ، فإن كانت صالحة ، قالت : قدموني قدموني ، وإن كانت غير صالحة ، قالت يا ويلها ! أين تذهبون بها ؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ، ولو سمعه صعق )) رواه البخاري (296) . 3/445 ـ وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله ، والنار مثل ذلك )) رواه البخاري(297) . الـشـرح قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ: باب الجمع بين الخوف والرجاء ، وتغليب الرجاء في حال المرض . هذا الباب قد اختلف فيه العلماء هل الإنسان يغلب جانب الرجاء أو جانب الخوف ؟ . فمنهم من قال : يغلب جانب الرجاء مطلقاً ، ومنهم من قال : يغلب جانب الخوف مطلقاً . ومنهم من قال ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه سواء ، لا يغلب هذا على هذا ، ولا هذا على هذا ؛ لأنه إن غلب جانب الرجاء ؛ أمن مكر الله ، وإن غلب جانب الخوف ؛ يئس من رحمة الله . وقال بعضهم : في حال الصحة يجعل رجاءه وخوفه واحداً كما اختاره النووي رحمه الله في هذا الكتاب ، وفي حال المرض يغلب الرجاء أو يمحضه . وقال بعض العلماء أيضاً : إذا كان في طاعة ؛ فليغلب الرجاء ، وأن الله يقبل منه ، وإذا كان فعل المعصية ؛ فليغلب الخوف ؛ لئلا يقدم على المعصية . والإنسان ينبغي له أن يكون طبيب نفسه ، إذا رأى من نفسه أنه أمن من مكر الله ، وأنه مقيم على معصية الله ، ومتمنٍ على الله .الأماني ، فليعدل عن هذه الطريق ، وليسلك طريق الخوف . وإذا رأى أن فيه وسوسة ، وأنه يخاف بلا موجب ؛ فليعدل عن هذا الطريق وليغلب جانب الرجاء حتى يستوي خوفه ورجاؤه . ثم ذكر المؤلف ـ رحمه الله ـ آيات جمع الله فيها ذكر ما يوجب الخوف ، وذكر ما يوجب الرجاء ، ذكر فيها أهل الجنة وأهل النار، وذكر فيها صفته عز وجل وأنه شديد العقاب وأنه غفور رحيم . وتأمل قوله تعالى : ( اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (98) مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ ) [المائدة: 98 ، 99] ؛ حيث إنه في مقام التهديد والوعيد قدم ذكر شدة العقاب (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) . وفي حالة تحدثه عن نفسه وبيان كمال صفاته قال : ( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ) [الحجر: 49 ، 50] ؛ فقدم ذكر المغفرة على ذكر العذاب ؛ لأنه يتحدث عن نفسه عز وجل ، وعن صفاته الكاملة ورحمته التي سبقت غضبه . ثم ذكر المؤلف أحاديث في هذا المعنى تدل على أنه يجب على الإنسان أن يجمع بين الخوف الرجاء ، مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ؛ ما طمع بجنته أحد )) . والمراد لو يعلم علم حقيقة وعلم كيفية لا أن المراد لو يعلم علم نظر وخبر ؛ فإن المؤمن يعلم ما عند الله من العذاب لأهل الكفر والضلال ، لكن حقيقة هذا لا تدرك الآن ، لا يدركها إلا من رقع في ذلك ـ أعاذنا الله وإياكم من عذابه . (( ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ، ما قنط من جنته أحد )) ، والمراد حقيقة ذلك ، وإلا فإن الكافر يعلم أن الله غفور رحيم ، ويعلم معنى المغفرة ، ويعلم معنى الرحمة . وذكر المؤلف أحاديث في معنى ذلك مثل قوله: ((الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله ، والنار مثل ذلك)). شراك النعل يضرب به المثل في القرب ؛ لأن الإنسان لا بس نعله ، فالجنة أقرب إلى أحدنا من شراك نعله ؛ لأنها ربما تحصل للإنسان بكلمة واحدة ، والنار مثل ذلك ، ربما تحدث النار بسبب كلمة يقولها القائل ، مثل الرجل الذي كان يمر على صاحب معصية فينهاه ويزجره ، فلما تعب قال : والله لا يغفر الله لفلان . فقال الله تعالى : (( من ذا الذي يتألى علىَ ألا أغفر لفلان ؛ قد غفرت له وأحبطت عملك )) (298)، قال أبو هريرة : تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته . فالواجب على الإنسان أن يكون طبيب نفسه في كونه يغلب كونه الخوف أو الرجاء ، إن رأى نفسه تميل إلى الرجاء وإلى التهاون بالواجبات وإلى انتهاك المحرمات استناداً إلى مغفرة الله ورحمته ؛ فليعدل عن هذا الطريق ، وإن رأى أن عنده وسواساً ، وأن الله لا يقبل منه ؛ فإنه يعدل عنه هذا الطريق . خامسا التوكل على الله بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على أله و صحبه و من والاه ، أما بعد: فالتوكل على الله و تفويض الأمر إليه سبحانه ، و تعلق القلوب به جل و علا من أعظم الأسباب التي يتحقق بها المطلوب و يندفع بها المكروه ، وتقضى الحاجات ، و كلما تمكنت معاني التوكل من القلوب تحقق المقصود أتم تحقيق ، و هذا هو حال جميع الأنبياء و المرسلين ، ففي قصة نبي الله إبراهيم – عليه السلام – لما قذف في النار روى أنه أتاه جبريل ، يقول : ألك حاجة ؟ قال : "أما لك فلا و أما إلى الله فحسبي الله و نعم الوكيل " فكانت النار برداً و سلاماً عليه ، و من المعلوم أن جبريل كان بمقدوره أن يطفئ النار بطرف جناحه ، و لكن ما تعلق قلب إبراهيم – عليه السلام – بمخلوق في جلب النفع و دفع الضر . و نفس الكلمة رددها الصحابة الكرام يوم حمراء الأسد – صبيحة يوم أحد – يقول تعالى: ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ ) " سورة آل عمران : 173 – 174 " . و لما توجه نبي الله موسى – عليه السلام – تلقاء مدين ( وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) " سورة القصص : 23 – 24 " أوقع حاجته بالله فما شقي ولا خاب ، و تذكر كتب التفسير أنه كان ضاوياً ، خاوي البطن ، لم يذق طعاماً منذ ثلاث ليال ، و حاجة الإنسان لا تقتصر على الطعام فحسب ، فلما أظهر فقره لله ، و لجأ إليه سبحانه بالدعاء ، و علق قلبه به جل في علاه ما تخلفت الإجابة ، يقول تعالى: ( فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ ) " سورة القصص : 25 " وكان هذا الزواج المبارك من ابنة شعيب ، و نفس الأمر يتكرر من نبي الله موسى ، فالتوكل سمة بارزة في حياة الأنبياء – عليهم السلام – لما سار نبي الله موسى و من آمن معه حذو البحر ، أتبعهم فرعون و جنوده بغياً و عدواً ، فكان البحر أمامهم و فرعون خلفهم ، أي إنها هلكة محققة ، و لذلك قالت بنو إسرائيل: إنا لمدركون ، قال نبى الله موسى : (كلا إن معي ربى سيهدين) قال العلماء : ما كاد يفرغ منها إلا و أُمر أن أضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ، فكان في ذلك نجاة موسى و من آمن معه ، و هلكة فرعون و جنوده ، و لذلك قيل : فوض الأمر إلينا نحن أولى بك منك ، إنها كلمة الواثق المطمئن بوعد الله ، الذي يعلم كفاية الله لخلقه: ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ ) " سورة الزمر : 36 " التوكل والتواكل: قد تنخرق الأسباب للمتوكلين على الله ، فالنار صارت برداً و سلاماً على إبراهيم ، و البحر الذي هو مكمن الخوف صار سبب نجاة موسى و من آمن معه ، ولكن لا يصح ترك الأخذ بالأسباب بزعم التوكل كما لا ينبغي التعويل على الحول و الطول أو الركون إلى الأسباب ، فخالق الأسباب قادر على تعطليها، و شبيه بما حدث من نبى الله موسى ما كان من رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الهجرة ، عندما قال أبو بكر – رضي الله عنه - : لو نظر أحد المشركين تحت قدميه لرآنا ، فقال له النبي صلى الله عليه و سلم :" ما بالك باثنين الله ثالثهما ، لا تحزن إن الله معنا "، و هذا الذي عناه سبحانه بقوله: ( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا ) " سورة التوبة : 40 ". والأخذ بالأسباب هو هدى سيد المتوكلين على الله – صلوات الله و سلامه عليه - في يوم الهجرة و غيره ، إذ عدم الأخذ بالأسباب قدح في التشريع، و الاعتقاد في الأسباب قدح في التوحيد ، و قد فسر العلماء التوكل فقالوا : ليكن عملك هنا و نظرك في السماء ، و في الحديث عن أنس بن مالك – رضى الله عنه – قال : قال رجل : يا رسول الله أعقلها و أتوكل ، أو أطلقها و أتوكل ؟ قال : "اعقلها و توكل " رواه الترمذي و حسنه الألباني ، وأما عدم السعي فليس من التوكل في شيء، و إنما هو اتكال أو تواكل حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و التوكل على الله يحرص عليه الكبار و الصغار و الرجال و النساء ، يحكى أن رجلاً دخل مسجد النبي صلى الله عليه و سلم بالمدينة فرأى غلاماً يطيل الصلاة ، فلما فرغ قال له : ابن من أنت؟ فقال الغلام : أنا يتيم الأبوين ، قال له الرجل : أما تتخذني أباً لك ، قال الغلام : و هل إن جعت تطعمني ؟ قال له : نعم ، قال : و هل إن عريت تكسوني؟ قال له : نعم ، قال : و هل إن مرضت تشفيني؟ قال: هذا ليس إلي ، قال : و هل إن مت تحييني ، قال : هذا ليس إلى أحد من الخلق ، قال : فخلني للذي خلقني فهو يهدين و الذي هو يطعمني و يسقين، و إذا مرضت فهو يشفين ،و الذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ، قال الرجل : آمنت بالله، من توكل على الله كفاه . و في قصة الرجل الذي كان يعبد صنماً في البحر ، و التي نقلها ابن الجوزي عن عبد الواحد بن زيد دلالة على أن التوكل نعمة من الله يمتن بها على من يشاء من خلقه حتى و إن كان حديث العهد بالتدين ، فهذا الرجل لما جمعوا له مالاً و دفعوه إليه ، قال : سبحان الله دللتموني على طريق لم تسلكوه ، إني كنت أعبد صنماً في البحر فلم يضيعني فكيف بعد ما عرفته ، و كأنه لما أسلم وجهه لله طرح المخلوقين من حساباته ، فغنيهم فقير ، و كلهم ضعيف و كيف يتوكل ميت على ميت : (فتوكل على الحي الذي لا يموت و سبح بحمده). و في الحديث :" لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً و تروح بطاناً " رواه أحمد و الترمذي و قال: حسن صحيح . و كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم :" اللهم أسلمت وجهي إليك و فوضت أمري إليك و ألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ". رواه البخاري و مسلم و كان يقول : "اللهم لك أسلمت و بك آمنت و عليك توكلت و إليك أنبت و بك خاصمت ، اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني ، أنت الحي الذي لا يموت و الجن و الإنس يموتون ". رواه مسلم ، و كان لا يتطير من شئ صلوات الله و سلامه عليه ، و أخذ بيد رجل مجذوم فأدخلها معه في القصعة ثم قال : "كُلْ ثقةً بالله و توكلا عليه " رواه أبو داود و ابن ماجة . التوكل على الله نصف الدين: ينبغي للناس كلهم أن يتوكلوا على الله عز و جل مع أخذهم بالأسباب الشرعية ، فالتوكل كما قال ابن القيم: نصف الدين و النصف الثانى الإنابة ، فإن الدين استعانة و عبادة ، فالتوكل هو الاستعانة و الإنابة هي العبادة ، و قال أيضاً : التوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق و ظلمهم و عدوانهم ، و قال سعيد بن جبير : التوكل على الله جماع الإيمان ، و عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون و يقولون : نحن المتوكلون ، فإن قدموا مكة سألوا الناس ، فأنزل الله تعالى: ) وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ( " سورة البقرة : 197 " وروي أن نبي الله موسى – عليه السلام – كان يقول : اللهم لك الحمد و إليك المشتكى و أنت المستعان ، و بك المستغاث و عليك التكلان ، ولا حول ولا قوة إلا بك . عباد الله إن الله هو الوكيل ، الذي يتوكل عليه ، و تفوض الأمور إليه ليأتي بالخير و يدفع الشر . من أسماء الرسول :المتوكل و من أسماء رسول الله صلى الله عليه و سلم " المتوكل " كما في الحديث: " و سميتك المتوكل " .و إنما قيل له ذلك لقناعته باليسير و الصبر على ما كان يكره ، و صدق اعتماد قلبه على الله عز و جل في استجلاب المصالح و دفع المضار من أمور الدنيا و الأخرة و كلة الأمور كلها إليه، و تحقيق الإيمان بأنه لا يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه ، و لكم في نبيكم أسوة حسنة و قدوة طيبة ، فلابد من الثقة بما عند الله و اليأس عما في أيدي الناس ، و أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يد نفسك ، و إلا فمن الذي سأل الله عز وجل فلم يعطه ، و دعاه فلم يجبه و توكل عليه فلم يكفه ، أووثق به فلم ينجه؟ إن العبد لا يؤتى إلا من قبل نفسه ، و بسبب سوء ظنه ، و في الحديث: " أنا عند ظن عبدي بي ، فليظن بي ما شاء " و الجزاء من جنس العمل ، فأحسنوا الظن بربكم و توكلوا عليه تفلحوا ، فإن الله يحب المتوكلين . و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين |
24-07-11, 06:08 PM | #9 |
متفائلة
|
بسم الله الرحمن الرحيم [gdwl] واجب عبادات قلبية / لأختي الغالية ولاء [/gdwl] من العبادات القلبية : 1- الإخلاص - دليله من القرآن : * قال تعالى : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ) - دليله من السنة : * عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قال الله تبارك وتعالى : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) رواه الإمام مسلم وقال : ( لا يقبل الله من الأعمال إلا ما كان خالصاً ) * وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به ) * عن سليمان بن يسار قال : تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له ناتل - أخو أهل الشام : يا أبا هريرة حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( أول الناس يقضى فيه يوم القيامة رجل أتى به الله فعرفه نعمه فعرفها فقال : ما عملت فيها ؟ فقال : قاتلت في سبيلك حتى استشهدت . فقال : كذبت إنما أردت أن يقال : فلان جريء فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم والقرآن فأتى به الله فعرفه نعمه فعرفها فقال : ما عملت فيها ؟ قال : تعلمت العلم وقرأت القرآن وعلمته فيك فقال : كذبت إنما أردت أن يقال : فلان عالم وفلان قارئ فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار . ورجل آتاه من أنواع المال فأتى به الله فعرفه نعمه فعرفها فقال : ما علمت فيها ؟ فقال : ما تركت ( ذكر كلمة معناها من سبيل تحب أن تنفق فيه إلا أنفقت فيه لك قال : كذبت إنما أردت أن يقال : فلان جواد فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ) 2- الخوف - دليله من القرآن : * قوله تعالى( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) * وقوله : ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين) - دليله من السنة : * قال صلى الله عليه وسلم :( إني أرى ما لا ترون ، وأسمع ما لا تسمعون ، أطت السماء ، وحق لها أن تئط ، ما فيها موضع قدم إلا ملك واضع جبهته ساجدا لله ، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ، ولبكيتم كثيرا ، وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله ، والله لوددت أني شجرة تعضد ) 3- الرجاء : - دليله من القرآن : قوله تعالى :( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ) 4- الخشية - الدليل من القرآن : * قوله تعالى : ( فلا تخشوهم واخشون) - الدليل من السنة : * ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ، ولبكيتم كثيرا ، وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله ) 5- الصبر : ودليله : - دليله من القرآن : * قوله تعالى : (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم ) و قوله تعالى : (فاصبر صبرا جميلا) و قوله تعالى : (فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ) و قوله تعالى : (واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون) و قوله تعالى : ( واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين) - دليله من السنة : * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط" * و روى البخاري ومسلم عن عطاء بن أبي رباح قال : قال لي ابن عباس : ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت : بلى . قال : هذه المرأة السوداء ! أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع ، وإني أتكشف ، فادع الله لي . قال : إن شئت صبرتِ ، ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك . قالت : أصبر . ثم قالت : فإني أتكشف ، فادع الله أن لا أتكشف ، فدعا لها * وحديث النبي صلى الله عليه وسلم : " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له " * وقال صلى الله عليه وسلم : (من يتصبر يصبره الله، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، وما أعطي عبد عطاءً هو خير وأوسع من الصبر). 6- التوكل: - دليله من القرآن : قوله تعالى : (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) و قوله تعالى : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) و قوله تعالى : ( وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت) - دليله من السنة : * حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ - أُرَاهُ قَالَ- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالُوا {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.رواه البخاري *حدثنا إبراهيم بن الحسن الخثعمي حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إذا خرج الرجل من بيته فقال بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله قال يقال حينئذ هديت وكفيت ووقيت فتتنحى له الشياطين فيقول له شيطان آخر كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي " ) * وقال صلى الله عليه وسلم : ( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصا و تروح بطانا) 7- الرغبة 8- الرهبة 9- الخشوع - دليل الثلاثة من القرآن : * قوله تعالى : ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين) 10 – الإنابة : - دليلها من القرآن : قوله تعالى : (وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له ) و قوله تعالى : ( عليه توكلت وإليه أنيب ) 11 – الاستعانة - دليلها من القرآن : *قوله تعالى : (إياك نعبد وإياك نستعين ) - دليله من السنة : * حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم - : " يا غلام احفظ الله يحفظك ...... إذا استعنت فاستعن بالله " * ( استعن بالله ولا تعجز ) 12- الاستغاثة - دليلها من القرآن : * قوله تعالى : ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم) 13- الاستعاذة: - دليلها من القرآن : * قوله تعالى : ( قل أعوذ برب الناس ) وقوله ( قل أعوذ برب الفلق) * ومن أذكار رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ) ( أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) 14- الحب : - دليله من السنة : *روى الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الله قال :( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه) 15- التواضع - دليله من السنة : *قال صلى الله عليه وسلم : ( وما تواضع عبد لله إلا رفعه الله ) * وقال عليه الصلاة والسلام :( إن الله أوحى إلي أن تواضعوا لئلا يبغي أحد على أحد ) الحمدلله رب العالمين |
24-07-11, 06:11 PM | #10 |
متفائلة
|
واجب عبادات قلبية / لزهور
العبادات القلبية : الخوف : وهو الخوف الذي يتقرَّب ويتعبد به الخائف للمَخُوف منه وهذا النوع لا يكون إلا لله – تعالى - وصرفه لغير الله شرك أكبر قال صلى الله عليه وسلم : (إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته لله ساجدا والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله لوددت أني كنت شجرة تعضد ) قال تعالى -: ( فلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ) الرجاء : هو الاستبشار بجود وفضل الرب - تبارك وتعالى - والارتياح لمطالعة كرمه قال تعالى : (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن لله عز وجل مئة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الإنس والجن والهوام والسباع وذخر تسعة وتسعين إلى يوم القيامة ولفظالآخر إن لله عز وجل قسم منها رحمة بين جميع الخلائق فبها يتراحمون وبها يتعاطفون وبها تعطف الوحش على أولادها وأخر تسعة وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة ) التوكل : هو صدق الاعتماد على الله - عزَّ وجلَّ - في جلب المحبوب، ودفع المكروه مع فعل الأسباب المأذون فيها قال تعالى : (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لو أنكم توكلون على الله تعالى حق توكله، لرزقكم كما يرزقالطير، تغدو خماصا، و تروح بطانا ) الرغبة والرهبة والخشوع : قال تعالى : (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) الخشية : وهي الخوف مع التعظيم قال تعالى : ( فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي ) قال النبي – صلى الله عليه وسلم-: "إنِّي أتقاكم لله وأشدكم له خشية" الإنابة : وهي التوبة مع رجوع إلى حال أحسن قال تعالى : ( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ ) الاستعانة : قوله تعالى : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) الاخلاص : قال تعالى: ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) الصبر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ؛ و إن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضى ،و من سخط فله السخط) الحب : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أنيعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ) التواضع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مانقصت صدقة من مال ، و مازاد الله عبد بعفو إلا عزا ، و ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ) |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كيف تقيد الفوائد أثناء القراءة ؟ | أم البتول | روضة آداب طلب العلم | 13 | 11-12-13 01:03 AM |
كيف تقيد الفوائد أثناء القراءة ؟ | أم الخطاب78 | روضة آداب طلب العلم | 12 | 07-03-11 05:39 PM |
تقييد الفوائد ( موضوع قيم ) | أم اليمان | روضة آداب طلب العلم | 18 | 13-07-08 03:19 PM |