العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة الفقه وأصوله

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-08-19, 04:11 AM   #1
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
Pencel الأيام العشر والأضحى

الأيام العشر والأضحى
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"سورة آل عمران / آية : 102 .
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا".سورة النساء / آية : 1 .
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا"سورة الأحزاب / آية : 70 ، 71 .
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِمُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ. ثم أَمَّا بَعْدُ:
نظرًا للحاجة المُلِحَّة لمعرفة هدي الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الأيام العشر من ذي الحجة ، وعيد الأضحى ، وما يشرع في هذه الأيام الطيبة .
ونظرًا للحرص على اغتنام هذه الفرص العظيمة الأجر ، والتي تعتبر من الهبات العظيمة التي تعين على الانتفاع بالأعمار القصيرة ، والأنفاس المحدودة المعدودة .
نظرًا لذلك جُمعت هذه الرسالة من المصادر الصحيحة لتكون هادية بإذن الله ، لما يحب الله ويرضى .
وهي تحوي : فضل العشر من ذي الحجة .
وتحوي كل ما يخص الأضحية .وتحوي : ما يشرع في العيد .
نسأل الله أن يتقبلها منا ، ويجعلها سببًا للنجاة من النار وما كان فيها من صواب فمن الله وحده ، وما كان غير ذلك فمني ومن الشيطان ، وأسأله سبحانه العافية والغفران . اللهم ثبتنا على الإيمان والعمل الصالح ، وأحينا حياة طيبة ، وألحقنا بالصالحين ، واجعل عملنا خالصًا لوجهك ومقربًا إليك ونافعًا لعبادك ، وتولنا في الدنيا والآخرة ، واهدنا لما اختُلِفَ فيه من الحق بإذنِك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم .
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على خاتم النبيين وأشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .

مقدمة
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيد ولد آدم
هذه هي الطبعة عملُنا فيها :
قُسمت هذه الرسالة لستة مباحث :
المبحث الأول : الهلال الهلال .
المبحث الثاني : العشر من ذي الحجة .
المبحث الثالث : الهدي .
المبحث الرابع : الأُضحية .
المبحث الخامس : ما يُشرع في العيد .
المبحث السادس : فتاوى لها صلة بالرسالة .
نسأل الله أن يتقبلها منا ، ويجعلها سببًا للنجاة من النار لكل من شارك في إخراجها والانتفاع بها .
"
رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ " . سورة إبراهيم / آية : 38 .
"
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ" .سورةالحج / آية : 1 ، 2 .
اللهم إنَّا نسألك العفو والعافية ، اللهم إنَّا نسألك العفو والعافية ، اللهم إنَّا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة
"
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ". سورة إبراهيم / آية : 41 .
والحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه وصلي اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم .
أم أبي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-19, 04:11 AM   #2
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
Hr

المبحث الأول

الهلال الهلال
قال الإمام الحافظ محمد بن عيسى بن سَوْرَةَ الترمذيّ في سننه : حدثنا محمد بن بَشَّارٍ ، قال : حدثنا أبو عامرٍ العَقَدِيُّ ، قال حدثنا سليمانُ بن سُفيانَ المدِينيُّ ، قال : حدثني بلالُ بن يحيى بن طلحةَ بن عُبيدِ اللهِ ، عن أبيه ، عن جَدِّه طلحةَ بن عُبيدِ اللهِ ؛ أن النبيَّ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ كان إذا رأى *الهلالَ قال"اللهم أَهْللهُ علينا باليمنِ * والإيمانِ * ، والسلامةِ * والإسلام * ، ربي وربُّكَ اللهُ *" .سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 45 ) ـ كتاب : الدعوات / ( 51 ) ـباب : ما يقول عند رؤية الهلال / حديث رقم : 3451 / ص : 784 / صحيح .
*قوله : كان إذا رأى الهلال : وهو ـ أي الهلال ـ يكون من الليلة الأولى والثانية والثالثة ، ثم هو قمر .
* قوله:أَهْللهُ علينا باليمنِ : أي أطلعه علينا مقترنًا بالبركة
* قوله:والإيمانِ : أي بدوام الإيمان .
* قوله:والسلامةِ :أي ـ السلامة عن كل مضرة وسوء .
* قوله: والإسلام : أي بدوامه .
*قوله: ربي وربك الله : لما توسل به ـ أي بالهلال ـ لطلب اليمن والإيمان ، دل على عظم شأن الهلال ، فقال : ربي وربك الله ، تنزيهًا للخالق أن يُشارك في تدبير ما خلق .تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي / ج : 8 / كتاب : الدعوات / باب : ما يقول عند رؤية الهلال / ص : 451 / بتصرف .

* وهاكم روايات مقبولة لها صلة بالحديث
* كان إذا رأى الهلال قال " اللهم أهله علينا باليمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، ربي وربك الله" .الراوي : طلحة بن عبيد الله التيمي . المحدِّث : الألباني ـ المصدر : صحيح الجامع ... / ج : 2 / حديث رقم : 4726 / ص : 861 / .
* عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ ، قال : كان رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إذا رأى الهلال قال " الله أكبر ، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان ، والسلامة و الإسلام ، والتوفيق لما تحب و ترضى ، ربنا وربك الله ".المحدِّث : الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ المصدر : الكلم الطيب ـ حديث رقم : 162 / ص : 139 / صحيح بشواهده.

وهاكم أحاديث لم تصح - مردودة ؛ لها صلة بما أوردناه
نورد ما لم يصح لتجنبه :
*
أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا رأى الهـلال ؛ قال هلال خير ورشد ، آمنت بالذي خلقك ؛ ثلاث مرات . ثم يقول الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر كذا .الراوي : قتـادة . المحدث : أبو داود ـ المصدر : الصيام من شرح العمدة ـ 1 /38 .خلاصة الدرجة : روي متصلًا ، ولا يصح . ×

*
كان إذا رأى الهلال قال : ربي وربك الله ، آمنت بالذي أبداك ثم يعيدك .الراوي : عائشة . المحدث : الألباني ـ المصدر: السلسلة الضعيفة ـ الرقم : 3505 .خلاصة الدرجة : إسناده ضعيف جدًا.×

* كان إذا رأى الهلال قال : هلال خير ورشد هلال خير ورشد هلال خير ورشد آمنت بالذي خلقك ثلاث مرات ثم يقول : الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر كذا . الراوي : قتادة . المحدث : أبو داود ـ المصدر : المراسيل ـ الرقم : 532 . خلاصة الدرجة : روي متصلًا ولا يصح. ×

* كان إذا رأى الهلال قال : هلال خير ورشد ، هلال خير ورشد ، هلال خير ورشد ، آمنت بالذي خلقك ـ ثلاث مرات ـ ، ثم يقول : الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا ، وجاء بشهر كذا .
الراوي : أبو سعيد الخدري . المحدث : الألباني ـ المصدر: السلسلة الضعيفة ـ الرقم : 3506 .
خلاصـة الدرجـة : إسناده ضعيف . ×

* كان إذا رأى الهلال قال : هلال خير ورشد ، ثم قال : اللهم ! إني أسألك من خير هذا الشهر وخير القدر ، وأعوذ بك من شره ـ ثلاث مرا ت ـ .
الراوي : رافع بن خديج . المحدث : الألباني ـ المصدر: السلسلة الضعيفة ـ الرقم : 3507 .
خلاصة الدرجة : إسناده ضعيف . ×
وبعد هذا الحوار الحديثي الثري هيا نردد صيغة من الصيغ المقبولة وقلوبنا منشغلة بالتدبر للمعاني وراجية قبول دعائنا . والفرصة سانحة لمن لم يدعو لرؤية الهلال أول ليلة ، فهو ـ أي الهلال ـ يكون من الليلة الأولى والثانية والثالثة ، ثم هو قمر .
هلموا نحيي هذه السُنة الشهرية المباركة .
أم أبي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-19, 04:13 AM   #3
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
Hr

المبحث الثاني
العشر من ذي الحجة
°توطئة :
من نِعم الله ،أنه سبحانه مَنُّ علينا بفضائل عظيمة ونفحات يعيها كل ذي عقل فطن حذر .
* قال صلى الله عليه وسلم " افعلوا الخيرَ دهركم ، وتعرضوا لنفحاتِ رحمة الله ، فإن لله نفحاتٍ من رحمته ، يصيب بها من يشاء من عباده ، وسلوا الله أن يستر عوراتِكم ، وأن يؤمِّن رَوعاتِكم " . أخرجه الطبراني في الكبير وحسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في سلسلة الأحاديث الصحيحة - ج : 4 -حديث رقم : 1890 / ص : 511 .
إلى من فاتهم أن يُغفر لهم في رمضان فظلوا تائهين ، ومن الهدى محرومين ... مازالت فرص النجاة سانحة ، وأبواب المغفرة واسعة ، والأمل في الفوز يتجدد ، وفي الآخرة نعيم الجنة ينتظر .
لقد مر علينا شهر رمضان منذ فترة وجيزة ، مر كأنه يوم واحد وليس ثلاثين يومًا ، وها هي نفحة أخرى من نفحات الخير التي منحها الله عز وجل لعباده الذين لم يلحقوا بركب رمضان ، فالقافلة ما زالت تنتظر مَنْ يُسْرِع الخطى كي يصل إليها ويحصّل الخير الجزيل والأجر الوفير . إنها دعوة لندرك ما فاتنا في مواسم مضت ولم نستثمرها .
فها هو رمضان يمضي ، ولكن قف ، هناك نفحة تلو الأخرى .
بعد رمضان شوال :
* عن أبي أيوب صاحب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر " .سنن أبي داود المجلد الواحد / تحقيق الشيخ الألباني / ( 8 ) ـ أول كتاب : الصيام / ( 58 ) ـ باب : في صوم ستة من شوال / حديث رقم :2433 / ص: 427 / صحيح .
هل اغتنمت الفرصة وتعرضت للنفحة بحقها .إذا كنت قصرت في حسن العبادة أو ..... . قف !! هناك نفحة قد نغفل عنها ونظلم أنفسنا .

°انتبه ! شهر حرام . شهر ذي القَعدة من الأشهر الحُرُم .
قال تعالى "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ".سورة التوبة / آية : 36 .

* عن أبي بكرة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
"إنَّ الزَّمانَ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيْئَتِهِ يَومَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَواتِ والأرْضَ، السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوالِياتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وذُو الحِجَّةِ، والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بيْنَ جُمادَى وشَعْبانَ" . صحيح البخاري . متون / ( 65 ) ـ كتاب : تفسير القرآن / ( 8 ) ـ باب : قوله : " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا ... / حديث رقم : 4662 / ص : 550 / طبعة : دار ابن الهيثم .
* عن أبي ذر ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال "يا عبادي إنِّي حرَّمْتُ الظُّلمَ على نفسي وجعَلْتُه بيْنَكم مُحرَّمًا فلا تظالَموا ... " . صحيح مسلم / متون / ( 45 ) ـ كتاب : البر والصلة والآداب / ( 15 ) ـ باب : تحريم الظلم / حديث رقم : 2577 / ص : 658 .

وحَذَّر النبي ـ
صلى الله عليه وسلم ـ من الظلم :

* فعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " الظلمُ ظُلُماتٌ يوم القيامةِ " .صحيح البخاري / متون / ( 46 ) ـ كتاب : المظالم والغضب / ( 8 ) ـ باب :الظلم ظلمات يوم القيامة / حديث رقم : 2447 / ص : 280 .

وخَوَّفَ النبيُّ أمتَهُ من دعوةِ المظلوم :

* فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ بعث معاذًا إلى اليمن فقال :
" اتقِ دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب " صحيح البخاري / متون / ( 46 ) ـ كتاب المظالم والغضب / ( 9 ) ـ باب :الاتقاء والحذر من دعوة المظلوم / حديث رقم : 2448 / ص : 280 .

فظلم النفس الذي هو ترك طاعة الله ، وترك الانقياد لامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه ، محرم بنص القرآن الكريم ، وأيضًا ظلم الناس بعضهم لبعض محرم على الدوام . ولكنه في شهر ذي القعدة ، وبقية الأشهر الحرم أشد تحريمًا .

فالمشروع في هذا الشهرالحرام :
1ـ ترك ظلم النفس :
وذلك بالاتباع وفعل المأمورات والبعد عن المحرمات والمنهيات .
2 ـ ترك ظلم العباد :
فظلمهم يكون بشتمهم وقذفهم ، وأكل أموالهم ، وسفك دمائهم ، واغتيابهم ، والسعي بينهم بالفساد ..... حتى يلقى الله مفلسًا .
* فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" أتدرون ما المفلس ؟ " . قالوا : المُفلسُ فينا من لا درهم له ولا متاع .فقال " إن المفلس من أمتي ، يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيام وزكاةٍ ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا . فيُعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته . فإن فَنِيت حسناتُهُ ، قبل أن يُقْضَى ما عليه . أخذ من خطاياهم فطُرحت عليه . ثم طُرح في النار " . صحيح مسلم . متون / ( 45 ) ـ كتاب : البر والصلة والآداب / ( 15 ) ـ باب :تحريم الظلم / حديث رقم : 59 ـ ( 2581 ) / ص : 659 .

هل اغتنمت الفرصة وتعرضت للنفحة بحقها .
إذا كنت قصرت في حسن العبادة أو ..... . قف !!
هناك نفحة قد نغفل عنها ونظلم أنفسنا .
انتبه ! شهر حرام . شهر ذي الحجة من الأشهر الحرم ، واجتمعت فيه أمهات العبادة ، فيه أيام أفضل أيام الدنيا .
فمن حكمة الله تعالى ودلائل ربوبيته ووحدانيته ، وصفات كماله ، تخصيص بعض مخلوقاته بمزايا وفضائل ، وتفضيل بعض الأزمنة والأمكنة على بعض في تعظيم الأجور، وكثرة الفضائل .
ومن ذلك أن الله تعالى فضل بعض الشهور والأيام والليالي على بعض ليكون ذلك مغنمًا للطائعين ، وميدانًا لتنافس المتنافسين ، ليكون ذلك عونًا للمسلم في زيادة العمل ؛ والرغبة في الطاعة، وتجديد النشاط ليعظم أجره ، ويحظى بنصيب وافر من الثواب ، فيتأهب للموت قبل قدومه ويتزود للمعاد .
ومن هذه المواسم ؛ والنفحات العظيمة ، ما شهد النبي صلى الله عليه وسلم ـ بأنها أفضل أيام الدنيا ألا وهي عشر ذي الحجة .
* فعن جابر ـ رضي الله عنه ـ ، قال : قال صلى الله عليه وسلم
" أفضل أيام الدنيا أيام العشر " .تخريج السيوطي : ( رواه : البزار ) / وصححه الشيخ الألباني في : في صحيح الجامع الصغير وزيادته / مرتب على الحروف الهجائية / ج : 1 / حديث رقم : 1133 / ص : 253
أيام العشر : أي عشر ذي الحجة .
وترجع أفضليتها ؛ لاجتماع أمهات العبادة فيها .
فيض القدير شرح الجامع الصغير للأحاديث النبوية بالترتيب ... / ج :2 / ص : 71 / بتصرف .
فلماكانت هذه العشر محلاً لأمهات العبادة من الصلاة والصيام والصدقة والحج والنحر والتكبير؛ والتهليل ..... ، وليس ذلك لغيرها ، فعلى المسلم الفطن ؛ أن يسارع بتعميرها بما يقدر عليه من الطاعات .فاليوم تستطيع أن تفوز بهذا الأجر الكبير ، فهذه العبادات من صلاة وصيام وصدقة واستغفار ودعاء وإعانة للمحتاج وذكر لله عز وجل ، ..... ، كلها في هذه الأيام هي أثقل في ميزانك من الجهاد في سبيل الله . فالعمل الصالح في هذه العشر : أحب ، و أزكى وأفضل عند الله عز وجل ، و أعظم أجرًا ، عما في سواها .
* فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحبُّ إلى الله من هذه الأيام العشر" .فقالوا ولا الجهاد في سبيل الله ؟ . فقال صلى الله عليه وسلم " ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء " . سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 6 ) ـ كتاب : الصوم عن رسول الله ... / ( 52 ) ـ باب : ما جاء في العمل في أيام العشر/ حديث رقم : 757 / ص: 187 / صحيح .
* وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ قال " ما من عمل أزكى عند الله عز وجل ، ولا أعظم أجرًا من خير يعمله في عشر الأضحى ، قيل : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء " .
وكان سعيد بن جُبَير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادًا شديدًا حتى ما يكاد يقدر عليه .رواه الدارمي 1 /357 . وحسن إسناده الشيخ الألباني في : إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل : ج :3 / ص: 398 .
* وعن ‏ ‏سعيد بن جُبَيْر ، ‏‏عن ‏ ابن عباس ،‏عن النبي ‏ـ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ـ ‏أنه قال "‏ ‏ما العمل في أيام أفضلَ منها في هذه " . قالوا ولا الجهاد . قال " ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء " .صحيح البخاري / ( 13 ) ـ كتاب : العيدين / ( 11 ) ـ باب : فضل العمل في أيام التشريق / حديث رقم : 969 / ص : 111 .

ـ قال ابن حجر العسقلاني في شرح هذا الحديث :
قوله : فلم يرجع بشيء :
أي فيكون ـ أي فيكون المجاهد في هذه الحال
ـ أفضل من العامل في أيام العشر ،أو مساويًا له .
في هذه الحال : المقصود قوله : رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء .
قال ابن بطال : هذا اللفظ يحتمل أمرين:أن لا يرجع ـ أي المجاهد في سبيل الله ـ بشيء
من ماله وإن رجع هو , وأن لا يرجع هو ولا ماله بأن يرزقه الله الشهادة .ا .هـ .
ويجاب بأجوبة :
أحدها :أن الشيء يشرف بمجاورته للشيء الشريف ،وأيام التشريق تقع تلو أيام العشر , وقد ثبتت الفضيلة لأيام العشر بهذا الحديث فثبتت بذلك الفضيلة لأيام التشريق .
ثانيها : أن عشر ذي الحجة إنما شرف لوقوع أعمال الحج فيه.وبقية أعمال الحج تقع في أيام التشريق كالرمي والطواف وغير ذلك من تتماته فصارت مشتركة معها في أصل الفضل.ولذلك اشتركت معها في مشروعية التكبير في كل منها ، وبهذا تظهر مناسبة إيراد الآثار المذكورة في صدر الترجمة لحديث ابن عباس كما تقدمت الإشارة إليها
ثالثهًا :
أن بعض أيام التشريق هو بعض أيام العشر وهويوم العيد , وكما أنه خاتمة أيام العشر فهو مفتتح أيام التشريق , فمهما ثبت لأيام العشر من الفضل شاركتها فيه أيام التشريق , لأن يوم العيد بعض كل منها بل هو رأس كل منها وشريفه وعظيمه.وهو يوم الحج الأكبر كما سيأتي في كتاب الحج إن شاء الله تعالى . ا . هـ .

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي تراب ; 01-08-19 الساعة 04:15 AM
أم أبي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-19, 04:17 AM   #4
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
Mo

فضيلة هذه الأيام جاءت من أمور كثيرة منها
· أن الله تعالى أقسم بها :
والإقسام بالشيء دليل على أهميته وعظم نفعه ونحو ذلك ، قال تعالى" وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ " . سورة الفجر / آية :1 ، 2 .
قال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف :إنها عشر ذي الحجة . قال ابن كثير " وهو الصحيح " ونسبه الشوكاني في تفسيره إلى جمهور المفسرين ". تفسير ابن كثير ، فتح القدير .
· أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ شهد بأنها أفضل أيام الدنيا كما تقدم :
* فعن جابر ـ رضي الله عنه ـ ، قال : قال صلى الله عليه وسلم :
" أفضل أيام الدنيا أيام العشر " .تخريج السيوطي : ( رواه : البزار ) / وصححه الشيخ الألباني في : في صحيح الجامع الصغير وزيادته / مرتب على الحروف الهجائية / ج : 1 / حديث رقم : 1133 / ص : 253 .
· أنه صلى الله عليه وسلم ، حث فيها على العمل الصالح :وذلك لشرف الزمان بالنسبة لأهل الأمصار، وشرف المكان ـ أيضا ـ وهذا خاص بحجاج بيت الله الحرام .
* فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " ما من أيام العمل
الصالح فيهن أحبُّ إلى الله من هذه الأيام العشر"فقالوا ولا الجهاد في سبيل الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم " ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء " .سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 6 ) ـ كتاب : الصوم عن رسول الله .... / ( 52 ) ـ باب : ما جاء في العمل في أيام العشر / حديث رقم : 757 / ص: 187 / صحيح .

· أن فيها يوم عرفة .
في هذه العشر يوم عرفة ؛ وهو اليوم المشهود :
* عن أبي مالك الأشعري ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " اليوم الموعود يوم القيامة ، والشاهد يوم الجمعة ، والمشهود يوم عرفة ، ويوم الجمعة ذَخَره الله لنا ، وصلاة الوسطى صلاة العصر " رواه : الطبراني / وصححه الشيخ الألباني في : في صحيح الجامع الصغير وزيادته / مرتب على الحروف الهجائية /
ج : 2 / حديث رقم :8200 / ص : 1362 / خلاصة الدرجة : صحيح .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " اليوم الموعود يوم القيامة ، واليوم المشهود يوم عرفة ، والشاهد يوم الجمعة ، وما طلعت
الشمس ولا غربت ، على يوم أفضل منه ، فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله بخير إلا استجاب الله له ، ولا يستعيذ من شر إلا أعاذه الله منه " .رواه : الترمذي والبيهقي / وصححه الشيخ الألباني في : في صحيح الجامع الصغير وزيادته / مرتب على الحروف الهجائية / ج : 2 / حديث رقم :8201 / ص : 1363 / خلاصة الدرجة : صحيح .

ذلك اليوم ـ أي عرفة ـ العظيم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم به النعمة وأنزل فيه قوله تعالى "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا " .سورة المائدة / آية : 3 .
* عن طارق بن شهاب ، قال : قالت اليهود لعمر : إنكم تقرءون آية ، لو نزلت فينا لاتخذناها عيدًا . فقال عمر : إني لأعلم حيث أنزلت ، وأين أنزلت ، وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ حين أنزلت ، يومَ عرفةَ ، وإنَّا والله بعرفة ..... .صحيح البخاري " متون " / ( 65 ) ـ كتاب : تفسير القرآن / ( 2 ) ـ باب : قوله :" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ" . المائدة :3 / حديث رقم :4606 / ص : 542 .

* عن طارق بن شهاب ، أن أُناسًا من اليهود قالوا : لو نزلت هذه الآية فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا ، فقال عمر : أية آية ؟ فقالوا " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا". فقال عمر : إني لأعلم أي مكان أنزلت ، أنزلت ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واقف بعرفة .صحيح البخاري " متون " / ( 64 ) ـ كتاب : المغازي / ( 77 ) ـ باب : حجة الوداع / حديث رقم :4407 / ص : 542 .
فهو ـ أي عرفة ـ للحجاج ركن حجهمْ .
* قال صلى الله عليه وسلم " الحج عرفة . " .أخرجه أصحاب السنن . وهو في صحيح الجامع الصغير وزيادته / مرتب على الحروف الهجائية / تحقيق الشيخ الألباني / ج : 1 / حديث رقم : ( 3172 ) / ص :606 .


ومن لم يقف بعرفةَ فلا حجله . ففيه تُجاب الدعوات ، وتُقَال العثرات . وتُغفر الذنوب والسيئات ، وتتنزل من الله الرحمات .
قال صلى الله عليه وسلم "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار ، من يوم عرفة . وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة . فيقول : ما أراد هؤلاء ؟ .صحيح مسلم / ( 15 ) ـ كتاب : الحج / ( 79 ) ـ باب : فضل الحج والعمرة ويوم عرفة /حديث رقم : 436 ـ (1348) / ص : 333 .
وهو : يومُ ِذكر لله ؛ وإعلاء لكلمة التوحيد : يشرع للحجاج في هذا اليوم الإكثار من الدعاء وقول : لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .
* قال الإمام الحافظ محمد بن عيسى بن سَوْرَةَ الترمذي في سننه : حدثنا : أبو عمرو مسلم بن عمر ، قال : حدثني : عبد الله بن نافع ، عن حماد بن أبي حُميد ، عن عمرو ابن شُعيب ، عن أبيه عن جده ، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "خير الدعاء ؛ دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " .
سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 45 ) ـ كتاب : الدعوات / ( 123 ) ـ باب : في دعاء يوم عرفة / حديث رقم : 3585 / ص : 815 / .
وفي هذا اليوم أخذ الله الميثاق من ظهر آدم :
*قال صلى الله عليه وسلم :
" إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم ـ عليه السلام ـ ، بِنُعْمَان يوم عرفة , فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرها بين يديه ، ثم كلمهم قبلًا , قال "أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ " أو تقولوا إلى قوله" الْمُبْطِلُونَ " . الراوي : عبد الله بن عباس المحدث : أحمد شاكر ـ المصدر : عمدة التفسير ـ الرقم : 2 / 73 . خلاصة الدرجة : أشار في المقدمة إلى صحته .

* و قال صلى الله عليه وسلم "إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بـ "نعمان " يوم عرفةَ ، وأخرج من صُلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ، ثم كلمهم قبلًا ، قال " أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ؟ قالوا : بلى" .تخريج السيوطي : رواه أحمد ، والنسائي ، والبيهقي في الأسماء ، عن ابن عباس .خلاصة الدرجة : صحيح بل هو متواتر المعنى . الدرر السنية .وصححه الشيخ الألباني في : في صحيح الجامع الصغير وزيادته / مرتب على الحروف الهجائية / ج : 1/ حديث رقم : 1701 / ص : 349 .

تمام الآية "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ " سورة الأعراف / آية : 172 .
° تفسيرها من الجلالين :
وَ اذكر "إِذْ" حين " أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ" بدل اشتمال مما قبله بإعادة الجار "ذُرِّيَّتَهُمْ " بأن أخرج بعضهم من صلب بعض من صلب آدم ، نسلًا بعد نسلٍ كنحو ما يتوالدون كالذرِّ بنعمان يوم عرفة ، ونصب لهم دلائل على ربوبيته ، وركب فيهم عقلاً وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ" قال " أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ" قالوا " قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا "أنت ربنا "شَهِدْنَا " بذلك والإشهاد لـ :أن ، لا "تَقُولُوا" بالياء والتاء في الموضعين ، أي الكفار "يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا " التوحيـد "غَافِلِينَ " لا نعرفه . ا . هـ .
فضل صيام يوم عرفة :
لصيام يوم عرفة فضل عظيم . يشرع للمسلم المقيم وليس الحاج ، الفوز بأجر صيام هذا اليوم العظيم :
* قال الإمام الحافظ محمد بن عيسى بن سَوْرَةَ الترمذي في سننه : حدثنا : قتيبة وأحمد بن عبدة الضبي ، قالا : حدثنا : حماد بن زيد ، عن غيلان بن جرير ، عن عبد الله بن معبد الزماني ، عن أبي قتادة ؛ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " صيام يوم عرفة إني احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده " . قال أبو عيسى : وقد استحب أهل العلم صيام يوم عرفة إلا بعرفة .سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 6 ) ـ كتاب : الصوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم /( 46 ) ـ باب : في فضل صوم يوم عرفة / حديث رقم : 749 / ص : 185 / حديث صحيح .

*
قال الإمام البخاري في صحيحه : حدثنا ‏ ‏يحيى بن سليمان ، قال : ‏‏حدثنا ‏‏ابن وهب ‏‏أو قُرئ عليه ، ‏‏قال : أخبرني ‏عمرو ،‏ ‏عن ‏ ‏بُكَيْر ، عن ‏كُرَيْب ‏، عن ‏‏ميمونة ‏ ـ ‏رضي الله عنها :أن الناس شكُّوا في صيام النبي ـ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ـ ؛ ‏‏يوم عرفة ،‏ فأرسلت إليه ‏‏بحلاب ‏ وهو واقف في الموقف ، فشرب منه والناس ينظرون.
صحيح البخاري " متون " / ( 30 ) ـ كتاب : الصوم / ( 65 ) ـ باب : صوم يوم عرفة / حديث رقم : 1989 / ص:224 .

هل تَرْك صيام يوم عرفة ؛ على الوجوب ؛ أم على الاستحباب ؟

هناك خلاف بين العلماء في ذلك ساقه ابن حجر العسقلاني في فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، عند شرحه لهذا الحديث ، قـال "... استحباب الفطر يوم عرفة بعرفة، وفيه نظر لأن فعله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المجرد لا يدل على نفي الاستحباب ، إذ قد يترك الشيء المستحب لبيان الجواز ويكون في حقه أفضل ، لمصلحة التبليغ , نعم روَى أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة والحاكم من طريق عكرمة أن أبا هريرة حدثهم " أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة " . وأخذ بظاهره بعض السلف ، فجاء عن يحيى بن سـعيد الأنصاري قال : يجب فطر يوم عرفة للحاج .
* وعن ابن الزبير وأسامة بن زيد وعائشة : أنهم كانوا يصومونه،وكان ذلك يعجب الحسن ويحكيه عن عثمان ، وعن قتادة مذهب آخر قال : لا بأس به إذا لم يضعف عن الدعاء ، ونقله البيهقي في "المعرفة"عن الشافعي في القديم , واختاره الخطابي والمتولي من الشافعية .
وقال الجمهور : يستحب فطره ، حتى قال عطاء من أفطره ليتقوى به على الذكر كان له مثل أجرالصائم.ا . هـ .
أن فيها ـ أي في العشر ـ يوم النحر ، ويوم القَر :
ففي العشر أيضًا يوم النحر ـ 10 ذو الحجة ـ ، الذي هو أعظم أيام السنة على الإطلاق ، وهو يوم الحج الأكبر الذي تجتمع فيه من الطاعات والعبادات ما لا تجتمع في غيره .
* قال البخاري في صحيحه : حدثنا ‏ ‏محمد بن المثنى ، قال : ‏‏حدثنا ‏ ‏يزيد بن هارون ، قال : ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عاصم بن محمد بن زيد ،‏ ‏عن ‏‏أبيه ‏، ‏عن ‏ابن عمر ـ ‏رضي الله عنهما ـ ‏‏قال :قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمنى " أتدرون أيُّ يوم هذا ؟ " . قالوا : الله ورسوله أعلم ، فقال " فإن هذا يوم حرام ، أفتدرون أي بلد هذا ؟ " . قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال " بلد حرام ، أفتدرون أي شهر هذا ؟ " . قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال " شهر حرام . قال : فإن الله حرَّم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا " .
وقال هشام بن الغاز : أخبرني نافع ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : وقف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم النحر بين الجمرات ، في الحجة التي حج ، بهذا ، وقال " هذا يوم الحج الأكبر " . فطفق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول " اللهم اشهد " . وودع الناس ، فقالوا : هذه حجة الوداع .
صحيح البخاري " متون " / ( 25 ) ـ كتاب : الحج / ( 132 ) ـ باب : الخطبة أيام منى / حديث رقم : 1742 / ص : 196 .

* قال البخاري في صحيحه : حدثنا ‏ ‏أبو اليمان ، قال : ‏‏أخبرنا ‏شُعيب ‏، ‏عن ‏الزهري ، قال :‏‏أخبرنا ‏حميد بن عبد الرحمن ،‏ ‏أن ‏‏أبا هريرة ‏ قال ‏:بعثني ‏‏أبو بكر ‏ـ ‏رضي الله عنه ـ‏ ‏فيمن يؤذِّن يوم النحر ‏‏بمنى :‏ ‏لايحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف ‏بالبيت ‏‏عُريان ،ويومُ الحج الأكبرِ ، يومُ النّحر، وإنما قيل الأكبرُ :من أجلِ قولِ الناسِ :الحجُّ الأصغرُ ‏، ‏فنبَذَ ‏أبو بكرٍ ‏‏إلى الناس في ذلك العـام ،فلم يحُج عام حجة الوداع ؛ الذي حجفيه النبي ـ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ـ ،‏ ‏مشرك .صحيح البخاري " متون " / ( 58 ) ـ كتاب : الجزية والموادعة / ( 16 ) ـ باب : كيف ينبذ إلى أهل العهد / حديث رقم :3177 / ص :375 .
* عن عبد الله بن قُرْط ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال " إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ثم يوم القر " . قال عيسى : قال ثور : وهو اليوم الثاني . قال : وقُرّب لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ بدَنات خمسٌ أو ستٌ ، فطفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ إليه بأيتهنَّ يبدأ ، فلما وجبت جنوبها قال ـ فتكلم بكلمة خفية لم أفهمها ـ فقلت : ما قال ؟ قال " من شاء اقتطع " .
سنن أبي داود " المجلد الواحد " / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني / ( 5 ) ـ أول كتاب : المناسك / ( 19 ) ـباب : { في } الهدي إذا عَطِبَ قبل أن يبلغ / حديث رقم : 1765 / ص : 305 / حديث صحيح .
يوم القَر : هو الغد من يوم النحر ، وهو حادي عشر ذي الحجة ، لأن الناس يقرون فيه بمنى ، أي يسكنون ويقيمون. حاشية : صحيح الجامع الصغير وزيادته / مرتب على الحروف الهجائية / ج : 1 / ص :242 .
· أن في هذه العشر : الحج ، والأضحية ، والهدي :

فالحج مطهرة من الذنوب :
* قال صلى الله عليه وسلم :
" أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام ؛ فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة ، ويمحو عنك سيئة . وأما وقوفك بعرفة ؛ فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة ، فيقول : هؤلاء عبادي جاؤوني شعثًا غبرًا من كل فج عميق ، يرجون رحمتي ويخافون عذابي ولم يروني ، فكيف لو رأوني ؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج أو مثل أيام الدنيا أو مثل قطر السماء ذنوبًا غسلها الله عنك . وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك . وأما حلقك رأسك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة ، فإذا طفت بالبيت خَرَجْتَ من ذنوبك كيوم ولدتك أمك " .أخرجه : ابن حبان ، والبزار . عن : عبدالله بن عمر . وحسنه الشيخ الألباني في : في صحيح الجامع الصغير الهجائية / ج : 1 / حديث رقم : 1360 / ص : 289 . وزيادته / مرتب على الحروف .



أم أبي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-19, 04:18 AM   #5
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
Hr

الأضحية
وهي من الأعمال الصالحة التي حث عليها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
ففي هذه الأيام العشر يوم النحر الذي هو أعظم الأيام عند الله ، قال " إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر ، ثم يوم القَرّ " . أخرجه الترمذي وحسنه الألباني في المشكاة .* فعن عبد الله بن قُرْط ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ثم يوم القر " . قال عيسى : قال ثور :هو اليوم الثاني . قال : وقُرّب لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛بدَنات خمسٌ أو ستٌ ، فطفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ إليه بأيتهنَّ يبدأ ، فلما وجبت جنوبها قال ـ فتكلم بكلمة خفية لم أفهمها ـ فقلت : ما قال ؟ قال " من شاء اقتطع " .سنن أبي داود " المجلد الواحد " / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني / ( 5 ) ـ أول كتاب : المناسك / ( 19 ) ـ باب : { في } الهدي إذا عَطِبَ قبل أن يبلغ / حديث رقم : 1765 / ص : 305 / حديث صحيح .
ففي هذا اليوم تراق دماء الأضاحي والهدايا ، تقربًا إلى الله عز وجل ،وهذا من أفضل القربات وأَجَلّ الطاعات ، فقد قرن الله الذبح بالصلاة ، قال تعالى "فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ "
سورة الكوثر / آية : 2 .
وقال جل وعلا "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ " .سورة الأنعام / آية : 161 ، 162 .
فمن الأعمال المشروعة في هذه الأيام المباركة التقرب إلى الله بذبح الأضاحي ، ففي ذلك أجر عظيم وهي سنة أبينا إبراهيم ، وسنة نبينا من بعده .
وقد حذرنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من تَرك الأضحية من غيرعذر :
* فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " من كان له سعةٌ ، ولم يُضَحِّ ، فلا يقرَبَنَّ مَصْلاَّنا " .سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ( 26 ) ـ كتاب : الأضاحي / ( 2 ) ـ باب :الأضاحي واجبة هي أم لا ؟ / حديث رقم :2123 / ص : 530 / .
فلا يقربنَّ مصلانًا : ليس المراد أن صحة الصلاة تتوقف على الأضحية . بل هي عقوبة له بالطرد عن مجالس الأخيار . حاشية صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / ص : 199 . وسيفرد مبحث مستقل بكل ما يتعلق بالأضحية إن شاء الله

الهدي :
قال الشيخ العثيمين في الشرح الممتع على زاد المستقنع / ج : 7 / باب الهدي والأضحية والعقيقة / ص : 453 :
الهدي هو : كل ما يهدَى إلى الحرم من نَعَم .
والأضحية ما يُذْبَح في أيام النحر تقرُّبًا إلى الله ـ عزَّ وجل ـ وسميت بذلك ؛ لأنها تذبح ضحى ، بعد صلاة العيد .
وهل الهدي والأضحية متغايران ؟
الجواب : نعم متغايران ؛ لأن الأضحية في البلاد الإسلامية عامة ، والهدي خاص فيما يُهدى للحرم . ا . هـ / بتصرف .
أقسام الهدي - الذي هو من بهيمة الأنعام -

ينقسم الهدي إلى : واجب ، ومستحب .
الهدي الواجب مثل :
هدي القارن ، والمتمتع ، والمُحْصَر ، ..... .

الهدي المستحب مثل :
هدي الحاج المفْرِد ، والمعتمر المفرد ، الهدي التطوعي من غير نُسُك ، وهو ـ أي الهدي التطوعي ـ يشرع في أي وقت ؛ ومن أي مكان إلى البيت الحرام .
فمما يُلتفت إليه هذه السُّنة المنسية وهي الإهداء للبيت الحرام من غير نُسك لذا نلقي الضوء عليها لنغتنم هذه النفحات ، فإن إحياء ما اندثر من السنن أو كاد ، فيه ثواب عظيم .
* فعن أبي هريرة ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :" من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا ، ومن دعا إلى ضلالة ؛ كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ؛ لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا " .سنن أبي داود " المجلد الواحد " / تحقيق الشيخ الألباني / ( 34 ) ـ أول كتاب : السنة /( 7 ) ـ باب : من دعا إلى السنة / حديث رقم :4609 / ص : 832 / صحيح .

وسيفرد مبحث مستقل ؛ بكل ما يتعلق بالهدايا ؛ إن شاء الله تعالى .
أم أبي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-19, 04:19 AM   #6
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
Hr

في وظائف عشر ذي الحجة
إن إدراك هذه العشر نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على العبد ، يقدرها حق قدرها الصالحون المشمِّرون . وعلى المسلم الفَطِن ؛ استشعار هذه النعمة ، واغتنام هذه الفرصة ، وذلك بأن يخص هذه العشر بمزيد من العناية ، وأن يجاهد نفسه بالطاعة . وإن من فضل الله تعالى على عباده كثرة طرق الخيرات ، وتنوع سُبل الطاعات ليدوم نشاط المسلم ويبقى ملازمًا لعبادة مولاه .
فليحرص المسلم على مواسم الخير ، فإنها سريعة الانقضاء ، وليقدم لنفسه عملًا صالحا يجد ثوابه أحوج ما يكون إليه ، فإن العمل قليل ، والرحيل قريب ، والطريق مُخْوِف ، والاغترار غالب ، والخطر عظيم ، والله تعالى بالمرصاد وإليه المرجع والمآب .
قال تعالى "فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ " .سورة الزلزلة / آية : 7 ، 8 .
الغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذه الأيام العظيمة ، فما منها عِوَضٌ ولا تُقدَّر بقيمة ، المبادرةَ المبادرةَ بالعمل ، والعجل العجل قبل هجوم الأجل ، وقبل أن يندم المفرّط على ما فعل ، وقبل أن يسأل الرجعة فلا يُجاب إلى ما سأل ، قبل أن يحول الموت بين المؤمِّل وبلوغ الأمل ، قبل أن يصير المرء محبوسًا في حفرته بما قدَّم من عمل .
قال تعالى" وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى *يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي". سورة الفجر / آية : 23 ، 24 .
التوبة التوبة

فينبغي للمسلم أن يستقبل مواسم الخيرات بالتوبة الصادقة النصوح ، التوبة من التقصير في الواجبات ، والتوبة من ارتكاب المحرمات ، والتوبة من التقصير في شكر نعم الله علينا ،فكم من نعم أنعمها الله علينا قَلَّ أن نشكرها ، وكم قصرنا في طاعة الله وما تبنا .
* عن سلمة بن عبيد الله بن مِحْصنٍ الخَطْمي ، عن أبيه وكانت له صُحبة قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " من أصبح منكم آمنًا في سربه ، معافى في جسده ، يملك قوت يومه ، فكأنما حِيزت له الدنيا".
سنن الترمذي " المجلد الواحد " / تحقيق الشيخ الألباني / ( 34 ) ـ كتاب : الزهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم / ( 34 ) ـ باب /حديث رقم : 2346 / ص : 529 / .

فَمَنْ مِنَّا أدى شكر هذه النعم ؟ ! ثم ينبغي على المسلم أن يغتنم مواسم الخيرات فيما يقربه إلى ربه ويرفع درجته في الجنة ، قال تعالى "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ". سورة آل عمران / آية : 133 .

" تزود من التقوى ، فإنك لا تدري إذا جنَّ الليل هل تعيش إلى الفجر ! .
فمما يتأكد في هذه العشر : التوبة إلى الله تعالى والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب .
والتوبة هي :
الرجوع إلى الله تعالى وترك ما يُغضِب الله ظاهرًا وباطنًا ؛ ندمًا على ما مضى ، وتركًا في الحال ، وعزمًا على ألا يعود ، والاستقامة على الحق ؛ بفعل ما يحبه الله تعالى ، ويرضاه .
والواجب على المسلم إذا تلبس بمعصية أن يبادر إلى التوبة في الحال بدون تمهل لأنه :
أولًا : لا يدري في أي لحظة يموت .
ثانيًا : لأن السيئات تجر أخواتها .
وقد أثنى الله سبحانه في كتابه العزيز على من يسارع بالتوبة
قال تعالى" وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ *أُولَئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ "سورة آل عمران / آية : 135 ، 136 .
وللتوبة في الأزمنة الفاضلة شأن عظيم ؛ لأن الغالب إقبال النفوس على الطاعات ، ورغبتها في الخير ، فيحصل الاعتراف بالذنب والندم على ما مضى . وإلا فالتوبة واجبة في جميع الأزمان ، فإذا اجتمع للمسلم توبة نصوح مع أعمال فاضلة في أزمنة فاضلة فهذا عنوان الفلاح إن شاء الله . قال تعالى "فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ".سورة القصص / آية : 67 .
فبادر ...أيها الصحيح بالتوبة النصوح ، وسارع يا مسلم للنجاة ، وتذكر أن الصحة لا تدوم ، وأن اللحظة لا تعود ، وأن الموت الذي تفر منه آت لا محالة ،واشكر ربك بالتوبة والعبادة والذكر والندم ، واسأله سبحانه الثبات على الحق والخير ...وتذكر لن ينفعك يوم الدين إلا عملك الصالح ، ومنها التوبة التي تمحي الذنوب الصغائر والكبائر .
أم أبي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-19, 04:24 AM   #7
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
Hr

الفرائض الفرائض
وأَوْلَى الأعمال بالاهتمام بعد التوبة ؛ هي الفرائض التي أوجبها الله على عباده ، من صلاة وصيام وحج وزكاة وبر وصلة للأرحام ، مع ترك المحرمات والمنكرات ، فذلك أفضل ما يتقرب به المسلم لربه جَلَّ وعلا ، قال النبي في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه :
* عن عطاء ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال : ‏قال رسول الله ‏ـ ‏صلى الله عليه وسلم "إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ."صحيح البخاري / ( 81 ) ـ كتاب : الرقاق / ( 38 ) ـ باب : التواضع / حديث رقم : 6502 / ص : 760 .

قوله مَن عادَى لي ولِيًّا ‏:
المراد بولي الله ؛ العالِم بالله المواظب ، على طاعته ، المخلص في عبادته . ويستفاد منه أن أداء الفرائض أحب الأعمال إلى الله
.

ثم يكثر بعد ذلك من نوافل العبادات ؛ وسائر الطاعات ، فبها تكمل الفرائض ، وترفع الدرجات وتُقال العثرات .
"وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ"

القُروبات القُروبات

وقد كان سلفنا الصالح شديدوا اللهفة والحرص عما يدخلهم الجنة : فمن الأعمال الفاضلة بعد التوبة والفرائض ، الحرص على كل ما ينفع .
* عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وإنْ أَصَابَكَ شيءٌ، فلا تَقُلْ لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ، فإنَّ لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ.صحيح مسلم متون / ( 46 ) ـ كتاب : القدر / ( 8 ) ـ باب : في الأمر بالقوة وترك العجز والاستعانة بالله ، وتفويض المقادير لله / حديث رقم : 34 ـ ( 2664 ) / ص : 677 .

* عن أبي سلمة قال سمعت ربيعة بن كعب الأسلمي يقول : كنتُ أبيتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ آتيهِ بوَضوئِهِ وبحاجتِهِ فقالَ سلني فقلتُ مرافقتَكَ في الجنَّةِ قالَ أوَ غيرَ ذلِكَ قلتُ هوَ ذاكَ قالَ فأعنِّي على نفسِكَ بِكثرةِ السُّجودِ"سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / أول كتاب : الصلاة / ( 312 ) ـ باب : وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل / حديث رقم : 1320 / ص : 227 / حديث صحيح .
* وعن مَعدان بن أبي طلحة اليعمري ؛ قال
لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ: أخْبِرْنِي بعَمَلٍ أعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي اللَّهُ به الجَنَّةَ؟ أوْ قالَ قُلتُ: بأَحَبِّ الأعْمَالِ إلى اللهِ، فَسَكَتَ. ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَسَكَتَ. ثُمَّ سَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ فَقالَ: سَأَلْتُ عن ذلكَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ " عَلَيْكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فإنَّكَ لا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عَنْكَ بهَا خَطِيئَةً."قال مَعدان : ثم لقيت أبا الدرداء فسألته ؛ فقال لي مثل ما قال لي ثوبان رواه مسلم في صحيحه / ( 4 ) ـ كتاب : الصلاة / ( 43 ) ـ باب : فضل السجود والحث عليه / حديث رقم : 225 ـ ( 488 )/ ص : 121 .


فمن الأعمال الفاضلة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها في عشر ذي الحجة :
-الصيام : فيسن للمسلم أن يصوم الأيام التسع من ذي الحجة . لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حث على العمل الصالح في أيام العشر ، والصيام من أفضل الأعمال، وقد اصطفاه الله تعالى لنفسه كما في الحديث القدسي :
قال الإمام مسلم في صحيحه : وحدثني ‏محمد بن رافع ، قال : ‏‏حدثنا ‏عبد الرزاق ، قال : ‏ ‏أخبرنا ‏ابن جريج ، قال :‏ ‏أخبرني ‏‏عطاء ، ‏‏عن ‏‏أبي صالح الزيات ‏أنه سمع ‏‏أبا هريرة ‏رضي الله عنه ‏ ‏يقول :قال رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم"قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إِلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وَأَنَا أَجْزِي به، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فلا يَرْفُثْ يَومَئذٍ وَلَا يَسْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أَحَدٌ، أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ، يَومَ القِيَامَةِ، مِن رِيحِ المِسْكِ وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بفِطْرِهِ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ."
صحيح مسلم " متون " / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 30 ) ـ باب : فضل الصيام / حديث رقم : 163 ـ ( 1151 ) / ص : 275 .
* عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏‏قال :قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم"كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعمِئَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وَأَنَا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ وَلَخُلُوفُ فيه أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ."
صحيح مسلم " متون " / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 30 ) ـ باب : فضل الصيام / حديث رقم :164ـ ( 1151 ) / ص: 275 .

* عن أبي أمامةَ ، قال : أتيتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ فقلتُ : مُرني بأمرٍ آخذه عَنْكَ ، قال " عليك بالصوم ؛ فإنه لا مِثلَ له " . سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 22 ) ـ كتاب : الصيام / ( 43 ) ـ باب :الاختلاف على ... / حديث رقم : 2220 / ص : 351 / صحيح .

* عن أبي أمامةَ قال : قلتُ : يا رسول اللهِ مُرْني بأمرٍ ينفعني الله به ، قال " عليك بالصيام ، فإنه لا مثل له " .
سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 22 ) ـ كتاب : الصيام / ( 43 ) ـ باب :الاختلاف على ... / حديث رقم : 2221 / ص : 351 / صحيح .

* عن أبي أمامةَ ، أنه سأل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أيُّ العملِ أفضلُ ؟ . قال " عليك بالصوم ، فإنه لا عِدْلَ له " . سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 22 ) ـ كتاب : الصيام / ( 43 ) ـ باب :الاختلاف على ... / حديث رقم : 2222 / ص : 351 / صحيح .

ـ الذكر :
قال الله تعالى " لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ" . سورة الحج / آية : 28 .
والجمهور على أن : الأيام المعلومات هي أيام العشر لما ورد عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما " الأيام المعلومات : أيام العشر "
إن إحياء ما اندثر من السنن أو كاد ، فيه ثواب عظيم .

* عن أبي هريرة ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "مَن دَعا إلى هُدًى، كانَ له مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن أُجُورِهِمْ شيئًا، ومَن دَعا إلى ضَلالَةٍ، كانَ عليه مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثامِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن آثامِهِمْ شيئًا."الراوي : أبو هريرة - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 2674 - خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر =
هلموا نحيي سنة الذكر ونفوز بها :
* عن عبد الله بن بُسْر ـ رضي الله عنه ـ ؛ أن رجلًا قال : يا رسول الله ! إن شرائع الإسلام قد كثُرت عليَّ فأخبرني بشيءٍ أتشبثُ به . قال " لا يزال لسانُك رَطْبًا من ذكر الله " .سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 45 ) ـ كتاب : الدعوات / ( 4 ) ـ باب : ما جاء في فضل الذكر / حديث رقم : 3375 / ص : 766 / صحيح .

* عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم"ألا أنبِّئُكُم بخيرِ أعمالِكُم ، وأزكاها عندَ مليكِكُم ، وأرفعِها في درجاتِكُم وخيرٌ لَكُم مِن إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ ، وخيرٌ لَكُم من أن تلقَوا عدوَّكُم فتضرِبوا أعناقَهُم ويضربوا أعناقَكُم ؟ قالوا : بلَى . قالَ : ذِكْرُ اللَّهِ تَعالى قالَ معاذُ بنُ جبلٍ : ما شَيءٌ أنجى مِن عذابِ اللَّهِ من ذِكْرِ اللَّهِ"سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 45 ) ـ كتاب : الدعوات / ( 6 ) ـ باب :منه / حديث رقم : 3377 / ص : 766 / صحيح .
* عن يحيى بن طلحة ، عن أمه سُعدى المُرِّيةِ قالت"مرَّ عُمرُ بطلحةَ بعدَ وَفاةِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقالَ: ما لَكَ كئيبًا ؟ أساءَتكَ إمرةُ ابنِ عمِّكَ ؟ قالَ: لا ، ولَكِن سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: إنِّي لأعلَمُ كلِمةً لا يقولُها أحدٌ عندَ موتِهِ إلَّا كانَت نورًا لصَحيفتِهِ ، وإنَّ جسدَهُ وروحَهُ ليَجِدانِ لَها روحًا عندَ الموتِ. فلَم أسألْهُ حتَّى توُفِّيَ ، قالَ: أَنا أعلَمُها ، هيَ الَّتي أرادَ عمَّهُ علَيها ، ولو علِمَ أنَّ شيئًا أَنجى لَهُ منها ، لأَمرَهُ"سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ( 33 ) ـ كتاب : الأدب / ( 54 ) ـ باب :فضل لا إله إلا الله / حديث رقم : 3795 / ص : 626 / صحيح .

"إمرةُ ابنِ عمِّكَ " أي تولي الإمارة .

* ....... ، قال : سمعتُ جابرَ بنَ عبدِ اللهِ يقول : سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول "أفضلُ الذِّكرِ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأفضَلُ الدُّعاءِ الحمدُ للهِ " . سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ( 33 ) ـ كتاب : الأدب / ( 55 ) ـ باب :فضل الحامدين / حديث رقم : 3800 / ص : 627 / .

* عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "إنَّ ممَّا تذكرونَ من جلالِ اللهِ التسبيحَ والتهليلَ والتحميدَ ينعطِفْنَ حولَ العرشِ لهنَّ دويٌّ كدويِّ النحلِ تُذكِّرُ بصاحبِها أمَا يُحبُّ أحدُكم أن يكونَ له أو لا يزالَ له من يُذكرُ به؟ " . سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ( 33 ) ـ كتاب : الأدب / ( 56 ) ـ باب :فضل التسبيح / حديث رقم : 3809 / ص : 628 / صحيح .

* عن أم هانئٍ قالت : أتيتُ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، فقُلتُ : يا رسولَ اللَّهِ ، دُلَّني على عملٍ فإنِّي قد كَبِرْتُ وضعفتُ وبدَّنتُ ، فقالَ : كبِّري اللَّهَ مائةَ مرَّةٍ ، واحمَدي اللَّهَ مائةَ مرَّةٍ ، وسبِّحي اللَّهَ مائةَ مرَّةٍ خيرٌ من مائةِ فرَسٍ مُلجَمٍ مُسرَجٍ في سبيلِ اللَّهِ ، وخيرٌ من مائةِ بدَنةٍ ، وخيرٌ من مائةِ رقبةٍ" . سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ( 33 ) ـ كتاب : الأدب / ( 56 ) ـ باب :فضل التسبيح / حديث رقم : 3810 / ص : 628 / .

ـ أداء الحج والعمرة: إن من أفضل القروبات في هذه العشر حج بيت الله الحرام ،-مع ملاحظة أن الحجة الأولـى من الفرائض ، وما بعدها قُربات مستحبة .- فمن وفقه الله تعالى لحج بيته وقام بأداء نسكه على الوجه المطلوب فله نصيب ـ إن شاء الله ـ من قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ.
* فعن أبي هريرة ؛ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال" العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ. " . سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ( 25 ) ـ كتاب : المناسك / ( 3 ) ـ باب :فضل الحج والعمرة / حديث رقم : 2887 / ص : 490 / حديث صحيح .


ـ الإكثار من الأعمال الصالحة عمومًا : لأن العمل الصالح محبوب إلى الله تعالى في هذه العشر وهذا يستلزم عِظَم ثوابه عند الله تعالى . فمن لم يمكنه الحجّ فعليه أن يعمر هذه الأوقات الفاضلة بطاعة الله تعالى من الصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والصدقة وبر الوالدين وصلة الأرحام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من طرق الخير وسبل الطاعة .

ـ الإهداء للبيت العتيق :
هدي الحاج المفردِ ، والمعتمر المفْرِد ، والهدي التطوعي من غير نُسُك حتى لو لم يكن الْمُهْدِي في بلاد الحرمين .
إن إدراك هذه العشر نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على العبد ، يقدرها حق قدرها الصالحون المشمِّرون . وعلى المسلم الفطن ؛ استشعار هذه النعمة ، واغتنام هذه الفرصة ، وذلك بأن يخص هذه العشر بمزيد من العناية ، وأن يجاهد نفسه بالطاعة . وإن من فضل الله تعالى على عباده كثرة طرق الخيرات ، وتنوع سبل الطاعات ليدوم نشاط المسلم ويبقى ملازمًا لعبادة مولاه .
فليحرص المسلم على مواسم الخير ، فإنها سريعة الانقضاء ، وليقدم لنفسه عملًا صالحًا يجد ثوابه عندما يكون أحوج ما يكون إليه، فإن العمل قليل ، والرحيل قريب ، والطريق مُخْوِف ، والاغترار غالب ، والخطرعظيم ، والله تعالى بالمرصاد وإليه المرجع والمآب ."فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ " . سورة الزلزلة / آية : 7 ، 8 .

الغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذه الأيام العظيمة ، فما منها عِوَضٌ ولا تُقدَّر بقيمة ، المبادرةَ المبادرةَ بالعمل ، والعجل العجل قبل هجوم الأجل ، وقبل أن يندم المفرّط على ما فعل ، وقبل أن يسأل الرجعة فلا يُجاب إلى ما سأل ، قبل أن يحول الموت بين المؤمِّل وبلوغ الأمل ، قبل أن يصير المرء محبوسًا في حفرته بما قدَّم من عمل .

أحبتي في الله ... فليكن شعارنا في هذه الأيام الكريمة التي لا نضمن أن تعود علينا مرة أخرى " لن يسبقني إلى الله أحدٌ " و " وعجلت إليك ربّ لترضى " .
وليكن معيننا على ذلك العمل الصالح ليكون بمثابة الزاد الذي يجعلنا نسير في الطريق إلى الله عز وجل .
لتنال الفلاح بإذن الله تعالى ، سارع إلى توبة نصوح مع أعمال فاضلة في أزمنة فاضلة .قال تعالى "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ "سورة آل عمران / آية : 133 .
وقال سبحانه "وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ" . سورة آل عمران / آية : 114 .
لم لا تكون منهم ؟! الذين يسارعون في الخيرات ويطلبون الجنات ، لله در من يبادر ... ذلك حتى لا نندم ونبكي ، ولات ساعة ندم ..... ، فبادر ...أيها الصحيح بالتوبة النصوح ، وسارع يا مسلم للنجاة ، وتذكر أن الصحة لا تدوم ، وأن اللحظة لا تعود ، وأن الموت الذي تفر منه آت لا محالة ،واشكر ربك بالتوبة والعبادة والذكر والندم ، واسأله سبحانه الثبات على الحق والخير ...وتذكر لن ينفعك يوم الدين إلا عملك الصالح ، ومنها التوبة التي تمحي الذنوب الصغائر والكبائر .
أم أبي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-19, 04:26 AM   #8
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
Hr

المبحث الثالث

الهدي
الهدي :جمعها : الهدايا :
والهدي هو : كل ما يُهدَى إلى الحرم من نَعَم .
والأضحية ما يذبح في أيام النحر تقرُّبًا إلى الله ـ عزّ وجل ـ وسميت بذلك ؛ لأنها تذبح ضحى ، بعد صلاة العيد .
وهل الهدي والأضحية متغايران ؟
الجواب : نعم متغايران ؛ لأن الأضحية في البلاد الإسلامية عامة ، والهدي خاص فيما يُهدى للحرم . ا . هـ . بتصرف .
قاله الشيخ العثيمين في الشرح الممتع على زاد المستقنع / ج : 7 / باب : الهدي ، والأضحة ، والعقيقة / ص : 453 .
*أقسام الهدي - الذي هو من بهيمة الأنعام :
ينقسم الهدي إلى : واجب ، ومستحب .
الهدي الواجب مثل :
هدي القارن ، والمتمتع ، والمحصَر ، ..... .
الهدي المستحب مثل :
هدي الحاج المفْرِد ، والمعتمر المفرد ، والهدي التطوعي من غير نُسُك ، وهو يشرع في أي وقت ؛ ومن أي مكان .
فمما يُلتفت إليه هذه السُّنة المنسية وهي الإهداء للبيت الحرام من غير نُسك لذا نلقي الضوء عليها لنغتنم هذه النفحات فإن إحياء ما اندثر من السنن أو كاد ، فيه ثواب عظيم .
* فعن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "مَن دَعا إلى هُدًى، كانَ له مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن أُجُورِهِمْ شيئًا، ومَن دَعا إلى ضَلالَةٍ، كانَ عليه مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثامِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن آثامِهِمْ شيئًا. " .سنن أبي داود " المجلد الواحد " / تحقيق الشيخ الألباني / ( 34 ) ـ أول كتاب : السنة /( 7 ) ـ باب : من دعا إلى السنة / حديث رقم :4609 / ص : 832 / صحيح .
*سُنة منسية :
فمن القربات العظيمة الأجر الإهداء للبيت الحرام .
فالهدي ـ التطوعي ـ : هو ما أهدي إلى البيت الحرام من الإبل ، والبقر ، والغنم وغيرها .
ويُراد بتقديمه إلى البيت ـ الكعبة ـ ، التوسعة والإحسان إلى جيران البيت الحرام وزائريه ،من الفقراء والمساكين .
وهو أفضل القُرَب عند الله تعالى . لأن الصدقة ، والإنفاق من أفضل العبادات . لاسيما إذا كان في البلد الحرام ، وعلى المنقطعين لعبادة الله تعالى فيه ، والمجاورين لبيته .
تيسير العلام / شرح : عمدة الأحكام / ج : 2 / باب : الهدي / ص : 174 .

* عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت "كُنْتُ أفْتِلُ القَلَائِدَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيُقَلِّدُ الغَنَمَ، ويُقِيمُ في أهْلِهِ حَلَالًا" صحيح البخاري " متون " / ( 25 ) ـ كتاب : الحج / ( 110 ) ـ باب : تقليد الغنم / حديث رقم : 1702 / ص : 192 .

الشرع يكون حيث المصلحة المحضة ، أو المصلحة الراجحة . فإن إشعار الإبل والبقر المهداة ، فيه تعذيب لها -الإشعار معناه : الإعلام . والعبادات شعائر الله لأنها علامات طاعته - ولكن مصلحة إشعارها ، ليعظمها ، ولإظهار طاعة الله في إهدائها ، راجح على هذه المفسدة اليسيرة .
تيسير العلام / شرح : عمدة الأحكام / ج : 2 / باب : الهدي / ص : 176 .

والشعيرة : ـ هنا ـ ما يُهدَى إلى البيت من بهيمة الأنعام ، فتُعلَّم ، وذلك بإزالة شعر أحد جانبي البدنة أو البقرة ، وكشطه حتى يسيل منه الدم ، ليعلم الناس أنها مُهداة إلى البيت فلا يتعرضوا لها .
تيسير العلام / شرح : عمدة الأحكام / ج : 2 / باب : الهدي / ص : 175 .
تقليد الهَدْي، وإِشْعَار البُدْن:
ومعنى "الإشعار" أن يَكْشِط جلد "البَدَنة"، حتى يَسِيل الدم، ثم يَسْلته، ويكون ذلك في الجانب الأيمن لسَنمة البعير، وهذا الحكم مختصٌّ بالبعير فقط، دون البقر والغنم.
وأما "التقليد"، فهو أن يعلِّق في عنقها نعلين، أو يضع عليها شيئًا من صوف ونحوه، وهذا الحكم عام للبقر والغَنَم والإِبِل.
"صَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ الظُّهْرَ بذِي الحُلَيْفَةِ، ثُمَّ دَعَا بنَاقَتِهِ فأشْعَرَهَا في صَفْحَةِ سَنَامِهَا الأيْمَنِ، وَسَلَتَ الدَّمَ، وَقَلَّدَهَا نَعْلَيْنِ، ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ، فَلَمَّا اسْتَوَتْ به علَى البَيْدَاءِ أَهَلَّ بالحَجِّ. "
الراوي : عبدالله بن عباس -المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم:- 1243 خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =
الشرح :دَعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بناقتِه فأشَعرَها"، أي: طلَبَ ناقتَهُ التي يَهدِيها فجَرَحها في "صَفحَةِ"، أي: في جانِبِ "سَنامِها الأَيمنِ" وهو أَعلى ظَهرِ البَعيرِ، وسلَتَ الدَّمَ وأزالَهُ، "وقلَّدَها"، أي: علَّقَ في عُنقِها نعلَينِ، ثمَّ ركبَ راحلتَهُ، "فلمَّا استَوتْ به الرَّاحِلَةُ"؛ يعني لما ارتَفَعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُستويًا على ظَهرِ الرَّاحِلَةِ على "البَيداءِ" وهوَ مَوضِعٌ مُلاصِقٌ لذي الحُلَيفَةِ، وهو الميقاتُ المَكانيُّ، أهلَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالحَجِّ؛ يَعني: رفَعَ صوتَهُ بتلبيَةِ الحَجِّ.
وفي الحَديثِ: بيانُ ما يَفعلُه الحاجُّ إذا ساقَ معه الهدْيَ بأن يُشعِرَه ويُسيلَ بَعضًا مِن دَمِه، ويَجعلَ في عُنقِهِ عَلامةً.
وفيه: الإهلالُ والإحرامُ بالنُّسُكِ عِنْدَ المِيقاتِ المَكانيِّ أَوْ قَبْلَه.
وفيه: الحثُّ على اتِّباعِ هَدْي النَّبيِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الحَجِّ. الدرر =


* عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت" فَتَلْتُ قَلَائِدَ هَدْيِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ أشْعَرَهَا وقَلَّدَهَا، أوْ قَلَّدْتُهَا ثُمَّ بَعَثَ بهَا إلى البَيْتِ، وأَقَامَ بالمَدِينَةِ فَما حَرُمَ عليه شيءٌ كانَ له حِلٌّ."صحيح البخاري " متون " / ( 25 ) ـ كتاب : الحج / ( 108 ) ـ باب : إشعار البدْنِ / حديث رقم : 1699 / ص : 192 .
المعنى الإجمالي للحديث:
كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعظم البيت العتيق ويقدسه .
فكان إذا لم يصل إليه بنفسه بعث إليه ـ أي إلى البيت الحرام ـ الهدي ، تعظيمًا له ، وتوسعة على جيرانه ـ أي : على جيران البيت الحرام ـ
وكان إذا بعث الهدي أشعرها وقلدها ، ليعلم الناسُ أنها هدي إلى البيت الحرام ، فيحترموها ، ولا يتعرضوا لها بسوء .
فذكرت ـ أم المؤمنين ـ عائشة ـ رضي الله عنها ـ تأكيدًا للخبر ، أنها كانت تفتِل قلائدها .
وكان ـ صلى الله عليه وسلم إذا بعث بها وهو مقيم في المدينة ، لا يجتنب الأشياء التي يجتنبها المحرِم من :
النساء ، والطيب ، ولبس المخيط ونحو ذلك ، بل يبقى مُحِلًّا لنفسه كل شيء كان حلالًا له .
تيسير العلام / شرح : عمدة الأحكام / ج : 2 / باب : الهدي / ص : 175 .
· ما يؤخذ من الحديث :
ـ استحباب بعث الهدي إلى البيت الحرام من البلاد البعيدة ولو لم يصحبها المُهْدِي ، لأن الإهداء إلى البيت صدقة على مساكين الحرم ، وتعظيم للبيت ، وتقرُّب إلى الله تعالى بإراقة الدماء في طاعته .
ـ استحباب إشعار الهدي وتقليده ، بالقِرَب ، والنعال ، ولحاء الشجر ، مما هو خلاف عادة الناس ، ليعرفوه فيحترموه .
ـ أن المُهْدِي لا يكون محرمًا ببعث الهدي ، لأن الإحرام هو نية ونُسك .
ـ أن المُهْدِي لا يَحْرُم عليه أيضًا ما يحرم على المحرِم من محظورات الإحرام .
قال ابن المنذر : قال الجمهور : لا يصير بتقليد الهدي مُحْرِمًا ، ولا يجب عليه شيء .
وقال بعض العلماء : وإلى ذلك ذهب فقهاء الأمصار .
ـ جواز التوكيل في سَوْقِهَا إلى الحرم ، وذبحها وتفريقها . ـ أن الشرع يكون حيث المصلحة المحضة ، أو المصلحة الراجحة . فإن إشعار الإبل والبقر المهداة ، فيه تعذيب لها .
ولكن مصلحة إشعارها ، لتعظيمها ، وإظهار طاعة الله في إهدائها ، راجح على هذه المفسدة اليسيرة .
ـ أن الأفضل بعثها مقلدة من أمكنتها ، لا تقليدها عند الإحرام ، لتكون محترمة على من تمر به في طريقها ، وليحصل التنافس في أنواع هذه القُرب المتعدي نفعها .

تيسير العلام / شرح : عمدة الأحكام / ج : 2 / باب : الهدي / ص : 176 .
أم أبي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-19, 04:28 AM   #9
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
Home

المبحث الرابع
الأُضحية

تعريف الأضحية :
هي ما يذبح من النَّعم يوم النحر تقربًا إلى الله .
وهي من أفضل الأعمال التي يتقرب بها إلى الله في الأيام العشر من ذي الحجة . فهي تذبح في اليوم العاشر من ذي الحجة - أول أيام عيد الأضحى - .
مشروعيتها :
قوله تعالى "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ" . سورة الكوثر / آية : 1 ، 2 .
فضل الأضحية عما سواها :

ـ التقرب إلى الله بها .
ـ إحياء سنة إمام الموحدين إبراهيم عليه السلام .
ـ التوسعة على الأهل يوم العيد وإشاعة الرحمة بين الفقراء والمساكين .
قال الإمام أحمد رحمه الله :
ذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها .
قال ابن القيم وهو أحد تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية البارزين :
" الذبح في موضعه أفضل من الصدقة بثمنه ، ولو زاد - يعني لو زاد ثمنه فتصدق بأكثر منه - كالهدايا والضحايا ، فإن الذبح وإراقة الدم مقصود ، فإنه عبادة مقرونة بالصلاة كما قال تعالى"فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ " . سورةالكوثر / آية : 2 .
وقال تعالى "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "سورة الأنعام / 162 .
ففي كل ملة صلاة ونسيكة لا يقوم غيرهما مقامهما ، ولهذا لو تصدق عن دم المتعة والقران أضعاف القيمة ؛ لم يقم مقامه ، وكذلك الأضحية " . ا . هـ .
· ويدل على أن ذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها :
أنه هو عمل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمسلمين ، فإنهم كانوا يضحون ، ولو كانت الصدقة بثمن الأضحية أفضل ؛ لعدلوا إليها وما كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليعمل عملًا مفضولًا يستمر عليه منذ أن كان في المدينة إلى أن توفاه الله مع وجود الأفضل وتيسره ثم لا يفعله مرة واحدة ، ولا يبين ذلك لأمته بقوله ، بل استمرار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمسلمين معه على الأضحية يدل على أن الصدقة بثمن الأضحية لا تساوي ذبح الأضحية فضلًا عن أن تكون أفضل منه ، إذ لو كانت تساويه لعملوا بها أحيانًا ؛ لأنها أيسر وأسهل ، أو تصدق بعضهم وضحى بعضهم كما في كثير من العبادات المتساوية . فلما لم يكن ذلك ؛ عُلم أن ذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها .
· ويدل على أن ذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها :
أن الناس أصابهم ذات سنة مجاعة في عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في زمن الأضحية ، ولم يأمرهم بصرف ثمنها إلى المحتاجين ، بل أقرهم على ذبحها ، وأمرهم بتوزيع لحمها .
* عن سلمة بن الأكوع قال : قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم "مَن ضَحَّى مِنكُم فلا يُصْبِحَنَّ بَعْدَ ثالِثَةٍ وبَقِيَ في بَيْتِهِ منه شيءٌ فَلَمَّا كانَ العامُ المُقْبِلُ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، نَفْعَلُ كما فَعَلْنا عامَ الماضِي؟ قالَ: كُلُوا وأَطْعِمُوا وادَّخِرُوا، فإنَّ ذلكَ العامَ كانَ بالنَّاسِ جَهْدٌ، فأرَدْتُ أنْ تُعِينُوا فيها."
الراوي : سلمة بن الأكوع - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري
-الصفحة أو الرقم: 5569 - خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر =

·ويدل على أن ذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها :
أن العلماء اختلفوا في وجوبها ، وأن القائلين بأنها سُنة صرَّح أكثرهم أو كثير منهم بأنه يكره تركها للقادر ، ولم نعلم أن مثل ذلك حصل في مجرد الصدقة المسنونة .
· ويدل على أن ذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها :
أن الناس لو عدلوا عنه إلى الصدقة ؛ لتعطلت شعيرة عظيمة وردت في عدة آيات في الكتاب العزيز ، وقد فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفعلها المسلمون ، وسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم " سُنة المسلمين "
* فعن البراء ابن عازب قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" مَن ضَحَّى قَبْلَ الصَّلَاةِ، فإنَّما ذَبَحَ لِنَفْسِهِ، وَمَن ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ، وَأَصَابَ سُنَّةَ المُسْلِمِينَ " .صحيح الجامع الصغير وزيادة / تحقيق الشيخ الألباني / ج : 2 / حديث رقم : 6373 / ص : 1090 / صحيح . متفق عليه .
تنبيهات هامة :

ورد في كتاب السنن والْمُبْتَدَعات / لمؤلفه محمد بن أحمد خضر الشقيري / ص : 155 .
أن النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قال لفاطمةَ رضي الله عنها: قومي إلى ضحيَّتِك فاشْهِديها؛ فإنه بأولِ قطْرَةٍ منها يُغْفَرُ لك ما سَلَفَ مِن ذنوبِك.الدرر = ×حديث منكر .

* وكذلك حديث " استفرهوا ضحايكم -أي استحسنوها واستسمنوها - فإنها مطاياكم على الصراط " .× غير ثابت وغير معروف .
* وكذلك حديث " إنها مطاياكم في الجنة " .× غير ثابت وغير معروف .
* وكذلك حديث " من ضحى طَيبَة بها نفسهُ محتسبًا بأضحيتـه كانت له حجابًا من النار " .× فيه أبو داود النخعي وهو كذاب ، وضَّاع للحديث .

حكمها :

الأضحية سنة مؤكدة ويكره تركها مع القدرة عليها .وقال بعض أهل العلم : إنها واجبة على القادر :أبو حنيفة ـ المُنَخَّلَة النونية / كتاب الأضاحي والذبائح والصيد / ص : 124 .
* عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من كان له سعةٌ ، ولم يُضَحِّ ، فلا يقرَبَنَّ مَصْلاَّنا " .صحيح سننابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ج : 2 / ( 26 ) ـ كتاب : الأضاحي / ( 2 ) ـ باب :الأضاحي واجبة أم لا ؟ / حديث رقم : 2532 / ص : 199 / حسن .
فلا يقرَبَنَّ مَصْلاَّنا: ليس المراد أن صحة الصلاة تتوقف على الأضحية . بل هي عقوبة له بالطرد عن مجالس الأخيار .حاشية صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / ص : 199 .
* عن مِخنَفِ بنَ سُليم ، قال "كنَّا وقوفًا عندَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بعرفةَ فقالَ يا أيُّها النَّاسُ إنَّ علَى كلِّ أهْلِ بيتٍ في كلِّ عامٍ أضحيَّةً وعَتيرةً أتدرونَ ما العتيرةُ هيَ الَّتي يسمِّيها النَّاسُ الرَّجبيَّةَ"صحيح سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ج : 2 / ( 26 ) ـ كتاب : الأضاحي / ( 2 ) ـ باب : الأضاحي واجبة أم لا ؟ / حديث رقم : 2533 / ص : 200 / حسن .صحيح سنن أبي داود 3487 .
وقد نُسِخَتِ العتيرةُ .
* عن أبي هريرة ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " لا فَرَعَ ولا عَتِيرة ."صحيح سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ج : 2 / ( 27 ) ـ كتاب : الذبائح / ( 2 ) ـ باب :الفرعة والعتيرة / رقم : 2566 ـ 3168 / ص : 207 / صحيح .
قال أبو عيسى الترمذي : والفرع أول النتاج كان ينتج لهم فيذبحونه .
والعتيرةُ : ذبيحَةٌ كانوا يذبحونها في رجبَ يعظمونَ شهرَ رجبَ لأنه أولَ شهرٍ مِن أشْهُرِ الحُرُمِ .
والأشُهُر الحُرُمِ : رَجَبُ ، وذوالْقَعْدَةِ ، وذوالْحِجَّةِ ، والمحَرَّمُ .
وأشْهُر الحجّ : شوَّالُ ، وذو القَعْدَةِ ، وذو الحجة .
صحيح سنن الترمذي / ج : 2 / أبواب : الأضاحي / ( 13 ) ـ باب : في الفرع والعتيرة / ص : 92 / بتصرف .

من أراد أن يضحي فلا يأخذ في العشر من شَعَرِه وأظفاره
* عن أم سلمة ؛ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال" إذا دخَلَ العَشرُ وأرادَ أحدُكم أن يُضَحِّيَ ، فلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ ولا بَشَرِهِ شيئًا " .الإرواء : 1163 . صحيح أبي داود رقم : 2488 . صحيح ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ( 26 ) ـ كتاب : الأضاحي / ( 11 ) ـ باب : من أراد أن يضحي فلا يأخذ في العشر من شعره وأظفاره / ج 2 / حديث رقم : 2548 / ص : 203 / صحيح .


* عن أم سلمة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه سلم"من رأى منْكم هلالَ ذي الحجَّةِ فأرادَ أن يُضحِّيَ فلا يقربنَّ لَهُ شعرًا ولا ظُفرًا " .صحيح سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / مجلد : 2 / ( 26 ) ـ كتاب : الأضاحي / ( 11 ) ـ باب : من أراد
أن يضحي فلا يأخذ في العشر من شعره وأظفاره / حديث رقم : 2549 ـ 3150 / ص : 203 / صحيح .

البعض يفهم الحديث فهمًا غريبًا جدًا . عندما يسمعه لأول وهلة ، يقول هـذا خاص بالأضحية التي ستذبح وليس بالمضحي ، ولكن الأضحية ما ذُكِرَتْ في الحديث من أصله إنما ذُكِرت التضحية ، والفرق بينهما كبير فالضمير- له-عائد على من أراد أنْ يضحي .
ويستفادُ من الحديث أن الذي نوى التضحية يتوقفُ ويمتنعُ عن قص شعرِ جِسمِهِ وأظفارِهِ .
فلا ينتفنَّ إبطًا ولا يحلقن عانةً ، ولا يقصنَّ شعره ولا يقًصنَّ شاربه ولا يُقلمنَّ أظفارَهُ .
كلُّ هذا في حقهِ إلى أن يذبح الأضحية .
والحديث ليس خاصًا بالرجال ، فالمرأة كذلك داخلةٌ في النص إذا أرادت هي أن تضحيَ .
ـ مع ملاحظة أن الذابح قد يكون غير المضحِي .
فالمقصود في الحديث المضحي سواءً كان هو الذابح أم لا .
ـ وإلى وجوب هذا الحكم الشرعي ، ذهب الإمام أحمد وجماعة ـ رحمهم الله تعالى ـ .المُنَخَّلَة النونية ... / ص : 126 .

*
مم تكون الأضحية ؟

لا يجزئ في الأضحية إلا الأنعام ، لأنه لم يُؤْثَر عن النبي صلى الله عليه سلم ، أنه ضحى بغير الإبل والبقر ، والغنم
فلا تكون إلا من البقر ، والإبل ، والغنم - المقصود بالغنم : الضأن ، والمعز - قال تعالى "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ".سورة الحج / آية : 34 .
وقال تعالى "وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ" . سورة الحج / آية : 36 .
الْبُدْنَ: أي الإبل والبقر على أحد القولين . تفسير السعدي لهذه الآية .
* عن ابن عباس ، قال "كنا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فحضَرَ الأضحى، فاشترَكْنا في البقرةِ سبعةٌ ، وفي الجَزُورِ عَشْرةٌ."سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 7 ) ـ كتاب : الحج عن رسول الله صلى الله عليه سلم / ( 66 ) ـ باب : ما جاء في الاشتراك في البَدَنَةِ والبقرةِ / حديث رقم : 905 / ص : 218 / حديث صحيح .

* عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "كانَ إذا أرادَ أن يضحِّيَ، اشتَرى كبشينِ عظيمينِ، سَمينينِ، أقرَنَيْنِ، أملَحينِ موجوءَينِ، فذبحَ أحدَهُما عن أمَّتِهِ، لمن شَهِدَ للَّهِ، بالتَّوحيدِ، وشَهِدَ لَهُ بالبلاغِ، وذبحَ الآخرَ عن محمَّدٍ، وعن آلِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ"صحيح سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ج : 2 / ( 26 ) ـ كتاب : الأضاحي / ( 1 ) ـ باب : أضاحي رسول الله صلى الله عليه وسلم / حديث رقم : 2531 ـ 3122 / ص : 199 / صحيح .
أملَحينِ: أي فيهما بياض وسواد ، وبياضه أكثر .
موجوءَينِ: تثنية موجوء . اسم مفعول من وجأ . أي منزوعتين . قد نزع عرق الأنثيين منهما ـ أي عرق الخصيتين ـ ، وذلك أسمن لهما .حاشية صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / ص : 199 .
* عن عطاء بن يسارٍ رضي الله عنه قال : سألتُ أبا أيوب الأنصاري "كيفَ كانتِ الضَّحايا علَى عَهدِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ كانَ الرَّجلُ يُضحِّي بالشَّاةِ عنهُ وعن أهلِ بيتِه فيأكلونَ ويَطعمونَ حتَّى تَباهى النَّاسُ فصارت كما تَرى"صحيح سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ج : 2 / ( 26 ) ـ كتاب : الأضاحي / ( 10 ) ـ باب :من ضحى بشاة عن أهله / حديث رقم : 2546 ـ 3147 / ص : 203 / صحيح .


* عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ." .صحيح مسلم " متون " / ( 35 ) ـ كتاب : الأضاحي / ( 2 ) ـ باب : سن الأضحية / حديث رقم : 13 ـ ( 1960 ) / ص : 514 .

* عن عاصم بن كُلَيب ، عن أبيه ؛ قال "كنَّا معَ رجلٍ من أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يقالُ لَهُ مُجاشعٌ من بَني سُلَيْمٍ فعزَّتِ الغنمُ، فأمرَ مُناديًا فَنادى أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ يقولُ: إنَّ الجَذَعَ يوفي، مِمَّا توفي منهُ الثَّنيَّةُ" " .صحيح سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ج : 2 / ( 26 ) ـ كتاب : الأضاحي / ( 7 ) ـ باب :ما تجزئ من الأضاحي / حديث رقم : 2543 ـ 3140 / ص : 202 / صحيح .
الجَذَعَ: هي مالها نصف سنة ، و لا يجزئ منها إلا الضأن فقط .
الثَّنيَّةُ : أي المُسِنَّة، أي كبيرة السن .
يجزئ من الضأن ماله نصف سنة - جذعة - .
والمسنة من غير الضأن هي :
ـ من المعز ماله سنة .
ـ ومن البقر ماله سنتان .
ـ ومن الإبل ماله خمس سنين ، يستوي في ذلك الذكر والأنثى .
oفائـــدة :
ذهب بعض أهل العلم إلى جواز التضحية بالديك والعصفور وما أشبهه . وهو قول باطل؛ لأن الأضحية معنى شرعي ؛ لا يُرْجَعُ إلى غير الشرع في تفسيرها ، ولم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ضحَّى بغير الإبل والبقر والغنم ، فوجب الاقتصار على تفسيره .
المنخلة النونية ... / ص : 125 .

oما لا يجوز أن يضحَى به :
هناك عيوب تُرَدُّ بها الأُضحية ، ولا يجزئ معها :
وهي أربعة :
ـ العوراء البيِّن عورها : فإن غطى البياض أكثر ناظرها ، بحيث بقي أقله ، لم تجزئ . ولا تُجزئ العمياء من باب أولى
ـ المريضة البين مرضها :
فإن كان مرضها خفيًّا أجزأت .
ـ العرجاء البين عرجها : ومقطوعة مكسورة الأرجل من باب أولى .
ـ الهزيلة التي لا تُنقي :أي التي لا مخ لها لضعفها وهزالها.

* عن عبيد بن فيروز ؛ قال : قلت للبراء بن عازب : حدثني بما كره ، أو نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأضاحي . فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هكذا بيده ، ويدي أقصر من يده "أربعٌ لا تُجزئُ في الأضاحيِّ: العَوراءُ البيِّنُ عوَرُها، والمريضةُ البيِّنُ مرضُها، والعَرجاءُ البيِّنُ ظَلعُها، والكسيرةُ الَّتي لا تُنقي قالَ: فإنِّي أَكْرَهُ أن يَكونَ نقصٌ في الأذنِ، قالَ: فما كرِهْتَ منهُ، فدعهُ، ولا تحرِّمهُ على أحدٍ"
صحيح سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ج : 2 / ( 26 ) ـ كتاب : الأضاحي / ( 8 ) ـ باب :ما يكره أن يضحى به / حديث رقم : 2544 ـ 3143 / ص : 202 / حسن صحيح .
العَوراءُ البيِّنُ عوَرُها: ذهاب بصر إحدى العينين .أي العوراء يكون عورها ظاهرًا بينًا .
ظَلعُها: الظلع هو العرج .
لا تُنقي: التي ما بقي لها مخ من غاية العجف .
يقال : أنقت الناقة ، أي صار فيها نقى ، أي سمنت ووقع في عِظامها المخ .
ـ ولا يجزئ في الأضحية الجذع من المعز .
لحديث البراء بن عازب قال"ضَحَّى خَالٌ لِي، يُقَالُ له أبو بُرْدَةَ، قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقالَ له رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: شَاتُكَ شَاةُ لَحْمٍ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ عِندِي دَاجِنًا جَذَعَةً مِنَ المعزِ، قالَ: اذْبَحْهَا، ولَنْ تَصْلُحَ لِغَيْرِكَ ثُمَّ قالَ: مَن ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فإنَّما يَذْبَحُ لِنَفْسِهِ، ومَن ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وأَصَابَ سُنَّةَ المُسْلِمِينَ.

صحيح البخاري " متون " / ( 73 ) ـ كتاب : الأضاحي / ( 8 ) ـ باب : قول النبي صلىالله عليه وسلم لأبي بردة : ضح ... " / حديث رقم : 5556 / ص : 669 .
دَاجِنًا: الداجن ما يُعْلَف في البيت ، من الغنم والمعز .
جَذَعَةً :الجذع : ماله سنة تامة ، هذا هو الأشهَر عن أهل اللغة وجمهور أهـل العلم من غيرهم .
قال أبو عيسى : في صحيح سنن الترمذي ـ باب في الجذع من الضأن في الأضاحي / ص :89:قال : الجذع يكون ابن سبعة ، أو ستة أشهر .

o ما يستحب من الأضاحي :
* عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال "ضَحَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بكبشٍ أَقْرَنَ فَحْلٍ ، يأكلُ في سَوَادٍ ، ويَمْشِي في سَوَادٍ ، وينظرُ في سَوَادٍ"صحيح سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / ج : 2 / ( 17 ) ـ كتاب : الأضاحي / ( 7 ) ـ باب :الاشتراك في الأضحية / حديث رقم : 1214 ـ 1553 / ص : 89 / صحيح .
أَقْرَنَ : أي له قرنين .
فَحْلٍ: أي كامل الخلقة لم يقطع أنثياه .
يأكلُ في سَوَادٍ : أي في بطنه سواد .
ويَمْشِي في سَوَادٍ : أي في رجله سواد .
وينظرُ في سَوَادٍ: أي مكحول في عينيه سواد .
أم أبي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-19, 04:32 AM   #10
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
Home

o جواز المشاركة في الأضحية :
تجوز المشاركة في الأضحية إذا كانت من الإبل أو البقر .
* عن ابن عباس ، قال "كنا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فحضَرَ الأضحى، فاشترَكْنا في البقرةِ سبعةٌ ، وفي الجَزُورِ عَشْرةٌ."سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 7 ) ـ كتاب : الحج عن رسول الله صلى الله عليه سلم / ( 66 ) ـ باب : ما جاء في الاشتراك في البَدَنَةِ والبقرةِ / حديث رقم : 905 / ص : 218 / حديث صحيح .
* عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال "نَحَرْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَامَ الحُدَيْبِيَةِ البَدَنَةَ عن سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عن سَبْعَةٍ."سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 7 ) ـ كتاب : الأضاحي / ( 8 ) ـ باب : ما جاء في الاشتراك في الأضحية / حديث رقم : 1502 / ص : 356 / حديث صحيح .
قال أبو عيسى ـ الترمذي : هذا حديث صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم ، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم . وهو قول سفيان الثوري ، وابن المبارك والشافعي ، وأحمد ، وإسحاق .
وقال إسحاق يجزئ أيضًا البعير عن عشرة ، واحتج بحديث ابن عباس .

oالشاة الواحدة تُجزئ عن أهل بيت :
كانت الضحايا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فقال : كان الرجل يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته ، فيأكلون ويُطعمون حتى تباهى الناس فصارت كما ترى .صحيح سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / ج : 2 / ( 17 ) ـ كتاب : الأضاحي / ( 8 ) ـ باب : ما جاء أن الشاة الواحدة تجزئ عن أهل بيت / حديث رقم : 1216 ـ 1557 / ص : 90 / صحيح .

oوقت الذبح :
يشترط في الأضحية ألا تذبح إلا بعد طلوع الشمس من يوم العيد ويمر من الوقت ما قدر صلاة العيد .
* عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر" من كان ذَبَحَ قبلَ الصلاةِ فلْيُعِدْ " .صحيح البخاري " متون " / ( 73 ) ـ كتاب : الأضاحي / ( 4 ) ـ باب :ما يُشتهى من اللحم يوم النحر / حديث رقم : 5549 / ص : 668 .
* عن أنس رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم" من ذبح قبلَ الصلاةِ فإنَّما ذبح لنفسهِ ، ومن ذبحَ بعد الصلاةِ فقد تمَّ نُسُكُهُ وأصابَ سنة المسلمين " .صحيح البخاري " متون " / ( 73 ) ـ كتاب : الأضاحي / ( 1 ) ـ باب : سنة الأضحية / حديث رقم : 5546 / ص : 668 .

* عن جُنْدَبِ بن سفيان البَجَلّي رضي الله عنه قال : شهدت الأضحى مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ... فذبح أناس قبل الصلاة ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم"من كانَ ذبحَ منْكم قبلَ الصَّلاةِ فليُعد أضحيَّتَهُ ومن لا فليَذبَحْ على اسمِ اللَّهِ"صحيح سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ج : 2 / ( 26 ) ـ كتاب : الأضاحي / ( 12 ) ـباب : النهي عن ذبح الأضحية قبل الصلاة / حديث رقم : 2551 ـ 3152 / ص : 204 .

oزمان الأضحية :
زمان الأضحية ، أي الوقت الذي يجوز فيه ذبح الأضحية وزمان الأضحية هو : يوم الحج الأكبر- يوم النحر : 10 من ذي الحجة - وثلاثة أيام بعده -11 ، 12 ، 13 من ذي الحجة -، وهي أيام التشريق .
فكل أيام التشريق يجوز ذبح الأضحية فيها ، لا فرق بين ليلها ونهارها ، فكلمة يوم في لغة العرب إذا أُطلقَتْ كان معناها اليوم كله ليله ونهاره مع ملاحظة أن اليوم ينتهي بغروب شمسه .
فيكون الزمان الجائز فيه ذبح الأضحية من صبيحة يوم النحر - 10 من ذي الحجة - إلى عصر يوم 13 من ذي الحجة - .المنخلة النونية ... / ص : 124 / بتصرف .

لقوله صلى الله عليه وسلم "كُلُّ عَرَفاتٍ مَوقِفٌ، وارفَعوا عن بَطنِ عُرَنةَ، وكُلُّ مُزدَلِفةَ مَوقِفٌ، وارفَعوا عن مُحَسِّرٍ، وكُلُّ فِجاجِ مِنًى مَنحَرٌ، وكُلُّ أيَّامِ التَّشريقِ ذَبحٌ.
رواه الإمام أحمد . عن جُبير بن مُطعَم . وصححه الشيخ الألباني في : صحيح الجامع الصغير وزيادته / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 4537 / ص : 834 .

oحكم البيع منها :
البيع من الأضحية غير جائز ؛ لحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه " أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقومَ على بُدْنِهِ ، وأن أَقْسِمَ جلودها وجلالها ،ولا أعطي الجازر منها شيئًا " . وقال " نحن نعطيه " .صحيح سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ج : 2 / ( 25 ) ـ كتاب : المناسك / ( 97 ) ـ باب :من جلَّل الْبَدَنة / حديث رقم : 2515 ـ 3099 / ص : 194 / صحيح .

o مباشرة المضحي أضحيته بنفسه :
يستحب أن يباشر المسلم أضحيته بنفسه وإن أناب غيره في ذبحها جاز ذلك بلا حرج .
* عن أنس بن مالك قال "ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا." .صحيح سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / ج : 2 / ( 17 ) ـ كتاب : الأضاحي عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم / ( 2 ) ـ باب : ما جاء في الأضحية بكبشين / حديث رقم : 1208 ـ 1543 / ص : 88 / صحيح .
أمْلَحَيْنِ : الأملح هو الذي بياضه أكثر من سواده .
علَى صِفَاحِهِمَا: جمع صفْح وهو الجَنْب ، وقيل جمع صفحة وهو عرض الوجه ، وقيل نواحي عنقها . قال الحافظ : وفيه استحباب وضع القدم على صفحة عنق الأضحية الأيمن ، واتفقوا على أن ضجاعها يكون على الجانب الأيسر ، فيضع قدمه على الجانب الأيمن ، ليكون أسهل على الذابح في أخذ السكين باليمين ، وإمساك رأسها بيده اليسرى .

o صحة الوكالة :
* عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال "أَمَرَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَنْ أَقُومَ علَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بلَحْمِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا، وَأَنْ لا أُعْطِيَ الجَزَّارَ منها، قالَ: نَحْنُ نُعْطِيهِ مِن عِندِنَا."الراوي : علي بن أبي طالب - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 1317 - خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =

وَأَجِلَّتِهَا : جمع جِلال وهو ما يطرح على ظهر البعير من كساء ونحوه .

oاستحباب الذبح والنحر بالمصلى :
* عن نافع أن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما أخبره قال "كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَذْبَحُ ويَنْحَرُبالمُصَلَّى".
الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث البخاري - المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 5552 - خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر -
قيل النحر خاص بالإبل بكيفية معينة ، والذبح خاص بغير الإبل بالطريقة المعروفة.
o الرفق بالذبيحة :
* عن شداد بن أوس ، قال "ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُما عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ. الراوي : شداد بن أوس- المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 1955 - خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر =

o كيفية التصرف في لحم الأضحية وتقسيمها :
* عن سلمةَ بنِ الأكوعِ قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم" مَن ضَحَّى مِنكُم فلا يُصْبِحَنَّ بَعْدَ ثالِثَةٍ وبَقِيَ في بَيْتِهِ منه شيءٌ فَلَمَّا كانَ العامُ المُقْبِلُ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، نَفْعَلُ كما فَعَلْنا عامَ الماضِي؟ قالَ: كُلُوا وأَطْعِمُوا وادَّخِرُوا، فإنَّ ذلكَ العامَ كانَ بالنَّاسِ جَهْدٌ، فأرَدْتُ أنْ تُعِينُوا فيها."الراوي : سلمة بن الأكوع - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 5569 - خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =

* عن سليمان بن بُريدة عن أبيه قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم"كنتُ نَهَيتُكم عن لُحومِ الأضاحيِّ فَوقَ ثلاثٍ ، ليتَّسعَ ذو الطَّولِ علَى مَن لا طَولَ لَهُ ، فَكلوا ما بدا لَكم وأطعِموا وادَّخِروا " . الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي -الصفحة أو الرقم: 1510- خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =

* عن نُبَيْشَة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنَّا كنَّا نَهَيناكم عن لحومِها أن تأكلوها فوقَ ثلاثٍ لِكَي تسعَكُم، فقد جاءَ اللَّهُ بالسَّعةِ فَكُلوا وادَّخروا واتَّجروا، ألا وإنَّ هذِهِ الأيَّامَ أيَّامُ أَكْلٍ وشربٍ وذِكْرِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ"الراوي : نبيشة الخير الهذلي - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود- الصفحة أو الرقم: 2813 - خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =
وَأْتَجِرُوا : افتعل من الأجر الذي هو الثواب .
واتَّجِروا : أصله ائتجروا على وزن افتعلوا .
قال البيهقي : يريد الصدقة التي يبتغي أجرها ، وليس من باب التجارة .
ـ إذًا لا تحديد للتقسيم ... إذ لا دليل على أي كيفية للتقسيم بنسب معينة .
ورد برسالة فقه الأضحية ... / ص : 134 ، 135 :
ـ قال ابن عبد البر في الاستذكار :15 / 173 :
فكلوا وتصدقوا وادخروا خرج بلفظ الأمر ومعناه الإباحة لأنه أمر ورد بعد نهي ، وهكذا شأن كل أمر يَرِد بعد حصر ، أنه إباحة لا إيجاب . ا . هـ .
ـ قال القرطبي في تفسيره : 12 / 30 ، ص : 12 / 32 :
فَكُلوا: أمر معناه الندب عن الجمهور .
ويستحب للرجل أن يأكل من هديه وأضحيته وأن يتصدق بالأكثر ، مع تجويزهم الصدقة بالكل وأكل الكل .
وشذت طائفة فأوجبت الأكل والإطعام بظاهر الآية ، ولقوله صلى الله عليه وسلم " كُلُوا وأَطْعِمُوا وادَّخِرُوا".
ـ وقال ابن القاسم عن مالك :
" ليس عندنا في الضحايا قسم معلوم موصوف " . ا . هـ .
o فائدة :
وقد ورد ما يدل على استحباب تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أقسام ، قسم يُتصدق به على الفقراء والمساكين ، وقسم يطعم به الجيران والأصدقاء ، وقسم يأكله هو وأهله . ولكن بأسانيد ضعيفة .
فقه الأضحية / تأليف أبي عبد الرحمن العَلاَّوِيِّ. راجعه وقدم له : مصطفى العدوي / ص : 136 .

o ما جاء في ذكاة الجنين :
*عن أبي سعيدٍ الخدري قالَ سألتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ عنِ الجنينِ؟ فقالَ" كلوهُ إن شئتُم ". وقالَ مسدَّدٌ قلنا يا رسولَ اللَّهِ ننحرُ النَّاقةَ ونذبحُ البقرةَ والشَّاةَ فنجدُ في بطنِها الجنينَ أنلقيهِ أم نأْكلُهُ ؟قالَ" كلوهُ إن شئتُم فإنَّ ذَكاتَهُ ذَكاةُ أمِّهِ " .صحيح سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني/ مجلـد رقم : 2 / كتاب : الأضاحي / ( 18 ) ـ باب :ما جاء في ذكاة الجنين / حديث رقم : 2451 ـ 2827 / ص : 544 / صحيح .

oجواز ذبح الحيوان وفيه رمق أو به مرض :
إذا ذبح الحيوان وفيه حياة أثناء الذبح ، حل أكله . وكذلك ذبحه حال إصابته بمرض لا يضر آكليه .
* عن زيد بن ثابت رضي الله عنه ؛ أن ذئبًا نَيَّبَ في شاة ، فذبحوها بمروة فرخص لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكلها .صحيح سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ج : 2 / ( 27 ) ـ كتاب : الذبائح / ( 5 ) ـ باب : ما يُذكَّى به / حديث رقم : 2527 ـ 3176 / ص : 209 / صحيح .

* عن ابن عباس ؛ أن ذؤبيًا الخُزاعِيَّ حدَّثَ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعثُ معه بالبُدْنِ ، ثم يقول"إذا عطبَ منها شيءٌ، فخَشيتَ علَيهِ موتًا، فانحَرها، ثمَّ اغمِس نعلَها في دمِها، ثمَّ اضرِب صفحتَها، ولا تَطعم مِنها، أنتَ ولا أحدٌ من أَهْلِ رفقتِكَ" .سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ( 25 ) ـ كتاب : المناسك /( 101 ) ـ باب : في الهدي إذا عَطب / حديث رقم : 3105 / ص : 527 / حديث صحيح .

o جواز الذبح بالمروة :
* عن محمد بن صَيفِي ؛ قال"ذَبحتُ أرنبينِ بمروةٍ، فأتيتُ بِهِما النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، فأمرَني بأَكْلِهِما.صحيح سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ج : 2 / ( 27 ) ـ كتاب : الذبائح /( 5 ) ـ باب : ما يُذكَّى به / حديث رقم : 2571 ـ 3175 / ص : 208 / صحيح .
المرْوَة : ضروب من الصَوَّان توجد في الأرض على أشكال شتى . وحجارةٌ بيضٌ رِقاق بَرَّاقة .المعجم الوجيز / ص 579 .

oتحريم أكل ما قُطِعَ من البهيمة وهي حية :
* عن ابن عمر ؛ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال "ما قُطِعَ منَ البَهيمةِ وَهيَ حيَّةٌ فما قُطِعَ منها فَهوَ مَيتةٌ ".صحيح سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ج : 2 / ( 27 ) ـ كتاب : الذبائح / ( 8 ) ـ باب :ما قطع من البهيمة وهي حية / حديث رقم : 2606 / ص : 216 / صحيح .

o تحريم الجَلاَّلَة :
الجلالة هي التي أكثر علفها النجاسة ويظهر هذا من رائحتها ، ويحرم أكلها وشرب لبنها ، وركوبها .
* عن ابن عمر رضي الله عنه قال"نَهَى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ عن لحومِ الجلَّالةِ، وألبانِها"سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني ( 27 ) ـ كتاب : الذبائح / ( 11 ) ـ باب :النهي عن لحوم الجلاَّلة / حديث رقم : 3189 / ص : 539 / صحيح .

* عنِ ابنِ عمرَ قالَ" نَهى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عنِ الجلاَّلةِ في الإبلِ أن يرْكبَ عليْها."الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 2558 - خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح = الدرر =

o متى تَحِلّ الجلالة ؟
إذا حُبِسَت الجلالة ثلاثًا ، وعُلِفَتْ الطاهر ، جاز ذبحها وأكلها .
" كان ابن عمر إذا أراد أكل الجلاَّلة حبسها ثلاثًا " .
أخرجه ابن أبي شَـيْبة . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في : إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل /ج : 8 / كتاب الأطعمة / حديث رقم : 2505 / ص : 150 .
o النهي عن صيام أيام التشريق ويوما العيدين :
* عن أبي مُرة مولى أم هانئ ،أنَّهُ دخلَ معَ عبدِ اللَّهِ بنِ عَمرٍو ، علَى أبيهِ عَمرِو بنِ العاصِ ، فقرَّبَ إليهِما طعامًا ، فقالَ : كُل ، فقالَ : إنِّي صائمٌ ، فقالَ عمرٌو : كُل ، فَهَذِهِ الأيَّامُ الَّتي كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يأمرُنا بإفطارِها ، ويَنهانا عن صِيامِها ، قالَ مالِكٌ : وَهيَ أيَّامُ التَّشريقِ " سنن أبي داود رقم / تحقيق الشيخ الألباني / ( 8 ) ـ أول كتاب : الصيام / ( 49 ) ـ باب : صيام أيام التشريق / حديث رقم : 2418 / ص : 423 / صحيح .

أيام التشريق هي: 11 ، 12 ، 13 من ذي الحجة .
10 من ذي الحجة : يوم النحر - يوم الحج الأكبر- .
9 من ذي الحجة : يوم عرفة .
* عن عائشة وعن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهم قالا لَمْ يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشْرِيقِ أنْ يُصَمْنَ، إلَّا لِمَن لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ."صحيح البخاري " متون " / ( 30 ) ـ كتاب : الصوم / ( 68 ) ـ باب : صيام أيام التشريق / حديث رقم : 1997 / ص : 224 .
قالا : الضمير يعود على سالم وابن عمر .
* قال الإمام مسلم في صحيحه : وحدثنا سُرَيْجُ بنُ يونُسَ ، قال : حدثنا هُشَيْمٌ ، قال : أخبرنا خالدٌ عن أبي المَلِيحِ ، عن نُبيشةَ الهُذَلي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ. " .صحيح مسلم / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 23 ) ـ باب : تحريم صوم أيام التشريق / حديث رقم : 144 ـ ( 1141 ) / ص : 273 .
وفي رواية أخرى لنفس الحديث :
* عن أبي المَلِيحِ ، عن نُبَيْشَةَ ، قال خالد : فَلَقِيتُ أبا المَلِيح ، فسألتُهُ ، فحدَّثَنِي بِهِ ، فذكرَ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم بمثل حديث هُشَيْم ـ السابق ـ ، وزادَ فيه" وَذِكْرٍ لله "صحيح مسلم / 13 ـ كتاب : الصيام / 23 ـ باب : تحريم صوم أيام التشريق / حديث رقم : 1141 / ص : 273 .

* قال الإمام البخاري في صحيحه :حدثنا حِبان بن موسى ، قال :أخبرنا عبد الله،قال أخبرني يونس عن الزهري ، قال :حدثني أبو عُبيد مولى ابن أزهرأنَّهُ شَهِدَ العِيدَ يَومَ الأضْحَى مع عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، فَصَلَّى قَبْلَ الخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: يا أيُّها النَّاسُ، إنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ نَهَاكُمْ عن صِيَامِ هَذَيْنِ العِيدَيْنِ، أمَّا أحَدُهُما فَيَوْمُ فِطْرِكُمْ مِن صِيَامِكُمْ، وأَمَّا الآخَرُ فَيَوْمٌ تَأْكُلُونَ مِن نُسُكِكُمْ.."صحيح البخاري / ( 74 ) ـ كتاب : الأشربة / ( 16 ) ـ باب : ما يؤكل من لحوم الأضاحي وما يُتَزود منها / حديث رقم : 5571 / ص : 670 .



توقيع أم أبي تراب
أم أبي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أبواب الأجر .. في الأيام العشر أم اليمان روضة الفقه وأصوله 1 18-10-11 02:27 AM
صيام العشر من ذي الحجة شـروق روضة الفقه وأصوله 2 13-12-07 12:58 AM


الساعة الآن 07:47 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .