|
خواطر دعوية واحة للخواطر الدعوية من اجتهاد عضوات الملتقى أو نقلهن وفق منهج أهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-07-16, 10:22 PM | #1 |
معلمة بمعهد خديجة
مشرفة التفسير |
ثلاثُ وقفاتٍ في ختامِ رمضانَ 1437هـ.
بسم الله الرحمن الرحيم. ثلاثُ وقفاتٍ في ختامِ رمضانَ 1437هـ. الوقفة الأولى: هكذا تُسرق منّا الأيام. استطلاعُ هلالِ شهرِ رمضان -ثمّ بعد غمضة عين وانتباهتها- استطلاعُ هلالِ شهر شوال. وهكذا انقضى الشّهرُ؛ فيالله كيف سِرنا؟ وكمْ أنجزنا؟ موسِمٌ عظيم كرمضان جعلَ اللهُ له هدفًا محدّدًا وبيّن الوسائلَ الموصلةَ وفصّل المحفّزات، كونُه يمضي هكذا ولا ندري كيف جاء وبما رحل يُخشى أن يكون أمارة مقت وضلال! لابُد من وقفةِ محاسَبة: - ما مقدار الإنجاز؟ - ما هي العوائق والقواطع، وكيف الخلاص منها؟ - ما الدروس المستفادة؟ - كيفية المحافظة على المكتسبات. ونحو هذا. إن لم يكن لنا وقفة ضابطة كهذه؛ فسينفرطُ عِقد العمر، ويمرّ شوالُ كما مرّ رمضان، ونرى الهلالَ فالهلالَ فالهلالَ إلى أن نقفَ موّدعين؛ لا رمضان، بل الدّنيا. وما درينا من أين أُوتينا، بل سيّرتنا أهواؤنا وكان أمرُنا فُرُطًا. المشهد الثاني: اكتملت العدّة، وانتهى الوقت! كثيرًا ما رأينا التلويحات هنا وهناك تهتف: "إن تعثرت فانهض، لا زال هناك وقتٌ، لا تزال هناك فرصة" أمّا الآن، وقد انتهى الوقت، ونفدت الفرص؛ من لنا بدقيقة رمضانية إضافية؟ إن كانت أبواب الرحمة لا تُغلق؛ إلا أنّه لله -تعالى- في دهرنا نفحات موّقتة؛ تٌعلمنا انتهاز الفرصة، والمحافظة على الوقت، وحسن الاستغلال، تطّرد الكسل، وتبعث الهمم، وتُحيي العزائم. حتى إذا ما انتهت تلكم النفحات وانقضى وقتها وأُغلق الباب؛ تذكّر اللبيب الإغلاق الكُلّي لباب العمل الأكبر، وباب التوبة والاستدراك. فإذا به قد تعلم الدرس، وانطلاق بعزم وثبات، لا يثنيه شيء ولا يغريه، ويضن بوقته وذهنه؛ لأنه علم أن الله قد جعل لكل شيءٍ قدرًا. المشهد الثالث: صباح العيد، ومسك الختام. قد أزالوا بالغُسل العيد غبار العمل وعرق التهجّد وأنعشوا الجوارح المنهكة؛ فلم يبقَ للآلام أثر، وإذا بهم قد اصطفوا واجتمعوا كاجتماعهم في رمضان، لكن هذه المرة ليكبروا الله على ما هداهم وليفرحوا بفضله ورحمته. انظر إليهم وتيقّن، أن لغرسك ثمرة ستجنيها ولابُد، وأن الذي شرّع العمل تفضّل بالجزاء، وأن لذة أهل الطاعة بعد أدائها أعظم وأعظم من لذّة أهل الغفلة بفواتها، وأنّ الصبر لا يدوم دومًا، وأنّ ألمه لا شك إلى زوال. وأن عباد الرحمن غدًا يجازون ويُكرّمون؛ فكن معهم ولا تتخلف عن ركابهم، ولا تهِن ولا تضعف، فتكون من الخاسرين خُسرانًا مُبينًا. فما هي إلا ساعة، والرب كريم يضعاف الجزاء أضعافًا مضاعفة. نسأل الله السداد والرشاد، ونستغفر الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|