|
๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ 1427-1430 هـ |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-01-08, 09:33 AM | #1 |
~ عابرة سبيل ~
|
:: تفريغ الدرس الأول من كتاب حلية طالب العلم ::
تفريغ لشرح متن الدرس الأول من كتاب حلية طالب العلم
قامت بتفريغه أختنا " قطوف دانية " بارك الله فيها بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه وعلى اله وصحبة أفضل الصلاة وأتم التسليم ثم أما بعد كتاب حلية طالب العلم لفضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله المقدمة الحمدُ لله، وبعد: فَأقَيِّدُ مَعَالمَِ هذه «الحِلْيةِ» المُبارَكَةِ عام 1408 هـ، والمسلمون – ولله الحمدُ – يُعايشون يَقظةً علميةً، تَتَهَلَّلُ لها سُبُحَاتُ الوجوه، ولا تزال تُنَشِّطُ - مُتَقَدِّمَةً إلى الترقِّي والنُّضوجِ - في أفئدةِ شبابِ الأُمَّةِ مَجْدَها ودَمَها المُجَدِّدَ لحياتِها؛ إذ نرى الكتائبَ الشبابيَّةَ تَتْرى، يتقلَّبون في أَعْطَافِ العلمِ مُثْقَلين بِحِمْلِهِ يَعُلُّون منه وَيَنهَلُون، فلديهم من الطُّموحِ، والجامعيةِ، والاطِّلاع المُدْهِش، والغَوْصِ على مكنونات المسائل، ما يَفْرَح به المُسلمون نَصْرًا، فَسُبحان مَن يُحْيِي ويُميت قلوبًا. لكن؛ لا بُدَّ لهذه النواةِ المباركةِ من السَّقْيِ والتعهُّدِ في مَسَارَاتِها كافَّةً؛ نشرًا للضماناتِ التي تَكُفُّ عنها العَثَارَ والتعثُّرَ في مثاني الطَّلَبِ والعَمَلِ؛ من تموُّجاتٍ فكرِيَّةٍ، وعَقَدِيَّةٍ، وسلوكيَّةٍ، وطائفيَّةٍ، وحِزْبِيَّة... وقد جعلتُ طَوْعَ أيديهم رسالةً في «التَّعالُمِ» تكشفُ المُندَسِّينَ بينهم خشيةَ أن يُرْدُوهم، ويُضَيِّعوا عليهم أَمْرَهم، ويُبَعْثِرُوا مسيرتَهم في الطلبِ، فيَسْتَلُّوهم وهم لا يَشْعرون. واليومَ أخوك يشد عَضُدَك، ويأْخُذ بيدك، فأجعل طَوْعَ بنانِك رسالةً تحمِلُ « الصِّفة الكاشِفة » لِحِلْيَتِكَ، فها أنَاْ ذَا أجعلُ سِنَّ القلمِ على القِرْطاس، فاتْلُ ما أرقُمُ لك أنْعَمَ اللهُ بك عَيْنًا: لقد توارَدَتْ مُوجِباتُ الشرعِ على أنَّ التحلِّي بمحاسنِ الآداب، ومكارمِ الأخلاق، والَهدْي الحسن، والسَّمْتِ الصالح: سِمَةُ أهل الإسلام، وأنَّ العلمَ - وهو أثمن دُرَّةٍ في تاج الشرع المُطَهَّر- لا يصلُ إليه إلاَّ المُتَحلِّي بآدابه، المُتَخَلِّي عن آفاتِهِ، ولهذا عناها العلماءُ بالبحث والتنبيه، وأفردوها بالتأْليف، إمَّا على وَجْه العموم لكافَّة العلوم، أو على وَجْهِ الخصوص؛ كآداب حَمَلة القرآن الكريم، وآداب المُحَدِّث، وآداب المُفتي، وآداب القاضي، وآداب المُحْتَسِب، وهكذا... والشأْن هنا في الآدابِ العامَّةِ لمن يسلُكُ طريقَ التعلُّمِ الشرعي وقد كان العلماءُ السابقون يُلَقِّنونَ الطلاب في حِلَق العلم آدابَ الطلبِ، وأدركتُ خَبَرَ آخرِ العِقْد في ذلك في بعض حَلَقَاتِ العلم في المسجد النبويِّ الشريف؛ إذ كان بعضُ المُدَرِّسين فيه، يُدَرِّسُ طُلاَّبه كتاب الزَّرْنُوجي (م سنة 593 هـ) رحمه الله تعالى، المسمى: « تعليم المُتَعَلِّم طريقَ التعلُّم ». فعسى أن يَصِلَ أهلُ العلم هذا الحَبْلَ الوثيقَ الهادي لأقومِ طريق، فَيُدْرَجَ تدريسُ هذه المادَّةِ في فواتح دروس المساجد، وفي موادِّ الدراسة النظامية، وأرجو أن يكونَ هذا التقييدُ فاتحةَ خَيْرٍ في التنبيهِ على إحياءِ هذه المادة التي تُهَذِّبُ الطالبَ، وتَسْلُكُ به الجادَّةَ في آداب الطَّلبِ وحَمل العلم، وأدبه مع نفسِهِ، ومع مُدَرِّسِهِ، ودرسه، وزميله، وكتابه، وثمرةِ علمه، وهكذا في مراحل حياته. فإليك حِلْيَةً تحوي مجموعةَ آدابٍ، نواقضُها مجموعةُ آفاتٍ، فإذا فات أدبٌ منها؛ اقترف المُفَرِّطُ آفةً من آفاتِهِ، فَمُقِلٌّ ومستكثرٌ، وكما أنَّ هذه الآدابَ دَرَجاتٌ صاعدةٌ إلى السُّنَّةِ فالوجوب؛ فنواقضُها دَرَكاتٌ هابطةٌ إلى الكراهةِ فالتحريمُ.ومنها ما يشملُ عُمومَ الخلقِ من كل مكلِّف، ومنها ما يختصُّ به طالبُ العلم، ومنها ما يُدْرَك بضرورة الشرع، ومنها ما يُعرف بالطبع، ويدلُّ عليه عمومُ الشرع؛ من الحمل على محاسن الآداب، ومكارم الأخلاق، ولم أعْنِ الاستيفاءَ، لكنَّ سياقَتَها تجري على سبيلِ ضرب المثال؛ قاصدًا الدلاَلة على المُهِمَّاتِ، فإذا وافَقَتْ نفسًا صالحةً لها؛ انتَفَع ونفع، وهي بدورِها مأْخوذةٌ مِن أدب مَن بارك اللهُ في عِلْمِهِم وصاروا أئمَّةً يُهتدَى بهم، جَمَعنا اللهُ بهم في جَنَّتِهِ، آمين بسم الله الرحمن الرحيم مؤلف الكتاب - بكر بن عبد الله أبو زيد - والكتاب كما هو واضح من اسمه حلية طالب العلم ويعتني بالآداب المتعلقة بطالب العلم والحث عليها وبيان درجتها من ناحية العمل هل هي للوجوب أو للاستحباب وأيضاً قيمتها بالنسبة لطالب العلم وأثرها في حياته وسوف نأخذ الآن تعريفاً موجزاً حول كلمة حليه فالحلية هنا بالكسر وقد وردت الحلية في كتاب الله عز وجل في مواضع متعددة منها في قولة تعالى وحلوا وقد وردت في موضعاً واحد في قوله تعالى { وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً } [ الإنسان/21] فقوله هنا وحلوا أساور من فضة تعنى أنها زينه تعطى لهؤلاء أيضاً وردت كلمة يحلون ثلاث مرات في سورة الكهف { يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً .......... الآية } [ الكهف/31] أيضاً في سورة الحج {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } [ الحج/23] وأيضاً سورة فاطر { جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } [ فاطر/33] ونلاحظ في المواضع الأربعة سواء في حلو أو يحلون أن الحلية وردت في زينة الآخرة ( كلها في الجنة ) وهذه الحلية التي وردت تتعلق بالأساور من فضة والذهب واللباس فهذا يدل على أن الحلية هي الزينة الظاهرة ، فعندما يقول المؤلف رحمة الله تعالى في تسمية الكتاب - حليه طالب العلم - يعني الزينة الظاهرة لطالب العلم التي ينبغي له أن يتخلق بها وتظهر عليه ظهوراً واضحاً كظهور الثياب وظهور الأساور من الذهب والفضة أيضاً ورد كتاب الله عز وجل كلمة حليه { أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } [ الزخرف/18] فقوله تعالى أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين فالمراد بالحلية هنا الزينة والذي ينشأ النساء وهذا من باب ذم المشركين لان المشركين جعلوا لله عز وجل البنات وخصوا أنفسهم بالذكور فقال الله عز وجل في هذا الآية { أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } [ الزخرف/18] يعني كأنكم ترتضون لأنفسكم الأحسن والأفضل والأكمل وتنسبون لله عز وجل ما يكون فيه نقص وعجز وليس في هذا تنقيص لشأن المرأة أو البنت وإنما المقصود أن البنت في بداية حياتها تنشأ في الزينة لان هذا طبيعتها وما يفعله الإنسان جرياً على طبيعته ليس هذا عيباً فيه ولا نقصاً فليس من العيب في المرأة أنها لا تتخذ الزينة ولا تحرص عليها بل العكس هو الصحيح كما أن الرجل ليس من العيب فيه أن يتخذ القوه والرجولة والشجاعة وان يوصف بها وان يبتعد عن ألترفهه والتنعم الزائد والعكس هو الصحيح ، بمعنى أن الرجل لو تخلق بأخلاق النساء من الليونة و الميوعة والتجمل والتحلي كما يفعل بعض ضعاف النفوس من الرجال فإن هذا يكون فيه عيب أيضاً عندما تكون المرأة تتخلق بأخلاق الرجل سواء كان في كلامها أو في مشيتها حتى في لباسها وربما تتعمد في أحيان كثيرة الابتعاد عن الزينة والابتعاد عن الرقة والليونة حتى تتشبه بالرجال لأجل مخالطتها لهم فإن هذا يكون هنا نقص فإذن قول ربنا سبحانه وتعالى { أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } ليس ذم للمرأة وليس تنقص منها وإنما هذا من باب الخبر واستفدنا من هذا أن الزينة هنا عامه سواء كان زينة الثياب التي هي الحلية أو الذهب والفضة وما يلبس من الزينة جائز حتى للرجال والدليل على ذلك { يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ } [ الأعراف/31] وقال ربنا سبحانه وتعالى { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ } [ الأعراف/32] ولكن المنهي عنه بالنسبة لحلي أو ما يتحلى به الإنسان المنهي عنه بالنسبة للرجل هو ما أبيح له في الجنة فلو لاحظنا في الآيات السابقة الأربع التي ذكرت فيها الحلية في الجنة وجدنا أنها كلها تتعلق بأشياء كانت محرمه في الدنيا على الرجال مثل الذهب والحرير ولذلك لباسهم فيها حرير أيضاً من الآيات التي وردت فيها كلمة حليه قول ربنا سبحانه وتعالى { وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ َ } [ الرعد/17] فالمراد بالحلية هنا الذهب والفضة فالذهب والفضة هو الذي يوقد عليه النار حتى يخلص من الشوائب أيضاً من الآيات الواردة في كلمة حليه قول ربنا سبحانه وتعالى { لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا } [ النحل/14] فالمراد بالحلية هنا التي تستخرج من البحر (وتستخرجوا أي من البحر ) اللؤلؤ والمرجان أيضاً هذا من الزينة الخاصة بالنساء أيضاً من الآيات التي وردت في كلمة حليه لفظ حليهم { وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ َ} [ الأعراف/148] فالمقصود بالحلي هنا الذهب ، إذاً لو لاحظنا نجد أن كلمة حليه في كتاب الله عز وجل وردت في نعيم الجنة وهذا في الأساور من الذهب والفضة والحرير وهذا عام للرجال والنساء أما الحلية الواردة في الدنيا فكان المراد بها الذهب والحرير واللؤلؤ وهذه الأشياء أبيحت للنساء وحرمت على الرجال ، عندما يقول الشيخ في هذا الكتاب يقول * حلية طالب العلم * يريد من هذا أن يبين حليتك أيها الطالب للعلم وأيضاً طالبة العلم ليست في غُنية عن هذا فإن الكلام وإن كان موجهاً للرجال فهو يشمل أيضاً حتى النساء فالمقصود من هذا أن تكون حليتك بسبب طلبك للعلم ظاهره للعيان وبارزه وأيضاً قويه كما هو الحال بالنسبة لزينة الذهب الفضة والحرير فإنها من الزينة الظاهرة البارزة المشاهدة ، الأمر الأخر أن كلمة حليه قد تفيد الزينة الظاهرة وكما ورد في الآيات أنها تتناول الزينة الظاهرة الحُلي الظاهر ، الحلية الظاهرة ، فهل قصد الشيخ من تأليفه لهذا الكتاب هو الزينة الظاهرة لطالب العلم أو الحلية الظاهرة لطالب العلم فقط ؟ قصد بها الظاهرة الباطنه بل الباطنه هي الأصل لذلك سيأتي معنا أن شاء الله تعالى في آداب طالب العلم أن الشيخ قسمها إلى ثلاثة أقسام أدب طالب العلم مع نفسه وأدب طالب العلم مع شيخه وأدب طالب العلم مع غيره ، فنجد أن هذه الآداب في أقسامها الثلاثة لها علاقة كبيره جدا بين الظاهر والباطن فينبغي التنبيه لذلك أيضاً من الأشياء التي ينبغي التنبيه عليها عندما نأتي لتعريف الحلية نجد أن كل حليه حلية بها امرأةً أو سيفاً أو نحوهُ فالجميع يقال له حلي بفتح الحاء وتسكين اللام والحلي للمرأة وما سواه فلا يقال لــ حليه للسيف ونحوه وهذا يدل على أن كلمة حليه لا تستخدم في اللغة إلا في زينة المرأة تحليه المرأة بالذهب والفضة والحرير أو ما جرى عليه العرف بالسيف ونحوه أما بالنسبة للرجل فلا يقال له ذلك والحلية أيضاً كما جاء في كتاب العين وغيره قال الحلية تحليتك وجه الرجل إذا وصفته _ وهذا أيضاً معنى بديع وجميل يناسب عنوان الكتاب يقول الحلية تحليتك وجه الرجل . فالمراد به وصفك له فعندما تقول . صف لي فلان ؟ فتصف فتقول أنت الآن حلية وجهه فلان بمعنى وصفتهُ كأن هذه الآداب التي ذكرها الشيخ هي الصفات التي ينبغي أن تتصف وان تتخلق بها ، إذاً الحلية كما جاء في المقتضب للمبرد الصفة لكل ما كان فعلاً له أو فعلاً فيه قال في المقتضب فكل ما كان من هذا فعلاً له أو فعلاً فيه فقد صار حليةً له وهذا هو مقصود الشيخ حفظه الله من قوله حليه وبالنسبة لضبط الكلمة حليه بالكسر .. قال ابن دُريد حلية الرجل صورته بكسر الحاء لاغير . التعليق على المقدمة هذه المقدمة تضمنت جملة من الفوائد سأذكر شيئاً منها من باب التأكيد عليها 1) ابتداء الشيخ بتقييد التاريخ حيث قال -الحمدُ لله، وبعد:فَأقَيِّدُ مَعَالمَِ هذه «الحِلْيةِ» المُبارَكَةِ عام 1408 هـ - وهذا فيه تدريب على جزء من الآداب العملية لطالب العلم وهو الحرص على التاريخ والتقييد وهذا يستفيد منه طالب العلم وتستفيد منه طالبه العلم فمثلا وأنت تدرس في مثل هذه الجلسة المباركة تقيد التاريخ تقيد الوقت فإن هذا قد تنساه مع مرور الزمن ولكن قد تستفيد منه فائدة مهمة بعد ذلك أيضاً عندما تأتي في قرأت كتاب وتقرأ في هذا الكتاب فيستحسن أن تقيد بداية تاريخ للقراءة أيضاً عندما تنتهي من حفظ كتاب أو قرأت كتاب أو انجاز حفظ لمنظومة ونحو ذلك فمن الأشياء التي اعتاد عليها أهل العلم وهي ليست من الآداب التي نقول أنها شرعيه ولكن من الآداب العلمية المفيدة لطالب العلم أن يعتني بتقييد التاريخ في الابتداء وفي الانتهاء فإن هذه تعطيه فوائد مهمة جداً وكم ندم بعض أهل العلم على غفلة عن هذا الجانب 2)الفائدة الثانية أننا نلاحظ أن الشيخ دقيق في النقل والتوثيق وهذه أيضاً من المسائل التي ينبغي لطالب العلم أن يهتم بها ولا يستهين بها فكل فائدة تأخذها وتسجلها في كراستك أو تعلق بها على كتابك أضفها إلى من إستفدتها منه فإن كانت نقلاً من كتاب ذكرت الكتاب أن كان فائدة من شخص بعينه تذكر المصدر لان هذا سيفيدك في المستقبل إن شاء الله تعالى . أيضاً من الأشياء الجميلة في مقدمة الشيخ انه ابتداء بتفاؤل وهذي خطوه ايجابيه ورائعة وجميله أن الشيخ هنا ما ابتداء بالحديث عن غفلة الناس عن هذه الآداب وضرورة علمهم بها وما نشاء عن إهمالهم لا ،وإنما بداء بالتفاؤل بالصحوة العلمية المباركة التي بدأت تنتشر في العالم الإسلامي وان هذه الصحوة تحتاج إلى أن تكمل بهذه الآداب هذا كان مدخل رائع وجميل من الشيخ حفظه الله أيضاً نلاحظ في هذه المقدمة أن الشيخ حرص فيها على رفع الهمة وعلى التعزيز حيث رفع همة هؤلاء المقبلين على طلب العلم وعزز من رغبتهم في هذا الطلب وشد من عضدهم فيه وهكذا ينبغي لمن يتصدى للتعليم والتربية والتوجيه من الرجال أو من النساء أن يحاول أن ينقل من أمامه إلى الايجابية أكثر من السلبية وان يغذي فيهم الجوانب الرائعة والجميلة التي نشاهدها وممكن أن يأتي بما نريد علاجه من أخطاء أو سلبيات بأسلوب غير مباشر ذكر الشيخ كتاباً ألفه وهو كتاب ( التعالم ) وهذا الكتاب رسالة لطيفه صغيره في حجمها اقرب ما تكون إلى كتاب حلية طالب العلم وواضح من تسمية الشيخ لهذا الكتاب التعالم هو القفز على هذه الصفة بمعنى أن يدخل من ليس من أهل العلم فيلبسوا لباس أهل العلم ويتحدث بلسانه وهو ليس منهم ، فمن يفعل ذلك يقال فلان تعالم أي ليس بعالم لكن تعالم أي ادعى ليس له ، فجعل الشيخ هذا الكتاب في بيان هؤلاء صفاتهم ما هي وهذا الكتاب لا غنى في الحقيقة لطالب العلم عن دراسته كما أن طالب العلم يعتني بالآداب التي تعينه على ضبط العلم وتلقيه والتحلي بصفاته أيضاً ينبغي له أن يحذر من صفات المندسين في طلبه حتى لا يغتر بهم من جهة أو لا يقع في مشابهتهم من جهةً أخرى أيضاً نلاحظ في هذه المقدمة ان الشيخ ذكر سبب التأليف وهذه من الأمر التي يعتني بها أهل العلم قديماً وحديثاً وهو سبب تأليف هذا الكتاب أو رسالة او البحث الذي تريد أن تكتب فيه لابد أن يكون هناك هدف السبب هو هدف التأليف فذكر الشيخ هنا هدفهُ من تأليف الكتاب ، وهدفهُ أن يحذر طلاب العلم من الوقوع في المساوئ والأخطاء بسبب جهلهم بالآداب التي ينبغي لهم أن يتحلوا بها ،فجعل الشيخ ما يتعلق بآداب طلب العلم مقدمه على العلم نفسه حتى لا يكون العلم الذي يبتغى به وجهه الله عز وجل ويورث الأخلاق الحسنه ، حتى لا يكون هذا العلم يورث الأخلاق والصفات السيئة أيضاً ذكر الشيخ أن أهل اعلم قديماً وحديثاً يعتنون بهذا الجانب ويفردونه بالتصنيف والتأليف فهناك آداب خاصة بالمفتي آداب خاصة بالقاضي آداب خاصة بحملة القران آداب خاصة بحملة السنة ونحو ذلك ولو لاحظنا أن هذه الآداب ليس بينها فرق ، أي ليس هناك فرق بين الآداب المتعلقة بـ طالب العلم أو الآداب المتعلقة بالقاضي أو العالم إلا في بعض الخصوصيات فقط فالشاهد من هذا أن كل هذه الآداب ينبغي أن تكون قائمه على الشرع والدين ومما ينبغي التنبيه عليه أيضا أن الآداب تنقسم إلى قسمين هناك آداب شرعية قامة الدلالة من كتاب الله أو من سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - على مشروعيتها ووجوب التأدب بها ، وهناك آداب يراعى فيها العرف والعرف يختلف من بلد لأخر فما يكون مثلاً حسناً وخلقاً جيداً في هذا البلد قد يكون غيره خلاف ذلك ولعله يأتي معنا إن شاء الله تعالى أثناء استعراض الآداب التفصيلة التنبيه على مثل هذه الجوانب ، أيضا قد يكون من بعض الآداب التنبيه على حقوق الشيخ على طلابه وهذا يوجه للطالب نفسه لكن إذا تلاقه الشيخ أو المعلم أو المعلمة إذا تلقت انه حق لها أو حق له فهذا قد يطعن في إخلاصه لله عز وجل - وسيأتي التنبيه على هذه المسألة لان بعض المعلمين أو بعض المعلمات ترى إن تعليمها لغيرها أو تعليمه لغيره من الناس يوجب عليه حقوقاً من احترامه وتقديره فإذا لم يجد ذلك ربما يغضب عليهم او يسيء الضن بهم أو يتكلم عليهم أو يجد في نفسه من الحرج والضيق وهذا نقص في الإخلاص فإذا كان إطعام الطعام قال الله عز وجل فيه عن الأبرار { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً } فكيف بتعليم العلم الشرعي إذاً تعليم العلم الشرعي أولى أن لا يكون لك أيها المعلم أو المعلمة أي هدف أو مقصد مادي تريد الحصول عليه من المدح أو الثناء أو الخدمة أو المنفعة بجميع أنواعها والله تعالى اعلم ذكر الشيخ أيضاً أن هذه الآداب درجات صاعده إلى السنة فالوجوب لأنها دلائل شرعيه وتركها آفات هابطه تهبط بالإنسان من الكراهة إلى التحريم ، أيضاً منها ما هو عام ومنها ما هو خاص ، منها ما هو عام لجميع المسلمين يجب أن يتأدبوا ويتخلقوا بها وسيأتي هذا تفصيله إن شاء الله تعالى في الدروس القادمة ، ومنها م اهو خاص بطالب العلم يعني أشياء لا تليق بطالب العلم أن يفعلها بينما غيره قد يتجوز عنه لكن لا تليق بطالب العلم ونختم بالمحاذير أي قد يسأل أحد هل هناك محاذير لترك هذه الآداب ؟ الجواب ما ذكره الشيخ أنها قد توصد طالب العلم أو طالبة العلم إلى محاذير دركات هابطه من الكراهة إلى التحريم منها على سبيل المثال الكبر قد يترتب على ترك هذه الآداب الوقوع في الكبر أو الغرور والعُجب وهذا داء قاتل إذا ابتلي بها طالب العلم قتله وصرعه في بداية أمره أيضا من ضمن الآفات العظيمة أن يبتغي بطلبه العلم الدنيا ، هذه من أعظم الآفات التي تنبني على ترك التحلي بآداب طلب العلم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد بهذا نكون قد انتهينا من المقدمة |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|