العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الداعيات إلى الله > خواطر دعوية

الملاحظات


خواطر دعوية واحة للخواطر الدعوية من اجتهاد عضوات الملتقى أو نقلهن وفق منهج أهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-05-15, 01:32 AM   #1
منيرة ناصر
| طالبة في المستوى الرابع|
افتراضي زاد السائرين إلى الله تعالى ~

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ..
أما بعد ..


العبد منذ أن يولد فهو سائر إلى أجله، فكل يوم يمر يهدم من عمره بعدد ساعات ذلك اليوم، ومن كانت مطيته الليل والنهار سير به وإن لم يسر. ومنذ أن يبلغ العبد سن التكليف والرشد فهو سائر إلى الله عز وجل في رحلة سفر تحتاج ـ كما يحتاج كل سفر ـ إلى زاد يبلغ المرء إلى غايته..

قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: "إن لكل سفرٍ زادًا لا محالة، فتزودوا من الدنيا للآخرة، وكونوا كمن عاين ما أعد الله – تعالى- من ثوابه وعقابه، ترغبون وترهبون، ولا يطولنّ عليكم الأمد فتقسو قلوبكم، وتنقادوا لعدوكم، فإنه – والله- ما بسط أمل من لا يدري، لعله لا يصبح بعد مسائه، ولا يمسي بعد صباحه، وربما كانت بين ذلك خطفات المنايا، فكم رأينا ورأيتم من كان بالدنيا مغترا، وإنما تَقَرُّ عين من وثق بالنجاة من عذاب الله، وإنما يفرح من أمِنَ من أهوال القيامة".

وإذا كان لكل سفر زاد، فلا شك أن زاد الآخرة يختلف عن زاد سفر الدنيا.. ومن أعظم زادك للآخرة:


أولا: التوحيد والإيمان:
فإن حلاوة الإيمان أعظم زاد في هذه الرحلة، ولا يتذوق حلاوة السير ولذة هذا العيش إلا من كان له نصيب بمعرفة الله وتوحيده وعاش حقائق الإيمان، وجرّب هذه اللذة..
"فإن اللذة والفرحة والسرور وطيب الوقت والنعيم الذي لا يمكن التعبير عنه؛ إنما هو في معرفة الله – سبحانه وتعالى- وتوحيده والإيمان به، وانفتاح الحقائق الإيمانية، والمعارف القرآنية، كما قال بعض الشيوخ: لقد كنت في حالة أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب، وقال آخر: إنه لتمُرُّ على القلب أوقات يرقص فيها طربا""مجموع الفتاوى 28/31"، ويقول الآخر : لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف.. فاللهم لا تحرمنا لذة الإيمان وطعم الإيمان وحلاوة الإيمان ... آمين.
**

ثانيا: اليقين:
فتزود ـ بعد الإيمان والتوحيد ـ لهذا السفر بِعُدَّة اليقين.. قال ابن القيم- عليه رحمة الله-: "وفي الطريق أودية وشعوب، وعقبات ووهود، وشوك وعوسج، وعُلِيق وشبْرق، ولصوص يقتطعون الطريق على السائرين ـ ولاسيما أهل الليل المدلجين ـ فإذا لم يكن معهم عُدَدُ الإيمان، ومصابيح اليقين تتقد بزيت الإخبات؛ وإلا تعلقت بهم تلك الموانع. وتشبثت بهم تلك القواطع؛ وحالت بينهم وبين السير""مدارج السالكين 2/8"
فلا بُد من يقين يُنير لك الطريق.. فاليقين نور.. هذه هي العدة الثانية من الزاد.. اليقين في الله-تعالى-، واليقين في رسول الله صلى الله عليه وسلم دليلا، واليقين في المنهج موصّلا.
"ومتى وصل اليقين إلى القلب امتلأ نورا وإشراقا، وانتفى عنه كل ريب وسخط، وهمّ وغم، فامتلأ محبة لله، وخوفا منه، ورضا به، وشكرا له، وتوكلا عليه، وإنابة إليه، فهو مادة جميع المقامات والحامل لها"."تهدذيب مدارج السالكين 2/727"
**


ثالثا: التقوى:
وتزود – أيها السائر- أيضا بتقوى الله في السر والعلانية؛ فإنها السبيل الأوحد للإخلاص.. وهي: طاعة الله؛ بلزوم الأمر والنهي.. قال سبحانه: (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى) البقرة آية 197.
تزودوا – أيها السائرون- كل ساعة؛ فإن الدنيا ـ كما قال عمر بن عبدالعزيزـ: "ليست بدار قرار، دارٌ كتبَ الله عليها الفناء، وكتب على أهلها منها الظَعَن، فكم عامر موثق عما قليل يخرب، وكم مقيم مغتبط عما قليل يظعن، فأحسنوا-رحمكم الله- منها الرحلة، بأحسنُ ما يحضر بكم من النِقلة، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى،
إخوتاه، هنيئا لمن تزود من الدنيا إلى الآخرة، ومن المحطة العاجلة إلى المحطة الآجلة، ومن ضيق المعاش إلى سعة المعاد، ومن دار الرحيل إلى دار البقاء.

**

رابعا: الإخلاص:
أما الإخلاص؛ فنبأه عجيب وخطره عظيم.. وهو زادك الرابع الذي لا يصلح هذا الطريق إلا به وهو أساس التزود ومنتهاه.. وحُصِر الوصول في المخلصين؛ قال سبحانه وتعالى: ((قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين)) (ص:82، 83).. فالإخلاص زاد خطر.. فتزود أيها السائر.

**
خامسا: الخبيئة:
ومن الزاد الخبيئة.. خبيئةُ من عمل صالح لم يطلع عليه بشر، يصلح للتوسل به في محطات الطريق ومطباته، كما توسل الذين أووا إلى الغار – فانطبقت عليهم الصخرة- بخبايا أعمالهم الخالصة.

**

سادسا: الصبر:
وآخر الزاد الصبر.. الصبر في الطريق.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "السفر قطعة من العذاب".. فإذا كان سفر الدنيا يسببّ المشقة والتعب؛ فكيف بسفر الآخرة الذي فيه اللأواء والنصب!! قال تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في كبد)(البلد:4)
قال الإمام الرازي: في الكبد وجوه: "... وأما الثاني: وهو الكبد في الدين، قال الحسن: يكابد الشكر على السراء، والصبر على الضراء، ويكابد المحن في أداء العبادات.
فاعلم –أيها الحبيب- أن الله يختبر عبيده بالصبر؛ حتى تظهر جواهرهم، كما حصل للأنبياء ... "وهذا نوح عليه السلام يُضرب حتى يُغشى عليه، ثم بعد قليل ينجو في السفينة ويهلك أعداؤه، وهذا الخليل يُلقى في النار ثم بعد قليل يخرج إلى السلامة، وهذا الذبيح يضّجع مُستسلما ثم يَسْلم ويبقى المدح، وهذا يعقوب عليه السلام يذهب بصره بالفراق ثم يعود بالوصول،
والصبر دواء.. وقد قال العلماء في تعريفه: "حبس القلب عن التسخط، وحبس اللسان عن الشكوى".

ختاماً .. تزود أيها السائر و استعن بالله أولاً ..

نقلته بتصرف يسير ..



توقيع منيرة ناصر

لا تنسوا الدعاء لإخواننا
في سوريا و فلسطين فإنهم في كرب عظيم !

التعديل الأخير تم بواسطة منيرة ناصر ; 29-05-15 الساعة 01:36 AM
منيرة ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السيره النبويه ورده الياسيمن روضة السنة وعلومها 84 13-03-08 07:39 PM


الساعة الآن 08:18 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .