دروس المخارج والصفات

[بداية مشرقة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكن الله أخواتي

هذا هو الدرس الأول كما كتبته الأخت محبة في ملف مرفق

[بداية مشرقة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه هي الدروس كما كتبتها المشرفة مايسة محمد

المخرج العام والمخرج الخاص والمخرج المحقق والمخرج المقدر
الحرف : هو صوت اعتمد على مخرج
المخرج : هو الحيز المولد للحرف

هذا الحيز : هو موضع داخل عضو من أعضاء النطق ، وأعضاء النطق التى بها مواضع يعتمد عليها القارئ فتخرج حروفا , خمسة أعضاء رتبها علماء التجويد كما يلى:

الجوف ، الحلق ، اللسان ، الشفتين الخيشوم .

وسبب هذا الترتيب : أنهم نظروا إلى أن مادة الصوت ( هواء الزفير ) ، الخارج من الرئتين متصعدا إلى أعلى ، خلال مجرى التنفس ، المنتهي بالشفتين ، وفتحتي الأنف ، فقدموا في الذكر : الجوف ، ثم ما هو أقرب إلى الحنجرة وهو الحلق ، ثم الذي يليه وهو اللسان ثم الذي يليه وهو الشفتان ، ثم الخيشوم .

_ سمى العلماء كل عضو من أعضاء النطق الخمسة( مخرج عام) ، والحيز المولد للحرف داخل عضو النطق ( المخرج الخاص ) .
مذاهب العلماء فى عدد المخارج العامة والخاصة :
المذهب الأول:
ذهب الخليل بن أحمد الفراهيدى ، وتابعه الإمام ابن الجزري و وأكثر القراء ، إلى أن عدد المخارج العامة خمسة وتضم سبعة عشر مخرجا خاصاُ بيانها كما يلي :
الجوف - الحلق - اللسان - الشفتين – الخيشوم .
المذهب الثانى :
ذهب سيبويه ومن تابعه ومنهم الشاطبي وابن بري ، إلى أن عدد المخارج الخاصة ستة عشر مخرجا ، تنحصر في أربعة مخارج عامة وذلك وذلك بإسقاط مخرج الجوف وتوزيع حروفه على مخارج الحلق واللسان والشفتين على النحو الآتي :
- مخرج ( الألف ) من أقصى الحلق مع الهمزة
- مخرج ( الياء ) من وسط اللسان مع الياء اللينة والمتحركة
- مخرج ( الواو ) من الشفتين مع الواو اللينة والمتحركة
المذهب الثالث:
ذهب الفراء وقطرب والجرمي وابن كيسان إلى أن عدد المخارج الخاصة أربعة عشر مخرجا ، تنحصر في أربع مخارج عامة وذلك بإسقاط مخرج الجوف وتوزيع الحروف التي تخرج منه على نحو ما جاء في المذهب الثاني ، وزادو أن ( اللام ) و ( النون ) و (الراء ) تخرج من مخرج واحد هو طرف اللسان ، وبذلك جعلوا مخارج اللسان ثمانية بدلا من عشرة.
والمذهب الأول هو مذهب الجمهور والذى عليه العمل واختاره الإمام ابن الجزري بقوله :
مخارج الحروف سبعة عشر--------على الذى يختاره من اختبر
المخرج المحقق والمخرج المقدر:
كل مخرج من المخارج الخاصة لابد له من طرفين ليعتمد عليهما الصوت. فإن خرج منه الحرف بتصادم الطرفين ، سمي بالمخرج المحقق وسمي الحرف بالحرف المحقق ؛ وينتهى الصوت بإنتهاء المخرج لا بإنتهاء الهواء.
أما إن خرج الحرف بتباعد الطرفين ، سمي بالمخرج المقدر وسمي الحرف بالحرف المقدر وينتهي الصوت بإنتهاء الهواء لا بإنتهاء المخرج لأن المخرج متباعد الطرفين .

[بداية مشرقة]

المخرج العام الأول : ( الجوف )

الجوف لغة : الخلاء أو الفراغ

اصطلاحا : الخلاء أو الفراغ الواقع داخل الحلق والفم.
- حروفه ثلاثة: وهى الألف - الواو –الياء ، ويطلق عليها حروف المد واللين .
- الجوف مخرج مقدر ، تخرج حروفه بالتباعد ، بكيفية الصوت الرخو الممدود وصوتها مجهور .
- حروف الجوف الثلاثة حروف مجهورة ، فيجب على القارئ أن يحتفظ بقوة صوتهن , ولابد أن يكون جهره من بداية الحرف حتى نهايته مهما طال زمنه.
- حروف الجوف الثلاثة اشتركت فى مخرج عام واحد ولا ترتيب بينها ولا انقسام ؛ لإن ذلك إنما يكون فى المخرج المحقق دون المقدر فهي عبارة عن صوت يجرى فى فراغ الفم والحلق لايمكن تحديد بدايته ولانهايته في داخل الجوف ، حيث ينتهى الهواء الحامل للصوت ولاينتهى المخرج .

- تسمى حروف المد الثلاثة بحروف العلة لافتقارها إلى حرف محقق يأتي قبلها متحرك بحركة مجانسة لها ، وأيضا لما يعتريها من القلب ، والأبدال ، والإعلال كما هو مقرر في علم الصرف .

.

[بداية مشرقة]

المخرج العام الثاني : الحلق

الحلق هو : مؤخرة الفم في البلعوم ، ويقع تحت مستوى الذقن مباشرة ؛ في الجزء الذي بين الحنجرة وأقصى اللسان ، فلسان المزمار يعتبر مقدمة الحلق .

وفي الحلق ثلاثة مخارج خاصة :
أقصى الحلق : أي أبعده من ناحية الصدر ويقع عند الحنجرة ويخرج منه هما حرفان الهمزة والهاء .
وسط الحلق : يقع عند منطقة البلعوم ويخرج منه حرفان هما العين والحاء .
أدنى الحلق : هو ما قرب إلى منطقة أقصى الحنك اللحمي فوق لسان المزمار بقليل ويخرج منه حرفان هما الغين والخاء .
ونجد ذلك في قول الإمام ابن الجزري

ثُـمَّ لأَقْصَـى الحَـلْـقِ هَـمْـزٌ __________هَـاءُ ثُــمَّ لِـوَسْـطِـهِ فَـعَـيْـنٌ حَـــاءُ
أَدْنَــاهُ غَـيْـنٌ خَـاؤُهَـا والْـقَـافُ __________أَقْصَـى اللِّسَـانِ فَـوْقُ ثُــمَّ الْـكَـافُ

[بداية مشرقة]

المخرج الثالث من المخارج العامة ( اللسان )

اللسان أعظم أعضاء النطق الخمسة،وأكثرهن حروفا، حيث يخرج منه ثمانية عشر حرفا من أصل ثمانية وعشرين ، فجعل اللهسبحانه وتعالى اللسان مرادفا للغة فى قوله : " بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ " ، أى بلغةفصيحة.

ولكثرة حروف اللسان جرت العادة (عند دراسة المخارج) ، على تقسيم اللسان إلىخمسة مناطق ، يخرج منهاالثمانية عشرة حرفا ، موزعة على عشرة مخارج خاصة :

1 - منطقة أقصى اللسان : وفيها مخرجان لحرفين.
وهى أبعد اللسان ومؤخرته في المنطقة التي تلي الحلقمباشرة ، ويخرج منها القاف ثم الكاف.
-تخرجالقاف من أقصى اللسان مع ما يحاذيه من أقصى غار الحنك الأعلى ( من الجزء اللحمي منه ) ، قريبا من اللهاة،وهى اللحمة المدلاة نهاية غار الحنك .
- وتخرجالكاف من أقصى اللسان ( أسفل مخرج القاف بقليل ناحية مقدم الفم ) مع مايحاذيه من أقصىغار الحنك ، من الجزء اللحمي والعظمي معا .

2- منطقة وسط اللسان: وفيها مخرج واحد لثلاثة أحرف .
وسط اللسان مع ما يحاذيه من غار الحنكالأعلى - مخرج خاص - يجمع ثلاثة أحرف ، هي : الجيم ، والشين ، والياء .

3- حافتا اللسان : وفيها مخرجان لحرفين .
وتحتوى على مخرجين خاصين ، أحدهما تخرج منه الضاد ، والآخر تخرج منهاللام .
للسان حافتين : حافة يمنى ، وحافة يسرى ،ولكل من الحافتين أقصى ، وأدنى .
- منطقة أدنىالحافة إلى أقصاها ( من الجانبين ) ، هي :
مايحاذيحافتي اللسان من لثة الأضراس العليا ، المعروفة بالطواحين انتهاء بالناجذ أوضرسالعقل .
- منطقة أدنى الحافة إلى منتهاها (منالجانبين) ، هى:
مايحاذى حافتي اللسان من لثةالأسنان العليا ، من الضاحك إلى الضاحك ، من الناحيتين اليمنىواليسرى .
تسمى منطقة أدنى الحافتين إلىأقصاهما ( الحافتين الخلفيتين ) .
وتسمى منطقةأدنى الحافتين إلى منتهاهما ( الحافتين الأماميتين ) .
-والحافتان الخلفيتان هما مخرج الضاد ، أما الأماميتان فمخرجاللام .
حرف الضاد :
-يبدأ النطق بها بتصادم حافتياللسان الخلفيتين بلثة الأضراس العليا من الناحيتين اليمنى واليسرى ، فيرتفع معهماباقي الحافتين ( من الأدنى إلى منتهى الطرف ) لتحاذي لثة الأسنان العليا من الضاحك إلى الضاحك ، بحيث يكون رأس طرفاللسان ملتصقا بلثة الثنيتين العلويتين منالداخل .
- وسمى العلماء مصاحبة ارتفاعالحافتين الأماميتين من الأدنى إلى المنتهى لمخرج الضاد ( استطالة ) أي استطال المخرج وامتد ليشمل باقىالحافتين ، وهذه الصفة خاصة بحرف الضاد فقط .
- ولم يعتبر العلماء حافتي اللسان من أولهما إلى آخرهما مخرج الضاد وإنماذكروا الخلفيتين فقط لإن جريان الصوت لا يكون إلا فى الخلفيتين والتباعد يتمبمفارقة الحافة اليمنى أو اليسرى أو بالحافتين معا.
حرف اللام:
مخرج اللام هو حافتا اللسان الأمامتين من الأدنى إلى منتهى الطرف يميناويسارا مع ما يحاذيهما من لثة الأسنان العليا ، من الضاحك إلى الضاحك ، فيشمل لثة الثنيتين والرباعيتين والنابينوالضاحكين.

4 - منطقة طرف اللسان : وفيها ثلاثة مخارج لخمسة أحرف .
النون والراء لكل منها مخرج خاص مستقل. والدال والتاء والطاء فى مخرج واحد خاص .
حرف النون :
تخرج النون من مخرج خاص ، هو : طرف اللسان الدقيق مع مايحاذيه من أصول الثنيتين العلويتين ، تحتها مباشرة مخرج اللام ، أى أنها أدخل إلى الحنك من اللام .
حرف الراء :
تخرج الراء من طرف اللسان الدقيق ، أدخل إلى الظهر قليلا مع ما يحاذيه منأول غار الحنك الأعلى بُعَيْد مخرج النون مباشرة .
المراد بطرف اللسان الدقيق : ( منتهى طرف اللسان مما يلى رأسه ) ، والمراد ( بظهراللسان ) ، أي صفحته التى تلي الحنك الأعلى .
اللام تخرج من أدنى الحافتين إلى منتهاهما مع ما يحاذيهما من لثة الأسنان العليا،ثم بعد مخرج اللام تأتى النون ، فيقرع طرف اللسان الدقيق أصول الثنيتين العلويتين ، فيكون مخرج اللام تحت مخرج النون مباشرة . ثمبعد مخرج النون يأتى مخرج الراء فيقرع طرف اللسان الدقيق أول غار الحنك فيكون مخرجالنون تحت مخرج الراء مباشرة ، فيكون ترتيبمخارج الحروف الثلاثة : اللام أولا ، ثم النون أدخل منها ، ثم الراء أدخل من النون ،فالراء أدخل الحروف الثلاثة إلى الحنك.
والنون والراء تخرجان من طرف اللسان الدقيق ، ولكن المنطقة التي يقرعها طرفاللسان فى النون غير التي يقرعها فى الراء.

الطاء والدال والطاء:
تخرج الحروف الثلاثة منمخرج خاص واحد ، هو:
طرف اللسان العريض مع مايحاذيه من (نطع غار الحنك) ، وهو المنطقة التي تلي لثة الثنيتينالعلويتين. ويصاحب الطاء إستعلاء وإطباق ،ويصاحب الدال والتاء استفال وانفتاح .
ولابد أنينتبه القارئ إلى أن طرف اللسان يرتفع كله عن قاع الفم ويصطدم بنطع غار الحنك ، وهذاالوضعيخلق تباعدا طبيعيا بين الفكين أما إنوجد القارئ أن الفكين يقتربان من بعضهما عند نطق أى حرف من الحروف الثلاثة فيعلم أنالمخرج غير مضبوط .
وننبه إلى : إذا دق طرفاللسان كان مخرجا للنون ، وإذا عرض كان مخرجا للطاء والدال والتاء ، وإلتصاق طرف اللسان الدقيق بأصول الثنيتين العلويتينعند النطق بالحروف الثلاثة ليس دليلا على خروجهن منها.

5 - منطقة رأس طرف اللسان : وفيها مخرجان لستة أحرف .

الأول : يخرج منه (الظاء والذال والثاء) ويقع فى نهاية رأس الطرف.
الثانى :يخرج منه ( الصاد والسين والزاى) ويقع فى نهاية رأس الطرف أيضا ولكن أدخل من المخرج الأول قليلا ، ( ناحية داخل الفم ) .

مخرج الظاء والذال والثاء:
رأس طرف اللسان ، أى نهايته ، مع ما يحاذيه من أطراف الثنيتين العلويتين ، ويصاحب الظاء استعلاء وإطباق ، ويصاحبالذال والثاء استفال وانفتاح.
(أى رأس طرفاللسان يحاذي طرف الثنيتين العلويتين فلا يخرج طرف اللسان للخارج )

مخرج الصاد والسين والزاي :
رأس طرف اللسانيحاذي الصفحة الداخلية للثنيتين السفليتين مع مشاركة أطراف الثنيتين العلويتين .
فصوت ( الصاد والسين والزاى) محصور بينأطراف الثنيتين السفليتين وأطراف الثنيتين العلويتين ، وفى جريانه يصطدم بالصفحةالداخلية للثنيتين العلويتين ثم يمر من بين فتحات الأسنان فيكتسب حدةووضوحا.
وهذا الصوت الزائد فى الحروف الثلاثةيعبر عنه فى علم التجويد بصفة الصفير ، والتى تعنى حدة الصوت ووضوحه فى السمع ، ويصاحب الصاد استعلاء وإطباق ، ويصاحب الزاي والسين استفال وانفتاح.

[بداية مشرقة]

المخرج الرابع من المخارج العامة : الشفتان

الشفتان عبارة عن طرفين أحدهما علوي والآخر سفلي وكل طرف منهما يتكون من جزأين جزء يلي داخل الفم وفيه طراوة ورطوبة ولا يرى ويسمى ( باطن الشفة ) ، وجزء يلي البشرة إلى خارج الفم وفيه جفاف ويسمى ( ظاهر الشفة ) ، وبين الطرفين وسط وهو منطبق الشفتين .
وفي الشفتان مخرجان خاصان لأربعة أحرف يخرج من الأول حرف واحد ، وهو الفاء ، ومن الثاني ثلاثة أحرف وهي : الواو ، والياء ، والباء ، والميم .
المخرج الأول : مخرج حرف الفاء الفاء
باطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا .
وينبغي الاحتراز من تلامس وسط أو منطبق الشفتين عند إخراج الفاء حتى تخرج مخلوطة بصوت الميم .
ويطلق أهل الأداء على تحقيق تصادم بين طرفي مخرج الفاء وخروجها متكيفة بصفاتها ( بيان تأففها ) .
فيجب بيان تأففها إذا إلتقت بمقاربها كالميم والواو والباء ؛ لأن كل حرف من الحروف الثلاثة أقوى منها ومع تقارب المخرجين قد يسرع القارئ إلى ترك التصادم في مخرج الفاء للنطق بالميم كما في نحو " تَلْقَفُ مَا " ، أو بالواو كما في نحو " لَا تَخَفْ وَلَا " ، أو بالباء كم في نحو " نَخْسِفْ بِهِمُ " . ومع ترك التصادم بين طرفي مخرج الفاء فقد تعدم الفاء أو تخفى .
وإذا تكررت الفاء يجب تحفظ ببيان الحرفين ، سواء كان التكرار في كلمة واحدة كما في نحو " فَلْيَسْتَعْفِفْ " ، أو كان من كلمتين كما في نحو " تَعْرِفُ فِي " وشبهه كثير.
والفاء حرف خفي ضعيف بسبب همسه مع رخاوته فيجب التحفظ ببيانها إذا أتى بعدها حرف مهموس ، مثل السين في نحو " نَفْسٌ " .
وإذا جاورت الظاء يجب بيان الحرفين حتى لا تقلب ( V ) وهذا الحرف ليس من الحروف العربية كما نحو " حِفْظُهُمَا " .
المخرج الثانى:الواو والباء والميم
حرف الواو
تخرج الواو ( المحققة ) بتصادم طرفي مخرجها ، أي بانضمام الشفتين ويعبر عنها أيضا باستدارة أو تقبيب الشفتين مع بقاء فرجة ضيقة في الوسط يمر منها الصوت والمنضم من الشفتين طرفا الشفتين اللذان يليا البشرة ( ظاهر الشفتين ) ولايقوم القارئ بالدفع بالشفتين أو بمطهما إلى الأمام , وإنما تضم الشفتين فى مكانهما بصورة معتدلة ولا إفراط فيها ولا تفريط .
وهذا المخرج المحقق تخرج منه الواو المحققة التي تسمى باللينة ، وهي الساكنة المفتوح ما قبلها والواو المتحركة بحركة من الحركات الثلاث أما ( الواو الساكنة المضموم ماقبلها ) فتخرج من مخرج الواو المقدر حيث يعتمد الصوت على الجوف مع مشاركة الشفتين فتخرج من جوف الشفتين .
حرف الباء
تخرج الباء بانطباق باطن الشفة العليا على باطن الشفة السفلى
والباء مثلها مثل كل الحروف الشديدة المجهورة لا بد أن يحتبس معها الصوت بمجرد تصادم طرفي مخرجها وإذا سكنت سكونا لازما أو عارضا ، فلا تكمل إلا بالقلقلة وبيان قلقلتها في بيان شدتها وجهرها .
وسواء تحركت الباء أم سكنت يجب المحافظة على قوة التصادم بين طرفي مخرجها للمحافظة على شدتها وجهرها ، وبخاصة : إذا أتى بعدها حرف مهموس وقد يسرع اللسان بتخفيف لفظها تأثرا بالحرف التالي لها نحو " بِهِمْ "
والباء حرف مستقل منفتح مستحقه الترقيق على كل حال فيجب المحافظة على ترقيقه وبخاصة إذا أتى بعدها ألف نحو " بَاسِطٌ " ، " بَالِغَ " ، أو إذا أتى بعده حرف استعلاء نحو " بَاطِلٌ " ، " بَصَلِهَا " ، " فَثَبَّطَهُمْ "
حرف الميم
تخرج الميم من مخرج الباء بالضبط أيبتصادم باطن الشفة السفلى مع باطن الشفة العليا

الميم مثل النون لاتكتمل إلا بالغنة ، وحتى لاتشتبه غنة الميم بغنة النون لابد أن تبدأ بانطباق الشفتين ثم يعتمد الصوت علىالخيشوم أما إن تباعدت الشفتان خرجت الغنة للنون.

[بداية مشرقة]

المخرج الخامس من المخارج العامة ( الخيشوم )

هو آخر المخارج العامة والخاصة ، حيث ذكره الإمام ابن الجزرى فى آخر كلامه عن المخارج
الخيشوم : عبارة عن تجويف نهايته الأمامية منفتحة على فتحتي الأنف ونهايته الخلفية منفتحة على الحلق .
هو مخرج الغنة والغنة صوت له رنين ترتاح إليه الأذن يصاحب حرفين هما النون والميم .

الخيشوم مخرج عام لاتكمل ميم ولانون بدونه فالصوت يحتبس فى مخرجي الميم والنون ثم يجرىفى الخيشوم .

[أمة البر الرحيم]

الصـــــــــــــــــفات

معناها لغة:
ماقام بالشئ من المعانى حسيا كان أو معنويا.(يميز الشئ من غيره)إصطلاحا:
كيفية يتكيف بها صوت الحرف عند النطق به فتميزه عن غيره , وهذه الكيفية قد تكون لازمة للحرف فلا يمكن النطق به بدونها , أوتكون عارضة له فتزول بزوال السبب.

فوائد دراسة الصفات

1- تميز المخرج الجيد من المخرج الردئ:
صفة الحرف هى الحارث على صحة مخرجه والضابط له, لإن الحرف إن إختل مخرجه إختلت صفاته التى ذكرها العلماء له,وإن ضبط مخرجه ضبطت صفاته.2- ضبط مخارج الحروف التى دمجت فى مخرج واحدللتقارب الشديد الذى يصعب معه الفصل, والتى نسميها بالحروف المتجانسة.
فالفارق بين كل حرفين متجانسين هو صفات كل منهما فمثلا:
السين والزاى حرفان متجانسان, ومن معرفتنا أن السين مهموسة والزاى مجهورةنستطيع أن نضبط المخرجين, فلا يختلط أحدهما بالآخر وقس على ذلك باقى الحروف المتجانسة.
واختلاف صفات الحرفين المتحدين فى المخرج دليل قاطع على أن لكل منهما معتمدا أو حيزا يخرج منه
يختلف عن مشاركه الآخر وإن دمجا فى مخرج واحد للتقارب الشديد الذى يصعب معه تحديد بقعة دقيقة لكل منهماوأشر العلماء إلى ذلك بقول أحدهم:
والحصرُتقريبً وبالحقيقة______________لكلٍ حرفِ بقعة دقيقة
إذ قال جمهور الورى مانصه____________لكل حرفِ مخرجً يخصُهُ
["]3- ضبط مخارج الحروف المتقاربة فى المخرج والصفات:
فمثلا حروف رأس طرف اللسان (ظ,ذ,ث),(ص,س,ز) من معرفتنا لصفة الصفير وحروفها تمكنا من عدم خلط الذال بالزاى , أو السين بالثاء , وقس على ذلك.
4-أتصال لفظ الحروف الساكنة بعضها ببعض , وعدم أحداث سكت , أو فصل بين حروف الكلمة الواحدة
, أو الكلمات المتصلة:
فمثلا من معرفتنا لصفتى الشدة والقلقلة نستطيع إيصال الحرف الساكن الشديد المجهور بما بعده كما فى (قَبْلِكُم)فبفضل القلقلةفى الباء توصل باللام من غير فصل أو سكت بينهما.
ومن معرفتنا لصفتى الشدة والهمس نستطيع إيصال الحرف الساكن الشديد المهموس بما بعده كما فى
(فِتْنَة) فبفضل خروج الهمس فى التاء توصل بالنون بغير فصل أو سكت بينهما
5-من دراسة صفات الحروف نعرف متى يكون الإدغام من النوع التام , ومتى يكون من النوع الناقص.
فمثلا إذا وردت الرواية بإدغام حرفين وكان فى الأول ( المدغم ) صفة قوة يتميز بها ويمكن ظهوره مع الثانى(المدغم فيه) كان الإدغام من النوع الناقص ,مثل ظهور الإستعلاء والإطباق عند إدغام الطاء فى التاء كما فى : "أحطت " ,"بسطت"
ومثل ظهور الغنة فى إدغام النون فى الواو والياءكما فى "من وال", "من يشاء"
أما إن وردت الرواية بإدغام حرفين , وكان فى الأول صفة قوة يتميز بها ولكن لايمكن ظهورها مع المدغم فيه, كان الإدغام من النوع التام كإدغام الدال الساكنة فى التاء "أردتم" ,الباء الساكنة فى الميم"إركب معنا"
تنقسم الصفات إلى قسمين
قسم يضم الصفات اللازمة( وتسمى أيضا الذاتية أو الأصلية) وهى الصفات المكونة لصوت الحرف
والتى لايمكن إخراجه وولادته بدونها.
قسم يضم الصفات العارضة ( وتسمى أيضاالصفات غير اللازمة), وهى التى تنشأمن تجاور الحرف مع غيره من الحروف, بحيث إذا انفصل عن مجاوره زالت عنه تلك الصفة ومنها : الإظهار والإدغام الإخفاء
اختلف العلماء فى عدد الصفات اللازمة : فمنهم من عدها سبعة عشر صفة وهو الإمام ابن الجزرى
ومن العلماء من عدها أربع عشرة صفة بنقص الذلاقة والإصمات والإنحراف واللين وزيادة صفة الغنة
ومنهم من عدها ستة عشر صفة بنقص الذلاقة والإصمات وزيادة صفة لحرف الألف سماها صفة الهوائىواختار الجمهور ماختاره الإمام ابن الجزرى وهو أن عدد صفات الحروف سبع عشرة صفة هى:
صفات لها ضد :
1- الجهر وضده الهمس
2-الشدة وضدها الرخاوة وبينهما التوسط
3-الإستعلاء وضده الإستفال
4-الإطباق وضده الانفتاح
5- الإذلاق وضده الإصمات
[صفات ليس لها ضد:
1- الصفير
2- القلقلة
3- اللين
4- الانحراف
5-التكرير
6- التفشى
7-الاستطالة
الغنة