|
خواطر دعوية واحة للخواطر الدعوية من اجتهاد عضوات الملتقى أو نقلهن وفق منهج أهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-11-08, 09:08 AM | #1 |
|مديرة معهد أم المؤمنين خديجة|
|
~ وقفــة تأمــل .. حــديث وفــائدة ~
بسم الله الرحمن الرحيم أظلمت المدينة .. وصار كل إنسان بل كل جماد فيها حزينا .. لم ولن يشهد مصيبة قط هي أفجع من مصيبته يومئذ .. فقد مات من أخرجهم من ظلمة الشرك والكفر إلى نور التوحيد والإيمان .. وأحيا قلوبهم بالوحي بعد موت وحرمان.. مات النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- وكلٌّ من أصحابه لا يصدق ما كان .. ويتمنى لو فداه بأهله وروحه .. فبموته قد غاب من كان لقلوبهم الحبيب ولروحهم الرواء.. وبموته قد انقطع الوحي من السماء .. كادت الألباب تطير .. لولا آية من كتاب الله انطلقت من قلب مؤمن ونفس مطمئنة واثقة بالله .. موقنة بقضائه .. إنه الصديق –رضي الله عنه- (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) فراح كل منهم يرددها وكأنها لم تنزل إلا يومئذ .. فإن مات النبي فالله حي لا يموت.. ! وكتـــابه فينا باقٍ أبد الدهر .. ولئن مات نبينا وحبيبنا –صلى الله عليه وسلم- .. فسنته فينا باقية .. لمن أراد أن يسعد بلقاه على الحوض .. ويهنأ بشفاعته يوم العرض.. فليحيا عليها .. ويموت عليها ..!! إن مات فقد بقي لنا ميراثه .. فمن لهذا الميراث ولا يرثه إلا أهله ؟!! أهل الحديث هم أهل النبي .. وإن لم يصحبوه .. أنفاسه صحبوا ! ذات يوم .. مرّ أبو هريرة –رضي الله عنه- بسوق المدينة فهاله انشغال الناس بالدنيا .. واستغراقهم في البيع والشراء .. والأخذ والعطاء .. فوقف عليهم وقال: ما أعجزكم يا أهل المدينة!! فقالوا: وما رأيت من عجزنا يا أبا هريرة؟! فقال: ميراث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقسم وأنتم ها هنا !! ... ألا تذهبون وتأخذون نصيبكم ؟! قالوا: وأين هو يا أبا هريرة ؟!. قال: في المسجد. فخرجوا سراعا .. ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا .. فلما رأوه قالوا: يا أبا هريرة ! .. لقد أتينا المسجد فدخلنا فيه لم نرَ شيئا يقسم.. !! فقال لهم: أوما رأيتم في المسجد أحدا ؟! قالوا : بلى .. رأينا قوما بصلون .. وقوما يقرؤون القرآن .. وقوما يتذاكرون في الحلال والحرام .. فقال: ويحكـــــم ..! ذلك مـــيراث محمد –صلى الله عليه وسلم- !! إي والله .. العلم ميراث النبي كما أتـــى .:. في النص والعلماء هم وراثه ما خلف المختار غير حديثه .:. فينا فـــذاك مــتاعه وأثــاثه ! (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) الذكر: هو القرآن والسنة ؛ فكما أن القرآن وحي من الله فالسنة كذلك وحي والفرق بينهما في الإعجاز وقد تعهد الله –سبحانه وتعالى- بحفظها ، وسخر لها علماء جهابذة تحملوا المشاق ليحملوها وينقلوها لنا منقاة من كل شائبة.. وبذلوا في سبيل ذلك كل غال ونفيس ..!! كان أحدهم يركب الأهوال ؛ يسافر الفراسخ على قدمه حتى ذكر أنه ومن شدة التعب بال الدم مرتين.. همم لم تعرف الدعة والراحة !! قال البخاري –رحمه الله- : ورحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر إلى عبد الله بن انيس في حديث واحد ..!! ورحل أبو أيوب الأنصاري من المدينة إلى عقبة بن نافع وهو في مصر ليروي عنه حديثا .. فقدم مصر .. ونزل عن راحلته ولم يحل رحلها .. فسمع منه الحديث .. وركب راحلته وقفل إلى المدينة راجعاً .. ! وقال سعيد بن المسيب : كنت أرحل الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد.. ! وروي عن الرازي ما يدهش اللب .. في علو همته في الرحلة لتحصيل العلم ؛ إذ قال: "أول ما رحلت أقمت سبع سنين ، ومشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ ، ثم تركت العدد ، وخرجت من البحرين إلى مصر ماشيا ، ثم إلى طرسوس ، ولي عشرون سنة .." كان أحدهم يقول: سأضرب في طول البلاد وعرضها .:. لأطلب علما أو أموت غريبا فإن تلفت نفســـي .. فلله درهــــا .:. وإن سلمت كان الرجوع قريبا وهل انتشر العلم في بلاد المغرب والأندلس إلا برجال رحلوا إلى الشرق .. ولاقوا في رحلاتهم العناء والنصب؟! إننا اليوم قد غدا العلم لنا سهلا ميسرا .. فلم يبق لنا إلا تأمل ما نقلوه إلينا وتعلمه .. ثم نشره في الناس وتعليمهم إياه.. فلا خير فيمن لا ينفع أمــته ..! قال عليه الصلاة والسلام: "نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فأدها كما سمعها ؛ فرُبّ مبلَّع أوعى من سامع ، ورب حامل فقه ليس بفقيه ، ورب حامل فقه على من هو أفقه منه" . هيا يا أختي الحبيبة ! تعالي نشد الأيادي .. ونمضي سويا فالسفر طويل .. ولا زاد نتزوده خيرا من نهج الرسول .. صلى الله عليه وسلم.. لا تمري هنا دون أثر تتركيه .. بل ضعي بصمتكِ أتحفينا بفائدة لحديثٍ تعلمتيه ..! أو خاطرة في صدرك .. ولا تنسي الاحتساب .. أجزل الله لكِ الثواب ,ولا تنسى ذكر المصدر التعديل الأخير تم بواسطة مروة عاشور ; 09-11-08 الساعة 11:22 AM |
06-11-08, 10:22 AM | #2 |
|نتعلم لنعمل|
|
بارك الله فيك ونفع بك أختى الحبيبة سمية وأثابك على هذه الفوائد واسمحى لى حبيبتى بهذه الإضافة تقبل الله منا ومنك وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَيَقُولُونَ الْكَرْمُ إِنَّمَا الْكَرْمُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ)) .أخرجه البخاري (5/2287 ، رقم 5829) ، وأخرجه أيضًا : الحميديى (2/469 ، رقم 1099) ، وأحمد (2/239 ، رقم 7256 ===================================== وَفِي تَشْبِيه الْكَرْم بِقَلْبِ الْمُؤْمِن مَعْنًى لَطِيف؛ لِأَنَّ أَوْصَاف الشَّيْطَان تَجْرِي مَعَ الْكَرْمَة كَمَا يَجْرِي الشَّيْطَان فِي بَنِي آدَم مَجْرَى الدَّم, فَإِذَا غَفَلَ الْمُؤْمِن عَنْ شَيْطَانه أَوْقَعَهُ فِي الْمُخَالَفَة, كَمَا أَنَّ مَنْ غَفَلَ عَنْ عَصِير كَرْمه تَخَمَّرَ فَتَنَجَّسَ. وَيُقَوِّي التَّشَبُّه أَيْضًا: أَنَّ الْخَمْر يَعُود خَلًّا مِنْ سَاعَته بِنَفْسِهِ أَوْ بِالتَّخْلِيلِ فَيَعُود طَاهِرًا, كَذَا الْمُؤْمِن يَعُود مِنْ سَاعَته بِالتَّوْبَةِ النَّصُوح طَاهِرًا مِنْ خَبَث الذُّنُوب الْمُتَقَدِّمَة الَّتِي كَانَ مُتَنَجِّسًا بِاتِّصَافِهِ بِهَا § إِمَّا بِبَاعِثٍ مِنْ غَيْره مِنْ مَوْعِظَة وَنَحْوهَا وَهُوَ كَالتَّخْلِيلِ, § أَوْ بِبَاعِثٍ مِنْ نَفْسه وَهُوَ كَالتَّخَلُّلِ. التعديل الأخير تم بواسطة مروة عاشور ; 06-11-08 الساعة 10:30 AM |
07-11-08, 05:30 PM | #3 |
|مديرة معهد أم المؤمنين خديجة|
|
سبحان الله ،،
فائدة رااااااائعة سلمت يمينكِ زهـــرة لا حرمـــناكِ |
07-11-08, 08:40 PM | #4 |
~مشارِكة~
|
فائدة عظيمة ومؤثرة جدا
آه من غفلتنا وانشغالنا في الدنيا عن عبادة الله اللهم اعفو عنا برحمتك يا رحمن السموات والأرض جزيت خيرا عزيزتي سمية وبوركت أيضا زهرة اللهم انفعنا بما علمتنا آمين |
09-11-08, 11:20 AM | #5 |
|نتعلم لنعمل|
|
جزاكِ الله خيرا حبيبتى سمية حفظك الله وبارك فيك وبارك الله تواصلك أختى أحب التقى تقبل الله منا ومنك الثمره .. الثالثه .. (( كنا مع رسول الله وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال: والله يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي, فقال رسول الله : «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه» فقال عمر فأنت الاَن والله أحب إليّ من نفسي, فقال رسول الله «الاَن يا عمر» )) كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب ، فقال له عمر : يا رسول الله ، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا ، والذي نفسي بيده ، حتى أكون أحب إليك من نفسك ) . فقال له عمر : فإنه الآن ، والله ، لأنت أحب إلي من نفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الآن يا عمر ) . الراوي: عبدالله بن هشام بن زهرة القرشي - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري يعلمنا النبي - صلى الله عليه وسلم - هنا ..أسلوب الحوار .. القائم .. على طرح الرأي .. والرأي الآخر ..ونتعلم من اصحاابه .. حسن الطاعه .. والإنصيااع لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - .. وأمره .. هذه الطاعه .. وهذا الحب ..الذي حولوه من .. جانبه النظري .. إلى الجانب العملي ..في لزوم سنته .. والعمل على ماجااء به ..في هذا الزماان .. قل فينا من التزم بالجانب العملي .. من حبه - صلى الله عليه وسلم -أصبحنا .. نحب .. بمجرد النطق .. والتلفظ ..وأعمالنا .. تخاااالف .. ماجااء به هديه وسنته - صلى الله عليه وسلم - ..وهذا حب .. لايليق أن نصرفه لقدوتنا .. وحبيبنا - صلى الله عليه وسلم -ينبغي .. أن نعمل بسنته .. ونقتفي اثره .. ونسعى على ترسيخ .. أوامره ونواهيه .. في كل أعمالنا .. دعووووه .. للسنه .. وللسيره ..أن نجعلها .. نهج لحياتنا .. وطريقةً لعيشنا .. فهي الفلاح .. لنا هنا .. وفي الآخ التعديل الأخير تم بواسطة مروة عاشور ; 09-11-08 الساعة 11:33 AM |
09-11-08, 11:28 AM | #6 |
|نتعلم لنعمل|
|
hتابعى بارك الله فيكِ
الثمرة .. الرابعه ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح علاقة .. عاامه .. وضعها خير الأنبياااء - صلى الله عليه وسلم - .. لخير الأمم .. حدد أساااسها .. ووضع إطاارها .. العام .. وحدد الغااية منها .. ووضع الوسيله .. الموصله للغايه ( كماال الإيماان ) .. فيها جعل الحب .. في الله .. ولأجله .. رابطاً بين المسلم .. واخيه المسلم .. لكي نصل إلى الحب .. الأسمى .. والأعظم .. حب الله لنااااا .. ومن ثم حصول رضاااه .. ودخووول جنته ... كم نحن .. بحااجه في هذا الزمااان .. بالذات .. لتعميق هذه العلاقه .. وتنشيط هذا الرابط .. القوي .. والقوي جداً .. قال الشافعي رحمهُ الله : "ما ناظرت أحداً فأحببت أن يخطئ". [COLOR="Red"]وقال أيضاً: ما ناظرت أحدا إلا قلت اللهم أجر الحق على قلبه ولسانه، فإن كان الحق معي اتبعني، وإن كان الحق معه اتبعته] دين المحبه .. ديننا .. وخير الأحبة .. رسولناااا - صلى الله عليه وسلم - .. إذاً .. لاعذر لنااااا !!!! أسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين على الحق الذي جاء به سيد الأنبياء والمرسلين التعديل الأخير تم بواسطة مروة عاشور ; 11-11-08 الساعة 09:52 AM |
10-11-08, 10:25 PM | #7 |
معلمة بمعهد خديجة
|
بارك الله فيكِ يا غالية .. ونفع بكِ..
موضوع رائع .. لي عودة للمشاركة بإذن الله .. ودّي.، |
11-11-08, 10:13 AM | #8 |
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
22-01-2008
المشاركات: 5,333
|
حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث أدب من الآداب العظيمة،وهو صنو حديث: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه من جهة أنه أصل في الآداب العامة، وهذا الحديث دل على أن من صفات المؤمن بالله وباليوم الآخر، الذي يخاف الله ويتقيه، ويخاف ما يحصل له في اليوم الآخر، ويرجو أن يكون ناجيا في اليوم الآخر، أن من صفاته أنه يقول الخير أو يصمت. ومن صفاته أنه يكرم الجار. ومن صفاته أنه يكرم الضيف. ومن صفاته أنه يكرم الجار، هذا بعموم ما دل عليه الحديث، الحديث دل على أن الحقوق منقسمة إلى: حقوق لله، وحقوق للعباد. وحقوق الله -جل وعلا- مدارها على مراقبته، ومراقبة الحق -جل وعلا- أعسر شيء أن تكون في اللسان، ولهذا نبه بقوله: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت على حقوق الله -جل وعلا-، والتي من أعسرها من حيث العمل والتطبيق: حفظ اللسان، وهنا أمره بأن يقول خيرا أو أن يصمت، فدل على أن الصمت متراخ في المرتبة عن قول الخير؛ لأنه ابتدأ الأمر بقول الخير فقال: فليقل خيرا فهذا هو الاختيار، هو المقدم أن يسعى في أن يقول الخير. والمرتبة الثانية: أنه إذا لم يجد خيرا يقوله أن يختار الصمت؛ وهذا لأن الإنسان محاسب على ما يتكلم به، وقد قال -جل وعلا-: لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ . فهذا الحديث فيه: فليقل خيرا وعلق هذا بالإيمان بالله واليوم الآخر، وقول الخير متعلق بالثلاثة التي في آية النساء قال: إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ فالصدقة واضحة والإصلاح أيضا واضح، والمعروف هو ما عرف حسنه في الشريعة، ويدخل في ذلك جميع الأمر بالواجبات والمستحبات، وجميع النهي عن المحرمات والمكروهات، وتعليم العلم والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. .. إلخ. فإذن قوله -عليه الصلاة والسلام-: فليقل خيرا يعني: فليقل أمرا بالصدقة، فليقل أمرا بالمعروف، فليقل بما فيه إصلاح بين الناس، وغير هذه ليس فيها خير، ما خرج عن هذه فإنه ليس فيها خير، وقد تكون من المباحة، وقد تكون من المكروهة، وإذا كان كذلك فالاختيار أن يصمت، وخاصة إذا كان في ذلك إحداث لإصلاح ذات البين، يعني أن يكون ما بينه وبين الناس صالحا على جهة الاستقامة بين المؤمنين الأخوة. قال -عليه الصلاة والسلام- هنا: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت يعني أن حفظ اللسان من الفضول بقول الخير، أو بالصمت إن لم تجد خيرا أن هذا من علامات الإيمان بالله واليوم الآخر؛ لأن أشد شيء على الإنسان أن يحفظه لسانه، لهذا جاء في حديث معاذ المعروف أنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قال له -عليه الصلاة والسلام-: وكف عليك هذا فاستعجب معاذ فقال: يا رسول الله أوإنا مؤاخذون بما نقول؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على مناخرهم -أو قال: على وجوههم- إلا حصائد ألسنتهم فدل على أن اللسان خطير تحركه، إذا لم يكن تحركه في خير فإنه عليك لا لك. والتوسع في الكلام المباح قد يؤدي إلى الاستئناس بكلام مكروه أو كلام محرم كما هو مجرب في الوقع، فإن الذين توسعوا في الكلام، وأكثروا منه في غير الثلاثة المذكورة في الآية جرهم ذلك إلى أن يدخلوا في أمور محرمة من غيبة أو نميمة أو بهتان أو مداهنة، أو ما أشبه ذلك مما لا يحل. فإذن الإيمان بالله واليوم الآخر يحض على حفظ اللسان، وفي حفظ اللسان الإشارة لحفظ جميع الجوارح الأُخر؛ لأن حفظ اللسان أشد ذلك، وقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: من ضمن لي ما بين لَحيَيْهِ وما بين فخذيه ضمنت له الجنة . ثم قال -عليه الصلاة والسلام- ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره وإكرام الجار يعني: أن يكون معه على صفة الكرم، والكرم هو: اشتمال الصفات المحمودة التي يحسن اجتماعها في الشيء فيقال: هذا كريم؛ لأنه ذو صفات محمودة، وفي أسماء الله -جل وعلا- الكريم، والكريم في أسماء الله -جل وعلا- هو: الذي تفرد بصفات الكمال، والأسماء الحسنى فاجتمع له -جل وعلا- الحسن الأعظم في الأسماء، والعلو في الصفات، والحكمة في الأفعال. فالكريم: من فاق -يعني في اللغة- من فاق جنسه في صفات الكمال. فالإكرام هو: أن تسعى في تحقق صفات الكمال، أو في تحقيقها، فإكرام الجار: أن تسعى في تحقيق صفات الكمال التي تتطلبها المجاورة. وإكرام الضيف: أن تسعى في تحقيق صفات الكمال التي تتطلبها الضيافة. وقوله: "فليكرم جاره" على هذا، يدخل فيه إكرام الجار بالألفاظ الحسنة، إكرام الجار بحفظ الجار في أهله، حفظ الجار في عرضه، في الاطلاع على مسكنه. ويدخل في هذا حفظ الجار في أداء الحقوق العامة له، في الجدار الذي بينهما، أو النوافذ التي تطل على الجار، أو في موقف السيارات -مثلا- أو في غذاء الأطفال، أو ما أشبه ذلك، فيدخل هذا جميعا في إكرام الجار، ويدخل فيه -أيضا- أن يكرم الجار في المطعم والملبس، وأشباه ذلك يعني أنه إذا كان عنده طعام فإنه يطعم جاره منه. وقد كان -عليه الصلاة والسلام- ربما طها في بيته بعض اللحم فقال: أرسلوا لجارنا اليهودي من مرقة هذا اللحم وهذا في حق الجار الكافر، ولهذا رأى طائفة من أهل العلم كأحمد في رواية، وكغيره أن إكرام الجار في هذا الحديث عام يدخل فيه إكرام الجار المسلم، وإكرام الجار الكافر. وإكرام الجار المسلم له حقان: لإسلامه ولجواره، فإذا إكرام الجار كلمة عامة يدخل فيها أداء ما له من الحقوق، وكف الأذى عنه، وبسط اليد له بالطعام وما يحتاجه، وهذا -أيضا- مع قول الله -جل وعلا-: الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ والماعون هو: ما يحتاج إليه في الإعارة. وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ يعني: يمنعون ما يحتاج إليه المسلمون في الإعارة، فإذا احتاج جارك إلى أن تعيره شيئا من أدوات الطهي أو شيئا من أدوات المنزل، أو من الأثاث، أو ما أشبه ذلك فإن من إكرامه أن تعطيه ذلك. أما إذا كان يتعدى على أشيائك، ويتلف المال فهذا لا يكون له الحق في إكرامه بذلك؛ لأنه مظنة التعدي. الجار هنا قسمان: جار قريب، وجار بعيد، وفي القسمين جاء قول الله -جل وعلا- في سورة النساء: وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ فقوله: وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى فسرت بتفسيرين: الأول: أن الجار ذي القربى هو من له جوار وقرابة فقدمه على الجار الجنب يعني الذي ليس له قرابة، التفسير الثاني: أن الجار ذا القربى في قوله: وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى أنه الجار القريب والجار الجنب أنه الجار البعيد؛ لأن كلمة "جنب" في اللغة تعني: البعيد، ومنه سميت "الجنابة" جنابة، وفلان جنب لأنه من البعد، فدل هذا على أن إكرام الجار يدخل فيه الجار القريب والجار البعيد. ما حد الجار البعيد؟ بعضهم حده بسبعة يعني سبعة بيوت، وبعضهم حده بأربعين بيتا من يمين وشمال، وأمام وخلف، وهذه كلها تقديرات لم يصح فيها شيء عن المصطفى -عليه الصلاة والسلام-، وهذا محكوم بالعرف فما كان فيه العرف أنه قريب فهو قريب، وما كان فيه العرف أنه جار بعيد فيدخل في ذلك، وهذا يتنوع بتنوع البلاد والأعراف، فيه تفاصيل أُخر تقرءونها في المطولات -إن شاء الله-. قال: ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه إكرام الضيف أن تبذل للضيف من الصفات المحمودة ما به يحصل له الحق، والصفات المحمودة التي تعطى للضيف، وبشاشة الوجه، وانطلاق الأسارير، والكرم باللسان يعني أن يضاف بألفاظ حسنة، ومنها أيضا من إكرام الضيف أن تطعمه، وهو المقصود؛ لأن الأضياف يحتاجون لذلك، وقوله هنا: فليكرم جاره فليكرم ضيفه فليقل خيرا كلها أوامر، وهي على الوجوب. وإكرام الضيف واجب كما دل عليه الحديث بإطعامه، وهذا فيه تفصيل وهو أنه يجب أن يضاف الضيف بالإطعام يوما وليلة، كما جاء في الحديث أنها جائزة الضيف يوم وليلة، وتمام الضيافة ثلاثة أيام بلياليها، يعني يومين بعد اليوم والليلة الأولى، فيجب أن تكرم الضيف يوما وليلة، يعني بأن تعطيه ما يحتاجه. قال العلماء: هذا في حق أهل القرى الذين ليس ثم مكان يمكن الضيف أن يستأجر له، أما في المدن الكبار الذي يوجد فيها الخان، ويوجد فيها الدور التي تؤجر فإنه لا تجب الضيافة؛ لأنه لا يضيف مع ذلك إلا إذا كان محتاجا لها، ولا مكان له يؤويه فإنه يجب على الكفاية أن يعطيه كفايته، وأن يضيفه يوما وليلة، وتمام الثلاثة مستحب، يعني في مكان لا يوجد فيه دار يمكنه أن يستأجرها. أما مثل الآن في مدننا الكبار هذه فإنها لا تجب، وإنما تستحب، في القرى في الأطراف، وأهل الخيام، ونحو ذلك إذا نزل بهم الأضياف فإنه يجب عليه أن يقريهم يوما وليلة، وتمام الضيافة ثلاثة أيام بلياليها. إذا تقرر هذا فما الذي يقدمه؟ الذي يقدمه للضيف ما تيسر له، يعني ما يطعمه هو وأهله، ولا يجب عليه أن يتكلف له في ذبح، أو تكلف طعام كثير، أو ما أشبه ذلك، فالذي يجب ما يطعمه به، ويسد عوزة هذا الضيف، أو ما يسد جوعه يعني من الطعام المعتاد الذي يأكله. وقد جاء في الأثر: أن قوما من أهل الكتاب أرسلوا لعمر -رضي الله عنه-، عمر بن الخطاب فقالوا له: إن المسلمين إذا مروا بنا كلفونا ذبح الدجاج لهم، وإن هذا لا نطيقه، فأرسل إليهم عمر بما حاصله أن أطعموهم مما تأكلون ولا تتكلفوا لهم. وهذا ظاهر من حيث الأصول في أن الإكرام لا يعني التكلف، وهذا الوجوب في حق من عنده فضل في ماله، يفيض ويزيد عن حاجته الضرورية، وحاجة من يعوله، أما إذا كان محتاجا هو ومن يعوله محتاج لهذا الطعام، فإن من يعوله أولى من الضيف في الشرع.انتهى الأربعين النووية - شرح الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ- منقول من موقع جامع شيخ الاسلام بن تيمية لقد ذكرت هذا الحديث لانى حقا اجد صعوبة فى ان اجاهد نفسى فى حفظ اللسان ,فهى حقا اما ان تكون سببا فى احياء القلب وذلك بدوام الذكر او ان تكون سببا فى فساد القلب باطلاقة فى ما لايرضى الله واجمل شئ ذكرة الشيخ هو ان نستشعر اننا نتصدق باللسان وذلك اما بقول الحق وما فية خير او بالصمت(كف الاذى عن المسلمين) وقد قال احد السلف لقد سلم الناس من ألسنتنا ولكننا لم نسلم منهم اللهم اطلق ألسنتنا فيما يرضيك وكفها عما لا يرضيك التعديل الأخير تم بواسطة مروة عاشور ; 11-11-08 الساعة 08:33 PM سبب آخر: توضيح المصدر بارك الله فيك |
11-11-08, 12:12 PM | #9 |
معلمة بمعهد خديجة
|
اللهم آمين .. اللهم آمين ..
مشاركة رائعة يا أم البراء وحمزة .. أثابكِ البــاري خيراً .. ولا حرمكِ الجنّــة .. |
11-11-08, 12:23 PM | #10 |
معلمة بمعهد خديجة
|
بسم الله الرحمن الرحيم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِنَّ مِنْالشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَهِيَ مَثَلُ الْمُسْلِمِ حَدِّثُونِي مَا هِيَ؟ فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَادِيَةِ وَوَقَعَ فِي نَفْسِيأَنَّهَا النَّخْلَةُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَاسْتَحْيَيْتُ فَقَالُوا يَا رَسُولَاللَّهِ أَخْبِرْنَا بِهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هِيَ النَّخْلَةُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَحَدَّثْتُ أَبِي بِمَا وَقَعَفِي نَفْسِي فَقَالَ : لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَلِي كَذَا وَكَذَا". رواه البخاري ومسلم. من فوائد الحديث: 1- تشبيه المؤمن بالنخلة. 2- أن بركة المؤمن كبركة النخلة. 3- أن الملغز ينبغيله أن لا يبالغ في التعمية بحيث لا يجعل للملغز باباً يدخل منه ، بل كلما قربه كانأوقع في نفس سامعه. 4- امتحان العالم أذهان الطلبة بما يخفى مع بيانه لهم إن لم يفهموه. 5- استحباب الحياء ما لم يؤد إلى تفويت مصلحة. 6- فيه دليل على بركة النخلة ومايثمره. 7- وفيه ضرب الأمثال والأشباه لزيادة الإفهام ، وتصوير المعاني لترسخ في الذهن، ولتحديد الفكر في النظر في حكم الحادثة. 8- وفيه إشارة إلى أن تشبيه الشيء بالشيء لا يلزم أن يكون نظيره من جميع وجوهه ، فإن المؤمن لا يماثله شيء من الجمادات ولا يعادله. 9- فيه توقير الكبير، وتقديم الصغير أباه في القول ، وأنه لا يبادره بما فهمه وإن ظن أنه الصواب. 10- وفيه أن العالم الكبير قد يخفى عليه بعض ما يدركه من هو دونه ، لأن العلم مواهب ، والله يؤتيفضله من يشاء. 11- وفيه الإشارة إلى حقارة الدنيا في عين عمر – رضي الله عنه - لأنه قابل فهم ابنه لمسألة واحدة بحمر النعم مع عظم مقدارها وغلاء ثمنها. 12- بيان ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- ومؤانسته لأصحابه. 13- فضل عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- وأنه كان يحضر مجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع صغر سنه. 14- على الأباء أن يصطحبوا أبنائهم معهم لحضور مجالس العلم. 15- فضل الحياء وعظم منزلته في دين الإسلام. 16- أن كلام الأصغر في حضرة من هم أكبر منه إن كان بعلم وأدب لا ينافي الحياء وتوقيرالكبار. 17- فرح الوالد بابنه إذا علم نجابته وفطنته وتحديثه بذلك. 18- حث الأبناء على العلم وتشجيع مواهبهم ، وإعطائهم الحق في إبداء آرائهم. والله تعالى أعلم. منقول . " نقـــلا مــن مــوقع رســـالة الإســـلام " التعديل الأخير تم بواسطة مروة عاشور ; 11-11-08 الساعة 08:31 PM سبب آخر: المصدر بارك الله فيك |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|