العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة القرآن وعلومه

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-08-06, 05:35 AM   #1
مسلمة لله
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي يا حامل القرآن..... تدبر.... ثم أجب

يا حامل القرآن تدبر ثم أجب

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ، تبصرة لأولي الألباب ، وأودعه من فنون العلوم والحكم العجب العجاب ، وجعله أجل الكتب قدرا ، وأغزرها علما ، وأعذبها نظما ، وأبلغها في الخطاب ، قرآنا غير ذي عوج لا شبهة، فيه ولا ارتياب.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، رب الأرباب ، الذي عنت لقيوميته الوجوه وخضعت له الرقاب. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث من أكرم الشعوب وأشرف الشعاب ، إلى خير أمة بأفضل كتاب ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه الأنجاب ، صلاة وسلاما دائمين إلى يوم المآب.

وبعد فإن العلوم وإن كثر عددها ، وانتشر في الخافقين مددها ، فغايتها بحر قعره لا يدرك ، ونهايتها طود شامخ لا يستطاع إلى ذروته أن يسلك ، ولكن العلوم تشرف بشرف المعلوم ؛ لذا فخير العلوم على الإطلاق ، وبه يحدث في الأمة الوفاق ، بعد التشتت والشقاق ، هو القرآن الكريم : كلام رب العالمين ، المنزل على سيد المرسلين ، نزل به الروح الأمين ، المتعبد بتلاوته إلى يوم الدين ، المتحدى بأقصر سورة منه العالمين ،عدا الملائكة المقربين ؛ فهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

فعلم ذووا الألباب فضله ، فساروا على نوره وهديه ،وأقبلوا عليه زرافات ووحدانا ، طامعين في ثناء ربنا ومولانا ، حيث وعد التالين له بالأجر العظيم ، فقال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } … (فاطر:29 ، 30) فعلم أصحاب العقل والرشاد أنه شافع لهم يوم التناد ، وأنه خير جليس لا يمله العلماء ولا العباد ، وفي ذلك قال صاحب الشاطبية:

وإن كتاب الله أوثق شافــــع **** وأغنى غناء واهبا متفضـلا
وخير جليـس لا يمل حديـثــه *** وترداده يزداد فيه تجمــلا
وحيث الفتى يرتـاع في ظلمـاته ** من القبر يلقاه سنا متهــللا

فحملوا القرآن كما ينبغي أن يحمل ، وعاشوه قلبا وقالبا ، فها هي عائشة رضي الله عنها تسأل عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام ، فأوجزت في الجواب والبيان ، فقالت : كان خلقه القرآن.

وخذ طرفا ممن صدقوا في حمله ، وأرادوا أن يكونوا من أهله ، فصدق منهم الجنان ، وخشعت الجلود والأركان ، فتأمل إلى انشغالهم به عن غيره : فقد أخرج ابن أبي داود عن مكحول قال : كان أقوياء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرءون القرآن في سبع ، وبعضهم في شهر ، وبعضهم في شهرين ، وبعضهم في أكثر من ذلك.

ولقد كان السلف رضي الله عنهم لهم عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه ، فروى ابن أبي داود ما ذكرته آنفا وزاد فقال: (..... وعن بعضهم في كل عشر ليال ختمة ، وعن بعضهم في كل ثمان ليال ختمة ، وعن الأكثرين في كل سبع ليال ، وعن بعضهم في كل ست ، وعن بعضهم في كل خمس ، وعن بعضهم في كل أربع، وعن كثيرين في كل ثلاث ، وعن بعضهم في كل ليلتين ، وختم بعضهم في كل يوم وليلة ختمة، ومنهم من كان يختم في كل يوم وليلة ختمتين ، ومنم من كان يختم ثلاثا ........ فمن الذين كانوا يختمون ختمة في الليل واليوم عثمان بن عفان رضي الله عنه وتميم الداري وسعيد بن جبير ومجاهد والشافعي وآخرون ....... ).

وليس المقام لتفنيد حكم ختم القرآن فوق أو دون الثلاث ، بل خذ العبرة من ذلك ، إذ أن القرآن كان شغلهم الشاغل ، ولك أن تتأمل إلى من يعيش مع القرآن بهذه الصورة المشرقة ، كيف أصبح حاله ؟ وكيف يكون مآله؟

ولا تظنن أن همهم عند تلاوته نهاية السورة ، بل التدبر هدفهم ، والفهم مقصدهم ، حيث علمهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. فلا بأس إن كرروا منه الآية لإصلاح قلوبهم، وطهارة أفئدتهم، روى النسائي وغيره عن أبي ذر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بآية يرددها حتى أصبح : {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} المائدة:118

بل وعند تلاوته كان البكاء صفتهم ، والخشوع سمتهم ، عملا بقول ربهم:{ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً} … (الاسراء:109) واقتداء بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ، كما ثبت في الصحيحين حديث قراءة ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه (فإذا عيناه تذرفان).

بل والتزموا معه الأدب ، ولم لا وهو كلام الرب ، فذكر البيهقي : (كان ابن عمر إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه.

وفوق كل ذلك فقد أحلوا حلاله وحرموا حرامه ، فكان أحدهم مع آي الله وقافا ، فيأتمر بما أمر ، وينتهي عما نهى، فصدق فيهم أنهم أهل القرآن وخاصته .

فخلف من بعدهم خلف ، لم يعرفوا من الإسلام إلا اسمه ، ولا من القرآن إلا رسمه ، وزعم منهم من زعم أنهم للقرآن حملة ، وأنهم أهل الله وخاصته،مع أنهم حرموا حلاله ، وأحلوا حرامه، وتركوا محكمه ، وتلاعبوا بمتشابهه ، وقصدوا به وجه الخلق دون الخالق –إلا من رحم الله- وفي مثل هؤلاء الأدعياء قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه : ( يا حملة القرآن اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم ووافق علمه عمله ، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم ، وتخالف سريرتهم علانيتهم ، يجلسون حلقا يباهي بعضهم بعضا حتى أن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه . أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى) .

فكلنا يزعم اليوم أننا حاملون للقرآن ، مع أن كثيرا منا لم يتعرف على آدابه سواء كان عالما أو متعلما – إلا من رحم الله – فيا حامل القرآن زعما : ألم تسمع قول النووي –رحمه الله - : ومن آداب حامل القرآن أن يكون على أكمل الأحوال ، وأكرم الشمائل ، وأن يرفع نفسه عن كل ما نهى القرآن عنه إجلالا للقرآن ، وأن يكون مصونا عن دنيء الاكتساب شريف النفس ، مرتفعا على الجبابرة والجفاة من أهل الدنيا ، متواضعا للصالحين وأهل الخير والمساكين ، وأن يكون متخشعا ذا سكينة ووقار ، فقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: يا معشر القراء ارفعوا رؤوسكم فقد وضح لكم الطريق فاستبقوا الخيرات ، لا تكونوا عيالا على الناس ) أهـ

فالقرآن له جلال ؛ لذا ينبغي له الإجلال ، ولقد رأيت معي هدي من سبق ، ممن أخلص وصدق ، ففازوا بقصب السبق ، وهاهو واحد من أهل القرآن يوضح لنا سمات حامله ، وما ينبغي أن يكون عليه قارؤه ، فيقول ابن مسعود رضي الله عنه : ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليلـه إذا النـاس نائمـون وبنهاره إذا الناس مفطـرون ، وبحزنه إذا الناس يفرحـون وببكائه إذا الناس يضحكـون ، وبصمته إذا الناس يخوضون وبخشوعه إذا الناس يختالون.

فيا حامل القرآن: أترى في نفسك ما أسلفنا ذكره من أقوال سلفنا أم أنت ممن لبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب. إن لحامل القرآن آدابا سواء للمعلم أو المتعلم ، ولا يسع المجال لذكر ذلك ، بل سيذكر في حينه إن شاء الله، إلا أنني أطرح عليك عدة تساؤلات اجعلها لك مفتاحا ، أو علامات على أول الطريق ، ولكن كن صادقا في الجواب على نفسك ، حتى تشرف أن تكون من أهل القرآن.

أولا: ما نيتك عند تلاوة القرآن؟ أو عند تعلمه أو تعليمه.
ثانيا: ما شعورك إذا قصد الناس غير مجلسك ؟ والتفوا حول غيرك.
ثالثا: في كم يوم تختم القرآن؟
رابعا: هل لك ورد بالليل؟ وإن كان ، فكم تختم في كل ليلة؟
خامسا: هل تتأدب مع القرآن عند تلاوته؟ .
سادسا: هل تجد قلبك عند تلاوة القرآن؟
سابعا: تعرف على أخلاقك من حيث حسنها وقبحها ، ورفعتها وتدنيها.

فيا حامل القرآن : هذه بعض أسئلة هامة وليس كلها ، فأجب بصدق وبادر بالسعي عسى أن تصل إلى أشرف مقصود وتنال رضا الرب المعبود.

جعلني الله وإياك من أهل القرآن وخاصته ، إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


(منقول من موقع طريق القرآن)



توقيع مسلمة لله
[FRAME="7 10"]ما دعوة أنفع يا صاحبي ** من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمن يا قارئا ** أن تسأل الغفران للكاتب
[/FRAME]

التعديل الأخير تم بواسطة مسلمة لله ; 03-03-07 الساعة 06:13 PM
مسلمة لله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-06, 07:53 AM   #2
سمية بنت إبراهيم
|مديرة معهد أم المؤمنين خديجة|
افتراضي

الله يبارك فيك أختي الحبيبة مسلمة لله ويثيبك كل خير
بصراحة مجهود تشكرين عليه
موضوع مهم جدا
يا رب اجعلنا من حملة كتابك الماهرين به العاملين بأحكامه المخلصين في تعليمه واجعله يارب حجة لنا لا علينا 00 آمين يا رب العالمين



توقيع سمية بنت إبراهيم
.................

(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) (الإسراء-82)

قال أويس القرني رضي الله عنه :
لم يجالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان.


أم عمـــر .. أسعدكِ ربي يا حبيبة .. وجمعني بكِ في أعالي الجنان
سمية بنت إبراهيم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-07, 05:42 PM   #3
حاملة القرآن
~مشارِكة~
Smile

الله يبارك فيك أختي الحبيبة مسلمة لله ويثيبك كل خير



توقيع حاملة القرآن
الود يبقى وحب الله يجمعنا على الإخاء
وطيب القول قد عبقا..والقلب يخفق إن هبت نسائمكم
فصادق الود يجلو الهم والأرقا...
والله يجزى أضعافا مضاعفة لمن لصاحبه بالوصل مستبقا
حاملة القران
حاملة القرآن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-07, 06:14 PM   #4
مسلمة لله
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

وبارك فيكما الله حبيبتاي "أم عمار "، و"حاملة القرآن"
مسلمة لله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-07, 12:19 PM   #5
محبة الكتاب والسنة
~مستجدة~
 
تاريخ التسجيل: 18-02-2007
المشاركات: 3
محبة الكتاب والسنة is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خيرا



توقيع محبة الكتاب والسنة
[FONT="Comic Sans MS"]قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"أبشروا أليس تشهدون أن لا إله إلا الله ، و أني رسول الله ؟ قالوا : بلى :
قال : إن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله ، و طرفه بأيديكم ، فتمسكوا به ؛ فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدا ."
خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب[/FONT]
محبة الكتاب والسنة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-07, 10:57 PM   #6
العائدة الى الله
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 07-01-2007
الدولة: فضل من الله
العمر: 44
المشاركات: 341
العائدة الى الله is on a distinguished road
افتراضي

اسكتنى كلامك اختى مسلمه لله غير انى ادعو الله ان يرزقنى يوما ان اكون من اهل القران وخاصته
بارك الله فيكى اختى



توقيع العائدة الى الله
[CENTER][COLOR="Indigo"]يقول ابن القيم:

اذا اعتلت ابداننا داويناها بالقرآن
واذا مرضت نفوسنا عالجناها بالقرآن
واذا زلت أخلاقنا قومناها بالقرآن
واذا وهنت عزائمنا قويناها بالقرآن[/COLOR]
..................................

[COLOR="Purple"]وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم ( قال إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين ) رواه مسلم[/COLOR]

بارك الله فيك اختى اليمان[/CENTER]
العائدة الى الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-07, 04:44 PM   #7
اختكم فى الله
~صديقة الملتقى~
افتراضي

الله يباركلك اختى مسلمة للة .موضوع هام اسال الله ان يجعلنا من حفظة القران الكريم وان يرزقنا العمل بة .جزاك الله كل خير اختى
اختكم فى الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أيهما أولى حفظ القرآن أو طلب العلم الشرعي مسلمة لله روضة آداب طلب العلم 31 02-08-16 12:15 PM
نزول القرآن الكريم وتاريخه وما يتعلق به طـريق الشـروق روضة القرآن وعلومه 8 22-12-07 03:50 PM


الساعة الآن 07:05 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .