المساعدة في إنشاء البنوك الربوية

[مُحبة الله]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم المساعدة في إنشاء البنوك؟
كأن يكون شخص يعمل مهندسا في شركة وقد استلمت هذه الشركة مشروعا لإنشاء بنك
فهل يترك هذه الشركة لأجل هذا العمل؟؟
وجزاكم الله خيرا

[زياد عوض]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول وبعد ،
ثبت تحريم الربا وأنَّه من كبائر الذنوب بالكتاب ، والسنة ، وإجماع الأمَّة ، قال الله تعالى : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 275 يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ 276 ) ،( سورة البقرة ) ، وعن جابر رضي الله عنه قال: " لعن رسول آكل الربا ، وموكله ، وكاتبه ، وشاهديه ، وقال هم في الإثم سواء ". رواه مسلم . وقد عدَّه النَّبي في حديث آخر من السبع الموبقات ، وأجمعت الأمَّة على تحريم الربا ، قال الشيخ " ابن عثيمين " : الربا من أعظم الكبائر. وقد ذكر شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في كتابه «إبطال التحليل»، أنَّه جاء من الوعيد في الربا ما لم يأت في أي ذنب آخر سوى الشرك والكفر.
وهو مُجْمَعٌ على تحريمه، ولهذا من أنكر تحريمه ممن عاش في بيئة مسلمة فإنَّه مرتد؛ لأنَّ هذا من المحرمات الظاهرة المجمع عليها . انتهى كلامه من الشرح الممتع .

ولذلك لا يجوز العمل في البنوك الربوية لأنَّ النَّبي لعن آكل الربا ، وموكله ، وكاتبه ، وشاهديه ، ولا العمل في إنشاء البنوك الربوية ، ولا الإعانة على ذلك بوجه من الوجوه ؛ تنفيذا أو إشرافا أو تخطيطا أو غير ذلك ، لما تقرر في الشريعة من تحريم الربا ولعن فاعله وشاهده وكاتبه ، والبنك الربوي مؤسسة تقوم على هذا الربا وترعاه وتنشره وتدعو الناس إليه ، فإنشاء هذا البنك أعظم ولاشك من الوقوع في معاملة ربوية معيّنة ، والقائمون على ذلك معرضون للعقاب الشديد ، وقد قال الله تعالى : " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب " ، ولا شك أنَّ العمل في إنشاء البنوك الربوية من التعاون على الإثم والعدوان الذي نهى الله عنه . والله تعالى أعلم

[مُحبة الله]

جزيت خيرا شيخنا الكريم نعم ما قلت