|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-05-12, 03:48 PM | #1 |
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|طالبة في المستوى الثاني1 بمعهد لعلوم الشرعية| |
ما الفرق بين{وَلاَ يَتَمَنَّونَهُ أَبَداً}..{وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أبدا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم وأنا أحفظ في الربع الثاني من الحزب الثاني من سورة البقرة مرت بي هذه الآية وهي قوله تعالى :{ قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ عِندَ ٱللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ }{وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمينَ }البقرة (94-95) فتذكرت الآية التي في سورة الجمعة وهي قوله تعالى :{ قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ هَادُوۤاْ إِن زَعمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَآءُ لِلَّهِ مِن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }{وَلاَ يَتَمَنَّونَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْديهِمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ }الجمعة (6-7) فقلت في نفسي يا ترى ما الفرق بين {وَلاَ يَتَمَنَّونَهُ أَبَداً}...{ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً }..؟؟ بحثت فوجدت التالي فأرد ت أن تستفيدوا معي لأنه كثيرا ما يحدث خلط بين اللفظين : فأنت تلحظ أن الآية الأولى: بدأت بحرف النفي (لن)، في حين أن الآية الثانية بدأت بحرف النفي (لا). فهل ثمة دلالة لكل حرف من هذين الحرفين؟ نستبق الجواب بالقول: إن التغيير في بناء الجملة القرآنية -وكذلك العربية- لا بد أن يكون لمعنى مراد، وغاية محددة؛ لأن بناء الجمل - حروفاً وكلمات - يحمل دلالة معينة، وهي وإن اشتبهت من حيث الجملة، إلا أنها تفترق عن بعضها في وظائفها الدلالية، وهذا ما نحاول بيانه من خلال الآيتين المشار إليهما أعلاه. أجاب بعض العلماء عن الفرق بين أسلوب الآيتين بأن قال: إن استعمال (لن) لما يُظن حصوله، وهي آكد في النفي، وإن كان زمانه أقصر، وإن استعمال (لا) لما يُشك في حصوله، فقوله تعالى: {ولا يتمنونه أبدا}، جاء بعد حرف الشرط (إن) في قوله سبحانه: {إن زعمتم أنكم أولياء لله} (الجمعة:6)، كأنه قيل: متى زعموا ذلك في وقت من الأوقات، وقيل لهم: تمنوا الموت، فلا يتمنونه أبداً. ولما كان حرف الشرط (إن) لا يختص بوقت دون وقت، بل يعم جميع الأوقات، قوبل بحرف النفي (لا)؛ ليعم ما جُعل جواباً له. ولما فات العموم في قوله تعالى: {قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين} (البقرة:94)؛ بسبب دخول (كان)؛ لكونها لا تدل على الحدث، بل تدخل على الجملة الاسمية، لتقرن مضمون الجملة بالزمان الماضي، كأنه قيل: إن كانت قد وجبت لكم الدار الآخرة عند الله فتمنوا الموت الآن. وكان حرف الشرط (إن) داخلاً على فعل أمده قريب (كان)، جاء في جوابه (لن)، فانتظم الخطاب في الآيتين. وأجاب الرازي عن الفرق بين الآيتين بنحو آخر، فقال: إنه تعالى قال في آية سورة البقرة: {ولن يتمنوه أبدا} وقال في آية سورة الجمعة: {ولا يتمنونه أبدا} أنهم في آية البقرة، ادعوا أن الدار الآخرة خالصة لهم من دون الناس، وادعوا في سورة الجمعة أنهم أولياء لله من دون الناس، والله تعالى أبطل هذين الأمرين، بأنه لو كان كذلك لوجب أن يتمنوا الموت، والدعوى الأولى أعظم من الثانية؛ إذ السعادة القصوى هي الحصول في دار الثواب، وأما مرتبة الولاية فهي وإن كانت شريفة إلا أنها إنما تراد ليتوسل بها إلى الجنة، فلما كانت الدعوة الأولى أعظم، لا جرم بيَّن تعالى فساد قولهم بلفظ (لن)؛ لأنه أقوى الألفاظ النافية، ولما كانت الدعوى الثانية ليست في غاية العظمة، لا جرم اكتفى في إبطالها بلفظ (لا)؛ لأنه ليس في نهاية القوة في إفادة معنى النفي. والأمر المهم هنا، أن القرآن الكريم - على عادته - ذكر في كل موضع ما يناسب الدعوى التي ادعاها يهود، وأبطل كلا الدعوتين بأقوى ما يكون به الإبطال من أسلوب. فتأمل عظمة بيان هذا الكتاب، وقوة أسلوبه في تبيان المراد. موقع مقالات إسلام ويب |
13-05-12, 01:13 AM | #2 |
~نشيطة~
|
حياك الله يا غالية,
دائما تطلين علينا بكل ما هو هادف ومفيد, حفظك المولى وسلمك,,, التعديل الأخير تم بواسطة بشرى التائبة ; 13-05-12 الساعة 01:15 AM |
16-05-12, 09:51 AM | #3 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
الحمد لله
جميل ما سطرت أختي بارك الله فيك يا أم سعد رزقك الله الذرية الصالحة التي تقر بها عينك .. لا تحرمينا جديدك .. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
|° الفرق بين المكْر والكَيْد وبعض الصِّفات °| | بُشريات | روضة اللغة العربية وعلومها | 0 | 13-09-13 07:17 AM |