|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
27-08-10, 01:40 AM | #31 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
بــســــم الــله الـــرحــمـن الـرحــيـــم قــــلـــوب الصــــائـــمـــيـــن محبـــــــــــــــة المؤمنــــــــــــيــــن الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. أما بعــــــــــــد... فإن من العبادات القلبية التي يؤجر العبد عليها .. محبــــــــــة المؤمنيـــــــــن .. بأن يكون بين العبد وبين غيره من المؤمنين مودّة ، يفرح بلقائهم ، ويستبشر برؤيتهم ، ويُسرُّ بوصول الخير إليهم ، ويتعاون معهم .. جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم { ذكر أن رجلاً زار أخا له في قرية أخرى ، فأرصد الله على مدرجته (أي طريقه ) ملكا ، فلما أتى عليه قال الملك : أين تريد ؟ قال :أريد أخا ًلي في هذه القرية ، قال : هل لك عليه من نعمة تردّها إليه ؟ قال: لا ..غير أني أحببته في الله تعالى ، قال : فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبّك كما أحببته فيه }. إن الأخوّة الإيمانية ..تنطلق بين المؤمنين فتجعل بينهم المحبة والألفة ، ومن ثم يوجد بينهم الأخلاق الفاضلة وحسن العشرة وكريم الصحبة ، جاء في مسند أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ المؤمن مألفة ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف } . إن من أسباب انتشار المحبة بين المؤمنين .. أن يفشوا السلام بينهم ، فيسلم المرء على من عرف ومن لم يعرف من المؤمنين ، جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ لا تدخلون الجنة حتى تُؤمنوا ، ولا تُؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟! أفشوا السلام بينكم}. إن من أسباب وجود المحبة بين المؤمنين .. أن يُهدي بعضهم إلى بعض كما في الحديث { تهادَوا تحابّوا } جاء عند الطبراني مرفوعا { ثلاث يصفّين لك ودّ أخيك : تُسلّم عليه إذا لقيته ، وتُوسّع له في المجلس ، وتدعوه بأحب أسماءه إليه } وفيه عن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ إن من عباد الله لأناس ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله .. قالوا : يا رسول الله تُخبرنا من هم ؟ قال : هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها ، فوا لله إن وجوههم لنور ، وإنهم على نور، لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس ، أولئك أولياء الله ، ثم قرأ ]ألا إنَّ أولِيَاءَ اللهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنُون(. جاء في سنن أبي داوود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله } روى الإمام مالك في الموطئ بسند جيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ قال الله عز وجل : وجبت محبتي للمتحابين فيّا ، والمتجالسين فيّا ، والمتزاورين فيّا ، والمتباذلين فيّا ، فالمتحابون يُحبهم الرحمن متى كان تحابهم لله } . محبة المؤمنين لبعضهم .. توجد حلاوة الإيمان في القلب ، كما في الصحيح { ثلاث من كنَّ فيه وجد بهنَّ حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ...} الحديث . إن محبة المؤمنين لبعضهم .. من أسباب كونهم يستظلّون في يوم القيامة ، حيث تدنو الشمس من الرؤوس ،ويلجم العرق بعض العباد كما جاء في الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، وذكر منهم رجلين تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه} ، وفي صحيح مسلم :{ يقول الله تبارك وتعالى يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي .. اليوم أظلّهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي } وفي الترمذي بسند جيد :{ قال الله : المتحابون في جلالي لهم منابر من نور ، يغبطهم النبيون والشهداء } . إن انتشار المحبة الإيمانية والتآلف بين المؤمنين من أكبر نعم الله تعالى على عباده المسلمين ، قال تعالى )واعتَصِمُوا بِحَبلِ اللهِ جَمِيعَاً ولا تَفَرَّقُوا واذكُرُوا نِعمَتَ اللهِ عَلَيكُم إذ كُنتُم أعدَاءً فَألّفَ بَينَ قُلُوبِكُم فَأصبَحتُم بِنِعمَتِهِإخوَانَا ( وقال سبحانه ) وإن يُريِدُوا أن يخدَعُوك فإنَّ حَسبَكَ الله هُوَ الّذِي أيّدَكَ بِنَصرِهِ وبِالمُؤمِنِين وألّفَ بَينَ قُلُوبِهِم لَو أنفَقتَ مَا فِي الأرضِ جَمِيعَاً ًمَا ألّفتَ بَينَ قُلُوبِهم ولَكنَّ اللهَ ألّفَ بَينَهُم إنّهُ عَزيزٌ حَكِيم ( . ولنشر الأخوة والمحبة الإيمانية .. جاءت الشريعة بالترغيب في الأخلاق الفاضلة والأقوال الطيبة ، بل رغّبت الشريعة في الإصلاح بين المتخاصمَين كما قال سبحانه ] لا خَيرَ في كَثِيرٍ مِن نَجواهُم إلا مَن أمَرَ بِصَدقَةٍ أومَعروفٍ أو إصلاحٍ بَينَ النّاس ومَن يَفعَل ذَلِكَ ابتِغَاءَ مَرضَاةِ الله فَسَوفَ نُؤتِيهِ أجرَا ًعَظِيمَا( وقال سبحانه ) فاتَّقُوااللهَ وأصلِحُوا ذَاتَ بينِكُم( . إن نعمة المحبة في الله منّة من الله وهبة منه سبحانه ، كما قال جل وعلا ) واذكُرُوا نِعمَتَ اللهِ عَلَيكُم إذ كُنتُم أعدَاءً فَألّفَبَينَ قُلُوبِكُم فأصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إخوانَا ( قال ابن مسعود :[ كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلمهم هؤلاء الكلمات : اللهم أصلح ذات بيننا وألّف بين قلوبنا ] . إن المحبة الإيمانية .. تزيد في تماسك المسلمين وتآلفهم ، واجتماعهم وقوتهم ، وتجعل بعضهم يعين بعضهم الآخر على الخير ، وبذلك تسلم قلوبهم وتطمئن نفوسهم ، ويرضى عنهم رب العزّة والجلال . إن من مقتضى المحبة الإيمانية .. أن يحب العبد المؤمن أن يصل لإخوانه الآخرين الخير ، كما في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ لا يؤمن أحدكم حتى يُحبَّ لأخيه ما يُحبُّ لنفسه } . إن من أسباب زوال المحبة الإيمانية .. أن يترك المؤمنون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإن بني إسرائيل أول ما وقع فيهم النقص أنه كان الرجل يرى أخاه على الذنب فينهاه عنه ، فإذا كان من الغد لم يمنعه ما رأى أن يكون أكيله وشريبه وخليطه ، فضرب الله قلوب بعضهم ببعض . جاء في الصحيح من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ، لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام } وما ذاك إلا لأن الشيطان حريص على إيجاد العداوة بين المؤمنين ، وإبعاد الأخوة الإيمانية ، وذلك بما يفعله الشيطان من بذل الأسباب المؤدية للبغضاء بينهم ، قال تعالى ) إنّمَا يُرِيدُ الشَيطَانُ أن يُوقِعَ بَينَكُمُ العَدَاوَةَ و البَغضَاءَ فِي الخَمرِ والميسِرِ ويَصُدّكُم عَن ذِكرِ اللهِ وَعَنِالصَلاةِ فَهَل أنتُم مُنتَهُون( وقال سبحانه )وقُل لِعِبَادِي يَقُولُوا التي هِيَ أحسَن إنَّ الشَيطَانَ يَنزَغُ بَينَهُم إنَّالشَيطَانَ كَانَ للإنسَانِ عَدُوّاً مُبِينَا( . جاء في السنن من حديث الزبير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { دبَّ إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء وهي الحالقة ، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين ، والذي نفسي بيده لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أفلا أنبئكم بما يثبّت ذلك لكم أفشوا السلام بينكم } . فمن هنا يجب على المؤمنين أن يستشعروا التقرّب لله جل وعلا بإيجاد المحبة بينهم وبين إخوانهم المؤمنين ، فذلك من أعظم العبادات التي يتقرّب بها المؤمنون إلى ربهم جلّ وعلا ... اللهم اجعل في قلوبنا محبة المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها .. هذا والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .... -- |
27-08-10, 01:43 AM | #32 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
بـــسـم اللــه الـرحــمــن الرحــيـــم قـــلـــوب الصـــــــائــمــــيـــن التــضــرَّع و الخضــوع الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. أما بعـــــــــد.. فإن من الأعمال الصالحة التي تتقرب القلوب بها إلى الله جل وعلا ، وخصوصًا في هذا الشهر المبارك ، شهر رمضــــــــــان ..التضرع والخضوع بين يدي الله جل وعلا .. والمراد بالتضرع.. التدلل لله تعالى والخضوع له ، والانكسار بين يديه محبًة وتعظيمًا ، فإن دين الإسلام مبني على هذا المعنى ، إذ إن تعريف الإسلام هو الاستسلام لله وحده ، فأصل الاستسلام يكون في القلب بالخضوع لله وحده ، وبعبادته سبحانه وحده دون من سواه . ومن هنا ..فإن الناظر في النصوص الشرعية يجد أنها ترغبّ في التضرّع بين يدي الله والإخبات له سبحانه ، فالتضرّع يكون في الدعاء كما قال تعالى ) ادعُوا رَبَّكُم تَضَرُّعًاً وخُفيَة إنَّهُ لا يُحِبُّ المُعتَدِين (والتضرع يكونعند ذكر الله تعالى كما قال سبحانه) وَاذكُر رَبَّكَ فِي نَفسِكَ تَضَرُّعًا وخِيفة وَدُونَ الجَهرِ مِنَ القَولِ بِالغُدُوِّ والآصَالِ وَلا تَكُ مِنَ الغَافِلِين (،وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذهب إلى أداء الصلاة أن يكون متضرّعًا خاضعًا ، وقد ذكر ابن عباس رضي الله عنهما صفة النبي صلى الله عليه وسلم عند ذهابه لصلاة الاستسقاء ، وكان من ذلك أنه يذهب متخشّعًا متخضّعًا متضرّعا .. إن الله تعالى يرسل المصائب للناس لعلهم يخضعون لربهم جل وعلا ، كما قال سبحانه ) وَلَقَد أرسَلنَا إلىَ أمَمٍ مِنقَبلِكَ فَأخَذنَاهُم بِالبَأسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُم يَتَضَرَّعُون فَلَولاَ إذ جَاءَهُم بَأسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكن قَسَت قُلُوبُهُم(وقال سبحانه) قُل مَن يُنَجِيكُم مِن ظُلُمَاتِ البَرِّ والبَحرِ تدعُونَهُ تَضَرُّعًا وخُفيَة لئِن أنجانَا مِن هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَاكِرِينقُلِ اللهِ يُنَجّيِكُم مِنهَا ومَن كُلِّ كَربٍ ثُمَّ أنتُم تُشرِكُون (وقال سبحانه) وَمَا أرسَلنَا فِي قَريَةٍ مِن نَبِي إلا أخذنَا أهلَهَابِالبَأسَاءِ والضَّرَّاءِ لَعَلَّهُم يَضَّرَّعُون (وقال الله جل وعلا مبيناً ًحال أهل الإيمان عند وصول النصوص الشرعيةإليهم) وَليَعلَمَ الّذِينَ أتُوا العِلمَ أنَّهُ الحَقَّ مِن رَبِّك فَيُؤمِنُوا بهِ فَتُخبِتَ لَهُ قُلُوبُهُم وإنَّ اللهَ لَهَادِي الّذينَ آمَنُوا إلىَ صِرَاطٍمُستَقِيم (ويقول سبحانه مُبينًا ثمرات الإخبات إلى الله والخضوع له جل وعلا) إنَّ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواالصّالِحَاتِ وَأخبَتُوا إلَىَ رَبِّهِم أولَئِكَ أصحَابُ الجَنّة هُم فِيهَا خَالِدُون (ويقول جل وعلا) وبَشِّرِ المُخبِتِين (.. قال ابن عباس :[ هم المتواضعون ] وقال غيره : [ المتضرعون ] . الإخبات إلى الله .. يورث الطمأنينة ، والثقة بالله وحسن الظن به سبحانه ، والإخبات إلى الله يقطع تعلّق القلب بغير الله .. ومن مظاهر الخضوع لله والإخبات بين يديه .. الركوع والسجود الّلذان يدلّان على غاية الخضوع لله ، الخاشع المتضرع يسأل الله مسألة المسكين الذليل الذي انكسر قلبه ، وذلّت جوارحه ، وخشع صوته حتى إنه لا يكاد تبلغ ذلّتُه ومسكنته وضراعته إلى أن ينكسر لسانه . ومن أكبر الدواء لما يصيب الإنسان من البلاء .. التضرع لله وحده ، لا سيّما في أوقات الإجابة .. إن قلوب العابدين تُحصّل في أوقات السحر من الرقة والتضرع وحلاوة العبادة ، ما يجعل العبد يحسّ بمخاطبته لربه .. إن العبد المؤمن يحركه إلى التضرع والخضوع لله .. مشاهدة قدرة الله .. واستحضار عظمة الله وغناه .. مع معرفة العبد بشدّة حاجته إلى ربه جل وعلا ، وفقره إليه ، واضطراره لمعونته مع ما لدينا من نقص وتقصير.. إن التضرع بين يدي الله.. يجعل القلب حاضرا ًحال مخاطبتنا مع الله جل وعلا ، قال ابن القيم : [ إذا اجتمع مع الدعاء حضور القلب واجتماعه بكلّيّته على المطلوب ، وصادف وقتا ًمن أوقات الإجابة ، وصادف خشوعا ًفي القلب ، وانكسارا ًبين يدي الرب ، وذلّا ًله وتضرعا ًورغبة ، واستقبل الداعي القبلة وكان على طهارة ، ورفع يديه إلى الله تعالى وبدأ بحمد الله والثناء عليه ، ثم ثنّى بالصلاة على محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم قدّم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار ، ثم دخل على الله وألحّ عليه في المسألة ، وتملّقه ودعاه رغبة ورهبة ، وتوسّل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده ، وقدّم بين يدي دعاءه صدقة ، فإن هذا الدعاء لا يكاد يُردُّ أبدا ولا سيما إن كان الدعاء بالأدعية المأثورة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والتي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها متضمنة للاسم الأعظم ] . في الدعاء من الفائدة .. التضرع بين يدي الله جلّ وعلا ، وذلك منتهى العبادات ، فالدعاء يرد القلب إلى الله بالتضرع والاستكانة ، ولذلك كان أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، لأن الدعاء يرد القلوب إلى الله بالاستكانة والتذلل . إن ترغيب الشارع في إخفاء بعض العبادات لتكون أعظم في التضرع بين يدي الله ، وأقرب إلى حضور القلب مع الله ، وأبعد عن الرياء والمباهاة ، وأعون على تدبر معنى ما يدعو به الإنسان أو يذكر به ربه ، فيكون ذلك سببا ًمن أسباب علوّ درجته في دنياه وأخراه . أسأل الله جل وعلا أن يجعلنا وإياكم من المتضرعين بين يدي الله في كل حين .. كما أسأله جل وعلا أن يصلح قلوبنا ، وأن يجعلها متعلقة بالله جل وعلا .. هذا والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..... |
27-08-10, 01:46 AM | #33 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
بسم الله الرحمن الرحيم قلوب الصائمين السكينة والطمأنينة الحمد لله ينزل الطمأنينة في قلوب المؤمنين ..فتسعد قلوبهم بأمر الله وتسكن نفوسهم لقدر الله .. والصلاة والسلام على محمد ابن عبد الله ، الذي تتجلجل الأرض حوله وهو مطمئن ساكن القلب بفضل الله ونعمته عليه ورحمته به.. أما بعد .. فإن من القربات والأعمال الصالحات والنعم المجزيات ، التي تتصف بها القلوب المؤمنة الصائمة صفة السكينة والطمأنينة .. والسكينة هي طمأنينة القلب مع اختلاف الأحوال ومشاهدة الأهوال .. فالسكينة ثبات المرء عند نزول المحن المقلقة والأمور الصعبة التي تشوّش القلوب وتزعج العقول وتضعف النفوس ، بحيث يبقى القلب ثابتا ًمستمرًّاً في إقامة أمر الله ، لا يشغله أمر عن ذلك ، بحيث أنه تشغله ملاحظة وعد الله بنصر أولياءه عن شدّة ما هو فيه من ألم وخوف .. السكينة هي الطمأنينة والوقار.. والسكون الذي ينزله الله في قلب عبده عند اضطرابه حال شدّة خوفه ، فلا ينزعج بعد ذلك لما يرد عليه مما يوجب زيادة الإيمان وقوة اليقين والثبات .. إذا نزلت السكينة على القلب اطمئن بها وسكنت إليها الجوارح ، وخشعت واكتسبت الوقار ، وأنطقت اللسان بالصواب والحكمة ، وحالت بينه وبين قول الخنا والفحش ، واللغو والهجر،وكل باطل .. إذا ترحّلت السكينة زال السرور ، وابتعد الأمن وفارق المرء الراحة .. السكينة منّة من الله ، ونعمة من رب السماوات والأراضين كما قال سبحانه ( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً )الفتح: ٤ وقالالأنفال: (إِذ يُوْحِي رَبُّك إِلَى الْمَلَائِكَة أَنِّي مَعَكُم فَثَبِّتُوا الَّذِيْن ءَامَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوْب الَّذِيْن كَفَرُوَا الْرُّعْب فَاضْرِبُوْا فَوْق الْأَعْنَاق وَاضْرِبُوْا مِنْهُم كُل بَنَان) ِ وقال:( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) الفتح 18 وقال تعالى : (فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ )الفتح: ٢٦ وقال سبحانه ممتناً على المؤمنين: (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ(آل عمران: ١٢٦.. انظر إلى حال أهل الكهف الذين قال الله عنهم: (وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ )الكهف: ١٤ أي ثبتنا قلوبهم بالطمأنينة والسكينة حتى يطمئنوا ، فلا ينجزعوا ولا يخافوا من الناس ، وحتى يصدعوا بالحق ، وحتى يصبروا على فراق الأهل والنعيم عند فرارهم بدينهم ، في غار،و جبل لا أنيس فيه ولا ماء به ولا طعام ، ولا يخفى عليك خبر الهجرة حيث خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وهما وحيدان أعزلان ، لا سلاح معهما ، يدخلان الغار ، وقريش بكمالها وما لديها من عدد وعُدّة يقفون على ذلك الغار ، بقلوب حانقة وسيوف مُسلّه وآذان مرهفة ، فيقول أبوبكر الصدّيق :[ لو نظر أحدهم تحت نعليه لأبصرنا ، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو في غاية الطمأنينة ومنتهى السكينة : ما بالك باثنين الله ثالثهما ].. وأعجب من ذلك في يوم بدر ..تأتي قوى الشر في خُيلائها وتكبّرها وعُدّتها وعتادها ، وأمامهم جند الله في قلّة من العدد وقلّة من السلاح ، فتنزل الطمأنينة على المؤمنين ويعقبها النصر المبين في تلك المواطن الخطيرة .. هناك مواطن ورد في الشرع تأكيد الأمر بالسكينة فيها ، ومنها : 1-حال المشي إلى الصلاة.. كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وانتم تسعون ، وأتوها تمشون وعليكم السكينة ، فما أدركتم فصلّوا وما فاتكم فأتمّوا }. ومن ذلك أثناء حال أداء الصلاة .. ففي صحيح مسلم من حديث جابر ابن سمُرة مرفوعا :{ أسكنوا في الصلاة} .. 2-ومن ذلك في مشاعر الحج ، قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد خروجه من عرفة في الحج :{ أيها الناس السكينة.. السكينة ، قال جابر : ففاض رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه السكينة ، وأمرهم بالسكينة } 3-قال الإمام مالك:[ على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية ] . 4-السكينة والطمأنينة نعمة من الله للعبد في أوقات الشدائد التي تطيش لها الأفئدة ، وتكون الطمأنينة على حسب معرفة العبد بربه ..وثقته بوعده الصادق بنصر أولياءه ، وبحسب إيمانه وشجاعته .. من أسباب تنزّل السكينة : 1-الاجتماع في طلب العلم وإقراء القرءان .. ففي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة ، وحفّتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده }. 2-ومن أسباب تنزّل السكينة في القلوب قراءة القرءان فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :{ تلك السكينة تنزّلت للقرءان } . 3- ومن أسباب السكينة الدعاء .. فقد جاء في الأثر أن الصحابة دعو [ فانزلن سكينة علينا ، وثبت الأقدام إن لاقينا] فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يردد هذه الكلمات في يوم الأحزاب مع الصحابة فنصرهم الله على عدوّهم ، وثبّت قلوبهم . 4-ومن أسباب الطمأنينة ..الإكثار من ذكر الله كما قال: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد:28) 5-ومن أسباب تحصيل الطمأنينة .. ورع الإنسان عن المشتبهات ، ففي الحديث :{ البر ما سكنت إليه النفس واطمئن إليه القلب } وفي الآخر { البر ما اطمئن إليه القلب وسكنت إليه النفس ، والآثم ما حاك في صدرك وتردّد في قلبك وإن أفتاك الناس }. 6-من أسباب تحصيل الطمأنينة.. الصدق كما في الحديث ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ الصدق طمأنينة والكذب ريبة }.. 7-إن طاعة المرء لربّه ومسارعته في الاستجابة للوعظ من أسباب السكينة والطمأنينة ، فإذا سمعت داعيا ًيدعو إلى الله فاستجب له ، واستمع لكلامه ، وامتثل لتوجيهه ، يثبّتك الله كما قال تعالى:(وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً (66) وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيماً (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً (68 وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً (69)النساء: ٦٦ - ٦٩ ما أعظم أجر المطمئن ، اسمع لقول تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)الفجر: ٢٧ - ٣٠ وفي مقابل هؤلاء يزيل الله عن بعض العباد أمن القلوب ، ويرفع عنهم الطمأنينة ، ويمنع عنهم السكينة ، كما قال (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ )الحشر.2. اللهم يا حي يا قيّوم ..أنزل السكينة والطمأنينة في قلوبنا .. هذا والله أعلم ..صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .... التعديل الأخير تم بواسطة طالبة الرضوان ; 27-08-10 الساعة 02:01 AM |
27-08-10, 01:50 AM | #34 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
بســـم اللــــه الرحـمــن الــرحـيــــم قــلــــــــوب الصـــائـمــيــــــن الخــشــــــــــــوع الحمد لله عـظيــــم الشأن .. تخشع القلــــوب لعظمـــته ..وتذلّ الجوارح لسطوتــه..والصــلاة والســلام على رســـــــول الله.. أما بـعـــــــد.. فإن من أعظم عبادات قلوب الصائمين وغيرهم .. الخشــــــــوع لله ، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : { اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع } .. الخشــــــوع .. قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل ، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن من صفات المؤمنين الخشوع . الخشــــــوع .. خضوع القلب و طمأنينته وسكونه لله ، وانكساره بين يدي الله ، ذُلّاً وافتقارا ، وإيماناً به وبلقائه . الخشــــــوع.. معنىً يلتئم من التعظيم والمحبة والذل والانكسار ، أجمع العارفون على أن الخشــوع محلّه القلب ، وثمرته على الجوارح , وهي التي تُظهره . الخشــــــوع .. اتصاف القلب بالذلّة والاستكانة ، والرّهب بين يدي الرب ، جاء في حديث ابن عمر في تفسير قوله تعالى ) الّذِينَ هُم فِي صَلاتِهِم خَاشِعُونَ ( قال : [كانوا إذا قاموا في الصلاة .. أقبلوا على صلاتهم ، وخفضوا أبصارهم إلى موضع سجودهم ، وعلموا أن الله يُقبِلُ عليهم ، فلا يلتفتون يميناً ولا شمالا ] . قال الحسن البصري :[ كان خشوعهم في قلوبهم ، فغضّوا لذلك أبصارهم ، وخفضوا لذلك الجناح ] ، وقال قتادة :[ الخشــوع في القلب ..هو الخوف وغض البصر في الصلاة ] . الخشـــــــوع .. هو السكون والطمأنينة والتؤدة والوقار والتواضع ، والحامل عليه الخوف من الله تعالى ومراقبته. ويتضمّن الخشـــــوع معنيين : أحدهما التواضع والذل ، والثاني السكون والطمأنينة . ولذلك فإن الخشـــوعيستلزم لين القلب المنافي للقسوة ، فخشوع القلب يتضمّن عبودية الله ، وطمأنينة القلب بالله ، ولهذا كان الخشوع في الصلاة يتضمّن التواضع والسكون . الخشـــــــوع .. حالة في القلب تنشأ من الخوف والمراقبة ، والتذلل لعظمة المولى ، ويظهر اثر الخشـــوع على الجوارح بالسكون والإقبال على الله تعالى ، وعدم الالتفات إلى غيره مما يورث البكاء والتضرع . أثنى الله على الخاشعين في صلواتهم ، فقال سبحانه ) إنَّ الّذِينَ أوتُوا العِلمَ من قَبلِهِ إذا يُتلَى عَلَيهِم يَخرُّونَ لِلأذقَانِ سُجَّداً0وَيَقُولُونَ سُبحَانَ رَبِّنَا إن كَانَ وَعدُ رَبِّنَا لَمَفعُولا0 وَيَخِرُّونَ لِلأذقَانِ يَبكُونَ ويَزِيدُهُم خُشُوعَا ( . قال في السراج الوهاج :[ الخشـــوع في الصلاة لين القلب ، وكفُّ الجوارح ، فيستحضر المصلي أنه واقف بين يدي ملك الملوك يناجيه ، وأنه ربما ردَّ صلاته ولم يقبلها ]. الخشــــــوع .. هو روح الصلاة ، وبه يتفاوت أجرها كما ثبت في الحديث :{ أن الرجل يصلي ..فيكون له من صلاته نصفها ، ثلثها ، ربعها ....} الحديث ، وما ذاك إلا لتفاوت المصلين من جهة الخشوع وحضور القلب ، وقطع النظر عن ما سوى الله جلَّ وعلا . وإذا كانت الجبال تخشع من خشية الله ، فكيف بابن آدم ؟!! ، قال تعالى]لَو أنزَلنَا هَذَا القُرءَانَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأيتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِن خَشيَةِ اللهِ وَتِلكَ الأمثَالُ نضرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعلَّهُم يَتَفَكَّرُونَ [ .. الخشـــــــوع.. من صفات الأنبياء ، كما قال سبحانه] إنَّهُم كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الخَيرَاتِ ويَدعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وكَانُوا لَنَا خَاشِعِين [. الفلاح والنجاح معلّق على الخشــــــوع في الصلاة .. قال تعالى ) قَد أفلَحَ المُؤمِنُون الّذينَ هُم فِي صَلاتِهِم خَاشِعُون ( ، وقد عدَّ الله الخشوع من صفات اللذين أعد الله لهم مغفرة وأجرًا عظيما في قوله ) والخَاشِعِينَ والخَاشِعَاتِ ( . أنبياء الله وأولياءه يتصفون بصفة الخشــــوع ، قال تعالى ) إنَّهُم كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الخَيرَاتِ وَيَدعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِين . ( عاب الله على أولئك اللذين لا يخشعون .. فقال سبحانه] ألَم يَأنِ لِلَذِينَ ءَامَنُوا أن تَخشَعَ قُلُوبُهُم لِذِكرِ اللهِ ومَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ ولا يَكُونُوا كَالّذِينَ أوتُوا الكِتَابَ مِن قَبلُ فَطَالَ عَلَيهِمُ الأمَدُ فَقَسَت قُلُوبُهُم وَكَثِيرٌ مِنهُم فَاسِقُونَ( . الخاشعـــــــون تسهل عليهم الطاعات، كما قال سبحانه)واستَعِينُوا بِالصَّبرِ والصَّلاةِ وَإنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إلا عَلَى الخَاشِعِينَ( وذلك لأن الخشوع وخشية الله ورجاء ما عنده يوجب للعبد أن يفعل الطاعة ، منشرحًا صدره بما يترتب على ذلك من ثواب عظيم . الخشــــــــوع في الصلاة .. سبب لتكثير الأجر الحاصل بها ، وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيُحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفّارة لما قبلها من الذنوب ما لم يأتي كبيرة وذلك الدهر كله }، وفي السنن { مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم الخاشع الراكع الساجد } . الخشــــــــوع في الصلاة .. حضور قلب المصلي بين يدي الله ، مستحضرًا لقربه ، فيسكن لذلك قلبه وتسكن حركاته ، ويقل التفاته ، ويستحضر معاني ما يقوله ويفعله في صلاته ، فتنتفي عنه الوساوس .. التعظيم لأمر الله يكون في الخشــــوع والتواضــع .. وذلك أصل التقوى وأصل الرحمة لعباد الله بالإحسان إليهم ، وهذان هما حقيقة الصلاة والزكاة ، فإن الصلاة متضمنة للخشوع لله ، والعبودية له والتواضع والذل له ، وليس كل من صلّى ببدنه يكون قلبه منوّرًا بذكر الله والخشوع وفهم القرءان ، وإن كان يثاب على صلاته ، ويسقط عنه الفرض في أحكام الدنيا ، وكل من خشع قلبه ..خشعت جوارحه . فيا أيُّهَا المؤمــــــــــــن .. إذا أردت الخشـــــوع ، فأسأل الله أن يُعطيك إياه ، والتزم بآداب العبادات لتخشع فيها ، فإذا قرأت فالتزم بآداب قراءة القرءان ، وإذا صليت فالتزم بأحكامها وآدابها ، وإذا دعوت فالتزم بآداب الدعاء لتخشع فيه . ومن أسباب الخشـــــوع .. استحضار العبد أنه بين يدي ربه مع تفكّره في معاني ما يقرأه ، مع اجتنابه ما يشغله .. إذا أردت أن تعرف هل في قلبك خشـــــــوع لله ؟!! فانظر إلى قلبـــــــــــك عند ذكر الله وسماع آيات القرءان ،هل يوجل قلبك لذكر الله وهل يخاف ، قال الله تعالى )اللهُ نَزَّلَ أحسَنَ الحَدِيثَ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقشَعِرُّ مِنهُ جُلُودُ الّذِينَ يَخشَونَ رَبَّهُم ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُم وَقُلُوبُهُم إلى ذِكرِ اللهِ ( ، وصــــــــــوم رمضـــــان يُفرِغ القلــب للخشــــــوع لله .. وشهـر رمضـــان موسم للصلاة التي يعظم أجرها ويبقى أثرها بحصول الخشـــــــوع فيها .. وشهـر رمضـان موسم للدعاء الذي يُستجاب للخاشع فيه . هذا والله أعلم ... وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... تــــــــــــــــم بحمــــــــــــــد الله |
27-08-10, 02:08 AM | #35 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
الحمد لله الذي منّ علينا باكتمال سلسلة قلوب الصائمين ،ونسأل الله أن ينفعنا بها ،وأن يجزي عنا شيخنا العلامة : سعد الشثري خير الجزاء وأن يضاعف له الأجر والمثوبة آمين .. ونسأل الله عز وجل أن يجزي خيراً من قام بتفريغها،وأن يجعله مباركا أينما كان آمين.. التعديل الأخير تم بواسطة طالبة الرضوان ; 14-09-10 الساعة 06:03 PM |
01-06-15, 11:58 AM | #36 |
|تواصي بالحق والصبر|
|
رائع جدا .. أسأل الله ان يبارك فيكِ ويعلي قدركِ
وأن يبارك في الشيخ الفاضل/ سعد الشثري وينفع بعلمه حاولت جاهدة أن أحصل على رابط السلسلة صوتيا، فوجدت الروابط منتهية من يتيسر لها من أخواتي الكريمات الوصول إليها فلترفقه لنا ، كتب الله لها الأجر. |
02-06-15, 10:01 PM | #37 |
طالبة بمعهد خديجة - رضي الله عنها -
تاريخ التسجيل:
20-04-2015
المشاركات: 199
|
مادة طيبة ماشاء الله
بارك الله فيك و جزاك خيرا و بارك الله في شيخنا و نفع يعلمه |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
وماذا بعد رمضان ؟؟ | رقية مبارك بوداني | روضة الفقه وأصوله | 4 | 20-08-13 08:16 AM |