العودة   ملتقى طالبات العلم > ๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑

الملاحظات


๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ 1427-1430 هـ

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-02-07, 01:38 PM   #31
أم مجاهدالإماراتية
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 23-08-2006
الدولة: بعيدة عن الوطن
المشاركات: 308
أم مجاهدالإماراتية is on a distinguished road
افتراضي

طيب إن شاء الله

بدأت



توقيع أم مجاهدالإماراتية
(فـيا من آنس من نفسه علامة النبوغ والذكاء لا تبغ عن العلم بدلا ً، ولا تشتغل بسواه أبداً ، فإن أبيت فأجبر الله عزاءك في نفسك، وأعظم أجر المسلمين فـيك، مــا أشد خسارتك، وأعظم مصيبتك)..الشيخ عبدالسلام برجس -رحمه الله-
أم مجاهدالإماراتية غير متواجد حالياً  
قديم 23-02-07, 03:23 PM   #32
مُحبة العلم
~مشارِكة~
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحبيبة أم اليمان
من المفترض أن العشر دقائق الثانية من نصيبي أنا حسب ما وزعتي و ليس لنور العلم
لعله سبق قلم، فقط أردت التوضيح. و قد انتهيت منها و لله الحمد فقط دقائق لأقوم بتنسيقها.

و بالنسبة لاقتراحاتكن:
بخصوص المكوث بالغرفة الصوتية بعد الدرس فهذا صعب جداًَ لأكثر من سبب
فالدرس ينتهي عندنا في منتصف الليل فلا يمكن الزيادة عن ذلك. ثانياً لأنني أم لصغار فبالكاد أستطيع الهروب منهم مدة الدرس (: و الزيادة بعد ذلك تكون صعبة جداً.
مُحبة العلم غير متواجد حالياً  
قديم 23-02-07, 03:36 PM   #33
مُحبة العلم
~مشارِكة~
افتراضي

فالمصنف يدعو للقارئ أن يكون مباركاً في عمره و عمله و في وقته و في علمه و أن يكون نافعاً للعباد حيثما نزل و حيثما حل.و هذا فضل عظيم و كبير و جليل لمن حصل له، لأن من بورك له في وقته شغله بطاعة الله و لم يضيعه، و استغله فيما يعود عليه بالنفع.
و من بورك له في علمه نفعه الله به و نفع به العباد. و لذلك قال عيسى {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} (31) سورة مريم. إن من بورك له في وقته فهو الموفق فنسأل الله عز و جل أن يبارك لنا في أوقاتنا و في أعمالنا.

و المراد بالبركة هنا البركة السببية و ليست ذاتية، لأنه ليس هناك أحد مبارك بركة ذاتية إلا الرسول صلى الله عليه و سلم. فإن الصحابة كانوا يتبركون بأبعاضه كأظفاره أو ثيابه.و إن أعظم من بورك له في وقته الحبيب صلى الله عليه و سلم
ننظر...
يوم الفتح وقت المعركة وقت حرب معركة كبيرة و الرسول عليه الصلاة و السلام قائد أمة و مع ذلك من بركة وقته يصلي الضحى ثمان ركعات. إن هذا لا شك من بركة وقته عليه الصلاة و السلام.
لأن بعض الناس لو يُشغل شغل قليل ترك كثير من العبادات قال "أنا مشغول أن مرتبط"، و بعض الناس يوفق له في عمره و في عمله، فهذا النبي عليه الصلاة و السلام معنا قائد أمة و قائد معركة، و معروف للجميع أن القائد يكون مشغول جداً جداً و مع ذلك يجد وقت ليصلي الضحى ثمان ركعات.

نعم و ممن بورك له في وقته و عمره الإمام النووي رحمه الله. فلم يتجاوز عمره الخمس و الأربعين و مع ذلك ألف مؤلفات عظيمة مع قصر حياته. بل كان عند في اليوم الواحد اثني عشر درساً كما ذُكر ذلك في ترجمته.

فينبغي على الإنسان أو من أراد أن يبارك له في وقته فعليه بالإخلاص فهو أساس الأعمال و أساس القبول و أساس رفعتها عند الله عز و جل و الإخلاص هو أعظم العبادات و أجلها.
ثانياً: دعاء الله بذلك (اللهم اجعلني مباركاً)، كان من دعاء بعض السلف لبعض: (أسأل الله أن يجعلك مباركاً).

قال المصنف: وَأَنْ يَجْعَلَكَ مِمَّنْ إِذَا أُعْطِيَ شَكَرَ، وَإِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ، وَإِذَا أذَنبَ اسْتَغْفَرَ. فَإِنَّ هَؤُلاءِ الثَّلاثُ عُنْوَانُ السَّعَادَةِ.

أيضاً من دعاء المصنف للقارئ و الطالب أن يجعله ممن إذا أعطي شكر و إذا ابتلي صبر و إذا أذنب استغفر فإن هؤلاء عنوان السعادة.

لماذا هذه الثلاث عنوان السعادة؟
الجواب: لأن الإنسان في هذه الدنيا لا ينفك عن حال من هذه الحالات الثلاث. إما أن يعطى و إما أن يبتلى و إما أن يذنب و يقع في الذنب. فإن قام بوظيفة كل حالة فهو السعيد لأنه حقق عبودية الله عز و جل فيها.
لأن الإنسان إما أن يكون في نعمة، فما هي وظيفة هذه النعمة؟ ما هو واجبه تجاه هذه النعمة؟ شكرها و القيام بشكرها.
و إما أن يقع في ذنب و لا يسلم أحد من الذنوب، فما هو الواجب على من وقع في ذنب؟ الواجب عليه أن يستغفر ربه و أن يتوب و أن يعود إلى الله عز و جل.
و إما أن يكون في محنة و بلية و مصيبة، فما هو موقف المسلم إذا أصيب ببلاء أو مصيبة؟ موقفه الصبر و الاحتساب-احتساب الأجر عند الله-.
فلذلك صارت هذه الثلاث من أعظم أسباب السعادة لأنه حقق العبودية لله على كل أحواله و هكذا المؤمن حقاً يسعى في رضى الله و تحقيق عبوديته على أي حالة يمر بها في حياته.
نعم واضح؟ ما السبب في أن هذه الثلاث هي أسباب السعادة؟
طيب نمر عليها سريعاً بشيء من التفصيل.

السبب الأول: إذا أعطي شكر نعم من أسباب السعادة أن يشكر الإنسان ربه على نعمه العظيمة الجليلة.
و الشكر تعريفه له أركان ثلاث من أراد أن يحقق الشكر لازم يحقق هذه الأركان، يكون بالقلب و يكون باللسان و يكون بالجوارح.
بالقلب: ما معنى الشكر بالقلب؟ هو إيمان القلب بأن النعمة من الله تعالى و أن له المنة في ذلك و أنه فقط سبب. أن النعمة و المنة من الله تبارك و تعالى هذا شكر القلب.
باللسان: التحدث بنعمة الله اعترافاً لا افتخاراً.
بالجوارح: الشكر بالجوارح القيام بطاعة المنعم. أن يطيع الله عز و جل بهذه الأعضاء. أعطاك اللسان تطيع الله في اللسان، أعطاك الأرجل تطيع الله في الأرجل، أعطاك الأيدي تطيع الله في الأيدي.

و لذلك جاء في الحديث في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه و سلم (كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه) فقالت له عائشة: (لم تفعل ذلك و قد غفر الله لك ما تقد من ذنبك و ما تأخر؟) قال: (أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً؟)
هذه أركان الشكر و من حققها فقد حقق الشكر. يقول الشاعر:
أفادتي منكم النعماء ثلاثة****** يدي و لساني و الضمير المحجبا
ذكر ثلاث أركان:
يدي: يعني الجوارح، لساني: القول بالثناء على الله بالنعمة، الضمير المحجبَ: الاعتقاد.
و الله عز و جل يُذكِّر عباده بنعمه عليهم و يدعوهم إلى تذكرها كما قال تعالى {وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ} (103) سورة آل عمران، و قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} (9) سورة الأحزاب.

و الشكر له فضائل و ثمرات نمر عليها سريعاً
أولاً: أن الله أمر به قال تعالى: { كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (172) سورة البقرة و قال تعالى: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ} (66) سورة الزمر.
ثانياً: الثناء على الشاكرين و أن الشكر سبيل رسل الله و أنبيائه كما قال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } (120-121) سورة النحل، و قال تعالى: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} (3) سورة الإسراء.
ثالثاً: أن الشكر نفع للشاكر نفسه قال: { وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ} (12) سورة لقمان، و قال تعالى: {سَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} (144) سورة آل عمران. فالمستفيد أولاً و أخيراً من هو؟ الشاكر فإن الله يثيبه و يزيد نعمه فالمستفيد هو الشاكر. فالله عز و جل ليس بحاجة إلى طاعاتنا، فلا تنفعه طاعة الطائعين و لا تضره معصية العاصين.
رابعاً: أن الشكر مانع من العذاب كما قال تعالى: {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ} (147) سورة النساء.
خامساً: أن الشكر سبباً لزيادة النعم و بقائها كما قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمٌْ} (7) سورة إبراهيم.
سادساً: و أيضاً الصفوة المختارة و عباد الله الصالحين يسألون الله أن يوزعهم أن يوفقهم لشكر النعم كما قال تعالى عن سليمان: {وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ} (19) سورة النمل.
سابعاً: أن الشاكرين قليل و هذا دليل على أن من شكر فهو من هؤلاء القلة و غالباً القلة هم الأفضل و الأعظم قال تعالى: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (13) سورة سبأ.

كيف نحقق الشكر؟
أولاً: سؤال الله ذلك، نعم، بأن يوفقنا لشكره و نتضرع بذلك، كما قال الله عن سليمان: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ} (19) سورة النمل. و النبي صلى الله عليه و سلم معاذ فقال له -كما مر قبل قليل في الدعاء- أن يقول دبر كل صلاة: (اللهم أعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك)

ثالثاً: أن ينظر إلى من هو دونه في أمور الدنيا، ينظر للفقراء و من هم أقل منه، فإذا فعل ذلك استعظم ما أعطاه الله. و لذلك قال صلى الله عليه و سلم: (انظروا إلى من هو أسفل منكم و لا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم).
نعم أحسن شيء لمن أراد أن يشكر نعمة الله أن يجالس الفقراء أن يجالس المساكين أن يجالس المرضى أن يجالس من هو أقل منه. إن من يجالس الأغنياء فإنه لن يرى نعمة الله عليه، فيقول (فلان سيارته أحسن من سيارتي، بيته أحسن من بيتي، وظيفته أحسن من وظيفتي، ماله أكثر من مالي) نعم فلذلك من أراد أن يحقق الشكر فلينظر من هو أقل منه.
مُحبة العلم غير متواجد حالياً  
قديم 23-02-07, 04:08 PM   #34
أم اليمان
~ ما كان لله يبقى ~
افتراضي

نعم ما انتبهت أختي محبة العلم، اعتذر إليك
واعتذر لك أختي نور العلم
الآن أم مجاهد ماذا حدث معك ؟



توقيع أم اليمان
.....
قال نبينا -عليه الصلاة والسلام - : إذا دخل أهل الجنة الجنة ، يقول الله تبارك وتعالى : تُريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تُبَيِّض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة ، وتنجينا من النار ؟ قال : فيكشف الحجاب ، فما أعطوا شيئا أحبّ إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل . رواه مسلم .
.....
أم اليمان غير متواجد حالياً  
قديم 23-02-07, 04:10 PM   #35
أم مجاهدالإماراتية
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 23-08-2006
الدولة: بعيدة عن الوطن
المشاركات: 308
أم مجاهدالإماراتية is on a distinguished road
افتراضي

نعم انتهيت ، والآن أضعه.. (( من الدقيقة 20:28 إلى 31:03))..

ثواني فقط ..
أم مجاهدالإماراتية غير متواجد حالياً  
قديم 23-02-07, 04:30 PM   #36
أم مجاهدالإماراتية
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 23-08-2006
الدولة: بعيدة عن الوطن
المشاركات: 308
أم مجاهدالإماراتية is on a distinguished road
افتراضي

فيا ترى هل حققنا الشكر؟؟
هل حقق الشكر من يتعامل بالربا..؟؟
هل شكر الله من يشرب الخمور بالليل والنهار؟؟
هل شكر الله من أدخل الدشوش على بناته وأولاده والقنوات االفضائية الساقطة؟
هل شكر الله من ينامون عن الصلوات وخاصة صلاة الفجر ولا يصلونها إلا بعد طلوع الشمس؟
يقومون للدوام ولا يقومون للصلاة..
هل شكر الله من أحب ووالى أعداء الله من اليهود والنصارى ومن المشركين والكافرين ، يحبهم ويقربهم ؟؟


نعم الله عزوجل علينا نعيش في أمن وأمان نعيش في صحة في توفيق وقليل منا الشاكر ، تضييع للأوقات ، وغيبة ونميمة ، وربا ورشوة وزنا وخمور وتضييع للأمانة في العمل ومع الذرية...إلى غير ذلك...نعم إنه يخشى علينا أن تذهب هذه النعم.

ثانياً :من أسباب السعادة : ((وإذا ابتلي صبر))

معروف أن الإنسان يجب عليه إذا أصيب بمصيبة أو محنة وغيرها من الابتلاءات كالأمراض والأسقام والديون وغيرها الواجب عليه الصبر ، فإن صبر فقد حقق ما يجب عليه من الأمر بالصبر عند حدوث المصائب.

قال تعالى : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص ٍ من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين).

وقال تعالى : ( واستعينوا بالصبر والصلاة ).

ويقول –صلى الله عليه وسلم- : ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد ٍ إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له).
ويقول صلى الله عليه وسلم : ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) رواه الترمذي .

وفي الحديث أيضاً يقول صلى الله عليه وسلم : ( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة ) رواه الترمذي.


والبلاء والبلايا والمصائب التي تصيب العبد لها فوائد:

أولاً : لينال أجر وفضل الصابرين ، فإنه كما سبق لنا في الأصول الثلاثة أن للصبر فضائل والصابر له فضل،


فمن فضائل الصبر:

1- معية الله قال تعالى : ( إن الله مع الصابرين).
2- وأن الله يحبهم كما قال تعالى : ( إن الله يحب الصابرين) .
3- ولهم أجر عظيم كما قال الله تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
4- وأيضاً دخول الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم - : ( ما لعبدٍ مؤمن إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة ) ، وصفيه : أي حبيبه من أب أم أزوجة أوغيرها، وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبرعوضته منهما الجنة ) يعني : عينيه.

ثانياً : المصائب تكفير للسيئات ورفع للدرجات كما قال صلى الله عليه وسلم : ( ما يصيب المسلم من نصبٍ ولا وصب ٍ ولا هم ٍ ولا غم ٍ حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ) ، وسبق قبل قليل الحديث : (ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة).


ثالثاً: البلاء يقطع قلب المؤمن من الالتفات إلى المخلوق ، فيتجه القلب إلى الله لا إلى المخلوق ، فيتضرع.

رابعاً : تذكير العبد بذنوبه وربما تاب ورجع.

خامساً: زوال قسوة القلب، وانكساره لله ، فإن ذلك أحب إلى الله من كثير من طاعات الطائعين.


فمن لم يصبر على البلاء فليس بسعيد لأنه لم يحقق عبودية الله في بلائه التي هي الصبر.

قال : ( وإذا أذنب استغفر)

هذه سبب من أسباب السعادة كما ذكرها المؤلف ، وهي من علامات التوفيق أن الإنسان كلما وقع في ذنب ٍ استغفر وتاب من ذلك الذنب، وهذا هو الواجب على المسلم ، الذي وقع في ذنب ٍ أن يتوب وأن يستغفر ربه من ذلك الذنب.

قال الله تعالى : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله).

وقال الله تعالى : (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) .

وها هو الخليل يقول : ( والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين).

وفي الحديث القدسي : ( يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب ، فاستغفروني أغفر لكم).

فالإنسان يقع في الذنوب، وكل ابن آدم خطاء لكن خيرهم من يستغفر ويتوب ويرجع، فمن لم يستغفر ويتب من ذنبه، فهو خاسر شقي ظالم لنفسه، الدليل قول الله تعالى: ( ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون).


والاستغفار له فوائد:

أولاً: تكفير السيئات ورفع الدرجات، كما قال الله تعالى: ( ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً )

وفي الحديث : ( فاستغفروني أغفر لكم).

ثانيا ً: سبب لسعة الرزق ، كما قال نوح ٌ لقومه : ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ً ، يرسل السماء عليكم مدراراً ، ويمددكم بأموال ٍ وبنين ، ويجعل لكم جنات ٍ ويجعل لكم أنهاراً ).

ثالثاً : سبب لدفع المصائب ، قال تعالى : ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) .

رابعاً : سبب لبياض القلب ، كما قال صلى الله عليه وسلم : (إن المؤمن إذا أذنب ذنباً كانت نكتة سوداء في قلبه ، فإن تاب واستغفر صقل قلبه ) رواه أحمد.

خامساً: سبب لمحبة الله ، قال تعالى : ( إن الله يحب التوابين).


قال المصنف رحمه الله : ( اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم ، أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين كما قال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).

اعلم أرشدك الله:

اعلم : كلمة يؤتى بها للتنبيه والاستعداد لما يلقى بعدها من الكلام .
أرشدك الله : دعاء له أن يرشده الله، وأن يهديه وأن يسدده.
لطاعته: الطاعة فعل الأمر وترك النهي.

والدعاء من المصنف، وهذه عادة المصنف في مؤلفاته يدعو للقارئ، وهذا من حرصه ورفقه بالقارئ وهكذا المتعلم ، دعا له أن يرشده ويوفقه للطاعة، فعل الأمر وترك النهي .

(أن الحنيفية ملة إبراهيم ، أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين)

أن الحنيفية ( وهي الملة المائلة عن الشرك، المبنية على الإخلاص ، والحنيف مشتق من الحنف وهو الميل فالحنيف المائل عن الشرك قاصداً التوحيد) هي ملة إبراهيم ، نعم ، كما قال الله تعالى : ( قل أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً) ، والملة : هي الدين.


(أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين )

عبادة الله : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة .

الأقوال : سبحان الله و الحمد لله ولا إله إلا الله و الله أكبر
الأعمال : الصلاة ، الصيام ، الزكاة وغيرها.

(أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين )

أي أن الحنيفية وشريعة الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام وجميع الأنبياء هذه التي ذكرها المصنف ( أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين ) ، وهذه هي حقيقة ملة إبراهيم ، عبادة بالإخلاص ، والإخلاص أن يقصد الإنسان بعمله رضا الله لا أمراً دنيوياً من مال ٍ أو جاه ٍ أو شهرة أو منصب أو مدح
كما قال الله تعالى : ( أن اتبع ملة إبراهيم ) ، وقال تعالى : ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين).فتبرأ أولاً من المعبودات الباطلة وأثبت العبودبة للذي فطره وهو الله ، وهذه هو معنى لا إله إلا الله

فالعبادة لا تسمى عبادة ولا تنفع صاحبها عند الله، إلا إذا كانت خالصة لله ليس فيها شرك ٌ ولا سمعة.

قال تعالى : ( فاعبد الله مخلصاً له الدين ألا لله الدين الخالص ) .
وقال تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة).
وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه ).

وقد ذكرنا ثمرات الإخلاص، ومن أعظم ثمراته:

1- أنه سبب للنجاة من الذنوب والسيئات، (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين).

2- سبب للنجاة من الشيطان، قال تعالى: (إلا عبادك منهم المخلصين).


( وما خلقت الجن الإنس إلا ليعبدون )

أي ما خلقت الجن وأوجدت الجن والإنس إلا لعبادة الله و عدم الشرك وهذه معنى ( إياك نعبد وإياك نستعين)إياك نعبد: أي نعبدك يارب لانعبد غيرك، ولا نتوجه إلى غيرك، ولا نتضرع إلى غيرك ولا نخضع لغيرك، ولا تخضع إلا لك يارب.

(إياك نعبد وإياك نستعين) ، ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً) ، وقال تعالى : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا ً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )

ولم يخلق الله الجن عبثاً أبداً ،قال تعالى : ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون)،

(أيحسب الإنسان أن يترك سدى) ، لا يؤمر ولا ينهى ولا يبعث.

فلم يخلقنا الله لحاجته لنا أو لمساعدته أو لإعانته ، لا ، إنما للعبادة ، قال تعالى : ( ما أريد منهم من رزق ٍ وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين).



قال المصنف : ( فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة، فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت كالحدث إذا دخل في الطهارة).

أي إذا عرفت أيها المكلف أنك مخلوق في هذا الكون لهذه الحكمة العظيمة وهي عبادة الله تعالى ولم تخلق عبثاً ولا سدى ، فيجب أن تعلم أن العبادة لا تسمى عبادة ولا تصح ولا تقبل إلا بشرطين :

الشرط الأول: أن تكون خالصة ً لله عزوجل ، ليس فيها رياء ولا شرك فإن خالطها شرك ُ ورياء بطلت.

مثال : كالحدث يبطل الطهارة، فلو أن إنسان تطهر وأكمل طهارته وأسبغ الوضوء وأتى بالواجبات وكل ما يحتاجه الوضوء الكامل وأحدث فإنه يبطل وضوؤه ، لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ) ، كذلك العبادة إذا دخلها الشرك فإنه يفسدها ويبطلها .

قال تعالى : (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) ، هذا دين الإخلاص ، وقال تعالى : ( فاعبد الله مخلصاً له الدين).

والشرط الثاني : المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم- كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) ، وهذا الحديث أصل في رد كل البدع والمحدثات.
أم مجاهدالإماراتية غير متواجد حالياً  
قديم 23-02-07, 05:44 PM   #37
أم اليمان
~ ما كان لله يبقى ~
افتراضي

شكر الله لكما يا محبة العلم ويا أم مجاهد الجهد الطيب هذا والرائع جدًا ما شاء الله
جزاكن الله خير أخواتي
أختي نور العلم بقي دورك لا تتأخرى علينا
ننتظرك
أم اليمان غير متواجد حالياً  
قديم 23-02-07, 07:59 PM   #38
الكلمة الطيبة
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 25-08-2006
المشاركات: 375
الكلمة الطيبة is on a distinguished road
افتراضي

ما شاء الله جهد طيب

جعله الله فى ميزان حسناتكم

للاسف لا اعرف ظروف دخولى النت .. كنت شاركت معكم

فسامحونى
........
الكلمة الطيبة غير متواجد حالياً  
قديم 23-02-07, 08:53 PM   #39
المحبة في الله
~مشارِكة~
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله
ما شاء الله بارك الله في جهودكن اخواتي
و إن شاء الله معكن في الدرس الثاني ...
و جزاكن الله كل خيرو السلام عليكم و رحمة الله



توقيع المحبة في الله
[IMG]http://img172.imageshack.us/img172/7871/ovg31935vf3.jpg[/IMG]
المحبة في الله غير متواجد حالياً  
قديم 23-02-07, 11:07 PM   #40
سليمان اللهيميد
حفظه الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: 04-01-2007
المشاركات: 82
سليمان اللهيميد is on a distinguished road
افتراضي

ما شاء الله تبارك الرحمن

ما شاء الله جهد مبارك للطالبات وفقكهن الله

اسأل الله ان يزيدهن من فضله حرصا وعلما وثباتا وتوفيقا .

شكر الله لهن حرصهن في نشر تسهيل العلم للطالبات ونشره

الشيخ سليمان محمد
سليمان اللهيميد غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:06 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .