|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
28-12-08, 05:18 PM | #31 |
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
|
جزاكن الله خيرا أحبتي
نتابع في التفريغ ان شاء الله |
28-12-08, 05:24 PM | #32 |
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
|
تابع الشريط الرابع - الوجه الثاني ....
المتن: الفصل الثالث الامر الثامن عشر أدب الطالب مع شيخه رعاية حرمة الشيخ: بما أن العلم لا يؤخذ ابتداء من الكتب بل لا بد من شيخ تتقن عليه مفاتيح الطلب، لتأمن من العثار والزلل، فعليك إذاً بالتحلي برعاية حرمته، فإن ذلك عنوان النجاح والفلاح والتحصيل والتوفيق، فليكن شيخك محل إجلال منك وإكرام وتقدير وتلطف، فخذ بمجامع الآداب مع شيخك في جلوسك معه، والتحدث إليه، وحسن السؤال والاستماع، وحسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه ومع الكتاب، وترك التطاول والمماراة أمامه، وعدم التقدم عليه بكلام أو مسير أو إكثار الكلام عنده، أو مداخلته في حديثه ودرسه بكلام منك، أو الإلحاح عليه في جواب، متجنباً الإكثار من السؤال، ولا سيما مع شهود الملأ، فإن هذا يوجب لك الغرور وله الملل. شرح الشيخ : وهذه من اهم الآداب لطالب العلم , ان يعتبر شيخه معلما ومربيا , معلما يلقي اليه العلم ومربيا يلقي اليه الآداب . والتلميذ اذا لم يثق في شيخه في هذين الامرين فانه لن يستفيد منه الفائدة المرجوة , مثلا اذا كان عنده شك في علمه , كيف ينتفع ؟ ان اي مسالة ترد على لسان الشيخ سوف لا يقبلها حتى يسال ويبحث , وهذا خطأ في التقدير من وجه وخطأ بالتصرف من وجه آخر , اما كونه خطا في التقدير فان الشيخ المفروض فيه انه لن يجلس للتعليم الا وانه يرى انه أهل لذلك , وان التلميذ لم يأتي الى هذا الشيخ الا ويعتقد انه أهل . اما في المنهج فلأن الطالب اذا سار هذا المسير وسلك هذا المنهج , سوف يبني علمه على شفا جرف هار . لان نفسه قلقة ليس واثقا كل الثقة من هذا الشيخ فلذلك يضيع عليه الوقت ويضيع عليه التحصيل . وقول الشيخ ان العلم لا يؤخذ ابتداء من الكتب سبق الكلام عليه بان لابد له من القراءة على شيخ , بل لا بد من شيخ تتقن عليه مفاتيح الطلب لتامن الاعثار والزلل , فعليك اذن بالتحلي برعاية حرمته , فان ذلك عنوان النجاح والفلاح والتحصيل والتوفيق فليكن شيخك محل إجلال منك وإكرام وتقدير وتلطف وهذا صحيح , فهل نحن عملنا بذلك ؟ لكن اذا كان الطالب يمر بشيخه ولا يسلم , هل هذا بأدب ؟ لا , بل ان هذا شيخه مرّ مرور السحاب ... السلام الذي أمر الرسول الكريم بإفشاءه , حتى الطلبة مع بعضهم , ينبغي لطالب العلم ان يكون ولا سيما مع أقرانه ان يكون على أحسن الآداب . يقول ايضا خذ بمجامع الادب مع شيخك في جلوسك معه , وهذا صحيح , اجلس جلسة المتأدب , يعني مثلا لا يمد يديه ورجليه , ولا يجلس متكأ , لا سيما في مكان الطلب , كذلك في التحدث اليه , لا تتحدث الى شيخك وكأنما تتحدث الى قرينك , تحدث اليه تحدث الابن الى ابيه , باحترام وتواضع . وايضا حسن السؤال والاستماع ,بهدوء ورفق ,وحسن الاستماع بحيث يكون قلبك وقالبك متجه الى محدثك معلمك , لا تكن جالسا ببدنك سائرا بقلبك , في غير الدرس , وهل من علامات حضور القلب تشخيص العين ؟ لا . ايضا حسن الادب في تصفح الكتاب امامه ومع الكتاب , يكون التصفح برفق تأدبا مع الشيخ ورفقا بالكتاب لكيلا يتمزق . ترك التطاول المماراة امامه , والتطاول في الواقع ليس امرا محسوسا مدركا بالحس الظاهر , لكن النفس تشعر بان هذا السائل متطاول , فقد يكون هذا لسوء ظن وقد يكون فراسة , لكن التطاول معروف . كذلك المماراة اي المجادلة , يعني يسألك عن مسألة من المسائل تجيبه ثم ياتيك بفرضية فاجيب انت على هذا الفرض , ثم يأتي بفرضية أضيق من الاولى فتجيب عليها .... هذه مماراة . كذلك عدم التقدم عليه بكلام او مسير , الله المستعان , لاينبغي للطالب ان يتقدم بين يدي الشيخ بكلام او مسير , ومن ذلك انه اذا تقدم الشيخ ليخرج من المسجد وكان حذاء الطالب عن يمين الشيخ والطالب عن يساره خطا من امام الشيخ ليأخذ الحذاء , هذا تقدم بالمسير واعاقة لسير الشيخ , وهذا ليس من الادب . اكثار الكلام عند الشيخ فيه مسالة , اذا كان مكان طلب علم فلا يكثر من الكلام لان فيه الجد , اما اذا كان مكان نزهة فلا بأس ان يوسع صدر الشيخ والحاضرين . او مداخلة حديثه او درسه بكلام منك , المداخلة يعني الشيخ مستمرا في كلامه فتأتي انت وتدخل في كلامه , لتقطع الكلام , هذا لا يصح لا في الدرس ولا في خارج الدرس , لانه من سوء الأدب . او الالحاح عليه في الجواب , فاذا سال الشيخ وقال له الشيخ انتظر , اعاد السؤال فيقول له انتظر .... بل ربما بعض الناس يقول للشيخ : جاوب , والشيخ يقول له انتظر ... وهذا من سوء الأدب , فعليك ان تنتظر ولا تلح على الشيخ . كذلك تجنب الاكثار من السؤال , وقد يكون في غير موضع الدرس فيقول الشيخ لا تكثر , ولا سيما مع وجود الملأ فان هذا يوجب لك الغرور وله الملل , مثلا في مجلس كبير انت تسأل وتسأل , بل بعض الناس حتى اذا جلسوا على المائدة أكثروا من الأسئلة على الشيخ , فيخرج الشيخ لم يأكل الطعام , وهؤلاء مستريحين . المتن: ولا تناديه باسمه مجرداً، أو مع لقبه كقولك: يا شيخ فلان! بل قل: يا شيخى! أو يا شيخنا! فلا تسمه، فإنه أرفع في الأدب، ولا تخاطبه بتاء الخطاب، أو تناديه من بعد من غير اضطرار. شرح الشيخ : سبحان الله , هذه آداب عامة , لا تناديه باسمه ,بل حتى ولا بلقبه , لا تقول يا شيخ . قل أحسن الله اليك او ما أشبه ذلك او قل يا شيخي او يا شيخنا , فانه ارفع في الأدب طيب وهل يقال مثل ذلك بالنسبة لمناداة الأب ؟ يعني لا تناديه باسمه , وهل تخبر عنه باسمه , يعني تقول قال فلان ؟ وقع عن الصحابة انهم يسمون آباءهم , ورد عن ابن عمر انه يقول : قال عمر , وما اشبه ذلك فيقال ان الخبر اهون من النداء , لانك لو تنادي أباك وتقول : يا فلان , صار من سوء الأدب ولكن لو قلت : قال فلان , وهو مشهور بعلم , او امارة او ما اشبه ذلك , فانه لا يعد ذلك سوءا , لكل مقام مقال . وباب الطلب أشد في الاحترام . يقول : ولا تخاطبه بتاء الخطاب , اذا ما يقول ؟ يعني لا تقول : انت قلت في الدرس الماضي كذا وكذا ... , لان هذه فيها اشعار بانك لم ترضى قوله , اذا ما ذا نقول ؟ قل : قلنا في الدرس الماضي كذا وكذا , او مر علينا في الدرس الماضي كذا وكذا ... او تناديه من بعد من غير اضطرار , كأن يكون الشيخ في آخر الشارع فتناديه , اسرع اليه لتصل اليه ثم خاطبه , اما لضرورة كأن يكون عليه خطر هو كأن يكون امامه حفرة او ما اشبه ذلك , ان انت مضطر له تطلب مساعدته . يجيب الشيخ رحمه الله على بعض الاسئلة . المتن : وانظر ما ذكره الله تعالى من الدلالة على الأدب مع معلم الناس الخير صلى الله عليه وسلم في قوله: (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً .....) الآية. شرح الشيخ : هذه الآية , للعلماء في تفسيرها قولان : القول الاول : لا تنادوه باسمه , كما ينادي بعضكم بعضا , وهذا ما ساقه المؤلف ابو بكر من أجله والقول الثاني : لا تجعلوا دعاؤه اياكم كدعاء بعضكم بعضا بل عليكم ان تجيبوه , وان تمتثلوا امره وتجتنبوا نهيه , بخلاف غيره , فغيره اذا دعاك ان شئت أجب وإن شئت لا تجب . ولهذا قال العلماء ان اذا النبي صلى الله عليه وسلم دعا الانسان وهو في صلاة , وجب عليه ان يجيبه ولو قطع الصلاة . فعلى القول الاول تكون دعاء مضافة الى الفاعل ام الى المفعول ؟ الى المفعول , يعني لا تجعلوا دعاؤكم الرسول كدعاء بعضكم بعضا واذا قلنا دعاء الرسول يعني اذا دعاكم الرسول فأجيبوه , تكون مضافة الى الفاعل , يعني لا تجعلوا دعاء الرسول اياكم كدعاء بعضكم بعضا , بناء على القاعدة التفسيرية ان الآية اذا كانت تحتمل معنيان لا منافاة بينهما فان الآية تحمل على المعنيان , هل الآية تحمل المعنيان ؟ نعم ممكن ان نحملها على المعنيان . المتن : وكما لا يليق أن تقول لوالدك ذي الأبوة الطينية: "يا فلان" أو: "يا والدي فلان" فلا يجمل بك مع شيخك. شرح الشيخ : الابوة الطينية : اي ابوك في النسب لا تقل له يا فلان . كذلك ابوك في العلم لا تقل يا فلان . وهو لم يقل الشيخ ابو بكر الابوة ذي النسب اشارة الى حقارة بالنسبة الى اب العلم , للمعلم . المتن : والتزم توقير المجلس، وإظهار السرور من الدرس والإفادة به. شرح الشيخ : هذا مهم , ان تبدي السرور من الدرس , والافادة به , وام ترتقبه بفارغ الصبر , اما ان تتململ , مرة تقلب الكتاب ومرة تخطط بالارض ومرة تطلع المسواك , وما اشبه ذلك هذا معناه الملل , ينبغي للانسان يفرح انه نزل في رياض يجني ثماره . المتن : وإذا بدا لك خطأ من الشيخ، أو وهم فلا يسقطه ذلك من عينك، فإنه سبب لحرمانك من علمه، ومن ذا الذي ينجو من الخطأ سالماً؟ شرح الشيخ : ولكن اذا بدا وهم او خطأ من الشيخ , هل تسكت او تنبهه ؟ واذا نبهته فهل تنبهه في مكان الدرس ؟ او في مكان آخر ؟ هذا يجب الالتزام فيه . نقول : لا يجوز ان تسكت على الخطأ لان هذا ضرر عليك وعلى شيخك , فانك اذا نبهته على الخطأ وانتبه أصلح الخطأ . كذلك الوهم , قد يتوهم او يصدق الانسان الى كلمة لا يريدها فلا بد من التنبيه , ولكن يبقى اين انبهه ؟ قد تقتضي الحال ان تنبهه في الدرس , فاذا لم يصلح العلم في حينه نشر هذا العلم على خطأ , فلا بد من النتبيه , اما لو كان المسألة ليس يسمع هذا الخطأ الا الصلاب , فان من الأليق ان لا تنبه الشيخ في مكان الدرس , بل اذا خرج تلتزم الادب معه وتمشي معه وتقول : سمعت كذا وكذا فلا ادري اوهمت انا في السمع ام ان الشيخ أخطأ ؟ اذن التنبيه على الخطأ والوهم واجب ولا بد منه لان السكوت اضرار بالطالب واضرار بالمعلم . لكن مكان التنبيه يكون حسب ما تقتضيه الحال . وعلى كل حال لا ينبغي للانسان ان يسقط الشيخ من عينه لاجل خطأ من الف إصابة , اما لو كان كثير الخطأ فهنا لا ينبغي شيخا بل ينبغي ان يكون متعلما . المتن : واحذر أن تمارس معه ما يضجره، ومنه ما يسميه المولدون: "حرب الأعصاب" ، بمعنى: امتحان الشيخ على القدرة العلمية والتحمل. شرح الشيخ : هذا صحيح , بعض الناس يقصد امتحان الشيخ , فيأتي بأسئلة معضلة ويراوغ فيها ويضع احتمالات كثيرة ليرى اجوبة الشيخ , ليرى هل يضجر او يمل او يغضب , فاذا غضب الشيخ في هذه الحال , هل معه حق ؟ نعم . المتن : وإذا بدا لك الانتقال إلى شيخ آخر، فاستأذنه بذلك؛ فإنه أدعى لحرمته، وأملك لقلبه في محبتك والعطف عليك ...... شرح الشيخ : ايضا اذا ان تتعلم من شيخ آخر , فانه من الأدب أن تستأذن لانه ادعى لحرمته واملك لقلبه في محبتك والعطف عليك , ثم انه قد يعلم عن هذا الشيخ الذي انت تريد الذهاب اليه ما لا تعلمه انت , فينصحك, لان كثيرا من الشباب الصغار قد يغترون بأسلوب احد من الناس وبيانه وفصاحته فيظنونه ذاك الرجل العظيم لكنه قد يكون على خطأ , فلهذا استأذان الشيخ له فوائد . كذلك اذا اراد الانسان ان يسافر ويعرف من شيخه ان يتفقد الطلاب , وانه ينشغل قلبه اذا فقد احدا ولا سيما اذا كان من الحريصين , فينبغي ان تؤذنه , وتقول له انك ستسافر . حتى لا يتهمك بالخمول والكسل وما أشبه ذلك . المتن : إلى آخر جملة من الأدب يعرفها بالطبع كل موفق مبارك وفاء لحق شيخك في "أبوته الدينية"، أو ما تسميه بعض القوانين باسم "الرضاع الأدبى :، وتسمية بعض العلماء له "الأبوة الدينية" أليق، وتركه أنسب. واعلم أنه بقدر رعاية حرمته يكون النجاح والفلاح، وبقدر الفوت يكون من علامات الإخفاق. شرح الشيخ: اعيذك بالله ... هذه الجملة يريد التحذير من هذا , صنيع الاعاجم والطرقية والمبتدعة الخلفية من الخضوع الخارج عن آداب الشرع , من لحس الأيدي , او تقبيل الأيدي او الأكتاف هذا لا بأس به ما لم يخرج الى حد الإفراط , هذا ليس مذموما على كل حال ولا محمودا على كل حال , عندما يأتي الانسان من سفر مقلا فلا بأس ان يقبل جبهته وهامته وكذلك أكتافه , الا اذا اقتضى ذلك انحناءه . القبض على اليمين باليمين والشمال بالشمال عند السلام , هذا لا نرى فيه بأسا فان ابن مسعود رضي الله عنه , قال : علمني رسول الله صلى الله عليه سولم التشهد وكفي بين كفيه . وهذا يدل على انه يجوز ان يقبض الكف بين كفيك , واذا اعتاد الناس ان يفعلوا ذلك عند السلام فلا حرج , لانه ليس فيه نهي , صحيح ان المصافحة باليد مع اليد فقط , لكن هذا من باب اظهار الشفقة والاكرام . الانحناء عند السلام هذا خلق ذميم لانه ورد النهي عن ذلك . يتبع الشريط الخامس <<<<< |
28-12-08, 05:28 PM | #33 |
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
|
الشريط الخامس .. الوجه الاول ..
الشريط الخامس عناصر الدرس - تابع اداب الطالب مع شيخه .... الى التلقي عن المبتدع. - اقتداء الطالب بشيخه وبيان الضابط في ذلك. - المبتدعة: وبيان كيفية التعامل معهم. المتن : أعيذك بالله من صنيع الأعاجم، والطرقية، والمبتدعة الخلفية، من الخضوع الخارج عن آداب الشرع، من لحس الأيدي، وتقبيل الأكتاف، والقبض على اليمين باليمين والشمال عند السلام، كحال تودد الكبار للأطفال، والانحناء عند السلام، واستعمال الألفاظ الرخوة المتخاذلة: سيدي، مولاي، ونحوها من ألفاظ الخدم والعبيد شرح الشيخ: الانحناء عند السلام هذا خلق ذميم , لانه ورد النهي عن ذلك . استعمال الألفاظ الرخوة المتخاذلة : سيدي مولاي , مالها داعي , والا حقيقة الشيخ سيد امام تلميذه لكن لا ينبغي ان يتخاذل أمامه ,ولكن مع ذلك هو جائز من حيث الشرع ,الا انه يقال بالنسبة للعبد المملوك يقوله لسيده المالك , كما جاء في الحديث . المتن : وانظر ما يقوله العلامة السلفي الشيخ محمد البشير الإبراهيمي الجزائري (م سنة 1380 هـ) رحمه الله تعالى في "البصائر"؛ فإنه فائق السياق. شرح الشيخ : يعني هذا الكتاب المسمى البصائر , فانه فائق السياق انا لا اعرف الكتاب هذا ولا طالعته . المتن : الأمر التاسع عشر : رأس مالك - أيها الطالب - من شيخك القدوة بصالح أخلاقه وكريم شمائله، أما التلقي والتلقين فهو ربح زائد، لكن لا يأخذك الاندفاع في محبة شيخك فتقع في الشناعة من حيث لا تدرى وكل من ينظر إليك يدري، فلا تقلده بصوت ونغمة، ولا مشية وحركة وهيئة، فإنه إنما صار شيخاً جليلاً بتلك، فلا تسقط أنت بالتبعية له في هذه . شرح الشيخ : القدوة بصالح أخلاقه وكريم شمائله هذه اهم ما فيه , اذا كان شيخك على جانب كبير من الأخلاق الفاضلة والشمائل الطيبة فهنا اجعله قدوة لك , لكن قد يكون الشيخ على خلاف ذلك او عنده نقص في ذلك , فلا تقتدي به ولا تقل اذا صار شيخك عنده خلق سئ فاقتديت به تقول هكذا كان شيخي مثلا , لان الشيخ يكون قدوة بالأخلاق الفاضلة والشمائل الطيبة , اما التلقي والتلقين فهو ربح زائد,والواقع ان التلقي والتلقين هو الأصل لان التلميذ لم يأتي الى الشيخ من أجل ان يتعلم منه الأخلاق فقط , بل من أجل ان يتعلم العلم اولا ثم الأخلاق ثانيا , فبالحقيقة ان التلقي والتلقين أمر مقصود , كما ان الاقتداء به بأخلاقه أمر مقصود ايضا , ولهذا لو سألت اي طالب علم لماذا حضرت عند هذا الشيخ ؟ لقال لأتلقى علمه , ولا يقول لأجعله قدوة لي في الأخلاق . وعلى كل فالشيخ شيخ في العلم وفي الأخلاق . اما قوله لا تقلده بصوت او نغمة , فهذا صحيح , لان بعض الناس يملكه الحب لشيخه حتى يبدأ بتقليد صوته ونغمته , كذلك ولا مشية ولا حركة ولا هيئة , هذه ايضا ليست على إطلاقها , بل يقال انه اذا كانت مشية الشيخ كمشية النبي صلى الله عليه وسلم فاقتدي بها , لكن لا لان الشيخ قدوتك ولكن لان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتك . وكذلك ايضا الحركة , الحركة قد تكون من بعض المعلمين حركة ممقوتة , فهذا لا يقتدى به , لانك تجد فرقا بين معلما تكون له حركات تنبئ عن المعنى وعما في نفسه من احساسات , وبين معلما يسرد لك الحديث سردا . اما الهيئة , لا تقلد شيخك في الهيءة الا اذا كانت هيئة حسنة , لا نقول اترك تقليده مطلقا ولا نقول قلده مطلقا . قد ترى الشيخ يراعي المروءة في هيئته ويستعمل ما يجمله عند الناس ويجمله فهنا لا باس ان تقلده . واما قوله لا تسقط انت بالتبعية له , فاذا كنت تتابعه في امر محمود فليس هذا بسقوط . المتن : الأمر العشرون : نشاط الشيخ في درسه يكون على قدر مدارك الطالب في استماعه، وجمع نفسه، وتفاعل أحاسيسه مع شيخه في درسه، ولهذا فاحذر أن تكون وسيلة قطع لعلمه، بالكسل، والفتور والاتكاء، وانصراف الذهن وفتوره. قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى : "حق الفائدة أن لا تساق إلا إلى مبتغيها، ولا تعرض إلا على الراغب فيها، فإذا رأى المحدث بعض الفتور من المستمع، فليسكت، فإن بعض الأدباء قال: نشاط القائل على قدر فهم المستمع ثم ساق بسنده عن زيد بن وهب، قال: "قال عبد الله: حدث القوم ما رمقوك بأبصارهم، فإذا رأيت منهم فترة، فانزع" ا هـ. شرح الشيخ : هذا ايضا من خلة الطالب , ان يكون له همة وقوة في الاستماع الى الشيخ واتباع نطقه حتى ينشط الشيخ على هذا , ولا يظهر للشيخ بانه قد ملّ وتعب بالاتكاء تارة والحملقة تارة , او تقليب الاوراق تارة . ولهذا ينبغي للانسان ان لا يلقي العلم لا بين الطلبة وبين عامة الناس الا وهم متشوقون له , حتى يكون كالغيث أصاب أرضا يابسة , واما ان يفرض نفسه فهذا امرلا ينبغي , اولا لان الفائدة تمون قليلة , وثانيا ربما تقع في قلب السامع الذي اكره على الاستماع يقع في قلبه كراهةللشخص واما لما يلقيه الشخص وكلا الأمرين مر , وامرهما ان يكره ما يلقيه الشخص . وهذا قد مر علينا في البخاري في حديث عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما , انك لا تلقي على القوم حديث الا وانت تعلم انهم يحبون ذلك والا فلا تلقيه عليهم . وهنا يقول ان الخطيب البغدادي : حق الفائدة ان لا تساق الا الى مبتغيهاولا تعرض الا على الراغب فيها ,فاذا رأى المحدث بعض الفتور من المستمع فليسكت , فان بعض الأدباء قال : نشاط القائل على قدر فهم المستمع . وهذا صحيح , القائل نشاطه على قدر انتباه المستمع لان الفهم مرتبة وراء الانتباه , ينتبه الانسان اولا ثم يفهم , والفهم أمر خفي , لكن الانسان ينشط اذا رأى القوم قد انتبهوا له , وأحسنوا الإنصات والإصغاء . المتن : الأمر الحادي والعشرون الكتابة عن الشيخ حال الدرس والمذاكرة وهى تختلف من شيخ إلى آخر، فافهم شرح الشيخ : كيف تختلف الكتابة عن الشيخ حال الدرس والمذاكرة من شيخ الى آخر ؟ لان بعضهم سريع وبعضهم يملي إملاء , وبعضهم يلقي إلقاء ,وبعضهم لا يستحق ان يكتب ما يقول , لكن مثل هذا قد لا يكون الانسان يضيع وقته بالجلوس اليه , والكلام في شيخ يأتي الانسان اليه ليستفيد . وايضا يجب في مسألة الكتابة حال إلقاء الشيخ يجب ان ينتبه الانسان لمسألة مهمة وهي انه يفوته بعض الكلمات , من حيث لا يشعر فيكتب خلاف ما يقوله الشيخ كما جرى ذلك , ونحن الآن في هذا الوقت ولله الحمد لا نحتاج الى ان يكتب الطالب حال إلقاء الشيخ , لماذا ؟ بسبب المسجلات ولله الحمد ينقل لك صوت الشيخ من أوله لآخره وانت تستمع اليه وتقيد ماتراه جدير بالقيد. المتن: ولهذا أدب وشرط أما الأدب، فينبغي لك أن تعلم شيخك أنك ستكتب، أو كتبت ما سمعته مذاكرة. وأما الشرط، فتشير إلى أنك كتبته من سماعه من درسه. . شرح الشيخ : الادب لا بد ان تخبر الشيخ بانك ستكتب واذا كنت تريد ان تسجل أخبره بأنك سوف تسجل , لان الشيخ ربما لا يرضى ان تكتب عنه شيئا كما يوجد بعض المشائخ الآن , لايرضى ان أحدا ينقل عنه بواسطة التسجيل . ولهذا من الأدب ان تستأذن من الشيخ . وأما الشرط فتشير الى انه كتبته من سماعه من درسه , حتى يتبين للقارئ , لانك لو لم تشر الى هذا لظن القارئ ان الشيخ أملاه عليك إملاء , وهناك فرق بين الإملاء وبين كتابة الدرس الذي يلقيه الشيخ , بدون ان يشعر انه يملي على الطلبة , يعني ما يسنى بالتقرير . الاملاء سوف يكون محررا ومنقحا والشيخ لا يملي كلمة الا ويعرف منتهاها , لكن التقرير يلقي الكلام مرسلا ربما يتداخل الكلام بعضه مع بعض وربما يقول كلمة سهوا الى غير ذلك . ولهذا ينبغي أن يستأذن الشيخ . فان قال قائل هل اذا رأى الشيخ الطلبة يكتبون وسكت , هل يعتبر إذنا؟ نعم , بشرط القدرة على الإنكار , فان كان لا يمكنه الانكار , يخشى ان تصول عليه الطلبة وتهيج , فلا يعتبر سكوته إقرارا . المتن : الأمر الثاني والعشرون: التلقي عن المبتدع احذر "أبا الجهل" المبتدع، الذي مسه زيغ العقيدة، وغشيته سحب الخرافة، يحكم الهوى ويسميه العقل، ويعدل عن النص،وهل العقل إلا في النص؟! ويستمسك بالضعيف ويبعد عن الصحيح، ويقال لهم أيضاً: "أهل الشبهات" ، و "أهل الأهواء"، ولذا كان ابن المبارك رحمه الله تعالى يسمى المبتدعة: "الأصاغر وقال الذهبي رحمه الله تعالى : "إذا رأيت المتكلم المبتدع يقول: دعنا من الكتاب والأحاديث، وهات (العقل)، فاعلم أنه أبو جهل، وإذا رأيت السالك التوحيدي يقول: دعنا من النقل ومن العقل، وهات الذوق والوجد، فاعلم أنه إبليس قد ظهر بصورة بشر، أو قد حل فيه، إن جبنت منه فاهرب، وإلا، فاصرعه، وابرك على صدره، واقرأ عليه آية الكرسي، واخنقه" اهـ. شرح الشيخ : يقول احذر أبا جهل ,أبا الجهل يعني صاحب الجهل , المبتدع الذي مسه زيغ العقيدة وغشته سحب الخرافة , يحكم الهوى ويسميه العقل , وهذا التحذير الذي قاله الشيخ بكر أمر لا زم , يجب ان نحذر من البدع وإن صاغوا البدع بصيغ مغرية مزخرفة فإنما هم كما قيل فيهم : حجج تهافت كالزجاج تخالها ... حقا وكل كاسر مكسور . فانت كالظمآن يرى السراب فيحسبه ماء , حتى اذا جاءه وجد الله عنده فوفاه حسابه . احذر صاحب الهوى , وهؤلاء الذين يتبعون أهواءهم في العقيدة يسمون ذلك : العقل . والحقيقة انه عقل لكنه عقلهم عن الهدى الى اتباع الهوى فهم كما قال ابن القيم في أمثالهم : هربوا من الرق الذي خلقوا له , وبلوا برق النفس والشيطان . يعدل عن النص ويقول ان دل العقل على خلاف , سبحان الله , هل العقل يفارق النص ؟ ابدا , لا يمكن لأي عقل صريح خال من الشبهات والشهوات ان يخالف النقل الصريح لكن العلة اما من النقل بحيث يكون غير صحيح , واما من العقل يكون غير صريح . اما مع صراحة العقل وصحة النقل فلا يوجد تعارض إطلاقا , ولهذا ينعى الله سبحانه وتعالى عن المخالفين للرسل عقولهم , فيقول : "أفلا تعقلون " كما قال الشيخ : هل العقل الا بالنص ؟ قال : يستمسك بالضعيف ويبعد عن الصحيح , وأكثر ما يكون هذا في الوعاظ والقصاص , تجدهم يحشون أدمغتهم بالأحاديث الضعيفة من أجل تهييج الناس ترغيبا او ترهيبا .مثلا يقول في الآية : قل هو الله أحد ان الله يخلق من كل حرف من سورة الصمد يخلق ألف طائر , ولكل طائر ألف لسان كلها تدعو لهذا الذي قرأها . من اين أتى بهذا ؟ أشياء عجيبة غريبة تذكر . كذلك يقال لهم ايضا أهل الشبهات مع أهل الجهل وأهل الأهواء , وكان ابن المبارك يسمي المبتدعة : الأصاغر . وهذا وصف مطابق لموصوف , فهم أصاغر وإن عظموا أنفسهم , وكل من خالف النص فهو صغير . اما الذهبي يقول : اذا رأيت المتكلمة المبتدعة يقول دعنا من الكتابة والأحاديث وهات العقل , فاعلم أنه أبو جهل وليس أبا علم , فهو جاهل . وإذا رأيت السالك التوحيدي يقول دعنا من النقل ومن العقل وهات الذوق والوجد , هؤلاء الصوفية , الصوفية كل دينهم ذوق , ووجد , فاعلم أنه ابليس قد ظهر بصورة بشر . (الظاهر أن الذهبي رحمه الله لقي النكد من هؤلاء , ولهذا شدد في تقبيح أوصافهم ) أو قد حل فيه يعني هو اما شيطان او حل فيه الشيطان , فان جبنت فاهرب منه , يعني ان عجزت ان تجادله وتناظره فاهرب , هذا هو الحكمة والا كنت تستطيع ان تجادله وتفحمه فاصرعه وابرك على صدره . اذن صرعا حسيا , وإقرأ عليه آية الكرسي ثم اخنقه . الظاهر ان الشيخ رحمه الله قد أصابه ما أصابه من هؤلاء, والمعافى من عافاه الله منه . لو ذهبت الى بعض البلاد الاسلامية لوجدت من هؤلاء القوم عجبا , كما يذكر عنهم , يعني يصلون الى حد الجنون , يضربون بالطبول والعصي على الارض ويغبرون ويأخذ كل واحد منهم بسوط ويهللون بتهليلاتهم وأذكارهم ثم يضرب الانسان الارض , وليكن أكثر غبار فهو أصدق إرادة , يكون هذا دليل على انه مريد حقا . يتبع >>>>>> |
28-12-08, 05:29 PM | #34 |
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
|
تابع
المتن : وقال أيضا رحمه الله تعالى "وقرأت بخط الشيخ الموفق قال: سمعنا درسه -أي ابن أبى عصرون - مع أخي أبى عمر وانقطعنا، فسمعت أخي يقول: دخلت عليه بعد، فقال: لم انقطعتم عنى ؟ قلت: إن أناساً يقولون: إنك أشعري، فقال: والله ما أنا أشعري. هذا معنى الحكاية" اهـ. شرح الشيخ : يعني يستفاد منه انه لا ينبغي ان تجلس الى مبتدع ولو كانت بدعته خفيفة كبدعة الأشعريين . المتن : وعن مالك رحمه الله تعالى قال : "لا يؤخذ العلم عن أربعة: سفيه يعلن السفه وإن كان أروى الناس، وصاحب بدعة يدعو إلى هواه، ومن يكذب في حديث الناس، وإن كنت لا أتهمه في الحديث، وصالح عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يحدث به". فيا أيها الطالب! إذا كنت في السعة والاختيار؛ فلا تأخذ عن مبتدع: رافضي، أو خارجي، أو مرجئ، أو قدري، أو قبوري، 000 وهكذا، فإنك لن تبلغ مبلغ الرجال - صحيح العقد في الدين، متين الاتصال بالله، صحيح النظر، تقفو الأثر - إلا بهجر المبتدعة وبدعهم. شرح الشيخ : وظاهر كلام الشيخ رحمه الله , انه لا يؤخذ عن صاحب البدعة شئ حتى فيما لا يتعلق ببدعته , فمثلا اذا وجدنا رجلا مبتدعا لكنه جيد في علم العربية البلاغة والنحو والصرف , فهل نجلس اليه ونأخذ منه العلم الذي هو مجيد فيه او نهجره ؟ ظاهر كلام الشيخ اننا لا نجلس اليه , لان ذلك يوجب مفسدتين : الاولى : اغتراره بنفسه فيحسب انه على حق . الثانية : اغترار الناس به حيث يتوارد عليه طلاب العلم ويتلقون منه , والعامي لا يفرق بن علم النحو وعلم العقيدة , لذلك نرى ان الانسان لا يجلس الى أهل الأهواء والبدع مطلقا , حتى وان كان لا يجد علم البلاغة والعربية والصرف الا فيهم , فسيجعل الله له خيرا منهم . لان كوننا نأتي الى هؤلاء ونتردد اليهم لا شك انه يوجب غرورهم واغترار الناس بهم . ** يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : اولا أحب ان اسجل كلمة فيما يدور بين الأخوة طلاب العلم في البلاد , فانه لا يجوز للأخوة طلاب العلم ان يتفرقوا او تتفرق كلمتهم لمجرد خلاف يسوغ فيه الاجتهاد , لان ذلك ضرر يحصل فيه الفشل وذهاب الريح كما قال الله تعالى : " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " ثم هو قوة عظيمة للعدو المخالف سواء مان بدعيا ينتسب للاسلام او كان كافرا , لان الكفار يودون من المسلمين ان يتفرقوا واهل البدع يودون من أهل السنة ان يتفرقوا , فالواجب من أهل السنة ان يقطعوا الطريق على هؤلاء وهؤلاء وان تجتمع كلمتهم وان لا يكون بأسهم بينهم وان تتسع صدور بعضهم لبعض اون يعلموا ان الخلاف قد وقع في عهد الصحابة وما بعده لكنه خلاف في الأقوا ل وليس خلافا في القلوب , وهذا الذي نريده من طلاب العلم . اما بالنسبة لإخواننا الذين ابتلاهم الله تعالى وسلط عليهم ما شاء من خلقه في الشيشان والبوسنة والهرسك وكشمير والصومال , فان عليهم ان يصبروا ويحتسبوا وعلى إخوانهم من المسلمين ان يدعوا لهم بالنصر والتأييد وان يدعو على أعدائهم بالخذلان والتبديد وتفريق الكلمة . هذا أقل ما يجب علينا من واجب لإخواننا المسلمين المطهدين نسأل اله سبحانه وتعالى ان ينصر إخواننا المسلمين في كل مكان وان يذل اعدائهم في كل مكان وان يرد كيد أعدائنا في نحورهم ونقول اللهم من اراد بالمسلمين سوءا فاجعل كيده في نحره وأفسد عليه أمره واجعل تدبيره تدميرا عليه انك على كل شئ قدير . المتن : وكتب السير والاعتصام بالسنة حافلة بإجهاز أهل السنة على البدعة، ومنابذة المبتدعة، والابتعاد عنهم، كما يبتعد السليم عن الأجرب المريض، ولهم قصص وواقعيات يطول شرحها ، لكن يطيب لي الإشارة إلى رؤوس المقيدات فيها: فقد كان السلف رحمهم الله تعالى يحتسبون الاستخفاف بهم، وتحقيرهم ورفض المبتدع وبدعته،ويحذرون من مخالطتهم، ومشاورتهم، ومؤاكلتهم، فلا تتوارى نار سني ومبتدع. وكان من السلف من لا يصلى على جنازة مبتدع، فينصرف. وقد شوهد من العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم (م سنة 1389 هـ) رحمه الله تعالى، انصرافه عن الصلاة على مبتدع. وكان من السلف من ينهى عن الصلاة خلفهم، وينهى عن حكاية بدعهم، لأن القلوب ضعيفة، والشبه خطافة. وكان سهل بن عبد الله التستري لا يرى إباحة الأكل من الميتة.. للمبتدع عند الاضطرار، لأنه باغ ، لقول الله تعالى: (فمن اضطر غير باغ 00) الآية، فهو باغ ببدعته وكانوا يطردونهم من مجالسهم، كما في قصة الإمام مالك رحمه الله تعالى مع من سأله عن كيفية الاستواء، وفيه بعد جوابه المشهور:"أظنك صاحب بدعة"، وأمر به، فأخرج. وأخبار السلف متكاثرة في النفرة من المبتدعة وهجرهم، حذراً من شرهم، وتحجيما لانتشار بدعهم، وكسرا لنفوسهم حتى تضعف عن نشر البدع، ولأن في معاشرة السني للمبتدع تزكية له لدى المبتدئ والعامي - والعامي: مشتق من العمى، فهو بيد من يقوده غالباً. ونرى في كتب المصطلح، وآداب الطلب، وأحكام الجرح والتعديل: الأخبار في هذا شرح الشيخ : المؤلف رحمه الله حذر هذا التحذير البليغ من أهل البدع وهم جديرون بذلك , ولا سيما اذا كان المبتدع سليط اللسان فصيح البيان , فان شره يكون اكبر وأعظم , ولاسيما اذا كانت بدعته مكفرة او مفسقة تفسقا بالغا فان خطره أعظم , ولا سيما اذا كان يتظاهر امام الناس انه من اهل السنة لان بعض اهل البدع عنده نفاق , تجده عند من يخاف منه يتمسكن ويقول انا من اهل السنة وانا لا اكره فلان ولا فلان من الصحابة وانا معكم وهو كاذب فمثل هؤلاء يجب الحذر منهم , وقد مر علينا انه وان كان المبتدع عنده علوم لا توجد عند اهل السنة ولا تتعلق بالعقيدة كمسائل النحو والبلاغة وما اشبه فلا تأخذ منه . وقوله كان من السلف من لا يصلي على مبتدع, هذه على كل حال اذا كانت البدعة مكفرة فانه لا شك ان الصلاة لا تجوز عليه لقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم في المنافقين : " ولا تصل على احد منهم مات ابدا " فهذا لا يصلى عليه . اما اذا كانت بدعته غير مكفرة , فهذا ينظر فيما يترتب على ترك الصلاة عليه من المفسدة او عدمها . فاذا كان اهل السنة أقوياء وكان اهل البدعة في عنفوان دعوتهم فلا شك ان ترك الصلاة عليهم أولى , لانه ربما يحصل بذلك ردع عظيم لهم . وما ذكر عن الشيخ محمد ابن ابراهيم رحمه الله , مفتي البلاد السعودية في زمنهم يدل على قوته وصرامته , حيث انصرف عن الصلاة على مبتدع وايضا الصلاة خلفه , فان كانت بدعته مكفرة فالصلاة خلفه مع العلم ببدعته فان صلاته لا تصح , لانه إئتم بمن ليس بإمام , وان كان دون ذلك فلاصلاة خلفه صحيحة لكن لا ينبغي ان يصلي خلفه . واما ما ذكر عن سهل بن عبد الله التستري الذي لا يبيح أكل الميتة للمبتدع وان اضطر الى ذلك , فان كان هذا المبتدع كافرا فاه لا يباح له عند الله أكل الميتة ولا أكل المزكاة , لقوله تعالى : -( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين )- [المائدة/93] ولقوله تعالى -( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون )- [الأعراف/32] فدل هذا على ان الطيبات من الرزق والزينة التي أخرج الله للعباد ليسش خالصة لغير المؤمنين يوم القيامة بل يحاسبون عليها . فاذا مانت بدعته مكفرة فاننا نقول لا يحل له ان يأكل الميتة عند الضطرار ولا المزكاة عند الاختيار . لكن نقل تب الى الله من بدعتك المكفرة وكل كما يأكل المؤمنون . وان كانت بدعته مفسقة , ففيما قال رحمه الله نظر , لان الصحيح ان قوله تعالى : " فمن اضطر غير باغ ولا عاد " غير مبتغ لأكل الميتة , وغير عاد : اي غير معتد لأكل ما يحتاج اليه . هذا هو الصحيح , والدليل قوله تعالى : -( فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم )- [المائدة/3] ومن العلماء من قال ان المراد : من بغى على الامام ,وليس كل فاعل معصية , ففي كلام سهلرحمه الله فيه هذا التفصيل . اما طرده من المجالس ؟ نعم , للشيخ ان يطرد من مجلسه ما دون ذلك اذا رأى أحد الطلبة انه يريد ان يفسد الطلب عند زملاءه , وبحيث يعتدون على الشيخ ولا يهابونه ولا يحترمونه , فله ان يطرده , لان هذا يعتبر مفسدا فيطرد . والامام مالك رحمه الله قال : ما أوراك الا مبتدعا , لان الذينيسدون عن مثل ذلك هم المبتدعة , يسألون كيف الاستواء ؟ يحرجون بذلك على السنة , والجواب عن ذلك سهل : ان الله تعالى أخبرنا انه استوى ولم يخبرنا كيف الاستواء ,. وهل نعلم كيفية شيئ لم نعلم به وهو غيب عنا ؟ ابدا . لو قال لك قائل اني بنيت بيتا , فقد علمت انه بنى بيتا وتعلم كيف يبنى البيت , لكن هل تعلك كيفية هذا البيت وما فيه من الحجر ... لا طبعا . وهكذا صفات الله عز وجل , أخبرنا الله عنا ولم يخبرنا عن كيفيتها . وقوله العامي : من العمى ,ولكن ينظر في هذا المعنى , ربما يكون من العموم اي عموم الناس , والعامي لا شك انه هو الجاهل الذي لا يعرف والجهل عمى . المتن : فيا أيها الطالب ! كن سلفيا على الجادة، واحذر المبتدعة أن يفتنوك، فإنهم يوظفون للاقتناص والمخاتلة سبلا، يفتعلون تعبيدها بالكلام المعسول - وهو: (عسل) مقلوب - وهطول الدمعة، وحسن البزة،والإغراء الخيالات، والإدهاش بالكرامات، ولحس الأيدي، وتقبيل الأكتاف 00 وما وراء ذلك إلا وحم البدعة، ورهج الفتنة، يغرسها في فؤادك، ويعتملك في شراكه، فوالله لا يصلح الأعمى لقيادة العميان وإرشادهم. قوله عسل (مقلوب ): اي لسع . يتبع الوجه الثاني >>>>>>> |
28-12-08, 05:32 PM | #35 |
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
|
الشريط الخامس -- الوجه الثاني
الشريط الخامس – الوجه الثاني عناصر الشريط - تابع ادب الطالب مع شيخه.....الى ادب الزمالة. - كيف نبغض اهل البدع؟. - احذر قرين السوء. المتن: فيا أيها الطالب ! كن سلفيا على الجادة، واحذر المبتدعة أن يفتنوك، فإنهم يوظفون للاقتناص والمخاتلة سبلا، يفتعلون تعبيدها بالكلام المعسول - وهو: (عسل) مقلوب - وهطول الدمعة، وحسن البزة،والإغراء الخيالات، والإدهاش بالكرامات، ولحس الأيدي، وتقبيل الأكتاف 00 وما وراء ذلك إلا وحم البدعة، ورهج الفتنة، يغرسها في فؤادك، ويعتملك في شراكه، فوالله لا يصلح الأعمى لقيادة العميان وإرشادهم. أما الأخذ عن علماء السنة، فالعق العسل ولا تسل. وفقك الله لرشدك، لتنهل من ميراث النبوة صافياً، وإلا، فليبك على الدين من كان باكياً. وما ذكرته لك هو في حالة السعة والاختيار، أما إن كنت في دراسة نظامية لا خيار لك، فاحذر منه، مع الاستعاذة من شره، باليقظة من دسائسه على حد قولهم:"اجن الثمار وألق الخشبة في النار"، ولا تتخاذل عن الطلب، فأخشى أن يكون هذا من التولي يوم الزحف، فما عليك إلا أن تتبين أمره وتتقى شره وتكشف ستره. شرح الشيخ : هذا احتراز جيد , يعني انه قد يلجأ الى الأخذ عن المبتدع , وذلك بالدراسات النظامية , قد يندب الى التدريس في علوم اللغة العربية او في علوم أخرى من هو مبتدع ومعروف انه من أهل البدعة , ولكن ماذا تعمل اذا كان لا بد ان تأخذ من هذا الشيخ ؟ نقول خذ من خيره ودع شره , ان تكلم امام الطلاب ما يخالف العقيدة فعليك مناقشته اذا كنت تقدر والا فارفعه لمن يقدر على مناقشته , واحذر ان تدخل معه في نقاش لا تستطيع التخلص منه , لان هذا ضرر على القول الذي تدافع عنه , لانك اذا فشلت امام الاستاذ مثلا صار في هذا كسر للحق ونصر للباطل , لكن اذا كان عندك قدرة في مجادلته فعليك بذلك . وربما يكون في هذا مصلحة للجميع , مصلحة لك انت يهديه الله على يديك , ومصلحة له هو يهديه الله من بدعته , وهل يقال مثل ذلك فيمن ابتلوا في الدراسة مع الاختلاط ؟ على وجه النظامي ؟ لا طبعا وأحد يقول نعم , ونجد احدهم يفصل , ان دعت الضرورة لذلك بأن لا يوجد جامعات ومدارس خالية من ذلك فهنا قد تكون هناك ضرورة , وفي هذه الحال يجب على الطالب ان يبتعد عن الجلوس الى امرأة أو التحدث معها أ, تكرار النظر اليها , واما اذا كان يمكن ان يدرس في مدارس أخرى خالية من الاختلاط , او ان يكون فيها النساء في جانب والرجال في جانب آخر , وان كان الدرس واحدا فليتق الله ما استطاع . المتن : ومن النتف الطريفة أن أبا عبد الرحمن المقرئ حدث عن مرجئ، فقيل له: لم تحدث عن مرجئ ؟ فقال:"أبيعكم اللحم بالعظام." . فالمقرئ رحمه الله تعالى حدث بلا غرر ولا جهالة إذ بين فقال:"وكان مرجئاً شرح الشيخ : معناه ما من لحمة الا وفيها عظم , الباء هنا ليست للبدل وانما للمصاحبة والمعية , فانا اعلمكم بما حدثتكم به ولكن أقول وكان مرجئا , فيكون العظم هنا في وسط اللحم , ولا شك انه اذا دعت الحاجة الى التحديث عن شخص صاحب بدعة لا شك انه يحدث عنه لكن يبين حاله . ما لم تكن بدعته مكفرة فإنه لا يقبل منه حديث . المتن : وما سطرته لك هنا هو من قواعد معتقدك، عقيدة أهل السنة والجماعة، ومنه ما في "العقيدة السلفية" لشيخ الإسلام أبى عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني (م سنة 449 هـ)، قال رحمه الله تعالى : ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم، ولا يجادلونهم في الدين، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالأذان وقرت في القلوب، ضرت وجرت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرت . وفيه أنزل الله عز وجل قوله: "وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره" أ هـ. شرح الشيخ : كلام الصابوني رحمه الله يحتاج الى بيان , فقوله : ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه لا شك ان هذا امر واجب على كل مسلم , ان يبغض من أحدث في دين الله ما ليس منه , لكن اذا كانت بدعته غير مكفرة فإنه يبغض من وجه ويحب من وجه آخر , لكن بدعته تبغض بكل حال . كذلك لا يصحبونه , اذا صحبته تأليفا له ودعوة له فلا بأس لكن بشرط انك إذا آيست من صلاحه تركته وفارقته . لا يسمعون كلامهم ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم في الدين ,ولا يناظرنهم : كل هذه تحتاج الى قيود : لا يسمعون كلامهم , اذا لم يكن في ذلك فائدة , فإن كان هناك فائدة بحيث يسمع كلامه ليرى ما عنده من باطل حتى يرد عليه , فان الاستماع هنا واجب , لانه لا يمكنك ان ترد على قول الا بعد ان تعرفه اذ ان الحكم على شئ فرض عن تصوره وايضا لا تسمع عن أقوال أهل البدع من أعدائهم بل من كتبهم , لانه ربما تشوه المقالة , فاذا قلت انتم قلتم كذا وكذا يقولون أبدا ما قلنا هذا , ولهذا يخطئ بعض الناس حين يحكم على شخص ذو بدعة أو مفسق دون ان يرجع الى الأصل , لأنهم اذا انكروا وقالوا هذه كتبنا تخسر كل الجولة تخسر كل الجولة ولا يوثق بكلامك , ايضا لا يجادلهم في الدين, هذا يجب ان يقيد , لان الله تعالى قال : -( وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين )- [النحل/125] فلا بد من المجادلة , كيف نعرف تميز الحق من الباطل الا بالمجادلة والمناظرة اما المجادلة التي يقصد بها المراء هذه يسفهون ويتركون , اذا كلمنا ان الرجل يجادل مراءاة وما قصده الحق , فهذا يسفه ويترك , وانظر ال قصة ابي سفيان , حيث جعل ينادي يوم أحد : أفيكم محمد , أفيكم ابن أبي قحافة , أفيكم عمر ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تجيبوه . لماذا ؟ إهانة له وإذلالاً وعدم مبالاة به , فلما قال : أعلو هبل , وافتخر بصنمه وشركه , قال النبي صلى الله عليه وسلم : أجيبوه . قالوا : ما نقول ؟ قال : قولوا : الله اعلى وأجل ّ اذا كان صنمك قد علا اليوم فالله اعلى وأجل ثم قال : يوم بيوم بدر والحرب سجال يوم بدر كانت للمسلمين , ويوم أحد للمشركين . قالوا له : لا سواء , قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار . هذا ايضا افتخر بقومه واستذل المسلمين فلا بد من مجاوبته , اذن المجادلة اذا كان المقصود بها بيان الحق فهي واجبة , وكذلك المناظرة . يرون صون آذانهم عن أباطيلهم التي اذا مرت في الآذان وقرت في القلوب ضرت وجرت اليها من الوساوس . وهذا صحيح , الامسام الذي يخشى على نفسه من سماع البدع ان يقع في قلبه شئ فالواجب عليه البعد وعدم السماع , واما اذا كان عنده من اليقين والقوة والثبات ما لا يؤثر عليه سماعها فانه ان كان بذلك مصلحة سمعها , وان لم يكن في ذلك مصلحة قلنا له لا تسمعها لما في ذلك من إضاعة للوقت واللهو وفيه انزل الله تعالى : -( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين )- [الأنعام/68] الآية واضحة , اذا رأيت قوما يلهون في آيات الله فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره , لكن اذا كنت تريد ان تعرف ما هم عليه من الباطل لترده فانه لا يدخل في الآيات الكريمة . (( الشيخ يجيب على بعض الاسئلة )) يتبع >>>>> |
28-12-08, 05:36 PM | #36 |
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
|
تابع .....
(( الشيخ يجيب على بعض الاسئلة )) سؤال : ماهي الشروط وحدود اطلاق كلمة مبتدع ؟ جواب الشيخ : هذا يعرف بتعريف البدعة البدعة هي التعبد لله عزوجل بغير ما شرع وما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من عقيدة او قول او فعل , فقولنا التعبد خرج به الامور العادية , هذه وان لم تكن معروفة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فانها لا تضر . كلن اذا فعل الانسان عبادة يدين الله بها سواء عقيدة او قول او فعل فهذه هي البدعة ومن تلبس بها فهو مبتدع . لكن هل يضلل أو يمقت ؟ نقول لا , حتى تقوم عليه الحجة , ويبين له ان هذه بدعة , فإن أصر حينئذ قلنا ان الرجل فاسق او كافر حسبما تقتضيه هذه البدعة . المتن : وعن سليمان بن يسار أن رجلا يقال له: صبيغ، قدم المدينة، فجعل يسأل عن متشابه القرآن؟ فأرسل إليه عمر رضى الله عنه وقد أعد له عراجين النخل، فقال: من أنت؟ قال أنا عبد الله صبيغ، فأخذ عرجوناً من تلك العراجين، فضربه حتى دمى رأسه، ثم تركه حتى برأ ثم عاد ثم تركه حتى برأ، فدعي به ليعود، فقال: إن كنت تريد قتلى فاقتلني قتلاً جميلاً فأذن له إلى أرضه، وكتب إلى أبى موسى الأشعري باليمن: لا يجالسه أحد من المسلمين. [رواه الدارمي]. وقيل: كان متهماً برأي الخوارج. شرح الشيخ : هذا الحديث اذا صح سنده واتصاله فهو يدل على شدة همر رضي الله عنه , على اولئك الذين يريدون المتشابه من القرآن , لانه كان يورد الآيات المتشابه . مثلا يقول : -( ولا يؤذن لهم فيعتذرون )- [المرسلات/36] ثم يأتي بالآيات الأخرى التي تدل على انهم يعتذرون ولا يقبل منهم . ويأتي يقول : -( ولا يكتمون الله حديثا )- [النساء/42] ثم يأتي بآيات أخرى تدل على إقرارهم بذنوبهم . وما أشبه ذلك وهذا لا شك انه سعي في الارض وفساد وتشكيك الناس وحقَّ لمن هذه حاله ان يفعل أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه به ما فعل . وفيه أيضا : ان بعض الناس قد يورد المتشابهات لاشتباهها عله حقيقة وهذا لا يلام , قد يورد المتشابهات لانه من الأصل لم يركز نفسه على ارادة الجمع بين النصوص , فتجده دائما يتتبع الآيات المتشابهة ثم يأتي ما الجمع بين كذا وكذا . وهذه بالحقيقة مهنة ليست جيدة . واذكر ان محمدالخلوتي رحمه الله , كان له حاشية علامة المنكر , وكان كل ما أتى ببحث قال يحتمل كذا ويحتمل كذا , فلقب عند بعض طلبة العلم بالشكاك لانه لا يستقر على رأي . ولهذا عليك ان تتخذ لنفسك طريقا بان تبني على ان الامور واضحة ولا تتبع المتشابهات , لانك ان تتبعت المتشابهات ربما تزل . عرجون النخل : العذق الذي فيه التمر , قال تعالى -( والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم )- [يس/39] المتن : والنووي رحمه الله تعالى قال في كتاب "الأذكار" "باب: "التبري من أهل البدع والمعاصي وذكر حديث أبى موسى رضى الله عنه:"أن رسول الله صلي الله عليه وسلم برئ من الصالقة، والحالقة، والشاقة". متفق عليه شرح الشيخ : الصالقة : هي التي ترفع صوتها بالنياح . الحالقة : هي التي تحلق شعرها تسخطا , سواء حلقته بالموس او نتفته باليد . الشاقة : التي تشق الجيب عند المصيبة وانما برئ رسول اله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الثلاث , لعدم رضاهن بالقدر , ومن فعل من الرجال مثلهن فحكمه حكمهن . لكنه ذكر ذلك ان الغالب يقع من النساء لان الرجال أشد تحملا من النساء . المتن : وعن ابن عمر براءته من القدرية. رواه مسلم شرح الشيخ : لانه لما حدث بان عندهم قوم يقولون ان المر أنف : يعني انه مستأنف وان الله لم يقدره من قبل . قال للذي بلغه أخبرهم بأن ابن عمر منهم برئ لانهم انكروا قضاء الله وقدره . لكن من هم القدرية : هل هم الذين يثبتون القدر ام الذين ينفون القدر ؟ الذين ينفون القدر . وهي نسبة عكسية لان الذي يسمع القدرية يفهم ان المعنى هم الذين يثبتون القدر . والمر بالعكس , فهي نسبة سلب لا ايجاب , وهؤلاء القدرية يسمون مجوس هذه الامة , وقد وردت في ذلك أحاديث , ووجه ذلك : انهم جعلوا للحوادث محدثين , الحوادث الكونية التي من فعل الله أحدثها الله عز وجل كإنشاء الغيم وإنزال المطر وما أشبه ذلك , والحوادث التي تكون من فعل العبد استقل بها العبد , فهم يرون ان العبد مستقل بعمله وان الله تعالى لا علاقة له به , اطلاقا , ولهذا سموا مجوسا لانهم كالمجوس الذين يقولون ان للحوادث خالقين , النور يخلق الخير والظلمة تخلق الشر . المتن : والأمر في هجر المبتدع ينبني على مراعاة المصالح وتكثيرها ودفع المفاسد وتقليلها، وعلى هذا تتنزل المشروعية من عدمها، كما حرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مواضع . شرح الشيخ : اذا عاد الشيخ كما ذكرنا وهو ان ينظر الى المصالح , فان راينا من المصلحة ان لا نهجرهم ولكن نبين الحق , لا نداهنه و نقول انت على بدعتك ونحن على سنتنا , اذا رأينا من المصلحة هذا فترك الهجر أولى , وان رأينا من المصلحة الهجر بأن يكون أهل السنة أقوياء وأولئك ضعفاء مهزومين فالهجر أولى . المتن : والمبتدعة إنما يكثرون ويظهرون، إذا قل العلم، وفشا الجهل. وفيهم يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "فإن هذا الصنف يكثرون ويظهرون إذا كثرت الجاهلية وأهلها، ولم يكن هناك من أهل العلم بالنبوة والمتابعة لها من يظهر أنوارها الماحية لظلمة الضلال، ويكشف ما في خلافها من الإفك والشرك والمحال" أ هـ. فإذا اشتد ساعدك في العلم، فاقمع المبتدع وبدعته بلسان الحجة والبيان، والسلام شرح الشيخ : اذا اشتد ساعدك بالعلم , اما اذا لم يكن عندك العلم الوافي في رد البدعة فاياك ان تجادل . فانك ان هزمت وانت سني لعدم قدرتك على هزيمة هذا المبتدع , فهو هزيمة لمن ؟ للسنة , ولذلك لا نرى انه يجوز للانسان ان يجادل مبتدعا الا وعنده قدرة على مجادلته . وهكذا ايضا مجادلة غير المبتدعة , الكفار , لا نجادلهم والا ونحن نعلم اننا على يقين من امرنا , والا كان الامر عكسيا , بدل ان يكون الانتصار لنا ولما نحن عليه من دين وسنة , يكون الامر عكس . ومن ذلك اي قوة الحجة ان يكون معك من يساعدك , كما قال الشاعر : لا تخاصم بواحد اهل بيت فضعيفان يغلبان قوي اذا صار معك احد فإن حجتك سوف تقوى . انتهى الفصل الثالث ... المتن : الفصل الرابع أدب الزمالة الامر الثالث والعشرون احذر قرين السوء كما أن العرق دساس ، فإن "أدب السوء دساس" إذ الطبيعة نقالة والطباع سراقة، والناس كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض، فاحذر معاشرة من كان كذلك، فإنه العطب والدفع أسهل من الرفع. وعليه، فتخير للزمالة والصداقة من يعينك على مطلبك، ويقربك إلى ربك ويوافقك على شريف غرضك ومقصدك شرح الشيخ : هذه الكلمات مأخوذة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل الجليس الصالح كحامل المسك , ومثل جليس السوء كنافخ الكير . عليك باختيار الصديق الصالح الذي يدلك على الخير ويبينه لك ويحثك عليه , ويبين لك الشر ويحذرك منه . واياك وجليس السوء , فان المرء على دين خليله . وكم من انسان مستقيم قيض له شيطان من بني آدم فصده عن الاستقامة . وكم من انسان جاهل قاصر يسر له من يدله على الخير , بسبب الصحبة . وبناء على ذلك اذا كان في مصاحبة الفاسق سبب لهدايته فلا بأس ان تصحبه , تدعوه الى بيتك وتأتي الى بيته , تخرج معه , بشرط ان لا يقدح ذلك بعدالتك عند الناس , وكم من انسان فاسق هداه الله تعالى بما يسر له من صحبة الخير , وقوله : الناس كأسراب القطا , سبق ان هذا من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية , وهو حقيقة ان الناس يتبع بعضهم بعضا , وقوله الدفع اسهل من الرفع , هذه قاعدة فقهية ذكرها ابن رجب رحمه الله , وفيما نهى قول الاطباء : الوقاية خير من العلاج , لان الدفع ابتعاد عن الشر واسبابه لكن اذا نزل الشر صار من الصعب ان يرفعه الانسان . يجيب فضيلة الشيخ على الاسئلة ... يتبع الشريط السادس تتمة الفصل الرابع >>>>>> |
28-12-08, 05:42 PM | #37 |
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
|
الشريط السادس .. الوجه الاول
تابع شرح الفصل الرابع : شرح الشيخ : معنى خذ تقسيم الصديق في أدق المعايير اي تلاحظه الملاحظة التامة , حنى لا يغرك بهرجته او كلامه الظاهر , هذا مراده . يغتر ويعطيك من طرف لسانه ويروغ عنك كما يروغ الثعلب يلقاك يحلف انه بك واثق فإذا توارى عنك فهو العقرب المتن : وخذ تقسيم الصديق في أدق المعايير صديق منفعة صديق لذة صديق فضيلة فالأولان منقطعان بانقطاع موجبهما، المنفعة في الأول واللذة في الثاني وأما الثالث فالتعويل عليه، وهو الذي باعث صداقته تبادل الاعتقاد في رسوخ الفضائل لدى كل منهما وصديق الفضيلة هذا "عمله صعبه" يعز الحصول عليها ومن نفيس كلام هشام بن عبد الملك "م سنة 125هـ"قوله "ما بقى من لذات الدنيا شئ إلا أخ أرفع مؤونة التحفظ بيني وبينه" أ هـ. ومن لطيف ما يفيد بعضهم العزلة من غير عين العلم زلة ومن غير زاي الزهد علة شرح الشيخ : الاصدقاء قسمهم الى ثلاث أصدقاء : صديق منفعة هو الذي يصادقك ما دام ينتفع منك , بمال او جاه او غير ذلك . فإذا انقطع الانتفاع فهو عدوك لا يعرفك ولا تعرفه , وما أكثر هؤلاء ما أكثر الذين يلمزون في الصدقات , اذا أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها اذا هم يسخطون . صديق لك حميم ترى انه من أعز الناس عندك وانت من أعز الناس عنده , يسألك يوما من الأيام كتابا مثلا فتقول انك محتاج الكتاب أعطيك اياه غدا , فتجده ينتفخ عليك ويعاديك , هل هذا صديق ؟ الثاني : صديق اللذة . لا يصادقك الا لأنه يتمتع بالجلوس اليك والمحادثات والمسامرات , ولكنه لا ينفعك ولا تنتفع منه , وكل منكما لا ينفع الآخر , ليس الا ضياع وقت الثالث : صديق الفضيلة يحملك على ما يزين وينهاك عما يشين ويفتح لك ابواب الخير ويدلك عليه , واذا زللت نبهك على وجه لا يخدش كرامتك , هذا هو الصديق كلمة صديق المنفعة , من أوسع هذه الاقسام , لان المنافع كثيرة جدا , فاذا رايت ان هذا الرجل لا يصادقك الا حيث يرتضع منفعتك فاعلم انه عدو وليس بصديق كذلك صديق اللذة الذي يشغلك ويلهيك , التمتع بالسمر واضاعة الوقت بالخروج الى المنتزهات وما الى ذلك , ايضا هذا لا خير فيه . الذي يجب ان تعض عليه بالنواجذ هو صديق الفضيلة . انتهى الفصل الرابع . نتابع الشريط السادس ان شاء الله تعالى . |
28-12-08, 05:45 PM | #38 |
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
|
تنبيه مهم...
أحبتي
اعتذر عن الأخطاء الاملائية ان وجدت ارجو عدم كتابة ردود حتى يتم تنزيل بقية الاشرطة جزاكم الله خيرا |
02-01-09, 11:23 AM | #39 |
~نشيطة~
|
جزاك الله كل الخير أختنا في الله اليمان على المجهود المبذول
أفادك الله من علمه حبيبتي .. |
06-01-09, 02:25 AM | #40 |
|نتعلم لنعمل|
|
جزاكي الله خير وبارك فيكي اخيتي
فلقد سهلتي علي كثيرا في المذاكرة |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
~ مكتبة طالب العلم ~ | بشـرى | مكتبة طالبة العلم الصوتية | 8 | 18-02-07 05:40 PM |