16-06-09, 07:49 PM | #31 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
من أدوات الإعراب (لما)
من أدوات الإعراب (لما)
الأداة التي تليها، قال: ويزاد في ( لما ) النافية، ويقال: متصلٌ نفيه متوقعٌ ثبوته. ( لمَّا ) يقول: النافية، ليه قال: النافية؟ لأن فيه ( لما ) ستأتي غدا إن شاء الله هي ( لما ) الشرطية التي تسمى ( لما ) الوجودية، أما التي معنا الآن فهي ( لما ) النافية، ( لما ) النافية مثل ( لم ) حرف نفي وجزم وقلب، لكن تختلف عن ( لم ) في شيئين:
الأول: قال عنها: ( متصلٌ نفيه ) يعني أن المنفي بـ ( لما ) متصل إلى زمان النطق، يعني وأنت تنطق بالكلام المنفي موجود، مثاله بل يوضحه: ( لما تشرق الشمس ) يعني: إذا كان باقي على الإشراق مثلا دقيقة أو دقيقتين، وقلت: ( لما تشرق الشمس ) يعني: عدم الإشراق الذي هو النفي متصل إلى وقت النطق إلى زمن الحال. ( متوقعٌ ثبوته ) طبعا إذا كان متصل هذا النفي إلى زمن الحال فمعنى هذا أن الثبوت متوقع، ولهذا يصح أن تقول: ( لما تشرق الشمس ) وقد أشرقت، فأنت نفيت إلى زمن النطق ثم المنفي انتهى، طلعت الشمس، ولهذا قال -تعالى- في سورة ص: بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ يعني إلى الآن، إلى زمن نزول الآية ما ذاقوا العذاب، ولكن ذوقهم للعذاب متوقع. ومنه أيضا قول الله -تعالى-: وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ يعني إلى نزول الآية ما دخل الإيمان في قلوبهم، ولكنه متوقع، فيقولون: إن ( لما ) تدل على شيئين: الشيء الأول: أن منفيَّها متصل إلى زمن النطق، هذا لا بد منه. لا بد وأنت تتكلم بـ ( لما ) يصير الشيء اللي تريد تنفيه ما زال النفي، يعني لا زال النفي مستمرا إلى نطقك. الأمر الثاني: أن الثبوت الذي هو زوال النفي أنه إيش؟ متوقع؛ ولهذا يصح أن تقول: ( لما يحضر الضيف )، وقد يحضر، يعني حضوره متوقع. ولهذا يقولون إنك ما تنفي بـ ( لما ) إلا شيء متوقع، إذا كان مجيء الضيف قريبا يصح أنك تقول: ( لما يحضر الضيف )، وقد يحضر، هذان المعنيان زيادة على المعاني الثلاثة في ( لم )، وبهذا تكون ( لما ) تدل على خمسة أشياء: ( الجزم - والنفي - والقلب - واتصال نفيها إلى زمن الحال "يعني إلى زمن النطق" - وتوقع ثبوته ). |
18-06-09, 01:32 PM | #32 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
من أدوات الإعراب (لن)
من أدوات الإعراب (لن)
وفي ( لن ) حرف نفي ونصب واستقبال. حرف نفي، نعم تفيد ( لن ) النفي، ( ونصب ): تنصب الفعل المضارع بنفسها، ( واستقبال ): تخلص الفعل المضارع للمستقبل، بدل ما هو يصلح للزمن الحاضر إذا دخلت عليه صار للمستقبل، كما في قول الله -تعالى-: لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ( لن ) حرف نفي ونصب واستقبال، ( تنالوا ) فعل مضارع منصوب بـ ( لن ) وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة، ( واو الجماعة ) ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، ( والألف ) فارقة، إشمعنا فارقة؟ أحسنتم، يعني: تفرق بين الواو الأصلية وبين واو الجماعة.
( لن تنالوا البر )، ( البر) -نعم- مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، ( حتى ) رجعت علينا حتى مرة ثانية، أي الحتاءات هذا؟ هـــا.. نعم، هذه حتى التي تجر المصدر المؤول، يا إخوان خذوها قاعدة، إذا دخلت حتى على الفعل المضارع ونصبته -نعم - تعلم أنها جارة للمصدر المؤول، ولهذا نقول: "حتى تنفقوا": فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد ( حتى )، وهو منصوب بحذف النون كالذي قبله، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بـ ( حتى )، والتقدير -والله أعلم- "لن تنالوا البر حتى إنفاقكم مما تحبون" يعني إلى أن تنفقوا مما تحبون، هذا مثال ( لن ). |
23-06-09, 02:04 AM | #33 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
من أدوات الإعراب (إذن)
من أدوات الإعراب (إذن)
( إذن ) لا تذكر إلا مع نواصب الفعل المضارع، هذا ما كانت كتب النحو يذكرونه مع نواصب الفعل المضارع.
فإذا قال لك زميلك: ( سأزورك غدا إن شاء الله ) فقلت له: ( إذن أكرمك )، الذي حصل أولا أنك أجبته؛ لأنه لما قال لك: سأزورك غدا، لو أنك سكتَّ ما يدري هل أنت وافقت على الزيارة وَلَّا لأ، فلما قلت: ( إذن أكرمك ) كأنك أجبته بالموافقة؛ ولهذا يقول عندك إيش؟ حرف جواب. الأمر الثاني: أنك جعلت جزاء مجيئه الإكرام، ولهذا يقول: وجزاء. الثالث: نصب، وهي تنصب المضارع بنفسها، فتقول في الإعراب: ( إذن ) حرف جواب وجزاء ونصب، ( أكرم ) فعل مضارع منصوب بـ ( إذن ) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، ( والفاعل ) ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا، ( والكاف ) ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. ( إذن أكرمك ) لكن لعل من باب الفائدة أن نقول لكم: إن إذن ما تنصب الفعل المضارع إلا بثلاثة شروط، إذا اختل واحد منها ترفع الفعل المضارع الذي بعدها ولا يجوز لك أن تنصبه: الشرط الأول: أن تكون مصدرة، ومعنى مصدرة يعني في أول جملتها، أما لو تأخرت ما يصلح، ففي المثال الذي مر تصدرت، يعني: صارت في أول جملتها، فلو قلت في المثال السابق: ( أخي إذن يكرمك ) ما يصلح النصب هنا؛ لأنها لم تتصدر بل سبقت بكلام، يرفع الفعل المضارع بعدها، تقول: ( يكرمُك ) ولا تقل: ( يكرمَك ). الشرط الثاني: الشرط الثاني من شروط ( إذن ) أن يكون المضارع بعدها مستقبلا، أما لو كان للحال يرفع، مثل لو إنسان حدثك بحديث فلما انتهى من حديثه قلت: ( إذن أصدقك ) تقصد إذن أصدقك الآن، ولا إذن أصدقك غدا، الآن، إذن الفعل الذي بعد إذن هو مستقبل ولا للحال؟ للحال، ولا يمكن إنسان يحدثك بكلام وتقول: غدا إن شاء الله أصدقك هذا ما يصلح، إنما الآن تصدقه أو تكذبه. إذن ما حكم المضارع بعد إذن؟ لا بد أن يرفع لأنه غير مستقبل. الثالث: ألا يفصل بينها وبين المضارع بفاصل، فإن فصل بينها وبين المضارع بفاصل رفع المضارع، فلو قلت مثلا المثال السابق: ( إذن أخي يكرمك )، ( إذن أخي يكرمك )، حصل بينه وبين المضارع فاصل، لا تؤثر في المضارع يكونُ مرفوعا، لكن استثنوا فاصلا واحدا لا يؤثر وهو ( القسم )، القسم لا يؤثر، فتقول في المثال السابق: ( إذن والله أكرمَك ) بالنصب؛ لأن الفصل بالقسم كلا فصل |
23-06-09, 01:55 PM | #34 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
من أدوات الإعراب (لا)
من أدوات الإعراب (لا)
فصل: وتكون (لا) نافية نحو لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وناهية نحو لَا تَقُمْ وزائدة للتوكيد نحو لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ لا في اللغة أنواع أربعة: الأول أن تكون نافية، والنافية قد تكون عاملة وقد تكون غير عاملة، لكن خذ قاعدة أن (لا) لا تكون عاملة إلا إذا دخلت على اسم. فإن دخلت على الفعل فليست عاملة، إذ (لا) العاملة نوعان لا ثالث لهما: إما عاملة عمل إن التي تسمى لا النافية للجنس، وإما عاملة عمل ليس التي تسمى لا النافية للواحد.
مثال العاملة عمل (إن) المثال الذي ساقه (ابن هشام) وهي كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) فلا نافية عاملة عمل (إن) تنصب الاسم وترفع الخبر نافية للجنس (إله) اسمها مبني على الفتح في محل نصب. (إلا) أداة حصر وقبل (إلا) خبر (لا) محذوف والتقدير (لا إله معبود بحق إلا الله) والنحويون -رحمهم الله- يتسامحون أو يتساهلون في التقدير هنا فيقولون تقدير الخبر (لا إله موجود) وهذا ليس بصحيح. فما أكثر الآلهة الموجودة التي تعبد من دون الله تعالى بشتى صورها وأشكالها حتى من بني آدم . فالصواب إذن في التقدير إما أن يقال (لا إله حق) لأنه الذي غير الله جل وعلا باطل أو يقال (لا إله معبود بحق) هذا الخبر، خبر لا النافية للجنس و (إلا) أداة حصر (واسم الجلالة) بدل من الضمير المستتر في الخبر لأن معبود فيه ضمير معبود هو، والضمير محله رافع لأنه نائب فاعل لأن المعبود يسمى مفعول. فيكون اسم الجلالة بدلا من الضمير المرفوع وبدل المرفوع مرفوع. هذا هو إعراب هذه الجملة. وفي رأي لبعض النحويين ولكنه معترض عليه. يقول: إن الكلام ما يحتاج إلى تقدير وأن قولنا (إلا الله)هو الخبر. ولكن هذا منقوض يعني بأمور لا داعي للإطالة بذكرها. هذا هو إعراب هذه الكلمة وهذه (لا) العاملة عمل (إن). العاملة عمل (ليس) مرت علينا في قول الله تعالى مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ لَا بَيْعٌ فِيهِ فلا نافية عاملة عمل (ليس) (وبيع) اسمها (والجار والمجرور) هو خبرها. النوع الثاني (الناهية) قبل الناهية. لا النافية الداخلة على الأفعال لا تعمل. ما تعمل تدخل على الفعل المضارع فلا تعمل تقول (محمد لا يؤدي واجبه) (لا يؤدي واجبه) فلا تعمل. الفعل بعدها مرفوع والكثير الغالب أنها ما تدخل إلا على المضارع. وقد تدخل لا النافية على الفعل الماضي بقلة وقد جاء في القرآن قول الله تعالى فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى دخولها على الماضي أقل من دخولها على المضارع. إذن ما الفرق بين لا العاملة وغير العاملة؟ العاملة هي الداخلة على الأسماء، وغير العاملة هي الداخلة على الأفعال طيب (لا الناهية) واضحة مثل (لا تقم) وهي مختصة بالفعل المضارع وهي تجزمه. أسقط (ابن هشام) (لا الدعائية) فلم يذكرها لا في المختصر والرسالة التي معنا. ولا في المطول وهو (قواعد الإعراب) ولا في مطول المطول وهو (مغني اللبيب) ما تعرض لها وقد تعرض لها صاحب كتاب (رصف المباني) والحقيقة أن ذكرها مهم (لا الدعائية) لأنه وقعت في القرآن الكريم بكثرة مثل رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا ما تسمى ذي ناهية. من باب الأدب مع الله جل وعلا. فيقال في إعراب لَا تُؤَاخِذْنَا لا دعائية جازمة للفعل المضارع (وتؤاخذ) فعل مضارع مجزوم. الثالثة باعتبار كلام (ابن هشام) والرابعة باعتبار ما أضفنا من الدعائية (لا الزائدة) والزائدة لا تكون إلا لقصد التوكيد ويمثلون لها بقول الله تعالى لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ فلئلا (لا) هذه للتوكيد . يعني لتحقيق علم أهل الكتاب. لأنها لو لم تكن زائدة للتوكيد أين تروح؟ ها - تصير نافية. ولو نفت لفسد المعنى قطعا لو كانت نافية فسد المعنى لصار يعني يصير المعنى لأجل أن أهل الكتاب ما يعلمون وهذا ليس هو المراد بالآية؟ |
23-06-09, 01:59 PM | #35 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
من أدوات الإعراب (قد)
من أدوات الإعراب (قد)
الخامسة ( قد ): قال: وفي ( قد ) حرف تحقيق وتوقع وتقليل. المراد بـ ( قد ) هنا هي قد الحرفية، وكأن ابن هشام أعرض عن ( قد ) الاسمية لقلة وجودها في الكلام، التي يكثر ورودها في الكلام هي ( قد ) الحرفية، ( قد ) الحرفية على حسب السياق تفيد واحدا من هذه المعاني الثلاثة: إما أن تفيد التحقيق، وهذا إذا دخلت على الفعل الماضي والمضارع، وأقوى ما تكون إذا دخلت على الفعل الماضي، بل هذا أكثر مواضعها، قال الله -تعالى-: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الإعراب: ( قد ): حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب، ( أفلح ): فعل ماضٍ مبني على الفتح، و( المؤمنون ) فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم، ( والنون ) عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
و( قد ) تكون في المضارع كما في قول الله -تعالى-: قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وكما في قوله -تعالى-: قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ فقد ذكروا أن ( قد ) في مثل هاتين الآيتين وإن كانت داخلة على فعل مضارع لكنها للتحقيق. الثاني: ( التوقع )، وهي تدخل على الفعل الماضي، والتوقع في الفعل المضارع أكثر، ومن التوقع في الفعل الماضي قول المقيم: ( قد قامت الصلاة )؛ لأن الجماعة في المسجد يتوقعون وينتظرون، فتكون في قوله: ( قد قامت الصلاة ) تفيد ماذا؟ التوقع، يعنى ما كانوا يتوقعونه حصل، وتكون في الفعل المضارع، وهذا هو الغالب والكثير، للتوقع، تقول مثلا: ( قد ينزل المطر )، ( قد يأتي محمد )، فهنا تفيد التوقع. المتكلم الذي يقول الكلام بها يتوقع فتكون حرف ( قد ) إذا أردت الإعراب ( قد ) حرف توقع، و( قام ) فعل ماض مبنى على الفتح، و( التاء ) للتأنيث، وحركت بالكسر لالتقاء الساكنين و( الصلاة ) فاعل. المعنى الثالث ( لقد ) قال إيش؟ التقليل، التقليل خاص بالفعل المضارع، خاص بالفعل المضارع، مثاله: ( قد يصدق الكذوب )، ( قد يجود البخيل )، فهنا ماذا تفيد ( قد )؟ تفيد التقليل؛ يعني أن الكذوب وإن صدق لكن صدقه في مقابل كذبه قليل، والبخيل قد يجود بشيء من المال ولكن جوده بمقابل بخله قليل. ونازع بعض النحويين في دلالة ( قد ) على التقليل، وقال إن ( قد ) لا تفيد التقليل، وإنما التقليل مستفاد من السياق، فإنك لو قلت: ( يجود البخيل ) معلوم التقليل بدون قد، ولو قلت: ( يصدق الكذوب ) معلوم التقليل بدون قد، والخطب في هذا سهل، إن جاءت قد فهي تدل على التقليل، وإن ما جاءت فالكلام يفيد التقليل، وعند الإعراب تقول: ( قد ) حرف تقليل مبني على السكون لا محل له من الإعراب، ( يجود ): فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، ( والبخيل ) فاعل. |
23-06-09, 06:04 PM | #36 |
|مديرة معهد أم المؤمنين خديجة|
|
ما شـــاء الله
رائـــع أختي الحبيبة أم حاتم ، بارك الله فيكِ ونفع بكِـ واصلي أختي جزاكِ الله كـــل خـــير |
25-06-09, 02:29 AM | #37 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
|
25-06-09, 02:37 AM | #38 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
من أدوات الإعراب (لو)
( لو ) وما أدراك ما لو. يقول ابن هشام: لو: حرفٌ يقتضي امتناع ما يليه واستلزامه لتاليه وهو خير من قول كثير منهم ( حرف امتناع لامتناع ) وأظنني وعدتكم بهذا في ليلة مضت. المسألة الأولى: أفعال الاستثناء مثل ( ما خلا ) و( ما عدا ) و( ليس ) و( لا يكون ) فالضمائر مع هذه الأفعال كلها تقديرها هو لكنها مستترة وجوبا. الكلام على ( لو ) فيه نوع من الدقة، ( فألقي نحو ما أقول السمع وأجمع حواف الكلمات جمعا ) الآن نحن محتاجون إلى شيئين: إثبات صحة عبارة: " حرف امتناع لما يليه واستلزامه لتاليه " وتفنيد عبارة " حرف امتناع لامتناع " ولكن يبدو لي أنه أحسن وسيلة هي عرض الأمثلة أولًا، فسأعرض الآن عددًا من الأمثلة ومن خلالها نستنتج القاعدة. لو قلت: ( لو جاء زيدٌ لأكرمته )، هنا دلت ( لو ) على شيئين: الشيء الأول: امتناع الشرط، أين شرطها؟ يعني فعل الشرط، ( جاء زيد ) هذا فعل الشرط، طيب الذي يقول لك: ( لو جاء زيد ) تفهم إن زيد جاء ولا ما جاء؟ ما جاء، ولهذا يقول النحويون- أقول النقطة دي طالما أنها مهمة- يقولون: إن ( لو ) تفيد أن الشرط ممتنع دائما، الشرط ممتنع دائما، ما وقع، لأن من قال لك: لو كان كذا فهمت أنه ما وقع، الظاهر -يا إخوان- الذي يقول لك: ( لو كان كذا ) تفهم أنه ما وقع شيء، فالذي يقول لك: ( لو جاء زيد ) معناه أنه ما جاء. إذن نقول ( لو ) دلت على ( شيئين ): الشيء الأول: امتناع تاليها. ما المراد بتاليها عندك في المثل؟ علق على قول تاليها، اكتب المراد بتاليها هو الشرط، أو ما يليها -امتناع ما يليها- تاليها - هـا.. طيب، إذن ( لو ) تدل على أن فعل الشرط الممتنع كذا ولا لأ، طيب، نجيء للجواب، يا إخوان الجواب هو الذي فيه الإشكال بالعبارة التي ذكرها ابن هشام، الآن مثالنا هذا الجواب حاصل ولا ممتنع؟ ممتنع ولا لأ؟ إذن لو ما باللغة العربية إلا هذا المثال، صح أن نقول ( لو ) حرف امتناع لامتناع، امتنع الإكرام لامتناع المجيء، طيب. لكن على عبارة ابن هشام المجيء يستلزم الإكرام، المجيء لو حصل يستلزم الإكرام، يستلزم ولّا كان يقول الذي يقول ( لو جئتني لأكرمتك ) يصير يكذب! هذا الأمر الثاني الذي تدل عليه ( لو ) وهو أن شرطها يستلزمها جوابها، يعني يستدعي جوابها، يعني أن المجيء ماذا يستلزم؟ الإكرام، ويستدعي الإكرام ويقتضي الإكرام. الخلاصة إذن: ( لو جاء زيدٌ لأكرمته ) دلت ( لو ) على شيئين: الشيء الأول: أن شرطها ممتنع. واضح يا إخوان. الثاني: أن شرطها يستلزم جوابها؛ لأن قوله: "واستلزام ما يليه" ما المراد بالذي يليه، الجواب "الذي يليه" يلي ماذا؟ الذي يلي فعل الشرط، وجواب الشرط، واضح هذا، طيب. وعرفتم أن بهذا المثال لا يصح أن يقول: إنها حرف امتناع لامتناع، طيب. مثال ثاني ( لو كانت الشمس موجودة كان النهار موجودا ) الآن نحن نقول ( لو كانت الشمس موجودة كان النهار موجودا ) اللي يقول لك: لو كانت الشمس موجودة يدل على أنها غير موجودة، هــا.. يدل على أنها غير موجودة. إذن ( لو ) حرف امتناع، إذن وجود الشمس ممتنع، لا تنسوا -يا إخوان- أن ( لو ) دائما تفيد أن الشرط ممتنع، يعني ما وجد، طيب. ( كان النهار موجودا ) وجود الشمس يستلزم وجود النهار، هل يوجد نهار بدون شمس؟ إذن المثال ده مثل المثال الذي قبله، وجود الشمس يستلزم وجود النهار، كما أن وجود المجيء يستلزم وجود الإكرام. أما ظهر لكم، إذن المثال الثاني يدل على أن ( لو ) تفيد شيئين: امتناع تاليها اللي هو الشرط واستلزامه لما، لما يليها، طيب. مثال ثالث: ( لو كانت الشمس موجودة كان الضوء موجودا ) الشرط حاصل ولا ممتنع؟ ممتنع، طيب. وجود الشمس يستلزم وجود الضوء، واضح هذا؟ طيب. سنرجع الآن مرة ثانية إلى الأمثلة. المثال الأول: قلنا ( لو جاء زيدٌ لأكرمته ) امتنع الإكرام، يمتنع الإكرام لامتناع المجيء؟ صح ولا لأ؟ طيب. المثال الثاني: يمتنع وجود النهار لعدم وجود الشمس، صح؟ هل يمتنع وجود الضوء لعدم وجود الشمس، ولا قد لا توجد الشمس ويوجد ضوء؟ قد لا توجد الشمس ويوجد ضوء، الآن أنتم شوفوا ما في ضوء الآن، في ضوء مع أن الشمس ما هي موجودة. إذن، لا ما هو المقصود ضوء الشمس، المقصود ضوء في الكون عموما، لا لا، الضمير الله يهديك، الضمير الآن ( لو جاء زيدٌ لأكرمته ) الآن المتكلم هو الذي يتكلم بهذا الكلام، وقول: ( لأكرمته )( الضمير يعود على زيد، هــا.. طيب. خذ الآن الكلام وبعدين اللي يناقش ما فيه مانع، يناقش ويسأل. إذن صار المثال الأخير ينقض القاعدة لمرات، إن ( لو ) ما هي حرف امتناع لامتناع، إلا لو كان يمتنع الضوء لامتناع الشمس، لكن قد يوجد ضوء مع أن الشمس ممتنعة واضح؟ طيب. مثال آخر يوضح هذه النقطة بالذات: ( لو ركب المسافر الطائرة لبلغ غايته ) يعني قضى شغله. طيب ( لو ركب المسافر ) معناه ما ركب، إذن حرف امتناع، امتنع الشرط، يستلزم أنه ما يبلغ غايته؟ هــا.. بنفس المثال ذاته بأنه ما يبلغ غايته، لكن بل بالنسبة للمثال هذا مثل المثال الذي قبله، هل المسافر يمتنع ببلوغ غايته لامتناع ركوبه الطائرة، أو قد يبلغ غايته بسبب آخر؟ قد يركب سيارة ويبلغ غايته. إذن نقول: إنه لو في المثال الأخير ليست حرف امتناع لامتناع، لأننا لو قلنا حرف امتناع لامتناع إيش يصير المعنى؟ امتنع بلوغ المسافر غايته لامتناع ركوبه الطيارة، وهذا المسافر إذا ما ركب الطائرة ما يبلغ غايته؟ لا، قد يبلغ غايته بوسيلة أخرى، مثل الضوء، قد يوجد الضوء وبوسيلة أخرى غير الشمس. وهذا معنى قولنا، أو قول ابن هشام "إن لو حرفٌ يقتضي امتناع تاليه -ما يليه- واستلزامه لتاليه" وأنه أحسن، بل وأصوب من قولهم: "حرف امتناع لامتناع" لأنه أحيانا قد يمتنع الجواب، وأحيانا ما يمتنع، طيب هل تريدون ضابطا لامتناع الجواب أو عدم امتناع الجواب؟ نعم، الضابط إن كان الجواب ما له سبب إلا الشرط، امتنع، مثل وجود النهار له سبب غير الشمس؟ يا إخوان... ما له سبب غير الشمس، إذن إذا كان الجواب ليس له سبب إلا الشرط امتنع الجواب مثل امتناع الشرط، أما إذا كان الجواب له سبب آخر غير الشرط فقد يمتنع بالنسبة للشرط الموجود ولا يمتنع بالنسبة لسبب آخر، الضوء قد يمتنع بالنسبة للشمس، لكن قد يوجد ضوء بسبب شيء آخر، المسافر قد ما يبلغ غايته إذا ما ركب الطائرة، لكن قد يبلغ غايته إذا ركب السيارة. إذن وجود الضوء له سبب غير الشمس ولا لأ؟ له سبب ولا لأ؟ وجود النهار له سبب غير الشمس ولا لأ؟ ما له سبب، بلوغ المسافر غايته له سبب غير ركوب الطائرة؟ له سبب. إذن خذوها قاعدة: إذا كان الجواب ليس له سبب إلا الشرط امتنع، ويصح تجيء العبارة "حرف امتناع لامتناع". أما إذا كان الجواب له سبب غير الشرط، هنا ما يصح أن نقول: حرف امتناع لامتناع، وعلى هذا نترك العبارة هذه "حرف امتناع لامتناع" ونختار العبارة السليمة وهي: "إنه حرف يدل على امتناع ما يليه واستلزامه لتاليه" وهذا هو الذي أيده النحويين ومنهم ابن مالك، كما في بعض نسخ التسهيل، وابن هشام، ومنهم المرادي في كتابه ( الجنى الداني في حروف المعاني ). سنكتفي بهذا القدر من الأدوات. هل تنشطون لبعض الفوائد؟ طيب، كثير من الطلاب ما يدري متى يكون الضمير مستترا وجوبا ومستترا جوازا، وهناك قاعدة جيدة وهي: أن الضمير إذا كان تقديره ( أنا أو نحن أو أنت ) فهو مستتر وجوبا، إذا جئت تقدر الضمير، تقول مثلا: الفاعل ضمير مستتر؛ هل تقول: وجوبا أو جوازا، إن كان الضمير الذي ستقدره تقديره ( أنا ) أو( نحن ) أو( أنت ) فهو مستتر وجوبا. أما إذا كان الضمير الذي ستقدره تقديره ( هو ) أو( هي ) فهذا يكون مستترا جوازا إلا في مسائل يسيرة، يكون مستترا جوازا مع أن تقديره ( هو ) أو( هي ) وهي ثلاث مسائل،: المسألة الثانية: مع فعل التعجب، الضمير مع فعل التعجب، إذا قلت: ( ما أجمل الصدق ) في (أجمل ) ضمير مستتر تقديره هو مستتر وجوبا.
المسألة الثالثة: فاعل نعم أو بئس، إذا كان مفسرا بالتمييز مثل ( نعم صديقا الكتاب ) ففاعل نعم هنا ضمير مستتر وجوبا تقديره هو يعود على التمييز. من الفوائد: الإعراب ثلاثة أنواع: إعراب ظاهر، وإعراب تقديري، وإعراب محلي، هذه أنواع الإعراب في الكلام، الإعراب الظاهر هذا هو الأصل؛ حيث -يعني- لا داعي للإعراب التقديري ولا للمحلي، يعني: إذا لم يوجد سبب يكون الإعراب ظاهرا، مثل لو قلت مثلا: ( الصدق نافعٌ ) هذا إعراب ظاهر؛ لأن (الصدق): مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، و(نافع): خبر مرفوع بالضمة الظاهرة. هذا يسمى إعرابا ظاهرا، والأصل في الإعراب أن يكون ظاهرا. النوع الثاني: يسمى الإعراب التقديري، الإعراب التقديري له أربعة مواضع: الاسم المتصل بياء المتكلم مثل ( هذا كتابي )، والاسم المقصور، والاسم المنقوص، والفعل المعتل إما بالواو أو بالألف أو بالياء، وهذا الفعل المعتل فيه استثناءات، مثل حالة النصب تظهر الفتحة مع المعتل بالواو والمعتل بالياء، يعني أعطيكم قواعد وعليكم التفصيل. النوع الثالث: يسمى الإعراب المحلي، الإعراب المحلي له موضعان. الموضع الأول في الأسماء المبنية، كل اسم مبني، فإعرابه في المحل، والموضع الثاني في الجمل التي مرت علينا، الجملة التي لا محل لها من الإعراب، ولهذا مر علينا جمل: في محل رفع، في محل نصب، في محل جزم، في محل جر. والفرق بين الإعراب التقديري والمحلي أنهما يشتركان، أنه ما في حركة ظاهرة، لكن الإعراب التقديري يكون على آخر حرف في الكلمة مقدرة عليه الحركة على آخر حرف، إذا قلت مثلا: ( جاء الفتى )، نقول: ( الفتى ) فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الألف لأنها آخر شيء على الألف منع من ظهورها اشتغال المحل. وهكذا بالنسبة للمنقوص، وهكذا بالنسبة للفعل المعتل في بعض أحواله، وهكذا بالنسبة للاسم المتصل بياء المتكلم ولهذا يقال: إن المعتل مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، يعني: على الحرف الأخير من الكلمة. أما الإعراب المحلي ما هو على حرف معين، على الكلمة بأكملها، فلو قلت مثلا: ( هذا مجدٌ )، ( هاء ): حرف تنبيه، ( ذا ): اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع، الرفع على الذال ولّا على الألف ولّا على الجميع؟ على الجميع، وهكذا بالنسبة للجمل، إذا قلت: والجملة في محل رفع، هل الرفع واقع على حرف معين، على الجملة بأكملها، والله أعلم. س: أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ، هذا سائل يقول: أنا طالب أعجمي ولا أجد صعوبة في دراسة النحو والصرف وما يتعلق بالقواعد وفهم الأساليب، ولكني أحيانا لا أجد المفردات والأساليب المناسبة للتعبير عما أريد، فما نصيحتك في تكوين هذه الملكة، وجزاك الله خيرا؟ ج: تكوين هذه الملكة لا بد أن يكون بالرجوع إلى معاجم اللغة من جهة، وبالنسبة أيضا إلى الكتب التي تبحث في المفردات والأدوات من جهة أخرى -يا إخوان- الأدوات التي درسنا بعضا منها وسنكملها إن شاء الله في الليلتين القادمتين، كانت في أول الأمر مبثوثة في كتب التفسير وفي كتب النحو، ثم نهض العلماء وأفردوها في مصنفات مستقلة ورتبوها ترتيبا بديعا، مثل ابن هشام في ( مغني اللبيب ) ومثل المرادي في كتابه ( الجنى الداني في حروف المعاني )، ومثل المالقي في كتابه ( رصف المباني في حروف المعاني ) فهذا الأخ السائل لا بد وأن يكون الملكة التي يسأل عنها بواسطة الرجوع إلى هذين النوعين من الكتب، نعم. س: وهذا سائل يقول: ما الفرق بين ( إذن ) بالنون و( إذا ) بالألف؟ ج: هما بمعنى واحد، لكن هم مجمعون على أن ( إذن ) إذا كانت ناصبة للفعل المضارع فإنها تكتب ( بالنون ) هذا سؤال إملائي، إذا عملت إذا بصفة الفعل المضارع يعني الأمثلة التي مرت علينا يا إخوان، مر علينا أمثلة عملت فيها ( إذن ) ونصبت المضارع بتوفر الشروط، ومر علينا أمثلة ما عملت فيها ( إذن ) فمن الإملائيين من يقول: إن عملت كتبت بالنون، وإن أهملت كتبت بالألف مع التنوين، وبعضهم يقول: لأ، تكتبها بالنون مطلقا سواءٌ كانت عاملة أو غير عاملة. وقد فصل في المسألة كتاب، صاحب كتاب ( المطالعة المصرية ) الذي قلت لكم: إن هذا من أحسن الكتب في الإملاء، فَفَصَّل في المسألة ولكن إجابةً للسؤال كما قلنا، إن كانت عاملة تكتب بالنون، وإن كانت غير عاملة فخلاف: بعضهم يقول: تكتب بالنون، وبعضهم يقول: لا، تكتب بالألف بدون نون. نعم. س: أحسن الله إليك، هذا سائل يقول: هل تذكرون لنا سلمًا يترقى به طالب العلم في فن النحو، مع ذكر أجود الشروح التي تفيد الطالب لهذا السلم؟ ج: أظن أنكم في أعلى السلم، كيف تسألون عن سلم تبدءون به من الأول، الظن بكم أنكم إما في منتصف السلم أو في أعلى السلم، وأنا لا أستبعد أن فيه عددا من الإخوان الذين يحضرون ويستفيدون أن عندهم من معلومات النحو الشيء الكثير، لكن العلماء يذكرون أنه ينبغي لطالب العلم عموما أن يتدرج في التعلم، فيذكرون ( المتون لجميع الفنون )، وهذا السجع غير متكلف. ولهذا قيل لبعضهم: ما أحسن السجع؟ قال: ما خف على السمع. قيل: مثل ماذا؟ قال: مثل هذا، لأنه جاءه بمثل لكنه ما يدرى هو بالمثال ولّا الجواب الأول هو مثال، الجواب الأول فيه مثال؟ فيه مثال، أحسن السجع ما خف على السمع، جواب ومثال في آن واحد، لكن يبدو أن الشخص هذا عنده ثروة لغوية. يقوم يسأله قال: مثل ماذا؟ قال مثل هذا. فالمقصود أن النحو يذكرون الأجرومية. يعني تكاد أن تكون الأجرومية محل إجماع، إنه أول ما يبدأ بها الطالب، لكن الأجرومية في ظاهرها ما فيها معلومات وافية في النحو إلا إذا درست على شيخ متخصص، وأذكر أن الشاطبي -رحمه الله- في الموافقات لما تكلم على العلم والتعلم، قال: "إنه ينبغي لطالب العلم إذا أراد أن يدرس متنا من المتون أنه يكون على شيخ متخصص؛ لأن المتخصص يفيدك ما لا يفيدك غيره". فالأجرومية تعتبر في البداية، بعدها في نظري ( متن القطر ) لابن هشام، أنا درست متن القطر ودرست شرح القطر لابن هشام، وشرحت أيضا القطر وإنه مطبوع، فتبين لي أن متن القطر هو الذي يلي الأجرومية؛ لأنه مناسب جِدًّا وإذا جمعت مع متن القطر أو ما بعد متن القطر رسالة ابن هشام ( الإعراب عن قواعد الإعراب ) اللي مختصره الرسالة اللي معنا هذه، يكون هذا جيدا، وفي رأيي: إنه إذا درس الإنسان -يعني- القطر مع شروحه المطبوعة فهذا خير كثير، نعم. س: وهذه سائلة عبر الإنترنت تقول: هل الواو التي للعطف تفيد المغايرة؟ ج: هذا هو الأصل، بل إن النحويين والمفسرين إذا أرادوا أن يستدلوا على المغايرة قالوا: بدليل العطف والعطف يقتضي المغايرة، إذ هذه قاعدة عندهم، لكن لكل قاعدة في الغالب استثناءات؛ قد تكون الواو ما تقتضي المغايرة، أنت لو قلت: ( جاء زيدٌ وعمرو ) تقتضي المغايرة، لكن إذا سمعت قول الشاعر: فقـددت الأديـم لراهشَيْه وألفى قولها كذبًا ومينًا الكذب والمين بمعنى واحد، لكن نستطيع أن نقول: إن الغالب في الواو أنها للمغايرة، لكن قد لا تقتضي المغايرة. نعم. س: أحسن الله إليك، يقول السائل: هل كلمة ( أشياء ) ممنوعة من الصرف أم لا؟ ج: ممنوعة من الصرف، أقول: ممنوعة من الصرف لأنها مختومة بألف التأنيث الممدودة؛ ولهذا ما تقول: "أشياءً" تقول: "أشياءَ" نعم. س:وهذا سائل يقول: ما الفرق بين الجملة الصغرى والكبرى؛ لأني لم أحضر هذا الدرس؟ ج: ما الفرق بين الجملة الكبرى والصغرى؟ الجملة الكبرى: هي التي أخبر عنها بجملة. هذه الكبرى، والجملة الصغرى: هي الجملة التي وقعت خبرًا عن مبتدأ. كذا ولّا لأ؟ الجملة الكبرى: هي الجملة التي وقع الخبر فيها جملة، والجملة الصغرى هي التي وقعت خبرا عن مبتدأ، فإذا قلت مثلا، المثال الذي مر علينا: ( الإسلام آدابه عالية ) إذا وضعت عليها دائرة هذه جملة كبرى، إذا جئت بجملة: ( آدابه عالية ) هذه جملة صغرى، نعم. س: أحسن الله إليك، سائل يقول: أرجو إعطاء نبذة مختصرة عن كتاب دراسات لأسلوب القرآن وكيفية الاستفادة منه. ج: هذا الكتاب كتاب قيم جدا، وقد بذل فيه المؤلف -رحمه الله، وهو محمد عبد الخالق عظيمة- جهدا عظيما، قد لا يقوم بهذا الجهد رجل واحد، ولا يُقيِّمُ الجهد في هذا الكتاب إلا من تردد فيه وسبر غوره، هذا الكتاب درس فيه المؤلف أساليب القرآن الكريم عموما، وقد نستطيع أن نقول: إن ما في آية في القرآن إلا موجودة في الكتاب على أقل تقدير، ولا فيه آيات قد تكررت كثيرا. المؤلف بدأ الكتاب أولا بفوائد عظيمة جدا موجودة في مطلع الجزء الأول، ومما ذكر أنه يجب الاحتكام إلى القرآن الكريم في قواعد اللغة، وإن القرآن يجب أن يعول عليه، وإن ما -يعني- يرد من بعض النحويين أنهم يستدلون ببيت شعر ويأولون آية كريمة أن هذا لا ينبغي. فينبغي أن يحتكم للقرآن في التقعيد، قواعد اللغة العربية، وما جاء في القرآن فهو القاعدة وليس في بيت لشاعر جاهلي قد لا يعرف أصله من فصله، ثم بعد هذا بدأ بالأدوات مرتبة على حروف المعجم ودرسها دراسة بديعة، ونقل من جميع كتب اللغة وكتب التفسير وكتب الحديث، ويسرد الآيات، ثم بعد هذا في الأجزاء الباقية تطرق لأبواب النحو عموما، ومن مزايا الكتاب النقول الموثقة بالجزء والصفحة، وقد ينقل من كتب لم تصل إلينا ولكنها عنده هو، والمقصود بهذا أن هذا الكتاب كتاب قيم جدا ونافع ولا سيما للمتخصصين في النحو، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. |
02-07-09, 01:44 AM | #39 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
من أدوات الإعراب (لما الوجودية)
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد. فلا زال الكلام موصولا فيما يتعلق بالأدوات التي يكثر دورها في الكلام، وقد مضى في الليلة الماضية الكلام على إحدى عشرة أداة، والكلام يبدأ الآن على الأداة الثانية عشرة. يقول ابن هشام -رحمه الله تعالى-: ( وفي لما الوجودية ) في نحو ( لما ) جاء زيد أكرمته حرف وجود لوجود مر علينا في الليلة الماضية ( لما ) وهذه ( لما ) والفرق بينهما أن التي مرت أمس هي ( لما ) الحرفية الجازمة للفعل المضارع، التي مرت مختصةٌ بالدخول على الفعل المضارع ولهذا يذكرونها في عداد جوازم الفعل المضارع، ويسمونها ( لما ) الحرفية لأنه مجمع على أنها حرف، تقول: ( لما تشرق الشمس )، فـ ( لما ) حرف نفيٍ وجزمٍ وقلب و( تشرق ) فعل مضارع مجزوم بـ ( لما ) وعلامة جزمه السكون.
أما ( لما ) التي معنا فهي من عداد أدوات الشرط، بعدها فعل شرط ثم الجواب، ومثال ابن هشام قال: ( لما جاء زيد أكرمته ) ما معناها، حرف وجود لوجود، يعني: وُجد الإكرام لوجود المجيء، فنقول في الإعراب: ( لما ) حرف وجود لوجود، وبعضهم يقول: حرف وجوب -بالباء- لوجوب، والمعنى واحد. ( جاء ) فعل ماض مبني على الفتح، و( زيد ) فاعل، وهذا فعل الشرط، ( أكرمته ) أكرم فعل ماض و( التاء ) فاعل و( الهاء ) مفعول، والجملة جواب الشرط، و( لما ) من أدوات الشرط غير الجازمة، فرقها عن ( لما ) الحرفية كما قلت لكم: إن ( لما ) الحرفية لا تدخل إلا على الفعل المضارع، هذه بالعكس لا تدخل إلا على الفعل الماضي لفظا ومعنى، أو معنًى فقط. ما هو الفعل الماضي لفظًا ومعنى؟ مثل ( كتب - دخل ) هذا فعل ماضٍ لفظًا ومعنًى، لكن -يا إخوان- أحيانا في كتب النحو، يقولون: الفعل الماضي معنى كبير، الفعل الماضي معنى هو المضارع الذي دخلت عليه ( لم )، مر علينا الليلة الماضية أن ( لم ) إذا دخلت على الفعل المضارع اللي هو للحال والاستقبال، ماذا عملت فيه؟ قلبته إلى الماضي، هذا الذي يذكره النحويون أحيانا ويقولون: الفعل الماضي معنًى، إذن ( لما ) اللي معنا اللي هي الوجودية تدخل على الفعل الماضي لفظا ومعنى وعلى الفعل الماضي معنى، إن شئت تتبدل كلمة الفعل الماضي معنى بالفعل المضارع الذي دخلت عليه ( لم ) يكون المعنى صحيحا، يكون المعنى صحيحا، مثاله تقول: ( لو لم يأت زيد ما أكرمته ) هذا تلاحظون فرقا بين هذه الكلمة والتي قبلها من جهة المعنى، المعنى واحد، ماذا نفهم من ( لو لم يأتي زيد ما أكرمته)؟ إنه حصل الإكرام لمجيء زيد. |
03-07-09, 02:20 PM | #40 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
من أدوات الإعراب (لولا)
من أدوات الإعراب (لولا)
الأداة الثالثة عشرة: ( لولا ) حرف امتناع لوجود، نحو ( لولا زيد لأكرمتك ). معنى "حرف امتناع لوجود" يعني: امتنع الجواب لوجود الشرط، ولولا هذه تدخل على الجمل الاسمية وما بعدها يكون مبتدأ والخبر محذوف في الغالب وجوبا.
إذن ( لولا ) تدخل على الجملة الاسمية والذي بعدها يعرب مبتدأ وخبر هذا المبتدأ في غالب الأحوال يكون محذوفا، مثال ابن هشام: ( لولا زيد لأكرمتك )، ( لولا ) حرف امتناع لوجود مبني على السكون لا محل له من الإعراب، ( زيدٌ ) مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والخبر محذوف وجوبا، والتقدير ( لولا زيد موجود لأتيتك )، ( اللام ) واقعة في جواب لولا، ( وأتيتك ) ( أتى ) فعل ماض مبني على الفتح المقدر، و( التاء ) فاعل و( الكاف ) مفعول، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم. ومنه قول الله -تعالى-: وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ إعراب الآية مثل إعراب هذا المثال. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مائة قاعدة تعين على ضبط النحو ومعرفة الإعراب | أم هشام | روضة اللغة العربية وعلومها | 4 | 07-12-13 10:08 PM |
أهمية الإعراب في اللغة | أم هشام | روضة اللغة العربية وعلومها | 1 | 15-08-06 06:24 AM |