العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة القرآن وعلومه

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-07-10, 12:31 PM   #1
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
افتراضي

آمين وايك حبيبتى
ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-07-10, 12:32 PM   #2
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
افتراضي






والآن نحيا مع




النداء الثالث:

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ
(172)
إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ
وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ
فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
(173)

قال الشيخ السعدي في تفسيره لهاتين الآيتين:


هذا أمر للمؤمنين خاصة
بعد الأمر العام
وذلك أنهم هم المنتفعون على الحقيقة بالأوامر والنواهي, بسبب إيمانهم
فأمرهم بأكل الطيبات من الرزق
والشكر لله على إنعامه, باستعمالها بطاعته
والتقوي بها على ما يوصل إليه
فأمرهم بما أمر به المرسلين
في قوله يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا .



فالشكر في هذه الآية

هو العمل الصالح
وهنا لم يقل " حلالا "
لأن المؤمن أباح الله له الطيبات من الرزق خالصة
من التبعة
ولأن إيمانه يحجزه عن تناول ما ليس له.

وقوله ( إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ )

أي: فاشكروه
فدل على أن من لم يشكر الله
لم يعبده وحده, كما أن من شكره, فقد عبده,
وأتى بما أمر به
ويدل أيضا على أن أكل الطيب
سبب للعمل الصالح وقبوله، والأمر بالشكر
عقيب النعم؛
لأن الشكر يحفظ النعم الموجودة,
ويجلب النعم المفقودة
كما أن الكفر, ينفر النعم المفقودة ويزيل النعم الموجودة.

ولما ذكر تعالى إباحة الطيبات

ذكر تحريم الخبائث فقال
( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ )
وهي: ما مات بغير تذكية شرعية,
لأن الميتة خبيثة مضرة, لرداءتها في نفسها
ولأن الأغلب, أن تكون عن مرض
فيكون زيادة ضرر واستثنى الشارع من هذا العموم





ميتة الجراد, وسمك البحر, فإنه حلال طيب.

( وَالدَّمَ ) أي:

المسفوح كما قيد في الآية الأخرى.

( وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ )

أي: ذبح لغير الله
كالذي يذبح للأصنام والأوثان من الأحجار
, والقبور ونحوها,
وهذا المذكور غير حاصر للمحرمات،
جيء به لبيان أجناس الخبائث المدلول عليها بمفهوم قوله: ( طَيِّبَاتِ )
فعموم المحرمات,
تستفاد من الآية السابقة
من قوله: ( حَلالا طَيِّبًا )
كما تقدم.

وإنما حرم علينا هذه الخبائث ونحوها, لطفا بنا

وتنزيها عن المضر
ومع هذا ( فَمَنِ اضْطُرَّ )
أي: ألجئ إلى المحرم
بجوع وعدم, أو إكراه،
( غَيْرَ بَاغٍ ) أي:
غير طالب للمحرم, مع قدرته على الحلال,
أو مع عدم جوعه،
( وَلا عَادٍ ) أي:
متجاوز الحد في تناول ما أبيح له, اضطرارا
فمن اضطر وهو غير قادر على الحلال
وأكل بقدر الضرورة فلا يزيد عليها
( فَلا إِثْمَ ) [أي: جناح] عليه
وإذا ارتفع الجناح الإثم رجع الأمر إلى ما كان عليه، والإنسان بهذه الحالة
مأمور بالأكل
بل منهي أن يلقي بيده إلى التهلكة, وأن يقتل نفسه.

فيجب, إذًا عليه الأكل

ويأثم إن ترك الأكل حتى مات, فيكون قاتلا لنفسه.

وهذه الإباحة والتوسعة, من رحمته تعالى بعباده

فلهذا ختمها بهذين الاسمين الكريمين المناسبين غاية المناسبة فقال:
( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )

ولما كان الحل مشروطا بهذين الشرطين

وكان الإنسان في هذه الحالة
ربما لا يستقصي تمام الاستقصاء في تحقيقها
أخبر تعالى أنه غفور
فيغفر ما أخطأ فيه في هذه الحال
خصوصا وقد غلبته الضرورة
وأذهبت حواسه المشقة.

وفي هذه الآية دليل على القاعدة المشهورة:

" الضرورات تبيح المحظورات "
فكل محظور, اضطر إليه الإنسان
فقد أباحه له
الملك الرحمن.
[فله الحمد والشكر, أولا وآخرا, وظاهرا وباطنا]

تفسير الشيخ السعدي رحمه الله

تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان


يتبع

ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-10, 03:30 PM   #3
ام مازن وجومانة
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 09-06-2010
العمر: 43
المشاركات: 59
ام مازن وجومانة is on a distinguished road
افتراضي

جزاكِ الله خيرا أختي أم الشيماء على النقل المبارك..
ام مازن وجومانة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-09-10, 02:34 PM   #4
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
افتراضي

جزاكِ الله خيراً
ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-10, 01:05 AM   #5
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
افتراضي





وبقي معنى هام - في نظري -
أود أن أطوّف حوله
أسأل الله : العون في إيضاحه كما يختلج في صدري

الحق أنه ما قرأت في تفسير السعدى

- قط-
إلا وتملكني شعور بأن ذلك التفسير
(( تفسير مُحِبّ )) لمـــــاذا ؟
- لأن الشيخ- رحمه الله تعالى -
يبذل الجهد ويستفرغ الوسع في بث حب الله
في قلوب عباده

فكلماته وتعبيراته المستخدمة في التفسير
تفيض محبة للربّ سبحانه وتعالى وعزّ وجل
فمثلا :-كثيرا-
ما يعبّر الشيخ - رحمه الله تعالى -
عن الأوامر والنواهي بلفظة
( امتن الله علينا فأمرنا بــ أو امتن سبحانه على عباده
فنهاهم عن كذا لطفا
بهم أو رحمة بهم أو ما شابهها من تعبيرات رائقة
تفيض محبة للإله سبحانه في علاه )
تأملوا - فضلا -
كيف يعبر - رحمه الله تعالى-

عن التكاليف التي يعتبرها الكثيرون
- ولا أبرّئ نفسي -
قيودا وموانع وحدودا ويستثقلونها بأنهــا
منن ونعم وألطاف يتفضل بها سبحانه على عباده

لطفا بهم ومحبة لهم ورحمة منه سبحانه بخلقه ...
فسبحان الله
انظروا كيف إن اختلاف المنظور للأوامر والنواهي
من أنها تكاليف
وقيود على العبيد
إلى كونها نعما و ألطافا ورحماتٍ !!!
كيف يؤثر اختلاف المنظور في عميق القلوب تأثيرا شديدا ؛
فتقبل النفوس
والقلوب والجوارح على العمل بمقتضى التكاليف الشرعية
- أوامر أو نواهي -
بكل رغبة ومحبة غير مستثقلة لتبعاتها

بله لعلها متمتعة بما ترى أنه منن
تترى من الرحمن الرحيم عليها سبحانه وتعالى وعز وجلّ






ولنطبق على ما يلي

قال السعدي في تفسيره
{وإنما حرم علينا هذه الخبائث ونحوها
لطفا بنا, وتنزيها عن المضر
ومع هذا ( فَمَنِ اضْطُرَّ )
أي: ألجئ إلى المحرم, بجوع وعدم, أو إكراه
( غَيْرَ بَاغٍ )
أي: غير طالب للمحرم, مع قدرته على الحلال
أو مع عدم جوعه
( وَلا عَادٍ )
أي: متجاوز الحد في تناول ما أبيح له, اضطرارا
فمن اضطر وهو غير قادر على الحلال
وأكل بقدر الضرورة فلا يزيد عليها
( فَلا إِثْمَ )
[أي: جناح]
عليه، وإذا ارتفع الجناح الإثم رجع الأمر إلى ما كان عليه
والإنسان بهذه الحالة, مأمور بالأكل
بل منهي أن يلقي بيده إلى التهلكة
وأن يقتل نفسه.
فيجب
إذًا عليه الأكل, ويأثم إن ترك الأكل حتى مات
فيكون قاتلا لنفسه
وهذه الإباحة والتوسعة, من رحمته تعالى بعباده
فلهذا ختمها بهذين الاسمين الكريمين المناسبين غاية المناسبة
فقال: ( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )

ولما كان الحل مشروطا بهذين الشرطين

وكان الإنسان في هذه الحالة
ربما لا يستقصي تمام الاستقصاء في تحقيقها
أخبر تعالى أنه غفور
فيغفر ما أخطأ فيه في هذه الحال
خصوصا وقد غلبته الضرورة
وأذهبت حواسه المشقة.
وفي هذه الآية دليل على القاعدة المشهورة
" الضرورات تبيح المحظورات "
فكل محظور, اضطر إليه الإنسان
فقد أباحه له, الملك الرحمن.
[فله الحمد والشكر, أولا وآخرا, وظاهرا وباطنا]

أهـ



تأملوا فضلا : ما لوناه بالأحمر والأزرق
واستشعروا كيف إنه
( تفسير محب )
يرغبّ الخلق في طاعة الخالق

يبث حب الربّ في قلوب عبيده



ولنفند بعض العبارات

1-وإنما حرم علينا هذه الخبائث ونحوها, لطفا بنا
وتنزيها عن المضر
( إذن هو نهانا عنها لصالحنا أولا )

2-فمن اضطر وهو غير قادر على الحلال
وأكل بقدر الضرورة
فلا يزيد عليها
( فَلا إِثْمَ )
[أي: جناح]
( ثم رفع الإثم عن غير الممتثل للنهي لوجود ضرورة
فضلا منه سبحانه )

3

-والإنسان بهذه الحالة, مأمور بالأكل

بل منهي أن يلقي بيده
إلى التهلكة, وأن يقتل نفسه .فيجب
إذًا عليه الأكل, ويأثم إن ترك
الأكل حتى مات, فيكون قاتلا لنفسه
( ثم زاد فثلث بأن تارك الأكل حال الضرورة تورعا آثم ؛
لأنه يُهلك نفسه
والله شرع له ما يرحمه من الهلكة فلِمَ التورع في غير محله

فلو كان النهي أو الأمر من الله
غايته محض التكليف من الإله
لخلقه وعباده
لما أثّم من أهلك نفسه متمسكا بأصل الحرمة
ولكن الغاية من الأمر والنهي التكليف بما يحقق صالح الخلق
ومافيه الرفق والرحمة بهم

4-وهذه الإباحة والتوسعة
من رحمته تعالى بعباده
( يتبع التكليف إذا تعذّر توسعة ورحمة من الإله سبحانه )

5- فلهذا ختمها بهذين الاسمين الكريمين المناسبين
غاية المناسبة
فقال: ( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
( فأي مغفرة وأي رحمة سبحانه !!! )

6- ولما كان الحل مشروطا بهذين الشرطين
وكان الإنسان
في هذه الحالة
ربما لا يستقصي تمام الاستقصاء في تحقيقها
أخبر تعالى أنه غفور, فيغفر ما أخطأ فيه في هذه الحال
خصوصا وقد غلبته الضرورة
وأذهبت حواسه المشقة
( يعلم سبحانه
أن بعض عباده قد يتعدى الحد لاضطرابه
فغفر له دون طلب من العبد للمغفرة
بل لعل العبد
لم يستشعر - أصلا -
أنه تعدى أو ارتكب ما يتطلب المغفرة )

7-فكل محظور, اضطر إليه الإنسان
فقد أباحه له, الملك الرحمن.
فله الحمد والشكر, أولا وآخرا, وظاهرا وباطنا

( وكانت تلك الكلمات
مسك الختام من الشيخ رحمه الله تعالى .)

ألم أقل إنّه : ( تفسير محب )!!!.

من درر معلمتنا الحبيبة أم هانيء

منتديات الأكاديمية الإسلامية المفتوحة


ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-10, 01:06 AM   #6
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
c9

نستأنف بعون الله ..



كيف نعمل بمقتضى هذا النداء الآن ؟

.. بمعنى آخر
كيف يمتثل كل منا لهذا النداء عملا ؟





علينا تحرى الأكل من الطيبات والحلال من الرزق
فنبتعد عن المشتبهات فى الكسب
ومن باب أولى اجتناب الغلول و الرشاوى والربا
وجميع انواع المعاملات المحرمة



علينا ألا نغلو فنمتنع عن الأكل من الطيبات
وتحريم ذلك على أنفسنا
من باب التقرب الى الله كما يفعل بعض الجهال


ما نُرزقه من رزق فمن الله
و ما نحن إلا سبب فيه ويترتب عن هذا
إفراد الله بطلب الرزق فلا نسأل غيره



عدم الالتفات لما في أيدي الناس
إن قُدر علينا رزقنا بل الرضا بما قدر الله
وشكره على نعمه سبحانه قليلها وكثيرها.

الإخلاص في شكر الله على ما رزقنا
إن وسع علينا ف(الشكر يحفظ النعم الموجودة
ويجلب النعم المفقودة )
وعدم نسب ما بنا من نعمة لحذاقتنا أو ذكائنا أو مهارتنا



عدم المفاخرة بما رزقنا الله
و عدم التطاول بها على عباده أو انتقاصهم


علينا شكر نعمة الله على ما ساقه لنا من أرزاق
ولنعلم أنه محض فضل من الله
ولانقول كما قال قارون
" إنما أوتيته على علم "



يجب ان يتواطىء الشكر باللسان
واستشعار المنة لله فى القلب على نعمه مع استعمال تلك
النعم فى طاعة الله ومرضاته
فمن قام بحق الشكر فقد قام بحق العبادة


فشكر الجوارح يكون باستعمالها فى طاعته
فلا ينظر الى ما حرم الله من العورات وما لايحل له
ولا يسمع ما حرم الله من الباطل كالغيبة والبهتان
وقول الزور والغناء
ولايقول الا ما يرضى الله



وكذلك من شكر نعمة الولد
تربيتهم كما يجب ربنا ويرضى
ومن شكر نعمة المال القيام بحق الله فيه
من النفقة الواجبة والمستحبة
وشكر نعمة الدين والعلم
تعليم الناس ما يجهلونه وارشادهم الى ما فيه صلاح
دينهم ودنياهم .. الخ



إن أردنا حفظ النعم الموجودة
( من علم - هداية - مال - ولد -صحة
سعة رزق .. )
وجلب المفقودة منها فعلينا بلزوم الشكر



علينا اجتناب ما حرم الله من الخبائث
فى الأطعمة والأشربة وهو قليل واستبداله بما أحله الله
وأباحه من الطيبات وهو الأغلب



على كل مسلم ان يسعى للتفقه فى الدين
حتى لايختلط الأمر عليه فيعرض نفسه للهلاك فى الدنيا
والاثم فى الآخرة


كمثال على ذلك
عدم علمه بوجوب الأكل
عليه مما حرم عليه فى حالة الاضطرار


والله تعالى أعلم



أحسن الله لهن أخواتي بــ


منتديات الأكاديمية الإسلامية المفتوحة

ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-11, 11:12 PM   #7
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
افتراضي




والآن نحيا مع


النداء الرابع

سورة البقرة ،الآية 187

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ
الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَىٰ بِالْأُنْثَىٰ ۚ
فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ
وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ
فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ .}

يقول الشيخ السعدي في تفسيره لهذه الآيات

يمتن تعالى على عباده المؤمنين, بأنه فرض عليهم
( الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى )
أي: المساواة فيه, وأن يقتل القاتل على الصفة
التي قتل عليها المقتول
إقامة للعدل والقسط بين العباد

وتوجيه الخطاب لعموم المؤمنين
فيه دليل على أنه يجب عليهم كلهم
حتى أولياء القاتل حتى القاتل بنفسه إعانة ولي المقتول
إذا طلب القصاص وتمكينه من القاتل
وأنه لا يجوز لهم أن يحولوا بين هذا الحد
ويمنعوا الولي من الاقتصاص
كما عليه عادة الجاهلية
ومن أشبههم من إيواء المحدثين.

ثم بيَّن تفصيل ذلك فقال
( الْحُرُّ بِالْحُرِّ )
يدخل بمنطوقها, الذكر بالذكر
( وَالأنْثَى بِالأنْثَى )
والأنثى بالذكر, والذكر بالأنثى
فيكون منطوقها مقدما على مفهوم قوله
" الأنثى بالأنثى "
مع دلالة السنة, على أن الذكر يقتل بالأنثى
وخرج من عموم هذا الأبوان وإن علوا
فلا يقتلان بالولد, لورود السنة بذلك
مع أن في قوله
( الْقِصَاصُ )
ما يدل على أنه ليس من العدل
أن يقتل الوالد بولده
ولأن في قلب الوالد من الشفقة والرحمة
ما يمنعه من القتل لولده إلا بسبب اختلال في عقله
أو أذية شديدة جدا من الولد له

وخرج من العموم أيضا, الكافر بالسنة
مع أن الآية في خطاب المؤمنين خاصة

وأيضا فليس من العدل أن يقتل ولي الله بعدوه
والعبد بالعبد
ذكرا كان أو أنثى, تساوت قيمتهما أو اختلفت
ودل بمفهومها على أن الحر
لا يقتل بالعبد, لكونه غير مساو له
والأنثى بالأنثى
أخذ بمفهومها بعض أهل العلم فلم يجز قتل الرجل بالمرأة
وتقدم وجه ذلك

وفي هذه الآية دليل على أن الأصل وجوب القود في القتل
وأن الدية بدل عنه، فلهذا قال
( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ )
أي: عفا ولي المقتول عن القاتل إلى الدية
أو عفا بعض الأولياء, فإنه يسقط القصاص
وتجب الدية
وتكون الخيرة في القود واختيار الدية إلى الولي

فإذا عفا عنه وجب على الولي
[أي: ولي المقتول]
أن يتبع القاتل
( بِالْمَعْرُوفِ )
من غير أن يشق عليه, ولا يحمله ما لا يطيق, بل يحسن الاقتضاء والطلب, ولا يحرجه

وعلى القاتل
( أَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ )
من غير مطل ولا نقص, ولا إساءة فعلية أو قولية
فهل جزاء الإحسان إليه بالعفو
إلا الإحسان بحسن القضاء
وهذا مأمور به في كل ما ثبت في ذمم الناس للإنسان
مأمور من له الحق بالاتباع بالمعروف
ومن عليه الحق, بالأداء بإحسان .
وفي قوله
( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ )
ترقيق وحث على العفو إلى الدية
وأحسن من ذلك العفو مجانا
وفي قوله
( أَخِيهِ )
دليل على أن القاتل لا يكفر
لأن المراد بالأخوة هنا أخوة الإيمان
فلم يخرج بالقتل منها
ومن باب أولى أن سائر المعاصي التي هي دون الكفر
لا يكفر بها فاعلها, وإنما ينقص بذلك إيمانه

وإذا عفا أولياء المقتول
أو عفا بعضهم, احتقن دم القاتل
وصار معصوما منهم ومن غيرهم
ولهذا قال
( فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ )
أي: بعد العفو
( فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
أي: في الآخرة، وأما قتله وعدمه
فيؤخذ مما تقدم, لأنه قتل مكافئا له
فيجب قتله بذلك
وأما من فسر العذاب الأليم بالقتل
فإن الآية تدل على أنه يتعين قتله
ولا يجوز العفو عنه
وبذلك قال بعض العلماء والصحيح الأول
لأن جنايته لا تزيد على جناية غيره.

من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-11, 03:14 PM   #8
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي









توقيع لآلئ الدعوة
[sor2]http://vb.jro7i.net/storeimg/girls-top.net_1338687781_970.jpg[/sor2]
لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-11, 02:41 AM   #9
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
افتراضي



والآن نحيا
مع


النداء الخامس

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ

كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
(183)
أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ
فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ
فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
(184)
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ
وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ
وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
185)

يخبر تعالى بما من به على عباده بأنه فرض عليهم الصيام
كما فرضه على الأمم السابقة
لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق
في كل زمان
وفيه تنشيط لهذه الأمة

بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال والمسارعة
إلى صالح الخصال وأنه ليس من الأمور الثقيلة
التي اختصيتم بها
ثم ذكر تعالى حكمته في مشروعية الصيام فقال
" لعلكم تتقون "
فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى

لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه
فمما اشتمل عليه من التقوى

أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع
ونحوها التي تميل إليها نفسه
متقربا بذلك إلى الله
راجيا بتركها ثوابه فهذا من التقوى
ومنها : أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى

فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه لعلمه باطلاع الله عليه
ومنها : أن الصيام يضيق مجاري الشيطان
فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم
فبالصيام يضعف نفوذه وتقل منه المعاصي
ومنها : أن الصائم في الغالب تكثر طاعته والطاعات
من خصال التقوى
ومنها : أن الغني إذا ذاق ألم الجوع أوجب له
ذلك مواساة الفقراء المعدمين وهذا من خصال التقوى
ولما ذكر أنه فرض عليهم الصيام أخبر أنه أيام معدودات

أي : قليلة في غاية السهولة
ثم سهل تسهيلا آخر فقال :
" فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر "

وذلك للمشقة في الغالب رخص الله لهما في الفطر
ولما كان لا بد من حصول مصلحة الصيام لكل مؤمن
أمرهما أن يقضياه في أيام أخر
إذا زال المرض وانقضى السفر وحصلت الراحة
وفي قوله
" فعدة من أيام "
فيه دليل على أنه يقضي عدد أيام رمضان كاملا
كان أو ناقصا وعلى أنه يجوز أن يقضي أياما قصيرة
باردة عن أيام طويلة حارة كالعكس
وقوله
" وعلى الذين يطيقونه "
أي : يطيقون الصيام
" فدية "
عن كل يوم يفطرونه
" طعام مسكين "
وهذا في ابتداء فرض الصيام
لما كانوا غير معتادين للصيام
وكان فرضه حتما فيه مشقة عليهم درجهم الرب الحكيم
بأسهل طريق وخير المطيق للصوم بين أن يصوم وهو أفضل أو يطعم
ولهذا قال
" وأن تصوموا خير لكم "
ثم بعد ذلك جعل الصيام حتما على المطيق وغير المطيق
يفطر ويقضيه في أيام أخر
[ وقيل
" وعلى الذين يطيقونه "
أي : يتكلفونه ويشق عليهم مشقة غير محتملة
كالشيخ الكبير فدية عن كل يوم مسكين وهذا هو الصحيح ]

" شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن "
أي : الصوم المفروض عليكم هو شهر رمضان الشهر العظيم
الذي قد حصل لكم فيه من الله الفضل العظيم
وهو القرآن الكريم المشتمل على الهداية لمصالحكم الدينية والدنيوية
وتبيين الحق بأوضح بيان والفرقان بين الحق والباطل
والهدى والضلال وأهل السعادة وأهل الشقاوة
فحقيق بشهر هذا فضله وهذا إحسان الله عليكم فيه
أن يكون موسما للعباد مفروضا فيه الصيام
فلما قرره وبين فضيلته وحكمة الله تعالى

في تخصيصه قال
" فمن شهد منكم الشهر فليصمه "
هذا فيه تعيين الصيام على القادر الصحيح الحاضر
ولما كان النسخ للتخيير بين الصيام والفداء

خاصة أعاد الرخصة للمريض والمسافر
لئلا يتوهم أن الرخصة أيضا منسوخة
[ فقال ]
" يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر "
أي : يريد الله تعالى أن ييسر عليكم الطرق الموصلة

إلى رضوانه أعظم تيسير ويسهلها أشد تسهيل
ولهذا كان جميع ما أمر الله به عباده في غاية السهولة
في أصله
وإذا حصلت بعض العوارض الموجبة لثقله
سهله تسهيلا آخر إما بإسقاطه أو تخفيفه بأنواع التخفيفات
وهذه جملة لا يمكن تفصيلها لأن تفاصيلها جميع الشرعيات
ويدخل فيها جميع الرخص والتخفيفات
" ولتكملوا العدة "
وهذا - والله أعلم -
لئلا يتوهم متوهم أن صيام رمضان يحصل المقصود منه ببعضه
رفع هذا الوهم بالأمر بتكميل عدته
ويشكر الله [ تعالى ]
عند إتمامه على توفيقه وتسهيله وتبيينه لعباده وبالتكبير
عند انقضائه ويدخل في ذلك التكبير عند رؤية هلال شوال
إلى فراغ خطبة العيد

انتهى النقل من تفسير

" تيسير الكريم الرحمن "
للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدى رحمه الله


ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-11, 02:43 AM   #10
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
افتراضي

واسمحي لي نرتشف قليلا من تأملات معلمتنا أم هانيء
وأخواتنا بلأكاديمية
قالت معلمتنا
قدمنا أن تفسير السعدي تفسير محب ...
فضلا : استخرجي كل ما يؤكد هذا المعنى
ويعضد صحته من كلام الشيخ في تفسيره
لتلك الآيات الكريمات .

وأنقل لكن مماتفضلن به الأخوات:


*يخبر تعالى بما منَّ به على عباده, بأنه فرض عليهم الصيام
كما فرضه على الأمم السابقة
عبر الشيخ السعدي رحمه الله تعالى
عن تكليف الله سبحانه لنا بالصيام بلفظة
"من به على عباده"
هذا التكليف الذي هو في نظر البعض محض مشقة
و حرمان للنفس يعبر رحمه الله عنه بالمنة
و لهذا اثره في تخفيف المشقة الحاصلة من العبادات
*لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق
في كل زمان
اي ان الله عز و جل يشرع للناس ما فيه مصلحتهم
في كل زمان
وفيه تنشيط لهذه الأمة
بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال
والمسارعة إلى صالح الخصال
وأنه ليس من الأمور الثقيلة,التي اختصيتم بها.
فالصوم ليس امرا ثقيلا خصكم الله تعالى به
بل فرضه على الذين من قبلكم من الامم و لهذا ينبغي لنا
-كخير امة-
ان ننافس غيرنا في صالح الخصال فنحن اولى بأعمال الخير
*ولما ذكر أنه فرض عليهم الصيام, أخبر أنه أيام معدودات
أي: قليلة في غاية السهولة,...
ثم سهل تسهيلا آخر
.... يريد الله تعالى أن ييسر عليكم الطرق الموصلة
إلى رضوانه أعظم تيسير
ويسهلها أشد تسهيل
ولهذا كان جميع ما أمر الله به عباده
في غاية السهولة في أصله.
استعمل رحمه الله تعبير
"سهل" "يسر" "غاية السهولة" "تيسير" "تسهيل"...
ليسهل على النفس تقبل هذا الامر
و لينفي اي مشقة و اي صعوبة مقترنة بالصيام
* وهذا في ابتداء فرض الصيام
لما كانوا غير معتادين للصيام, وكان فرضه حتما
فيه مشقة عليهم, درجهم الرب الحكيم
بأسهل طريق، وخيَّر المطيق للصوم بين أن يصوم
وهو أفضل, أو يطعم
ولهذا قال
{ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ }
الله سبحانه بحكمته العظيمة يشرع الاوامر بالتدريج
لان النفوس لما تكون غير معتادة على امر يشق عليها
في البداية التعود بسرعة لهذا انزل الله عز و جل
بعض الاوامر بالتدريج تسهيلا
منه سبحانه
مع انه قادر جل في علاه ان ينزل الامر مباشرة
لكنه حكيم عليم رحيم
*فحقيق بشهر, هذا فضله
وهذا إحسان الله عليكم فيه
أن يكون موسما للعباد مفروضا فيه الصيام.

اي ان هذا الشهر الذي احسن الله علينا فيه
ايما احسان فنزل فيه علينا القران اضافة الى تنزيل الرحمات
و كل ما اختص به سبحانه هذا الشهر العظيم
حري به ان يكون موسما للصيام و الطاعات


أهــ


نعم تفسير محب


محب للقرآن وللتشريع وتكليف الله سبحانه
فيه الرحمة والحكمة منه سبحانه


"...يُرِيدُاللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ
وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ
عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "



جعلنا الله وإياكن من أهل القرآن العاملين به
المنصاعين لأوامره بحب ويسر


آآمين



ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:50 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .