العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الاستشارات > أرشيف الاستشارات

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-02-11, 09:25 PM   #11
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي


حنين الأبوة

إلى أولياء الأمور ...
هل تضايقتم من ضجيج الأولاد ، وشعرتم أنكم بحاجة إلى هدوء يلف ردهات بيوتكم ، وهل تضحرتم من لعب أطفالكم حتى وقت الجد والدراسة ؟ وإذا ضاقت عليكم أنفسكم بسبب تشاجر أبنائكم وطرقت أسماعكم أصوات بكائهم ، وإذا مللتم من ضحكاتهم وتنافسهم عليكم فإن الشاعر بهاء الدين الأميري قد كان مثلكم لكنه عندما سافر أولاده عنه افتقد كل هذه الحركات وبدا في سكون البيت ينتابه ضجيج داخلي ينكر هذا السكون ويستذكر ما كان بشجون :


أين الضجيج العذب والشغب *** أين التدارس شابه اللعِبُ
أين الطفولة في توقُدِها *** أين الدمى في الأرض والكتبُ

أين التشاكس دونما غرض *** أين
التشاكي ما له سببُ
أين التباكي والتضاحك في *** وقت معاً والحزن والطرب

أين التسابق في مجاورتي *** شغفاً إذا أكلوا وإن شَرِبوا
يتزاحمون على
مجالستي *** والقرب مني حيثما انقلبوا

أيها الأبوان ...

هل ضاق صدركم بتكرار كلمة ( ماما ) أو ( بابا ) في كل مناسبة ، وعلى مدار الساعة ... ربما لو صمتوا وما قالوها لحننتم إلى سماعها كما حدث مع الشاعر :

يتوجهون بسَوق فطرتهم نحوي *** إذا رهبوا وإن رغبوا

فنشيدهم (بابا) إذا فرحوا *** ووعيدهم (بابا) إذا غضبوا

وهتافهم
(بابا) إذا ابتعدوا *** ونحيبهم (بابا) إذا اقتربوا
بالأمس كانوا ملء منزلنا
*** واليومَ وَيح اليومِ قد ذهبوا
ذهبوا أجل ذهبوا ومسكنهم *** في القلب ما
شطوا وما قربوا

ما أجمل أن يكون وجود الأطفال حقيقياً ، ولكن حين تحل الذكرى محل الواقع ، وتبقى الصورة تثير الذكرى ، وتغيب شخوصها عندها سنشعر بما شعر به هذا الأب المفارق :

إني أراهم أينما التفتت نفسي *** وقد سكنوا وقد وثبوا
وأحس
في خلدي تلاعبهم في الدار *** ليس ينالهم نصبوا
وبريق أعينهم إذا ظفروا
*** ودموع حُرقتهم إذا غلبوا
في كل ركن منهمُ أثرٌ *** وبكل زاوية لهم صخبوا


أيها الآباء والأمهات :

لعلكم ضقتم ذرعاً بما يخربه أطفالكم ، وبما يشوهونه من صور الترتيب والنظافة التي تريحنا ككبار إنها آثارهم التي إذا نظرنا إليها لدى غيابهم في مدارسهم أو أسفارهم تبتهل قلوبنا بالدعاء لهم أن يحفظهم الله

في النافذات زجاجها حطموا *** في الحائط المدهون قد ثقبوا
في الباب قد كسروا
مزالجه *** وعليه قد رسموا وقد كتبوا
في الصحن فيه بعض ما أكلوا *** في علبة
الحلوى التي نهبوا
في الشطر من تفاحة قضموا *** في فضلة الماء التي سكبوا


أيها المربون الأفاضل

عواطفنا نحو أطفالنا تخبو وتزيد وقد تترجم حناناً عليهم ، أو بذلاً لهم ، أو بكاء شفقة عليهم وحنيناً لهم كما حدث لشاعرنا حين وصف حاله مع أبنائه :

إني أراهم حيثما اتجهت عيني *** كأسراب القطا سربوا
بالأمس في ( قرنايلٍ
( نزلوا *** واليوم قد ضمتهمُ حلبُ
دمعي الذي كتمته جلداً *** لما تباكَوْا عندما
ركبوا
حتى إذا ساروا وقد نزعوا *** من أضلعي قلباً بهم يجبُ

ألفيتني
كالطفل عاطفة *** فإذا به كالغيث ينسكبُ
قد يعجب العُذّال من رجل يبكي!! *** ولو لم أبكِ فالعجبُ!!
هيهات ما كل البكا خَوَرٌ *** إني وبي عزم الرجال أبُ


فيا لهم من أطفال يعرفون كيف يلعبون بعواطفنا ، تارة يضحكوننا ، وتارة يبكوننا ، وهم في جميع الأحوال أحبتنا ، لساننا ينطلق بالدعاء لهم ، وعيوننا تسعد برؤياهم ، يحفظهم الله ويرعاهم .

المصدر: شبكة مشكاة




توقيع لآلئ الدعوة
[sor2]http://vb.jro7i.net/storeimg/girls-top.net_1338687781_970.jpg[/sor2]
لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً  
قديم 22-02-11, 09:26 PM   #12
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي


لغتنا العربية لا تسرقوها

شهدنا في عصرنا سرقات كثيرة ، منها سرقات أوطان ، ومنها سرقات أطيان ، ومنها سرقات عقول وأفكار لكن أن تسرق لغتنا منّا فذلك ربما يفوق الكثير من السرقات إذ أن اللغة العربية هي ما نتميز به وهي سبيلنا للتواصل مع المسلمين ومع كتب الدين ومع التراث الأصيل .

فهل غفلت أمتنا عن قيمة لغتنا العربية ؟ أم أنها تغافلت عنها منشغلة بلغات أخرى استلهمت منها سمات المعاصرة واستظلت بفيئها طلباً لنسمات الحضارة التي ضاعت من أيدينا وأفقدت ثقة أبنائها بجدارة تعلمها ؟

اليوم نشهد اهتمام الأهالي بتعليم أبنائهم لغات غيرنا مع شيء من الإهمال في تمكين اللغة في نفوس أبنائنا وألسنتهم علماً بأن الطفل يستطيع أن يتعلم أكثر من لغة بشكل جيد ، ولكننا بحسن نية نظن أن تعليم اللغة العربية لأبانئنا تحصيل حاصل ، لأن نشأة الطفل بين أبوين عربيين وفي بيئة عربية يعفينا من تعليم أبنائنا هذه اللغة ، وما أن يدخل الطفل مدرسته الابتدائية حتى يجد نفسه أمام لغة لم يعرفها ولم يألفها لأن الكتب مكتوبة باللغة الفصحى التي لا يمتلك أطفالنا أساليبها ولا كثيراً من مفرداتها إلا من وفقه الله لحفظ سور من القرآن الكريم في فترة ما قبل المدرسة النظامية ، أو من يهتم أهله بهذه اللغة اهتماماً خاصاً بالتحاور بعض الأحيان بها أو بقراءة قصص مكتوبة بالفصحى .

إن بعض الشباب من الفتيات والفتيان يشعرون بارتاح حين يخلطون كلماتهم العامية ببعض المفردات الأجنبية ، وأما من درس منهم دراسته بلغة أجنبية فكثير منهم يشعر بفوقية ، ويترفع عمن سواه ، وكأنه آت من كوكب آخر غريب الفكر واللسان ، أقول غريب الفكر لأن اللغة وعاء الفكر ، ومن يكتب بلغة ما يغترف من فكرتلك اللغة ومعتقدها .

وفي العقود السابقة سبقتنا جهود في التأليف بلغتنا العربية من فئة مثقفة تجديد لغتنا العربية ولكن بروح صليبية فكتبوا في تاريخنا ، وأثاروا الشبه حول ديننا ليقدموا للجيل الذي أقبل على التعليم وجبات دسمة خُلط فيها السم بالدسم فكانت هناك ضحايا اغتيلت فطرتها وضُلل طريقها فقامت جهود مخلصة ممن أدرك الخطر، ففندوا الادعاءات وأناروا العقول فأحيوا الهمم بإحياء التراث .

واليوم بات للغتنا من يهتم بها من غير بني جلدتنا ، ويتعلمها ليتحدث بها ، ويكتب بحروفها ، ويبذل الغالي من الوقت والمال ليتمكن من ذلك ليس حباً بها ، ولا تقديراً لميزاتها التي تفوق جميع اللغات ، ولا ليتمكن من قراءة القرآن بها بل يسعى ليبث من خلالها ما يريد سواء بالكلام أو الكتابة .

ونتيجة غفلة كثير منا عن أهمية تمكنهم من لغتنا الفصحى وازدياد رغبة الآخر بالنفوذ إلى العقول والأفهام عن طريق اللغة يحدث تخوف من أن تُسرق اللغة من أبنائها لتصبح أداة بيد غيرهم يخاطبون بها العقول بما لديهم من نقول ، ويبثونها منطوقة ومرئية ، وبذلك يكون في تعلمهم لها مآرب أخرى قد لا تظهر آثارها إلا في الأجيال القادمة .

المصدر: شبكة مشكاة
لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً  
قديم 22-02-11, 09:34 PM   #13
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي


للأمهات المتفوقات فقط

هل أنت أم ناجحة ؟

لا شك أن تعاملك مع الزمن هو سر نجاحك .

اذكري _ مأجورة _ برنامجك اليومي مع ذكر التوقيت الملازم لكل عمل تقومين به . كي نستفيد من خبراتك ونسعى في درب النجاح كما سعيت ، ولا بأس بذكر النجاح الذي حققته .
*********
لا تسهري ليلاً وتنامي نهاراً

حتى تكوني ناجحة اتبعي الهدي الإلهي الذي أرشدنا إلى الاجتهاد في النهار والسعي والنوم ليلاً .
اغتنمي ساعات البكور ، ففيها البركة .
لا بأس من قيلولة تعين على اختصار النوم في الليل ومتابعة الجد في النهار .
لا تطيلي السهر لأنه مدمر الوقت والصحة والمزاج .
*********
شاعر يحدد نجاح المرأة في بيتها

ليــس الفتاة بمالها وجمالها ### كلا ولا بمفاخر الآباء
لـكــنها بعفافها وبطهرها ### وصلاحها للـزوج والأبناء
وقيامها بشئون منزلها وأن ### ترعاك في السراء والضراء
ياليت شعري أين توجد هذه الـ ### فتيات تحت القبة الزرقاء
**********
صفتان من دعائم التفوق في الحياة الأسرية الصبر والشكر
**********
الإنجاز مطلب

حين تدرك ربة البيت أهمية الوقت تسعى إلى تحقيق إنجاز هام في يومها .
لذا لا تسترسل في النوم إلا بقدر الحاجة .
ولا تسترسل بالكلام الذي لا فائدة منه لأن الوقت أثمن .
ولا تقصر في إنجاز عملين بآن واحد ، كأن تشتغل أعمالاً منزلية وتصغي إلى محاضرة دينية أو تلاوة مباركة من القرآن الكريم ، تتفاعل معها فنراها مشفقة من العذاب راغبة في الثواب ، وعينها على أولادها تلاحظ من بعد أعمالهم وتنتبه إلى أقوالهم .
أظن أن هذا الحال من نوع بركة العمر .
*********
المرأة الناجحة تعرف ترتيب أمورها

هي تعرف أن لديها أعمالاً مهمة جداً وهامة ومستعجلة غير هامة وهامة غير مستعجلة .
وبناء على ذلك التصنيف تبرمج يومها ، وتحقق نجاحاً .
*********
استغلال الساعة التي تعيشها

المرأة الناجحة لا يستغرق الماضي من حاضرها إلا ما كان فيه عبرة ، ولا تتقاذفها أحلام المستقبل فتبعدها عن شاطئ الواقع .
إنها تقرأ واقعها بشكل صحيح ، وناقد ، ومنه تنطلق معتمدة على الله ، محققة نجاحاً وصلاحاً ، ساعية إلى عتق رقبتها من النار حيث تعمل في فلك الطاعة .
*********
المرأة الناجحة تقود من حولها إلى النجاح

لا يكفي المرأة أن تحقق نجاحاً ، وتستأثر بالوقت والجهد لصالحها .
عليها أن تفكر فيمن حولها وتمهد لهم سبيل التفوق والنجاح ، عندها يكتمل نجاحها .
وإن لم تفعل ستتولد لديها مشكلات هي بمثابة المعيقات لنجاحها .
*******
والمرأة الناجحة هي التي تمتلك القدرة على حل المشكلات
حيث تحدد المشكلة ، وتصل إلى جذورها وتطوقها ثم ثبحث عن حل لها
بتأملها والتحاور مع أهل الشأن وأهل الاختصاص
وتدعو الله أن يساعدها ويفرج همها
وهي تعرف أن الحياة لا تخلو من المشاكل ولذلك تتقبل ولا تتذمر عند حلول مشكلة
وتأمل بحصول الأجر وقت الصبر ولديها ثقة بفارج الهم ومزيل الكرب .
وهي تتعلم مما يمر معها من مشاكل لئلا يتكرر فالوقاية خير من العلاج .
********

المصدر: شبكة مشكاة

التعديل الأخير تم بواسطة لآلئ الدعوة ; 22-02-11 الساعة 09:36 PM
لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً  
قديم 22-02-11, 09:37 PM   #14
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي


خلق العفو والتسامح

عناصر الموضوع
معنى العفو والتسامح
اسم الله : العفوّ
الفرق بين المغفرة والعفو والصفح
قصة إسلام عكرمة بن أبي جهل
دروس في العفو من قصة عكرمة ومقارنة بواقعنا ز
العفو والتسامح
يربط بين البشر العديد من الروابط ، ومن خلال العلاقات الاجتماعية المتشابكة ، واختلاف خبايا النفوس ، وما يحاك في الرؤوس تنشأ خلافات ، وتنشأ تصادمات ، وتكاد تكون حياة الإنسان مكونة من علاقات بشرية فيها تواصل حميد ، وأخرى فيها تواصل مقيت حيث يحمل بعض الناس بغضاً وكرهاً ومعاداة لأشخاص آخرين فتغدو العلاقات واهية ومتعبة ، ويغدو التواصل الجيد كقطعة نفيسة نادرة يشعر المرء بأهميتها وقيمتها ، ويعمل للحفاظ عليها ، وأما العلاقات السيئة فأحسن ما يعدّ لهذه العلاقات : استيعابها والمقدرة على صدّها مع العفو عن صاحبها إن اعترف بخطئه واعتذر عنه .

ولكن لماذا العفو ، ولماذا لا ينفذ الرد الرادع ؟
إن العفو يمحو كل أثر ، فلا يبقى للموضوع أيّ ندبة في القلب ، أو أيّ تفكير للردّ المعاقب المكافئ ، وهذا ما لا نراه في واقعنا حيث نرى أن المتضرر من غيره يعيش عمره وهو متألم مما جرى وحزين ينتهز الفرصة إمّا للإيقاع بالخصم ، أو تجريحه أو النيل من سمعته ، ولهذا أثر سييء على الصحة النّفسية والجسمية .

وكثيراً ما توقفت عند ما علّمنا إياه النّبي عليه الصّلاة والسّلام من دعاء في ليلة القدر وهو : طلب العفو ، فلا شيء يعدل أن تمحى ذنوبنا ،وعلينا أن نذكّر أنفسنا باسم الله ( العفوّ ) لنتحلى بهذه الصفة الراقية
قال ابن الأثير في النهاية/3: 265 ( من أسماء الله تعالى ( العفوّ) , وهو فعول من العَفْوِ وهو التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه, وأصله المحو والطمس, وهو من أبنية المبالغة .)

فالله القادر على أن يعذبنا ومع ذلك يعفو عنا ، لذا علينا أن نتحلّى بهذه الصفة في تعاملاتنا مع من أخطأ في حقنا ، وجاءنا صادقاً ملتمساً السماح مقراً بخطئه ، فهذا العفو يعود على المسيء وعلينا بالخير إن شاء الله .

قال الغزالي :" والعفو صفة من صفات الله تعالى, وهو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي , وهو قريب من الغفور , ولكنه أبلغ منه, فإن الغفران ينبئ عن الستر والعفو ينبئ عن المحْوِ , والمحو أبلغ من الستر . وحظ العبد من ذلك لا يخفى , وهو أن يعفو عن كل من ظلمه بل يحسن إليه , كما يُرى اللهُ تعالى محسنا في الدنيا إلى العصاة والكفرة غير معاجل لهم بالعقوبة , بل ربما يعفو عنهم بأن يتوب عليهم , وإذا تاب عليهم محا سيئاتهم , إذ التائب من الذنب كمن لا ذنب له , وهذا غاية المحو للجناية ." ( المقصد الأسنى/140 )

وهنا تتزاحم المعاني ، وتتبين الفروق بين العفو والصفح ، فلطالما تجاورت الكلمتان في كتاب الله وآياته ، مرة بصيغة أمر وأخرى بصيغة شرط تبشر العافين عن الناس .

قال القرطبي: " الصفح: إزالة أثر الذنب من النفس , صفحت عن فلان : إذا أعرضت عن ذنبه, وقد ضربت عنه صفحا , إذا أعرضت عنه وتركته ." الجامع لأحكام القرآن/2: 71

وقال الكفوي :" الصفح أبلغ من العفو ؛ لأن الصفح تجاوز عن الذنب بالكلية واعتباره كأن لم يكن . أما العفو فإنه يقتضي إسقاط اللوم والذم فقط , ولا يقتضي حصول الثواب ." ( الكليات للكفوي/666 ) .



وفي سيرة نبيّنا العطرة عليه الصلاة والسلام مواقف عملية عن العفو وكذلك في سيرة صحابته الكرام ، وقد اخترت منها عفوه صلّى الله عليه وسلّم عن عكرمة بن أبي جهل وقد نقلتها من كتاب السيرة النبوية للدكتور علي محمد الصلابي وهي كالتالي :

إسلام عكرمة بن أبي جهل:
قال عبد الله بن الزبير t: قالت أم حكيم امرأة عكرمة بن أبي جهل: يا رسول الله، قد هرب عكرمة منك إلى اليمن، وخاف أن تقتله فأمِّنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هو آمن», فخرجت أم حكيم في طلبه ومعها غلام لها رومي، فراودها عن نفسها، فجعلت تمنيه حتى قدمت على حيٍّ من عكٍّ[1][12] فاستغاثتهم عليه فأوثقوه رباطًا، وأدركت عكرمة، وقد انتهى إلى ساحل من سواحل تهامة فركب البحر، فجعل نُوتيَّ السفينة يقول له: أخلص، فقال: أي شيء أقول؟ قال: قل لا إله إلا الله، قال عكرمة: ما هربت إلا من هذا، فجاءت أم حكيم على هذا الكلام، فجعلت تلح عليه وتقول: يا ابن عم، جئتك من عند أوصل الناس, وأبرّ الناس, وخير الناس، لا تهلك نفسك. فوقف لها حتى أدركته فقالت: إني قد استأمنت لك محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: أنت فعلت؟ قالت: نعم، أنا كلمته فأمنك. فرجع معها وقال: ما لقيتِ من غلامك الرومي؟ فخبرته خبره فقتله عكرمة، وهو يومئذ لم يسلم، فلما دنا من مكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنًا مهاجرًا، فلا تسبوا أباه، فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت».
قال: وجعل عكرمة يطلب امرأته يجامعها، فتأبى عليه، وتقول: إنك كافر وأنا مسلمة، فيقول: إن أمرًا منعك مني لأمر كبير، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم عكرمة وثب إليه -وما على النبي صلى الله عليه وسلم رداء- فرحا بعكرمة، ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف بين يديه، وزوجته متنقبة، فقال: يا محمد إن هذه أخبرتني أنك أمنتني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صدقت، فأنت آمن» فقال عكرمة: فإلامَ تدعو يا محمد؟ قال: «أدعوك إلى أن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتفعل وتفعل» حتى عد خصال الإسلام، فقال عكرمة: والله ما دعوت إلا إلى الحق وأمر حسن جميل، قد كنت والله فينا قبل أن تدعو إلى ما دعوت إليه وأنت أصدقنا حديثا وأبرنا برا، ثم قال عكرمة: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فسُرَّ بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا رسول الله علمني خير شيء أقوله، قال: «تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله» قال عكرمة: ثم ماذا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تقول: أشهد الله وأُشهد من حضر أني مسلم مهاجر ومجاهد» فقال عكرمة ذلك.
فقال رسول الله: «لا تسألني اليوم شيئا أعطيه أحدًا إلا أعطيتكه» فقال عكرمة: فإني أسألك أن تستغفر لي كل عداوة عاديتكها، أو مسير وضعت فيه، أو مقام لقيتك فيه، أو كلام قلته في وجهك أو وأنت غائب عنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم اغفر له كل عداوة عادانيها، وكل مسير سار فيه إلى موضع يريد بذلك المسير إطفاء نورك، فاغفر له ما نال مني من عرض، في وجهي أو وأنا غائب عنه» فقال عكرمة: رضيت يا رسول الله، لا أدع نفقة كنت أنفقها في صدّ عن سبيل الإسلام إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله، ولا قتالاً كنت أقاتل في صدّ عن سبيل الله إلا أبليت ضعفه في سبيل الله, ثم اجتهد في القتال حتى قُتل شهيدًا[2][13].
وبعد أن أسلم ردَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأته له بذلك النكاح الأول[3][14].

كان سلوك النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع عكرمة لطيفًا حانيًا يكفي وحده لاجتذابه إلى الإسلام، فقد أعجل نفسه عن لبس ردائه، وابتسم له ورحب به, وفي رواية قال له: «مرحبا بالراكب المهاجر»[4][15] فتأثر عكرمة من ذلك الموقف فاهتزت مشاعره وتحركت أحاسيسه، فأسلم، كما كان لموقف أم حكيم بنت الحارث بن هشام أثر في إسلام زوجها، فقد أخذت له الأمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم, وغامرت بنفسها تبحث عنه لعل الله يهديه إلى الإسلام كما هداها إليه، وعندما أرادها زوجها امتنعت عنه وعللت ذلك بأنه كافر وهي مسلمة، فعظم الإسلام في عينه وأدرك أنه أمام دين عظيم، وهكذا خطت أم حكيم في فكر عكرمة بداية التفكير في الإسلام ثم توج بإسلامه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان صادقًا في إسلامه, فلم يطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم دنيا, وإنما سأله أن يغفر الله تعالى له كل ما وقع فيه من ذنوب ماضية، ثم أقسم أمام النبي صلى الله عليه وسلم بأن يحمل نفسه على الإنفاق في سبيل الله تعالى بضعف ما كان ينفق في الجاهلية، وأن يبلي في الجهاد في سبيل الله بضعف ما كان يبذله في الجاهلية، ولقد بر بوعده فكان من أشجع المجاهدين والقادة في سبيل الله تعالى في حروب الردة ثم في فتوح الشام حتى وقع شهيدًا في معركة اليرموك بعد أن بذل نفسه وماله في سبيل الله[5][16]. ) .

وأول ما لفت نظري أن يكون طالب العفوعكرمة بن أبي جهل فلو أن قلب رسول الله ممن يحمل الأحقاد لظهر هذا في قصة عفوه عن عكرمة الذي عادى رسول الله في مواقف عديدة وهو ابن من بقي يعادي النبي عليه الصلاة والسلام حتى آخر رمق في حياته .

وشيء آخر هو ذلك الموقف التلقائي بالترحيب به وبأوبته وتوبته وإعطائه لقب المهاجر بقوله : «مرحبا بالراكب المهاجر»[6][ حيث هبّ عليه الصلاة والسلام لملاقاته ملاقاة الفرح بقدوم عزيز غائب .

ولقد أعطتنا هذه الحادثة درساً في فوائد العفو حيث عادت تلك الفوائد على المعفو عنه بالمغفرة والقبول ، وعلى المسلمين بأطيب الثمار فقد حارب عكرمة المشركين بنفسه وماله ، وظهرت لديه صفات التضحية والإيثار لدى استشهاده في معركة اليرموك في القصة المشهورة بإيثاره هو ورفقاؤه الماء كل يرسله إلى الآخر حتى ماتوا جميعاً ولم يشرب أيّ منهم الماء .
وأخيرا فإن التّحلي بالعفو عند المقدرة خلق حسن يوحي بسلامة القلب وحب الخير للناس ، ويعدّل من سلوك المعفو عنهم ، ويجعل صاحب هذا الخلق مرتاح البال مطمئن الفؤاد إيجابياً سليم الجسم حيث تساهم الأحزان والأضغان في إضعاف الجسم ، ويعيق العمل .
إنّ هذا الخلق مطلوب من كلّ مسلم يطمع في عفو الله ومغفرته وصفحه مع العلم أن مجتمعاتنا الآن يتفشى فيها نوع من التباعد وعدم قبول الأعذار وتضخيم العداوة ، ونقلها إلى الأبناء وخاصة لدى الأقارب والجيران ، وهذا ناجم عن ابتعادنا عن المعاني السامية التي أرساها الإسلام وذخرت فيها كتب السيرة ، وما علينا إلا أن نحييها من جديد بالتوعية تارة وبالقدوة تارة أخرى .

المصدر: شبكة مشكاة
لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً  
قديم 22-02-11, 09:46 PM   #15
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي


رمضانيات إجتماعية

جاء رمضان وكل منا قد وضع خطة عمل له في هذا الشهر الفضيل
إحداهن قالت لي أنها جعلت يومين في الأسبوع لتوزيع الوجبات على الفقراء في بيوت مستورة
لولا قرع بابها من قبل المحسنين ما علم بهم أحد .
وإحداهن خصصت درسين في الأسبوع لتنال أجر التعليم .
وثالثة مشغولة باليتامى تحث الهمم في نفوس النساء ليعملن وجبات يفرحن بها اليتامى
لكن عدم الانشغال بمثل هذه الأعمال الخيرية سيجعل الصائم منشغلاً بما يعانيه من جوع وعطش
ويعد الساعات لمعرفة كم بقي من وقت لتناول الإفطار .

نحن نصوم في بيوتنا ونكيفها بطريقة تتلاءم مع احتياجاتنا

مع أن السلف كانوا يغزون في رمضان ويجاهدون .

نتذكر هذه الأيام مأساة إخوتنا في السودان وباكستان جراء الفيضانات

ومعاناتهم من قلة الماء والطعام والتشرد من الديار وفقدان الممتلكات
ثم ندعو لهم أن يتولاهم الله برحمته وعنايته
ونقول لأنفسنا أفلا نصبر على عطش الصيام والجوع وقد أعددنا من الطعام ما لذ وطاب !
*********
يحتار الإنسان حين يجد إقبال الناس في هذا الشهر الفضيل على الله متسائلاً :
أهي رحمة الله المرسلة تصيب الناس فيقبلون على الطاعات
أم أنها نية تجددت في قلب المسلم فأقبل بفضل الله على الطاعات ؟
في رمضان يعمل الناس ما لا يستطيعون عمله في غيره
في رمضان تنشأ في نفس المسلم تساؤلات ينجم عنها تغيير في السلوك وإقبال على الطاعة
في رمضان نكرم أنفسنا بأن نجعلها تسير في النطاق الذي يحبه الله فنتصالح مع أنفسنا ونستمر في إكرامها .
في رمضان تتقبل من حولك وتستوعب الأخطاء والعثرات وتعيش بسلام ووئام فتشعر أن الحياة مع الناس حلوة
وفي رمضان تشعر حقاً بالتقصير فكل هذا الخير تكاد تغترف منه أقله وتقول كيف السبيل ليكون زادي أكثر وغدي أفضل من الأمس .
*******
في الالتقاء بالناس في رمضان مغانم
ربما في غير رمضان لم تلتق بالجار البعيد
وربما رأيته من بعيد ولم تعرف عن حياته المزيد
لكن مع الاجتماع بهم في رمضان يحدث نوع من الانفتاح
فتجد أمامك للصورة معنى من خلال حوار
كم يضم قلب المؤمن من ذخائر
تقرأ معاني الاجتهاد والصبر والتضحية والوفاء من خلال معرفة الظروف التي مر بها محاورك
فتجد أن الدنيا بخير ، وأن الصورة التي كنت تحملها عن شخص قد اتضحت .
********
قرأت مقالاً أعجبتني فكرته
يقول كاتبه أن بعض الناس ينقطعون عن المشاغل من أجل التفرغ للعبادة في رمضان وهذا شيء طيب
وبعضهم قد ينقطع حتى عن الدعوة إلى الله وهذا غير صحيح للأسباب الآتية
_ أن القرآن كتاب الدعوة الأول نزل في شهر رمضان
_ أن المسلمين كانوا يجاهدون في هذا الشهر
وجهادنا نحن بالكلمة والحجة وهذا عمل الدعاة إلى الله .
فهذه دعوة للمسلمين كي يستمروا في دعوتهم الناس
ولا يقطعوا دروسهم خاصة أن النفوس تكون بسبب الصيام مهيأة للاستفادة من الحكمة والموعظة .
********
في شهر رمضان تلحظ أثار الصيام وتلاوة القرآن على من حولك
يا له من شهر يغير النفوس ويرتقي بها
ولكن المحزن أن بعض الناس يفصلون بين العبادة والسلوك
فسلوكهم كما هو على الرغم من العبادة والتلاوة
ربما لأنهم يتحيزون لأنفسهم ويرون أن تصرفاتهم هي الصحيحة
ربما يجهلون المغزى الحقيقي من العبادة وهي بعد إرضاء الله سبب لتهذيب السلوك
ربما لم يعلموا ما لحسن الخلق من ثقل في الميزان
ربما أعجبتهم أنفسهم فلم يحاولوا إصلاحها
*****
كل عام وأنتم بخير ...رمضان مبارك

عبارات التهنئة تبادلها المسلمون وهم يعلمون أن في الأرض صائمين ويعانون معاناة مختلفة ، ولكنهم جميعاً فرحون بحلوك شهر رمضان المبارك يصوم غنيهم شكراً وفقيرهم صبراً ، وأملهم واحد الحصول على التقوى
إنهم يؤمون بيوت الله ويتعاطفون ويبتهلون بالدعاء ويقدمون ما يستطيعون من خير يحدوهم إلى ذلك صيام يهذب النفوس وقرآن ترشد آياته إلى الفلاح والنجاح .
********
إنه شهر الصبر

رمضان شهر الصبر ، والصبر أنواع كما نعلم
لكن الصبر على تحمل الأذى من الأنام يشكل في رمضان زاداً وعبادة تضاف إلى أنواع الصبر
وتكسب الأجر
في رمضان مديرقد يتطاول على موظف بالكلام فيصبر الموظف ، وزوج يتأفف ويتضجر ويصرخ بل يمد يده بالضرب فتصبر الزوجة ويتعاطف معها الأبناء .
وأب قد عادت له ابنته مع أولادها بسبب شجار مع زوجها ، فيتحمل صخبهم وضجيجهم في شهر الصوم إضافة إلى حزنه على ما أحزن ابنته .
الصبر على تحمل الأذى من الأنام من أجل حفظ الصيام رتبة خلقية عالية من آثار عبادة الصوم
*******
التواصل الاجتماعي جميل في رمضان ويكون بأداء صلوات التراويح ليشمل العائلة كلها وهي تتواصل مع أهل الحي ، ولكن قد تتحول تلك اللقاءات إلى مجال للكلام حتى يكاد يغيب المعنى الوجداني من هذا اللقاء .
وهناك الدعوات لتناول الإفطار فهي تقوي الصلات العائلية والاجتماعية ولكن قد تعطي نتائج عكسية إذا بدت فيها بعض الأمور منها :





********
1_ كثرتها لدرجة ترهق ربة المنزل 2_ عدم التنسيق بين الزوجين في اختيار المدعوين ووقت الدعوة 3_ إذا سببت خسارة مادية لا تتناسب وإمكانية المدعو 4_ إذا كانت سبباً للتفاضل بين المهارات الطبخية 5_ إذا كان المدعوون لا يراعون آداب الزيارة
ذهبت إليها لأعزيها بوفاة زوجها الذي غادر الدنيا بعد أن قضيا نصف قرن من الزمان معاً وتركها وحيدة .
لقد كافحا في هذه الحياة ، ومرض زوجها قبل الوفاة ،
وأجريت له عملية جراحية مما أقعده في غرفة الإنعاش أسابيع ،
ثم وافته المنية رحمه الله ، ورحم أموات المسلمين ، ورحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه .
وما أن وصلت إليها حتى وجدتها منهارة صابرة محتسبة
صافحتها ، فأسرت لي أن أدعي الله أن يصبرني ،
وكانت دموعها مختنقة في حنجرتها وهي تطلب الدعاء .
مكثت بعيدة عنها أرقبها من بعيد ، وازددت يقيناً أن جزءاً من كيانها قد انهار .
وعندما ودعتها من كانت جالسة قربها هرولت إلى ذلك الكرسي الذي إلى جانبها لأحادثها
بشرتها بالثواب الذي حصلته من حسن تعاملها مع زوجها في اليسر والعسر وفي الصحة والمرض .
وذكّرتها أن الأمل في اللقاء في الجنان حين يجمع الله الأزواج في رتبة واحدة فالأدنى درجة يصعد إلى الأعلى .
وذكرتها بأهمية الصبر وأن الذكر والقرآن يعينان عليه ،
ورجوتها أن تهتم بجسدها الدي أنهكه السهر رعاية لزوجها كما أسقمها قلة الطعام ,
شكرتني على الكلام وودعتها وأنا في خلدي سؤال :
أيهما أشد بلاء : الزوجة التي فقدت زوحها بعد سنوات تاركاً لها أطفالاً وحملاً ثقيلاً ؟
أم الزوجة التي عاشت سنين طويلة مع زوجها فأصبح جزءاً من كيانها ؟
وطرحت هذا السؤال على جارتي التي أعلم أنها ترملت وهي شابة
وربت ثلاثة أولاد وبنت من كد يمينها وعرق جبينها إلى أن كبروا ..
كان جوابها أن الحالتين كلتيهما صعبتان للغاية .
ثم قالت إنها عندما فقدت زوجها أحست أنها فقدت كل شيء ،
ولم يعد شيء يفرحها ولا يحزنها مهما كان .
وأردفت قائلة : إن من تفقد زوحها بعد رفقة عمر طويل تفقد جزءاً من كيانها
وختمت قائلة : كلتا الحالتين صعب .
*******
هنيئاً لمن حمل هماً
شاهدتها امرأة لم تتجاوز الثلاثين
قد أيقظت همم بعض الشابات
وحثتهن على القيام في المسجد
ووضعت لهن برنامجاً ليلياً من منتصف الليل حتى الشروق
يا لحسن أولئك الفتيات
لقد نور وجوههن القيام
وأزاح عن نفوسهن الظلام
لو تدري فتيات الأرض عن هذا الجمال ما تعبن في السعي للتجميل ووضع المساحيق
إنه جمال الصبا مع روعة الأنوار
إنه رضى الله عن النشأة على طاعة الله
إنه القلب الذي استراح في هذا المراح
**********

المصدر: شبكة مشكاة







لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً  
قديم 22-02-11, 09:49 PM   #16
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي


رمضان ارتقاء والتقاء

رمضان ارتقاء روحيّ ، والتقاء اجتماعيّ

تنعم أسرنا في شهر رمضان المبارك بمايؤصل روابط المحبّة ، ويمكّن أواصر العلاقات بين أفرادها .

ها هم أفراد كل أسرة يستعدون لاستقبال شهر رمضان بالبشر والأمل بالعفو والعافية ، وبذلك تتوحد اتجاهاتهم بعد أن انشغل كل واحد في فلك اهتماماته الشخصية ، فشعور الفرحة وحّدهم ، وأعمال رمضان نظّمت لقاءاتهم ، ففي السحور يجتمعون ، وعلى الفطور يلتقون ،وإلى التراويح يترافقون .

وكل منهم حريص على عدم فوات الأجر فلا خصام ولا تدابر ولا فحش في القول بل سعي حثيث لعمل الخير والتسابق لتحصيل الأجر سواء بتلاوة القرآن أو بأعمال البر المختلفة من صدقة وصلة للأرحام ، وتختلف صورة صلة الأرحام من فرد لآخر كل حسب حاجته من هذه الصلة ، فمن كان منهم مريضاً عادوه ، ومن كان محتاجاً أعطوه ، ومن كان وحيداً وصلوه ، ومن كان حزيناً واسوه ، ومن خاصموه صالحوه ...........


فيا لك من شهر يستخرج ما في نفوسنا من بذور الخير لتنمو وتكبر طوال العام ، وتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها

وسلام على أرواح شهدائنا الذين سارعوا إلى مغفرة من ربّهم وجنّات ، وأعان الله أسرهم ، وألهمهم الصبر والسلوان ، ونصر الأسر المسلمة على كل باغ ومعتد أدخل على أفرادها الأسى والحزن

إن ربي سميع الدعاء .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً  
قديم 22-02-11, 09:58 PM   #17
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي


التنازل في الحياة الزوجية

تعتبر الحياة الزوجية شراكة بين ذكر وأنثى ارتبطا بمحض إرادتهما
وتنازلا عن حياتهما في بيت أهلهما
ليبدآ حياة جديدة لها ثمرات طيبة
وخصائص جديدة ناتجة عن اندماج وانسجام بين زوجين
يحمل كل منهما مخزوناً فكرياً ونفسياً واجتماعياً قد يتفق فيه
وقد يختلف مع الشخص الذي ارتضاه رفيق دربه
ولكن هل هذا هو التنازل الوحيد ؟
أم أنه بداية تنازلات تمليها أحياناً عاطفة محبة ،
أو رغبة في الاستمرار مع شريك الحياة أو دفعاً لضر أكبر ؟
وماذا لو أن أحدهما لم يبد رغبة في التنازل وبقي مصراً على الخطأ ؟
وما هي مجالات التنازل التي تدفع إلى الانسجام
وما هي مجالات التنازل التي تكون نتيجة تصرف متعنت أو متجبر ؟
وما هي التنازلات التي تولد الأحقاد ؟
ومن خلال نظرة فاحصة في حياة زوجين منسجمين
نلاحظ انهما كلاهما يقومان بعملية تنازل في حياتهما طواعية ومحبة
إذ أن ( المحب لمن يحب مطيع )
وليست هي طاعة عمياء جوفاء خرقاء
بل طاعة يقودها العقل وتسوقها العاطفة ويسيجها الشرع
وتكون ثمرتها ازدياد المحبة والتآلف والحياة الطيبة حيث
تنتفي الانا ليحل مكانها نحن
فالمصلحة العامة هي التي يراعيها الزوجان مما يحدث بينهما اندماجاً فكرياً ونفسياً
ولكن هل كل البيوت تبنى على المحبة ؟ والجواب بالطبع : لا
وهل إذا افتقدت المحبة فقدت الأسرة الاستقرار ؟ والجواب مرة اخرى لا
حيث نرى طرفاً لا يعرف للتنازل درباً
وآخر يضحي ويتنازل لأنه يعي أن هناك مكاسب يحصلها أكبر من هذا التنازل فهو تنازل واع يديره طرف بمهارة ووعي وحذق
وهناك صورة في أسرة ثالثة نجد فيها الطرفين لا يعرفان للتنازل طريقاً ،
ولا هم يتخذانه سبيلاً مما يولد الخصام ـ
ويقتل الوئام
وينفي الانسجام
ويتعب من حولهم من الأنام .
إن الحياة الزوجية تقوم على الشراكة
والشركاء يبارك الله شراكتهم إن لم يطغوا ،
وحتى لا يكون في حياة الشريكين المتزوجين طغيان عليهما أن يعلما ما لهما وما عليهما من حقوق شرعها الله ليسعدا بها
أو أمور حياتية اتفقا عليها .
والنقطة المهمة ألا يغفلا عن أنهما خلقا مكرمين متساووين في المسؤولية والتكليف
وبعد فلا بد من التركيز على أن هناك امور لا تنازل عنها
وهي ما تمس الدين والخلق
وإذا وجد من يطالب بالتنازل عن هذه القيم فلا بد من معالجة ذلك بالمناصحة وبجدية وبأدب
وأما الأمور الاخرى الناجمة عن الاختلاف الطبعي بين البشر
فيمكن أن تعالج بالتجاوز عن الهفوات ،
عن الصدامات
، واستحضار الإيجابيات التي عند الطرف الآخر ،
واجتناب فعل ما يزعج الطرف الآخر
والعناية بالبيت الذي يضم الزوجين
ومن أدوات النجاح حين حدوث الخلاف التحكم في ردود الفعل ،
وتجنب الصوت العالي للخروج من نقطة الخلاف بسلام
والحفاظ على السعادة الأسرية
التي تحتاج على شيء من المجاملة والتقدير ومراعاة الفروق الفردية
وتنشيط العواطف والمحبة
وإجادة فن التنازل الذي يؤتي صاحبه أحلى الثمار إن أتقنه .

المصدر: شبكة مشكاة


لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً  
قديم 22-02-11, 10:03 PM   #18
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي


شوربة الذرة بالدجاج

لم أجربها
قرأت مكوناتها فوجدتها مفيدة وسهلة التحضير
إلى من يحبون التجديد في الأطباق الرمضانية أنقل لكم ما كتب عن هذا الطبق شوربة الذرة بالدجاج

المقادير:


- علبة حبوب الذرة المسلوقة

- ثلاثة أكواب مرق دجاج
- نصف كوب حليب سائل مركز
- كوب دجاج صدور منزوع جلده ومسلوق ومقطع مكعبات
- ملعقة طعام عصير ليمون
- ملعقة طعام نشاء
- ملعقة صغيرة صويا صوص
- بيضة
- ربع كوب ماء

طريقة التحضير:

- تصفى علبة الذرة من الماء، وتوضع حبوب الذرة في القدر.
- يقطع الدجاج المسلوق لمكعبات ويضاف للقدر، يصفى مرق الدجاج ويضاف أيضا. يضاف الحليب والليمون ويترك ليسخن على النار، ويراعى ألا يصل للغليان.
- يذوب النشاء في الماء البارد ويضاف للخليط مع التحريك في نفس الوقت بمضرب يدوي. يستمر التحريك لبضع دقائق حتى يقارب الخليط على الغليان.
- يضاف الصويا صوص. تضرب البيضة وتضاف بالتدريج مع التحريك في نفس الوقت بمضرب يدوي. تترك لمدة دقيقتين على نار هادئة ثم تقدم.

وصحتين وعافية


المصدر: شبكة مشكاة


لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً  
قديم 22-02-11, 10:04 PM   #19
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي


التعرض لسفن الحرية بوحشية يهودية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلنا اليوم أصبحنا على نبأ مؤسف
إنه نبأ الهجوم على سفن الحرية التي تضم متضامنين
مع قضية فلسطين من عرب وغرب
ركبوا عرض البحر ومعهم معونات ومساعدات
والهدف الأكبر إيصال صوت المحاصرين في غزة إلى العالم
هناك أنباء عن إصابة الشيخ رائد صلاح بجراحات بالغة
ذاك الشيخ الذي رابط في الأقصى
ونادى المسلمين أن المسجد الأقصى مستهدف
يريدون هدمه ويحفرون الأنفاق تحته .
اللهم نصرك الذي وعدت

المصدر: شبكة مشكاة


لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً  
قديم 22-02-11, 10:06 PM   #20
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي


بيت يتصدّع

اسماعيل ربعي

إن صاحب هذه القصة أباح لنا عن مكنونات في صدره منذ أمد بعيد ، فأصر على رواية قصته بنفسه قائلاً :
كنت بلغتُ من العمر عندها اثنين وعشرين عاماً ، تزوجت مبكراً ، ولدي الآن من البنين ثلاثة ، ومن البنات أربع ، كنت أعيش مع والدي في بيت واحد ، أعمل بائعاً في متجر والدي ، حيث كان يتاجر بالملابس الجاهزة ، فيدر علينا بعض المال نعيش منه ، وبعد الزواج ذهبت باحثاً عن عمل يساعدني على الاستمرارية في الحياة ، ويوفر لي معيشة كريمة ، وكان لي إخوة صغار يسكنون معنا في نفس البيت ، هذا ما جعلني أجد في الطلب لأحصل على عمل ، فيسر الله – عز وجل – لي ما كنت أصبو إليه وكنت أتقاضى أجرة ممتازة مقارنة مع غيري ، فتحسن وضعنا الاقتصادي ، وقمت ببناء بيت مستقل عن والدي وإخوتي ، وكان هذا استجابة لرغبة زوجتي التي ألحت علي كثيراً بالانفصال عن والديَّ وإخوتي الصغار ، فزوجتي – هداها الله – كانت تفتعل مشاكل يومية مع والدتي وإخوتي الصغار لأتفه الأسباب .
وعلى كل حال انفصلنا عن العائلة ، فارتحت من المشاكل اليومية نوعاً ما ، لأنه كان يؤلمني ما أسمعه من والدتي عما تقوم به زوجتي تجاهها ، رغم أني كنت أنصحها بعدم إثارة أي إساءة تعكر خاطر والدتي ، إلا أنها كانت عنيدة ، وكانت دائماً تظهر بصورة المظلومة وتبكي طويلاً إن حدثتها بهذا الأمر ، مدعيةً أنها تحسن إليهم وهم يسيئون إليها .
الآن أصبحت أزور والديَّ وإخوتي الصغار كل أسبوع مرة ، بعدما كنت يومياً بجوارهم ، فمنزلي الآن يبعد بعض الشيء عن منزل العائلة ، إلا أنني كنت أشعر بسعادة تغمرني عند عزمي لزيارتهم ، فمشاغلي كثرت ، وهمومي تعددت ، إلا أنني بقيت على هذا الحال وهذا أقل الواجب ، كانوا يسعدون بلقائي الأسبوعي ، ويستقبلونني بكل ترحاب ، وأنا كذلك ، بل كان هذا اليوم حافزاً لي على العطاء والتفاؤل والشعور بالنشوة المستمرة التي تتخلل جوانحي ، فيطيب لها قلبي ، لما لا ؛ فهما أحق الناس بحسن صحبتي في هذه الدار ، ومرت الأيام وانقطعت عن العمل ، وأخذت جاهداً في إيجاد بديل آخر عن هذا العمل ، كي أطلب رزقي ورزق أبنائي ، إلا أن الفرص كانت قليلة ، وكان هذا أمر الله وما لنا إلا التسليم والرضى بقضاء الله ، فنفقاتي ازدادت ، طعام وشراب وكسوة وطلبات الأبناء و الزوجة التي لا ترضى بالقليل ، فهي تعيش الترف وتؤمن بالملذات دون النظر إلى حالنا وما وصلنا إليه .
لقد أصبحنا اليوم نعيش الكفاف بكل ما تعنيه الكلمة – فالحمد لله – فلم تزدد إلا إلحاحاً ، وأخذت تطلب ما يتعذر إحضار ه ، فأنا اليوم أجلب الضروريات بشق الأنفس ، أصبح البيت جحيماً لا يطاق ، زوجة بداخله لا تفهم إلا كلمة واحدة .. : " هات ... جيب ... بدنا ... بدي ... أريد ... أبي ... أبغي ... أرغب ... الخ " .
صبرت .... على مُرِّ القضاء ... فلا يستقيم إيمان عبد حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وأن ما أخطئه لم يكن ليصيبه ... وكنت أتوجه إلى بيت العائلة ؛ حيث الوالدين والإخوة ، وكانوا على اطلاع تام بمعيشتي ، كل شهر مرة واحدة ، وذلك لانشغالي بهموم الحياة الأسرية ، أخذت الفجوة تزداد حتى فوجِئتُ يوماً بزوجتي تصرخ في وجهي قائلة : طلقني .... طلقني .... طلقني .... طلقني .... طلقني .... !!! .
بكل تأكيد ، أيقنت ولم يكن هذا مستغرباً ، أن المرأة لا تنكح لجمالها فحسب .... لكن كلمتها لا تزال ترن بصداها في رأسي .... الأبناء يسمعون كلمتها وينظرون إلي بعين حزينة ، ويطلبون من أمهم أن تكف عن كلامها وصراخها ... !! لم هذا يا أماه .. ؟؟ فترد قائلةً بصوت مرتفع : يجلجل أركان البيت ، إليكم عني ، لا أم لكم ، الحقوا بأبيكم الذي لا يوفر لكم رغيف الخبز إلا بشق الأنفس .... .
فكرت ملياً ؛ قلت في نفسي : إنني أخطأت الطريق منذ البداية ، تزوجتها جميلة ، ولم أرع الدين فيها ، فأمي طالما ذكرتني ، ونصحتني بالظفر بذات الدين ، لقد انتهى كل شيء الآن ... !! ، الأبناء أين يذهبون إن أجبتها .... ؟؟ ، إنه الضياع والتشتت يمنة ويسرة ، فما أمامي إلا الصبر ، وقلت بأعلى صوتي : آه ... من تأوه لا ينفع ... ومن عيون صارت كالعيون مما تدمع ... .
وعدت إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم الذي طالما تجاوزته ، حيث قال : { .... اظفر بذات الدين تربت يداك} ، حقاً إن يداي لم تنل شيئاً ، فأنا أقاسي ما جنيته على نفسي ، في البداية كنت ألاقيها مرحة ، فالمال عندي وفير ، أما الآن فأصبحت كالأفعى المحمومة تلدغ يمنة ويسرة .
تذكرت مقولة أمي ثانية : " يا ولدي إن الدين مع العمر يزداد ، والجمال مع العمر ينقص ، فاحرص على ما يزداد ، ودعك مما ينقص " ، أصبحت أكابر نفسي ، وأعللها بالأماني خشية تصدع البيت ، وذهاب الأبناء من بين يدي ، وأندم حيث لا ينفع الندم ، كنت أنظر إلى أطفالي ، فينفطر قلبي ، وتتدفق عبراتي من غير استئذان ... فأقول : لا يوجد أمامي من سبيل سوى الصبر ، لأحفظ ما تبقى من كيان بيتي ، فكرت بالزواج من غيرها ، إلا أنني لا أملك ما أتزوج به .
فأوصي كل من قرأ قصتي هذه ، أن يحذر من خضراء الدمن ، أبد الدهر ، إن الجمال يغري ، والحسن يردي ، إن لم يصن بدين فأظفر بذات الدين تربت يداك ، وهذه جولتي وإياكم ، وما جال في خاطري أكبر من ذلك ، وقليل من الإشارة ، يغني عن كثير من العبارة.

منقول من صيد الفوائد ، الرجاء التعليق على القصة فور قراءتها .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هديتي لكم : الأربعين النووية مع شروحها والإستماع لها :) تواقة الى الجنة روضة السنة وعلومها 4 18-03-07 05:05 AM


الساعة الآن 01:29 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .