العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة الفقه وأصوله

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-06-12, 02:13 PM   #11
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

«كان رسول اللَّه -صلَّى الله عليْه وسلَّم- يصومُ حتَّى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، فما رأيتُ رسولَ اللَّه -صلَّى الله عليه وسلَّم- استكمل صيام شهر إلاَّ رمضان، وما رأيتُه أكثر صيامًا منْه في شعبان»..


الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وبعد:

شهر شعبان من الأشهُر القليلة التي يهتمُّ بها المسلمون، فكان سلفنا الصَّالح يهتمُّون بصوْمِه اقتداءً برسول الله صلَّى الله عليْه وسلَّم ثمَّ درَج الخلف على الاهتِمام ببدع ما أنزل الله بها من سلطان، خاصَّة في ليلة النِّصْف من شعبان، ونحن نعرض لهذه السنن نُرغِّب فيها، ولهذه البدع نُحذِّر منها.


فائدة: سُمِّي شعبان بهذا الاسم لأنَّهم كانوا يتشعَّبون في الغارات بعد أن يَخرج شهر رجب الحرام، أو لتشعُّبهم في طلب الماء، والأوَّل أوْلى وأرْجح.


1 ـ صوم شعبان:


كان النبي صلَّى الله عليْه وسلَّم يَحتفي بشعبان ويصوم فيه أكثرَ من غيره من الشُّهور، حتَّى يُقال: لا يفطر، كما في حديث عائشة عند البخاري ومسلم:«
كان رسول اللَّه -صلَّى الله عليْه وسلَّم- يصومُ حتَّى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، فما رأيتُ رسولَ اللَّه -صلَّى الله عليه وسلَّم- استكمل صيام شهر إلاَّ رمضان، وما رأيتُه أكثر صيامًا منْه في شعبان ».


وعن عائشة أيضًا رضي الله عنها قالت: لَم يكُن النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يصومُ شهرًا أكثر من شعبان، وكان يصومُ شعبان كلَّه، وكان يقول:«
خذوا من العمل ما تطيقون فإنَّ الله لا يمَلُّ حتَّى تملُّوا»، وأحب الصَّلاة إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ما دُووِم عليه وإن قلَّت، وكان إذا صلَّى صلاة داوم عليها، متَّفق عليه.

وفي رواية لمسلم: «
كان لا يصوم من السَّنة شهرًا تامًّا إلاَّ شعبان يصِلُه برمضان».


قال بعض أهل العلم: "إمَّا أن يُحمَل قولُ عائشة في صيام شعبان كلّه على المبالغة، والمراد أنَّه كان يصوم الأكثر، وإمَّا أن يجمع بين النُّصوص على أنَّ قولَها الثَّاني متأخِّر عن قولِها الأوَّل، فأخبرت عن أوَّل أمْرِه أنَّه كان يصوم أكثَر شعبان، وأخبرت ثانيًا عن آخِر أمره أنَّه كان يصومه كلَّه"، وقيل: "المراد أنَّه كان يصوم من أوَّله تارة، ومن آخِره أخرى، ومن أثنائِه طورًا فلا يُخلي شيئًا منه من صيام، ولا يخصُّ بعضَه بصيام دون بعض".



ونقل الترمذي عن ابن المبارك أنَّه قال: جائزٌ في كلام العرب إذا صام أكثر الشَّهر أن يقول: صام الشهر كلَّه، ويقال: فلان قام ليلته أجْمع، ولعلَّه قد تعشَّى واشتغل ببعض أمره.



2- صوم سُرر شعبان:

السُرر: هي الأيَّام الأواخِر من الشَّهر، سمِّيت بذلك لاستِسْرار القمر فيها، وهي ليلة ثمان وعشرين، وتسْع وعشرين، وثلاثين.


وقيل: سُرَر الشَّهر أوله، وقيل: وسط الشَّهر لأنَّ السُرر جمع سُرة، وسُرَّة الشيء أوسطه، ويؤيِّده الندب إلى صيام البيض وهي وسط الشَّهر، ولأنه لم يرِد في صيام آخر الشَّهر ندب، بل ورد فيه نَهي خاص، وهو صيام آخر شعْبان لمن صامه لأجل رمضان.



وفي الصَّحيحين: عن عمران بن حصين عن النَّبيِّ صلَّى الله عليْه وسلَّم أنَّه سأله فقال: «
هل صُمْتَ من سرر هذا الشَّهر شيئًا؟ »، يعني شعبان، فقال: لا، قال:« فإذا أفطرت فصُم يومين » اللَّفظ لمسلم.


ويتبيَّن من جَمع روايات هذا الحديث أنَّ السُّؤال وقع في رمضان، والمسؤول عنه سرر شعبان، ولهذا قال في آخِره: فإذا أفطرت، يعني من رمضان، فصم يومين عوضًا عن سرر شعبان.



3- النهي عن تقدُّم رمضان بصوم يومٍ أو يومَين:

عن أبي هُرَيْرة رضِي الله عنه عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «لا يتقدَّمنَّ أحدُكم رمضانَ بصومِ يومٍ أو يومَين، إلاَّ أن يكونَ رجُلٌ كان يصوم صوْمَه فليصم ذلك اليوم » (رواه البخاري).

قال العلماء: معنى الحديث: لا تستقْبلوا رمضان بصيام على نيَّة الاحتِياط لرمضان.


وقال الترمذي بعد أن أخرج الحديث: العمل على هذا عند أهل العلم، كرهوا أن يتعجَّل الرَّجُل بصيام قبل دخول رمضان لمعنى رمضان، ومثل هذا حديث عمَّار بن ياسر في صيام يوم الشَّكِّ ولفظه: «
مَن صام اليوم الذي يُشكُّ فيه فقد عصى أبا القاسم صلَّى الله عليه وسلَّم »، وكذلك الحديث الَّذي أخرجه أصحاب السُّنن وصحَّحه ابن حبَّان وغيرُه عن أبي هريرة مرفوعًا: « إذا انتصف شعبان فلا تصوموا».

وقد قال بعض الشَّافعية: يُحرم تقدُّم رمضان بصوم يوم أو يومين، ويُكْرَه التقدم من نِصْف شعبان للحديث الآخر، وجُمهور العلماء يجوِّزون الصوم تطوُّعًا بعد نصف شعبان ويضعِّفون الحديث.



4- الحكمة من صيام شعبان:

ولكن ما الحكمة في إكْثار النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم من صوْم شعبان؟

قيل: كان ينشغل عن صوْم الأيام الثَّلاثة من كلِّ شهرٍ لسفر أو غيره، فتجتمع فيقضيها في شعبان، وقد رُوِي في ذلك حديث ضعيف.


وقيل: كان يصنع ذلك لتعظيم رمضان، ورُوي في ذلك حديث ضعيف أيضًا، وقيل: كان يُكْثِر من الصَّوم في شعبان لما يفوتُه من التطوُّع في رمضان، فصيام رمضان فريضة، والنَّبيُّ صلَّى الله عليْه وسلَّم ما كان يُخلي شهرًا من الشُّهور من صيام تطوُّع، إلاَّ رمضان فلا تطوُّع فيه، فكان يكثِر من صوم شعبان لما يفوته من التطوُّع في رمضان.


وأصحُّ ما قيل في ذلك أنَّه شهر يغفل عنْه النَّاس بين رجب ورمضان، كما في حديث النَّسائي وأبي داود وابن خُزيمة عن أسامة بن زيد، قال: قلتُ: يا رسولَ الله، لَم أرَكَ تصومُ من شهْرٍ من الشُّهور ما تصوم من شعبان؟ قال: «
ذلك شهرٌ يغفل النَّاس عنْه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى ربِّ العالمين، فأحبُّ أن يُرفع عملي وأنا صائم».


5- قضاء صوم رمضان في شعبان:

يَجوز تأخير القضاء لِمن أفطر في رمضان لعُذر إلى شعبان، ويحرُم تأخير القَضاء بعد ذلك لغير عذْر شرعي.

وقد كان نساء النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يؤخِّرْن صيام الأيَّام التي يُفْطِرْنَها من رمضان حتَّى يَجيء شعبان، فيقْضينها فيه، وذلك لحاجة رسول اللَّه صلَّى الله عليْه وسلَّم ففي الصَّحيحيْن من حديث عائشةَ رضِي الله عنْها قالت: "كان يكون عليَّ الصَّوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضِيَه إلاَّ في شعبان".


وقد كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يكثر الصَّوم في شعبان، فلذلِك كان لا يتهيَّأ لها القضاء إلاَّ في شعبان لتصوم معَه صلَّى الله عليه وسلَّم.



ليلة النصف من شعبان:

ورد في فضْل هذه اللَّيلة -وهي اللَّيلة الخامسةَ عشرة من شعبان- أحاديثُ رواها أصحاب السنن، كالترمذي وابن ماجه وأحمد، وهي أحاديث ضعاف باتِّفاق أهل العلم، وقد قوَّى بعضُهم بعض هذه الأحاديث بشواهدها.

روى الترمذي عن عائشة قالت: فقدتُ رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم ليلة فخرجت، فإذا هو بالبقيع، فقال: «
أكنت تَخافين أن يَحيف الله عليك ورسوله؟» قلت: يا رسول الله، إني ظننتُ أنَّك أتيت بعض نسائك، فقال: « إنَّ الله -عزَّ وجلَّ- ينزل ليلة النِّصف من شعبان إلى السَّماء الدنيا، فيغفر لأكثرَ من عدد شعر غنم كلب».
قال أبو عيسى: حديث عائشة لا نعرِفُه إلاَّ من هذا الوجْه من حديث الحجَّاج بن أرطاة.
وسمعت محمَّدًا -يعْني البخاريَّ- يضعِّف هذا الحديث، وقال: يَحيى بن أبي كثير لَم يسمع من عروة، والحجَّاج بن أرطاة لم يسمع من يحيى.

قال المباركفوري: ورد في ليلة النِّصْف من شعبان عدَّة أحاديث، مجموعها يدلُّ على أنَّ لها أصلاً، وساق معظم هذه الأحاديث، وحكم عليْها ما بين منقطع ومرسل، وضعيف ولين.


وممَّن حسَّن هذه الأحاديث بشواهدها الألباني رحِمه الله حيث علَّق على حديث ابن ماجه: «
إنَّ الله تعالى ينزل ليلة النِّصْف من شعبان إلى السَّماء الدنيا فيغفِر لجميع خلْقِه إلاَّ لمشرِك أو مشاحن »، فقال: حسن.

وعلى فرض صحَّة هذه الأحاديث، فليس فيها سوى أنَّ الله عزَّ وجلَّ ينزل إلى السَّماء الدنيا، فيغفر لعددٍ كبير من خلْقِه عدا المشْرِك والمشاحِن.


والعجيب أنَّ أهل البدع يتعلَّقون بمثل هذه الأحاديث فيؤصِّلون بِدَعهم، كإحْداث تخصيص صيام يوم النِّصف من شعبان وقيام ليلته، وينسَون أنَّ التنزُّل الإلهي إلى السَّماء الدنيا يكون في كلِّ ليلة، كما في الحديث الصحيح: «
ينزل ربنا إلى السَّماء الدنيا في ثلث الليل الآخر فيقول: هل من مستغفِرٍ فأغفر له؟ هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من سائل فأعطيه؟ إلى أن يطلع الفجر ».

فهلاَّ تمسَّكوا بهدْي النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في قيام الليل، والحرْص على وقت السَّحَر ليتعرَّضوا لهذه البركات.



بدع الشيعة في ليلة النصف:

في موقع للشِّيعة على شبكة الإنترنت ذكروا:
1- في هذه الليلة تكون زيارة سيدنا أبي عبد الله الحسين عليه السلام فقد روي عن الصَّادقين عليهم السلام أنَّهم قالوا: إذا كانت ليلة النصف من شعبان نادى منادٍ من الأفق الأعلى: زائري قبر الحسين بن علي مغفور لكم، ثوابُكم على ربكم ومحمد نبيكم.
ومن لم يستطع زيارة الحسين بن علي عليهما السلام في هذه الليلة، فليَزُر غيرَه من الأئمَّة عليهم السلام فإن لم يتمكَّن من ذلك أومأ إليْهم بالسلام، وأحياها بالصَّلاة والدعاء.
وقد روي أنَّ أمير المؤمنين عليه السلام كان لا ينام في السَّنة ثلاث ليال: ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، ويقول: إنَّها الليلة التي تُرْجَى أن تكون ليلة القدْر، وليلة الفطر ويقول: في هذه الليلة يُعْطَى الأجير أجرَه، وليلة النصف من شعبان، ويقول: في هذه اللَّيلة يفرق كلُّ أمر حكيم.

وقد رُوِي عن الصَّادق جعفر بن محمد عليهما السلام أنَّه قال: إذا كان ليلة النِّصف من شعبان أذِن الله تعالى للملائكة بالنزول من السَّماء إلى الأرض، وفتح فيها أبواب الجنان وأجيب فيها الدعاء، فليصلِّ العبد فيها أرْبَع ركَعات يقرأ في ركعة فاتحةَ الكتاب مرَّة، وسورة الإخلاص مائةَ مرَّة، فإذا فرغ منها بسطَ يديْه للدُّعاء، وقال في دعائه: اللَّهُمَّ إني إليك فقير، وبك عائذ، ومنك خائف، وبك مستجير، ربِّ لا تبدل اسمي، ولا تغيِّر جسمي، وأعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ برحمتك من عذابك، إنَّك كما أثنيت على نفسك، وفوق ما يقول القائلون، صلِّ على محمَّد وآل محمَّد، وافعل بي كذا وكذا، ويسأل حوائجَه، فإنَّ الله تعالى جواد كريم.


وروي أنَّه مَن صلَّى هذه الصَّلاة ليلةَ النِّصْف من شعبان غَفر الله له ذنوبَه، وقضى حوائجَه، وأعطاه سؤْلَه.



وهذه البِدَع الَّتي يروِّج لها الشيعة ولا أصل لها يُروِّج لها المتصوفة، فقد زعموا أنَّ الليلة التي يُفْرَق فيها كلُّ أمر حكيم هي ليلة النصف من شعبان، والحقُّ الذي لا مراء فيه أنَّها ليلة القدر التي أنزلَ الله فيها القرآن بالنَّصِّ القاطع، {
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ . فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 3-4].

حديث صلاة مائة ركْعة بالإخلاص عشْر مرَّات في كل ركعة، في ليلة النصف من شعبان موضوع، كما ذكر القاري ونقَله صاحب التحفة المباركفوري.


وممَّا أُحْدِث في ليلة النصف من شعبان: الصَّلاة الألفيَّة، مائة ركعة بالإخلاص، عشرًا عشرًا بالجماعة، واهتمّوا بها أكثر من الجمع والأعياد، ولم يأْتِ بها خبرٌ ولا أثر إلاَّ ضعيف أو موضوع، ولا تغترّ بذِكْر صاحب القوت والإحياء وغيرهما.


وأوَّل حدوث لهذه الصَّلاة ببيت المقدس سنة 448هـ، وقد جعلها جهلة أئمَّة المساجد مع صلاة الرَّغائب شبكة لجمع العوام، ثمَّ إنَّه أقام الله أئمَّة الهدى في سعي إبْطالها فتلاشى أمرها وتكامل إبطالها في البلاد المصريَّة والشاميَّة في أوائل سني المائة الثَّامنة، وكذلك قام مشايِخُنا في جماعة أنصار السنَّة المحمدية بإنكار هذه البدع والتَّحذير منها.



وقيل: أوَّل حدوث الوقيد -إيقاد السرج والنيران- من البرامكة وكانوا عبدة النَّار، فلمَّا أسْلموا أدخلوا في الإسلام ما يُمَوِّهون أنَّه من سنن الدين ومقصودهم عبادة النيران.


ومن يُطالع مجلَّة التوحيد منذ نشأتها، وقبلها مجلَّة الهدي النبوي -لسان حال جماعة أنصار السنَّة المحمديَّة- يجد المقالات العديدة التي تحذِّر النَّاس من البدع عامَّة، وهذه البدع بوجه خاصّ، ولا أريد أن أخصَّ شيخًا بعيْنِه، فكلُّهم قاموا ناصرين للسنَّة قامعين للبدعة، رحِمهم الله رحْمة واسعة.


والحمد لله ربّ العالمين.




المصدر: د. جمال المراكبي



توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-12, 02:15 PM   #12
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي





















رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-12, 02:18 PM   #13
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي واشوقاه إلى رمضان!واشوقاه إلى رمضان!


واشوقاه إلى رمضان!



يا أيها المشتاق، قم واستعد لاستقبال الضيف؛ فما بقي من الأيام لا يكفيك، فقد كان سلفنا الصالح يستقبلونه بستة أشهر، يدعون الله أن يبلغهم إياه، وهم على ما كانوا عليه من الاستقامة، فما بقي لا يكفي مثلي ومثلك؛ ممن طالت غفلته، وغلبته شهوته، وغره شيطانه...


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن شهر رمضان ربيعُ السَّنة، وغُرة الشهور، ودُرة الأيام؛ فيا له من ضيف كريم، يغيب عنا أحدَ عشر شهرًا، ويبقى فينا أيامًا معدودات.


واشوقاه إلى رؤية هلاله!



واشوقاه إلى صوم نهاره!

واشوقاه إلى قيام ليله!


واشوقاه إلى جناته التي فُتِّحت! واشوقاه إلى حسناته التي ضوعفت!


واشوقاه إلى ليله الذي أسرجت فيه المصابيح! واشوقاه إلى صلاة التراوايح!


واشوقاه إلى ليلة القدر!


فيا أيها المشتاق ادع الله أن يبلغك الشهر؛ فمَن بلَّغه الله -سبحانه وتعالى- الشهر فقد مَنَّ عليه بنعمة عظيمة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: «
كَانَ رَجُلانِ مِنْ بَلِيٍّ حَيٌّ مِنْ قُضَاعَةَ أَسْلَمَا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا، وَأُخِّرَ الآخَرُ سَنَةً، قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ: فَأُرِيتُ الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا، أُدْخِلَ قَبْلَ الشَّهِيدِ، فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ، فَأَصْبَحْتُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أَوْ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ، وَصَلَّى سِتَّةَ آلافِ رَكْعَةٍ، أَوْ كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً صَلاةَ السَّنَةِ؟)» (رواه أحمد، وقال الألباني: حسن صحيح).


ويا أيها المشتاق، قم واستعد لاستقبال الضيف؛ فما بقي من الأيام لا يكفيك، فقد كان سلفنا الصالح يستقبلونه بستة أشهر، يدعون الله أن يبلغهم إياه، وهم على ما كانوا عليه من الاستقامة، فما بقي لا يكفي مثلي ومثلك؛ ممن طالت غفلته، وغلبته شهوته، وغره شيطانه، وألهته دنياه!



وسوف أضع بين يديك خطوات عملية عساها تحقق لك المقصود، وتصل بك إلى أملك المنشود:


1- اغسل قلبك بدموع التوبة، وبَرد الخشية، وثلج الإنابة، ونقه من آثار الذنوب كما تنقي ثوبك من القذر.


عجيب شأني وشأنك، نرى الغبار على ثيابنا؛ فنبذل الوسع في تطهيرها، ونعمى عن مثل القار في قلوبنا.



2- تذكر ذنوبك بعد رمضان الماضي، وهَبْ كل ذنب منها حجر، اجمع الآن حجارتك، واحملها... هل تستطيع؟! {
وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالا مَعَ أَثْقَالِهِمْ } [العنكبوت:13].

ألق ذنوبك بدمع الندم، وأغرقها في بحر {
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53].


3- إذا كانت هذه هي أيام الزرع؛ فطهر تربة قلبك من الشرك والنفاق، والرياء، والعجب، والحسد، والحقد، وآثار الذنوب؛ فأنى يرجى لبذر فلاح والتربة مليئة بالمهلكات {
وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [النور:31].

حَدِّث نفسك: "لئن أشهدني الله الشهر لأصومن صيام مودع".


4- أتذكر إخوانك الذين صاموا معك العام الماضي؟!


لقد عاجلهم الموت، فأعيانهم مفقودة، وأماكنهم في مساجدهم خالية، وسيأتي رمضان ولن يجدهم، ولا ضمان لك؛ فاصدق في عزمك {
فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [محمد:21].

{
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا } [الأحزاب:23]، لقد نزلت في أنس بن النضر لما قال: "لئن أشهدني الله مشهدًا آخر ليرين الله ما أصنع"!


5- ارفع همتك في العمل الصالح؛ فأحكم الفرائض، وأكثر من النوافل، وقم الليل، ورتل القرآن، وأنفق وتصدق، وتعلم وعلِّم، وانصح وذكِّر.


كان أبو مسلم الخولاني قد علق سوطًا في مسجد بيته، يؤدب به نفسه، وكان إذا فترت رجله عن القيام يضربها بالسوط، وهو يقول: "قومي.. فوالله لأزحفن بك زحفًا، حتى يكون الكَل منك لا مني"! ويقوم قائلاً: "أيظن أصحاب محمد أن يستأثروا به دوننا؟! كلا.. والله لنزاحمهم عليه حتى يعلموا أنهم خلفوا وراءهم رجالاً"!



6- روِّض حواسك على طاعة الله -تعالى-؛ فدرب عينيك على النظر في الكتاب المنظور: "الكون"، وفي الكتاب المقروء: "القرآن"، ودرِّب سمعك على سماع الحق، ودرب يديك على البذل والفدى، وعوِّد لسانك الذكر، وكف جوارحك عن المعاصي {
إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً } [الإسراء:36].


7- اقطع الشواغل عن قلبك في رمضان؛ بقضاء حوائج النفس والأهل قبله؛ حتى لا يضيع عليك وقته الثمين في الشوارع والطرقات ووسائل المواصلات بلا ضرورة.



8- اجلس بين يدي كِتاب أو بين رُكَب مُرَبٍّ؛ لتتعلم أحكام الصيام وآدابه، فمن وجب عليه شيء وجب عليه أن يتعلمه، ولو كانت درجة علمية أو وظيفة مرموقة لا تنالها إلا بتعلم اللغات الأجنبية أو بدورات على الحاسوب لفعلت.



9- حدِّد أهدافك في رمضان؛ فمن حدد أهدافه وخطط لها وسعى في تحقيقها يوشك أن يحققها كلها أو قدرًا كبيرًا منها، فما أهدافك الرمضانية؟


أمسك قلمك، وسجل هذه الأهداف، واسأل نفسك: كيف تحققها؟ وما الوسائل الموصلة إليها؟



10- أنتَ في شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله؛ فأكثر من الصيام تدريبًا لنفسك، وليكن صومك قبل رمضان برهانًا على محبتك للصيام، ورغبتك فيه؛ ففي مسند الإمام أحمد عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: «
لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ. قَالَ صلى الله عليه وسلم: (ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ) » (رواه أحمد والنسائي، وحسنه الألباني).


أيها المشتاق.. إن اكتحلت عيناك برؤية هلال رمضان؛ فقد صرتَ ومَنْ وجب عليه الصوم على خط سباق آخره «
إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ » (متفق عليه).


فأي الناس إلى الباب أسبق، وأيهما دونه الباب سيغلق؟


اللهم بلغنا رمضان، وأدخلنا الجنة من باب الريان.




27-شعبان-1431هـ 7-أغسطس-2010 م



المصدر: موقع صوت السلف
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-12, 02:21 PM   #14
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي رحيل شعبان ورحيل الإنسان.. وإدراك الأمر بالتوبة

رحيل شعبان ورحيل الإنسان.. وإدراك الأمر بالتوبة





إن رحيل شهر شعبان يذكرنا برحيل الإنسان عن هذه الحياة، فلقد جاء في وقت الغفلة ومر مسرعًا، وما زال الكثير من الناس في هذه الغفلة مع أن المفترض أن يكون هذا الشهر شهر اليقظة والانتباه، لخطورة هذا الشهر، وعظمة قدره بين شهور العام..


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،
أما بعد،

فإن رحيل شهر شعبان يذكرنا برحيل الإنسان عن هذه الحياة، فلقد جاء في وقت الغفلة ومر مسرعًا، وما زال الكثير من الناس في هذه الغفلة مع أن المفترض أن يكون هذا الشهر شهر اليقظة والانتباه، لخطورة هذا الشهر، وعظمة قدره بين شهور العام.


فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قَالَ: «
ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» (رواه النسائي، وحسنه الألباني).

وفعلاً فالناس في غفلة من هذا الشهر -إلا من رحم الله-.. منشغلون بالدنيا أعظم انشغال.. منهمكون فيها أشد انهماك، بل إن الكثير منهم لم ينتبه لخطورة الشهر لكونه شهرٌ ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، أي: أعمال السنة الماضية كلها ترفع إلى الله تعالى، وبدلاً من أن يتيقظ المرء وينتبه لهذا الشهر فيدرك الأمر بالأعمال الصالحة والذكر والتوبة والاستغفار، ملأ ساعات أيامه بالمعاصي والسيئات!



حقاً هو شهر عظيم، لكن يغفل الناس عنه! والأعظم من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «
وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ».

فإن من خطورة الغفلة عن هذا الشهر أنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، فكيف للمرء أن ينتبه لهذا الأمر فلربما ختمت أعمال هذا العام بعمل صالح ينظر الله إليه فيعفو عما قبله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «
وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ » (رواه البخاري)، فيحسن العمل ويكثر من الصالحات فيختم له بواحدة منها.

ولربما آخر مع غفلته عن هذا الشهر وخطورته ختم له بعمل سيء -والعياذ بالله-، والأعمال أيضًا بالخواتيم -نسأل الله حسن الخاتمة-، لذا فعلى المرء أن يجتهد في عمل الصالحات، وأن يبتعد عن فعل المعاصي والمنكرات.



وفي قوله صلى الله عليه وسلم: «
وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ » إشارة إلى محاسبة النفس، فغفلة الناس عن الحساب من أعظم أسباب هلاكهم، ومحاسبة النفس على الدوام من أعظم أسباب النجاة، فمعرفة الإنسان أن أعماله ترفع في هذا الشهر تجعله متيقظًا واعيًا لما يعمل، فيحسن العمل ويجتهد ويبذل كل ما في وسعه لإرضاء ربه، ولا سبيل لذلك إلا بمحاسبة النفس، ولو أدرك الإنسان خطورة الموقف وشدة الحساب بين يدي الله تعالى لهوَّن على نفسه حساب الآخرة بحساب الدنيا.

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، فاليوم عملُ ولا حساب، وغدًا حسابُ ولا عمل".


ولقد أشار الله تعالى إلى محاسبة الإنسان لنفسه، وأهمية ذلك في نجاة الإنسان يوم القيامة في قوله تعالى: {
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ . وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر:18-19]، وقوله تعالى: { وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [البقرة:281].

ومحاسبة النفس أمرٌ شاقٌ، لكنه مِن أعظم أسباب نجاة الإنسان يوم القيامة، لذا يجب على كل مسلم أن يحاسب نفسه على الدوام، وفي هذه الأيام.. خصوصًا أواخر شهر شعبان، وقبل قدوم رمضان، لعله يتدارك الأمر بتوبة.


ومحاسبة الله تعالى لخلقه يشيب منها الشباب، إذ يكفي فيها أن يقف المرء أمام الله تعالى ليس بينه وبين الله حجاب، فيسأله تعالى عن كل ذنب وخطيئة كانت في حق الله تعالى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «
مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ » (متفق عليه).

فما أصعبها وأشدها من لحظات تمر على الإنسان يوم القيامة فضلاً عما سيكون من فضيحة المرء يوم القيامة على مسمع ومرأى من الخلائق، فضلاً عن عذاب الله تعالى للعصاة والمذنبين والمجرمين.



تأمل هذا الموقف من خلال هذه الآية.. قال تعالى: {
وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } [الكهف:49]، وقوله تعالى: { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ } [آل عمران:30].

فكل إنسان يجد ما في هذه الدنيا من خير وشر، من طاعة ومعصية، ثم يكون هو حسيب نفسه، وما أشد ذلك على الإنسان يوم القيامة، يقول الله تعالى: {
وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا} [الإسراء:13].

إن موقف الإنسان من حساب الله تعالى موقف عظيم.. فماذا ستقول عند محاسبتك في قبرك؟ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «
لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمْرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَا فَعَلَ فِيهِ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاَهُ؟» (رواه الترمذي والبيهقي والطبراني، وصححه الألباني).

وقال صلى الله عليه وسلم: «
أوَّلُ ما يحاسَبُ بهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيامَةِ الصلاةُ، فإنْ صَلَحَتْ صَلَحَ له سائِرُ عَمَلِهِ، وإنْ فَسَدَتْ فَسَدَ سائِرُ عَمَلِهِ» (رواه الطبراني في الأوسط، وصححه الألباني).

فيا ترى.. بم ستجيب على هذه الأسئلة؟!


وماذا ستقول لله تعالى حينما يسألك: عبدي أنتَ فعلت ذنب كذا.. ساعة كذا.. ؟ أنت فعلت ذنب كذا.. ساعة كذا.. ؟



أيها الغافل غفلت عن مراقبة مولاك.. قال تعالى: {
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء:1]، وقال تعالى: { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ } [الزخرف:80].

غفلت عن مراقبة ملائكته.. قال تعالى: {
وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ . كِرَامًا كَاتِبِينَ . يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } [الانفطار:10-12].

أيها الغافل غفلت عن مراقبة أعضائك لك.. قال تعالى: {
الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يس:65]، وقال تعالى: {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ . وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ . وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت:21-23].

أيها الغافل.. أدرك الأمر بالتوبة، فإن رحيل شعبان ينذر برحيل العمر. نعم مرَّ مُسرعًا شهر شعبان، وسيمر العمر كذلك.. وسترحل عن هذه الحياة: {
وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [المنافقون:11]، وقال تعالى: { قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجمعة:8]، وقال تعالى: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق:19]، وقال تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } [السجدة:11].


نعم حتمًا ستموت.. وربما لم تدرك شهر رمضان.. لتدرك التوبة، وربما طلبت العودة إلى الحياة، لتدرك ما فاتك، ولكن لا تنال ذلك. قال تعالى: {
وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ . وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [المنافقون:10-11].

وانظر لأحوال أهل النار.. وكيف يصف القرآن حالهم في قوله تعالى: {
وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ } [فاطر:37]، فأدرك الأمر بالتوبة لعله يختم لك بها، والأعمال بالخواتيم، والتوبة تجب ما قبلها، قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53]، وقال تعالى: {إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } [الفرقان:70]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا» (رواه مسلم).


يـا رب إن عظمت ذنوبي كـثـرة *** فلقد علمت بأن عـفـوك أعـظـمُ
إن كـان لا يـرجـوك إلا محـسـنٌ *** فـبـمـن يـلوذ ويستجير المذنبُ
ربي دعـوت كما أمرت تضرعـًا *** فمن ذا الذي يستجـيب ويرحـمُ


فاللهم أحسن خاتمتنا، وارزقنا توبة صادقة، وتقبل منا صالح أعمالنا، إنك ولي ذلك والقادر عليه. وصلِّ اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم.

1-رمضان-1432هـ - 31-يوليو-2011 م



المصدر: أحمد كمال - موقع صوت السلف
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-12, 02:30 PM   #15
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي بطاقات فضل الصيام في شهر شعبان‏

بطاقات فضل الصيام في شهر شعبان‏















رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-12, 02:38 PM   #16
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي أحاديث شعبانية غير صحيحة تنتشر في المنتديات :

أحاديث شعبانية غير صحيحة تنتشر في المنتديات :

1 )حديث : (( اللهم بارك لنا في رجب و شعبان و بلغنا رمضان ))
انظر : كتاب الأذكار للنووي و كتاب ميزان الاعتدال للذهبي 3 / 96 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1995 و كتاب مجمع الزوائد للهيثمي 2 / 165 طبعة دار الريان لعام 1407هـ و كتاب ضعيف الجامع للألباني حديث رقم 4395

2 )حديث : (( فضل شهر شعبان كفضلي على سائر الأنبياء )) قال ابن حجر : إنه موضوع كما في كتابه تبين العجب
انظر : كتاب كشف الخفاء 2 / 110 للعجلوني طبعة مؤسسة الرسالة لعام 1405هـ و كتاب المصنوع لعلي بن سلطان القاري 1 / 128 طبعة مكتبة الرشد لعام 1404هـ

3 )حديث تخصيص صيام نهار ليلة النصف من شعبان و قيام ليلها : (( إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها ))
أنظر : كتاب العلل المتناهية لأبن الجوزي 2 / 562 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1403هـ و كتاب مصباح الزجاجة للكناني 2 / 10 طبعة دار العربية لعام 1403هـ و كتاب الفوائد المجموعة للشوكاني ص 51 و كتاب تحفة الأحوذي للمباركفوري 3 / 366 طبعة دار الكتب العلمية و كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني حديث رقم 2132

4 )حديث : (( خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة: أول ليلة من رجب، و ليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة، و ليلة الفطر، و ليلة النحر ))
أنظر : كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني حديث رقم 1452

5 )حديث : (( أتاني جبريل عليه السلام فقال لي هذه ليلة النصف من شعبان و لله فيها عتقاء من النار بعدد شعر غنم كلب ))
أنظر : كتاب السنن للترمذي 3 / 116 طبعة دار إحياء التراث و كتاب العلل المتناهية لأبن الجوزي 2 / 556 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1403هـ و كتاب ضعيف ابن ماجه للألباني حديث رقم 295

6 )حديث : (( يا علي من صلى ليلة النصف من شعبان مئة ركعة بألف قل هو الله أحد قضى الله له كل حاجة طلبها تلك الليلة ))
أنظر : كتاب المنار المنيف لأبي عبد الله محمد الحنبلي طبعة دار المطبوعات الإسلامية لعام 1403هـ و كتاب كشف الخفاء للعجلوني 2 / 566 طبعة الرسالة لعام 1405هـ و كتاب الفوائد المجموعة للشوكاني ص 50 و كتاب نقد المنقول لزرعي 1 / 85 طبعة دار القادري لعام 1411هـ

7 )حديث : (( من قرأ ليلة النصف من شعبان ألف مرة قل هو الله أحد بعث الله إليه مئة ألف ملك يبشرونه ))
أنظر : كتاب لسان الميزان لأبن حجر 5 / 271 طبعة مؤسسة الأعلمي لعام 1405هـ و كتاب المنار المنيف لأبي عبد الله محمد الحنبلي طبعة دار المطبوعات الإسلامية لعام 1403هـ و كتاب نقد المنقول لزرعي 1 / 85 طبعة دار القادري لعام 1411هـ

8 ) حديث : (( من صلى ليلة النصف من شعبان ثلاث مئة ركعة ( في لفظ ثنتي عشر ركعة ) يقرأ في كل ركعة ثلاثين مرة قل هو الله أحد شفع في عشرة قد استوجبوا النار ))
أنظر : كتاب كشف الخفاء للعجلوني 2 / 566 طبعة الرسالة لعام 1405هـ و كتاب المنار المنيف لأبي عبد الله محمد الحنبلي طبعة دار المطبوعات الإسلامية لعام 1403هـ و كتاب نقد المنقول لزرعي 1 / 85 طبعة دار القادري لعام 1411هـ

9 )حديث : (( شعبان شهري ))
أنظر : كتاب كشف الخفاء 2 / 13 طبعة الرسالة لعام 1405هـ و كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني حديث رقم 4400 و كتاب الفوائد المجموعة للشوكاني ص 100

10 )حديث : (( من أحيا ليلتي العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ))
أنظر : كتاب ميزان الاعتدال للذهبي 5 / 372 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1405هـ و كتاب الإصابة لأبن حجر 5 / 580 طبعة دار الجيل 1412هـ و كتاب العلل المتناهية لأبن الجوزي 2 / 562 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1403هـ

11 )حديث : (( من أحيا الليالي الخمس ؛ وجبت له الجنة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة الفطر، وليلة النصف من شعبان ))
أنظر : كتاب ضعيف الترغيب للألباني حديث رقم 667
المصدر : موقع صيد الفوائد
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-12, 02:41 PM   #17
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي







أيام مضت وشهور انقضت وأقبلت الأيام المباركة تبشر بقدوم شهر القرآن، وبين يدي هذا القدوم يهل علينا شهر شعبان، مذكراً جميع المسلمين بما يحمله لهم من خير و إحسان، شهر ذو مذاق خاص يغفل عنه كثير من الناس، قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ َ))[سورة يونس: الآية 58].

قال بن حجر - رحمه الله - : "سمّي شعبان لتشغيلهم في طلب المياه أو الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام وقيل غير ذلك". (الفتح 4/251).

فهو الشهر الذي فيه تُرفع الأعمال إليه سبحانه وتعالى: الموسم الختامي لصحائفنا وحصاد أعمالنا لسنة مضت، فبم سيُختم عامنا يا ترى؟ ثم ما الحال الذي سنلقى الله عليه وقت رفع الأعمال؟

عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال:(ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) [رواه النسائي و حسنه الألباني].

إن شهر شعبان هو شهر المنحة الربانية التي يهبها الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم: يقول المصطفى صلى الله عليه و سلم: (
افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم) [السلسلة الصحيحة].

> شهر فيه ليلة عظيمة هي ليلة النصف من شعبان، عظَّم النبي صلى الله عليه وسلم شأنها في قوله: (في ليلة النصف من شعبان يغفر الله لأهل الأرض إلا لمشرك أو مشاحن) [صحيح الجامع].

هي منحة من الله لمحو الأحقاد من القلوب تجاه إخواننا، فلا مكان هنا لمشاحن وحاقد وحسود، وليكن شعارنا جميعا قوله تعالى: (( ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ربنا إنك رؤوف رحيم)) [سورة الحشر: الآية 10].

قال بعض السلف: "أفضل الأعمال سلامة الصدور وسخاوة النفوس والنصيحة للأمة وبهذه الخصال بلغ من بلغ، وسيد القوم من يصفح ويعفو"، وهي منحة لكل من وقع في معصية أو ذنب مهما كان حجمه، هي منحة لكل من سولت له نفسه التجرأ على الله بارتكاب معاصيه، هي منحة لكل مسلم قد وقع في خطأ فكل ابن آدم خطاء، وخير
الخطائين التوابين، هي منحة إذاً لإدراك ما فات وبدء صفحة جديدة مع رب الأرض و السموات.

> شهر شعبان هو شهر الهَدْي النبوي والسنة النبوية في حب الطاعة والعبادة والصيام والقيام؛ فقد روى البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان).



هذه الصورة مصغره ... نقره على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 567x425 .



ولشدة معاهدته صلى الله عليه وسلم للصيام في شعبان قال ابن رجب: "إن صيام شعبان أفضل من سائر الشهور، قال ابن حجر: "في الحديث دليل على فضل الصوم في شعبان"، وقال الإمام الصنعاني: "وفيه دليل على أنه يخص شهر شعبان بالصوم أكثر من غيره"، وذكر العلماء في تفضيل التطوع بالصيام في شهري على غيري من الشهور: "أن أفضل التطوع ما كان قريبًا من رمضان قبله وبعده؛ وذلك يلتحق بصيام رمضان؛ لقربه منه، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، فيلتحق بالفرائض في الفضل، وهي تكملة لنقص الفرائض" اهـ.

و إذا كان شهر شعبان شهراً للصوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو شهرالنوافل والطاعات كلها، روى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الله تعالى قَالَ: ((من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر فيه، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعـطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه ))، ولما كان شعبان كالمقدّمة لرمضان فإنه يكون فيه شيء مما يكون في رمضان من الصيام وقراءة القرآن والصدقة، فهو مضمار للمسابقة في الخيرات والمبادرة للطاعات قبل مجيئ شهر الفرقان.

قال أبو بكر البلخي: " شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع" وقال أيضا : "مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر" ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان.

ولذلك كان تسابق السلف الصالح على هذا المر واضحاً ، قال سلمة بن كهيل كان يقال : شهر شعبان شهر القراء ، وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال: ذا شهر القراء"؛

وكان عمرو بن قيس المُلائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن.

> شهر شعبان هو الشهر الذي يغفل الناس عن العبادة فيه؛ نظرًا لوقوعه بين شهرين عظيمين:

قال أهل العلم: فيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله عز وجل، وقد كان بعض السلف يستحبون إحياء ما بين العشائين بالصلاة ويقولون: هي ساعة غفلة، فهي دعوة لوقفة مع النفس، هل صرنا من الغافلين عن شهر شعبان وفضله؟ وهل أدركتنا الغفلة بمعناها المطلق؟هي وقفة تربوية نقيم فيها أنفسنا ومدى تملك الغفلة منا، و نعرض فيها أنفسنا على قوله تعالى:((ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا))، وقوله تعالى: ((واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية ولا تكن من الغافلين))، وقوله تعالى: ((لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِك هُمْ الْغَافِلُونَ)).

> بدع شهر شعبان

ــ أن يصلى في تلك الليلة صلوات ذات عدد معلوم، يكرر كل عام، فهذه المرتبة أشد ابتداعاً من المرتبة الثانية وأبعد عن السنة، وقد رويت صلاة هذه الليلة، أعني ليلة النصف من شعبان على أنحاء مختلفة كلها باطلة وموضوعة.


ــ صلاة البراءة : وهي تخصيص قيام ليلة النصف من شعبان وهي مائة ركعة.

ــ صلاة ست ركعات : بنية دفع البلاء وطول العمر والاستغناء عن الناس، قراءة سورة {يس} والدعاء في هذه الليلة بدعاء مخصوص بقولهم (( اللهم يا ذا المن، ولا يمن عليه ، يا ذا الجلال والإكرام .. )).

ــ اعتقادهم أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة القدر .. قال الشقيري : "وهو باطل باتفاق المحققين من المحدثين".

ــ الأمر الخامس: أنه اشتهر عند كثير من الناس أن ليلة النصف من شعبان يقدر فيها ما يكون في العام.

وهذا باطل، فإن الليلة التي يقدر فيها ما يكون في العام هي ليلة القدر.

ــ الأمر السادس: أن بعض الناس يصنعون أطعمة في يوم النصف يوزعونها على الفقراء ويسمونها عشيات الوالدين.

فاللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و أرنا باطلا و ارزقنا اجتنابه واستعملنا بسنة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و ألحقنا به غير خزايا و لا نادمين و لا خارجين و لا فاسقين و لا مبدلين و لا مرتابين واجعلنا من الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.

> و مضة
يقول الإمام ابن رجب رحمه الله:

°يا من فرط في الأوقات الشريفة و ضيعها و أودعها الأعمال السيئة و بئس ما استودعها.

مضى رجب و ما أحسنت فيــهوهذا شهر شعبان المبـــــــــــــارك
فيا من ضيع الأوقات جهـــلاًبحرمتهاأفق واحذر بـــــــــــــــــــــــــوارك
فسوف تفارق اللذات قســراًويخليال موت كرهاً منك دارك
تدارك مااستطعت من الخطايابتوبة مخلص واجعل مـــــــــــــدارك
على طلب السلامة من جحيــمفخير ذوي الجرائم من تـدارك

> و يقول رحمه الله:

°يا من طالت غيبته عنا قد قربت أيام المصالحة، يامن دامت خسارته، قد أقبلت أيام التجارة الرابحة، من لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح؟ من لم يقرب فيه من مولاه فهو على بعده لا يبرح.
أناس أعرضوا عنا بلا جرم و لا معـــــنى
أساؤا ظنهم فينا فهلا أحسنوا الظنـــــــــا
فإن عادوا لنا عدنا وإن خانوا فما خنا
فإن كانوا قد استغنوا فإنا عنهم أغنــا
> بيت القصيد

يا ذا الذي ماكفاه الذنب في رجب حتى عصى ربه في شهر شعبــــان
لقد أظلك شهر الصوم بعدهمـــــا فلا تصيره أيضا شهــر عصيــــــــــــــــــان

واتل القرءان وسبح فيه مجتهــدا فإنه شهر تسبيح وقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرءان
فاحمل على جسد ترجو النجاة لــه فسوف تضرَم أجساد بنــــــــــــــيران
كم كنت تعرف ممن صام في سلـف من بين أهل وجيران وإخـــوان

أفناهم الموت واستبقاك بعدهم حيا فمـا أقرب القاصي من الدانـــي
ومعجب بثياب العيد يقطعه فأصبحت في غد أثواب أكفــــــــــــــــــــــــان
حتى متى يعمر الإنسان مسكنــــــه مصير مسكنه قــــبر إنســــــــــــــــــــــــان



> مسك الختام من حديث خير الأنام صلى الله عليه وسلم

عن أبي ثعلبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يطلع الله إلى عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ويمهل الكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه) [صحيح الترغيب و الترهيب].





عن أبي ثعلبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يَطَّلِعُ اللهُ - جَلَّت قدرتُهُ - إلى خلقِهِ في ليلةِ النصفِ من شعبان، فيغفرُ للمؤمنينَ، ويُملي للكافرينَ، ويدعُ - أي: يترك - أهلَ الحقدِ بحقدِهِم حتى يدعُوه) [أخرجه البيهقي في بإسنادٍ حسن وقال الألباني صحيح لغيره].

فأفضلُ الأعمالِ عند اللهِ ربِّ العالمين وأفضلُ الخلقِ عند اللهِ جلَّ وعلا سلامةُ الصدرِ ومَنْ كان عن الغِلِّ والحسدِ مُنَزَّهًا، ومِنْ ذلك مُبَرَّئًا، وأمَّا مَنْ انطوى قلبُهُ على شيءٍ من ذلكَ فهو بِمَبْعَدَةٍ من المغفرةِ في ليلةِ النصفِ من شعبان مع عمومِ المغفرةِ لأهلِ الأرضِ، إلا للمشركِ الذي يشركُ باللهِ ربِّ العالمين مَعَهُ غَيرَهُ فإنَّ ذلك لا يُغْفَرُ بحالٍ من الأحوالِ لا دنيا ولا آخرة، إذا ما ماتَ على ذلكَ ولم يَتُبْ منه مُنِيبًا مُوَحِّدًا، وكذلك الذي انطوى قلبُهُ على الشحناءِ، على البغضاء، على الغِلِّ، على الحسد، فهذا متروكٌ مُهْمَلٌ، وهذا بِمَبْعَدَةٍ أنْ ينالَهُ شيءٌ مِنْ عمومِ المغفرةِ التي تتنزلُ على الخَلْقِ في ليلةِ النصفِ من شعبان.

ـ يقول الإمام ابن الجوزي رحمه الله:

"من الذنوب المانعة من المغفرة أيضا الشحناء، وهي حقد المسلم على أخيه بغضا له لهوى نفسه، وذلك يمنع أيضا من المغفرة في أكثر أوقات المغفرة والرحمة، كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: (تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء. فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا)".

فأفضل الأعمال سلامة الصدر من أنواع الشحناء كلها، وأفضلها السلامة من شحناء أهل الأهواء والبدع التي تقتضي الطعن على سلف الأمة، وبغضهم والحقد عليهم، واعتقاد تكفيرهم، أو تبديعهم وتضليلهم، ثم يلي ذلك سلامة القلب من الشحناء لعموم المسلمين، وإرادة الخير لهم، ونصيحتهم، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه. وقد وصف الله تعالى المؤمنين عموما بأنهم يقولون: {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم}.

والله أعلم.


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-12, 02:43 PM   #18
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

كلمات يسيرة تتعلق بشهر شعبان
الشيخ العثمين رحمه الله



بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين المعتدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العالمين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد: فهذه كلمات يسيرة في أمور تتعلق بشهر شعبان.

الأمر الأول: في فضل صيامه:

ففي الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صيامًا في شعبان" [صحيح مسلم (1156)]. في رواية: "كان يصوم شعبان كله" [رواه البخاري]. وفي مسلم في رواية: "كان يصوم شعبان إلا قليلًا" [رواه مسلم]. عن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال: قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم شعبان، قال: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم». [المحدث: المنذري، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما].

الأمر الثاني: في صيام يوم النصف منه:

فقد ذكر ابن رجب -رحمه الله تعالى- في (كتاب اللطائف- ص 341 ط دار إحياء الكتب العربية) أن في سنن ابن ماجة (1388) بإسناد ضعيف عن علي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها، وصوموا نهارها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر لي فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه، ألا كذا، ألا كذا حتى يطلع الفجر».

قلت: وهذا الحديث حكم عليه صاحب المنار بالوضع، حيث قال (ص 226 في المجلد الخامس من مجموع فتاويه): والصواب أنه موضوع، فإن في إسناده أبا بكر بن عبد الله بن محمد، المعروف بابن أبي سبرة، قال فيه الإمام أحمد ويحيى بن معين: إنه كان يضع الحديث.

وبناء على ذلك فإن صيام يوم النصف من شعبان بخصوصه ليس بسنة، لأن الأحكام الشرعية لا تثبت بأخبار دائرة بين الضعف والوضع باتفاق علماء الحديث، اللهم إلا أن يكون ضعفها مما ينجبر بكثرة الطرق والشواهد، حتى يرتقي الخبر بها إلى درجة الحسن لغيره، فيعمل به إن لم يكن متنه منكرًا أو شاذًّا.

وإذا لم يكن صومه سنة كان بدعة، لأن الصوم عبادة فإذا لم تثبت مشروعيته كان بدعة، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «كل بدعة ضلالة» [مسلم (867)] من حديث جابر -رضي الله عنه-.

الأمر الثالث: في فضل ليلة النصف منه:

وقد وردت فيه أخبار قال عنها ابن رجب في اللطائف بعد ذكر حديث علي السابق: إنه قد اختلف فيها، فضعفها الأكثرون، وصحح ابن حبان بعضها وخرجها في صحيحه. ومن أمثلتها حديث عائشة -رضي الله عنها- وفيه: "أن الله -تعالى- ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب". [خرجه الإمام أحمد (26018) والترمذي (739) وابن ماجة (1389)]، وذكر الترمذي أن البخاري ضعَّفه، ثم ذكر ابن رجب أحاديث بهذا المعنى وقال: وفي الباب أحاديث أخر فيها ضعف. اهـ

وذكر الشوكاني أن في حديث عائشة المذكور ضعفًا وانقطاعًا.

وذكر الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله تعالى- أنه ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، وقد حاول بعض المتأخرين أن يصححها لكثرة طرقها ولم يحصل على طائل، فإن الأحاديث الضعيفة إذا قدر أن ينجبر بعضها ببعض فإن أعلى مراتبها أن تصل إلى درجة الحسن لغيره، ولا يمكن أن تصل إلى درجة الصحيح كما هو معلوم من قواعد مصطلح الحديث.

الأمر الرابع: في قيام ليلة النصف من شعبان، وله ثلاث مراتب:

المرتبة الأولى: أن يصلى فيها ما يصليه في غيرها، مثل أن يكون له عادة في قيام الليل فيفعل في ليلة النصف ما يفعله في غيرها من غير أن يخصها بزيادة، معتقدً أن لذلك مزية فيها على غيرها، فهذا أمر لا بأس به، لأنه لم يحدث في دين الله ما ليس منه.

المرتبة الثانية: أن يصلى في هذه الليلة، أعني ليلة النصف من شعبان دون غيرها من الليالي، فهذا بدعة، لأنه لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أمر به، ولا فعله هو ولا أصحابه.

وأما حديث علي -رضي الله عنه- الذي رواه ابن ماجة: «إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها». فقد سبق عن ابن رجب أنه ضعَّفه، وأن محمد رشيد رضا قال: إنه موضوع، ومثل هذا لا يجوز إثبات حكم شرعي به، وما رخص فيه بعض أهل العلم من العمل بالخبر الضعيف في الفضائل، فإنه مشروط بشروط لا تتحقق في هذه المسألة، فإن من شروطه أن لا يكون الضعف شديدًا، وهذا الخبر ضعفه شديد، فإن فيه من كان يضع الحديث، كما نقلناه عن محمد رشيد رضا -رحمه الله تعالى-.

الشرط الثاني: أن يكون واردًا فيما ثبت أصله، وذلك أنه إذا ثبت أصله ووردت فيه أحاديث ضعفها غير شديد كان في ذلك تنشيط للنفس على العمل به، رجاء للثواب المذكور دون القطع به، وهو إن ثبت كان كسبًا للعامل، وإن لم يثبت لم يكن قد ضره بشيء لثبوت أصل طلب الفعل. ومن المعلوم أن الأمر بالصلاة ليلة النصف من شعبان لا يتحقق فيه هذا الشرط، إذ ليس لها أصل ثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما ذكره ابن رجب وغيره. قال ابن رجب في (اللطائف ص 541): فكذلك قيام ليلة النصف من شعبان لم يثبت فيها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أصحابه شيء.
وقال الشيخ محمد رشيد رضا (ص 857 في المجلد الخامس): إن الله -تعالى- لم يشرع للمؤمنين في كتابه ولا على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- ولا في سنته عملًا خاصًّا بهذه الليلة اهـ.

وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز: ما ورد في فضل الصلاة في تلك الليلة فكله موضوع. اهـ

وغاية ما جاء في هذه الصلاة ما فعله بعض التابعين، كما قال ابن رجب في (اللطائف- ص 441): وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقد قيل: إنهم بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك: فمنهم من قبله ووافقهم على تعظيمها، وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز، وقالوا: ذلك كله بدعة. اهـ

ولا ريب أن ما ذهب إليه علماء الحجاز هو الحق الذي لا ريب فيه، وذلك لأن الله -تعالى-يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة: 3] ولو كانت الصلاة في تلك الليلة من دين الله -تعالى- لبيَّنها الله -تعالى- في كتابه، أو بيَّنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله أو فعله، فلما لم يكن ذلك علم أنها ليست من دين الله، وما لم يكن منه فهو بدعة، وقد صحّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «كل بدعة ضلالة» [مسلم (867)].

المرتبة الثالثة: أن يصلى في تلك الليلة صلوات ذات عدد معلوم، يكرر كل عام، فهذه المرتبة أشد ابتداعًا من المرتبة الثانية وأبعد عن السنة. والأحاديث الواردة فيها أحاديث موضوعة، قال الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 15 ط ورثة الشيخ نصيف): وقد رويت صلاة هذه الليلة، أعني ليلة النصف من شعبان على أنحاء مختلفة كلها باطلة وموضوعة.

الأمر الخامس: أنه اشتهر عند كثير من الناس أن ليلة النصف من شعبان يقدر فيها ما يكون في العام.

وهذا باطل، فإن الليلة التي يقدر فيها ما يكون في العام هي ليلة القدر، كما قال الله -تعالى-: {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الدخان: 1- 6] وهذه الليلة التي أنزل فيها القرآن هي ليلة القدر، كما قال -تعالى-: {إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1] وهي في رمضان، لأن الله -تعالى- أنزل القرآن فيه، قال -تعالى-: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْـزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 185] فمن زعم أن ليلة النصف من شعبان يقدر فيها ما يكون في العام، فقد خالف ما دل عليه القرآن في هذه الايات.

الأمر السادس: أن بعض الناس يصنعون أطعمة في يوم النصف يوزعونها على الفقراء ويسمونها عشيات الوالدين.

وهذا أيضًا لا أصل له عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فيكون تخصيص هذا اليوم به من البدع التي حذَّر منها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال فيها: «كل بدعة ضلالة» [مسلم (867)].

وليعلم أن من ابتدع في دين الله ما ليس منه فإنه يقع في عدة محاذير منها:

المحذور الأول: أن فعله يتضمن تكذيب ما دل عليه قول الله -عز وجل-: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3]، لأن هذا الذي أحدثه واعتقده دينًا لم يكن من الدين حين نزول الآية، فيكون الدين لم يكمل على مقتضى بدعته.

المحذور الثاني: أن ابتداعه يتضمن التقدم بين يدي الله ورسوله، حيث أدخل في دين الله -تعالى- ما ليس منه. والله -سبحانه- قد شرع الشرائع وحدّ الحدود وحذَّر من تعديها، ولا ريب أن من أحدث في الشريعة ما ليس منها فقد تقدم بين يدي الله ورسوله، وتعدى حدود الله، {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [القرة: 229].

المحذور الثالث: أن ابتداعه يستلزم جعل نفسه شريكًا مع الله -تعالى- في الحكم بين عباده، كما قال الله -تعالى-: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى: 21].

المحذور الرابع: أن ابتداعه يستلزم واحدًا من أمرين، وهما: إما أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- جاهلًا بكون هذا العمل من الدين، وإما أن يكون عالمًا بذلك ولكن كتمه، وكلاهما قدح في النبي -صلى الله عليه وسلم-، أما الأول فقد رماه بالجهل بأحكام الشريعة، وأما الثاني فقد رماه بكتمان ما يعلمه من دين الله -تعالى-.

المحذور الخامس: أن ابتداعه يؤدي إلى تطاول الناس على شريعة الله -تعالى-، وإدخالهم فيها ما ليس منها، في العقيدة والقول والعمل، وهذا من أعظم العدوان الذي نهى الله عنه.

المحذور السادس: أن ابتداعه يؤدي إلى تفريق الأمة وتشتيتها واتخاذ كل واحد أو طائفة منهجًا يسلكه ويتهم غيره بالقصور، أو التقصير، فتقع الأمة فيما نهى الله عنه بقوله: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105]، وفيما حذر منه بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [الأنعام: 159].

المحذور السابع: أن ابتداعه يؤدي إلى انشغاله ببدعته عما هو مشروع، فإنه ما ابتدع قوم بدعة إلا هدموا من الشرع ما يقابلها.

وإن فيما جاء في كتاب الله -تعالى-، أو صح عن رسوله -صلى الله عليه وسلم- من الشريعة لكفاية لمن هداه الله -تعالى- إليه واستغنى به عن غيره، قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 57، 58]. وقال الله -تعالى-: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى} [طه: 123].

أسأل الله -تعالى- أن يهدينا وإخواننا المسلمين صراطه المستقيم، وأن يتولانا في الدنيا والاۤخرة إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين.


[موقع مداد الإسلامي]
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-12, 02:46 PM   #19
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

- كثرة صيامه صلى الله عليه وسلم في شعبان:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان([1]).

قال ابن حجر: "وفي الحديث دليل على فضل الصوم في شعبان"([2]).

قال ابن رجب: "وأما صيام النبي صلى الله عليه وسلم من أشهر السنة فكان يصوم من شعبان ما لا يصوم من غيره من الشهور"([3]).

وقال الصنعاني: "وفيه دليل على أنه يخصُّ شعبان بالصوم أكثر من غيره"([4]).

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان أحبَّ الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبانُ ثم يصله برمضان([5]).

قال السبكي: "أي: كان صوم شعبان أحبّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من صوم غيره من بقية الشهور التي كان يتطوع فيها بالصيام"([6]).

2- صيام شعبان كله:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهراً أكثر من شعبان، وكان يصوم شعبان كله([7]).

وفي رواية: ولم أره صائماً من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان، كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلاً([8]).

وقد استُشكل حديث عائشة رضي الله عنها هذا مع حديثها السابق الذي فيه: وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان([9])، وفي رواية قالت: ما علمته صام شهراً كلَّه إلا رمضان([10])، وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهراً كاملاً قط غير رمضان([11]).

وللعلماء في الجمع بين الروايتين أقوال:

القول الأول: تفسير إحدى الروايتين بالأخرى:

روي عن ابن المبارك أنه قال في هذا الحديث: "وهو جائز في كلام العرب إذا صام أكثر الشهر أن يقال: صام الشهر كلَّه، ويقال: قام فلان ليلته أجمع، ولعلَّه تعشَّى واشتغل ببعض أمره".

قال الترمذي: "كأن ابن المبارك قد رأى كلا الحديثين متفقين، يقول: إنما معنى هذا الحديث أنه كان يصوم أكثر الشهر"([12]).

قال القاضي عياض في شرحه لرواية: كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلاً: "الكلام الثاني تفسير للأول، وعبَّر بالكل عن الغالب والأكثر"([13]).

وصوَّب هذا القولَ الحافظ ابن حجر لدلالة الروايات عليه([14]).

القول الثاني: صيامه كاملاً مرة، وعدم الاستكمال مرة أخرى:

قال القاضي عياض: "وقد قيل: معناه ما استكمل شهراً قط بالصيام إلا رمضان، يعني معيَّناً، وأن ما ورد مما ظاهره استكمال شعبان أي: غير معين وملازم، بل مرة أكمله ومرة لم يكمله، وقد يحتمل هذا قوله: كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلاً، أي: مرة كذا ومرة كذا، لئلا يتعيَّن بصومه غير رمضان"([15]).

ومال إلى هذا القول: الطيبي([16]).

القول الثالث: معنى صيامه كل شعبان صيامُه من أوله ووسطه وآخره:

قال القاضي عياض: "وقيل: يعني بصومه كلِّه أي: يصوم في أوله ووسطه وآخره، لا يخصّ شيئاً منه ولا يعمّه بصيامه"([17]).

الترجيح:

والقول الأول هو الصواب، لأنه تفسير للرواية برواية أخرى، وأولى ما تفسَّر به الرواية رواية أخرى، والله أعلم([18]).

قال العلماء: وإنما لم يستكمل غير رمضان لئلا يظنَّ وجوبه([19]).

عن عطاء قال: كنت عند ابن عباس قبل رمضان بيوم أو يومين فقرّب غداءه فقال: (أفطروا أيها الصيام! لا تواصلوا رمضان بشيء وافصلوا)([20]).

قال ابن عبد البر: "استحب ابن عباس وجماعة من السلف رحمهم الله أن يفصلوا بين شعبان ورمضان بفطر يوم أو أيام، كما كانوا يستحبون أن يفصلوا بين صلاة الفريضة بكلام أو قيام أو مشي أو تقدم أو تأخر من المكان"([21]).

3- الحكمة في إكثاره صلى الله عليه وسلم الصيام في شعبان:

عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ((ذاك شهر يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم))([22]).

قال ابن رجب في بيان وجه الصيام في شعبان: "وفيه معانٍ، وقد ذكر منها النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان: الشهر الحرام وشهر الصيام، اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولاً عنه، وكثير من الناس يظنُّ أن صيام رجب أفضل من صيامه لأنه شهر حرام، وليس كذلك"([23]).

قال: "وفي قوله: ((يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان)) إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه، إما مطلقاً، أو لخصوصية فيه لا يتفطن لها أكثر الناس، فيشتغلون بالمشهور عنه، ويفوِّتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم"([24]).

والمعنى الثاني المذكور في الحديث هو أن شهر شعبان ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فكان صلى الله عليه وسلم يحبّ أن يُرفع عمله وهو صائم([25]).

وذكروا لذلك معنى آخر وهو التمرين لصيام رمضان، قال ابن رجب: "وقد قيل في صوم شعبان معنى آخر، وهو أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان، لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده، ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذّته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط"([26]).

4- سبب إكثاره صلى الله عليه وسلم من الصيام في شعبان دون المحرم:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد المفروضة صلاة الليل))([27]).

استشكل العلماء إكثاره صلى الله عليه وسلم من الصيام في شعبان مع تصريحه بأن أفضل الصيام بعد رمضان صيام المحرم.

أجاب النووي عن ذلك فقال: "لعله لم يعلم فضلَ المحرم إلا في آخر الحياة قبل التمكن من صومه، أو لعله كان يعرض فيه أعذار تمنع من إكثار الصوم فيه كسفر ومرض وغيرهما"([28]).




([1]) أخرجه البخاري في الصيام، باب: صوم شعبان (1969)، ومسلم في الصيام (1156).

([2]) فتح الباري (4/253).

([3]) لطائف المعارف (ص247).

([4]) سبل السلام (2/342).

([5]) أخرجه أحمد في المسند (6/188)، وأبو داود في الصوم، باب في صوم شعبان (2431)، والنسائي في الصيام، باب: صوم النبي صلى الله عليه وسلم (2350)، وقال الحاكم (1/599): "صحيح على شرط الشيخين"، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2124).

([6]) المنهل العذب المورود (10/188).

([7]) أخرجه البخاري في الصوم، باب: صوم شعبان (1970).

([8]) هذه الرواية عند مسلم في الصيام (1156).

([9]) أخرجه البخاري في الصوم، باب: صوم شعبان (1969)، ومسلم في الصيام (1156).

([10]) هذه إحدى روايات مسلم: كتاب الصيام (1156).

([11]) أخرجه البخاري في الصوم، باب: ما يذكر من صوم النبي صلى الله عليه وسلم إفطاره (1971)، ومسلم في الصيام (1157).

([12]) جامع الترمذي (3/436 ـ تحفة الأحوذي ـ).

([13]) إكمال المعلم (4/120).

([14]) انظر: فتح الباري (4/252).

([15]) إكمال المعلم (4/120)، وانظر: شرح صحيح مسلم للنووي (8/37) وفتح الباري (4/252).

([16]) انظر: شرح المشكاة (4/176).

([17]) إكمال المعلم (4/120).

([18]) انظر: فتح الباري (4/252).

([19]) شرح صحيح مسلم (8/37).

([20]) رواه عبد الرزاق في مصنفه (4/158).

([21]) الاستذكار (10/328).

([22]) أخرجه أحمد في المسند (5/201)، النسائي في كتاب الصيام، باب: صوم النبي صلى الله عليه وسلم (2357)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (1022).

([23]) لطائف المعارف (ص250-251).

([24]) لطائف المعارف (ص251).

([25]) هذا الكلام مأخوذ من تتمة الحديث، ولم يذكر ابن رجب هذا المعنى في لطائف المعارف.

([26]) لطائف المعارف (ص252).

([27]) أخرجه مسلم في الصيام (1163).

([28]) شرح صحيح مسلم (8/37).
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-12, 02:47 PM   #20
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

مرحباً شعبان .. وحياك يا رمضان
إِنَّ المُحِــبَّ إِذَا أَحَــبَّ حَبِيْـبَهُ .. تَلْقَـاهُ يَبْـذُلُ فِيـهِ مَـا لاَ يُبْـذَلُ

علي بن عبدالله الفهيد


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا و حبيبنا محمد أما بعد : عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال : ((ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم))
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لا يُفْطِرُ ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لا يَصُومُ ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلا رَمَضَانَ ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ )
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا إِلا شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ )

كل الأحاديث السابقة تدل وترغب على فضل صيام شهر شعبان وقد كان ذلك مما حرص على فعله الرسول صلى الله عليه وسلم .. وعلينا بالتأسي بالحبيب المصطفى في هذا الشهر الذي كان يحبه ويختصه بهذا القدر من الصيام , ويجب على من عليه قضاء أن يبادر ويقضي ما عليه من صيام .

وذكر أهل العلم حكما في تفضيل التطوع بالصيام في شعبان على غيره من الشهور منها: أن أفضل التطوع ما كان قريبا من رمضان قبله وبعده، وذلك يلتحق بصيام رمضان، لقربه منه، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، فيلتحق بالفرائض في الفضل، وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالنسبة للصلاة، فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بعد منه، ولذلك فإنك تجد رمضان يسبق بالصيام من شعبان والاستكثار منه ثم بعد انقضاء رمضان يسن صيام ست من شوال، فهي كالسنن الرواتب التي قبل وبعد الصلاة المفروضة.

قال سلمة بن كهيل: كان يقال شهر شعبان شهر القراء. وكان عمرو بن قيس إذا دخل شهر شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القران، قال أبو بكر البلخي: شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع، وقال أيضا: مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان، هذا حال نبيك وحال سلف الأمة في هذا الشهر المبارك، فما هو موقعك من هذه الأعمال والدرجات؟!

وقال ابن رجب رحمه الله: " قيل في صوم شعبان: إن صيامه كالتمرين على صيام رمضان؛ لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده، ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط".
ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القران، ليحصل التأهب لتلقي رمضان وتتروض النفوس بذلك على طاعة الرحمن، ولهذه المعاني المتقدمة وغيرها كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام في هذا الشهر المبارك، ويغتنم وقت غفلة الناس وهو من ؟ هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر..
وحتى يوفقك الله لصيام وقيام رمضان , عليك أن تدرب نفسك على الصيام والقيام قبله , ليرزقك الله التوفيق والإعانة في رمضان بأذن الله , فالسعيد من وفقه الله لعمل الطاعات في الأوقات والأماكن الفاضلة .. والخسران أن يخذلك الله ويثبطك عن العمل الصالح في مثل هذه المواسم ولا حول ولا قوة إلا بالله .. فكلنا يعلم من إذا جاء رمضان يأخذ الإجازة من العمل ويعتكف في المسجد وبعضهم يسافر للحرمين حتى يجد ويجتهد في العبادة , ولكن والله المستعان لا يوفق لذلك , لأنه لم يوطن نفسه على ذلك من قبل فتذهب هذه الأوقات وتجر معها ما بقي من عمره هباء منثوراً ولا حول إلا بالله ..

وقد كان الصحابة يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم، وقال يحيى بن أبي كثير: "كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، اللهم سلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلا".
فهل تضمن أن تبقى حتى رمضان ؟! وهل تضمن أن يأتي رمضان وأنت في صحة وعافية ؟!
أما خطر ببالك يوماً فضلُ مَن أدرك رمضان؟! أما تفكرت يوماً في عظم ثواب العمل في هذا الشهر المبارك؟! تأمل معي هذه القصة العجيبة .. روى الإمام أحمد وابن ماجه وصححه الألباني من حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن رجلين من بلى قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان إسلامهما جميعا ، فكان أحدهما أشد اجتهادا من الآخر ، فغزا المجتهد منهما فاستُشهد ، ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي . قال طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة ، إذا أنا بهما ، فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخِر منهما ، ثم خرج فأذن للذي استشهد ، ثم رجع إلي فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعد ، فأصبح طلحة يحدث به الناس ، فعجبوا لذلك ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثوه الحديث ، فقال: من أي ذلك تعجبون؟ فقالوا: يا رسول الله ، هذا كان أشد الرجلين اجتهاداً ثم استُشهد ، ودخل هذا الآخِرُ الجنةَ قبله!! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أليس قد مكث هذا بعده سنة؟ قالوا: بلى ، قال: وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟ قالوا: بلى ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فما بينهما أبعدُ مما بين السماء والأرض.
الله أكبر ، إن بلوغَ رمضانَ نعمةٌ عظيمة ، وفضلٌ كبير من الله تعالى ، حتى إن العبد ببلوغ رمضان وصيامه وقيامه يسبق الشهداء في سبيل الله الذين لم يدركوا رمضان .
ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم بلوغ شهر رمضان وأن ويفقنا لصيامه وقيامه .
واعلم أن مما يضاعف الثواب والأجر الصيام في شدة الحر لما فيه من ظمأ الهواجر، ولهذا كان معاذ بن جبل رضي الله عنه عند احتضاره يتأسف على ما يفوته من ظمأ الهواجر وكذلك غيره من السلف.
عن سعيد بن جبير رحمه الله قال: لما أصيب ابن عمر رضي الله عنه قال : ما تركت خلفي شيئا من الدنيا آسى عليه غير ظمأ الهواجر وغير مشي إلى الصلاة .
وقد ورد أن الصديق رضي الله عنه كان يصوم في الصيف ويفطر في الشتاء.
وقد وصى الفاروق رضي الله عنه عند موته ابنه عبد الله فقال له: "عليك بالصيام في شدة الحر في الصيف".
وكانت عائشة رضي الله عنها تصوم في الحر الشديد.
وكان مجمع التيمي - رحمه الله - يصوم في الصيف حتى يسقط.
وكانت بعض الصالحات تتوخى أشد الأيام حرا فتصومه فيقال لها في ذلك ، فتقول: إن السعر إذا رخص اشتراه كل أحد. في إشارة إلى إنها لا تؤثر إلا العمل الذي لا يقدر عليه إلا قليل من الناس لشدته عليهم، وهذا من علو الهمة.
وقد كان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول: صوموا يوما شديدا حره لحر يوم النشور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور.
عن ابن سيرين قال: خرجت أمّ أيمن مهاجرة إلى الله ورسوله وهي صائمة ليس معها زاد، ولا حمولة، ولا سقاء، في شدّة حرّ تهامة، وقد كادت تموت من الجوع والعطش، حتى إذا كان الحين الذي يفطر فيه الصائم سمعت حفيفا على رأسها، فرفعت رأسها فإذا دلْوٌ معلّق برشاء أبيض، قالت : فأخذته بيدي فشربت منه حتى رويت، فما عطشتُ بعد، فكانت تصوم وتطوف لكي تعطش في صومها فما قدرت على أن تعطش حتى ماتت" .
وفي حديث أبي موسى "أنهم كانوا على ظهر سفينةٍ فسمعوا هاتفا يهتفْ: قفوا أخبركم بقضاء قضاه الله تعالى على نفسه، أن من أعطش نفسه لله في يوم حارٍّ يرويه يوم القيامة، قال أبو بردة: فكان أبو موسى لا يمرّ عليه يوم حارٌّ إلا صامه، فجعل يتلوّى فيه من العطش"

ومن الأسباب التي جعلت حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام يحرص على الصيام في شعبان أنه شهر ترفع فيه أعمال السنة , فقال عليه الصلاة والسلام ( وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ) وهذا على خلاف ما أنتشر من بدعة أن الأعمال ترفع آخر العام , ولذلك كان يسن صيام الإثنين والخميس من كل أسبوع لأنه ترفع فيها الأعمال وكذلك في شهر شعبان فأنه يسن الصيام فيه حتى يرفع عمل العبد وهو صائم .. ففي هذا الشهر تعرض أعمالك من العام الذي مضى وتعرض على رب العزة والجلال .. ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) سورة فاطر.
فكيف تريد أن تختم عملك هذا العام ؟! وكيف تريد أن يكون حالك عندما يعرض عملك على ربك تبارك وتعالى؟!

وفي هذا الشهر المبارك منح ربانية عظيمة يتكرم بها على عباده فإن لله أيامًا وأشهرًا يتفضَّل بها الله على عباده بالطاعات والقربات، في هذا الشهر ليلة عظيمة هي ليلة النصف من شعبان .

عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ ) مشاحن: أي مخاصم لمسلم أو مهاجر له .
وعن أبي ثعلبة الخشني رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه فيغفر للمؤمنين و يملي للكافرين و يدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه )

فهذه فرصة لكل مقصر ومخطئ يريد أن يغفر الله سبحانه وتعالى عنه ، أن يصلح ما بينه وبين الناس سواء كان من أهله، أو من صديقه أو من غيرهم .. فأعفوا و أغفروا ألا تحبون أن يغفر الله لكم ؟!

وقال صلى الله عليه وسلم: «فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين» رواه أبو داود والترمذي. فالخصومات ثلمة في الدين، ونقص في الإيمان.

قال بعض السلف: أفضل الأعمال سلامة الصدور وسخاوة النفوس والنصيحة للأمة وبهذه الخصال بلغ من بلغ، وسيد القوم من يصفح ويعفو، وهي فرصة لكل من وقع في معصية أو ذنب مهما كان حجمه ، هي فرصة لإدراك ما فات وبدء صفحة جديدة مع الله تكون ممحوة من الذنوب و ناصعة البياض بالطاعة .
فعلينا بالتوبة الصادقة والعمل الصالح حتى يتقبل الله توبتنا ويغفر لنا ما مضى من عملنا ..
وقبل الختام أريد الإشارة للتحذير من بعض البدع المنتشرة في هذا الشهر :
من تخصيص ليلة النصف من شعبان بصيام أو صلاة خاصة أو الاحتفال بها , وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن ليلة النصف من شعبان ؟ وهل لها صلاة خاصة ؟ فأجاب : ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح ، وكل الأحاديث الواردة فيها ضعيفة أو موضوعة لا أصل لها ، وهي ليلة ليس لها خصوصية ، لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة .. وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية فهو قول ضعيف ، فلا يجوز أن تخص بشيء .. هذا هو الصواب وبالله التوفيق .

ومن الأمور التي يجب التنبيه عنها أيضاً أن لا يصوم الإنسان بعد منتصف شعبان بنية استقبال رمضان وحتى يحتاط لشهر رمضان بزعمه فإن هذا من التنطع والغلو في الدين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان)) فهذا الحديث وما في معناه للمتنطعين والمتشددين الذين يستقبلون رمضان بالصيام بنية الاحتياط لرمضان، فهذا منهي عنه، ولا يدخل في هذا أن يصوم الإنسان ما كان معتادا له من صيام الاثنين والخميس مثلا، أو ثلاثة أيام من كل شهر، أو القضاء، أو النذر. وما له تعلق بهذا أيضا، حرمة صيام يوم الشك قال عمار بن ياسر رضي الله عنه: من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم. ويوم الشك هو اليوم الذي يشك فيه هل هو من رمضان أو من شعبان و هو يوم الثلاثين، فيحرم صومه بنية الاحتياط قال: صلى الله عليه وسلم ( لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين إلا من كان يصوم صوما فليصمه )

وها قد مضى رجب فما أنت فاعل في شعبان إن كنت تريد رمضان.. فماذا أنت فاعل؟!


مضى رجب وما أحسنت فيه --- وهذا شهر شعبــان المبارك
فيا من ضيع الأوقات جـهلاً --- بحرمتها أفق واحـذر بوارك
فسوف تفارق اللذات قـسراً --- ويخلي الموت كرهاً منك دارك
تدارك ما استطعت من الخطايا --- بتوبة مخلص واجعـل مدارك
على طلب السلامة من جحيم --- فخير ذوي الجرائم من تدارك

رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ملف كامل عن شهر الله المحرم رقية مبارك بوداني روضة الفقه وأصوله 39 22-12-13 12:49 AM
ملف متكامل عن" شهر رمضان المبارك " رقية مبارك بوداني روضة الفقه وأصوله 4 20-06-13 04:41 PM
مجلة الحائط قطوف : ثمار من الخير لا تنتهي - عدد شهر شعبان 1434 هـ غريبة في دنياي النشرات الدعوية 0 13-06-13 12:17 PM


الساعة الآن 02:33 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .