|
๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ 1427-1430 هـ |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-01-08, 01:23 AM | #1 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
الدرس التاسع " صفة كلام الله - القدر " مفرغ
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم – وآله، ورضي الله عن صحابته والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
بعون الله وتوفيقه نستأنف هذا الدرس كالمعتاد بعرض سؤالين على الأخوة المشاهدين والمستمعين ثم بعرض بعض الأسئلة على الطلبة الحضرين . السؤال الأول: للمشاهدين هو مع تعريف الإيمان شرعاً؟ والسؤال الثاني : هل يثبت الإسلام وحقوق المسلم لمن لم يقر بالشهادتين، وما الدليل على ذلك ؟ أما أسئلة الحاضرين فأولها: ذكر السلف أن من الإيمان عمل الجوارح، فما المقصود بعمل الجوارح؟ المقصود بعمل الجوارح هو فعل المأمورات وترك المنهيات أي نعم : فعل المأمورات وترك المنهيات . هل من الممكن أن تضرب لى مثالاً بالمأمورات أعلاها وأدناها؟ المأمورات كالصلاة . وما دون الصلاة مثلاً من المأمورات من السنن ؟ مثل السواك . سؤال آخر: هل كل مسلم مؤمن ؟ ولماذا ؟ ليس كل مسلم مؤمناً، درجات الإيمان، الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية يعني معنى هذا أنه ليس كل مسلم مؤمناً لأنه قد يدعي الإسلام المنافق الذي لا يؤمن . أيضاً هناك سؤال فيما يتعلق بمفهوم الإسلام والإيمان، متى يفترقان من بعض الوجوه ؟ ومتى يجتمعان؟ إذا اجتمعا تفرقا وإذا تفرقا اجتمعا، يعني إذا اجتمعا ينصرف الإسلام إلى الأعمال الظاهرة إذا جاء ذكرهما في سياق واحد . فالإسلام يعني الأعمال الظاهرة، والإيمان ؟ والإيمان ينصرف إلى الأعمال الباطنة وإذا افترق كل منهما وجاء مفرداً ؟ إذا افترقا اجتماعا، يعني إذا ذكر الإسلام فقط فإنه يشمل الإسلام والإيمان، وكذلك الإيمان الآن قبل أن نبدأ الدرس الجديد أحب أن أذكر الخلاصة التي تهم الجميع في معنى الإيمان؛ لأنه – أحيانا- الاستطراد في ذكر بعض المسائل قد يشتت الأذهان فأقول: الإيمان كما هو مقتضى النصوص نصوص الكتاب والسنة وفهم الصحابة وسلف الأمة هو الاستقامة على دين الله - عزّ وجلّ – اعتقاداً وقولاً وعملاً وعلى هذا فإن المسألة المتعلقة بالإيمان -كما ذكرت سابقاً- تعتبر أربع مسائل رئيسة: المسألة الأولى: تعريف الإيمان وحقيقته وهو: أنه قول وعمل، أي أنه يشمل الاعتقادات القلبية التي تبدأ بمحبة الله - عزّ وجلّ – وخوفه ورجائه واليقين والتقوى وما ينتج عن ذلك من الورع والإنابة...... إلى آخره من الأمور التي هي في قلب الإنسان أو في قلب المسلم فيما بينه وبين ربه وما ينتج عن ذلك في تعامله مع ربه ومع الآخرين، ثم ينتقل ذلك أيضاً إلى القول : ويدخل فيه أولاًَ / الشهادتين قول اللسان النطق بالشهادتين وكل قول مشروع يتضمن الذكر والطاعة مثل تلاوة القرآن والأذكار والتسبيح والتهليل وغير ذلك كلها داخلة في الإيمان القولي وكذلك الأعمال: التي هي الحركات التي يتحرك بها الإنسان في طاعات الله - عزّ وجلّ – ائتماراً أي فعلاً أو انتهاءً أي تركاً هذه المسألة الأولى . المسألة الثانية : دخول الأعمال في مسمى الإيمان والمقصود بذلك أن الأعمال تدخل في مفهوم الإيمان شرعاً وعلى هذا فالإيمان يشمل الأمور الاعتقادية العلمية والأمور العملية ومن هنا- كما قلت - مجموع الدين التزام الشرع ، الاستقامة على دين الله ظاهراً وباطناً علماً وعملاً. المسألة الثالثة : زيادة الدين ونقصانه، وهذا أمر طبيعي كما قلنا: إن الأعمال تدخل في مسمى الإيمان حتى الأعمال القلبية وهي تزيد وتنقص، الأعمال القلبية قد تصل إلى مجرد التصديق وقد تكون مع التصديق اليقين، هذه زيادة . كذلك الأعمال، الأعمال تزيد بكثرة الطاعات والذكر والتلاوة وغير ذلك فكلما ازدادت الأعمال- سواء كانت قلبية أو عملية- ازداد الإيمان، وكلما نقصت، نقص الإيمان . إذاً: المسألة التي نحن فيها هو أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعات وبفعل المأمورات وينقص بالمعاصي وبفعل المنهيات . ثم المسألة الآخيرة : الاستثناء في الإيمان وهذه مسألة في الحقيقة يعني قلَّ أن يحتاجها المسلم الذي عادة أخذ دينه بمقتضى الفطرة إنما هي مسألة نشأت من وجود أناس لما حصروا الإيمان في القلب، زعموا أنه لا يجوز أن يستثي فيه المسلم لأنه ما دام يشعر باليقين والتصديق فلا داعي أن يقول: أنا مؤمن إن شاء الله . لكن ليس هذا هو المقصود من الاستثناء، أعني: أننا حينما نستثني لا نستثني ما ندركه ونشعر به ؛ فإن كل مسلم حينما يُسأل عن إيمانه؛ لأنه يشعر بأنه مصدق وعلى هذا فلا يستثني هذا الأمر، إنما يستثني المصير الذي ينتهي إليه، وإن شاء الله من باب التفاؤل، فيقول: أنا مؤمن إن شاء الله، يعني أرجو أن الله - عزّ وجلّ – يثبتي على الإيمان . لماذا يستثني؟ لئلا يتأله على الله، لئلا يزكي نفسه، لا لأنه يستثني ما يشعر به الآن ما تشعر به الآن من الإيمان والتصديق تعبر عنه بجملة تقيده بالمشيئة، لكن المشيئة متعلقة، أي تعليق الإيمان بمشيئة الله متعلق بمستقبل الأمر بمصير الإنسان ، ومآله بما يموت عليه، فلذلك ينبغي عليه ؛ لئلا يتأله على الله ولا يصيبه الغرور يرجع الأمور إلى مشيئة الله وهذا تفويض لله - عزّ وجلّ – يدل على قوة الإيمان، يدل على التشكيك كما يظن الذين يزعمون أن الاستثناء في الإيمان يدل على التشكيك . هذه الخلاصة أردت أن ألخص بها الدرس السابق؛ لأنه يبدو لي أنه تشعبت فيه الأحاديث ربما يحتاج إلى هذه الخلاصة . والآن نبدأ في درسنا درس اليوم وهو في فقرتين : الفقرة الأولى : في القرآن وكلام الله - عزّ وجلّ – . والفقرة الثانية : في القدر . الفقرة الأولى تحت عنوان خامساً . ( خامساً القرآن الكريم، أولاً: القرآن: كلام الله - حروفه ومعانيه - منزلٌ غير مخلوق، منه بدأ، وإليه يعود، وهو معجز دال على صدق من جاء به - صلى الله عليه وسلم – ومحفوظ إلى يوم القيامة ) . نعم هذه القاعدة الأولى فيما يتعلق بالقرآن الذي هو من كلام الله - عزّ وجلّ – كلام الله لا يحده حد، الله - عزّ وجلّ – يتكلم متى شاء ،بما شاء، ويكلم من شاء، والقرآن هو من كلام الله ولذلك قُرِنَ القرآن بالكلام ؛لأن صفة الكلام لله - عزّ وجلّ – من الصفات الثابتة لله ومنها ما هو من الصفات الذاتية اللازمة لله ، ومنها ما هو يتعلق بإرادة الله، ومشيئته. وأعني بذلك: أن الله – عز وجل - موصوف بالكلام، وهذا كمال، وأن كلامه الذي هو من صفة ذاته، يعني: أنه - سبحانه وتعالى – متكلم متى شاء وكيف شاء ونقول بأن كلام الله - عزّ وجلّ – يحدث متى شاءة، بمعنى: أنه متعلق بمشيئته، يعني أن الله - عزّ وجلّ – إذا أراد الكلام فإنه يتكلم كما يريد وعلى هذا فإن القرآن من كلامه - سبحانه وتعالى – . والقرآن هذا هو الذي بين أيدينا كلام الله - عزّ وجلّ – الذي أنزله الله هدىً وشفاءً وأنزله منهاجاً للأمة يحكم حياة الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والبشرية جمعاء لمن اهتدى به. القرآن إنما أنزل ليتلى وليتدبر وليعمل بمقتضاه . أنزله الله - عزّ وجلّ – لأنه هدى تهتدي به القلوب وتستنير به العقول وتسترشد به الجوارح والأعمال ؛ ولذلك كما أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بتلاوته وحفظه فقد أمرنا بتدبره أي تأمل معانيه، فما كان منها من أمور العقائد آمنا به جزماً ومن الأخبار صدقنا به وما كان به من أوامر ائتمرنا بها - بقدر الاستطاعة- وما كان فيه من نواهي انتهينا- بقدر الاستطاعة- وما كان فيه من قصص وعبر ومواعظ فيجب أن نستفيد منها بما يصلح لنا أحوال قلوبنا وأعمالنا وشئوننا في حياتنا كلها . ولذلك فالقرآن دستور الأمة. وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم – متفرعة عن القرآن ؛لأن القرآن أجمل والسنة فصلت في كثيرمن الأمور ولأن القرآن أمرنا بالأخذ بسنة النبي – صلى الله عليه وسلم – كما قال –سبحانه-: ﴿ وما آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴿[الحشر:7]. القرآن كلام الله على الحقيقة . وما معنى الحقيقة ؟ أي أن الله - عزّ وجلّ – تكلم بالقرآن حقيقة كما يليق بجلاله - سبحانه وتعالى – من غير تكييف من غير قياس، من غير إقحام للخيالات والأوهام التي يتخيلها بعض الناس عن كيفية الكلام وهذا في جميع أفعال الله وصفاته وأسمائه فإنها لا تُكيَّف، لكن لها حقائق وهذا هو الفارق بين السلف وبين أهل الأهواء والبدع الذي خاضوا في كلام الله وقالوا فيه قولاً لا يليق بالله - عزّ وجلّ – بل فيه من سوء الأدب، بل فيه من اسنتقاص كمال الله - عزّ وجلّ – ما لا يليق لماذا؟ لأنهم ما أثبتوا كلام الله على الحقيقة، وأن القرآن كلام الله حقيقةً بحروفه ومعانيه من غير تمثيل ولا تشبيه ولا تكييف . وأن هذا القرآن الذي بين أيدينا منزل من الله - عزّ وجلّ – غير مخلوق لماذا قلنا: غير مخلوق ؟ لأن القرآن كلام وكلامه صفته وصفات الله لا شك أنها غير مخلوقة؛ولأن السلف حينما استقرءوا نصوص القرآن والسنة في حقيقة القرآن ثبت عندهم بقطعيات النصوص والإجماع أن القرآن منزل وأنه غير مخلوق . وكانت هذه القضية بدهية في عهد الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى أن ظهرت الأهواء العقلانية الفلسفية التي تقرر الدين بمجرد العقول والخيالات والتخرص، وهذا منشؤه الأخذ بمسالك الفلاسفة الذين منهم من وصفهم الله - عزّ وجلّ – بالخراصين وذمهم في قوله - سبحانه وتعالى – ﴿ قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ﴿10﴿ الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ ﴿[الذريات:10-11]. فمن التخرص القول في القرآن خصوصاً وفي كلام الله عموماً بغير ما ثبت في النصوص وبمقتضى الآراء والاجتهادات التي لا يمكن أن تقرر في هذا الأمر شيئاً لأن هذه الأمور توقيفيه، فكلام الله غيب ،وتكلمه بالقرآن غيب، وكيفية كلامه - سبحانه وتعالى – غيب، لا يمكن أن تدركهذه الأمور ولا يمكن أن تقاس بأفعال البشر لأن الله - عزّ وجلّ – ليس كمثله شيء . ومن ذلك في كلامه - سبحانه وتعالى – فإنه تكلم وليس كمثل كلامه شيء ولا يتكلم كما يزعم الزاعمون بالكيفية التي تكلم بها الخلق، بل إنه - عزّ وجلّ – أنزل القرآن، والقرآن غير مخلوق( منه بد) ما معنى منه بدأ؟ يعني: أن الله - عزّ وجلّ – تكلم به كما يليق بجلاله فمبدأه منه؛لأنه كلامه، وكلامه صفته( منه بد) لم يبدأ من مخلوق ، كما يزعم أهل الأهواء الذين زعموا أن القرآن إنما عبر به جبريل عن مراد الله أو أن الله خلقه خلقاً في مكان ما وعلى هيئة ما، ثم تحول هذا الخلق إلى حروف ومعاني، أو أن الله خلق حروفه ومعانيه وتشكل منه القرآن. كل هذه من الأقوال الباطلة أو غير ذلك من المقالات التي تفسد العقيدة، والتي أيضاً فيها مصادمة لمعاني النصوص( منه بد) بمعنى أن الله تكلم به كما يليق بجلاله( وإليه يعود) فقد ثبت في الآثار الصحيحة أنه حينما تنتهي الدنيا ويقبض الله المؤمنين ولم يبقَ في الدنيا إلا شرار الخلق لا يبقى من يقول الله ـ الله،ولا يبقى من يعمل بالقرآن عند ذلك يرفعه الله إليه . ( وهو- أي القرآن- معجز) معنى معجز: أنه لا يستطيع البشر أن يأتوا بمثله، لا بآية ولا بأكثر من آية وفعلاً لا يزال التحدي قائماً ، ولم يزل إلى قيام الساعة على وجه قطعي ولذلك فعلاً رغم محاولات المشركين العرب الأُوَل الذين يملكون زمام اللغة العربية محاولاتهم الجادة أن يحاكوا القرآن ومع ذلك لم يستطيعوا بأفرادهم ولا بمجموعاتهم ففضلاً عن من جاء بعدهم فإنه لا يمكن لأحد أن يأتي بمثله، ( معجز )أيضاً إعجازه يتمثل بأمور كثيرة ، بإخباره بالغيب ،في إحكام ما جاء به من الأحكام من الأوامر والنواهي، في قصصه، في نظمه، في معانيه، في سبكه، في جميع ما يصدر عن هذا القرآن من معاني وأحكام وأخبار وغير ذلك فإنه معجز من جميع الوجوه. هذا الإعجاز أي كونه لا يمكن أن يأتي أحد بمثله كان دلالة من دلالات نبوة النبي – صلى الله عليه وسلم – ولا يزال- إلى يومنا هذا- من دلالات نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم – لأنه لا يستطيع أي أحد أن يأتي بمثله من جميع الوجوه، (ودليل على صدق) كل ما جاء به النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى مما جاء به من أقوال وأفعال وتقريراته وأخباره - صلى الله عليه وسلم – التي ليست من القرآن؛ لأن القرآن صدقها . ثم أيضاً أنه(محفوظ) بأن الله - عزّ وجلّ – تكفل بحفظه من التحريف والزيادة والنقص والتبديل ومن أن يرفع إلى قيام الساعة أي إلى أن لا يعمل به تنتهي الدنيا فلا يكون لبقائه فائدة، من هنا يرفعه الله - عزّ وجلّ – حينما لايبقى مؤمن. فهو محفوظ إلى قيام الساعة . ( ثانيا الله - سبحانه وتعالى – يتكلم بما شاء متى شاء كيف شاء وكلامه تعالى حقيقة بحرف وصوت والكيفية لا نعلمها ولا نخوض فيها ). هذا سبق الإشارة إليه يعني إن الله - عزّ وجلّ – كلامه متعلق بمشيئته متى شاء تكلم - سبحانه وتعالى – وأيضاً كيفية كلامه لا نعلمها وكلامه -تعالى -حقيقة ليس مجازاً ولا تمثيلاً ولا تخييلاً ولا غير ذلك مما يتوهمه المتوهمون ، فهو حقيقة، لكنه حقيقة ، لا كل الحقائق المعلومة عند الناس . بعض الناس يظن أن معنى حقيقة أنه كالحقائق التي نعلمها لا حقيقة أعظم من الحقائق التي ندركها بمداركنا، بحواسنا فمن هنا أفعال الله لا يمكن أن تدركها الحواس، وحقيقتها بمعنى أنها حق على ما يليق بجلال الله - سبحانه وتعالى – ولا يعني بالحقيقة المعدومة التي ترد إلى الناس من خلال تجاربهم المادية أو وسائل العلم الحديث أو المدارك والحواس التي هي في متناول البشر فحقائق صفات الله فوق متناول البشر إنما هي حقائق لائقة بالله - سبحانه وتعالى– والكيفية لا نعلمها- ولا شك - ولا نخوض فيها بمعنى أنه من الاثم أن نتكلم عن هذه الأمور بأكثر مما ورد في الكتاب والسنة؛ لأنه يقال: كيف؟ ولا يقال: لماذا؟ ولا يقال: أيضاً قصدي لا تفترض الأسئلة والإجابة عليها مجرد افتراض . ولذلك السلف كانوا قبل أن تنشأ البدع والأهواء والكلام في الغيبيات كانوا لا يتصورون أن مسلماً يسأل عن مثل هذه الأمور مجرد سؤال لأن الأمة كانت على الفطرة وكان الناس كلهم يتهيبون الكلام في الله - عزّ وجلّ – بأكثر مما ورد في الكتاب والسنة . ولذلك لما سئل الإمام مالك عن كيفية بعض صفات الله - عزّ وجلّ –: أصيب بشيء من القشعريرة من تعظيمه لله - سبحانه وتعالى – وأصيب بالذهول من هذا السؤال المفاجئ الذي لا يليق بالله وعَلَته الرحضاءُ وكاد أن يخشى عليه من شدة السؤال . كيف يجرؤ مسلم أن يسأل عن كيفية صفة لله - عزّ وجلّ – ؟". حينما سأل أحد المشاغبين عن الله - عزّ وجلّ – كيف استوى ؟ أمر عظيم، أخي المسلم هذا أمر غيبٍ كيف تسأل عن كيفية الاستواء وأنت تدري وتجزم أن الكيفية لا يعقلها أحد . إذاً السؤال هو تطاول على حق الله وسوء أدب وطمع في إدراك ما لا يدرك من أمر الغيب، فمثله أيضاً السؤال عن كيفية كلام الله ولذلك لما سأل هذا المشاغب الإمام مالك، الإمام مالك استعظم الأمر واقشعر جلده من تعظيم الله - عزّ وجلّ – وعلته الرحضاء فلما أفاق قال : الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا مبتدعاً أخرجوه لأنه فتق باب فتنة على المسلمين في سؤال أمر غيب يتعلق بالله - عزّ وجلّ – وصفاته وأفعاله . ومن هنا أيضا الكلام أو مجرد إنشاء السؤال كيف يتكلم الله؟ هذه بدعة وسوء أدب مع الله كيف يتكلم بالقرآن؟ كذلك بدعة وسوء أدب مع الله - عزّ وجلّ – فيجب على المسلم- دائماً- أن يكف عن السؤال في الغيب عمَّا لا يدخل في ظاهر النصوص وقواعدها المقررة عند السلف. ( ثالثاً: القول بأن كلام الله معنى نفسي أو أن القرآن حكاية أو عبارة أو مجاز أو قيد أو ما أشبهها ضلال وزيغ وقد يكون كفرا، والقول بأن القرآن مخلوق كفر ) . نعم يعني بذلك ما قالته بعض الفرق التي خرجت عن نهج السنة وعن نهج القرآن ونهج أحاديث النبي – صلى الله عليه وسلم – ونهج الصحابة والتابعين وسلف الأمة في تقرير مُسلَّماتِ الدين وثوابته في تقرير الحق فيما يتعلق بكلام الله - عزّ وجلّ – وهو صفة من صفاته عموماً وبالقرآن على وجه الخصوص لما ظهرت هذه الأهواء والفرق- كما قلت- كان منشأها الجرأة على تقرير الدين بمجرد الرأي، الجرأة على إدخال مسالك الفلاسفة التي تنبني على الأوهام والتخرصات في أمر الغيبيات ،إدخالها على المسلمين فنشأت مذاهب تتكلم في أمور فوق مدارك البشر منها التعبير عن كلام - عزّ وجلّ –. فمنهم من قال: إن كلام الله معنى نفسي هذه بدعة فإن كلام الله حقيقة لكن لماذا قالوا: معنى نفسي ؟ أرادوا بذلك أن يهربوا من إثبات أن يكون الله - عزّ وجلّ – تكلم حقيقة كما يليق بجلاله فقالوا: الكلام إنما هو معانٍ نفسية فهمها – مثلاً- جبريل أو ملك من الملائكة أو أن الله - عزّ وجلّ – حولها بطريقة أخرى فتمثلت في حروف وأصوات لم يتكلم بها الله، بمعنى أنهم يزعمون أن القرآن والكلام هو معاني في نفس الله - عزّ وجلّ – لم يتكلم بها إنما تكلم بها غيره تعبيراً عن مراد الله وهذا كله هروب من إثبات صفة الكلام لله - سبحانه وتعالى – . وكذلك مثلها القول بأن القرآن حكاية أو عبارة عن كلام الله أيضاً هذا هروب من إثبات كلام الله ،كأنهم زعموا أن القرآن ترجمة حكاية عن كلام الله وهذا فيه استنقاص لله - عزّ وجلّ – وفيه أيضاً استهانة بالقرآن، وكذلك القول بأنه عبارة أو مجاز أو فيض. الفيض أيضاً معنى فلسفي يقصد به أنها معان فاضت على عقول معينة هذه العقول تحولت المعاني منها إلى أن ترجمها المتكلمون ممن تكلموا من ملائكة وبشر أو أنها خلقت أصواتاً أو أن أصحاب العقول عبروا بها عن كلام الله بكلام البشر إلخ فكلها فلسفات تبعد المسلم عن اليقين وعن حلاوة الإيمان وتوقعه في الإثم والبدعة وكل ذلك ضلال وزيغ . ويكفيني أن أشير إلى معنى واحد أو نتيجة واحدة من النتائج السلبية لمثل هذه المقالات يعني لو أن - لا قدر الله- مسلماً دخلت في ذهنه هذه الشبهة وتصور أن الله - عزّ وجلّ – لم يتكلم بالقرآن، وأن الذي تكلم به غيره.هل يبقى للقرآن قداسة ؟ لأن هذا الغير الذي تكلم بالقرآن هو مخلوق حتى لو كان جبريل- كما يقول بعضهم- فإذا استشعر المسلم أن الذي تكلم بالقرآن هو جبريل لم يكن للقرآن قداسة وعصمة؛ لأن جبريل مخلوق، أليس كذلك؟ ولذلك – فعلاً- هذه الفرق التي تقمصت هذه البدع والضلالات وأخذت بها استهانت بالقرآن وجرأت على تأويله على غير التأويل الشرعي وجرأت على القول بأن القرآن مجازات وأنه معاني غير مقصودة وأنه إشارات وجرأ أهل التأويل وهم الباطنية على القرآن؛ لأنهم لا يعتقدون أنه كلام الله. فمن هنا يفقد العصمة والقداسة والإجلال فلا شك أن المسلم الذي يشعر أن القرآن كلام الله هذا الذي بين أيدينا الذي نتلوه هو كلام الله -على ما يليق بجلاله- إذا استشعر المسلم هذا المعنى عظَّمَ القرآن وهابه من أن يتجرأ عليه، لكن إذا استشعر أنه معاني عبر عنها خلق من خلق الله فصارت قرآناً فإن هذا ينقص من قيمة القرآن بالفطرة ومقتضى العقل السليم . ( رابعاً: من أنكر شيئاً من القرآن أو ادعى فيه النقص أو الزيادة أو التحريف فهو كافر ). من أنكر شيئاً من القرآن سواء من حروفه ،ألفاظه، آياته، سوره، أو أنكر شيئاً من قطعيات القرآن ولو أقر بألفاظه، من أنكر شيئاً من قطعيات القرآن - فضلاً أن يدعي فيه النقص أو الزيادة- فإذا ادعى النقص قد يكون ادعى نقص حرف أو كلمة أو عبارة أو آية أو سورة وكذلك ادعى الزيادة . قد يدعي أحد أن القرآن الذي بين أيدينا ليس هو القرآن كله، كما تدعي بعض الفرق أن هناك مصحفاً عند بعض أئمة أهل البيت أو أن هناك سوراً وآيات وقد رأينا في كتبهم ينشرونها خفية وبعضهم بدأ يعلن سوراً يزعمون أنها من القرآن، ليست من القرآن الذي يتلى بين أيدينا . ولذلك بعض عقلائهم استهولوا هذا الأمر وأنكروه. فإذا: القرآن كامل محفوظ بجميع معاني الحفظ ولذلك ما من أحد يحاول التطاول على القرآن إلا والله - عزّ وجلّ – يهيئ للقرآن من يحفظه وأيضاً الله- عزّ وجلّ – يمكر بكيد الكائدين بمعنى أنه لا يستطيع أحد ولم يستطع ولن يستطيع أن يجرؤ على القرآن . وما من محاولة عرفناها في تاريخنا المعاصر أو قبله لأي تغيير في القرآن إلا وتبوء بالفشل في مهدها ولذلك لا يوجد على الإطلاق - بحمد الله- مصحف بين المسلمين يشتمل على شيء من الزيادة والنقص . ( خامساً : القرآن يجب أن يفسر بما هو معلوم من منهج السلف ولا يجوز تفسيره بالرأي المجرد فإنه من القول على الله بغير علم. وتأويله بتأويلات الباطنية وأمثالها كفر ). نعم القرآن جاء هدى وشفاء ومنهاجاً وشرعة يعني شريعة للأمة بأفرادها وأسرها ومجتمعاتها ودولها بل للبشرية جميعاً . ولذلك فهو منهج اعتقادي وعملي يجب أن يحكم حياة الناس ولا يحكم حياة الناس إلا بتفسير له لأن القرآن كلام الله - عزّ وجلّ – يحتاج إلى أن تسنبط منه القواعد والأحكام التي يرجع إليه المسلمون في تطبيقاتهم وأعمالهم بأفرادهم ومجموعاتهم؛ فمن هنا لابد من تفسيره لكن من الذي يفسره ؟ القرآن: أولاً: يخضع لمنهج الاستدلال الذي أشرت إليه في الدرس الأول . والثاني: وهو أن القرآن يجب أن يفسر بالقواعد المتفق عليها عند أهل الحق بصرف النظر عما أحدثه أهل الباطل والزيغ فإنهم قد يفسرون القرآن على مناهج غير مناهج السلف الصالح مناهج المؤمنين، فإذاً: تفسيراتهم غير معتبره ؛لأن التفسير المعتبر للقرآن هو: أولاً: تفسير القرآن بالقرآن على مقتضى قواعد الاستدلال التي ذكرتها. ثانياً: تفسير القرآن بسنة النبي – صلى الله عليه وسلم – القولية والفعلية والتقريرية . ثالثاً: تفسير القرآن بالتطبيقات للمجتمع المسلم في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – فإن أكثر القرآن طبقه النبي – صلى الله عليه وسلم – بمفرده وبالجماعة التي كانت في عهده - صلى الله عليه وسلم – جماعة الصحابة . فأما بمفرده فإنه كما قالت: عائشة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – ( كان خلقه القرآن ) يتمثل القرآن في سلوكه وأعماله ،في علاقته بربه، في علاقته بمن حوله، في علاقته بالخلق فهذا- إذاً - تفسير قطعي للقرآن. رابعاً: تفسير القرآن بفعل الصحابة ،بتفسيرات الصحابة، بمفاهيمهم، وتفسيراتهم، وتطبيقاتهم فإن هناك كثيراً من أحوال الناس استجدت بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – في عهد الخلفاء الراشدين لأن الأمة في عهد الخلفاء الراشدين عاشت ما يشبه الطفرة في نشر الإسلام يعني زادت رقعة الأمة الإسلامية أضعافاً، وزادت أعداد الأمم التي دخلت في الإسلام كماً وكيفاً جغرافياً وأممياً بأضعاف ما كانت في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – فهذا احتاج إلى ممارسة تصديقات للدين لابد أن تؤخذ بمقتضى النصوص، طبق الصحابة في عهد الخلفاء الراشدين أكثر صور مناهج الدين، فمن هنا يكون فعلهم حجة، هو تفسير للقرآن لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال لما ذكر الاختلاف قال: ( عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) ثم أيضاً تفسير القرآن بفهوم الصحابة على مقتضى اللغة لأن الصحابة أصحاب لغة يفقهون العربية فقهاً فطرياً ذاتياً غير متكلف، ما كانوا يحتاجون أن يدرسوا القواعد والنحو كما ندرس ولذلك يكون فقهنا للغة - مهما بلغنا في الدراسة وتعمقنا- لأن أولئك كانوا عرباً بالسليقة،فكانوا يفسرون القرآن وتفسيرهم تراث موجود الآن عظيم بين أيدينا، تفسير قولي وفعلي ،وتفسير تطبيقات. خامساً: تفسير القرآن أيضاً بفهم السلف الصالح على مناهج الدين ومقتضى القواعد المعتبرة في التفسير. - ولا يجوز تفسير القرآن بالرأي المجرد. الرأي السليم يستخدم في استنباط المعاني من القرآن في الأمور الاجتهادية، أقول هذا لأن بعض الناس يظن أن السلف يحجرون على الرأي، لا بل السلف هم أفضل من يستخدم الرأى على وجهه، بل إنهم استخدموا أقصى ما يمكنهم من طاقة في الاستفادة من الرأي والعقل السليم على وجه شرعي سليم فمن القول بالرأي المذموم هو أن يقول الإنسان في تفسير القرآن برأيه المجرد من غير مراعاة لقواعد التفسير ، ومن غير أهلية كأن لا يكون عنده العلم الكافي والرسوخ . أما إذا توفر عند العالم الأهلية والرسوخ والقدرة فإن استخدام الرأي في استنباط الاجتهاديات هذا يسمى اجتهاداً ؛ لأن الرأي المذموم فهو الرأي المجرد من استعمال القواعد الصحيحة في الاستدلال . الرأي المجرد أي الرأي الذي لا يكون سائغاً لا يكون على وجه شرعي صحيح هو من القول على الله بغير علم، والله - عزّ وجلّ – ذم ذلك وجعله قرين الشرك ونهي عنه في قوله - سبحانه وتعالى – ﴿ وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴿[الاسراء:36] . ثم أيضاً من الأمور التي وقعت فيها الفرق الضالة المنحرفة تجاه كلام الله - عزّ وجلّ – التكلف في تأويلاته على غير منهج شرعي إلى حد أنهم تجاوزوا المعاني اللغوية- الغلاة منهم-كتأويلات الباطنية لكثير من ألفاظ القرآن وآياته. تأويلات الباطنية عجيبة هي قلب للمفاهيم تماماً جعلوا الإيمان كفراً والكفر إيماناً جعلوا الحق باطلاً والباطل حقاً، نكثوا وقلبوا حتى المعاني العربية . ولنضرب لهذا أمثلة يسيرة من تأويلاتهم الضالة مثلا: تأولوا أركان الدين بأئمتهم-شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله والصلاة والصيام الحج- قالوا: هؤلاء الأئمة. يعني نفس الأركان كأنهم يقولون: إنها إشارة إلى أئمتنا. من أئمتكم؟هم- أيضاً غالباً- يعيشون في سراديب الظلام من منهجهم أن يعيشوا تقية وأن يعيشوا مع الناس بالنفاق؛ فأولوا أركان الإيمان وأركان الإسلام للأئمتهم من أئمتهم؟ هذه أيضاً تجتمع على ضلالات عجيبة وأمور مضحكة يعني سخافات فعلاً بكل معنى الكلمة. أيضاً بل فسروا بعض صفات الله بأنها تعني الأئمة: صفة اليد صفة الوجه كل هذا يد الله إمامهم وأئمتهم يختلفون عليهم . وكذلك مثلاً بعض ألفاظ القرآن مثل الرقيب والعتيد الذي هو وصف لبعض الملائكة أيضاً وصفوهم بالأئمة الجبت والطاغوت قالوا: أبو بكر وعمر فمن يعقل هذا؟ كيف يكون أبو بكر وعمر أفضل البشر بعد النبيين يكون معناهما الجبت والطاغوت؟ يعني هذا لا لغة ولا ذوقاً ولا عرفاً ولا شرعاً ولا على أي اعتبار، لكن المسألة عندهم مسألة قلب المفاهيم . المستقر والمستودع الأئمة النطقاء، بسم الله الرحمن الرحيم قالوا معناها الأئمة السبعة، يعني على أي وجه؟ يعني أمر لا يرد في ذهن عاقل. وما من دابة في الأرض قالوا: هذه دعاتهم قالوا: الصوم كتمان يعني علم الباطن وليس الصوم هو الكف عن الطعام والشراب والمنهيات والإمساك من كذا إلى كذا . لا .يقولون: الصوم كتمان علم الباطن . الحج إتيان الإمام أو الأئمة- أئمتهم- طبعاً ليس الإمام بمفهومنا الذي نعرفه هم يعيشون ظلاماً في ظلام وسراديب في أفكارهم وفى واقعهم وحالهم، نسأل الله العافية . إذاً هذه نماذج من تأويلات الباطنية وعليه قس. فتأويلات القرآن بتأويلات الباطنية زيغ و كفر وضلال . |
11-01-08, 01:25 AM | #2 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
والآن ننتقل إلى الموضوع السادس وهو القدر .
( سادسا: القدر: أولاً: من أركان الإيمان الإيمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى ويشمل الإيمان بكل نصوص القدر ومراتبه، العلم والكتابة والمشيئة والخلق وأنه تعالى لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ) نعم سبق الكلام عن كثير من هذه المعاني فلذلك لا أطيل، إنما أفرد القدر هنا لكثرة من زاغوا فيه ولكثرة الشبهات التي ترد على المسلم سواء شبهات ذاتية تنشأ من وساوس الشيطان أو من التخيل أو من بعض الأمراض النفسية وغيرها لأن الإنسان أكثر ما يتعرض في مسألة الغيبيات في وساوس القدر طبعاً شبهات ترد من الآخرين أو مما يسمع أو مما يقرأ أو شبهات تنشأ من نفسه أو من عادة الشيطان به . فذلك سأركز على هذه الجوانب المتعلقة بالممارسات الخاطئة تجاه القدر خاصة ما يتعلق بالأوهام والوساوس. أولاً: ينبغي لكل مسلم أن يعتقد أن الله قدَّر كل شيء . كل شيء بتقدير الله ،الخير والشر، بعض الناس قد يتساءل - وهذا نشأ عنه أي هذا السؤال نشأ عنه ضلالات وقعت فيها أمم كبرى في التاريخ، المجوسية وطوائف من أهل الكتاب، طوائف من الأمم الضالة كثيرة أخطأت في تصور معين وهو أنهم زعموا أنه لا ينسب تقدير الشر إلى الله - عزّ وجلّ – زعموا أن هذا لا يليق وما علموا أن هذا استنقاص لله - عزّ وجلّ – لأن هذا الشر موجود فلابد أن يكون له موجد فإذا ما كان الله - عزّ وجلّ – أوجده ابتلاءً وفتنةً. فإذاً: يكون هناك خالق مع الله ،هذا لا يقر به عاقل، ولا صاحب فطرة سليمة ، ولا يمكن أن يرد في ذهن إنسان سوي فضلاً عن مسلم . فإذاً: نقول الإيمان بالقدر يعني أن الله قدر كل شيء وهو قادر على كل شيء، لكن لماذا قدر الخير والشر؟ لماذا لم يقدر الخير كله ؟ هذا لحكمة بعضها ظاهر وبعضها غير ظاهر . أما الظاهر فيتبين بمثل قول الله - عزّ وجلّ – ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴿[لانبياء:35]. ابتلاءً، الابتلاء لماذا ؟ ﴿ ليميز الله الخبيث من الطيب﴿ ولذلك الله - عزّ وجلّ – قرر هذا باستنهاض الفطرة،باستنهاض العقل السليم في أسئلة ومقدمات عقلية مبسطة جداً تقرر عند الإنسان التمييز بين الحق والباطل وتقرر عند الإنسان الحكمة من الله - عزّ وجلّ – في التمييز بين الشر والخير وأن الله - عزّ وجلّ – أوجد هذا وهذا ليميز الخبيث من الطيب مثل قوله - عزّ وجلّ – ﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ﴿ [لقلم:35] وكقوله - عزّ وجلّ – ﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ﴿[السجدة:18]. ثم إن الله - عزّ وجلّ – أعطى الإنسان بفطرته الفوارق بين الخير من حيث منشئه ومن حيث الوقوع فيه ومن حيث نتيجته وبين الشر من حيث منشئه والوقوع فيه ونتيجته هذه أمور قد يجيدها كل صاحب فطرة وهذه النزعة موجودة عند كل إنسان حتى اللذين مثلا لا يلتزمون الأديان نجد عندهم بقايا من ثوابت عقلية وفطرية يميزون فيها بين الخير وبين الشر، بين الرذيلة وبين الفضيلة ويدركون أن هناك حكمة فعلاً من وجود هذا وذاك فلو لم يوجد الشر لم يتميز الخير لو لم يوجد الباطل لم يتميز الحق والهدى وهكذا . فإذاً: ذلك كله لحكمة الخير والقدر خيره وشره من الله - عزّ وجلّ – وسبق أن ذكرت معنى كون أن الله - عزّ وجلّ – مقدر كل شيء أنه ينبي على وجوب الإيمان بجميع مراتب القدر الأربع وبهذا تكتمل في المسلم القناعة التامة واليقين التام-إن شاء الله- في أن الله بيده مقادير كل شيء وذلك راجع للمراتب الأربع التي هي: 1- أن تؤمن وأن تجزم بأن الله عليم بكل شيء فهو بكل شيء عليم، ما كان وما يكون وما سيكون كيف يكون عليم بالدقيق والجليل لا تخفى عليه خافية - سبحانه وتعالى – عليم ليس فقط بما في الصدور بل حتى عليم - سبحانه وتعالى – بذات الصدور وهو أعمق مما في الصدور فإذاً: لا يخفى عليه شيء ألا يعلم من خلق هو اللطيف الخبير، هذا بديهي . 2-ثم بعد ذلك أن الله كتب مقادير كل شيء الخير والشر . 3-ثم إن الله - عزّ وجلّ – شاء كل شيء وأراده كل شيء بمشيئة الله وإرادته. 4- ثم إن الله خالق كل شيء . هذه المراتب الأربع ، إذا استشعرها المسلم وغرسها في قلبه يسلم من كثير من غوائل شبهات القدر وأيضاً وساوس الشيطان، ثم من أسياسيات القدر أن تعلم أنه - عزّ وجلّ – لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ولا يتعقبه أحد، لا أحد يقول لماذا؟ وكيف؟ نعم . ( ثامناً: الإرادة والأمر الواردان في الكتاب والسنة نوعان : أ) إرادة كونية قدرية بمعنى المشيئة وأمر كوني قدري . ب) إرادة شرعية لازمها المحبة وأمر شرعي وللمخلوق إرادة ومشيئة ولكنها تابعة لإرادة الخالق ومشيئته ) ) إرادة شرعية لازمها المحبة وأمر شرعي وللمخلوق إرادة ومشيئة ولكنها تابعة لإرادة الخالق ومشيئته ) الإرادة والأمر يكون فيهما شيء من اللبس عند كثير من الناس يعني ما يريده الله وما يأمر به فأما الإرادة فهي في حق الله - عزّ وجلّ – على نوعين في شيء يتعلق بالإرادة الكونية الطبيعية أو الكونية القصرية التي لا مجال فيها لتدخل البشر أو قدرتهم، الإرادة العامة التي هي أن الله - عزّ وجلّ – أراد للأشياء أن تكون على ما قرر وقدر وهي السنن التي لا تتبدل . الإراد الكونية العامة المتعلقة بربوبية الله - عزّ وجلّ – في وضعه لأسس الخلق خلق السماوات والأرض وخلق الناس وكل الخلق . فأنظمة الخلق خاضعة وسنن الخلق خاضعة للإرادة الكونية التي لا تتبدل ولا تتغير إلا بما يشاؤه الله - عزّ وجلّ – وهذه تتعلق بالمشيئة أن الله - عزّ وجلّ – إذا شاء شيئاً كان وهذا يسمى أيضاً يعني تنفيذه من قبل الله يسمى أمراً كونياً وهذا معناه أن الله - عزّ وجلّ – إذا أراد شيئاً الإرادة الكونية قال له: كن فيكون وبعضه يكون بالأسباب، إن الله - عزّ وجلّ – يقول للأسباب كن فتكون فالأسباب تكون لها مسببات ولذلك من القواعد الضرورية أن نعتقد أن الأسباب ليست أزلية، لا يمكن الدور في الأسباب؛ الأسباب تنتهي نعم الله - عزّ وجلّ – أوجد كثيراً من الأمور بالأسباب، وأسباب بعضها بالأسباب . مثلاً الله - عزّ وجلّ – جعل حياة الناس سببها الماء والماء سببه المطر والبحار والبخار والسحاب وهكذا لكن إلى نهاية وهي إرادة الله الكونية قدره ومشيئته الكونية العامة . فالإرادة ترادف المشيئة الإرادة الكونية قصدي وهي سنن الله الكونية وخلقه وقدرته ومشيئته التي تتعلق بالخلق تكويناً وبالخلق ربوبية وتنظيماً أي تدبير الخلق، والسنن الكونية تدبيرية راجعة إلى إرادة الله الكونية بمعنى المشيئة والقدر الكوني . النوع الثاني من الإرادة :الذي يعني المحبة ، ما يريده الله يحبه ويرضاه لعباده فهذه تتعلق بالأعمال المشروعة، فالله يريد بالعباد الخير يريد بهم اليسرولا يريد بهم العسر فهذه تسمى إرادة شرعية متعلقة بأفعال العباد، لا يلزم أن تكون إرادة الله الكونية لابد أن تتحقق، إذا أراد الله شيئاً كوناً لابد أن يتحقق لكن إذا أراد شرعاً فإنه علقه بأفعال البشر، فالله أراد من هذا الإنسان أن يصلى لكن هذا الإنسان غلبت إرادة الله -عز وجل- بإرادته إن - صلى فقد تحقق مراد الله الذي هو محبته ورضاه إن لم يصلى لم تحقق مراد الله منه ولا رضاه. إذن الإرادة الشرعية هي ما يحبه الله- تعالى- من الأعمال المشروعة وترك ما يبغضه الله -عز وجل- من الأعمال غير المشروعة، وهي –أيضاً- يدخل فيها الأمر الشرعي، الأمر الشرعي مراد لله، فالله حينما أمر بالصلاة وحينما أمر بالزكاة وحينما أمر بصلة الرحم وحينما أمر بحسن الخلق فيعني ذلك أن الله -عز وجل- أراده شرعاً ورضيه وأحبه لكن العباد قد يفعلون وقد لا يفعلون. فمن هنا يتبين الإرادة الشرعية مرتبطة بأفعال العباد أما الإرادة الكونية فلا دخل لأفعال العباد فيها، ومن هنا الله -عز وجل- جعل للمخلوقين المكلفين إرادة ومشيئة لكنها تابعة لإرادة الله ومشيئته فلا يمكن أن يريد الناس ما لا يريده الله ولا يمكن أن يشاءوا إلا ما يشاءه الله وهذه مسألة تتعلق بالتكليف، بمعنى أن الله -عز وجل- كلف العباد وأراد منهم- شرعا- أن يفعلوا أشياء وأن ينتهوا عن أشياء ،هذه الإرادة جعل عندهم فيها قدرة على الفعل والترك ،هذه القدرة هي التي تتعلق بها محاسبة العباد، فإن فعلوا ما أراده الله شرعا فإن الله -عز وجل- يأجرهم بذلك،وإن لم يفعلوا فإن الله -عز وجل- يعاقبهم على عدم الفعل بشروط وضوابط. (ثالثا: هداية العباد وإضلالهم بيد الله فمنهم من هداه الله فضلاً ومنهم من حقت عليه الضلالة عدل) بمعنى أن الله -عز وجل- يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وأن من هداه الله- عز وجل- فذلك بمنِّه وفضله وكرمه، ليس لأحد على الله دالة أو على الله فضل لا يمكن أن يقول: إن الله هداني بسبب أني فعلت كذا أو أني على الخصال الفلانية أو على المستوى الفلاني من الخُلُق لا يمكن إنما الهداية توفيق من الله وفضل لا يمكن أن يحصلها الإنسان بعمله ولا بمواهبه وكذلك الإضلال عادل من الله. لماذا هو عادل؟ لأن الله-عز وجل- ليس بظلام للعبيد، وهذا راجع إلى ما سبق أن قررته وأعيده لأهميته الآن، هو أن هداية الله لمن هداه من العباد –نسأل الله أن يجعلنا جميعاً هداة مهتدين وأن يميتنا على ذلك- فإن من أراد الله له الهداية فإن ذلك راجع إلى علم الله أنه سيهتدي، ليس المسألة تحكم ولا قصر للعباد فالله -عز وجل- لم يجبر العباد جبراً بما جبل أهل الخير على الخير، الجِبلَِّة والفطرة، فنظراً لأن الله- عز وجل- لما أراد وقرر- سبحانه- وشاء امتحان العباد علم بأن هؤلاء المهتدين سيسلكون طريق الهداية فالله -عز وجل- حكم لنا بالهداية مسبقاً لعلم سابق أنهم سيفعلون ذلك، وحكم- سبحانه عز وجل- على من قدر له الضلالة لأنه علم بسابق علمه أن هؤلاء سيختارون طريق الضلالة، فذلك راجع لسابق علم الله، ولذلك فإن الله -عز وجل- ليس بظلام للعبيد جبلهم على الهدى وعلىالضلال وكلهم يسلك الطريق الذي يسر له بمعنى أنه بحسب ما اختاره لنفسه ولذلك الإنسان الذي يفقد عقله يفقد سبب التكليف بأي سبب من الأسباب المشروعة فإن الله- تعالى- لا يكلفه ولا يحاسبه، هذه مسألة. المسألة الأخرى فيما يتعلق بالهداية وأنها توفيق من الله -عز وجل- وأنها لا يمكن أن تكون بسبب من الإنسان مباشر، نعم إن الإنسان إذا عمل خيراً فإن الله بمقتضى وعده يعده بالخير لكن لا يعني ذلك أنه راجع إلى عمله بذاته. إنه راجع إلى توفيق الله. وأضرب لكم على هذا مثالاً: الإنسان- أي إنسان- إذا هداه الله -عز وجل- ووفقه ثم عمل بمقتضى أمر الله -عز وجل- على أكمل وجه طول عمره فهل يكافيء عملُه هذا لنعمة واحدة من نعم الله عليه؟ لا يكافئه ومن هذه النعم مثلا التوفيق نفسه، كون الله -عز وجل- وفقك لتعبد الله -عز وجل- على أكمل وجه، هذا في حد ذاته نعمة أنت لا تكافئها. فوالله لولا الله ما اهتدينا **** ولا تصدقنا ولا صلين فإن الأمر من الله- سبحانه وتعالى- فنحن نتقلب بفضله وبنعمته وبفضله ورحمته- نسأل الله أن يرحمنا جميعا-. (رابعا: العباد وأفعالهم من مخلوقات الله- تعالى- الذي لا خالق سواه فالله خالق لأفعال العباد وهم فاعلون لها على الحقيقة) نعم هذه المسائل- أحياناً- تشكل، العباد المكلفون الذين أعطاهم الله- عز وجل - القدرة على الفعل،هم مخلوقون لله وأفعالهم من خلق الله.والله- عز وجل- خلق كل شيء ومن ذلك أفعال العباد، لماذا يقال هذا، هذا بدهي أنا أعتقد: كل المستمعين يقولون: هذا بدهي. يعني يعرفونه بداهة، ندرك بالفطرة أن الله خالق كل شيء فلماذا نقول هذا؟ يقال هذا؛ لأنه ظهرت في الأمم السابقة مذاهب وديانات باطلة تزعم أن أفعال الإنسان من خلق الإنسان أو إن أفعال الإنسان ليست من تقدير الله ولا من خلقه. فمن هذا نشأ هذا الأصل بناء على مقتضى الكتاب والسنة لتحصين أجيال الأمة وتحصين قلوب المسلمين من غوائل هذه البدع والأفكار الضالة التي تزعم أن الله لم يقدر الشر ولم يخلقه وأن من أفعال العباد ما لم يقدرها الله ولم يخلقها. فنقول الله خالق كل شيء ولا خالق سواه فالعباد مخلوقون لله وأفعالهم من خلق الله وأيضا ما يفعلونه هم بإرادتهم التي خلقها الله لهم هي أفعالهم على الحقيقة . لماذا؟ لأن الحد الذي بين القدر الاختياري والقدرالقسري حد معلوم، بمعنى أني أعلم أن هناك أفعالاً قسرية لا يد لي فيها هي من ربوبية الله- عز وجل - الله يرعاني فيها: حركة الدم والقلب والمشاعر والأحاسيس الحركة اللاإرادية هذه أدرك أنها أمر خارج عن إرادتي، لكن هناك أمور أعرف وتعرف أنت أيها العاقل المريد أنها من مقدوراتك هذه الأمور التي هي من مقدوراتك هي التي تحاسب عليها، أنت الآن إذا قدم لك طعام نافع ترى عليه أثر النفع وطعام ضار ترى عليه أثر الضرر أنت تدرك بنفسك أنك تميل إلى هذ النافع وأنت أيضا تنفر من هذا الضار ثم تتناول النافع لأنك تعلم أن هذا من مصلحتك وتترك الضار لأنك تعلم أن هذا من مفسدتك، مفسدة عليك وضرر عليه ومن لم يفعل ذلك نعتقد أنه أخطأ في حق نفسه، فكذلك أمور الدين وأمور إرادة الفعل، إرادة فعل الخيرات وترك المنهيات مبنية على أن الإنسان يدرك ويلاحظ أنه يفعل الخير حقيقة بمراده الذي أعطاه الله إياه، ويفعل الشر كذلك، أو يفعل المحذور بإرادة يجد فيها أنه غير مرغم فيها، فمن هنا- فعلاً- أفعال الناس هي أفعالهم على الحقيقة، لكنها محكومة بخلق الله وتدبيره، لا تخرج عن كونهم خلق الله، الله -سبحانه وتعالى- هو الذي خلق الخلق وخلق لهم القدرة والإرادة وخلق لهم التمييز بين هذا وذاك وأعطاهم القدرة التي تتعلق بمقدوراتهم فقط. فمن هنا نعرف أن هناك حداً بين ما يقدر عليه العباد وبين ما لا يقدر عليه، وكل هذا من تقدير الله وما لا يقدرون عليه لا يحاسبون عليه وما يقدرون عليه هو من حق الحساب والسؤال. (سادسا: الآجال مكتوبة والأرزاق مقسومة، والسعادة والشقاوة مكتوبتان على الناس قبل خلقهم). يعني بمعنى أن الإنسان- كل إنسان- عندما يبلغ مائة وعشرين يوماً كما جاء في الأحاديث الصحيحة، طبعاً الروح ورد فيها أنها تأتي على مراحل، أقول هذا لأن بعض الناس إذا قرأ بعض الأحاديث وجد هناك أحاديث تدل على وجود الروح قبل المائة وعشرين يوماً، والعلم الحديث يثبت نوعاً من الحياة قبل المائة وعشرين يوماً، لكن الحياة الحقيقية الروح الكاملة للإنسان عند بلوغ مائة وعشرين يوماً أثناء نفخ الروح يرسل الله -عز وجل- ملكاً ينفخ في كل إنسان روحه ويقدر آجاله الأربعة الرئيسة التي هي رزقه وعمله وأجله وشقاوته أو سعادته، هذه المقررات اللازمة الحتمية لكنها محجوبة؛ لأن أنت هل تدري ما سترزق غدا؟ لا تدري ولا أحد يدري، يقدر ويحتمل معا لأنه أحيانا يحول بينك وبين رزقك الموت نفسه فينقطع رزقك بالموت. فإذن كل هذه الأمور الأربعة غيب خالص وهي من القدر لله -عز وجل- وهي آجال مكتوبة لكل إنسان، ثم إن الله -عز وجل- قرر السعادة والشقاوة مكتوبتان على الناس قبل خلقهم بالحق والعدل، وأيضا الله- عز وجل- لم يساو بين الخلق لأن المساواة غير مقتضى العدل، أقول هذا لأن بعض الناس يظن أن المساواة هي مقتضى العدل ولذلك بعضهم يرفع شعار المساواة، المساواة ليست عدلاً الله -عز وجل- لا يساوي بين العامل والتارك بين من يفعل الخير ومن يفعل الشر، ﴿ أَفَنَجْعَلُ المُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35)﴿ [القلم:35]، ﴿ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ (18)﴿[السجدة:18]، حتى في الرزق هل يستوى من يبذل ويكدح ومن هو خامل ونائم هل يستوى من يستحق الأجر ومن لا يستحق. إذن مسألة المساواة هذه ليست واردة في الشرع إلا بين المتساويات، المساواة بين المتساويات نعم قدر شرعي وعدل لكن المساواة بين غير المتساويات سواء بين الذكر والأنثى أو بين العامل وغير العامل أو بين النشط والكسلان إلى آخره بين هذا وذلك إلى آخره المساواة ليست هي المطلوبة. المطلوب العدل وقدر الله قام على العدل. (الاحتجاج بالقدر يكون على المصائب والآلام ولا يجوز الاحتجاج به على المعايب والآثام بل تجب التوبة منها ويلام فاعله). نعم هذه مسألة تخفى على كثير من الناس، يعني لا يجوز للمسلم إذا فعل منكراً أن يقول: والله قدره الله لماذا؟ لأنه فعل المنكر وقد نهاه الله عنه وأقدره الله على تركه.الإنسان إذا فعل منكراً إذا فعل فسقاًأو فجوراً فإنه لا يجوز أن يحتج بالقدر ويقول: قدر الله على، وفي أثر عن أحد الصحابة عندما جاءه السارق فقال: سرقت بقدر الله، قال: ونحن نقطع يدك بأمر الله، وليس هناك داع أن تحتج بالقدر، وإنما متى تحتج بالقدر؟ فيما لا طاقة لك به مثلاً: حدث حادث -لا قدر الله- رغم إرادتك لم تتسبب فيه فهنا تقول: قدر الله وما شاء فعل . أيضا الاحتجاج بالقدر في المصائب والآلام لأنها قسرية التي تحدث لك بدون أن تتسبب فيها، فيجوز أن تقول: قدر الله وما شاء فعل، لكن المعايب والآثام وسوء الأخلاق والإساءة إلى الخلق والإساءة في حق الله -عز وجل- وارتكاب المعاصي والآثام لا تقول: قدر الله عليَّ ؛ لأن الله- عز وجل- شرع لك شرعا تتجنب به الباطل وتعمل به بالحق، بهذا القدر نكتفي... نسأل الله للجميع التوفيق والسداد. نبدأ بالإجابات ثم نعود إلى الأسئلة: سألتم فضيلتكم سؤالين فقلتم: ما تعريف الإيمان شرعا؟هذا السؤال الأول السؤال الآخر: هل يثبت الإسلام وحقوق المسلم لمن لم يقر بالشهادتين وما الدليل على ذلك؟ وردت ست وثلاثين إجابة، لعلي أعرض منها خمسة. الإجابة الأولى تقول: الإيمان شرعا هو التصديق باللسان بالإقرار وإقرار وتصديق بالقلب وعمل بالجوارح والأركان وهو يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. السؤال الثاني تقول: من لم يشهد الشهادتين ليس مسلما لا تثبت عليه صفة الإيمان قولاً ولا حكماً، والدليل قوله - صلى الله عليه وسلم – (لا يسمع بي رجل من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار) أو كما قال - صلى الله عليه وسلم - . تقول: الإيمان المقصود به القطع واليقين في القضايا العقائدية ومن لم يقر بالشهادتين لا يثبت له حكم في الدنيا والآخرة. قول الإيمان قول وعمل يزيد وينقص. السؤال الثاني: من لم يقر بالشهادتين فلا يثبت له الإسلام ولا حقوق المسلمين وذلك لأن الشهادتين هي الركن الأول من أركان الإسلام. فيما عرضته كفاية وغنى لكن من بين الإجابات التي مرت هناك إجابة فيما يبدو لي فيها نقص فقط وهي التي حصرت الإيمان بالقضايا العقدية، يبدو أنها خانها التعبير، أو أنا مثلا على الوجه الأكمل كأنها حصرت الإيمان في القضايا العقدية فأرجو أن تتنبه لذلك. السلام عليكم، أنا عندي تعقيب على موضوع القدر، أنا ألاحظ أن معتقد أهل السنة في القدر يلتقي في النهاية مع عقيدة الجبرية، فأنا لا ألاحظ اختلافاً كبيراً مع الجبرية، وأرى أن المهم في قضية القدر أن الإنسان لا يستطيع أن يحتج بالقدر على المعاصي لأنه ليس عنده علم مسبق بما قدره الله عليه هذا ما عندي في الموضوع . هذه من المعادلة الصعبة وهوما فهم معنى الجبرية فأرجو أن يعود إن كان يهمه ذلك وإلا فالأولى أنه يبتعد عن البحوث التي ليست من اهتمامه لأن هذه من المعضلات الأسلم للمسلم ألا يتعرض لها إلا للضرورة فأرجو ألا يكون له ضرورة، ولذلك أقول: لا يمكن أن يلتقي منهج أهل السنة والجماعة مع الجبرية لأن الجبرية يروين الإنسان لا إرادة له وليس مجبولاً على القدرة على الخير ولا القدرة على الشر وأنه يسير بنظم أو بقوانين الكون العامة، فالجبرية لا يلتقون مع أهل السنة إلا في جوانب جزئية مما ليس عليه خلاف أصلاً، أما ما عليه الخلاف بيننا وبين الجبرية فلا يلتقي مذهب الجبرية ولا مذهب السنة، لأن مذهب السنة يعتمد على أن كل شيء بإرادة الله لكن الله -عز وجل- وهب للإنسان إرادة خاصة جبله عليها ما جبره هي الجبلة مقتضى الفطرة، جبل الله الإنسان على أن يميل إلى الخير ويفعله وأقدره عليه وينفر من الشر ويفعله وأقدره عليه. هذه الجبلة هي الفارق بيننا وبين الجبرية، الجبرية أيضا يرون أن الإنسان ما دام مجبوراً -بزعمهم- لا إرادة له ولا حرية له أن يفعل ويترك فلذلك يكون غير محاسب، فعلى هذا يرون الاستهانة بالشرع ما دام الإنسان مجبوراً. طبعا هناك الجبرية الخفيفة لسنا نقصدهم هنا يعني هناك نوع من الجبر يسمى الكسب عند بعض الأشاعرة هذا أمره أيسر ليس هو المقصود بالجبرية عندما نتكلم عن الجبرية مطلقا. السلام عليكم، عندي سؤالين: السؤال الأول: ذكرت يا شيخ أن الله- تعالى- لا راد لقضائه فهل هذا يتعارض مع حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم – (لا يرد القضاء إلا الدعاء؟). السؤال الثاني: بالنسبة لتلاوة القرآن، قراءة وجهين أو أربعة أوجه في اليوم هل تكفي لعدم الدخول ضمن من هجروا القرآن الكريم؟ السلام عليكم، أسأل بالنسبة للذبح، الرجل يعزم كبار وجوه البلد أصحاب المكانة يعزمهم في البيت ويذبح لهم هل يجوز أم يكون الذبح لغير الله؟ السلام عليكم، لا أدري ما معنى كون الإنسان مخيراً أم مسير السؤال الثاني: يقول بعضهم: اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه. أرجو التعليق على ذلك عندي مداخلة على الاحتجاج بالقدر على فعل المعصية قال الرسول - صلى الله عليه وسلم – (ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار أو من الجنة قال رجل: ألا نتكل يارسول الله قال: لا اعملوا فكلٌ ميسر ثم قرأ: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى﴿[الليل: 5]، وفي رواية لمسلم( فكلٌ ميسر لما خلق له) فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم – بالعمل ونهى عن الاتكال على القدر. والأمر الثاني أن الله تعالى أمر العبد ونهاه ولم يكلفه ما لا يستطيع وقال: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴿[التغابن: 16]، وقال: ﴿ لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ﴿[البقرة: 286]، ولو كان العبد مجبراً على الفعل لكان مكلفاً بما لا يستطيع الخلاص منه وهذا باطل ولذلك إذا وقعت منه معصية بجهل أو نسيان أو إكراه فلا إثم عليه لأنه معذور. الأمر الثالث: أن قدر الله سر مكتوم لا يعلم به إلا بعد وقوع المقدرور وإرادته لما يفعله سابقة على فعله فتكون إرادته للفعل غير مبنية على علم منه بقدر الله. كلام جيد في الحقيقة وهذا مشجع لقواعد السلف. . لدي سؤالين: السؤال الأول: هو قول بعض الطوائف عندما يتكلمون عن القرآن يقولون: هو عبارة عن كلام الله -عز وجل-. ما المقصود بهذه العبارة؟ السؤال: الآخر: لما نقرأ في تراجم بعض العلماء أئمة السنة يقول في ترجمتهم: إنه أجاز الأصلين ما المقصود بالأصلين؟ الأول: أن القرآن عبارة يقصدون به أنه تعبير مثل ما نسميه نحن ترجمة عن كلام الله ليس كلام الله حقيقة كأنهم يقصد أن هناك من خلق الله من عبر عن كلام الله ولهذا هم يختلفون اختلافا كثيرا من هو الذي عبر عن كلام الله؟ هل هو الرسول - صلى الله عليه وسلم – هل هو جبريل؟ هذا معناها. فإذن هم حادوا عن أن يثبتوا أن القرآن كلام الله على ما يليق بجلال الله حقيقة ولجؤوا إلى القول بأن القرآن إنما هو تعبير عما يريده الله -عز وجل- من مراداته الكلامية. تقول:هل قولنا القرآن كلام الله منه بدأ بمعنى ظهر وليس من الابتداء وهل كلام الله صفة ذاتية أو فعلية؟ بدأ يعني بمعنى تكلم به- سبحانه- أما البدوّ فليس مقصوداً وقد يكون من معاني بدأ هذا من المستلزمات نعم من مستلزمات لا من معاني المباشرة، منه بدأ يعني الله تكلم به ابتداء لا من معنى الظهور هذا ظاهر من النص ومفهوم من كلام السلف من شروحهم. فيما يتعلق بالقرآن أن من مسه من غير طهارة لا يجوز فهل هذا صحيح؟ وإذا كان كذلك هل مس التفاسير كذلك ؟ و ورق المصحف من الخارج يعتبر كذلك؟ هذا سؤال فقهي حقيقة كنت أود ألا يرد في أسئلة العقيدة لسببين السبب الأول: أن هذا من الأمور الخلافية ينبغي ألا يكون عليه إشكال لأن الصحابة والتابعين مختلفون في هذا القول ولن أحسم أنا في مثل هذا المقام هذا الأمر وأنتم طلاب علم. الأمر الثاني: أني أرى أن الاستدراج في مثل هذا الدرس إلى المسائل الفقهية والأحكام يضيع الإخوة الذين يريدون مناقشة موضوع الدرس مع احترامي لسؤاله لأنه سؤال وجيه ومهم لأنه يتعلق بالقرآن لكن مع ذلك أود ألا نقف أمامه كثيرا. تقول: ذكرتم أن الله لا راد لقضائه، هل يتعارض مع قول - صلى الله عليه وسلم – لا يرد القضاء إلا الدعاء؟ نعم لا يتعارضان لا أحد من الخلق يستطيع أن يرد القضاء أما أن يحكم الله -عز وجل- أن يكون الدعاء سبباً لرد القضاء فهذا حكم الله وقضاؤه فأرجو أن يفهم جيداً لأن الإشكال- فعلا- يرد في نصوص كثيرة أيضا مثل هذا وأشكر السائل على مثل هذا السؤال لأنه ينطبق على كثير من الحالات في مثل هذا الأمر. نعم الله- عز وجل - لا راد لقضائه فحينما يرد الدعاءُ القضاء فيعتبر هذا قضاء الله وقدره ومن هنا فليس من الخلق من يستطيع رد القضاء فيبقى النص محكماً. تقول: إذا قرأت في اليوم وجهين أو أربع هل تخرج ممن هجر القرآن؟ والله: ﴿ لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ﴿ أرجو أن هذا وإن كان حد قليل جدا لكن إذا واظبت في تقديري -والله أعلم- إذا واظبت على وجه أو وجهين يوميا ما تتلوه في الصلوات وما يرد من آيات الله في الأوراد هذا- إن شاء الله تعالى- حد أدني نرجو أن من يفعله لا يعتبر هاجرا للقرآن نرجو ذلك. تسأل: إذا كان الرجل يستضيف كبار البلد ووجهاءها؟ واضح السؤال: لا هذا من سنن الهدى الذبح للضيوف سنة أبينا إبراهيم عليه السلام ونبينا - صلى الله عليه وسلم – وهو أكرم الخلق وكان يأكل الذبائح عند أصحابه وعند من يضيفوه وما فتئ سلف الأمة يعتبرون من الكرم الممدوح شرعا إذا ما وصلت لحد الإسراف، فإذن المقصود بالذبح الممنوع شرعا هو أن يجعله بغير اسم الله أو يتقرب به لغير الله من حيث التعبد لا من حيث الإكرام والتقديم للضيف، فالذبيحة التي تقدم للناس تذبح باسم الله تقربا إلى الله لأن إكرام الضيف مما يحبه الله ومما يأمر به (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) فأرجو ألا يلتبس الأمر، وأعود وأقول لأن هذه مسألة حساسة مهمة الممنوع في الذبح هو أن يذبح الذابح بغير اسم الله -لا قدر الله- أو أن يعتقد أن هذا الذبح تقرباً لغير الله سواء أكله هو أو غيره، والمشروع هو ذبح الضيافة باسم الله تكريما للضيف هذا مشروع بل هو من الأمور المأمور بها. له سؤالان: الأول يقول: ما معنى كون الإنسان مسيراً مخيراً؟ هذه مسألة فلسفة الإنسان لا يقال: مسير مطلقا ولا مخير مطلقا بل هو مجبول ومحكوم بقضاء الله وقدره، فقول: مسير كأنه مجبور على الأفعال دون إرادته، وكونه مخيراً كأن عنده إرادة مطلقة لا تتعلق بإرادة الله وخلقه كأن الله لا شأن له بفعل العبد وهذا كله خطأ، فالإنسان مسير من وجه وهي الأمور الغير إرادية هو مسير فيها: كيف يرزق؟ ومتى يموت؟ وحركته اللاإرادية؟ حركة قلبه وحركة دمه هذه مسير فيها ، أقداره الأربعة التي ذكرناها التي تكتب عند بدئ حياته هذه مسير فيها بمعنى أن الله -عز وجل- قدر عليه أمورا الله- عز وجل- أراحه منها، فالتسيير لا يعني الإهانة للإنسان بل يعني حفظ الله للإنسان ، بأن سير أموره اللاإرادية تحت نظم كونية، الله- عز وجل- يحفظه بها ومخير من وجه آخر في أنه مخير في أن يفعل أو يترك، لكن هذا التخيير ليس مطلقا، هذا التخيير مربوط بخلق الله وإرادته فإذاً: أعود وأقول: الإنسان مخير من وجه ومسير من وجه آخر، ولا يقال: مسير فقط ولا مخير فقط إذاً: هو مجبول ومفطور. يسأل أيضا عن الدعاء: اللهم لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه هذا الدعاء فيه نظر لأنه لا يجوز الاستثناء في الدعاء كما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم – ولماذا لا يسأل الله رد القضاء؟ وقد وعد الله- عز وجل- برد القضاء كما جاء في الحديث الذي ذكرته السائلة والحديث صحيح أنه ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: في مستدرك الحاكم وغيره (أن الدعاء والقضاء ليلتقيان بين السماء والأرض فيعتلجان وفي رواية فيصطرعان فيغلب الدعاء القضاء). إذن ما فيه داعي أن نقول: لا أسألك رد القضاء، ينبغي أن الدعاء ينسجم مع أصول الشرع.ومن يقول: أمره بين الكاف والنون لا حرج في شيء من أمر الله بين الكاف والنون إذا أراد الله شيئا قال: له كن فيكون، وأظن فيما يظهر لي لا حرج في ذلك. عندي الآن سؤالان عن الكتب السماوية: يقول: هل الكتب السماوية غير القرآن هل هي كلام الله على الحقيقة؟ وآخر يقول: لماذا لم يتكفل الله تعالى بحفظ الكتب السماوية السابقة؟ نعم الله- تعالى- أنزل التوراة بالألواح على موسى -عليه السلام- لكن هل هي كالقرآن تماما؟ في الحقيقة إنه ليس عندنا دليل أنه كالقرآن تماما، نعرف أن الله -عز وجل- كلم موسى تكلميما وأن التوراة والإنجيل هي من كلام الله -عز وجل- في الجملة لكن هل يحكمه التفصيل الذي في القرآن؟ الحقيقة نتوقف في هذا والمسألة مسألة خلاف ونحن في غنى عن هذا، أما لماذا حرفت؟ فهذا من الابتلاء الذي يكون على الأمم ولأن الديانة الأخيرة ديانة النبي - صلى الله عليه وسلم – نظرا لأنها الباقية إلى قيام الساعة فتكفل الله بحفظ مصادرها لأنها لو حرفت لانقطعت حجة الله على الخلق وانقطع سبب الوصول إلى الله -عز وجل- بما يرضيه فمن هنا تكفل الله - تعالى -بحفظ القرآن في صدور هذه الأمة لأنه انتهى الوحي وانقطع ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم – خاتم النبيين ولأن الله تكفل بهذا الحفظ، أما الديانات الأخرى فقد حرفت في كتبها بسبب تفريطهم ولأن الله -عز وجل- لم يتكفل لهم بذلك وهو من الابتلاء الذي كتبه الله على الأمم وميز الله هذه الأمة بهذه الميزة حفظ كتابها. هل تقبيل القرآن يعتبر من الأعمال المشروعة؟ وهل ورد أن الأحداث والوقائع المعاصرة والاكتشافات أنها تفسير من القرآن؟ تقبيل القرآن إن كان لمقتضى فنعم ؛ لأنه من إكرامه، لأن الإنسان كما يقبل أي شيء غالٍ عليه، التقبيل المشروع، يقبل ابنه، يقبل أخاه، يقبل مسافراً، فكذلك تقبيل القرآن عند المقتضى يعني بمعنى لا يتخذ هذا تعبدا ويتخذه سنة يفعلها دائماً بحيث يظن أنه لو لم يقبل ترك سنة، لكن مثلا إذا -لا قدر الله- القرآن تعرض لإهانة أو سقط من يدك أو نحو ذلك فأرى- والله أعلم - لا حرج من تقبيله، لإشعار تعظيم القرآن فهو كلام الله. الشق الثاني من السؤال: ربط الأحداث والوقائع المعاصرة بتفسير القرآن نعم هذه إذا أردت الأحداث ببعض الذي يسمى بالإعجاز العلمي أو غير ذلك يعني في حدود ضوابط تفسير القرآن لا حرج فيه لكن المبالغة فيه فيما يخرج عن حدود تفسير القرآن أنا أظن أن هذا يكون فيه نوع من العدوان ونوع من إيقاع الأمة في حرج وأيضا تحميل القرآن ما لا يتحمل، لا بد من الضوابط الشرعية ما يستقيم مع تفسير القرآن وقواعد التفسير من إظهار الإعجاز العلمي في القرآن أو إظهار الآيات والشواهد في القرآن على حوادث الزمان هذا بالقدرالضروري الشرعي السائر على نهج الاستدلال هذا جائز، لكن أرى أن كثيراً من المختصين في هذه الأمور بالغوا إلى حد أن حملوا القرآن أموراً لا تزال ظنية لم تكن على وجه القطع فهذا فيه خطأ وربما يحملوا القرآن أشياء ليست منه والله أعلم. |
29-01-08, 01:23 PM | #3 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
23-05-2007
المشاركات: 638
|
بارك الله فيكم واسكنك فسيح جناته
|
03-02-08, 10:51 PM | #4 |
~نشيطة~
|
جزاك الله خيرا
|
07-02-08, 05:31 PM | #5 |
~صديقة الملتقى~
|
جزاك الله خيرا
بارك الله فيك |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أحاديث صحيحة وأخرى ضعيفة في فضائل سور القرآن | سلوى محمد | روضة القرآن وعلومه | 4 | 18-11-12 10:53 PM |
اعلام السلفيين بفضل تلاوة القران الكريم من كلام سيد المرسلين | دلال | روضة القرآن وعلومه | 2 | 07-07-07 02:30 PM |