منع الصدقة عن المحتاج اللحوح

[مستشيرة]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياكم الله شيخنا الفـــاضل
أتوجــه بالشكر الجزيل لكم و أسأل الله العظيم أن ينفع بكم الأمة , اللهم آمــين.
استشارتي بخصوص امرأة محتاجــة (متزوجة و لها أبناء) تطلب مني المساعدة كلما التقت بي أمام مدرسة أطفالي, و أُشهِدُ الله أنني كنت أساعدها بما تيسر لي و حسب حاجتها, بشكل دوري (نسأل الله الإخلاص و القبول) لكن مع مرور الوقت, بدأت تلاحقني و تنتظرني ثم تركض في اتجاهي و تثير حولي الإنتباه. حاولت أن أشرح لها الأمر بلطف دون أن أُظهر لها انزعاجي الشديد, لكنها لحوحة جدا.
لا أُخفيكم شيخنا, أن هذا الأمر يزعجني كثيرا, و بدأت أشعر بضيق داخلي (ولا أدري إن كان ذلكا تلبيسا من الشيطان و الله المستعان)
فما توجيهكم لي , فضيلة الشيخ , وكيف أتعامل معها دون ان أكسر خاطرها لكن دون أن أشعر بالنفور.
جزاكم الله خيرا و أحسن إليكم

[عبد السلام بن إبراهيم الحصين]

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
فأسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منك صدقتك، وأن يعينك على تحمل مثل هذه النوعيات.
ولا شك أن الإلحاح في المسألة مؤذي ومزعج، ولكن الله أمرنا بالصبر، وعدم المن والأذى، فيكون الرد بالقول اللين الهين.
وأقترح -إذا كنت ترين أنها فعلا محتاجة- أن تخصصي لها مبلغا شهريا، ثم إذا سألتك تخبرينها بأنك ستعطينها في يوم كذا، فمثلا: تقولين لها: إن شاء الله يوم 25 من هذا الشهر سوف أعطيك؛ لأنه لا يوجد معي شيء الآن يكفي، ولا بأس بقول هذه الكلمة؛ لأنها تحتمل أكثر من معنى، ويمكن أن تحمليها على معنى صحيح، وهي تفهم منه ما تشاء.
ولا تخبريها بأنك ستعطينها كل شهر، ولكن إذا طلبت منك، فقولي: حاليا لا يوجد شيء، ولكن أرجو أن يتيسر شيء يوم كذا،
ومع الوقت بإذن الله سوف تتعود على عدم سؤالك، وسوف تتوقف عن ملاحقتك، طمعا في مجيء ذلك اليوم.
وإن كنت لا تستطعين توفير المبلغ كل شهر، فيمكن أن تعتطيها عند سؤالها ما تيسر، يعني أقل شيء لا يضر على مصاريفك وتوفيرك.
وفقك الله وبارك في عملك ومالك.