العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الروابط الاجتماعية > روضة الأسـرة الصالحة

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-08-15, 03:31 PM   #1
أروى آل قشلان
|تواصي بالحق والصبر|
Home وقفاتٌ مع غرس الإيمان في قلوب الأبناء

غرس الإيمان في قلوب الأبناء

للشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
المصدر/ شبكة الألوكة مع تصرف يسير

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه والتابعين

(1)

إذا اشتدت محنة أهل الإسلام، وعظم تسلط أهل الكفر والنفاق، وكثر التفلت من الدين والانتكاس؛
فإنه حق على كل مؤمن أن يخاف على نفسه وأهله وولده، وأن يكثر من أدعية الثبات على الحق كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك مع أنه معصوم من مفارقة الحق،
قَالَ أَنَس رضي الله عنه: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: "يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ ".
قَالَ: فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟
قَالَ: فَقَالَ:"نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يُقَلِّبُهَا"رواه أحمد.


والشغل الذي يجب أن يشغل الرجل والمرأة على أولادهما ليس الشهادة ولا الوظيفة ولا المستقبل؛
لأن كل مولود مرزوق، والأرزاق مكتوبة، وكم من مبدع في دراسته فاشل في أمور دنياه، وكم من مخفق في دراسته يحسن إدارة دنياه.
وكثير من الأثرياء بلا شهادات ولا وظائف.

ولكن الخوف كل الخوف في هذا الزمن هو على إيمان الأولاد؛ لأنه مربط سعادتهم وشقائهم، فمن مات منهم محققا الإيمان سعد أبدا، ومن مات منهم تاركا الإيمان شقي أبدا.
وفي هذا زمن قد أحاطت بهم الشبهات، وطوقتهم الأهواء والشهوات، وبلغ اليأس بهم مداه، وانحطاط الأمة منتهاه،
فيقدح الشيطان في عقولهم أن لو كان الإيمان حقا ما أوذي المؤمنون هذا الأذى الشديد، ولا اضطُهدوا هذا الاضطهاد المهين، ولا عُذبوا هذا العذاب الأليم، ولا شُردوا من ديارهم، ولا احتُلت أوطانهم، ولا انتُهكت أعراضهم،
وهذه الإشكالات ترد على أذهانهم، ويجترئ بعضهم فيبوح بها، وأكثرهم لا يعرف سنن الله تعالى في الابتلاء والتمكين، ولا آياته في المؤمنين والمكذبين.

يـــــُـــــــــــتـــــــــــــــبــــــــــــــعـــــــــــــ
..




توقيع أروى آل قشلان
إن نفترق فقلوبنـا سيضمها *** بيت على سحب الإخاء كبير
وإذا المشاغل كممت أفواهنا *** فسكوتنا بين القلوب سفير
بالود نختصر المسـافة بيننا *** فالدرب بين الخافقين قصير
والبعـد حين نحب لامعنى له *** والكون حين نحب جد صغير
أروى آل قشلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-08-15, 03:43 PM   #2
أروى آل قشلان
|تواصي بالحق والصبر|
افتراضي

(2)

ومن تأمل السنة النبوية وجد كما كبيرا من النصوص تظهر فيها عناية النبي عليه الصلاة والسلام بإيمان الصغار والشباب، وترسيخه بكل الوسائل والأساليب؛ حتى لا تميد بهم الأهواء، ولا تقلبهم الشبهات.

يجب في هذا الزمن أن يُعلَّم الطفل الإيمان وهو رضيع، ثم وهو يحبو، ثم وهو لا ينطق إلا الكلمة والكلمتين.
يجب أن يكرر الإيمان بالله تعالى على مسمعه كل حين حتى يسكن الإيمان قلبه، ويتمكن فيه، فيُعرف بالله تعالى وقدرته وعلمه المحيط بكل شيء،
ويُعلم نسبة النعم إليه سبحانه، ويربى على تعلق القلب به عز وجل.
فينمو إيمانه مع نمو جسده حتى إذا بلغ مرحلة التلقين التي هي دون التمييز لُقن الأذكار والسور القصار من القرآن ليزيد الذكر والقرآن ما ثبت في قلبه من إيمان.
وهكذا كان يُربى الأطفال في حضرة النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام رضي الله عنهم.

تأملوا معي قول جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِتْيَانٌ حَزَاوِرَةٌ "فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا" رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

وقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ عَنْهُمَا: عَلَّمَنِي رَسُولُ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوِتْرِ "اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ... إلى آخر الدعاء" رواه أبو داود وصححه الألباني.

كم كان عمر الحسن رضي الله عنه حين علمه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء؟!
إنه على اليقين لم يتجاوز سبع سنوات، ويحتمل أنه ابن ست أو خمس أو أربع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وعمر الحسن سبع سنوات فقط.
يعلمه أن يدعو بهذا الدعاء في وتره، والوتر كل ليلة، فهو دعاء يتكرر كل ليلة،
وتأملوا بماذا يدعو: يسأل الله تعالى أن يهديه وأن يعافيه وأن يتولاه وأن يبارك له فيما أعطاه، وأن يقيه شر ما قضاه،
ثم يختمه بهذه المعاني الإيمانية العالية:
"إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ".

بالله عليكم هل يزيغ الحسن رضي الله عنه وهو يلتزم هذا الدعاء الذي ينضح بمعاني الإيمان منذ طفولته؟!
فلا غرو أن يقف الحسن موقفا عظيما حين افترقت الأمة، فيتنازل عن أعظم منصب فيها وهو الخلافة وقد انعقدت له؛ ليحقن دماء المسلمين، ويصلح ذات بينهم.
فهل يفعل الحسن ذلك لولا الإيمان الذي عمر قلبه بالنشأة عليه منذ طفولته، فنمى إيمانه مع نموه، فلما ثارت الفتنة أسعفه إيمانه، فأصلح الله تعالى به الأمة، وأطفأ به نيران الفتنة.

يـــــُـــــــــــتـــــــــــــــبــــــــــــــعـــــــــــــ
..
أروى آل قشلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-15, 12:03 PM   #3
أروى آل قشلان
|تواصي بالحق والصبر|
افتراضي

(3)

في حادثة أخرى عجيبة يحكيها صاحبها أَبِو سَعِيدِ بْنُ المُعَلَّى رضي الله عنه فيقول:
كُنْتُ أُصَلِّي فِي المَسْجِدِ، فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... ثُمَّ قَالَ لِي: "لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي القُرْآنِ، قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ". ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، قُلْتُ لَهُ: "أَلَمْ تَقُلْ لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي القُرْآنِ"، قَالَ: ﴿ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ[الفاتحة: 2] "هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ" رواه البخاري.

يعلمه سورة الفاتحة، ويعظمها في نفسه، فيخبره أنها أعظم سورة في القرآن ليعتني بها، ويفهم معانيها، ويتزود الإيمان منها؛
وذلك أنها سورة جمعت معاني الإيمان، وحوت خصاله، وتضمنت جميع أنواع التوحيد، فالعناية بها عناية بالإيمان، وفهمها يزيد الإيمان.
وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وعمر أبي سعيد بن المعلى الأنصاري تسع سنوات فقط، فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم عظمة الفاتحة وهو ابن تسع أو ثمان أو سبع أو أقل من ذلك.

فلا يأنف أحد من الناس أن يرى طفلا فيعلمه شيئا من الإيمان، فقد تقذف أنت كلمة إيمانية في قلب طفل فارغ من أي شيء،
فيتمكن الإيمان من قلبه بسبب كلمتك وأنت لا تدري، فينتفع بهذه الكلمة في دنياه وأخراه، وتؤجر أنت على ذلك.

وكان أنس بن مالك رضي الله عنه خادما للنبي صلى الله عليه وسلم منذ كان عمره عشر سنوات، فتعلم الإيمان منه بطول ملازمته،
ومما علمه النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال له:"يَا أَنَسُ، إِنَّ النَّاسَ يُمَصِّرُونَ أَمْصَارًا، وَإِنَّ مِصْرًا مِنْهَا يُقَالُ لَهُ: الْبَصْرَةُ - أَوِ الْبُصَيْرَةُ -
فَإِنْ أَنْتَ مَرَرْتَ بِهَا، أَوْ دَخَلْتَهَا، فَإِيَّاكَ وَسِبَاخَهَا، وَكِلَاءَهَا، وَسُوقَهَا، وَبَابَ أُمَرَائِهَا، وَعَلَيْكَ بِضَوَاحِيهَا، فَإِنَّهُ يَكُونُ بِهَا خَسْفٌ وَقَذْفٌ وَرَجْفٌ، وَقَوْمٌ يَبِيتُونَ يُصْبِحُونَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ" رواه أبو داود وصححه الألباني

فخصه بهذه الوصية، وعاش أنس رضي الله عنه طويلا فأدرك تمصير البصرة وإعمارها فعمل بالوصية. وهذا الحديث من علامات النبوة.

يـــــُـــــــــــتـــــــــــــــبــــــــــــــعـــــــــــــ
..
أروى آل قشلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-15, 05:47 PM   #4
ام عبد الله الاثرية
طالبة بمعهد خديجة - رضي الله عنها -
 
تاريخ التسجيل: 20-04-2015
المشاركات: 199
ام عبد الله الاثرية is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيك و نفع بك

نسأل الله ان يعننا على غرس الايمان في قلوب ابنائنا و ان ينبتهم نباتا حسنا
ام عبد الله الاثرية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-15, 09:13 PM   #5
ليلى محمد
| طالبة في المستوى الثاني 3 |
افتراضي

اللهم آمين
جزاكم الله خيرا على النقل الجميل



توقيع ليلى محمد
اللهم أسالك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لى وترحمنى وإذا أردت فتنة بقوم فأقبضنى إليك غير فاتنه او مفتونه وأسالك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربى الى حبك اللهم آمين
ليلى محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:42 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .