تعامل الزوجة مع زوج يرفض تحجب ابنته

[مستشيرة]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياكم الله
زوجــة ترتدي الحجاب الشرعـي بفضل الله, رغم رفض الزوج.و مع مرور الوقت توثرت العلاقة الزوجية بينهن و أخبرها أنها يمكنها ارتداء الحجاب إن شائت رغم رفضه لكنه هددها بعدم التأثير على بناتهن و'فرض عليهن أفكارها' و الله المستعان, (و لإشارة فقط أكبر بناتها تبلغ 12 سنــة)
صبرت الزوجة و لم تأبه لتهديد الزوج و استمرت في تربية بناتها على الدين, و تحبيبهن للصلاة و الحجاب ,,, و بفضل الله أصبحت أكبر بناتها تحب الحجاب كثيرا.
أصبح الزوج حريصا على اشتراء الملابس الضيقة و الشفافة لابنته الكبرى و يجبرها على لبسها و حينما أخبرته بنيتها لارتداء الحجاب قال لها : لا تحلمي بذلك
حزنت البنت حزنا شديدا و بكت
حاولت الزوجة التدخل بلطف و لين لكي يعرض الزوج عن رفضه للحجاب, لكن الزوج غضب غضبا شديدا و هددها بترك البيت و لا حول و لا قوة إلا بالله,
حاولت الزوجة تهدئة البنت و تذكيرها بالله و تذكيرها بالصبر و عدم مواجهة أباها و التحدث معه بلطف و أدب حتى يقتنع.
الشاهد في الأمر, أن البنت بلغت سن التكليف و أصبحت ملزمة بارتداء الحجاب لكن أباها لم يسمح لها بذلك و بدأ يشتري لها ملابس كثيرة جديدة ضيقة حتى تصرف نظرها عن الحجاب, و الله المستعان.
الآن الزوجة في حيرة من أمرها لا تدري كيف تتعامل مع زوجها مع العلم أنه لا يقبل النصيحة.
و جزاكم الله خيرا

[إشراف الأقسام العامة]

جواب الشيخ عبد السلام بن إبراهيم الحصين :

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
المؤمن يبتلى في هذه الحياة كما قال الله تعالى : {أفحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون}، ومن فوائد هذا الابتلاء تمييز الصادق من الكاذب، والمؤمن من المنافق.
ومن أعظم صور البلاء وقوعه من أقرب الناس إليك، وممن جعل الله له سلطة عليك، وهنا يحتاج إلى المؤمن إلى مداراة في التعامل، وإلى صبر في التطبيق، وعدم الانصياع التام، إلا في حال الخوف المحقق،
وهنا في هذه الحالة التي يتسلط فيها الأب بتعرية اينته ومحارمه، وإرغامهم على لبس الضيق، وحرمانهم من الحجاب، يجب على المرأة طاعة ربها، ولا يجوز لها طاعة مخلوق في معصية الخالق، ولكنها تتطلف في التعامل معه، وتبذل جهدها في إقناعه، ولا بأس أن تطيعه في الظاهر حافظًا على بدنها أو مصلحتها، وتعصيه من ورائه، ولكن لا تلجأ إلى ذلك إلا إذا غلب على ظنها أنه سيوقع بها ما تتضرر به.
ولا بأس أن تترك الواجب المختلف فيه، وتصر على الواجب المتفق عليه، فلو أصر مثلا على كشف الوجه، فلا بأس بكشفه؛ لأنه محل خلاف، وأما الضيق، وإظهار الصدر، والساقين، فهذا متفق على عدم جواز إظهاره.
حفظكم الله من كل شر، ووقاكم من كل ضر، وشرح صدر والدكم للحق وأعانه على العمل به، وثبتكم على دينه، إنه سميع مجيب.

[مستشيرة]

اللهم آميــن
جزاكـــــم الله خيرا شيخنا و نفع بكم.