|
خواطر دعوية واحة للخواطر الدعوية من اجتهاد عضوات الملتقى أو نقلهن وفق منهج أهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-06-15, 04:52 AM | #1 |
مستشارة في معهد العلوم الشرعية
|طالبة في المستوى الثاني1 | |
||غزو الفضائيات، قتلٌ للأوقات وترويجٌ للانحرافات||
الحمدلله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر، بذكره نبداُ دائماً وأبداً، وبهِ نستعينُ أوّلاً وآخراً، وعليه نتوكلُ في جميع نيّاتِنا وأقوالِنا وأفعالِنا، وأحوالِنا وتصرفاتِنا. والصلاةُ والسلامُ على خاتم النبيئين وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: ||غزوُ الفضائيات، قتلٌ للأوقات وترويجٌ للانحرافات|| ~ مدخل إن أخطر ما يواجه به المسلمون اليوم ذلك الغزو الوافد إلينا عن طريق القنوات الفضائيات الفضائية. إنه غزوٌ جديد، لا تشارك فيه الطائرات ولا الدبابات، ولا القنابل والمدرعات، غزوٌ ليس له في صفوف الأعداء خسائر تُذكر، فخسائره في صفوفنا، إنه غزو الشهوات، غزو الكأس والمخدرات، غزو المرأة الفاتنة، والرقصة الماجنة، والشذوذ والفساد، غزو الأفلام والمسلسلات، والأغاني والرقصات، وإهدار الأعمار بتضييع الأوقات. والهدف المبطن من تلكم المخططات هو قتل ماتبقى عند الناس من حياء، وقد فضح القرءان الكريم هذا المخطط الذي يتولى كبره أرباب الشهوات وعباد النزوات، فقال سبحانه: {والله يريد أن يتوب عليكم‘ ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيماً}. إنه غزو لعقيدة المسلمين في إيمانهم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وأمور الغيب التي وردت في كتاب الله وصحت عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. إنه غزو لمفهوم الولاء والبراء، والأخوة الإسلامية، والاهتمام بقضايا الإسلام والمسلمين المتمثل في مبدأ الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر[1]. فأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ ::: أعددت ذاك الحِمى من بعض أوطاني إن هذا الغزو القادم إلينا من الفضاء يفعل ما لا تفعله الطائرات ولا الدبابات ولا الجيوش الجرارة. إنه يهدم العقائد الصحيحة، والأخلاق الكريمة، والعادات الحسنة، والشمائل الطيبة، والشيم الحميدة، والخصال الجميلة. ومتى تخلت الأمة عن عقيدتها وأخلاقها وقيمها سقطت في بؤر الضياع والانحلال. إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ::: فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا ~ وفي رمضان فسادٌ إعلاميٌ أيضاً وما أن يبزغ هلال شهر رمضان؛ حتى لا تنفك كثير من وسائل الإعلامالمرئيَّة والمسموعة والمقروءة، بتقديم رصيدها الإعلامي الذي جمعتهخلال عام كامل منذ أن انصرم شهر رمضان السابق، وهكذا في كل الأعوام،فحالة الإعداد والتجهيز والتحضير والتصوير والتقديم لأناس متخصصين فيعرض المسلسلات والأفلام والمهرجانات تجري على قدم وساق لكل شهر رمضانقادم!! تلك حالة مشاهدة يغنينا عنها الرصد والتتبع والاستقراء للكم الإعلاميالمعروض الهائل، والذي يلاحظه أدنى مشاهد للقنوات الفضائية، حيثيتناوب كثير من فناني وفنانات الإعلام على تقديمها مع بدء شهر رمضانالمبارك! حقاً .. إنَّها حالة محمومة يتسابق فيها المفسدون بشتَّى أجناسهم وطبقاتهم؛ لتوظيف الناس وإشغالهم في هذا الشهر الكريم لمتابعة برامجهمالساقطة، مع دسِّ السمِّ في العسل حينا، بعلَّة أنَّ تلك البرامجاجتماعيَّة أو ترفيهيَّة أو تعرض فيها المسابقات والفوازيرالرمضانيَّة! وفي ذلك تنافست الكثير من القنوات الفضائية العربية، محاولين صرف أبصار المسلمين عن الطيِّب إلى الخبيث. إن هذه المسلسلات والبرامج تُسلسل عقول المتتبِّعين، فتعْلق ملامح التبرُّج والسُّفور في عقولهم ويصير الحرام حلالًا والممنوع مرغوبًا بشِدَّة، تمهيدًا للتحرُّر تدريجيًا من قيم المجتمع الإسلامية. --> ونرصد الآن أهم ما تدعو إليه تلك المسلسلات من قيم دخيلة على مجتمعاتنا المسلمة: - تغريب المرأة المسلمة من خلال تقديم النَّموذج الغربي البرَّاق:الاختلاط.. الحريَّة المطلَقة... التبرُّج... التملُّص من الواجبات الأسرية، وغير ذلك... - تشجيع المرأة على المطالبة بالمساواة مع الرجل: فحُقوقها مع الرَّجل مُتبادلة، كل طرف بما يُلائمه ويتَّسق مع خِلقته وفِطرته التي فطره الله عليها، أمَّا الدَّرجة الزائدة للرَّجل في الآية، فهي درجة القَوامة، وهذا لا يتنافى أبدًا مع حُريَّة المرأة، فليست القوامة تسلُّط الرجل على الأنثى ولا إلغاء لشخصيتها، بل هي حفاظٌ عليها دُرَّة مصونة ولؤلؤة مكنونة، إنَّها مساواة تكامل، لا مساواة تنافر، وإنَّه العدل الإلهي! - نشر المعتقدات النَّصرانية والبوذية والعادات الغربية:وكم كثرت المناسبات التي يُقلِّد فيها المسلمون غيرهم، سواءً التي تعلَّقت بالدِّين أو بالتَّقاليد، وازدادت العقدة تعقيدًا حينما اعِتُرِف بهذه المناسبات كأعياد، والكثير يردِّد دون استحياء: إنَّه عيد رأس السَّنة، وإنَّه عيد الأمِّ، وإنه عيد الحبِّ! متناسين أن الأعياد من خصائص الأديان، والإسلام الذي ارتضاه لنا ربُّنا دِينًا، قد أكمله وأتمَّ نعمته علينا، فكيف نبتغي الهدى ونرجو السَّلامة في غيره؟ - الترويج للحِصص الفنيَّة الهابطة والمنتجات الأجنبية عن طريق الإشهار الذي يتخلَّل عرض المسلسلات: فرصة لا تُعوَّض لعرض ما أمكن من منتجاتٍ أجنبية، فإن لم يكن منتوجًا فهو تذكير بموعد سهرةٍ فنيَّة، ويستمر العَفن في كل دقائق العرض من لحظة بداية المسلسل إلى آخره! - الترويج للغناء والموسيقى:شارات البداية والنِّهاية لكل مسلسل، وما قد يتخلَّلُه من الأغاني المناسبة للموقف الرومنسي بين البطلين، حتى يحلو الكلام ويندمج المـُشاهِد مع المشهد! وماذا لو تابع المشاهد أغنية البداية والنِّهاية مئة مرة بدايةً ومئة مرة نهايةً خلال أيَّام العرض، الأكيد أنَّه سيحفظ الأغنية عن ظهر قلب، وربما حفظ نوتاتها أيضًا وصار يُدندِن بها من غير قصد! - التَّهوين من أمر التَّدخين والخمور والمخدرات: فتهون في نظر المُتفرِّج هذه السُّموم مع كثرة تكرارها في مشاهد المسلسل الواحد، فكيف إن تكرَّرت في أغلب المسلسلات! - الإجرام: فيتولَّد العنف لدى الصَّغير ويكبر معه، أو كبيرًا فيتقبَّله، إلى أن يكون طرفًا فيه. ~ مخرج أيها العاكف على صنم المرئيات والفضائيات، متنقلًا بجهازك الصغير من بلدٍ إلى أخرى، ومن قناةٍ إلى قناة، باحثًا عن المتعة والسعادة الزائفة، من أفلام هابطة، ومسلسلات ساقطة، وعقائد فاسدة، ووثنية بائدة، وجاهلية حاقدة! أليس هذه غفلة عن الله وذكره وعبادته؟ وعن الموت وسكرته؟ وعن القبر وظلمته؟ وعن الحساب وشدته؟ أليس هذا تفريطًا فيما ينفعك، واهتمامًا بما يضرك في العاجل والآجل؟ أليس هذا اتباعًا للهوى وانقيادًا للشهوة؟ أفِق قبل أن تقول: {رَبِّ ارْجِعُونِ}[2]، فيقال لك: {كَلَّا}[3]. فلماذا ترضى لنفسكِ أن تكون ممن يساعدون الأعداء، ويُنفِّذون مخططاتهم الرامية إلى ضرب الأمة في عقيدتها وأخلاقها وعزتها ومجدها؟! لماذا تقبل بالانهزام النفسي ودناءة الفكر والتصور والهدف والغاية؟! أخيرًا: لا يخفى عليك أن هذه الفضائيات سلاح ذو حدين، فيها الخير وفيها الشر، وإن كان الخير فيها قليلًا جدًا، وهي إما أن تقودك إلى الهاوية أو تقودك إلى طاعة الله ومرضاته وأنت بين ذلك مخير بين النجدين، وعهدي بك أنك ذو عقل ولن تسلك إلا ما ينجيك بين يدي الله تعالى. هذا هو الدَّاء... فكيف تكون أولى خطوات العلاج؟! [قبساتٌ منتقاةٌ] اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. التعديل الأخير تم بواسطة وصال خليفة ; 05-06-15 الساعة 04:56 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|