03-02-13, 11:40 PM | #1 |
| علم وعمل , صبر ودعوة|
|طالبة في المستوى الثاني 1 | |
كيف تتعامل مع الله اذا دعوته
[justify]كيف تتعامل مع الله إذا دعوته ؟[/justify]
[justify]بسم الله الرحمن الرحيم[/justify] [justify]الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على عبده و رسوله محمد , و على آله و صحبه أجمعين زكريا عليه السلام نادى ربه نداء خفيًّا ؛ بأن يرزقه الله ابنًا إنه يحتاج ابنًا فليس لديه أبناء , و جاءته الإجابة مباشرة (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ) سورة مريم : 7 و هو في المحراب و في نفس اللحظة ,فقال : ( قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) سورة مريم : 8 الآن أنت طلبت ! كيف تستغربي حدوث الشيء الذي طلبته !؟ الرحمن إذا أعطى أدهش! يقول أحد أئمة المساجد : إنه ذكر قصة زكريا في درس من دروسه , فجاء له رجل و قال له : أنا منذ سنوات لم أرزق بأبناء ماذا أفعل ؟ فقال له الإمام : افعل مثل زكريا ادعُ الله من كل قلبك بالخفاء , و هو سيستجيب لك ! يقول الإمام : فلم يمضِ سنة حتى رأيته , و قال لي : أبشرك قلت : ماذا هل رزقك الله ولد ؟ فقال: لا .. بل رزقني أربع توائم, عوضني الله كل السنوات الماضية أخواتي .. كثير من الناس يشاهد أشياء و قصص خيالية تتكلم عن خاتم إذا لبسته تتحقق أحلامك , و مصباح سحري تفركه و يعطيك ثلاث أمنيات و أحيانًا يتمنى المشاهد لو أن هذه الأشياء كانت حقيقية يتمنى لو أنها حدثت له هو شخصيًّا , لكي تتحقق أمنياته .. يا أختي .. كل هذه أشياء خيالية لن تحدث , لكن يوجد شيء حقيقي أنت تؤمنين به و هو دعاء الله تعالى , قال سبحانه : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) سورة غافر : 60 فكيف يمكنك أن تجعلي هذا الدعاء يحقق كل أمنياتك ؟ الإنسان إذا وقعت به ضيقة فإن أول شيء يفكر به هو أن يخبر أحدا أول شيء يخطر بباله أن يفرِغ ما في قلبه لأقرب الناس إليه ! فتجد الزوجة أول ما ترجع إلى البيت تخبر زوجها بكل ما حدث في العمل و إذا تضايق الابن الصغير ذهب بسرعة لأمه كي يخبرها و قد علم الله سبحانه و تعالى أن العباد يحتاجون إلى حبيب قريب منهم يحتاجون إلى من يتكلم معهم و يكلمونه , يبثون إليه أحزانهم , و حاجاتهم , فيهتم بهم و يهوِّن عليهم , و يخفف عنهم , علم الله سبحانه و تعالى أن العباد يحتاجون لذلك بشدة فكان هو سبحانه ذلك الإله الذي يسد حاجتهم , و فتح بابه لهم طوال الليل و طوال النهار ففي أي وقت أحببت أن تكلِّم الله , فهو موجود سبحانه , كلِّميه , هو سيسمعك ( لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ) سورة البقرة : 255 فرق بين الكلام مع الخالق والكلام مع المخلوق لاحظي كيف أنك إذا أردتي أن تدخلي على سلطان من سلاطين الدنيا فأنت تحتاجين أن يكون أحد معارفك يعرف مدير مكتبه , و مدير المكتب قد يستقبلك و قد لا يستقبلك , و حتى إذا استقبلك , فقد يقبل أن يدخلك من ضمن جدول السلطان وقد لا يرضى , و فرضًا أنه أدخلك فربما يستمع إليك السلطان و قد لا يستمع إليك وحتى لو استمع إليك فربما يقبل طلبك و ربما لا يقبله , مع أنه مخلوق مثلك ! أما ربنا سبحانه فإنك لا تحتاجين أن تكلِّم أحدًا , أو أن يتوسط لك أحد, و لاشيء أنت لا تحتاجين أكثر من أن تتوضئي و تستقبلي القبلة فإذا قلت : الله أكبر ..فأنت الآن بين يدي الله تكلميه ويكلمك تقولي : الحمد لله رب العالمين يرد الله عز و جل عليك و يقول : حمدني عبدي ~ كما ورد في الحديث ~ تقولي : الرحمن الرحيم يرد عليك و يقول : أثنى علي عبدي و تركعي و تسجدي و تدعين بما تشائين , و هو سبحانه عنده كل ما تحتاجينه أنت و زيادة فاخرجي كل همومك بين يديه , كلميه , أخبريه بما تريدين فهو سيستمع إليك سبحانه سيستمع إليك إلى أن تنتهي , و حتى لو أطلت الكلام فإنه لا يمل منك إلا إذا مللت , كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيستمع إليك و لن ينصرف عنك حتى تكوني أنت التي تنصرفين عنه لكن يجب أن تعلمي أن ربنا سبحانه لا يستجيب لأي أحد كثيرون يدعونه في كل يوم و لكن لا يعطي كل من سأله ؛ لأن البعض ليست عنده أسباب الإجابة و لكن يوجد أشخاص أذكياء يعرفون ما الذي يمكن أن يفعلوه حتى يستجيب الله لهم توجد خطوات معينة توصلك إلى إجابة الدعاء و لكن انتبهي إلى أن الكلام مع العظيم عظيم ! و عليك أن تكوني حذرة في تصرفاتك و ألفاظك مع الملك فإن الله سبحانه و تعالى جبَّار السماوات و الأرض , ينبغي أن يعامل بما يستحق أن يعامل, فلا يليق به أي كلام و لا يليق به أي دعاء دعاء ! أولاً وقبل كل شيء : انتبهي لقلبك أثناء الدعاء ؛ لأن كثيرًا منَّ يدعو ربه بطريقة يسرد فيها الكلام سردًا , و يذكر ما يحفظه من أدعية و هو سرحان و قلبه يفكِّر في شيء آخر , تجده يهمهم همهمة يقول دعاء سريع يحفظه ثم ينتهي و يظن أنه قد دعا ربه ! هذا لا يستجيب الله له قدر الله تعالى و جلاله من أن نكلمه بهذه الطريقة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اعلموا أن الله لا يستجيب دعاء غافل لاهٍ ) رواه الترمذي كثير من الناس يدعو ربه أثناء السجود , يدعو بين الأذان و الإقامة , في صلاة الوتر يدعو و يدعو لكنه يفكِّر في أشياء أخرى , يردد الكلمات بشكل آلي و لا يستحضر كلامه و الواحدة منَّا لا ترضى على نفسها بذلك أنت لو اتصلت بك صديقتك هاتفيًا و أخذت تطلب منك مبلغًا من المال ؛ لأنها محتاجة بشدة ثم اكتشفت و أنت تكلميها بالهاتف أن قلبها كان مشغولاً في شئ اخر و ليست مهتمًّة بالكلام الذي تقوله لك , فقط تردد جملة تحفظها ...بماذا ستشعرين ؟ أنت تلقائيًا لن تهتمي بها وستحسين أنها تمثل تمثيلاً و لله المثل الأعلى, ربنا سبحانه أعلى و أجل من كل شيء فمن باب أولى ألا يقبل منَّا الدعاء إذا دعوناه و ذهننا شارد عنه فقط نقول ألفاظ نحفظها و نحن نفكِّر في أشياء أخرى أثناء الدعاء إياك أثناء الدعاء أن تغفلي قلبك عن معاني كلماتك لا تكلِّم الله عز و جل و أنت سرحانة أثناء الدعاء , عندما تكلِّم الله يجب أن تنسي الدنيا كلها و لا تفكري إلا في الكلام الذي توجهينه لله يا أختي .. أنت الآن بين يدي الملك تكلِّميه ! أمرٌ آخر .. بعض الناس حاضر القلب ليس بسرحان , و لكنه يفتقر إلى لمسة معينة في الدعاء لو وُجدت لكان هذا الدعاء أقرب للإجابة ولو وُجدت لأحس الداعي بمشاعر جيَّاشة و أحاسيس قوية تُعطي للدعاء طعمًا لا يشبهه شيء آخر ... ما هي ؟ إنها مشاعر التذلل و الخضوع لله حاولي قدر المستطاع أن تُظهري الافتقار و الحاجة و المسكنة لربك أخبريه أنك مفتقرة إليه , قلي له : أنا الأمة المحتاجة إليك و أنه لا ملجأ و لا منجأ منك إلا إليك .. ربنا سبحانه يحب أن يسمع منك ذلك , يحب أن يراك تفتقرين إليه و تتذللي بين يديه , ربنا يحب ذلك كثيرًا بعض الناس يعيش في وهم ويقول : أنا لا يستجيب الله لي ؛ لأني صاحب ذنوب .. إياك أن تظني ذلك هذه خدعة كبيرة من الشيطان, لا تجعليها تمر عليك هكذا ! يقول سفيان : لا تمنع الذنوب أحدكم من الدعاء فإن الله سبحانه أجاب دعاء شر الخلق و هو إبليس ! لأن إبليس عندما طلب الخلود قال : ( قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) سورة الحجر 36 قال الله تعالى له : ( قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ) سورة الحجر : 37 فإذا استجاب الله لإبليس كيف لا يستجيب لك أنت !؟ إذا لم لا يستجيب لك ربك فلا تحزني ؛لأن إجابة الدعاء ليست دائمًا كرامة للعبد و ليست دائمًا خيًرا له , بل قد تكون كرامه للعبد و قد تكون إهانة و مع هذا فإن كثيرًا من الناس يظن أن الله إذا أجاب دعاء العبد فإن هذا يعتبر كرامة من الله مطلقًا , هذا ليس صحيحًا ! الله تعالى قد يعطي العبد ما يريده لهوانه عليه, قد يحقق طلباته له و فيها هلاكه و العبد المسكين يظنها كرامة! نعم أحياناً قد تكون كرامة, و أحيانًا تكون إهانة أحيانًا تكون الإجابة عطاء, و أحيانًا تكون بلاء ! كيف أعرف أن إجابة الله لدعائي كانت كرامة أم إهانة !؟ ما الضابط الذي يبين لي أن إجابة هذا الدعاء كان عطية أو أن هذه الإجابة من الله كانت علي بلية ؟ الجواب: توجد علامة هي التي ستبين لك ذلك ما هي هذه العلامة ؟ العلامة هي كالآتي: إذا كان هذا الشيء الذي طلبته من الله و أعطاك إياه قد زادك قربًا من الله تعالى و زاد في إيمانك فإجابة الله لدعائك كانت عطاء و كرامة .. و أما إذا كان هذا الشيء الذي طلبته من الله قد أبعدك من الله و كان سببًا في نقص إيمانك فهذا يعني أن إجابة الله للدعاء كانت بلاء و إهانة فلنأخذ مثالاً .. شخص يطلب من الله وظيفة معينة , و أعطاه الله إياها إذا كان هذا الشخص بعد حصوله على الوظيفة يتصدق من مرتبه و يشكر ربه , و يتقن في عمله , و يساعد المراجعين فبإذن الله استجابة ربه لدعائه كانت كرامة و عطاء و أما إذا كان بعد حصوله على الوظيفة ينام عن صلاة الفجر , و إذا رجع من العمل نام فتفوته صلاة العصر , و لا يلتزم بعمله , و لا يؤدي زكاة ماله فهذا دليل على أن إجابة الله لدعائه كانت بلاء و كانت إهانة و لم تكن كرامة ختاماً .. تأكدي أن ربنا سبحانه كلما أتيت إليه أتى إليك بل إنه يتقرب أكثر إليك بأكثر مما تتقربين أنت إليه , إن دعوته و تقربت شبرًا تقرب ذراعًا و إن تقربت إليه ذراعًا تقرب إليك باعًا , و سيعطيك الذي طلبته و سيزيدك فوقها من فضله ما يشاء , كما عوَّدك دائمًا إنه دائمًا يفتح عليك من خزائنه التي لا تنقطع , فقط أقبلي على الله وستري عجبًا كلِّميه و اطلبي منه , و هو سيعطيك أكثر مما تتصوَّري و استمري في الدعاء حتى لو انقضت حاجتك كم نطلب الله في ضــر يحل بنا فإن تولت بلايانا نسيــــناه ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا فإن رجعنا إلى الشاطـئ عصيناه و نركب الجو في أمـن وفي دعة فما سقطنا لأن الحـــافظ الله اسأل الله العظيم , رب العرش الكريم بأسمائه و صفاته أن يستجيب دعائنا و دعائكن وأن يجعلنا و إياكن مجابي الدعوة منقول مجموعة / لمسات ذهبية [/justify] |
04-02-13, 11:37 AM | #2 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
اللهم اشغلنا بك عمن سواك
اللهم ارزقنا الأدب معك ... بورك فيك أختي حورية ..ونفع بك .. |
04-02-13, 07:32 PM | #3 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
02-07-2011
المشاركات: 40
|
بارك الله فيك أخيتي حورية
كلمات لامست شغاف القلب أسأل الله أن ينفع بك وأن يجعلك مباركة أينما كنت |
01-03-15, 10:39 AM | #4 |
|طالبة في المستوى الاول |
تاريخ التسجيل:
20-02-2015
المشاركات: 39
|
جزاك الله خيرا اختي ونفع بك،،اللهم امين
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[1] مظاهر الحب الكاذب ! | بنت التوحيد | روضة السنة وعلومها | 2 | 01-04-08 03:03 PM |