الفوائد من اللقاء الثالث "كيف تدرسين حديث" سنداً ومتناً

[شعاع فرح]

كيف تدرسين حديث
سنداً ومتناً

للشيخ/ عبدالرحمن السحيم

الحمدلله والصلاة والسلام وعلى رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
- إن الله عز وجل قد هيأ لسنة النبي عليه الصلاة والسلام من العناية والرعاية والحفظ والإحاطة ما لم يتهيأ لعلم من العلوم وقد يقول قائل أليس القرآن أعظم من السنة؟ بلى لكن عناية العلماء بالسنة أعظم من حيث تأخر تدوين السنة وجمع السنة أما القرآن فقد جمع في وقت متقدم ولم يكن عليه خلاف في الرجال والأسانيد وما إلى ذلك لأنه جمع أول جمع في زمن أبي بكر رضي الله عنه ثم حفظ هذا الجمع في زمن عمر رضي الله عنه ثم جمع الجمع الأخير في زمن عثمان رضي الله عنه.
ومن عناية العلماء بالسنة النبوية أن اعتنوا بمعرفة الصحيح من الضعيف بل كانوا يحفظون الضعيف وما هو دون ذلك من شديد الضعف والموضوع وغير ذلك كما يحفظون الصحيح من باب معرفة الشر لاتقائه وسنتناول في هذه الدراسة ما يتعلق بدراسة الأسانيد أو دراسة الحديث إسناداً ومتناً.
دراسة الإسناد تمر بمراحل:
1- دراسة ظاهر الإسناد الواحد أو الطريق الواحد.
هي مرحلة أولية وهي دراسة يسيرة لا نحتاج فيها إلا أن نطبق تعريف الحديث الصحيح على الإسناد لكنها لا تفيد الحكم على الحديث ولكنها تفيد الحكم على ظاهر الإسناد لا على ما خفي من الإسناد.
الحديث الصحيح: هو الحديث المسند المتصل بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه ولا يكون شاذاً ولا معللاً.
* إذا كان الإسناد صحيح لا يعني تصحيح الحديث
2- التفريق بين الأسماء المتشابهة
وهي دراسة لما خفي من الإسناد وهي مرحلة أعمق من المرحلة السابقة ويحتاج فيها طالب العلم أن ينظر إلى الرواة من عدة جهات, هل روى عن شيخه؟ هل هو ضابط لما يرويه في كل الأحوال أم لا؟ ...
3- دراسة الشواهد والمتابعات
انتقلنا هنا من دراسة الطريق الواحد إلى عدة طرق والفرق بينهما أن المتابعات عن نفس الصحابي والشواهد عن غيره ...
المتابعة إما أن تكون تامة أو تكون قاصرة فالمتابعة التامة تكون عن شيخ الراوي والمتابعة القاصرة تكون عن شيخ شيخه.
4- إذا فرغنا من دراسة الإسناد وصح الإسناد عندنا انتقلنا إلى دراسة المتن فليس هناك تلازم بين صحة الإسناد وصحة المتن قد يكون الإسناد صحيح ولا يكون المتن صحيح
الفائدة من معرفة صحة الإسناد وصحة المتن (صحة الحديث):
الفائدة من ذلك هي العمل.
ولذلك يقول الشيخ القاسمي من فوائد معرفة الصحيح قالها في قواعد التحديث في ضمن كلامه على ثمرات الحديث الصحيح أو ثمرات معرفة الحديث الصحيح, قال: "الثمرة الخامسة لزوم قبول الصحيح وإن لم يعمل به أحد" وكان الأئمة يقولون "إذا صح الحديث فهو مذهبي".
- وإذا لم يصح هذا الإسناد لضعف يسير محتمل فإنا ننظر في أمور أخرى غير المتابعات والشواهد التي نظرنا فيها قبل وهو أن ننظر في أمرين, هل هذا الإسناد الذي معنا على ضعفه اعتضد بأمر أخر؟ وهو ما ينص عليه الأئمة كاعتضاد المرسل بحديث أخر ضعيف ...
- يقول شيخ الإسلام ابن تيمية "والمرسل إذا عمل به جمهور الصحابة يحتج به الشافعي وغيره" ويقول ابن القيم رحمه الله "والمرسل إذا اتصل به عمل وعضده قياس أو قول صحابي أو كان مرسله معروف باختيار الشيوخ ورغبته عن الرواية عن الضعفاء والمتروكين ونحو ذلك مما يقتضي قوته عُمل به"...
* ينبغي أن يعلم أن أحكام بعض الأئمة تكون على الطريق الواحد عندما يكون للحديث أكثر من طريق إما يكون هذا الطريق مثلا مخالف لجادة الرواة مثل حديث يروى عن نافع عن ابن عمر والأصل في الحديث أنه ليس من حديث ابن عمر فهنا يطعنون في الراوي الذي روى هذه الرواية فينبغي أن يتنبه إلى هذا عند قراءة كتب أهل العلم أو النقل عن كتب النقل, العلل, التخريج عندما يتكلمون إنما يتكلمون عن الطريق الواحد.
* مسألة: أحكام الأئمة ليست أحكام قاطعة لأن ليس هناك إلا ويخفى عليه مسائل من العلم خفيت مسائل على كبار الصحابة كما ذكر ابن القيم رحمه الله خفيت مسائل على أبي بكر رضي الله عنه وعن عمر رضي الله عنه وعن السيدة عائشة رضي الله عنها وكذلك خفيت مسائل على كبار الأئمة فليس شرط في العالم الكبير ألا تخفى عليه مسألة.
ويجب أن ينظر إلى كلام العالم من جهتين:
الأولى أن كلام العالم هذا قد يخالفه غيره فإذا خالفه غيره لا يكون كلام العالم حجة على من خالفه.
الثاني أن لا يؤخذ كلام العالم مأخذ التسليم التام وإنما يؤخذ محل النظر والبحث عند العلماء.
الأسئلة في أخر اللقاء:
· إذا حكم العلماء على حديث أنه موضوع وأنه منكر في عصر سابق ثم صحح من طرف عالم أخرفي عصر آخر, هل يعمل بالحديث لأنه صُحح؟
· ما معنى المتن والإسناد؟
· بالنسبة لدراسة معاني الحديث كيف تكون؟
· معرفة تخريج الأحاديث ومتى يقال رواه البخاري أو مسلم ...؟
· بالنسبة لحفظ متون الحديث كعمدة الأحكام هل الحفاظ يحفظون جميع الأحاديث التي فيه حتى الحديث بكذا رواية؟