11-01-12, 02:02 AM | #1 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
من ثمرات تحقيق الولاء والبراء .
من ثمرات تحقيق الولاء والبراء .
إن مما لا شك فيه أن في تحقيق العبد المسلم لهذا الأصل العظيم: الولاءِ لله ولرسوله وللمؤمنين والبراءةِ من الشيطان وحزبه الكافرين ثمارٌ عظيمة وفوائد كثيرة حاصلة في الدنيا والآخرة فمن ذلك : أولاً : ما وعد الله به المؤمنين بقوله (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كَتب في قلوبهم الإيمانَ وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله، ألا إن حزب الله هم المفلحون )[1]ففي هذه الآيات ذكرت ثمار عديدة لمن أبغض الكافرين وإن كانوا أقرب الأقربين وهي : 1- ( كتب في قلوبهم الإيمان ) والمعنى " قضى لقلوبهم الإيمان ؛ففي بمعنى اللام "[2] وقال ابن كثير – رحمه الله - " أي كتب له السعادة وقررها في قلبه وزيّن الإيمان في بصيرته " [3] . 2- ( وأيدهم بروح منه ) وأيدهم أي قوّاهم بروح منه " والمراد بالروح خمسةُ أقوال أحدها : أنه النصر قاله ابن عباس والحسن فعلى هذا سمي النصر رُوحاً لأن أمرهم يحيا به . والثاني : الإيمان قاله السدي والثالث : القرآن قاله الربيع ،والرابع : الرحمة قاله مقاتل ، والخامس : جبريل عليه السلام أيدهم به يوم بدر ذكره الماوردي ."[4] 3- ( ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ) وهذا غايةُ كل مؤمن فالذين حققوا الولاء والبراء " لهم الحياةُ الطيبة في هذه الدار ولهم جنات النعيم في دار القرار التي فيها كل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وتختار، ولهم أفضل النعيم وأكبره "[5] . 4- ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ) وفي هذا " سرٌ بديع وهو أنه لما سخطوا على القرائب والعشائر في الله تعالى عوضهم الله بالرضا عنهم وأرضاهم عنه بما أعطاهم من النعيم المقيم والفوز العظيم والفضل العميم"[6]. 5- ( أولئك حزب الله ) فهم جند الله تعالى وأهل كرامته[7] . 6- ( ألا إن حزب الله هم المفلحون ) وهذا فيه " تنويهٌ بفلاحهم وسعادتهم ونصرتهم في الدنيا والآخرة "[8] قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله – بعد تفسيره لهذه الآيات العظيمة " وأما من يزعم أنه يؤمن بالله واليوم الآخر وهو مع ذلك مُوادٌّ لأعداء الله محبٌ لمن نبذ الإيمان وراء ظهره فإن هذا إيمان زَعميٌّ لا حقيقة له . فإن كل أمر لا بد له من برهان تصدقه فمجرد الدعوى لا تفيد شيئاً ولا يصدق صاحبها "[9] ثانياً : ومن ثمار تحقيق هذا الأصل العظيم ما ذكره الله تعالى من فوائدِ اعتزالِ الكفار في الدنيا والآخرة كما قال تعالى ( وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون من دون الله فَأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيء لكم من أمركم مرفقاً ) ، وقال تعالى ( فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلاً جعلنا نبيا،ً ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليّاً ) ففي هذه الآيات من الثمار : 1- ( ينشر لكم ربكم من رحمته ) فتحصل الرحمة من الله تعالى لمن اعتزل الكفار. قال صاحب أضواء البيان – رحمه الله –" وهذا يدل على أن اعتزال المؤمن قومَه الكفار ومعبوديهم من أسباب لطف الله به ورحمته"[ 10].وكذلك حَدَث لإبراهيم – عليه السلام - عندما اعتزل قومه من حصولِ الرحمة[11] كما قال تعالى : ( ووهبنا لهم من رحمتنا ) أي لإبراهيم وابنيه إسحاق ويعقوب " وهذا يشمل جميع ما وهب الله لهم من الرحمة من العلوم النافعة والأعمال الصالحة والذرية الكثيرة المنتشرة الذين قد كثر فيهم الأنبياء والصالحون "[12]. 2- ( ويهيئ لكم من أمركم مرفقاً )أي ييسر ويقرب ويسهل لكم ما تنتفعون به [13]. 3-( وجعلنا لهم لسان صدق علياً ) أي " ثناءً حسناً رفيعاً- قاله ابن عباس وكذا قال السدي ومالك بن أنس - في كل أهل الأديان فكلهم يتولونهم ويثنون عليهم"[14] قال الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - " وهذا أيضاً من الرحمة التي وهبها لهم لأن الله وعد كل محسن أن ينشر له ثناءً صادقاً بحسب إحسانه وهؤلاء من أئمة المحسنين فنشر اللهُ الثناءَ الحسن الصادقَ غير الكاذب العالي غير الخفيّ فذِكرُهم ملأ الخافقَين، والثناءُ عليهم ومحبتُهم امتلأت بها القلوب، وفاضت بها الألسنة فصاروا قدوةً للمقتدين وأئمة للمهتدين . ولا تزال أذكارُهم في سائر العصور متجددة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم"[15] . ثالثاً :النجاة من سخط الله وعذابه؛ قال تعالى في حال من تولى الذين كفروا ( ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون)[16]. رابعاً : من الثمرات السلامة من الفتن كما قال تعالى ( والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير )[17] قال ابن كثير – رحمه الله – " أي إن تجتنبوا المشركين وتوالوا المؤمنين وإلا وقعت فتنة في الناس وهو التباسُ واختلاط المؤمنين بالكافرين فيقع بين الناس فسادٌ منتشر عريض طويل "[18]. خامساً : ومن ثمرات تحقيق هذا الأصل العظيم تذوقُ القلب حلاوةَ الإيمان فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما . وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار)[19]. [1] - سورة المجادلة الآية 22 . [2] - جامع البيان للإمام الطبري ج 14 ص 27 . [3] - تفسير القرآن العظيم ج 4 ص 329 . [4] - زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي ، 8 / 200 . والجامع لأحكام القرآن ، 9 / 277 . [5] - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ،7 / 322 . [6] - تفسير القرآن العظيم ، 4 / 329 . [7] - المصدر السابق . [8] - المصدر السابق . [9] - - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، 7 / 323 . [10] - أضواء البيان للشيخ محمد الأمين الشنقيطي ، 4 / 36 . [11] - المصدر السابق . [12] - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ،5 / 115 . [13] - أضواء البيان ، 4 / 37 . [14] - انظر تفسير البغوي ،5 / 236 وتفسير ابن كثير ، 3 / 121 [15] -- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، 5 / 115 . [16] - سورة المائدة الآية 80 . [17] - سورة الأنفال الآية 73 . [18] - تفسير ابن كثير ، 2 / 316 . [19] - الحديث متفق عليه . أخرجه البخاري في كتاب الإيمان ، باب حلاوة الإيمان ح ( 16 ) ( فتح الباري 1/ 82 ) . ومسلم في كتاب الإيمان باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان ح ( 66 ) ، 1 / 66 . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تحقيق الكتب بين المأساة والملهاة | حسناء محمد | مكتبة طالبة العلم المقروءة | 4 | 15-10-14 11:01 PM |
الولاء والبراء عند الصحابة الكرام الشيخ احمد فريد | غريبة في دنياي | مكتبة طالبة العلم الصوتية | 0 | 24-08-13 03:52 AM |
مخالفات عند النساء في الولاء والبراء | اختكم فى الله | روضة العقيدة | 3 | 20-07-07 03:42 AM |
ثمرات العلم " الجزء الاول " تفريغ شريط الشيخ صالح عبد العزيز آل الشيخ | أم هنا | روضة آداب طلب العلم | 4 | 10-01-07 03:26 PM |