22-08-06, 10:06 AM | #1 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
**إن أردت النجاة غدا**
عن الفضل بن الربيع قال:
لما حجّ أمير المؤمنين هارون الرشيد أراد أن يسترشد بعلماء الأمة, فقال: انظر لي رجلا أسأله. فذهبت به الى سفيان بن عيينة فحدّثه ساعة ثم قضى الرشيد دينه وانصرف, ثم التفت اليّ وقال: ما أغنى عني صاحبك شيئا, وكأنه لم يجد دواء عنده لعلته. وقال لي: انظر لي رجلا أسأله. فمضيت به الى عبد الرزّاق بن همّام فحادثه ساعة, ثم قال له عليك دين؟ قال: نعم. قال: يا أبا عباس اقض دينه. فلما خرجنا قال: ما أغنى عني صاحبك شيئا, انظر لي رجلا أسأله. فذهبت به الى الفضيل بن عيّاض فاذا هو قائم يصلي يتلو آية من القرآن ويرددها. فقال هارون: اقرع الباب. فقرعت الباب فقال: من هذا؟ قلت: أجب أمير المؤمنين. فقال: مالي ولأمير المؤمنين؟ فقلت: سبحان الله, أما عليك طاعة؟ فنزل ففتح الباب ثم ارتقى الى الغرفة فأطفأ المصباح ثم التجأ الى زاوية من زوايا البيت, فدخلنا فجعلنا نجول عليه بأيدينا فسبقت كف هارون قبلي اليه. فقال: يا لها من كفّ, ما ألينها ان نجت غدا من عذاب الله عز وجل. ثم أخذ بالكلام مع هارون الرشيد فقال: انّّ عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة دعا سالم بن عبد الله ومحمد بن كعب القرظي, ورجاء بن حيوة, فقال لهم: اني قد ابتليت بهذا البلاء فأشيروا عليّ. فعدّ الخلافة بلاء, وعددتها أنت وأصحابك نعمة. فقال له سالم بن عبد الله: ان أردت النجاة غدا من عذاب الله فصم عن الدنيا وليكن افطارك على الموت. وقال له محمد بن كعب القرظي: ان أردت النجاة من عذاب الله فليكن كبير المسلمين عندك أبا, وأوسطهم أخا, وأصغرهم عندك ولدا, فوقّر اباك, وأكرم أخاك, وتحنّن على ولدك. وقال له رجاء: ان أردت النجاة غدا من عذاب الله عز وجل فأحب للمسلمين ما تحب لنفسك, واكره لهم ما تكره لنفسك, ثم مت ان شئت. واني أقول لك اني أخاف عليك أشد الخوف في يوم تزل فيه الأقدام, فهل معك رحمك الله من يشير عليك بمثل هذا؟!. فبكى الرشيد بكاء شديدا حتى غشي عليه. فقلت له: ارفق بأمير المؤمنين. فقال: يا ابن أم الربيع تقتله أنت وأصحابك وأرفق به أنا..! ثم أفاق فقال له: زدني رحمك الله؟ فقال: يا أمير المؤمنين بلغني أن عاملا لعمر بن عبد العزيز شكا اليه, فكتب اليه عمر: يا أخي أذكّرك طول سهر أهل النار في النار مع خلود الأبد, واياك أن ينصرف بك من عند الله فيكون آخر العهد انقطاع الرجاء. قال: فلما قرأ الكتاب طوى البلاد حتى قدم على عمر بن عبد العزيز. فقال له: ما أقدمك؟ قال: خلعت قلبي بكتابك لا أعود الى ولاية أبدا حتى ألقى الله عز وجل. فكبى هارون بكاء شديدا, ثم قال له: زدني يرحمك الله؟ فقال: يا أمير المؤمنين ان العبّاس عمّ المصطفى صلى الله عليه وسلم جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أمّرني على أمارة. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:" ان الامارة حسرة وندامة يوم القيامة,فان استطعت الا تكون أميرا فافعل". فبكى هارون الرشيد بكاء شديدا وقال له: زدني يرحمك الله؟ فقال: يا حسن الوجه أنت الذي يسألك الله عز وجل عن هذا الخلق يوم القيامة, فان استطعت أن تقي هذا الوجه من النار فافعل, واياك أن تصبح وتمسي وفي قلبك غش لأحد من رعيّتك ,فالنبى صلى الله عليه وسلم قال: "من أصبح لهم غاشّا لم يرح رائحة الجنّة". فبكى هارون الرشيد وقال: هل لك دين؟ قال: نعم, دين لربي يحاسبني عليه, فالويل لي ان سألني, والويل لي ان ناقشني, والويل لي ان لم ألهم حجّتي.. قال: انما أعني دين العباد. قال: ان ربي لم يأمرني بهذا, أمر ربي أن أوحّده وأطيع أمره. قال عز وجل:{ وما خلقت الجنّ والانس الا ليعبدون} الذاريات 56. فقال له: هذه ألف دينار خذها فانفقها على عيالك وتقوّ بها على عبادتك. فقال: سبحان الله انا أدلّك على طريق النجاة وأنت تكافئني بمثل هذا.. سلّمك الله. المصدر شبكة القمم الإسلامية التعديل الأخير تم بواسطة مسلمة لله ; 23-08-06 الساعة 02:59 AM |
23-08-06, 07:41 PM | #2 |
نفع الله بك الأمة
|
جزاك الله خيرا.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كن ورعا ... تكن أعبد الناس !! | اختكم فى الله | روضة التزكية والرقائق | 6 | 12-07-07 01:48 PM |
كـن ورعــاً ... تــكن أعـبد الناس | أم أســامة | روضة التزكية والرقائق | 2 | 18-10-06 09:47 PM |