العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . معهد العلوم الشرعية . ~ . > ๑¤๑ أرشيف الدروس العلمية في معهد العلوم الشرعية๑¤๑ > أرشيف المقررات الدراسية في الخطة السابقة > حلقة علوم القرآن > مادة أصول في التفسير

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-02-09, 11:57 PM   #21
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon188 تفريغ الشريط السادس من اصول في التفسير ....



بسم الله الرحمن الرحيم

تابع شرح الشيخ :
انني خاطبت رجلا من البلاد المجاورة , يكثر فيها الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم , فقال : والنبي أفتني . قولك : والنبي , هذا شرك , ما يجوز لكن ان شاء الله لن تعود اليه . فقال : والنبي لا اعود اليه .
سبحان الله , فائدة ضمير الفصل ثلاث : التوكيد والحصر وتمييز الصفة من الخبر .
ونضرب مثلا نتبين به ذلك : اذا قلت زيد الفاضل : فهنا الفاضل يحتمل ان تكون صفة لزيد والخبر لم يأت بعد , فإذا قلت : زيد هو الفاضل , تعين ان تكون الفاضلخبر للمبتدأ . ايضا اذا قلت زيد هو الفاضل فقد حصرت الفضل فيه , دون غيره
قوله تعالى
-( يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين )- [النور/25]
,قوله ايضا :
-( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير )- [الحج/62]
,في آية أخرى : -( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير )- [لقمان/30]
ومن أمثلة ذلك : قوله تعالى -( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون )- [الأعراف/28]
وقوله : -( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا )- [الإسراء/16]
والفسق هو الفحشاء , ففي الآية الاولى نفى الله تعالى انه يأمر بالفحشاء , وظاهر الثانية ان الله يأمر بالفسق , فكيف الجمع بينهما ؟
ان الامر في الآية الاولى هو الأمر الشرعي , والله تعالى لا يأمر شرعا بالفحشاء لقوله تعالى :
-( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون )- [النحل/90]
اما الامر في الآية الثانية هو الامر الكوني والله تعالى يأمر كونا بما شاء , حسبما تقتضيه حكمته , لقوله تعالى :
-( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )- [يس/82]
والآية السابقة من سورة الاسراء قال بعض العلماء ان الله اذا اراد ان يهلك قرية ارسل اليها الرسل فأمروهم ليفسقوا فيهلكهم وهذا معنى باطل لا يليق بالله عزوجل . هل يليق بالله اذا اراد ان يهلك قرية ان يرسل رسلا يأمروهم بعبادة الله ثم يفسقوا فيأخذهم ؟ لا ابدا هذا خلاف حكمة الله , ولا يليق بالله تعالى . لكن ان الله اذا اراد ان يهلك قرية أمر مترفيها امرا كونيا قدريا , والعباد يأتمرون بأمر الله القدري , اذا يأمرهم امرا قدريا فيفسقوا وحينئذ تحل بهم العقوبات
. وبهذه المناسبة أقول لكم :
بعض العلماء رحمهم الله عندهم المضايقة والمخاصمة والمجادلة , يحاولون ان يفروا من ذلك لاى منفذ وان كان ضيق , فهل من الممكن ان نقول ان الله تعالى يرسل الرسل من أجل ان يخالفوهم فيهلكهم ؟
انما ارسل الرسل مبشرين ومنذرين ليحكموا بين الناس بالحق . فالصواب اذن ان الامر امر كوني .
فاذا قال قائل : اين الدليل على ان الامر كوني ؟
الدليل قوله تعالى : -( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )- [يس/82]
اي بالارادة الكونية .
سؤال : ما هو الفرق بين التناقض والتعارض ؟
التناقض معناه انه لا يمكن ان يجتمع الحكمان ابدا , والتعارض ان يكون بينهما تعارض قد يكون بين العموم والخصوص او التقييد والاطلاق وما أشبه , فالتعارض أهون .
اجابة على سؤال :
يجب ان تعلم ان الصحابة لا يشكل عليهم شئ في القرآن لانه نزل بلغتهم وفي عصرهم ويعرفون معانيه بالقرائن والالفاظ واذا وقع في القرآن شئ مشكل فان الرسول صلى الله عليه وسلم يبينه
مثل قوله تعالى : -( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )- [يونس/26]
بين الرسول ان الزيادة معناها لوجه الله ... وهكذا ...
يجيب الشيخ على بعض الاسئلة من الدقيقة السادسة الى الدقيقة 16 تقريبا
المتن
القسم
القسم : بفتح القاف والسين ، اليمين ، وهو : تأكيد الشيء بذكر مُعَظَّم بالواو ، أو إحدى أخواتها ، وأدواته ثلاث :
الواو - مثل قوله تعالى : (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقّ)(الذريات: الآية 23) ويحذف معها العامل وجوبا ، ولا يليها إلا اسم ظاهر .
والباء - مثل قوله تعالى (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ) (القيامة:1) ويجوز معها ذكر العامل كما في هذا المثال ، ويجوز حذفه كقوله تعالى عن إبليس : (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (صّ:82) ويجوز أن يليها اسم ظاهر كما مثلنا ، وأن يليها ضمير كما في قولك : الله ربي وبه أحلف لينصرن المؤمنين .
والتاء - مثل قوله تعالى : (تاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ)(النحل: الآية 56) ويحذفمعها العامل وجوبا ، ولا يليها إلا اسم الله ، أو رب مثل : ترب الكعبة لأحجن إن شاء الله .
والأصل ذكر المقسم به ، وهو كثير كما في المثل السابقة . وقد يحذف وحده مثل قولك : أحلف عليك لتجتهدن .
وقد يحذف مع العامل وهو كثير مثل قوله تعالى : (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (التكاثر:8)
والأصل ذكر المقسم عليه ، وهو كثير مثل قوله تعالى : (قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُن)(التغابن: الآية 7) وقد يحذف جوازا مثل قوله تعالى : (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (ق:1) وتقديره ليهلكن .
وقد يحذف وجوبا إذا تقدمه ، أو اكتنفه ما يغني عنه ، قاله ابن هشام في المغني ومثل له بنحو : زيد قائم والله ، وزيد والله قائم .
شرح الشيخ :
هنا نذكر صيغ القسم , لا حكم القسم , ولكن ينبغي ان نذكر الحكم للفائدة ,
اولا :لا ينبغي للانسان ان يكثر الحلف بالله , لقوله تعالى :
-( واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون )- [المائدة/89]
يقول بعض علماء التفسير : اي لا تكثروا الايمان , فلا يحلف الا عند الحاجة او الضرورة .
ثانيا : ينبغي لمن حلف ان يستثني , يقول : ان شاء الله
لانه يستفيد من ذلك فائدتين عظيمتين ,
1" تسهيل امره
2" ان لا كفارة عليه لو حنث .
فيقول مثلا : والله ان شاء الله لأفعلن كذا ...
ثالثا : لا يجوز الحلف بغير الله , مهما كانت منزلته , حتى النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز للانسان ان يحلف به , ولا بالشمس ولا بالقمر , فقد قال النبي صلى اله عليه وسلم : من قال واللات ( يعني حالفا بها ) فليقل : لا اله الا الله .
حتى ينفي عنه الشرك ويحقق التوحيد .
رابعا : الحلف بالله عز وجل يكون بهذا اللفظ ( الله ) ويكون بكل اسم يختص به الله , كالرحمن ورب العالمين ويكون بالصفات المعنوية كعلمه وسمعه وعزته وقدرته وقهره , وما اشبه ذلك . اما الصفات الخبرية فان كان يعبر بها عن ذاته جاز الحلف بها , والصفات الخبرية هي التي نظير مسماها اعضاء لنا , مثل الوجه والعين والقدم , هذه تسمى الصفات الخبرية , ان كانت تقوم مقام الذات جاز الحلف بها ,
مثل : ان الله يعبر بوجهه عن ذاته فيقول تعالى :
-( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )- [الرحمن/27]
يعني نفسه .
وان كانت لا يعبر بها عن ذات الله , فانه لا يجوز الحلف بها , فلا يجوز ان تحلف وتقول : ويد الله . اي اليد التي يقبض بها ويأخذ , ولا عين الله ولا ساق الله
اذن يحلف بالصفات المعنوية كالعلم والسمع وما اشبه ذلك , وبالصفات الخبرية التي يعبر بها عن الذات .
خامسا : الحلف اما ان يكون على شئ ماضي واما ان يكون على شئ مستقبل , فالحلف على الماضي لا كفارة فيه مطلقا , سواء كان صادقا ام كاذبا لكن ان كان كاذبا فعليه الاثم , وان تضمن يمينه الكاذب اكل مال الغير بغير حق كانت اليمين الغموس التي تغمس صاحبها بالاثم ثم بالنار , وفيها قال النبي صلى الله عليه وسلم : من حلف على يمين هو فيها فاجر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان .
الحلف على المستقبل ينقسم الى قسمين : لغو , معقود .
اللغو هو الذي يجري على اللسان بلا قصد , ولا كفارة فيه , مثل قول الانسان في خلال حديثه : لا والله .او والله لا افعل ذلك ثم ذهبت , فلا كفارة فيه , هذا لانه لغو لم تعقده .
ومن ذلك قول الاب لابنائه او الام : والله ان فعلت كذا وكذا لاضربك ....
وما اشبه ذلك , هذا لغو لانه ما قصد ذلك
يقول تعالى
-( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان )- [المائدة/89]
اليمين المنعقدة على شئ مستقبل : اما ان يريد بها الخبر في نفسه فهذه لا يحنث بها , واما ان يريد بها ايقاع الفعل الذي حلف عليه فهذه اذا خالف ما حلف عليه وجبت عليه الكفارة , وان حلف على مستقبل ظانا وقوعه ولم يقع فالصحيح انه لا كفارة عليه , كرجل قال : والله ليقدمن زيد غدا , ولم يأتي زيد فلا شئ عليه , لانه لم يحلف وانما اخبر عما في نفسه , انه يعتقد ان زيد يقدم غدا ولم يقدم زيد .
هذا خلاصة ما ينبغي ان نعرفه عن الايمان ,
اما ما يخص اصول التفسير فنقول
القسم بفتح القاف والسين وانما احتجنا الى ضبطها لانه لو كانت السين ساكنةوالقاف مكسورة لصار معناها الصنف او الجنس ...
ولو كانت بفتح القاف لكان بمعنى التقسيم .
ولو كانت بكسر القاف وفتح السين لصار معناها من قدر لبني آدم .
لكن بفتح القاف والسين هو اليمين
وهو تاكيد الشئ يليق بمعظّم بالواو او احدى أخواتها .
سواء كان المعظم ممن يستحق التعظيم او لا , فالذين يحلفون باللات والعزى ومناة , هؤلاء قسمهم صحيح من حيث انه قسم , لانهم يعظمونه .
-- وقولنا بذكر المعظم: اذا كان المقسم به سوى الله , فان اعتقد المقسم بانه يستحق من التعظيم كما يستحق الله فهذا شرك اكبر , والا فانه شرك اصغر ,
-- وقوله بالواو او احدى اخواتها : اخواتها هي الباء والتاء والهاء
كلمة اخواتها تشمل كل حرف يقسم به في اللغة العربية , ووالادوات المشهورة ثلاث:
اولا :
الواو ( وهي اكثر ما يقسم به ) , كما في قوله تعالى :
-( فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون )- [الذاريات/23]
وقد امر الله تعالى نبيه بالقسم في القرآن الكريم في ثلاث مواضع :
1" -( ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين )- [يونس/53]
2" -( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير )- [التغابن/7]
3" -( وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين )- [سبأ/3]
يعد ذلك لحنا وغلطا في العربية , لان العامل معها يحذف وجوبا
كذلك لا يليها الا اسم ظاهر , لا يمكن ان يليها ضمير مثلا , فان قال قائل ما الدليل ؟
قلنا الدليل هو التتبع , ان العلماء تتبعوا كلام العرب , فلم يجدوا واو القسم يذكر معه

وفي هذا دليل على ان الشئ المهم ولا سيما فيما يتعلق بالعقيدة انه يؤمر الانسان ان يقسم عليه لتثبيته في النفوس .
ويحذف معها العامل وجوبا ولا يليها الا الاسم الظاهر , لو قلت :
حلفت والله لأفعلن .
ا العامل ولا يليها ضمير .
ثانيا :
الباء : مثل قوله تعالى :
-( لا أقسم بيوم القيامة )- [القيامة/1]
اخترنا هذا المثال لسبب , ان فيه لا , فقد يتوهم الواهم ان فيه نفي للقسم وليس للقسم , ولكن الصحيح انه قسم , لكن كيف نصنع بـ (لا ) ؟؟؟
اختلف من خرجوا هذا على ثلاثة أقوال :
1" -- قالوا انها للتنبيه ,هذا القول سهل ويسير وليس بغريب ان يقع التنبيه بلا كما انه يقع بألا , وحينئذ تكون الجملة ثبوتية , والمعنى أقسم بيوم القيامة ,
2" --ان لا نافية , والمراد نفي القسم لانه هذا المقسم عليه لا يحتاج الى قسم , لكونه امرا واضحا , فكأنه قال : لا أقسم بان الامر أوضح من ان يقسم عليه , وهذا لا شك انه ضعيف , لانه قد يكون الشئ الواضح منكرا من قبل أقوام , فيحتاج الى اثبات بالقسم ,
3" --ان لا نافية لشئ محذوف والتقدير لا صحة لما تقولون من انكار البعث ,وهذا أضعفها , وأيسرها القول الاول .
ان تكون لا للتنبيه وان تكون الجملة ثبوتية لا سلبية .
يوم القيامة , سمي بذلك لوجوه ثلاث :
1" -- اليوم الذي يقوم فيه الناس من قبورهم لرب العالمين , كل الناس , قيام رجل واحد بصيحة واحدة وزجرة واحدة , قدرة الهية عظيمة : يقول تعالى :
-( إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون )- [يس/53]
-( فإنما هي زجرة واحدة )- [النازعات/13] -( فإذا هم بالساهرة )- [النازعات/14]
2" -- انه اليوم الذي يقام فيه العدل , كما فال تعالى :
-( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة )- [الأنبياء/47]
3" -- انه اليوم الذي يقوم فيه الأشهاد , تشهد الرسل على أمتهم , وتشهد هذه الامة على امم الرسل ويشهد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة : كما قال تعالى :
-( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا )- [البقرة/143]
*****
قال : ويجوز مع الباء ذكر العامل , ويجوز حذفه كقوله تعالى عن ابليس :
-( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين )- [ص/82]
اي أحلف بعزتك , لماذا حلف الشيطان بالعزة ؟
ليتناسب المحلوف والمحلوف عليه , لان اغواء بني آدم يحتاج الى عزة وغلبة , فلهذا اقسم بعزة الله
لم يقسم بالله ولا بالرحمن ولا برب العالمين , ولكن اقسم بالعزة .
ويجوز ان يليها اسم ظاهر , كما مثلنا , وان يليها ضمير كما في قولنا :
الله ربي وبه أحلف لينصرن المؤمنين .
اذن أوسع هذه الحروف هي الباء. وأكثرها استعمالا هو الواو
ثالثا :
التاء , مثل قوله تعالى :
-( تالله لتسألن عما كنتم تفترون )- [النحل/56]
ويحذف معها العامل وجوبا , ولا يليها الا اسم الله او رب , فهي أضيق حروف القسم .
نقول : ترب الكعبة لأحجن ان شاء الله .
المقسم به وعليه متناسب , لان الطواف بالكعبة هو ركن من اركان الحج .
واعلم ان كل قسم في القرآن لا بد ان يكون بينه وبين المقسم عليه تناسب , هذه قاعدة .
لكن قد تكون ظاهرة وقد تكون خفية , والاصل ذكر المقسم به وهو كثير كما في المثل السابقة , وقد يحذف وحده كما قوله :
أحلف عليك لتجتهدن .
المحلوف به هو الله , التقدير : احلف بالله عليك لتجتهدن .
وقد يحذف مع العامل , وهو كثير , كقوله تعالى :
-( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم )- [التكاثر/8]
العامل محذوف والمقسم به محذوف , وهذا كثير في القرآن , التقدير : ثم أقسم بالله لتسألن ...
والاصل ذكر المقسم عليه وهو كثير , لانه هو المقصود في الاصل فلا يحذف
وقد يحذف جوازا , مثل قوله تعالى :
-( ق والقرآن المجيد )- [ق/1]
وتقديره : ليهلكن .وهو جواب القسم .
واعلموا ان المقدر لا بد ان يكون متناسبا مع سياق الكلام , ولذلك يصعب أحيانا التقدير .
وقد يحذف وجوبا اذا تقدمه او اكتنفه ما يغني عنه , قاله ابن هشام في المغني .
ابن هشام هو احد أئمة النحو , وله مؤلفات في النحو كثيرة : ألفية ابن مالك ومنها المغني , كتاب جيد , سمع رجل طائف يطوف بالكعبة يقول : اللهم اني أسألك نحوا كنحو ابن هشام , وفقها كفقه شيخ الاسلام , لانه درس مؤلفاتهما فسأل ربه .
جملة : زيد قائم والله
وزيد والله قائم .
المقسم عليه محذوف وجوبا دل عليه السياق


يتبع <<<<<<<<<<<

إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً  
قديم 19-02-09, 12:06 AM   #22
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon62 تابع تفريغ الشريط السادس ........

المتن :


وللقسم فائدتان :


إحداهما : بيان عظمة المقسم به .


والثانية : بيان أهمية المقسم عليه ، وإرادة توكيده ، ولذا لا يحسن القسم إلا في الأحوال التالية :


الأولى : أن يكون المقسم عليه ذا أهمية .


الثانية : أن يكون المخاطب مترددا في شأنه .


الثالثة : أن يكون المخاطب منكرا له .




شرح الشيخ :



الفائدة الاولى : بيان عظمة المقسم به , لاننا ذكرنا ان تعريف القسم هو تاكيد الشئ بذكر المعظم , فاذا اقسم الانسان بشئ علمنا انه عظيم عنده ,


الثاني : بيان اهمية المقسم عليه , وارادة توكيده ولهذا لا يحسن القسم الا في الاحوال التالية :


1"- ان يكون المقسم عليه ذا اهمية


2" - ان يكون المخاطب مترددا في شأنه ,


3" - ان يكون المخاطب منكرا له ,



اذا كان الشئ ذا اهمية فأكده بالقسم , حتى عند من يقر به , وذلك ليعرف المخاطب ان هذا الشئ ذو اهمية , ولذلك أُقسم عليه


اذا كان المخاطب متردد في شأنه , وهذا قال اهل البلاغة انه يحسن التوكيد ولا يجب , لان المتردد قد يأتيه الخبر مجرد ,


ان يكون المخاطب منكرا له , هنا يتعين ان تحلف حتى يكون المخاطب مطمئنا ,


مثلا الذين زعموا ان لن يبعثوا , قال الله تعالى لنبيه :


-( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير )- [التغابن/7]


فان قال قائل : كلامك هذا منقوض بقوله تعالى


-( ثم إنكم بعد ذلك لميتون )- [المؤمنون/15]


هنا مؤكد من غير قسم مع انه لا احد ينكره , أجاب اهل البلاغة عن هذا , نزِّل المخاطب منزلة المنكر لانه لم يعلم بهذا اليوم الذي هو يوم موته , ولهذا يحسن ان نقرأ البلاغة .





المتن :



القصص



القصص والقص لغة : تتبع الأثر .


وفي الاصطلاح : الإخبار عن قضية ذات مراحل ، يتبع بعضها بعضا .


وقصص القرآن أصدق القصص ؛ لقوله تعالى: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً)(النساء: الآية87) وذلك لتمام مطابقتها على الواقع وأحسن القصص لقوله تعالى: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآن) (يوسف: الآية 3) وذلك لاشتمالها على أعلى درجات الكمال في البلاغة وجلال المعنى .


وأنفع القصص ، لقوله تعالى : (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَاب)(يوسف: الآية 111) . وذلك لقوة تأثيرها في إصلاح القلوب والأعمال والأخلاق .





شرح الشيخ :


القص : لغة : تتبع الأثر , كما قال تعالى عن موسى وفتاه :


-( قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا )- [الكهف/64]


يعني يتتبعان الأثر .


وفي الاصطلاح : الاخبار عن قضية ذات مراحل يتبع بعضها بعضا ,


الاخبار عن قضية لها مراحل يتبع بعضها بعضا , وعلى هذا لو قلت جاء زيد ,


تكون قصة ؟ لو كل واحد من الناس قص عليك قصة سيشرد ويظن انها صفحات , لو قلنا : قام زيد , تكون قصة ؟ ما هي قضية وليس لها مراحل .


وقصص القرآن أصدق القصص , الدليل قوله تعالى :


-( الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا )- [النساء/87]



وذلك لتمام مطابقتها للواقع , والله ان ما اخبر الله به اوكد عندنا مما شاهدناه بأعيينا , لان ما اخبر الله به لا يعتريه لبس , وما شاهدناه بأعيينا قد يعتريه لبس , قد يرى الانسان الشئ المتحرك ساكنا او بالعكس , فلا احد أصدق من الله حديثا , اذا القصص الوارد بالقرآن حق وصدق ليس بها كذب بوجه من الوجوه , واحس القصص في اسلوبها وفي سياقها وفي آثارها وفي لذة قراءتها , قال الله تعالى :


-( نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين )- [يوسف/3]



وذلك لاشتمالها على أعلى درجات الكمال في البلاغة وجلال المعنى , وانفع القصص كقوله تعالى :



-( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب [يوسف/111]



فهذا أثر عظيم ان يعتبر الانسان بقصص هؤلاءالحسن


اذن القصص اشتملت على ثلاثة اوصاف :


الصدق


النفع والتأثير


ولذلك يحسن الواحد منا ان يأخذ قصة من القصص , يتتبعها بتفسيرها ومعنها الاجمالي وفوائدها وما تتضمنه من احكام وحكم ,وذلك لقوة تأثيرها في اصلاح القلوب والاخلاق , انظر خطاب ابراهيم عليه السلام لابيه , قال ابراهيم لابيه : يا أبت اني قد جاءني من العلم ما لم يأتيك , معنى العبارة انك جاهل وانا اعلم منك ولكنه تحاشى ان يقول هذه العبارة لانها شديدة على الاب , وربما تنفره , والتفنن في الاسلوب ومراعاة الحال هذا له وزنه , ذكر ان احد الخلفاء رأى رؤية ان اسنانه قد انقلعت , فقال إيتوني بعابر , فأتوا له بعابر ,قال : ما تقول في هذه الرؤية التي أرقتني , قال : أقول ان حاشيتك ستموت كلها , ففزع الملك وقال اضربوه , هاتوا عابر آخر , وقال : ما تقول ؟ قال : اقول ان الملك سيكون اطول من حاشيته عمرا . فاعطاه جائزة , مع ان المعنى واحد .




المتن :



وهي ثلاثة أقسام :


*- قسم عن الأنبياء والرسل ، وما جرى لهم مع المؤمنين بهم والكافرين .


* - وقسم عن أفراد وطوائف ، جرى لهم ما فيه عبرة ، فنقلة الله تعالى عنهم ، كقصة مريم ، ولقمان ، والذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها ، وذي القرنين ، وقارون ، وأصحاب الكهف ، وأصحاب الفيل ، وأصحاب الأخدود وغير ذلك .


*- وقسم عن حوادث وأقوام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، كقصة غزوة بدر ، وأحد ، والأحزاب ، وبني قريظة ، وبني النضير ، وزيد بن حارثة ، وأبي لهب ، وغير ذلك .



شرح الشيخ :



اذن القصص ثلاث أقسام :


قسم عن الانبياء والرسل وما جرى لهم مع المؤمنين والكافرين , وهذا كثير , وقد جاء في القرآن مبسوطا وجاء مختصرا , ومن اشده اختصارا وأعظمه تأثيرا ما جاء في سورة القمر , ذكر الله عز وجل مجمل قصص الانبياء ,المذكورين في الآية , لكنه على وجه مختصر الا انه مؤثر جدا جدا وقوي وصعب ,


2" قسم عن أفراد وطوائف ، جرى لهم ما فيه عبرة ، فنقلة الله تعالى عنهم ، كقصة مريم , قصة مريم جاءت مطولة ومختصرة ,في سورة مريم جاءت مطولة , وفي آل عمران , وقصة لقمان , ذكرت في سورة لقمان , وعلم ان لقمان ليس بنبي , وهو كذلك , والذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها , اشجارها ميتة , فقال لنفسه : أنى يحيي الله هذه بعد موتها ؟ فأراه الله آية , اماته الله مئة سنة وكان معه حمار وطعام قابل للتغير كعنب او تين او غيره , ثم بعثه , فرأى عجبا , راى الطعام لم يتغير والحمار ميت تلوح عظامه , وسأله الله كم لبثت , قال يوما او بعض يوم , والظاهر انه لم حماره , لانه لو راى الحمار ما قال هذا , فأراه الله الحمار والطعام , واذا الطعام لم يتغير مع انه بقي مئة سنة , كانه الآن , قوال له الله انظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما , فرأى العظام يجتمع بعضها مع بعض وينشزها الله عز وجل , ثم كسها لحما , ثم قام الحمار , أحياه الله بعد موته وأحيا حماره امام عينه , فلما تبين له قال : اعلم ان الله على كل شئ قدير , سبحان الله , وفي البقرة خمس قصص , كلها فيها احياء الموتى .


ايضا قصة ذي القرنين , ليست بعيدة عنا , صاحب القرنين او ذي القرنين اي انه ملك المشرق والمغرب . وقارون صاحب المال الخبيث الذي لم يشكر الله على نعمه , قال : انما أوتيته على علم عندي اي بالتجارة او الصناعة وغيرها , وليس من فضل الله , فخسف الله به وبداره الارض فهو يتجلجل فيها الى يوم القيامة , والعياذ بالله , من اي قوم هو ؟ من قوم موسى .


واصحاب الكهف وقصتهم ليست بعيدة منا , لبثوا نياما ثلاثمئة سنة وتسع سنوات , لم يحتجوا لاكل ولا لشرب ولا لباس ولا يقظة , يقلبهم الله ذات اليمين وذات الشمال لئلا تستقر الدماء في جانب واحد فيهلكوا .


اصحاب الفيل وما ادراك ما اصحاب الفيل , نزلت بهم سورة كاملة , جاؤوا بفيلهم وجنودهم يريدون ان يهدموا الكعبة , بيت الله , لئن بعض العرب ذهب الى اليمن وكان ملك اليمن قد بنى بيتا وقال انه كعبة يمنية , وطلب من الناس ان يحجوا اليها ليقطع الرزق عن قريش , فغضب رجل من العرب وذهب الى اليمن وقال : لأقذرن هذا البيت , فذهب الى هذا البيت وقضى حاجته فيه , الغرض اهانة البيت وبانيه , فأقسم ملك اليمن ان يهدم الكعبة , فجاء بفيل عظيم مع جنوده يريد هدم الكعبة الشريفة , ولكن الله تعالى حبسه في مكان يقال له المغمس , ارسل الله عليهم طيرا ابابيل , اي جماعات متفرقة وقيل ابابيل لمناسبة آخر الايات , اصحاب الفيل جعل كيدهم في تضليل, ترميهم بحجارة من سجيل ..


وابابيل : تكون امتحانا للعبد , اذا سمع ابابيل ما هي ابابيل ...


هذه الابابيل كل طير في منقاره حجر قوي جدا اشد من رصاصة , يقولون انها تضرب الواحد على راسه فتخرج من دبره , وجعلهم كعصف مأكول , والعجيب سبحان الله ان الفيل اذا أقاموه ووجهوه الى الكعبة ترك وأبى ان يمشي , فإذا أقاموه ووجهوه الى اليمن هرب وأسرع .


ووقع لناقة النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك في غزوة الحديبية , اذا وجهوا الناقة للكعبة تركت وأبت , واذا وجهوها للمدينة مشت , فقال الصحابة رضي الله عنهم : خلئت القصواء , اي حرنت , فتاب عنها النبي صلى الله عليه وسلم , تاب عنها وهي بهيمة لان الرسول عليه الصلاة والسلام لا يقر على الكذب , قال : والله ما خلئت وليس ذلك لها بخلق , وانما حبسها حابس .


قصة أصحاب الأخدود , فعلوا بالمؤمنين أفاعيل , شقوا الأخدود بالارض(سواقي عميقة وملئوها حطب ) وعرضوها على المؤمنين ومن بقي على ايمانه ألقوه في النار , وصبر المؤمنين في النار لانهم يعلمون انهم اذا احترقت اجسامهم تنعمت ارواحهم .


ومع ذلك قلوبهم أحجار والعياذ بالله , هم على النار قعود مترفين متنعمين , وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود , وما نقموا منهم الا ما يوجب الثناء والمدح الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد . ومع هذا يقول الله عز وجل وهو ارحم الراحمين :


-( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق )- [البروج/10]



سبحان الله , يفتنون عباده ويحرقونهم بالنار ثم يعرض عليهم التوبة , أتجدون ارحم من هذا , لا والله ,


اذن القصص ينبغي للانسان ان يتأملها , ويستخرج منها فوائد وحكما وأحكاما .



القسم الثالث عن حوادث وأقوام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , وهذا ايضا كثير , كقصة


غزوة بدر وأحد وبني قريظة وبنو نضير وزيد بن حارثة وابو لهب ..




يتبع <<<<<<<<<<<
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً  
قديم 19-02-09, 12:17 AM   #23
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon62 تابع تفريغ الشريط السادس .....

المتن :




وللقصص في القرآن حكم كثيرة عظيمة منها :


1- بيان حكمة الله تعالى فيما تضمنته هذه القصص ؛ قوله تعالى : (وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ) (القمر:4) (حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ) (القمر:5)


2- بيان عدله تعالى بعقوبة المكذبين ؛ لقوله تعالى عن المكذبين : ( وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّك)(هود: الآية 101)


3- بيان فضله تعالى بمثوبة المؤمنين ؛ لقوله تعالى : (إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَر نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر ٍ) (القمر:34-35)


4- تسلية النبي صلى الله عليه وسلم عما أصابه من المكذبين له ؛ لقوله تعالى : (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ) (فاطر:25) (ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ) (فاطر:26) .


5- ترغيب المؤمنين في الإيمان بالثبات عليه والازدياد منه ، إذ علموا نجاة المؤمنين السابقين، وانتصار من أمروا بالجهاد ، لقوله تعالى : (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (الأنبياء:88) وقوله : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (الروم:47)


6- تحذير الكافرين من الاستمرار في كفرهم ، لقوله تعالى : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا) (محمد:10) .


7- إثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فإن أخبار الأمم السابقة لا يعلمها إلا الله عز وجل ، لقوله تعالى: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) (هود:49) وقوله: (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ )(إبراهيم: الآية 9) .




شرح الشيخ :




يقول : وللقصص في القرآن حكما كثيرة عظيمة منها ,


اولا : بيان حكمة الله تعالى فيما تضمنته هذه القصص لقوله تعالى :


-( ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر )- [القمر/4]


-( حكمة بالغة فما تغن النذر )- [القمر/5]


جاءهم : يعني قريش


من الانباء : اخبار الامم السابقة


مافيه مزدجر : ازدجار من المعاصي والتكذيب


حكمة بالغة : اي الذي نجاهم حكمة بالغة مؤثرة ,


فما تغن النذر : استفهام ام نفي ؟ الظاهر انه الثاني ,اما الاول يؤيده قوله تعالى :


-( وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب )- [هود/101]


لكن الاستفهام أقوى , يعني اي شئ أغنت النذر , لم تغنهم شيئا


ثانيا : بيان عظمة عدله تبارك وتعالى لعقوبة المكذبين , لقوله تعالى :


-( وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب )- [هود/101]



بيان العدل التام .


الثالث : بيان فضله تعالى لمثوبة المؤمنين , لقوله تعالى :


-( إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر )- [القمر/34]


-( نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر )- [القمر/35]



رابعا : تسلية النبي عليه الصلاة والسلام عما أصابه من الكذبين له , لقول الله تبارك وتعالى:


-( وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير )- [فاطر/25]


-( ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير )- [فاطر/26]


لا شك ان هذا تسلية , ومثل ذلك قوله تعالى :


-( كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون )- [الذاريات/52]


يعني لا تتعجب يا محمد , كذلك قوله تعالى :


-( ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين )- [الأنعام/34]



خامسا : ترغيب المؤمنين بالايمان والثبات عليه , اذا علموا نجاة المؤمنين السابقين وانتصار من أمروا بالجهاد , لقوله تعالى :


-( فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين )- [الأنبياء/88]


ولهذا من قال هذه الكلمة :


لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين , وهو في غم وهو مؤمن ان الله ينجيه بها , الا نجاه الله , لقوله تعالى :


-( وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )- [الأنبياء/87]


-( فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين )- [الأنبياء/88]


وقال تعالى


-( ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين )- [الروم/47]


اوجب الله على نفسه ان ينصر المؤمنين .


قد يقول قائل : ما الجمع بين هذه الآية وبين اخباره ان من الناس من قتل النبيين بغير حق ؟


نقول : النصر نوعان ,


نصر في الدنيا والآخرة


نصر في الآخرة دون الدنيا


فيكون هؤلاء الانبياء الذين قتلوا في الدنيا يكون نصرهم في الآخرة قطعا , وفي الدنيا ربما يكون نصرهم بنصر أقوالهم , وما دعوا اليه , لان هذا من أعظم النصر , الآثار التي تبقى بعد الانسان هي النصر


ولهذا قال أحد الشعراء :


ذكر الفتى عمره الثاني وحاجته ماقاته


سادسا: تحذير الكافرين من الاستمرار في كفرهم, لقوله تعالى :


-( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها )- [محمد/10]


افلم يسيروا : سير اقدام ام سير قلوب ام الاثنان ؟


الاعم هو سير القلوب , لان سير القلوب تصل الى ما تصل اليه الاقدام ولان سير القلوب يكون حتى في الماضي ,


دمر الله عليهم : يعني أفسد عليهم أمرهم ولم ينجحوا


وللكافرين امثالها : يعني الكافرين الموجودين الآن أمثال ما كان للسابقين .



سابعا : اثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ,كيف ذلك ؟


لان اخبار الامم السابقة لا يعلمها الا الله عزوجل , لقوله تعالى :


-( تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين )- [هود/49]


وقوله :


-( ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله )- [إبراهيم/9]


فكون هذا النبي الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب يخبر عن امم سابقة خبرا صادقا مطابقا للواقع , دليل على صحة رسالته صلى الله عليه وسلم , وان رسالته ثابتة .



هذه سبع فوائد لقصص في القرآن الكريم .




المتن :



تكرار القصص


من القصص القرآنية ما لا يأتي إلا مرة واحدة ، مثل قصة لقمان ، وأصحاب الكهف ، ومنها ما يأتي متكررا حسب ما تدعو إليه الحاجة ، وتقتضيه المصلحة ، ولا يكون هذا المتكرر على وجه واحد ، بل يختلف في الطول والقصر واللين والشدة وذكر بعض جوانب القصة في موضع دون آخر .


ومن الحكمة في هذا التكرار ؟


1- بيان أهمية تلك القصة لأن تكرارها يدل على العناية بها .


2- توكيد تلك القصة لتثبت في قلوب الناس .


3- مراعاة الزمن وحال المخاطبين بها ، ولهذا تجد الإيجاز والشدة غالبا فيما أتى من القصص في السور المكية والعكس فيما أتى في السور المدنية .


4- بيان بلاغة القرآن في ظهور هذه القصص على هذا الوجه وذاك الوجه على ما تقضيه الحال


5- ظهور صدق القرآن ، وأنه من عند الله تعالى ، حيث تأتي هذه القصص متنوعة بدو تناقص .



شرح الشيخ :



قسم لا يتكرر مثل قصة لقمان واصحاب الكهف


ياجوج ومأجوج : مكرر


منها ما يأتي متكررا , والمتكرر لا يأتي بصيغة واحدة , لا بد ان يختلف


مثلا :


-( قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين )- [الأعراف/60]


-( قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم )- [الشعراء/34]


, القصة الاولى ذكر قول اصحاب فوعون , والثانية ذكر قول فرعون


اذن التكرار بحسب ما تكون اليه الحاجة وتقتضيه المصلحة , فهي تختلف في الطول والقصر واللين والشدة ,


والحكمة من هذا التكرار :


اولا :التكرار يدل على العناية بها , وهذا واضح , اذا اخبرت صاحبك بخبر جيد , ثم جلست في مجلس آخر تعيده لانه قد اهمك


ثانيا : توكيد تلك القصة لتثبت في قلوب الناس , كلما كررت واعيدت زادت ثباتا في قلوب الناس واهتماما بها


ثالثا : مراعاة الزمن وحال امخاطبين بها , ولهذا تجد الاجازة والشدة في القصص في السور المكية والعكس فيما اتى في السور المدنية .


لو كانت القصة فيما نزل بالمدينة تجد اسلوبها مبسوطا لان المقام يقتضي ذلك


رابعا : بيان بلاغةالقرآن في ظهور هذه القصص على هذا الوجه وذاك الوجه على ما تقتضيه الحال . ولهذا ذكرنا لكم فيما مضى ان البلاغة مطابقة الكلام لمقتضى الحال .


خامسا : ظهور صدق القرآن وانه من عند الله , حيث تأتي هذه القصص متنوعة بدون تناقض , لان الغالب ان الكاتب اذا اعاد الكلام وجدت في كلامه اختلافا وتناقضا , فاذا لم نجد ذلك في أصل القرآن دل على انها من عند الله وانها حق .





يتبع >>>>>>>>>
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً  
قديم 19-02-09, 12:18 AM   #24
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon62 تابع التفريغ للشريط السادس .........

المتن :


الإسرائيليات


الإسرائيليات : الأخبار المنقولة عن بني إسرائيل من اليهود وهو الأكثر ، أو من النصارى . وتنقسم هذه الأخبار إلى ثلاثة أنواع :

الأولى : ما أقره الإسلام ، وشهد بصده فهو حق .

مثاله : ما رواه البخاري وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع ، وسائر الخلائق على إصبع فيقول : أنا الملك ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر:67) (1)

الثاني : ما أنكره الإسلام وشهد بكذبه فهو باطل مثاله ما رواه البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها ، جاء الولد أحول ؛ فنزلت : (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ )(البقرة: الآية 223) (2)

الثالث : ما لم يقره الإسلام ، ولم ينكره ، فيجب التوقف فيه ، لما رواه البخاري (3) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ، وقولوا: ( آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ)(العنكبوت: الآية 46) الآية ، ولكن التحدث بهذا النوع جائز ، إذا لم يخش محذور ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده م النار " رواه البخاري (4) .

وغالب ما يروى عنهم من ذلك ليس بذي فائدة في الدين كتعيين لون كلب أصحاب الكهف ونحوه .

وأما سؤال أهل الكتاب عن شئ من أمور الدين ، فإنه حرام لما رواه الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ ؛ فإنهم لن يهدوكم ، وقد ضلوا ، فإنكم إما أن تصدقوا بباطل ، أو تكذبوا بحق ، وإنه لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني " (5).

وروى البخاري (6) عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال : يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شئ ، وكتابكم الذي أنزل الله على نبيكم صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله محضا ، لم يشب ، وقد حدثكم أن أهل الكتاب قد بدلوا من كتاب الله ، وغيروا ، فكتبوا بأيدهم ، قالوا : هو من عند الله ؛ ليشتروا بذلك ثمنا قليلا أو لا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم ؟ فلا والله رأينا رجلا منهم يسألكم عن الذي أنزل إليكم.

شرح الشيخ :

الاسرائيليات منسوبة الى اسرائيل وهو احد الانبياء عليهم الصلاة والسلام , لكن سمي ما ينقله بنو اسرائيل بانه اسرائيليا , من باب النسبة الى المضاف اليه لا الى المضاف , وذكر علماء النحو ان النسبة الى المضاف اليه تكون اما لهما مركبين واما الاول اذا كان اشهر واما للثاني .


الاسرائيليات منقولة عن بنو اسرائيل من اليهود ام من النصارى ؟

لقوله تعالى

-( وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين )- [الصف/6]
فالنصارى هم من بنو اسرائيل , فما نقل عن بنو اسرائيل هو اسرائيلي

تنقسم الاسرائيليات الى ثلاثة اقسام :

1" ما أقره الاسلام وشهد بصدقه فهو حق , مثاله:
مثاله : ما رواه البخاري وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع ، وسائر الخلائق على إصبع فيقول : أنا الملك ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)

اذا النبي ضحك سرورا بما قال الحبر وتصديقا لقوله , هذا النوع من قصص بني اسرائيل حق ومقبول بشهادة السنة

2" ما انكره الاسلام وشهد بكذبه , فهذا مردود , مثاله :
ما رواه البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها ، جاء الولد أحول ؛ فنزلت : (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ )(البقرة: الآية 223)

في هذه الآية اشارة الى ان المأذون فيه لا يمكن ان يحدث شرا , وهذا نشير الى الحديث الموضوع المكذوب عن الرسول عليه الصلاة والسلام ,ان لحم البقر داء , ولبنها شفاء

لايمكن ان يكون لحمها داء وقد احله الله تعالى , كيف يحله الله وهو يجلب الامراض ؟

3" ما لم يقره الاسلام ولم ينكره , مثاله :

رواه البخاري (3) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ،

وقولوا: ( آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ)(العنكبوت: الآية 46)

قوله يقرؤون التوراة بالعبرية ويفسرونها بالعربية دليل على ان الترجمة هي التفسير

وقوله : لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم , لانه لو صدقتموهم قد تصدقوهم بباطل , وان كذبتموهم فقد تكذبوهم بحق , ولكن قولوا :

-( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون )- [العنكبوت/46]

ولكن التحدث بهذا النوع جائز اذا لم يخش المحذور , لقول النبي صلى الله عليه وسلم : بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار

الآن ما موقفنا مما يتحدث به بنو اسرائيل ولم يقره القرآن ولم ينكره ؟

التوقف , نتوقف فيه , لكن لا بأس ان نتحدث به بدون ان نعتقد مدلوله , لانه قد يكون فيع عبر وقصص قد تنفعنا
وغالب ما يروى عنهم ليس فيه فائدة بالدين , مثاله :
تعيين لون كلب اصحاب الكهف ونحوه ..

اذن هذه اخبار لا نصدقها ولا نكذبها . واما سؤال اهل الكتاب عن شئ في الدين فانه حرام , فان قيل اليس بعض الناس يذهب الى امريكا ليأخذ شهادة الدكتوراه في الفقه , عجيب , متى كانت امريكا تعرف الفقه الاسلامي حتى يؤخذ منها ,؟ يقولون ان فيها علماء مسلمين ساكنون هناك , يعلمون الناس الفقه , فان صح هذا فاننا لم نسأل بني اسرائيل وانما اخذنا عن رجل من امة محمد عليه الصلاة والسلام

لما رواه الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ ؛ فإنهم لن يهدوكم ، وقد ضلوا ، فإنكم إما أن تصدقوا بباطل ، أو تكذبوا بحق ، وإنه لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني

اي لو كان موسى حيا فانه حرم عليه ان يخالف النبي صلى الله عليه وسلم

وروى البخاري (6) عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال : يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شئ ، وكتابكم الذي أنزل الله على نبيكم صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله محضا ، لم يشب ،( لماذا هو احدث الاخبار ؟ لانه آخر ما نزل ) ( خالص ما فيه زيادة وتشويه ولا نقص )

وقد حدثكم أن أهل الكتاب قد بدلوا من كتاب الله ، وغيروا ، فكتبوا بأيدهم ، قالوا : هو من عند الله ؛ ليشتروا بذلك ثمنا قليلا أو لا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم ؟ فلا والله رأينا رجلا منهم يسألكم عن الذي أنزل إليكم.

هذا كلام عظيم , فيه التحذير وفيه الاغراء , هم ما يسألونكم عما انزل اليكم فكيف تسألونهم , وفي هذا نعي لعقول من في عصرنا


يتبع الشريط السابع .

والحمد لله رب العالمين ....
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc الشريط 6.doc‏ (142.5 كيلوبايت, المشاهدات 1028)

التعديل الأخير تم بواسطة إيمان مصطفى عمر ; 21-02-09 الساعة 02:26 PM
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً  
قديم 01-03-09, 08:23 AM   #25
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon62 تفريغ الشريط السابع ....

بسم الله الرحمن الرحيم

تابع شرح الشريط السادس

وروى البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما , انه قال : يا معشر المسلمين , كيف تسألون أهل الكتاب عن شئ وكتابكم الذي انزل الله على نبيكم صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار

(لأنه آخر ما نزل , فهو أقرب الكتب الى الله عز وجل , أحدث الاخبار بالله , محضا لم يُشب , يعني انه خالص ما فيه شائبة لا زيادة ولا نقص ), وقد حدثكم الله ان اهل الكتاب قد بدلوا من كتاب الله وغيروا فكتبوا بأيديهم وقالوا هو من عند الله ليشتروا بذلك ثمنا قليلا , أولا ينهاكم ذلكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم , فلا والله ما رأينا رجل منهم يسألكم عن الذي أنزل إليكم .

هذا كلام عظيم , فيه التحذير وفيه الاغراء , يقول اذا كانوا هم لا يسالونكم عن ما أنزل اليكم , كيف تسألونهم وفي هذا نعي لعقول من في عصرنا ممن يذهبون ليأخذوا النظم والقوانين والحكم بين الناس ممن ؟ من الكفار الذين لا يسألوننا عما في ديننا من هذا , بل صاروا يجلبون القوانين من أمة الكفر ويحكمون فيها بين المسلمين , وهذا خطره عظيم , نسأل الله السلامة والهداية ,

المتن :
موقف العلماء من الإسرائيليات
اختلفت موافق العلماء ، ولا سيما المفسرون من هذه الإسرائيليات على ثلاثة أنحاء :
أ- فمنهم من أكثر منها مقرونة بأسانيدها ، ورأي أنه بذكر أسانيدها خرج من عهدتها ، مثل ابن جرير الطبري.
ب- ومنهم من أكثر منها ، وجردها من الأسانيد غالبا ، فكان حاطب ليل مثل البغوي الذي قال شيخ الإسلام ابن تيميه (7) عن تفسيره : إنه مختصر من الثعلبي ، لكنه صانه عن الأحاديث الموضوعية والآراء المبتدعة ، وقال عن الثعلبي : إنه حاطب ليل ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع
ج- ومنهم من ذكر كثيرا منها، وتعقب البعض مما ذكره بالتضعيف أو الإنكار مثل ابن كثير .
د- ومنهم من بالغ في ردها ولم يذكر منها شيئا يجعله تفسيرا للقرآن كمحمد رشيد رضا

شرح الشيخ
ابن جرير الطبري امام المفسرين بالأثر , لكنه رحمه الله حطاب ليل في تفسيره , جاء بالاسرائيليات مقرونة بالسند ويرى رحمه الله انه بذكر سندها برئ من عهدتها لانه يقول انا اسوق لك القصة وهذا سندها , ان شئت فارددها وان شئت فلا تردها , وان شئت فابحث عن سندها .
ومنهم من اكثر منها وجردها من الاسانيد غالبا فكان حاطب ليل , مثل :البغوي
البغوي تفسيره جيد لكن فيه شئ من عدم التحرير .
ج- ومنهم من ذكر كثيرا منها، وتعقب البعض مما ذكره بالتضعيف أو الإنكار مثل ابن كثير .
د- ومنهم من بالغ في ردها ولم يذكر منها شيئا يجعله تفسيرا للقرآن كمحمد رشيد رضا.


المتن :
الضمير

الضمير لغة : من الضمور وهو الهزال لقلة حروفه أو من الإضمار وهو الإخفاء لكثرة استتاره .
وفي الاصطلاح : ما كني به عن الظاهر اختصارا وقيل : ما دل على حضور ، أو غيبة لا من مادتهما.
فالدال على الحضور نوعان :
أحدهما : ما وضع للمتكلم مثل : (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّه)(غافر: الآية 44)
الثاني : ما وضع للمخاطب مثل : (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ )(الفاتحة: الآية 7) .
وهذان لا يحتاجان إلى مرجع اكتفاء بدلاله الحضور عنه . والدال على الغائب ، ما وضع للغائب . ولابد له من مرجع يعود عليه

شرح الشيخ :
اكثر الناس يعبرون في الضمير عما في القلب , يقولون : فلان ما عنده ضمير اي ما عنده مروءة , وما اشبه ذلك , لكن هذه لغة عرفية .
اما الضمير في اللغة العربية فهو مأخوذ من الضمور وهو الهزال , لقلة حروفه او من الاضمار وهو الاخفاء لكثرة استتاره , الا يمكن ان يكون مأخوذا من الجميع ؟ يمكن ولا منافاة .

انظر الى قوله تعالى
-( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما )- [الأحزاب/35]

انظر كيف ان (لهم ) نابت عن عشرين كلمة , مما يدل على انه كلمة مختصرة تنوب عن كلمات كثيرة ,
في الاصطلاح : ما كني به عن الظاهر اختصارا , وقيل ما دل على حضور او غيبة لا بمادتهما ,
وهذا الاخير هو تعريف ابن مالك في الألفية ,فكلمة حضر وكلمة غاب لا تسمى ضمير لانها دلت على الغيبة والحضور بمادتهما ,

والضمير معروف لكل من قرأ اللغة العربية ,
الدال على الحضور نوعان :
1" -- احدهما ما وضع للمتكلم مثل : وأفوض أمري الى الله
( قالها مؤمن من آل فرعون هنا في قوله أفوض ضمير موضوع للمتكلم , وفيها أمري : فيها ضمير موضوع للمتكلم , الاول مستتر وجوبا , والثاني ظاهر )
** واعلم انه اذا كان تقدير الضمير انا او انت او نحن..مستتر فهو مستتر وجوبا .
وما كان تقديره هو او هي فهو مستتر جوازا .
مثلا :
أقوم : الفاعل مستتر وجوبا تقديره انا ...
اما لو قلت هند تقوم : فالضمير مستتر جوازا تقديره هي

2" -- موضع للمخاطب , مثل : صراط الذين أنعمت عليهم
هذه للمخاطب , والمخاطب هو الله عز وجل
وهذان لا يحتجان الى مرجع اكتفاء بدلالة الحضور عنهما

اذا قلنا : أنعمت , كلنا نعرف من المخاطب
وكذلك ضربت ُ لا يحتاج الى مرجع لان معروف انه انا الذي ضرب
اذن ما يكون موضوع المتكلم او المخاطب لا يحتاج الى مرجع اكتفاء بالخطاب او الحضور
والدال على الغائب ما وضع للغائب ولا بد له من مرجع ,لانه بدون مرجع لا تعرف من , فاذا قلت قام : تسأل من قام ؟

المتن :
والأصل في المرجع أن يكون سابقا على الضمير لفظا ورتبه مطابقا له لفظا ومعنى مثل : (وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ )(هود: الآية 45) .
وقد يكون مفهوما من مادة الفعل السابق مثل : ( اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى )(المائدة: الآية 8) .

وقد يسبق لفظا لا رتبة مثل : (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ ربُه)(البقرة: الآية 124) وقد يسبق رتبة لا لفظا مثل : (حمل كتابه الطالب ) .

وقد يكون مفهوما من السياق مثل : ( وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَد)(النساء: الآية 11) فالضمير يعود على الميت المفهوم من قوله : (مما ترك ) .
وقد لا يطابق الضمير معنى مثل : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين(12) ثم جعلناه نطفة)(المؤمنون 12،13) فالضمير يعود على الإنسان باعتبار اللفظ ، لأن المجعول نطفة ليس الإنسان الأول
وإذا كان المرجع صالحا للمفرد والجمع جاز عود الضمير عليه بأحدهما مثل : ( وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً)(الطلاق: الآية 11)
والأصل اتحاد مرجع الضمائر إذا تعددت مثل : (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى(5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى(6) وهو بالأفق الأعلي (7)ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى(8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى(9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى(10)(النجم:5-10) فضمائر الرفع في هذه الآيات تعود إلى شديد القوى وهو جبريل .
والأصل عود الضمير على أقرب مذكور إلا في المتضايفين فيعود على المضاف ؛ لأنه المتحدث عنه مثال أول : (وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائيل)(الإسراء : الآية 2) .

ومثال الثاني ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا )(إبراهيم: الآية 34) .
وقد يأتي على خلاف الأصل فيما سبق بدليل يدل عليه .

شرح الشيخ

**الاصل في المرجع اسم ان يكون سابقا على الضمير لفظا ورتبة , مطابقا له لفظا ومعنى , هذا الاصل ولهذا نسميه مرجع , ونقول الضمير يعود على كذا
اذن الاصل في المرجع
*سابقا للضميرلفظاورتبة
*مطابقا له لفظا ومعنى
لكن قد يختلف وقد يكون مفهوما من مادة الفعل السابق مثل

-( ونادى نوح ربه )- [هود/45
اين الضمير ؟الهاء في ربه تعود على نوح (نكرة ) ونوح سابق للضمير لفظا ورتبة , اي ملفوظ قبل الضمير ورتبة لان نوح فاعل والاصل في الفاعل ان يلي الفعل , فهو سابق على مرجعه لفظا ورتبة

***وقد يكون المرجع مفهوما من مادة الفعل السابق مثل :

-( اعدلوا هو أقرب للتقوى )- [المائدة/8]

اعدلوا : اي العدل المفهوم من اعدلوا .

** وقد يسبق لفظا لا رتبة , اي قد يسبق الفاعل مرجع الضمير لفظا لا رتبة , مثال

-( وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُّه )- [البقرة/124]

ابراهيم سابق على الضمير , لفظا لا رتبة , لان ابراهيم مفعول به , والاصل في الترتيب الفاعل ثم المفعول به , فهو اذا متقدم على الضمير لفظا لا رتبة

** وقد يسبق رتبة لا لفظا , مثال :
حمل كتابَه الطالبُ

الطالب بعد الضمير لفظا وقبله رتبة لان الطالب فاعل والاصل اولا الفعل ثم الفاعل
اذا مرجع الضمير هنا سابق رتبة لا لفظا

** وقد يكون مفهوما من السياق , مثل :
-( ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد )- [النساء/11]

اين المرجع ؟ الضمير في أبويه يعود على الميت المفهوم من قوله (مماترك )

** وقد لا يطابق الضمير معنىً مثل :

-( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين )- [المؤمنون/12]

-( ثم جعلناه نطفة في قرار مكين )- [المؤمنون/13]

جعلناه يعود على الانسان لفظا لان المخلوق من سلالة من طين هو آدم , اما المخلوق من النطفة هو بنو آدم فالضمير يعود على الانسان باعتبار اللفظ لان المجهول نطفة ليس الانسان الاول .

** اذا كان المرجع صالح للمفرد والجمع , جاز عود الضمير عليه لأحدهما

لانه اذا كان المرجع من الكلمات يصلح للمفرد والجمع جاز عود الضمير اليها باعتبار لفظها مفردا وباعتبار انها جمعا او مثنى حسب الحال
مثاله
-( ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا )- [الطلاق/11]

ومن يؤمن بالله : مطابقة الضمير للمرجع لفظا
خالدين : المطابقة معنى
قد احسن الله له رزقا : المطابقة لفظا
الآية ضمائرها تارة تعود على المعنى وتارة تعود على اللفظ , ومعلوم ان القرآن أبلغ الكلام .

** الاصل اتحاد الضمائر اذا تعددت , اي يكون مرجعها واحد اذا تعددت الضمائر , وقد تختلف

مثال :
-( علمه شديد القوى )- [النجم/5]
-( ذو مرة فاستوى )- [النجم/6]
-( وهو بالأفق الأعلى )- [النجم/7]
-( ثم دنا فتدلى )- [النجم/8]
-( فكان قاب قوسين أو أدنى )- [النجم/9]
-( فأوحى إلى عبده ما أوحى )- [النجم/10]

كلها فيها ضمائر :
علمه : الهاء تعود الى رسول الله صلى الله عليه وسلم
شديد القوى : هو جبريل
استوى : الضمير يعود على جبريل
وهو بالافق الاعلى : تعود الى جبريل
دنى فتدلى : جبريل
فكان قاب قوسين او ادنى : جبريل
فأوحى الى عبده ما أوحى :تعود الى الله تعالى
اذن ضمائر الرفع في هذه الآيات تعود الى شديد القوى وهو جبريل
الهاء في كلمة عبده : هذه لا تعود الى جبريل وانما تعود الى الله عز وجل ,والهاء في كلمة علمه تعود الى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

خلافا لمن قال ان قوله تعالى :ثم دنى فتدلى , يعني الله تعالى , واعتدوا بذلك بقوله : فأوحى الى عبده , قالوا والعبد هنا ليس رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه ليس عبدا لجبريل
فيقال الاصل في الضمائر اضطرادها واتحاد مرجعها ,
وهنا كلمة عبده لا يمكن ان تعود الى جبريل لان رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد لله وليس لجبريل .

والاصل عود الضمير على أقرب مذكور الا في المتضايفين فيعود على المضاف , لانه المتحدَّث عنه
مثال :
-( وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا )- [الإسراء/2]
اقرب مذكور الى الضمير هو الكتاب ,
-( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم )- [النحل/18]
اقرب مذكور الى الضمير هو نعمة
وقد يأتي على خلاف الأصل فيما سبق بدليل يدل عليه.

وفائدة الضمير الاختصار وزوال اللبس ايضا ,لانك لو اتيت بالظاهر مكان المضمر ربما نجد اشكالا , ولذلك لايمكن ان يوتى بالظاهر مكان المضمر الا لسبب .

المتن :
الإظهار في موقع الإضمار
الأصل أن يؤتى في مكان الضمير بالضمير لأنه أبين للمعنى وأخصر للفظ ، ولهذا ناب الضمير بقوله تعالى ( أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما )(الأحزاب 135) عن عشرين كلمة المذكورة قبله ، وربما يؤتى مكان الضمير بالاسم الظاهر وهو ما يسمى ( الإظهار في موضع الإضمار ) .
وله فوائد كثيرة ، تظهر بحسب السياق منها :
1- الحكم على مرجعه بما يقتضيه الاسم الظاهر .
2- بيان علة الحكم .
3- عموم الحكم لكل متصف بما يقتضيه الاسم الظاهر .

مثال ذلك قوله تعالى : ( من كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ)(البقرة: الآية 98) ولم يقل فإن الله عدو له ، فأفاد هذا الإظهار :
1- الحكم بالكفر على من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل .
2- إن الله عدو لهم بكفرهم .
3- أن كل كافر فالله عدو له .

مثال آخر : قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) (الأعراف:170) ولم يقل أنا لا نضيع أجرهم

فأفاد ثلاثة أمور :
1- الحكم بالإصلاح للذين يمسكون الكتاب . ويقيمون الصلاة .
2- أن الله آجرهم لإصلاحهم .
3- أن كل مصلح وله أجر غير مضاع عند الله تعالى .
وقد يتعين الإظهار ، كما لو تقدم الضمير مرجعان ، يصلح عوده إلى كل منهما والمراد أحدهما مثل : اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم وبطانة ولاة أمورهم ، إذ لو قيل : وبطانتهم ، لأوهم أن يكون المراد بطانة المسلمين .
شرح الشيخ :

في المثال الأول : لو قيل مكان الضمير في ( اعد الله لهم ) قال :
(اعد الله للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات .....)
لكان هذا مخالفا للبلاغة , لكن لما جاء الضمير صار مع اختصاره اوضح للمعنى , فهو اخصر في اللفظ وأبين في المعنى .

وربما يؤتى مكان الضمير بالاسم الظاهر وهو ما يسمى ( الإظهار في موضع الإضمار ) . وله فوائد كثيرة ، تظهر بحسب السياق منها :
1- الحكم على مرجعه بما يقتضيه الاسم الظاهر .
2- بيان علة الحكم
3- عموم الحكم لكل متصف بما يقتضيه الاسم الظاهر
مثال ذلك
-( من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين )- [البقرة/98]

ما الذي يقتضيه الاصل ؟ فان الله عدو له
هذا ما كان متوقع , ولكن افاد هذا الاظهار

1"الحكم بالكفر على من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال
2" بيان علة الحكم ان الله عدو لهم لكفرهم , فلو قال الله عدو لهم : لم نعرف لماذا كان عدو لهم
لكن لما قال عدو للكافرين عرفنا علة الحكم .
3" ان كل كافر فالله عدو له , وهذا فائدة العموم .
اذن الاظهار في موضع الاضمار هو خلاف الاصل , ولا يعدل اليه الا لسبب

المثال الثاني :

-( والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين )- [الأعراف/170]

ولم نقل إنا لا نضيع أجرهم
الذين يمسكون بالكتاب : الذين يتمسكون به تمسكا شديدا
وأقاموا الصلاة : أتوا بها مستقيمة
إنا لا نضيع أجر المصلحين : ولم نقل إنا لا نضيع أجرهم وذلك لفوائد وهي

1: الحكم بالاصلاح للذين يمسكون الكتاب ويقيمون الصلاة
2: ان الله آجرهم بإصلاحهم
3: ان كل مصلح له أجر غير مضاع عند الله .

*وقد يتعين الإظهار ، كما لو تقدم الضمير مرجعان ، يصلح عوده إلى كل منهما والمراد أحدهما مثل : اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم وبطانة ولاة أمورهم ، إذ لو قيل : وبطانتهم ، لأوهم أن يكون المراد بطانة المسلمين .
المتن :

وقد يتعين الإظهار ، كما لو تقدم الضمير مرجعان ، يصلح عوده إلى كل منهما والمراد أحدهما مثل : اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم وبطانة ولاة أمورهم ، إذ لو قيل : وبطانتهم ، لأوهم أن يكون المراد بطانة المسلمين .

ضمير الفصل

ضمير الفصل : حرف بصيغة ضمير الرفع المنفصل يقع بين المبتدأ والخبر إذا كانا معرفتين
ويكون بضمير المتكلم كقوله تعالى : (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا )(طـه: الآية 14) وقوله (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) (الصافات:165) وبضمير المخاطب كقوله تعالى : ( كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِم)(المائدة: الآية 117) وبضمير الغائب كقوله تعالى : (وأولئك هم المفلحون)
وله ثلاثة فوائد :
الأولى التوكيد ، فإن قولك : زيد هو أخوك أوكد من قولك : زيد أخوك .
الثانية :الحصر ، وهو اختصاص ما قبله بما بعده ، فإن قولك المجتهد هو الناجح يفيد اختصاص المجتهد بالنجاح .
ثالثا :الفصل :أي التمييز بين كونه ما بعده خبرا ، أو تابعا ، فإن قولك : زيد الفاضل يحتمل أن تكون الفاضل صفة لزيد ، والخبر منتظر ، ويحتمل أن تكون الفاضل خبرا ، وإذا قلت : زيد هو الفاضل ، تعين أن تكون الفاضل خبرا ، لوجود ضمير الفصل .
شرح الشيخ :

سبق لنا دراسة وذكر فوائد الإظهار في موضع الاضمار ,
وقد يتعين الاظهار وذلك فيما اذا خيف اللبس .
واعلم ان لدينا قاعدتين مفيدتين في النحو
1" يجوز حذف المعلوم ويتعين ذكر المجهول : قال ابن مالك رحمه الله
وحذف ما يعلم جائز** كما تقول زيد بعد من عندكم

هذه القاعدة وان كانت في المبتدأ والخبر لكنها عامة , حذف ما يعلم جائز سواء في الخبر او الحال او في الصفة او في الموصوف او في أي شئ , في المثال
من عندكم ؟ زيد
المحذوف هو الخبر عندنا

2" كل ما يقتضي اللبس يجب اجتنابه
لانه عند الاشتباه لا بد من ازالته .

وقد يتعين الإظهار ، كما لو تقدم الضمير مرجعان ، يصلح عوده إلى كل منهما والمراد أحدهما مثل : اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم وبطانة ولاة أمورهم
البطانة : هم اصحاب السر الذين يكونون مع ولي الأمر في مجلسه الخاص , هنا نقول بطانة ولاة امورهم , الظاهر في موضع الضمير قوله ولاة , هنا يتعين ان اذكر ولاة , لانك لو قلت : وبطانتهم , لأوهم ان يكون المراد بطانة المسلمين


يتبع >>>>>>>>>>>>>

التعديل الأخير تم بواسطة أم أسماء ; 12-03-09 الساعة 02:13 PM
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً  
قديم 01-03-09, 08:25 AM   #26
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
a تابع تفريغ الشريط السابع والاخير ....

ضمير الفصل
هو حرف بصيغة ضمير الرفع المنفصل , يقع بين المبتدأ والخبر اذا كانتا معرفتين
اذن هو حرف لا محل لها من الاعراب لان الحروف لا تعرب وانما يُعرب بها , فلا يمكن ان تجد حرفا يعرب ابدا , حتى النحويين قالوا في قول القائل :حضرت بلا كتاب ....الباء : حرف جر
لا : نافية وهي حرف لا يمكن ان تقول انها في محل جرولا يضاف .
الخلاصة إذا قيل المرلف لم يبين المؤلف هل لضمير الفصل محل من الإعراب أم لا؟

الجواب : قد بين لأنه قال هو حرف ، والحرف لا يمكن أن يكون معربا.
....................
يقع ضمير الفصل بين المبتدأ والخبر اذا كانا معرفتين سواء كانا منسوخين بأدوات النسخ ام لا , فتقول :
زيد كان هو الغاضب : منسوخين بـ ( كان )
يقول تعالى :
-( لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين )- [الشعراء/40]

وقوله اذا كانا معرفتين , علم من ذلك انه اذا لم يكونا معرفتين فانه لا يأتي ضمير الفصل , نقول
زيد قائم
لا يصح ان نقول : زيد هو قائم ,, لانه نعرب هو المبتدأ قائم : خبر
وجملة ( هو قائم ) صارت خبر للمبتدأ زيد .

ويكون بضمير المتكلم , كقوله تعالى :
-( إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري )- [طه/14]

القائل هو الله عز وجل يخاطب موسى , يقول :
انني انا الله : اي لا غيري ,
لا اله الا انا : اول ما كلمه بالتوحيد , لا : نافية للجنس
اله : اسمها , وخبرها محذوف , والتقدير (حق
الا : اداة حصر
انا : بدل من الخبر المحذوف
وكذلك ايضا :
-( وإنا لنحن الصافون )- [الصافات/165]
القائل هو الملائكة , وفي هذا يقول الرسول عليه الصلاة والسلام :
ألا تصفّون كما تصف الملائكة عند ربها .
الضمير في الآية : نحن ,
لو كانت الآية : ( وإنا للصافون ) كانت صحيحة , ولكن أضيف ضمير الفصل لفوائد .
...................
ويأتي بضمير المخاطب , كقوله تعالى :
-( كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد )- [المائدة/117]
كما يأتي بضمير الغائب , كقوله
-( وأولئك هم المفلحون )- [البقرة/5]

يقول تعالى :
-( وإن جندنا لهم الغالبون )- [الصافات/173]
والأصل ( وان جندنا للغالبون )
..................

لضمير الفصل ثلاثة فوائد

1" التوكيد
ان قلت زيد هو أخوك , تكون أوكد من قولك : زيد أخوك .

2" الحصر
وهو اختصاص ما قبله بما بعده ,
فان قولك المجتهد هو الناجح , يفيد اختصاص المجتهد بالنجاح .
المجتهد هو الناجح والمهمل ليس بناجح

3" الفصل
اي التمييز بين كون ما بعده خبرا او تابعا
فان قولك : زيد الفاضل تحتمل ان تكون الفاضل صفة لزيد والخبر ننتظر ان نقوله , اي مثلا نقول : زيد الفاضل قادم , وتحتمل ان تكون الفاضل خبرا للمبتدأ زيد , نقول : زيد ٌ الفاضل .
فان قلت : زيد هو الفاضل , تعين ان تكون الفاضل خبرا لوجود ضمير الفصل .




المتن :



الالتفات


الالتفات : تحويل أسلوب الكلام من وجه إلى آخر ، وله صور منها :


1- الالتفات من الغيبة إلى الخطاب كقوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ*مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ* إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)(الفاتحة) فحول الكلام من الغيبة إلى الخطاب في قوله : إياك .


2- الالتفات من الخطاب إلى الغيبة كقوله تعالى : ( حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ )(يونس: الآية 22) فحول الكلام من الخطاب إلى الغيبة بقوله وجرينا بهم .


3- الالتفات من الغيبة إلى التكلم ، كقوله تعالى (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً)(المائدة: الآية 12) فحول الكلام من الغيبة إلى التكلم في قوله وبعثنا .


4- الالتفات من التكلم إلى الغيبة ، كقوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ(1)فَصَلِّ لِرَبِّكَ) فحول الكلام من التكلم إلى الغيبة بقوله : لربك .


وللالتفات فوائد منها :


1- حمل المخاطب على الانتباه لتغير وجه الأسلوب عليه .


2- حمله على التفكير في المعنى ، لأن تغيير وجه الأسلوب ، يؤدي إلى التفكير في السبب .


3- دفع السآمة والملل عنه ، لأن بقاء الأسلوب على وجه واحد ، يؤدي إلى الممل غالبا .


وهذه الفوائد عامة للالتفات في جميع صوره أما الفوائد الخاصة فتتعين في كل صورة ، حسب ما يقتضيه المقام .


والله أعلم . وصلي الله وسلم على بينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين . تم لله الحمد رب العالمين .





شرح الشيخ :




الالتفات هو ليّ العنق يمينا او يسارا , لكنه في الاصطلاه : هو تحويل اسلوب الكلام من وجه الى آخر


قال تعالى


-( ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل )- [المائدة/12]


ولقد أخذ الله : غيب


بعثنا : حضور ,ضمير متكلم


هذا هو الالتفات


وله صور منها


الالتفات من الغيبة إلى الخطاب


مثال


-( الحمد لله رب العالمين )- [الفاتحة/2]


-( الرحمن الرحيم )- [الفاتحة/3]


-( مالك يوم الدين )- [الفاتحة/4]


كلها غيبة ثم قال :


-( إياك نعبد وإياك نستعين )- [الفاتحة/5]


صار خطاب , فهذا التفات , ولو لم يكن التفات لقال :


إياه نعبد وإياه نستعين


ما الفائدة من هذا الالتفات؟


انه لما أثنيت على الله بأنه رب العالمين ... كأنه استحضرته في قلبك وكأنه امامك تخاطبه ,


فقلت : إياك .


ثانيا : ايهما أبلغ في التأثير : إياه نعبد ؟ ام إياك نعبد ؟


طبعا إياك نعبد



2-الالتفات من الخطاب الى الغيبة


قوله تعالى :


-( هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين )- [يونس/22]


هنا حول الكلام من الخطاب الى الغيبة , في قوله : وجرين بهم


ولم يقل : حتى اذا كنتم في الفلك وجرين بكم


لماذا ؟


من اجل ان يستحضر الانسان كونه في البحر , لانه لو قال (جرين بكم ) وانت بالبر ما تتصور الامر كما ينبغي


(جرين بهم ) أي براكبيها الذين في البحر



الالتفات من الغيبة الى التكلم


كقوله تعالى


-( ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل )- [المائدة/12]


حول الكلام من الغيبة الى التكلم في قوله ( وبعثنا )



4-الالتفات من التكلم الى الغيبة


كقوله تعالى


-( إنا أعطيناك الكوثر )- [الكوثر/1]


-( فصل لربك وانحر )- [الكوثر/2]



حول الكلام من التكلم الى الغيبة, إنا أعطيناك : المتكلم


ثم قال : فصل لربك , ولم يقل فصل لنا ,لكنه تحول من التكلم الى الغيبة


وفائدته الاشارة الى عناية الله تعالى به


حيث قال فصل لربك , وان ربوبيته تبارك وتعالى لرسوله الكريم ربوبية خاصة تقتضي العناية


.....................


هذه اربعة انواع من الالتفات



وله فوائد منها


1-حمل المخاطب على الانتباه لتغير وجه الأسلوب عليه .


وهذه عامة في كل التفات ان الانسان ينتبه, لان الكلام اذا كان على وتيرة واحدة فربما يأتي انسان من النوم , فاذا تغير الكلام انتبه


قال تعالى


-( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون )- [المائدة/69]


الصابئون : لماذا صارت مرفوعة وهي معطوفة على منصوب ؟


حتى ينتبه


قال تعالى


-( لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما )- [النساء/162]



يقول المقيمين : تاتي في طيات الكلمات المرفوعة وذلك للانتباه, فتغير الاسلوب لا شك انه يوجب انتباه المخاطب ,



2" حمله على التفكير في المعنى ،
لأن تغيير وجه الأسلوب ، يؤدي إلى التفكير في السبب


فيسأل لماذا التفت الله عز وجل في خطابه من كذا الى كذا ؟ ويحاول ان يلتمس العلة الموجبة



3" دفع السآمة والملل عنه
لأن بقاء الأسلوب على وجه واحد ، يؤدي إلى الممل غالبا



ومن ذلك ذهب بعض القراء الى تغيير الاسلوب بالصوت , بعضهم يكون على وتيرة واحدة واذا به ينتقل اما بالزجر الشديد واما بالترتيل واما بالسرعة ,


ومن ذلك ايضا ان بعض الناس صار في خطبة الجمعة اذا مر بالآية يقرؤها تلاوة مرتلة , وهذا ما فيه باس لانه يؤدي الى انتباه , ولكن قد يعارض هذا الانتباه مضرة وهي تشويش السامع , فاذا أتى بالآية مرتلة على غير وتيرة الخطبة , يتسائل السامعون هل هذا يجوز ؟



وهذه الفوائد عامة للالتفات في جميع صوره أما الفوائد الخاصة فتتعين في كل صورة ، حسب ما يقتضيه المقام


والله اعلم



نسال الله ان يختم لنا ولكم بخير وان يرزقنا علما نافعا وعملا صالحا ورزقا طيبا واسعا .
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc الشريط 7.Doc‏ (116.8 كيلوبايت, المشاهدات 1497)

التعديل الأخير تم بواسطة أم أسماء ; 12-03-09 الساعة 02:04 PM
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من شرح الاربعين النوويه عائشه روضة السنة وعلومها 1 19-07-07 11:37 AM
هديتي لكم : الأربعين النووية مع شروحها والإستماع لها :) تواقة الى الجنة روضة السنة وعلومها 4 18-03-07 05:05 AM


الساعة الآن 02:32 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .