سؤال عن خلع النقاب

[عبد السلام بن إبراهيم الحصين]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
فإن الله تعالى برحمته وعلمه وحكمته أوجب على عباده عددًا من الأفعال والأقوال يتعبدونه بها، ويطيعونه فيها؛ لما فيها من المنفعة والخير لهم، كما حرم عليهم عددًا من الأفعال والأقوال؛ لما فيها من الضرر عليهم، قال تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم: {يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث}، وقال أيضًا: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}..
ومن هذه الأوامر الإلهية الكريمة ما يتعلق بحجاب المرأة وزينتها، وقد بينها الله تعالى بيانًا شافيًا في كتابه، وزاد بيانها وإيضاحها نبينا صلى الله عليه وسلم.
وكل ذلك لحفظ المجتمع المسلم من أن تشيع الفاحشة فيه، أو أن يكون كالمجتمع الجاهلي متبرجًا سافرًا، فقال تعالى لنساء نبيه، وهن القدوات لغيرهن من النساء: {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض، وقلن قولا معروفًا، وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى، وأقمن الصلاة..}، وقال تعالى للنساء كلهن: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها، وليضربن بخمرهن على جيوبهن.. إلى أن قال: ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعًأ أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}، وقال تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما}
ففي هذه الآيات الكريمة أمر واضح للمرأة بأن تخفي زينتها، وأن تتوب إلى الله تعالى مما يخالف ذلك، وأن تحتسب الأجر والثواب عند الله في ذلك.
وأما الضغوط التي تواجهها المرأة من أجل أن تنزع حجابها وتكشف وجهها فيجب أن ينظر إليها على أنها ابتلاء واختبار من الله تعالى، وأن من صبر فله الرضا من الله، والأجر الجزيل والثواب العظيم.
فيجب أن تتقي الله تعالى، وأن تراقبه، وأن تعلم أن الدنيا دار اختبار وامتحان..
والله أعلم..