![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
#1 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
![]()
[BACKGROUND="100 #FFCC99"]
![]() ... كل ما يتعلق بالبيت المسلم ... الــــحقوق المشـتركــة فإذا عمل الإنسان وكانت أخلاقه طيبة وكان زوجاً كريماً ووجد المرأة لئيمة وتؤذيه فليصبر فلعل الله أن يعوضه خيراً . قال بعض العلماء في قوله-تعالى- : { وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ } لما ابتلي زكريا بحرمان الولد صدع إلى الله بدعواته كما ذكر الله- تعالى - : { ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا @ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا @ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً @ وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً } . ناداه وعمره مائة وعشرون عاماً ما قنط من رحمة الله- تعالى - فناداه في آخر عمره أن يرزقه الله الولد فمن كرم الله - تعالى - أن الله أعطاه حاجته وزاده وهذا دائماً كل من دعا الله بيقين خاصة في الكربات والشدائد إن الله لا يعطيه حاجته فقط بل يعطيه حاجته وزيادة ، ولذلك قال-تعالى- : { وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ } أعطاه الولد وهبه يحيى وأصلح له زوجه . قال بعض العلماء في هذا : { وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ } كانت زوجته تسبه وتؤذيه ، كانت سيئة غليظه عليه فصبر عليها إلى آخر عمره فعوضه الله الولد وحسن الاستقامة من الزوجة وحسن المعاشرة منها . فالغالب يذكر بعض مشايخنا-رحمة الله عليهم- يقول : قل أن يؤذي رجل بزوجته في أول حياته إلا عوضه الله صلاحها في آخر عمره حتى ذكروا عن بعض الناس أنه ابتلى بزوجة آذته وأضرت به في أول حياته وشاء الله- تعالى - أنه ابتلي بالمرض في آخر عمره فعطف الله قلبها عليه في آخر العمر وأصبحت تحن إليه حناناً شديداً وأصبحت تقوم على شأنه حتى تخلى عنه أولاده وإخوانه وعشيرته وقرابته وما بقى معه إلا امرأته وهذا من الله- تعالى - ؛ لأن الله-سبحانه وتعالى - يكافأ العبد على صبره فإذا عاشر الرجل إمرأته بالمعروف فوجد خيراً فليحمد الله وإذا وجد غير ذلك فليصبر فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً ، وكذلك المرأة الصالحة لا تنتظر من بعلها إذا عاشرت بالمعروف أن يرد لها معروفها ولكن تنتظر من الله- تعالى - أن يعوض صبرها وأن يجبر كسرها وعليها إذا رأت الخير من زوجها أن تحمد وإن رأت غير ذلك فلتصبر فإن الله سيعوضها في دينها ودنياها وآخرتها. 2 - حق المبيت والقسم : الحق الأخير حق المبيت والمراد بحق المبيت : اعفاف الرجل لامرأته واعفاف المرأة لزوجها وهذا الحق ينبغي أن يحفظه كل من الزوجين للآخر وقال بعض العلماء : إن المقصود من النكاح إعفاف الرجل نفسه وإعفاف المرأة نفسها ، ولذلك قال النبي- صلى الله عليه وسلم - : (( من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج )) فلا يغض البصر عن حرمات الله ولا يحصن عن حدود الله ومحارم الله إلا إذا أحسنت المرأة التبعل لزوجها والعكس ، حفظ الزوج زوجته وتقرب إلى الله بحفظها عن الحرام ، ومن هنا قال- صلى الله عليه وسلم - : (( وفي بضع أحدكم صدقة )) قالوا : - يا رسول الله - أيأتي أحدنا شهوته ويكون له بها أجر ؟ قال : (( أرأيت لو وضعها في الحرام أكان عليه وزر ! )) شكر الله من الزوج فكتب له ثواب ما يلقي من النطفة لأن هذه النطفة وهذا الإحسان إلى الزوجة باعفافها عن الحرام يصونها عن حدود الله ويحفظها عن محارم الله ويقيمها على صراط الله ، فالواجب على الزوج أن يعين زوجته على ذلك والواجب على الزوجة أن تُعين زوجها على ذلك بتهيئة الأسباب فالمرأة تتجمل وتتكامل لزوجها حتى تغضه وتعفه ، كذلك الرجل يتجمل ويتزين لأمرته حتى يعفها ، ولذلك قال- صلى الله عليه وسلم - : (( صدق سلمان )) أي إن لزوجك عليك حقاً ؛ لأنه لما رأى أم الدرداء غير متجملة متبذلة في ثيابها سألها عن ذلك فأخبرته أن أبا الدرداء لا حاجة له بها فلما أتي أبو الدرداء وعظه وقال له : إن لنفسك عليك حقاً ولزوجك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً فأعط كل ذي حقٍ حقه . دين عليك لامرأتك فجاء أبو الدرداء إلى النبي- صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال : (( صدق سلمان )) صدق أي أن لنفسك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً فهذا كله دار حينما رأى سلمان المرأة متبذلة في ثيابها فعلم أنها لا تستطيع أن تقوم بحق زوجها وعلم أن وراء ذلك سراً فاستكشف وسأل حتى يعلم ما بأخيه ، فلما رأى التقصير وعظ أخاه وذكره وبين له أن هذا حق واجب عليك . ولذلك كما يتقرب العبد لربه بالركوع والسجود يتقرب باعفاف نفسه عن الحرام . فالله يطاع بأمرين بفعل أوامره وترك نواهيه ، ومن أعظم المزالق والهوى زلة الزنا-والعياذ بالله- فاحشة ومقت وساء سبيلاً تنتهك به أعراض المسلمين وتختلط به أنسابهم ويكون منه من الشر ما الله به عليم ، تأذن الله بالفقر لصاحبه وبالأذية وبالسقم والمرض وما يكون من شرور العواقب ، فمن الذي يحفظ بعد الله إلا المرأة الصالحة والرجل الصالح الذي يحفظ زوجته خاصة في زمان مليء بالفتن . تهيء المرأة من نفسها الأسباب للتجمل والكمال حتى يرى الرجل في زوجته الكمال فيحفظ نفسه عن غيرها . كذلك أيضاً الرجل يهيئ من نفسه حفظ زوجته فلا يسهر كثيراً خارج البيت ولا يأتي في ساعات تعبه ونصبه خاملاً كسلاناً لكي يضيع حق أهله ويحرمهم الحنان ويحرمهم الإعفاف والإحصان عن ما حرم الله- تعالى - عليهم ، فلذلك ينبغي على كلا الزوجين لتحقيق هذا الحق أن يهيئ الأسباب ويكون الرجل حافظاً لوقته مرتباً لأوقاته فساعات الأهل للأهل وساعات العمل للعمل ولكل ذي حقٍ حقه ، ولذلك يوصي العلماء دائماً بترتيب الأوقات ومن أعظم المصائب التي بليت بها الأمة خاصة في هذا الزمان كثرة السهر هذا السهر دمر بيوت المسلمين وأضاع حقوق الأزواج والزوجات والأولاد الأبناء والبنات بل كثير من مشاكل الطلاق تنشأ من السهر لأن الرجل ضيع حق زوجته وحق ولده ، ولذلك لو أن الناس حفظوا أوقاتهم خاصة بعد العشاء وحرص الإنسان على ترتيب وقته في إدخال السرور على أهله ؛ لأن الله جعل الليل سكناً ، { فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً } هذه سنة الله وفطرة الله . فجعل الله للمرأة حقاً في زوجها وكذلك جعل للرجل حقاً في امرأته . قال العلماء : يجب على الرجل أن يصيب امرأته ، واختلفوا في الأمد ، قال بعض العلماء : يجب عليه أن يصيبها كل أربع ليال مرة ؛ لأن الله أعطى الرجل أربع زوجات ونصيبها عند التعدد أن يكون لها ليلة من الأربع ، ولذلك قالوا : يصبها في أربع ، ولذلك لما جاءت المرأة إلى عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - قالت له : - يا أمير المؤمنين - زوجي يصوم النهار ويقوم الليل ، فقال لها بارك الله لك في بعلك أثنى على بعلها خيراً فمضت ثم رجعت فقالت يا أمير المؤمنين زوجي يصوم النهار ويقوم الليل فقال لها : من زوجك ؟ قالت : فلان ، قال : جزاك الله خيراً أعلمتينا خيراً أو عرفتينا فضله ، فمضت ثم رجعت فقالت : - يا أمير المؤمنين - زوجي يصوم النهار ويقوم الليل ، وهذا يدل على كمال السلف الصالح والأدب والحياء والخجل ما أجمل النساء إذا حفظن الحياء والخجل تكمل المرأة ، ولذلك يقول العلماء : إن الحياء كالغطاء للحلوى فإذا تكشفت سقط عليها الذباب كذلك المرأة ، إذا لبست الحياء كملت وأصبحت سراً ثميناً ودرة مصونة فاستحت أن تباشر ثم استحت أن تؤذي زوجها بذكره مباشرة أنه يسيء إليها ، قال بعض العلماء : إما إنها حييه والحياء خير ، وإما أنها كريمة لا تريد أن تنتقص زوجها عند عمر . فالمهم أنه قال كعب- رضي الله عنه - يا أمير المؤمنين إن الزوجة تشتكي زوجها فقال- رضي الله عنه وأرضاه- ولا تظنون أن عمر كان غافلاً ، إنما كان عمر ذكيا ًفطناً وإنما أراد أنه يصبر المرأة ويصرفها وهذا دأب عمر أنه دائماً يدرأ بالشبهات حتى أنه لما جاء يشتكي الزقام من الحطيئة دائماً يوري ويبعد الناس عن المشاكل لأنه كلما كان الناس يصطلحون فيما بينهم كلما كان ذلك أفضل ولا يلجئهم دائماً إلى الشكوى والفصل بينهم وهذا المنهج معروف في تدبير الناس ، المقصود قال لكعب أما و أنك قد فطنت لهما فلا يقضي بينهما إلا أنت فجيء بالرجل فقالت المرأة : ألهى خليلي عن فراشي مسجده وليله نهاره ما يرقده ولست في أمر النساء أحمده ما قالت زوجي يفعل أو زوجي الظالم ، أو زوجي كذا ، أين نساء اليوم ؟ وأين ما يسمع من الشكاوى أمام القضاة من السب والشتم والمرأة بمجرد أن ترى الإساءة أقامت الدنيا وأقعدتها ، فما بقيت معيبة ولا منقصه إلاذكرتها في بعلها، رحم الله الصالحات الصلاح إذا دخل في المرأة رأيت خيراً وسمعت خيراً فهذا من صلاح الرعيل الأول ، ولذلك زكى النبي- صلى الله عليه وسلم - القرن الأول : (( خير القرون قرني )) أي والله خير قرن نساءاً ورجالاً شباباً وشيباً وأطفالاً جعل الله فيه الخير . فانظر كيف أن المرأة ما تبادر حتى بالإساءة فما قالت زوجي يفعل كذا ؛ وإنما قالت ألهي خليلي عن فراشي مسجده وذكرت محاسنه وذكرت فضائله ليله نهاره ما يرقده ولست في أمر النساء أحمده ، حتى لما يقال لست أحمده في أمر النساء قد يكون هذا نقص في الكمال ولا يقتضي طعنا فقال زوجها . زهدني في فرشها ما قد نزل في سورة النحل وفي السبع الطول إني أمرؤ قد رابني وجل أي رابني الخوف من الله وذكرت الآخرة وقرأت كتاب الله فأقامني على الآخرة حتى كأني أراها رأي عيان فزهدتني النار وما فيها من الأغلال وزهدتني الجنة وما فيها من النعيم في هذا المتاع الزائل ، والنعيم الحائل ، فقال - رضي الله عنه وأرضاه- . إن لها عليك حقاً يا رجل تصيبها في أربع لمن عقل فالزم بذا ودع عنك العلل لابد من يوم في أربع لا نقبل عذراً و ليس من حقك إن لها عليك حقاً يا رجل تصيبها في أربع لمن عقل كن عاقلاً لبيباً ، هذه امرأة أمانة في عنقك حق واجب عليك ، ولذلك قال أنه يصيبها في كل أربع ليال مرة ؛ لأن الله جعل للحر أربع زوجات فيكون نصيب الواحدة نصيبه من الأربع ليلة من بين أربع ليال ، وقال بعض العلماء : لا يجب على الرجل أن يصيب امرأته ويترك هذا إلى نشاطه وقوته وإنما يتقيد بالأربعة الأشهر ، فإذا مضت الأربعة الأشهر يكون آثماً وظالماً لأنها مدة الإيلاء . والحقيقة القول الأول قوي أن في كل أربع ليالي مرة لأن هذا له أصل من الشرع ، وتكون مدة الايلاء غاية ما يترك له الرجل في المعاشرة بحيث يجوز للمرأة أن تشتكيه وأن تتظلم خاصة إذا حلف أنه لا يطأ المرأة . وهذا الوطء يترك للإنسان بنشاطه ، كما ذكر العلماء أنه لا يفرض على الرجل أن يبالغ ولكن ذكر أهل العلم أنه إذا وجدت الموانع في المرأة كنقصان الجمال ويكون الرجل مالاً لزوجة أو غير مقبل عليها ، قالوا إنه أفضل ما يكون في حسن الإحسان إلى الزوجة في مثل هذا لأن المرأة إذا كانت ناقصة الجمال كانت إصابته لها أكثر ما تكون لله وخوفاً من الله وحفظاً لحق الله في أمة الله ، فإذا أراها ذلك وحرص على حفظها من الحرام فهذا من أبلغ ما يكون أما إذا كانت ذات جمال فإنه في هذه الحالة يكون فطرياً وشيئا من نفسه . لكن إذا كانت المرأة غير جميلة كان بعض العلماء يقول : إن الإنسان يكرم نفسه ويغالب نفسه حتى يعظم أجره ؛ لأن النبي- صلى الله عليه وسلم - وقال : (( وفي بضع امرأة أحدكم صدقة )) ، فأخبر-عليه الصلاة والسلام- أنها من الصدقة فالمرأة إذا كانت ناقصة الجمال وكان الرجل يرى فيها دمامة خلقة فعليه أن يتذكر ما فيها من الخير والبر ، فالمرأة قد تكون ناقصة الجمال لكنها من الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله وما يدري الرجل لو رزق امرأة كاملة الجمال أو ذات جمال تخونه في فراشه أو تضيع له عرضه-والعياذ بالله- وتدنسه وقد تكون المرأة الجميلة تنظر إلى زوجها بعين الاحتقار فترى أنها أولى بمن هو أجمل منه ، ولكن المرأة ناقصة الجمال قد يعوضها الله في عقلها ودينها واستقامتها ما تحمد فيه ما فيها. وكم من امرأة دميمة الخلقة ؛ ولكن الله- تعالى - يعوض نقصها بالعقل حتى كانوا يقولون غالباً أن الإنسان ما نقص دمامة في خلقته إلا عوضه الله في غير ذلك عوضه الله في دينه أو عوضه في عقله وحكمته ونظره أو عوضه الله في صحته وعافيته والله- تعالى - عدل ويفعل ما يشاء ويقسم بين عباده وله الحكم ولا معقب لحكمه-سبحانه وتعالى - . فالشاهد أن على الرجل أن يبادر بأداء الحقوق بل كان بعض العلماء يقول حتى لو جاء الإنسان في تعب ونصب يحتسب الأجر عند الله- تعالى - ، فبعض الصالحين يمل من هذه الأمور ولربما يفرض على زوجه أن تكون فقط في الطاعة والدين والعبادة وقد تكون في أمور دينية وتضيع على حسابها حقوق الله- تعالى - ، ومن ذلك تفرغ الداعية لدعوته والعالم لعلمه على حساب أهله وزوجه ، بل ينبغي عليه أن ينظم وقته ويرتب وقته ولا يخرج لدعوه ولا لسفر إلا وقد أعطى أهله حقهم فحفظهم عن الحرام وغلب على ظنه أن غيبته عنهم وذهابه عنهم لا يوقعهم في المحظور حتى يؤدي الحق على أتم الوجوه وأكملها . ويتبع حق القسم يتبع حق المبيت يتبعه أنه إذا كان فرضاً على الزوجين أن يقوما بحق المبيت فلا يجوز للمرأة أن تمتنع من فراش بعلها ولذلك أخبر- صلى الله عليه وسلم - أنه : (( أيما امرأة دعاها زوجها فأبت عليه باتت الملائكة تلعنها- والعياذ بالله - حتى تصبح )) وثبت في الحديث أنه : (( ما من امرأة دعاها زوجها فامتنعت بات الذي في السماء عليها غضباناً حتى تصبح )) ، فلذلك ينبغي على المرأة أن تحفظ هذا الحق وعلى الرجل أيضاً أن يحفظ هذا الحق . وتفرع على هذه المسألة مسألة القسم والعدل بين الزوجات إذا كن أربع وهذا القسم بينته سنة النبي- صلى الله عليه وسلم - نشير إليه اختصاراً أن لكل امرأة ليلة كاملة وعماد القسم على المبيت على الليل ، وأما النهار فإنه يكون تابعاً لليل وكان من هديه- صلى الله عليه وسلم - أنه يزور المرأة في غير يومها فإذا كانت الليلة لواحدة دار على بقية نسائه بعد صلاة العصر كما ذكر بعض العلماء-رحمة الله عليهم- خاصة إذا كانت الزوجة الثانية لها أولاد أو محتاجه لوجوده فيقضي حوائجهم ويتفقد أمورهم وهذا القسم يلزمه ولو كان مريضاً فينتقل في مرضه بين البيوت ، ولذلك كان- صلى الله عليه وسلم - في مرض موته يقول : (( أين أنا غداً أين أنا غداً أين أنا غداً )) واستأذن نساءه أن يمرض في بيت عائشة-رضي الله عنها وأرضاها- فرضين بذلك ، وأذن له-صلوات الله وسلامه عليه- ، فدل على أنه يجب عليه القسم ولو كان مريضاً لكن لو كان مرضه يسقطه ولا يستطيع أن يتنقل بين بيوت الزوجات فهل يمرض عند أحداهن يستأذنهن فإن أذن فبها ونعمت ، وإن لم يأذن أقرع بينهن كالسفر . وإذا أراد الخروج لسفر فإنه في هذه الحالة لا يخلو من حالتين ، إما إن يمكنه أن يخرج بهن (يعني بالزوجات ) فلا إشكال ويكون القسم في السفر كالقسم في الحضر وإما أن لا يمكنه أن يخرج بهن وإنما يمكنه أن يخرج ببعضهن فإنه يقرع بينهن لما ثبت في الحديث الصحيح عنه- صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا أراد السفر أقرع بين نسائه ثم بعد رجوعه يعود القسم على ما كان عليه أولاً. وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحمَْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَميْنَ وصلَّى اللَّهُ وسلَّم وبارك على عبده ونبيّه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . الله جميل ويحب الجمال [/BACKGROUND]
بارك الله فيكم واثابكم جنة الفردوس |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
![]()
[background="100 #ccffff"]
الـــــبيت المسلم [/background]
بيـتنا مــــنظــم البيت المسلم منظم دائمًا، تبدو عليه علامات النظافة والجمال والبساطة، والأسرة المسلمة تهتم بتنظيم البيت وتنسيق حجراته، بحيث تتناسب وظيفة كل حجرة واستعمالها مع موقعها ومساحتها، وكذلك على الأسرة المسلمة أن تهتم بتنظيم كل حجرة من حجرات البيت وترتيبها بتوزيع قطع الأثاث الموجودة بها بشكل مناسب، لتحقيق الأغراض المطلوبة منها حتى تبدو جميلة ومريحة تسر الناظرين.. وكل حجرة من حجرات البيت لها قيمتها وفق وظيفتها، ويلزم تحديد مكان لكل شيء في البيت؛ بحيث يُعرف مكانه عند الحاجة إليه، وتجمع الأشياء المتشابهة مع بعضها البعض في مكان خاص بها؛ كأن توضع إبر الخياطة والخيوط في مكان، وتوضع أدوات الصيانة في مكان، وهكذا .. فهذا النظام يوفر وقتًا كبيرًا قد يضيع في البحث عن الأشياء عند الحاجة إليها. حجرة النوم: النوم حاجة من حاجات الإنسان الطبيعية والأساسية، وحجرة النوم هي المكان الذي يأوي إليه الإنسان طلبًا للراحة والسكينة؛ لذا يجب أن يكون مكانها في ركن هادئ من البيت، بعيدًا عن صخب الشارع الرئيسي، ويفضل أن تكون مساحتها على قدر من الاتساع يسمح بترتيب الأثاث بشكل مناسب ومريح، كما أن اتساعها يسمح بتغيير أماكن قطع الأثاث من وقت لآخر. ويجب أن يكون أثاث حجرة النوم مناسبًا في حجمه وشكله وإمكاناته لمساحتها؛ ليسهل تنسيقه بصورة مريحة، ويكون على قدر من الذوق الجيد، وهذا لا يتنافى مع عدم المغالاة في ثمن هذا الأثاث، ويفضل تزويد حجرة النوم بستائر مناسبة، تساعد على إضفاء طابع الهدوء والجمال، وتوفير الراحة النفسية وستر العورات. والتهوية المناسبة لحجرة النوم ضرورية ولازمة؛ حيث إنها تحقق السلامة الصحية، ويراعى الحرص على أن تدخل الشمس حجرات النوم بشكل كافٍ، وأن تُعرَّض مفروشاتها للشمس من وقت لآخر، والإضاءة في حجرة النوم ينبغي أن تكون هادئة ؛ لتبعث الراحة والهدوء في النفس، ويراعى أن تكون ألوان المفروشات في حجرة النوم مناسبة لذوق الزوجين. حجرة الأطفال: يفضل تخصيص حجرة خاصة للأطفال وذلك قدر الإمكان؛ لأن هذا الأمر يخلق في نفوس الأطفال شعورًا بالاعتماد على النفس والاستقلال، ويفضل أن تكون الحجرة متسعة لتناسب حركة الأطفال الدائبة، وأن تكون قريبة من أماكن تواجد الأم؛ حتى تتمكن من ملاحظتهم، وأن يكونوا تحت رعايتها دائمًا. ويجب أن يكون أثاث حجرات الأطفال بسيطًا حسب احتياجاتهم؛ بحيث لا تزدحم الحجرة بكثرة أثاثها، ويراعى أن يكون متينًا حتى لا يتعرض للتلف نتيجة للحركة المستمرة للأطفال، كما يجب أن يكون أثاث حجرة الأطفال من مادة غير قابلة للكسر، ويستحسن أن تكون من الأخشاب أو البلاستيك، وتكون ألوان المفروشات زاهية مثل الأحمر والأصفر لتناسب ذوق الأطفال. وتطلى الجدران بالألوان المبهجة، مثل اللبني الفاتح، والفستقي، والأخضر الفاتح، مع مراعاة أن يكون السقف دائمًا باللون الأبيض، ويراعى أن تكون دهانات حجرة الأطفال من مادة لها قدرة على التحمل، ويسهل تنظيفها. والإضاءة الكافية في حجرة الأطفال مهمة جدًّا للحفاظ على سلامة عيونهم، ويستحسن استعمال مصابيح الإضاءة البيضاء (فلورسنت) كذلك ينبغي تركيب مصباح صغير يضاء عند النوم؛ حتى إذا قام الطفل من نومه ليلا لا يفزع من الظلام حوله، وعند وجود أكثر من طفل يراعى التماثل بين أثاث كل منهم -كلما أمكن ذلك- في الشكل واللون والحجم والجودة، حتى لا يكون هناك ما يبعث على الغيرة بينهم، أو إحساس أحدهم بتفضيل أخيه عليه. وعند وجود بنين وبنات في البيت، فالتفريق بينهم في المضاجع أمر شرعي لابد من الالتزام به في سن العاشرة، وهو مستحب قبلها؛ بحيث يخصص مكان للذكور ومكان للإناث؛ لقول النبى صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع) [أبو داود]. وفي حالة عدم إمكان تخصيص مكان للبنين وآخر للبنات لضيق المسكن فيمكن حل هذه المشكلة باستخدام السرير ذي الطابقين، على أن يراعى وجود البنات في الدور العلوي، كما يمكن الفصل بينهم عن طريق وضع ستارة في وسط الحجرة. حجرة الـضيوف: وفيها يستقبل الضيوف والزائرون؛ لذا يراعى في تنظيمها وتأثيثها الراحة والجمال، وذلك إكرامًا للضيوف، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) [متفق عليه] ويراعى في هذه الغرفة أن تكون منفصلة قدر المستطاع عن بقية الغرف، ويفضل أن يكون لها باب خاص؛ حتى لا يطلع الزائر على أهل البيت ولا يكشف عوراته. حجرة المعيشة: هي عنوان البيت، وفيها تجتمع الأسرة معظم أوقاتها؛ لذا يجب الاهتمام بها، ومراعاة البساطة والمتانة فيها، وأن تكون ذات لون داكن؛ حتى لا يتغير لكثرة استعماله. حجرة أو ركن الطعام: يفضل تخصيص ركن في البيت للطعام، وأن يكون مجهزًا بما يلزم وقت الطعام، ويراعى تنظيمه وتنسيقه بصورة جميلة، وتنظَّم أثاثاته بصورة تسهل الحركة فيه، ويفضل أن يكون قريبًا من المطبخ، فهذا يساعد على سهولة وسرعة نقل الطعام إليه. المطبخ: يفضل أن يكون مجهزًا بطريقة تؤدى إلى الراحة أثناء العمل فيه، وذلك بتوافر كل لوازم المطبخ، وترتيب قطع أثاثه وتنظيمها بصورة جميلة. واتساع مساحة المطبخ يساعد ربة البيت على حرية الحركة، وتنظيمه بشكل يناسب حاجاتها، كما يساعد على وجود مكان للتخزين. ويمكن تقسيم المطبخ إلى قسمين؛ القسم الأول: يخصص لتخزين أواني وأدوات الطهي، والقسم الثاني: لتجهيز الطعام، ويجب أن يحتوى هذا القسم على منضدة توضع عليها الأطباق، ويراعى وضع الأجهزة في ركن مناسب؛ مثل الموقد، فيكون قريبًا من مكان التهوية أو تحت الجهاز الطارد للهواء (شفاط الهواء) ويجب أن تكون الثلاجة في مكان بعيد عن الموقد. ويمكن استغلال جدران المطبخ بعمل أرفف خشبية أفقية، لتستغل في وضع الأشياء قليلة الاستعمال، كما يمكن عمل رف كبير أسفل السقف يستخدم في التخزين، خاصة في الأماكن الضيقة، ويجب مراعاة جودة التهوية في المطبخ، وتوافر الإضاءة الكافية، وبالنسبة لطلاء المطبخ فيفضل أن تطلى الجدران بمادة سهلة التنظيف ولا تَعْلَق بها الأبخرة، أو تكون جدرانه مغطاة ببلاط الحائط إذا أمكن ذلك؛ حيث يسهل تنظيفه بالماء والصابون. دورة المياه: وهي من الأماكن التي تحتاج إلى عناية تامة؛ حتى لا تؤثر رائحتها على جوِّ البيت؛ لذا يجب الاهتمام بتنظيفها وتهويتها جيدًا، وذلك بفتح النوافذ يوميًّا لفترة كافية، أو باستخدام شفاطات كهربية، ويفضل أن تكون جدران الحمام مغطاة ببلاط الحائط (السيراميك)؛ لسهولة تنظيفها وعدم تأثرها بالمياه. ويجب أن يكون حوض غسيل الوجه عميقًا نوعًا ما، وأن يكون الصنبور متوسط الارتفاع، ويراعى وضع المرآة بعيدًا عن مصادر المياه حتى لا يؤدي هذا إلى تلفها. المكتبة: ينبغي أن تحرص الأسرة على أن يشتمل البيت على مكتبة إسلامية ثقافية ولو صغيرة الحجم، تجمع فيها بعض الكتب والمجلات وبعض شرائط الفيديو وشرائط الكاسيت، كلما توافر لها ذلك، وليس بالضرورة أن تكون هذه المكتبة موجودة في مكان واحد، بل يمكن أن تكون متفرقة في عدة أماكن، وذلك حسب طبيعة الأسرة وعدد أفرادها، وتفاوت أعمارهم. ويمكن أن تكون هذه المكتبة عبارة عن مجموعة من الأرفف المتحركة أو الثابتة، أو عبارة عن دولاب أو عدة دواليب أو غير ذلك، ويفضل أن تكون المكتبة قريبة من العين والأيدى؛ لتساعد على الاطلاع. الصيدلية: ينبغي ألا يخلو البيت من الصيدلية المنزلية فلها فوائد كثيرة، ويجب أن تحتوى على بعض المسكنات المختلفة والأدوية؛ وذلك لعمل الإسعافات الأولية؛ كتضميد الجروح وتسكين بعض الآلام، وتوضع الصيدلية في مكان ظاهر بالمنزل، بحيث تكون قريبة من اليد عند الحاجة إليها، مع مراعاة أن تكون بعيدة عن متناول أيدي الأطفال، ويجب كتابة أسماء العقاقير على الزجاجات والأواني بخط واضح، ويمكن أن تميز العقاقير السامة ببطاقة حمراء؛ لتمييزها عن العقاقير الأخرى. تنظيم الوقت: إن تنظيم الوقت وحسن استغلاله خير ما يعين الأسرة المسلمة على قضاء حوائجها، فالوقت هو حياة الإنسان، ولقد دعا الإسلام إلى تنظيمه والحفاظ عليه، وحدد لنا أوقات الصلاة والحج والصيام وكثير من العبادات، ونبهنا إلى معرفة الوقت من خلال حركة الشمس والقمر وتعاقب الليل والنهار، فقال تعالى: {الشمس والقمر بحسبان} [الرحمن: 5]، وقال: {ولتعلموا عدد السنين والحساب} [الإسراء: 12]. فعلى كل فرد من أفراد الأسرة ألا يصرف وقته في غير فائدة؛ لأنه سيُسأل يوم القيامة عن عمره فيما أفناه، وبعض الناس يجد ضيقًا في وقته لكثرة واجباته والتزاماته، وبعضهم الآخر لا يجد ما يفعله في فراغه ولا يدرى كيف ينفق وقته. قال صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ) [البخاري والترمذي وابن ماجه]. والمسلم عليه أن ينظم وقته، وحبذا لو قام كل فرد من أفراد الأسرة بعمل سجل خاص يوضح فيه كيف يقضي وقته، وكيف يستغل ساعات يومه المحدودة، ويوزعها لقضاء ما عليه من أعمال وأنشطة، وعند ملء هذا السجل يستطيع الإنسان الإجابة عن سؤال هام: أين يذهب الوقت؟ ويتوقف الوقت المطلوب لعمل كل فرد على طبيعة العمل وحجمه، ومدى توافر الأدوات والخامات اللازمة لأدائه، وعمر الفرد، وخبرته، ودرجة التعاون بينه وبين غيره على إنجاز العمل. ويفضل تقسيم الأعمال إلى أعمال يومية، وأخرى أسبوعيــة أو شهرية، وأخرى موسمية، ويجب تقدير الوقت اللازم لكل عمل بدقة، والموازنة بين أهمية العمل والوقت اللازم له. ويجب على سيدة البيت -خاصة- تنظيم الأعمال المنزلية؛ بحيث يتم إنجازها في أوقات خروج الزوج للعمل، والأطفال للمدارس، وأن تفرغ نفسها من المشاغل أثناء وجود الزوج في البيت -بقدر الإمكان- لتوازن بين حقوق الزوج وأعمال البيت. ويمكن الاستفادة من العطلات والإجازات في اجتماع الأسرة كلها لمناقشة مشاكلهم، والترويح عن أفراد الأسرة، وعلى الأسرة المسلمة تنظيم أوقات أطفالها، ومساعدتهم في استغلال هذا الوقت على أحسن صورة؛ ليتعودوا منذ صغرهم على النظام والدقة في حياتهم. وهناك بعض الأمور التي تستهلك الوقت، وإذا أمكن التغلب عليها، فإنها ستوفر كثيرًا من الوقت. ومن هذه الأمور: -البعد عن كثرة الحديث في التليفون وغيره دون ضرورة. -عدم الحرج من الاستئذان إذا جاء ضيف دون موعد أو في وقت غير مناسب، قد يعطل الإنسان عن أداء أعمال ذات أهمية في ذلك الوقت. -ترتيب الأعمال التي يتعلق بعضها ببعض وإنجازها معًا؛ لاختصار الوقت والجهد. -البعد عن الإكثار من مشاهدة التليفزيون والفيديو وغيرهما من وسائل اللهو الأخرى، التي تعتبر في كثير من الأحيان مضيعة للوقت. -عدم الخروج من غير حاجة أو ضرورة، فهذا يكلف جهدًا خاصًّا، ويضيع الكثير من الوقت. -التخطيط الجيد للأعمال المختلفة، ويمكن أن يستعين المسلم على تنظيم وقته بعمل جدول بيانى، يسجل فيه الأعمال المطلوبة يوميًّا أو أسبوعيًّا أو شهريًّا، ويقدر تقديرًا مبدئيًّا كم سيأخذ من الوقت، وأي الأوقات أنسب لأدائه، وكلما انتهى من عمل وضع علامة أمامه، ثم ينظر إلى ما تبقى من أعمال لم ينجزها، فيسأل عن سبب تأخره في إنجازه، ويضعه في خطة جديدة لإنجازه أو لإلغائه إن استغنى عنه. ويحسن إعداد هذا الجدول في اليوم السابق، ويجب أن يراعى في هذا الجدول أوقات العبادة، مثل: الصلوات الخمس، أو مواعيد الإفطار والسحور في الصوم وأوقات الطعام في الأيام العادية، وينبغي أن يضع في حسبانه وقتًا إضافيًّا للظروف الطارئة. الحقوق محفوظة لكل مسلم |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
![]() ![]() [BACKGROUND="100 #FFCCFF"] مميزات بيت المسلم إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه، ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا؛ ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ؛ فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل؛ فلا هاديَ له، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه، وعلى آلهِ وصحبِهِ، وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين، أمَّا بعد: فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى، عباد الله، من نعم الله على ابن آدم حصول البيت الذي يسكنه في مكان إقامته، يسكنه في سفره كما قال جلَّ وعلا: (تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ) وهذه البيوت مأوى للناس يسكنونها ويتقون بها البرد والشتاء ويستترون بها عن الأنظار ويحصنون فيها أموالهم، وترتاح فيهم نفوسهم، وهذا البيت أيضاً لا يعرف قدره إلا من عاش في الملاجئ المظلمة أو تائه في الفلاة لا يأويه شيء، وهذه البيوت ضرورة لكل إنسان لطعامه لأكله ومتعه وأولاده وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم: كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَي وَسَقَانَي وَكَفَانَي وَآوَانَي فَكَمْ مِمَّنْ َلاَ مأوِىَ لَهُ ولاَ كَافِي"، والبيت المسلم له خصوصية تميزه عن غيره، البيت المسلم قائم على الإيمان العمل الصالح، قائم على الدين والتقى، فالرابط بين أفراده رابطة الإيمان وعندما يتخلى عن الإيمان لم يكن لذلك البيت ارتباطاً قويا، فارتباط أفراد الأسرة بعضها ببعض الرابط بينهما الإيمان ولذا قال الله جلَّ وعلا: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) وقال: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)، (وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ* قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ)، والبيت المؤمن بيت يتعاون فيه أهله على البر والتقوى وطاعة الله وطاعة رسوله فأي ضعف في المرأة أو قصور في سلوكها فإن الرجل الصالح يصحح الأوضاع ويقوي ما أعوج من السلوك ويبذل جهده لتوجيه المرأة وإصلاح شأنها وإبعادها عن كل ما يخالف الشرع، كذلك المرأة المسلمة متعاونة مع زوجها عندما ترى نقص أو خللا فهي ذات نصح وتوجيه وصبر وتحمل ونصيحة للزوج وسعياً في إنقاذه من عذاب الله، فبيت يقوم على التعاضد والتناصر والتعاون والتناصح على الخير والتقوى تقول عائشة رضي الله عنهما كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقوم يُصَلِّى فَإِذَا أَوْتَرَ قَالَ: "يَا عَائِشَةُ قُومِي فَأَوْتِرِ"، وفي الحديث: "رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً استيقظ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى ورده ثُمَّ أَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فإن استيقظت وإلا نَضَحَ على وَجْهِهَا الْمَاءَ، وَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً استيقظت مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وردها ثُمَّ أَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فإن أجاب وإلا نَضَحَتْ على وَجْهِهِ الْمَاءَ"، يعني أنها تحث كل منهما يحث صاحبه ويرغبه على الخير والتقوى، والبيت المسلم قائم على العلم والعمل فأفراده يعلم بعضهم بعضا وينصح بعضهم بعضا الأب ذا علم وتقى يوجه الأبناء والبنات ويحثهم على الآداب الشرعية آداب الطهارة وأحكام الصلاة وآداب الاستئذان والحلال والحرام، أو أي فرد من أفراد الأسرة يكون ذا علم تراه موجهاً لبيته لأهل بيته لأمه لأبيه لإخوانه لأخواته ويعلمهم وينصحهم حتى يكون البيت قائماً على معرفة الحق والعمل به، البيت المسلم من مميزاته أن أسراره محفوظة وخلافاته مستورة يقول صلى الله عليه وسلم: "إن أبغض الرجال إلى الله الرَّجُلَ يُفْضِى إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِى إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا"، البيت المسلم قائم على الحياء، فالحياء خير كله والحياء لا يأتي إلا بخير، فالبيت المؤمن قائم على الحياء بعيد عن ما يخدش الكرامة أو يروج الرذيلة والسوء، البيت المسلم له مميزات أيضا، للبيت المسلم مميزات أخرى فمن مميزاته أيضاً أن هذا البيت إنما يؤمه ذو التقى والصلاح فهو يحب الخير وأهل الخير ومن عندهم استقامةٌ وسلوك حسن بعيد عن من ليس عنده سلوك حسن، فإن المسلم إذا صحب أهل الخير كحامل المسك إما أن يهديك أو تشتري منه أو تجد منه ريحاً طيبا، البيت المسلم قائم على إبعاد البيت عن جلساء السوء ومن لا يرضى سلوكه وأخلاقه، فإن هناك فئة من الناس يجب أن يبعدوا عن البيوت من لا يرضى خلقه ولا سلوكه الحسن فإن هؤلاء خراب للبيوت ودمار على الأخلاق، ولما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم عن الذين يتشبهون في النساء يتشبهوا في النساء نهاهم أن يدخلوا بيوتهم لما فيه من الشر والأذى، فكم من أناس لا يرضى سلوكهم وأخلاقهم جلسوا في البيوت فكم من سرقة وفرق بين المرء وزوجته ونشروا الأخلاق والرذائل والأمور المخالفة للشرع، والمسلم أمين على بيته وعلى من يدخل فيه يمنع من لا يرضى سلوكه وأخلاقه المستقيمة ليسلم البيت من دعاة السوء والفساد، ومن مميزات البيت المسلم أيضا وخصائصه أن هذا البيت المسلم قائم على الدقة والملاحظة، فالرجل ينظر في أبناءه وبناته يعرف أبناءه، أين يذهبون؟ ومن يصاحبون؟ ومن يكون الليل معه؟ وهل صحبتهم ورفقتهم رفقة صالحة ذو دين وأخلاق أم جلساء سوء يجرون الشباب إلى الباطل، إما لترويج المخدرات والمسكرات والعياذ بالله أو تنمية الأفكار الرهيبة السيئة في نفوسهم، فكم من شباب صالح جرهم دعاة السوء إلى رذائل الأخلاق والأعمال ربوهم على ترويج المخدرات والمسكرات ما زالوا بهم حتى حولوا أفكارهم إلى أفكار إرهابية، أفكار عدوانية، أفكار شريرة لا خير فيها للدين ولا للأمة، البيت المسلم يقوم على احترام الجار وإكرام الجار ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ"، ويقول: "وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ". قِالَوا: مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "من لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ"، وسئل عن حق الجار فقال: "تنصره إذا استنصرك، وتعينه إذا استعانك، وتقرضه إذا استقرضك، وتعود عليه إذا استقر، وتعوده إذا مرض، وتتبع جنازته إذا مات" كل هذا من حقوق الجار، فالجار المسلم يرعى جيرانه باحترام وكف الأذى وبذل المعروف، ومن مميزات البيت المسلم أنه بيت فيه يشيع الرفق والطمأنينة، فإن الرفق نعمة من الله وفي الحديث: "إذا أراد الله بأهل بيت خيراً، أدخل عليهم الرفق"، فكون الأب ذا رفقِ في تعامله مع أبناءه وبناته يعاملهم بالحسنى رفيقاً بهم، ناصحاً لهم، موجهاً لهم، يفرحون به إذا رأوه ويسترون به إذا جالسوه يجد منه النفس الطيبة والروح الطيبة والكلمات الحسنة والتوجيهات الطيبة، إن أخطؤوا أصلح أخطائهم، وإن استقاموا أيدهم على أخلاقهم الطيبة فهو يحب له الخير يأنسون به ويأنسون بجلوسه لأنهم يرون أن فيه الشفقة والحنان والرفق، ليس بذيء اللسان ولا سليط اللسان ولكنه مهذب القول كاف الشر باذل للمعروف فينشأ في هذا البيت فتيان وفتيات على أحسن الأخلاق وأتمها. أيها المسلم، ومن مميزات البيت المسلم أنه بيت قائم على ذكر الله جلَّ وعلا وطاعته، فالأذكار حصن للبيت من كل سوء من شياطين الإنس والجن، ولهذا جاءت الآداب الشرعية لتحصين البيوت وحفظها من مكائد شياطين الإنس والجن، فشرع للمسلم أولاً أن يذكر الله عند دخول منزله فيقول: "بِاسْمِ اللَّهِ وَلَجْنَا، وَباسْمِ اللَّهِ خَرَجْنَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَوْلِجِ وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ" ويسم الله يقول الله جلَّ وعلا: (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لأنس: "يا أنس إذا دخلت بيتك فسلم على أهلك تكون بركة لك وعلى أهل بيتك"، ويسن له إن يذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ ففي الحديث: "أن المسلم إذا ذكر الله عند دخول منزله وعند طعامه قال الشيطان لجنوده: لا مبيت لكم اليوم ولا عشاء، فإن لم يذكر الله قال: أدركتم المبيت، فإن لم يذكر الله على طعامه ودخوله قال: أدركتم المبيت والعشاء"، ومما يحفظ البيت من السوء والشر والبلاء أداء نوافل الصلوات فيه، فإن السنة للمسلم أن يصلي النوافل في البيوت، فالنوافل مستحبة فعلها في البيت أفضل ليقوى الإخلاص واليقين وليتأسى بك أهل بيتك فيعملون مثل أعمالك ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "خَيْرَ صَلاَةِ الْمَرْءِ فِى بَيْتِهِ، إِلاَّ الْمَكْتُوبَةَ"، ويقول: "أيها الناس اجْعَلُوا مِنْ صَلاَتِكُمْ فِى بُيُوتِكُمْ وَلاَ تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "إِذَا صلى أَحَدُكُمُ فِي المَسْجِدِ فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا مِنْ صَلاَتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ في ذلك خَيْرًا"، فأداء النوافل صلاة الضحى أو الوتر أو بعض النوافل في البيوت نعمة عظيمة تؤديها فتراك الزوجة ويراك الأبناء والبنات فيعملون مثل عملك فتكون داعية إلى الخير، وممن يحفظها تلاوة القرآن فالنبي صلى الله عليه وسلم رغبا في ذلك فقال: "اقْرَؤُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة وقال: إِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ ولا تنالها البطلة" يعني السحرة، فكتاب الله وقرأته في البيت دائما يحصن البيت ويحفظه من مكائد الشياطين فاعمروها بالنوافل، واعمروها بتلاوة القرآن، أعمروها بالخير، ومثل البيت الذي يقرأ القرآن فيه والبيت الذي لا يقرأ القرآن فيه كمثل الحي والميت. أيُّها المسلم، عندما يكون في البيت من يصلي النوافل ويقوم آخر الليل، ومن يذكر الله، ومن يتلو القرآن، ومن يصوم النوافل كل هذه الأعمال الصالحة تجعل البيت بيت سعادة وبيت خير وبيت تقى، أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد في أقوالنا وأعمالنا إنَّه على كل شيء قدير، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقولٌ قولي هذا واستغفروا الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنَّه هو الغفورٌ الرحيم. الخطبة الثانية الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا، طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وصحبه، وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ، أما بعدُ: فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى، عباد الله، البيت النواة الأولى لبناء المجتمع، وبداية تأسيس هذا البناء فيجب الاعتناء بالمنزل والاهتمام بشأنه اهتمام بأخلاق أهله وصلاح أقوالهم وأعمالهم. أيُّها المسلم، إن نبينا صلى الله عليه وسلم قال: "لاَ تَدْخُلُ الْمَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ صُورَةُ"، وقال: "مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا إِلاَّ كَلْبَ مَاشِيَةٍ نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ"، فوجود الكلاب في البيوت بلاء، ووجود الصور المعلقة مهما بلغ شأن صاحبها تعليقها في الحيطان داخل البيوت يمنع دخول الملائكة لذلك، فليحذر المسلم من أن يصاب بهذه المصيبة، فالصور المعلقة والكلاب لا يجوز دخولها للمنزل، إن المسلم ينبغي أن يربي أولاده ويحثهم على الخير، ويأمرهم بالبعد عن الأغاني الخليعة الماجنة، والمناظر المخلة بالشرف والدين، ينبغي أن يشيع بهم الخير وأن يحذرهم من القنوات الفاسدة والمواقع الإلكترونية المجرمة يحذرهم منها تحذيراً لهم وتوعيةً لنفوسهم. أيها المسلم، إن الرجل والمرأة يخرجان من البيت متأثران بما جرى في البيت فأخلاق أهل البيت وسلوكهم يظهر على آثار الأبناء والبنات، فبيت صالح مستقيم أشرف عليه رجل غيور على دينه، وامرأة صالحة غيورة على دينها، يخرج من هذا البيت رجال صالحون صادقون يكونون بعد حين رجال الميدان والعمل تنتفع بهم أمتهم وتسعد بهم أمتهم قد ربوا على الأخلاق والفضائل وفضائل الأعمال والبعد عن الرذائل، تخرج فتيات صالحات قد ربين على الخير والتقوى يربين الأجيال تربية صالحة فينشئ الفتيان والفتيات من هذا النسل الطيب ومن هذا البيت المبارك. أيها المسلم، سعادتك في منزلك ليس سعادته ومكانه ولا حسن لبنائه ولكن والله السعادة أن يكون معموراً بتقوى الله وطاعته (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) فلنسعى في إصلاح أنفسنا، في إصلاح بيوتنا، في إصلاح أبنائنا وبناتنا، تلك أمور نحن مطالبين به قبل كل شيء ولا نكل أمرها إلى غيرنا يقول الله جلَّ وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)، فاعتناؤنا ببيوتنا، اعتناؤنا بتربية أبنائنا وبناتنا، اعتناؤنا بالآداب والأخلاق الفاضلة، إبعاد أبنائنا وبناتنا من مصارع السوء والدعوات الضالة توعيتهم وتوجيههم وتربيتهم في الصغر وغرس الفضائل في نفوسهم هذا من أهم المهمات، إن أعظم أمر بمعروف ونهي عن منكر أن تأمر أهل بيتك بالخير وتحثهم عليه وتنهاهم عن الشر وتحذرهم منه (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) هكذا المسلم أمراً في أهل بيته، إن بيتك أنت المسئول عنه، فاتق الله، واجتهد، وحافظ على البيت محافظةً كاملة، أبذل السبب والتوفيق بيد الله، جد واجتهد وليعلم الله منك حسن القصد وحب الخير وأنك ترعى أخلاق أبناءك وبناتك، فأنت مسئول عنهم ما داموا في الصغر وفي إمكانك أن تحيطهم بذكر الله، لقنهم الأذكار الشرعية لقنهم أن من قرأ آية الكرسي كل ليلة لم يزل من الله عليه حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح ذكرهم أن قراءة المعوذتين (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) تقيهم شر الحاسدين والسحرة المجرمين والمشعوذين الضالين، ذكرهم بذلك وعلمهم الخير وربهم على الخير والصلاح والرفق والأنام والطمأنينة فإنك إذا بذلت ذلك اتبعت ذلك في حياتك وبعد مماتك "إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ صَدَقَةٍ جَارِيَة، أوَ عِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ أوَ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ"، أصلح الله لي ولكم الذرية، وحفظنا وإياكم الإسلام، وأعانا وإيَّاكم على إصلاح بيوتنا وأبنائنا وبناتنا إنه على كل شيء قدير. واعلموا رحمكم اللهُ أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ، ومن شذَّ شذَّ في النار. وصَلُّوا رَحِمَكُم اللهُ على عبد الله ورسوله محمد كما أمركم بذلك ربكم قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التَّابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك، وإحسانك يا أرحمَ الراحمين. اللَّهمّ آمنا في أوطننا، وأصلح أئمتنا ولاة أمرنا، وفقهم لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا إمامَ المسلمينَ عبدَ الله بنَ عبدِ العزيزِ لكلِّ خير، اللَّهمّ أمده بالصحة والسلامة والعافية، وكن له عونافي كل ما همه اللهم أمده بعونك وتوفيقك وتأيدك، وجعله بركة على نفسه وعلى المجتمع المسلم، اللهمَّ وفق ولي عهده نايف بن عبد العزيز لكل خير وسدده في أقواله وأعماله، وأعنه على مهمته، إنَّك على كل شيء قدير، اللهم وفقه لكل خير، وأعذه من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، اللَّهمّ أنت اللهُ لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيثَ، واجعل ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك، وبلاغاً إلى حين، اللَّهمّ أنت اللهُ لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيثَ، واجعل ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك، وبلاغاً إلى حين، اللَّهمَّ أغثنا، اللّهمَّ أغثنا، اللهمَّ أغثتنا، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ). [/BACKGROUND][BACKGROUND="100 #FFCCFF"]عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكُرْكم، واشكُروه على عُمومِ نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون. خطبة جمعة مفرغة فضلة الشيخ: [/BACKGROUND]المفتي العام للمملكة عبد العزيز آل شيخ حفظه الله وشفاه لسماعها http://mufti.af.org.sa/sites/default...--14330318.mp3 |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
![]()
[background="100 #99cc66"]الــبيت المســلم
مواصفات البيت المسلم البيت هو موطن سكن الأسرة واستقرارها، ومكان راحة أفرادها، والملجأ من تعب الحياة وكدها، ولذلك يفضل اختياره -إن تيسر- وفق مواصفات خاصة، لتحقيق السكينة والهدوء والراحة والاستقرار. واختيار البيت بمواصفات خاصة يعد مشكلة اجتماعية كبيرة في كثير من مجتمعاتنا الإسلامية، وتؤثر في هذه المشكلة عوامل متعددة، منها عوامل اقتصادية، مثل ضيق دخل الزوج أو سعته، ومنها عوامل اجتماعية، وغير ذلك من العوامل النفسية والذوقية والعامة. ولذلك فإن للبيت المسلم مواصفات يفضَّل مراعاتها كلما أمكن ذلك؛ حتى يكون بيتًا مثاليًّا مريحًا لمن يعيشون فيه، من غير مغالاة ولا سرف، وفي ضوء الممكن والمتاح، مع الرضا برزق الله وما قسمه. ومن هذه المواصفات : البيئة الاجتماعية الصالحة: وهي أول ما تضعه الأسرة أمام عينيها وهي تختار بيتها، فإن للبيئة أثرًا كبيرًا ودورًا خطيرًا في سلوكيات أصحابها، وقد قيل في الأمثال: اختر الرفيق قبل الطريق، والجار قبل الدار. لذا يجب ألا يكون البيت في منطقة مشهورة بآفات معينة؛ كتجارة المخدرات وأماكن الفسق والخلاعة؛ حتى لا يتأثر بذلك الأبناء. وقد قيل: إن قيمة البيت تزداد بانتقاء جيرانه. وقد حكى أن رجلاً كان يسكن بجوار الإمام أبى حنيفة، وأراد أن يبيع بيته، فجاءه رجل ليشتريه منه، فقال صاحب البيت: أبيعك البيت بثمن، وأبيعك جوار أبى حنيفة بثمن آخر. وإذا كان الجيران مسلمين يعرفون للجيران حقوقهم، ويحبون لهم ما يحبون لأنفسهم، فلن يؤذوا أحدًا، ولن يُلْقُوا بأقذارهم أمام البيت، ولن يحدثوا صخبًا، ولن يفعلوا ما يجرح المشاعر، وإنما يتسامَوْنَ عن الصغائر ويَتعالَوْن عن الدنايا؛ ليكونوا على مستوى إسلامهم وقدر إيمانهم. والبيت المسلم يراعي جيرانه -أيضًا- ويحفظ لهم حقوقهم، ويتحسس أحوالهم وحاجاتهم، ويعينهم ويرشدهم ويحفظ أعراضهم، وذلك لعظم حق الجار، قال صلى الله عليه وسلم: (مازال جبريل يوصيني بالجار؛ حتى ظننت أنه سيورّثُه). [متفق عليه]. والبيت المسلم يلتزم بحقوق جيرانه كاملة، كما وضحها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حيث روى أنه قال: (أتدرون ما حق الجار؟ إن استعان بك أعنته، وإن استنصرك نصرته، وإن استقرضك أقرضته، وإن افتقر عدت عليه، وإن مرض عدته، وإن مات تبعت جنازته، وإن أصابه خير هنأته، وإن أصابته مصيبة عزيته، ولا تَسْتَعْلِ عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، وإن اشتريت فاكهة فأهدِ له، فإن لم تفعل فأدخلها سرًّا، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده، ولا تؤذه بقتار قِدْرِك (رائحة طعامك) إلا أن تغرف له منه، ثم قال: أتدرون ما حق الجار؟ والذي نفسي بيده، لا يبلغ حقَّ الجار إلا من رحمه الله) [البزار]. الموقع: وهو من أهم الأمور التي تجعل البيت مثاليًّا، ويحسن أن يتوافر في موقع البيت عدة أمور، منها : توافر الخدمات ومتطلبات المعيشة -ما أمكن ذلك- كالكهرباء، والصرف الصحي، والمياه الصحية، ويحسن أن يكون قريبًا من عمل الزوج ومدارس الأبناء وأسواق الخدمات المختلفة، ففي ذلك تيسير لحركة الحياة واختصار للجهد والوقت، أن يكون البيت في منطقة هادئة -إذا تيسر ذلك- بعيدًا عن الشوارع الرئيسية والميادين العامة، فكلما تحقق ذلك؛ تمتع أهل البيت بسكن هادئ وراحة نفسية. الناحية الصحية: وذلك يتحقق بوجود الإضاءة الكافية والهواء النقي في موقع البيت، وأن يكون بعيدًا عن المستنقعات والبرك وأماكن تجمُّع المهملات، وهناك بعض الحالات الخاصة التي تُراعَى عند اختيار السكن، فإذا كان في الأسرة مريض بالقلب أو بشلل الأطفال مثلا يجب أن يكون السكن في طابق غير مرتفع، خاصة إذا لم يوجد مصعد كهربى، كذلك يستحب ألا يكون المسكن في الأماكن الصناعية الملوثة بالأتربة والدخان. المساحة: مهما كانت مساحة البيت المسلم صغيرة، فإن المرأة يمكنها أن تستثمر هذه المساحة لتحقيق الراحة والسكينة لأفراد البيت. فالبيت الواسع الفسيح غير المنظم بيت لا راحة فيه، والبيت الضيق الصغير مع حسن الترتيب وجودة استعمال مرافقه بيت ملؤه الراحة والسعادة، ولا شك أن كل إنسان يتمنى أن يعيش في سكن فسيح رحب، فالمسكن الواسع من الأمور التي تسعد الأسرة وتريحها نفسيًّا وصحيًّا، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو، فيقول: (اللهم وسِّع لي في دارى) [أحمد]. واتساع المكان يمنح الفرصة الكافية لتنظيمه، وترتيب أثاثه بشكل أفضل ومتجدد دائمًا؛ حيث يمكن التغيير بين قِطَع الأثاث داخل الحجرة الواحدة والتبديل بين الحجرات، ولا شك أن التغيير في البيت يعطي إحساسًا بالتجديد، ويساعد على التخلص من الرتابة والملل اللذين قد ينتابان الإنسان من وقت لآخر. كما أن اتساع المكان -إن تيسر- يعطي الفرصة لتخصيص حجرة لاستقبال الضيوف؛ مما يساعد على توفير الراحة لهم، وحسن استقبالهم، ويكفل الراحة لأهل البيت وعدم التضييق عليهم، ويعطي الفرصة لتخصيص حجرة للأطفال فتحقق الراحة لهم، وتكون مكانًا لمذاكرتهم ولعبهم. والمساحة المتسعة تساعد على أن تُلحَق بالبيت حديقة تحيط بجوانبه، تكون مكانًا لِلَعِبِ الأطفال ومرحهم، وتعطيهم الفرصة للاهتمام بالزرع والعناية به وتنسيقه، وكذلك فإن وجود البيت في شارع واسع ونظيف يعطي فرصة أفضل للتهوية والإضاءة الجيدة، وتكون المسافة بينه وبين البيوت المجاورة مناسبة؛ فلا تنكشف عورات البيت. وقد لا تسمح الظروف بتوافر السعة في البيت، وهذا لا يعد عذرًا في ألا يكون البيت جميلا مريحًا، فالتنسيق الجيد يجعلنا نتغلب على مشكلة ضيق البيت، وقد يكون البيت واسعًا لكنه إذا كان مضطربًا وغير منظف أو غير منظم بدا ضيقًا مزعجًا. وهناك عدة وسائل تساعد على الإحساس بالاتساع والتغلب على عيوب ضيق المكان، ومنها: -ارتفاع جدران البيت . -طلاء السقف بلون فاتح إذا كان منخفضًا، وطلاء الحوائط بألوان فاتحة. -تزيين الجدران بصور طبيعية للبحار أو الأشجار، واستخدام المرايا في بعض الطرقات أو الأماكن؛ لتعطي إحساسًا بالاتساع . -استخدام ورق حائط خطوطُه أفقية إذا كانت الحجرة ضيقة، وورقٍ خطوطُه رأسية إذا كان السقف منخفضًا . -تقليل عدد الحواجز الثابتة، مثل الحوائط، واستبدالها بحواجز متحركة، مثل الستائر أو الحواجز الخشبية) البرفانات) التي يمكن تحريكها عند الحاجة أو استقبال عدد كبير من الضيوف، أو ما شابه ذلك. -استعمال بعض قطع الأثاث لأكثر من غرض . -استخدام أثاثات ذات أحجام مناسبة لمساحة البيت، وعدم الإكثار من الأثاثات في البيت الضيق . التهوية: التهوية الجيدة في البيت من الأمور المهمة التي تجعل منه بيتًا صحيًّا، ويمكن أن تتحقق التهوية الجيدة عن طريق وجود عدد مناسب من النوافذ تسمح بدخول الهواء وتجدده يوميًّا؛ مما يساعد في القضاء على الميكروبات والحشرات والروائح الكريهة. لذلك يجب فتح النوافذ مع مراعاة التوقيت المناسب، فإذا كان البيت يقع في منطقة صناعية فلا تفتح النوافذ وقت عمل المصانع، لتجنُّب العوادم التي تُسبِّب الأضرار الصحية. والمطبخ أكثر أركان البيت احتياجًا إلى التهوية الدائمة؛ حيث إن وجود المواقد يعمل على تصاعد الأبخرة الساخنة ورائحة الطعام، وقد تؤثر الأبخرة على نظافة الجدران وتغيُّر رائحة البيت، ويمكن التغلب على ذلك باستخدام أجهزة طرد الهواء الكهربائية (الشفاطات) كما يجب الاهتمام بتهوية الحمَّام؛ للتخلص من الروائح غير الطيبة، ومن الميكروبات. التشميس: هناك حكمة تقول: البيت الذي تدخله الشمس لا يدخله الطبيب؛ لأن أشعة الشمس تعمل على تطهير البيت، ومده بالدفء اللازم في الشتاء؛ لذا يجب مراعاة الأوقات التي يتعرض فيها البيت إلى أشعة الشمس حتى يمكن الاستفادة منها؛ فإذا كان البيت في بيئة صحراوية حارة فيجب عدم السماح للشمس بدخوله بصورة مستمرة، خاصة إذا كانت الشمس عمودية عليه؛ حتى لا تجعله حارًّا. أما إذا كان البيت في بيئة ساحلية باردة فيراعى أن يكون توافر الشمس فيه لأكبر وقت ممكن؛ حتى تمنحه الدفء وتقلل من برودته. [/background] التعديل الأخير تم بواسطة رقية مبارك بوداني ; 18-09-14 الساعة 11:46 PM |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
There are no names to display. |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
إلي أختي المسلمة..أين دورك في نهضة الأمة؟ | ام الشيماء | روضة الأسـرة الصالحة | 8 | 10-04-11 07:26 AM |
أربعون وسيلة لتفعيل البيت المسلم في رمضان | رقية مبارك بوداني | روضة الأسـرة الصالحة | 11 | 06-07-10 06:26 PM |
العلاقات الخارجية في الأسرة حـــرص و اعـــتـــدال تــعــارف و بــــر | رقية مبارك بوداني | روضة الأسـرة الصالحة | 1 | 13-06-10 06:14 PM |