|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
29-11-13, 09:53 PM | #1 |
|تواصي بالحق والصبر|
|
// فتنة القول بخلق القرآن ،، فتنةٌ ثم محنةٌ ثم نصرة //
فتنة القول بخلق القرآن مفرّغ من كتاب المدخل المفصل لمذهب الإمام أحمد للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى ___________________ خَبَر القول بخلق القرآن: فِتْنَةٌ، ثم مِحْنةٌ، ثم نصْرةٌ من بدايتها فتنة في عهد المأمون سنة (212 هـ) - إلى نهايتها نُصرة في عهد المتوكل سنة (234 هـ) ومواجهة الإمام أَحمد لها في مراحلها -رحمه الله تعالى- * دور فِتْنة القول بخلق القرآن: كان أمر الناس جاريًا على السُّنَةِ والسَّدَادِ من إِثبات صفة الكلام لله- تعالى- وأَن القرآن كلام الله، وَلَمْ يَفُهْ أَحد- وحاشاهم- بخلاف ذلك. هذا الأَصل العقدي كغيره من قضايا الاعتقاد محل إجماع، واجتماع من جميع الصحابة- رضي الله عنهم- وعليه عامة التابعين، وَمؤَدَّاهُ حَتْمًا: أَنه غير مخلوق. وقد وردت روايات مرفوعة بأَن كلام الله غير مخلوق، لكن لا يصح منها شيء كما بينته في: " التحديث " قال الذهبي- رحمه الله تعالى (1) -: (كان الناس أمة واحدة، ودينُهم قائمًا في خلافة أَبي بكر وعمر، فلما استُشهد قُفْلُ بابِ الفتنة عمرُ رضي الله عنه، وانكسر الباب، قام رؤوس الشر على الشهيد عثمان حتى ذُبحَ صبرا، وتفرقت الكلمةُ وتمت وقعةُ الجمل، ثم وقعةُ صِفّين، فظهرت الخوارجُ، وكفَّرت سادةَ الصحابة، ثم ظهرت الروافض والنواصب. وفي آخر زمن الصحابة ظهرت القَدَريَّةُ، ثم ظهرت المعتزلة بالبصرة، والجهمية والمجسمة بخُراسان في أَثناء عصر التابعين مع ظهور السُنَّة وأَهلها، إلى بعد المئتين، فظهر المأمون الخليفة- وكان ذكيا متكلمًا، له نَظَر في المعقول- فاستجلب كتبَ الأَوائل، وعرَّب حِكمة اليونان، وقام في ذلك وقعد، وخب ووضع، ورفعت الجَهميةُ والمعتزلةُ رؤوسها، بل والشيعة، فإِنه كان كذلك، وآل به الحال إلى أن حمل الأمة على القول بخلق القرآن، وامتَحنَ العُلماءَ، فلم يُمْهَلْ، وهَلَكَ لِعامه، وخلَّى بعده شرًا وبلاءً في الدِّين، فإِن الأمة ما زالت على أَن القرآن العظيم كلام الله تعالى وحيُه تنزيلُه، لا يعرفون غيرَ ذلك، حتى نبغ لهم القولُ بأنَّ كلام الله مخلوق مجعول، وأَنه إِنما يضاف إلى الله تعالى إِضافة تشريف، كبيت الله، وناقة الله، فأنكر ذلك العلماء ولم تكن الجهمية يظهرون في دولة المهدي والرشيد والأَمين، فلما وَلي المأمون، كان منهم، وأَظهر المقالة) انتهى. فهذه المقالة الفاسدة، الباطلة، الكافرة، أول من فاه بها: اليهود، والصابئون، والمشركون، والفلاسفة الضالون. نطق بها يهودي باليمن، فأخذها عنه: لبيد بن الأعصم اليهودي،ساحر النبي صلى الله عليه وسلم، وعن لبيد، أَخذها ابن أُخته وزوج ابنته: طالوت اليهودي، فزرعها هذا في العراق، وهي دار إِسلام (2) . وأَول من نطق بها عن طالوت في الِإسلام. أبان بن سمعان، في العراق بحد المائة، فقتله خالد بن عبد الله القسري، وأَحرقه بالنار ثم تتابع على القول بها في العراق جمع من الموالي: فعن أَبان أَخذها: الجعد بن درهم، المقتول عليها بمرو سنة (118 هـ) بأَمر هشام بن عبد الملك، على يد عامله: خالد بن عبد الله القسري، وقيل: بل مات حتف أنفه، وَجَعْدٌ هو أستاذ آخر خلفاء بني أُمية: " مروان بن محمد "، المشهور بمروان الحمار؛ لصبره وَجَلَدِه على الشدائد، وكان ينسب إلى مؤدبه، فيقال: " مروان الجعد " ولشؤمه عليه ختمت به دولة بني أمية. وعن الجعد، تلقاها: الجهم بن صفوان، المقتول عليها سنة (128 هـ) وصار له أتباع على هذه الضلالة يقدمهم يوم القيامة. فقد أَخذ هذه المقالة ودعا إِليها: بشر بن غياث المريسي، المتوفى سنة (218 هـ) وكان والده يهوديًا قَصَّابا، صَبَّاغًا في بغداد وبِشْرٌ لم يلق الجهم، لكنه ورِثَ منه الشقاء، لهذا لم يُشَيّعْهُ أَحَدٌ من العلماء، وحكم الأَئمة بكفره، وردوا عليه مقالته، هو وقرينه: " ابن الثلجي " ومن أهمها: " رَدُّ الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد ". وفي كتاب: " الأَوائل " للعسكري ، أَن أَول ما اختلف الناس في " خلق القرآن " كان في أَيام الإمام أَبي حنيفة، المتوفى سنة (150 هـ) - رحمه الله تعالى- مع تلميذه أَبي يوسف، فأَباها أَبو يوسف ونفاها، وقال أَبو حنيفة: " القرآن مخلوق "؛ ولهذا قال مترجموه: استتيب أَبو حنيفة على الكفر مرتين، كما صحح ذلك المعلمي- رحمه الله تعالى- في: " التنكيل ". وكان ذلك في عهد الرشيد العباسي؛ ولذا كان بشر الشر مختفيًا في دعوته هذه؛ لأن الرشيد كان واقفًا في وجه هذه المقالة، وأَهل الأَهواء، لم يداخلوا بلاط الخلافة، وأَعْرَاقُهُم صافية لم تُهجن بَعْدُ _____________________________ (1) سير أعلام النبلاء: 11/ 236 وقد بينت تاريخ ظهور أصول البدع في: " الرد على المخالف ": المبحث الأول كما في كتاب " الردود ": (ص: 21-47) وفي حاشية ص/ 31، أشرت إلى الكتب التي اعتنت بذلك التاريخ (2) تاريخ ابن كثير 9/ 364 حوادث سنة (124 هـ) . الملل والنحل للشهرستاني: 1/ 109. شرح النونية لابن عيسى 1/ 49 يُتبعــــــــــــــــــــ إن شاء الله ـــــــــــــــــــــــــــــ
|
03-12-13, 02:35 PM | #2 |
|تواصي بالحق والصبر|
|
دَوْرُ المحنة:
فلما مات الرشيد، سنة (193 هـ) توالى على الانتصار لهذه المقولة ولداه: فنشأت في أيام المأمون، ثم استفحلت جدّا في أَيام المعتصم، ثم استمرت على هذا المنوال في أيام حفيده: الواثق بن المعتصم، وثلاثتهم أمهاتهم: أم ولد. - المحنة في عهد المأمون: " دور نشأة الامتحان بها ": كانت هذه المقولة إلى وفاة الرشيد، " فتنة " تدور في فلك البحث، والمناظرة، وكان القول بها من المتبنين لها، على وَجَلٍ، وخوف، وكان القائل بها مقموعًا، والمقولة مكبوتة، والألسنة مكفوفة، ولم يتدخل أَحد من الولاة بالانتصار لها؛ إذ كان الولاة على الإسلام، والسنة، لم تداخلهم هذه الأَهواء الفاسدة، والمقولات الباطلة، والأعراق الدخيلة. حتى تولى تلميذ أَبي الهذيل العلاف المعتزلي: سابع خلفاء بني العباس الخليفة المأمون بن هارون الرشيد، المتوفى سنة (218 هـ) فصار من أمره ما صار من تعريب كتب اليونان، ولهذا نقل الصفدي في: " شرح لامية العجم " عن شيخه، شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى- قوله: " ما أظن أن الله يغفل عن المأمون، ولابد أن يُقَابَل على ما اعتمده مع هذه الأمة من إِدخال هذه العلوم الفلسفية بين أَهلها " انتهى. وقد توغل الفرس في خلافته، وداخله أهل الكلام، وخاصة " بطانة السوء ": " أرباب الاعتزال والتجهم ". فكانت روحه متشبعة بالاعتزال، والمعتزلة من حوله على بلاط الخلافة، قد اتخذهم له شعارًا، ودثارًا، منهم: ثمامة بن الأَشرس، و " أَحمد البدعة ": أحمد بن أبي دؤاد، المشؤوم على هذه الأمة، النافخ في كير هذه الفتنة، فكان يُحسن لَهُ هذه المقولة، ويدعوه إليها، حتى استجاب المأمون لها، وفي عام 212 هـ. فتح باب القول فيها، وإعلان المناظرة عليها في مجلسه وهو في بغداد، ولم يتجرأ قَبْلُ على مراغمة الناس على القول بها، لوجود شيخ أهل السنة في زمانه: يزيد بن هارون، لما له من سلطان على النفوس، والقلوب، وأمر العامة على الولاة عسير فلما مات يزيد سنة (206 هـ) ، والمأمون في حال غيابه عن بغداد، وهو في طرسوس، ابتعادًا عن مواجهة العامة والخاصة، وما للعلماء من نفوذ على قلوب العامة، وفي حال ضعف وتخلف صحة المأمون، دعاه أَحمد البدعة، على حمل الناس عليها، ومراغمتهم على القول بها، فأَخذ المأمون في هذه الخطة المشؤومة " محنة القول بخلق القرآن " سنة وفاته عام (218 هـ) نعوذ بالله من سوء الخاتمة، ومن بطانة السوء وهكذا شؤم مخالطة أهل الأَهواء، ______________________ يُتبعــــــــــــــــــــ إن شاء الله ـــــــــــــــــــــــــــــ |
05-12-13, 10:00 PM | #3 |
| ربِّ ابنِ لِي عندك بيتاً فِي الجنّة |
|
جزاك الله خيراً أختنا أوبة ،
واصلي وصلكِ الله برحمته وتوفيقه .. |
10-05-14, 09:54 AM | #4 |
~مستجدة~
|
جزاك الله خيرا افدتينا
|
18-05-14, 03:25 PM | #5 | |
|تواصي بالحق والصبر|
|
اقتباس:
أكرمكِ الله على دعائكِ الطيب الغالية لؤلؤة الدعوة .. لا أعلم كيف ذُهلتُ عنه وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره بارك الله فيكِ أختي زهرة .. ومرحبًا بكِ في ملتقاكِ وبين أخواتكِ
|
|
18-05-14, 03:36 PM | #6 |
|تواصي بالحق والصبر|
|
وكان متولي كبرها ثلاثة نفر: 1- أَحمد البدعة، النافخ في كير هذه الفتنة، المشؤوم على هذه الأمة رئيس قضاة المأمون: أحمد بن أَبي دؤاد ت سنة (240 هـ) 2- خادمه في بغداد: المصعبي: إسحاق بن إبراهيم بن الحسين بن مصعب الخزاعي ت سنة (235 هـ) صاحب الشرطة في بغداد، أَيام المأمون، والمعتصم، والواثق، والمتوكل. كان المأمون يبعث له وهو في طرسوس سنة (218 هـ) ، الكتاب يتلوه الكتاب حتى بلغت في هذا العام خمسة كتب، ساقها المؤرخون منهم ابن جرير الطبري في: " تاريخه: 2/ 112-121 "، وكان ثانيها في شهر ربيع الأول عام 218 هـ. بدأ بكتابه الأول بدعوة العلماء إلى دار الشرطة ببغداد، وأخذ جوابهم على القول بخلق القرآن، ثم بعث أجوبتهم إليه، وخص من لهم مناصب من العلماء، وجعل عقوبة من لم يجب العزل من منصبه. ولم يلتفت لكتابه أَحد من العلماء الأحرار الطلقاء. فكتب ثانية له ببعث سبعة من المحدِّثين، هم: محمد بن سعد، كاتب الواقدي، ويزيد بن هارون، وابن معين، وأَبو خيثمة زهير بن حرب وإسماعيل بن داود، وإسماعيل بن أَبي مسعود، وأَحمد بن إبراهيم الدورقي. وتحت التهديد، والامتحان، أجابوا مكرهين. فلما علِمَ الإمام أَحمد تمنى أَن لو صبروا، وقاموا لله، لكان الأَمر قد انقطع، وقال: " هم أَول من ثلم هذه الثلمة " لأَنهم أَجابوا، وهم عيون البلد، فاجْتُرِأَ عَلَى غيرهم. وكان أَحمد لا يرى التحديث عمن أَجاب في الفتنة، ولَمْ يُصَلِّ عَلَى من أَجاب، منهم: أَبو نصر التمار. ثم تتابعت كتب المأمون، وكان من الذين أَجابوا: أَبو معمر القطيعي، وكان من شدة إِدلاله بالسنة يقول: لو تكلمت بغلتي لقالت: إِنَّها سُنية. وأخذ في المحنة، فَأَجَابَ، فَلَمَّا خرج قال: كفرنا وخرجنا. ثم اشتدت لهجة المأمون في كتبه، فجعل فيها عقوبة من لم يُجِبِ " الحبس "، وأَمر بإحضار علماء بغداد، وامتحانهم على ذلك، فلم يجب أربعة منهم، وهم: أَحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح، وعبيد الله بن عمر القواريري، والحسن بن حماد، المشهور بلقب: " سجادة " وقد أَجاب الأخيران بَعْدُ تقية، وأَصر أَحمد ومحمد بن نوح، على الحق: " القرآن كلام الله غير مخلوق ". من هنا حُبس الشيخان، وقُيدا، وحُملا على جمل مُتَعادِلَيْن وَبُعِثَ بهما إلى المأمون في طرسوس، وكان أحمد في الطريق يسأل الله أن لا يرى المأمون، فمات المأمون وهما، في الطريق سنة (218 هـ) . فَرُدَّا إلى بغداد، ومات محمد بن نوح في الطريق بمحل اسمه: " عانات " فَحُلَّت أقياده، وغُسِّل، وصلى عليه الإمام أحمد، ودُفِعَ بأَحمد إلى السجن في بغداد. هذا ولا يشك الدارسون لخبر هذه المحنة، أَن هذه الكتب التي بعث بها المأمون إلى عامله المذكور، من صُنع ابن أبي دؤاد، ونسجه. 3- صحفي الفتنة: فرخ الاعتزال، تلميذ ثمامة بن الأشرس، والنظام: الجاحظ: عمرو بن بحر بن محبوب البصري الكناني، مولاهم المعتزلي ت سنة (255 هـ) وهو أول من لقب بالجاحظ، ويلقب أيضا بالحدقي. كان ينشر المناظرة، ويروجها، ويلبس على أنظار الخاصة، والدهماء، وقد أهدى كتابه: " البيان والتَّبَين " لابن أبي دؤاد، فأجازه عليه خمسة آلاف درهم، وأَخذ ينشر في الناس، مديحه لأَحمد البدعة، ومقادحه في أَحمد السنة. وكان من العقوبات التي فرضها المأمون على من لم يقل بخلق القرآن، إلزامه القضاة بعدم قبول شهادة من لا يقر بهذه المقالة، وكان قاضيه على مصر هارون بن عبد الله بن محمد الزهري ثم العوفي، من ذرية عبد الرحمن بن عوف، قد تسامح في ذلك فَصُرِفَ عن القضاء وولَّى مكانه محمد بن أبي ليلى (1) . هذه صورة لخطوات الفتنة، فالمحنة، وبينما هي على أَشدها كذلك في عهد المأمون هذا، إِذ ينازعه المرض فَلَمَّا أحس بدنو الأَجل، كانت وصيته لأَخيه المعتصم الخليفة بعده، أَن يواصل أَمر المحنة على القول بخلق القرآن، وحمل الناس عليه، ولهذا بلغ البلاء أَشده في عهد المعتصم، وإليك خبره ... ______________ (1) لسان الميزان: 6/180
|
19-05-14, 11:33 AM | #7 |
|مسئولة الأقسام العلمية|
|
الله المستعان جزاك الله كل خير ورحم الله إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمة واسعة
|
20-05-14, 06:40 PM | #8 |
إدارة الحلقات
معلمة بمعهد خديجة |
جزاك الله خيرا .
|
22-05-14, 09:30 AM | #9 |
|تواصي بالحق والصبر|
|
|
22-05-14, 09:35 AM | #10 |
|تواصي بالحق والصبر|
|
المحنة في عهد المعتصم: " دور استفحال المحنة " (2) : تَوَلَّى المعتصم محمد بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور العباس الملقب بالمعتصم بالله، وهو أَول من لقب بالمعتصم بالله،وأول من أضاف اسم الله إلى لقبه سنة (218 هـ) وأمه أم ولد كذلك، وكان يسمى المثمن لأَنه ثامن خلفاء بنى العباس حتى مات سنة (227 هـ) ولم يكن على درجة المأمون في معلوماته، بل كان موصوفًا بالجهل، وهو القائل: " لا حول ولا قوة إلَّا بالله: خليفة أُمِّيٌ، ووزير عَامِّي "؛ وذلك لما مرت عليه كلمة: الكلأ فلم يعرف معناها، لا هو، ولا وزراؤه. اسْتَلَم أَمر الخلافة، وابن أَبي دؤاد، على بلاط الخلافة يترجل، وأَذناب الاعتزال من حوله، يواصلون مسيرة الامتحان بخلق القرآن، متسترين بالسلطان، يحثونه على إِنفاذ وصية المأمون، ويحسنون له أَنه لا استقرار لِحُكْمِهِ إلَّا بذلك. وفي هذه النوبة تسلطت الأَضواء على السجين المكبل، المعذَّب الإمام أَحمد بن حنبل الذي باء المعتصم بالأَمر بضربه في عهده حَتَّى خُلِعَتْ يَدَاه، إذ لم يضرب قبل في عهد المأمون، ولا بعد في عهد الواثق، وإليك خبره في هذا العهد: بقي أَحمد مقيدًا في بغداد يُنقل من سجن إلى سجن، حتى حُوِّل إلى سجن العامة، وكان يصلي بأهل السجن، وهو مقيد، فصار مُكْثُه نحوًا من ثلاثين شهرًا. وكلان يناظره في السجن رجلان هما: أحمد بن محمد بن رباح، وأَبو شعيب الحجام، وكانا كلما فَرَغَا من مناظرته، زاداه قيدًا على قيوده وآلت به الحال إلى إِثقاله بالقيود، وجعله في سجن ضيق، مظلم لا نور فيه. وكان دعا ربه أَن لا يرى المأمون، فمات في نفس العام وأحمد يُساق إليه في الطريق مقيدًا بالحديد سنة (218 هـ) . وكان ممن توفي في السجن عام 217 هـ شيخ دمشق ومحدثها أَبو مسهر الغساني عبد الأَعلى بن مسهر ببغداد سنة (218 هـ) في حبس المأمون لكونه لم يجب إلى القول بأن القرآن مخلوق. ثم حمل الإمام أحمد- رحمه الله تعالى- على دابة إلى المعتصم في العشر الأَواخر من رمضان عام (219 هـ) ، فيناظره المشؤوم: أحمد البدعة وجمع كثير من أصحابه المعتزلة في مجالس متعددة، يحاجه هذا، ثم يحاجه آخر وهكذا يستلمه واحد بعد آخر وأحمد البدعة، يحاج تارة، وتارة يستعمل " الحرب النفسية " مع الإمام أَحمد السنة، فينظر إليه نظرات الغضب، فإذا انقطع أَحد من أَصحابه في المحاجة، اعترض المشؤوم أحمد البدَعة، ومن المسمين في محاجة الإمام أحمد في مجالس المعتصم، والواثق: عبد الرحمن ابن إسحاق، وبرغوث المعتزلي، ورجلان من أَصحاب ابن أَبي دؤاد، لم يسميا.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|