![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الشريط الرابع محتوى الشريط تابع كيفية الطلب والتلقي .... الى تلقي العلم من الأشياخ... -بيان ما يحتاج إليه الحافظ -تلقي الطالب علمه على يد العالم، وبيان فوائده _ وأيضا يقول القراءة في ”القاموس” للفيروز آبادي رحمه الله تعالى. نقول نقرأ القاموس ؟ أو نراجع القاموس ؟ الثاني .. مراجعة , أما القراءة فمهما قرأت لا تستفيد الفائدة المرجوة , لكن فيه مقدمات مشروحة جيدة في الصرف لو قرأها الانسان يكون ذلك طيبا . … وهكذا من مراحل الطلب في الفنون. سؤال :لا شك ان قراءة الشعر تقوي الجانب اللغوي عند الطالب , ما حكم قراءة الأشعار العربية التي فيها كلمات غزل ونحوه ؟ جواب الشيخ : اما الانسان الذي لا يحركه هذا الغزل , فلا بأس . وأما الذي يحركه ويخشى على نفسه منه فليتجنبه سؤال : وضع القرآن في بدالة الهاتف أثناء انتظار المكالمة ؟ جواب الشيخ : اما القرآن فلا أرى ذلك ,حيث نقضي به غرضأ فقط , ومن ثم لانه قد يستمع اليه من لا يقدره أو يعظمه ويكرهه, لكن من الممكن ان تضع حكمة من الحكم . أواذا كنت في عمل أو جهة تبين عمل هذه الجهة أو المؤسسة أثناء الانتظار . هناك أسئلة أخرى أجاب عنها الشيخ في الشريط ... وكانوا مع ذلك يأخذون بجرد المطولات؛ مثل ”تاريخ بن جرير”، وابن كثير، وتفسيريهما، ويركزون على كتب شيخ الإسلام بن تيمية، وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى، وكتب أئمة الدعوى وفتاويهم، لاسيما محرراتهم في الاعتقاد. وهكذا كانت الأوقات عامرة في الطلب، ومجالس العلم، فبعد صلاة الفجر إلى ارتفاع الضحى، شرح الشيخ : الشيخ بكر يتحدث عن الطلب في قطرنا , وليس عن الطلب عموما ,ولهذا هذه الكتب التي عينها إنما هي في قطرنا وقد يكون ما يساويها او يشابهها في الأقطار الأخرى على هذا النمط وأما قوله أنهم يركزون على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله , فهذا صحيح , غالب المتأخرين يركزون عليهما , وكان شيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله يحثنا على قراءتهما , لأن فيهما من التحرير والتقعيب مالا يوجد في غيرهما وتحس وأنت تقرأ كتبهما بأن كلامهما ينبع من القلب , ولهذا يؤثر في زيادة الإيمان . وأما تاريخ ابن جرير وابن كثير , فهذا عند المراجعة لا بأس , أما كون الانسان يجعله قراءة يقرؤها فهذا طويل ربما يقطع عليه وقت كثيرا . وقوله كتب أئمة الدعوى , المراد بهم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وبنوه وأحفاده , ومن تتلمذ على يدهم . المتن : وهكذا كانت الأوقات عامرة في الطلب، ومجالس العلم، فبعد صلاة الفجر إلى ارتفاع الضحىثم تقول القيلولة قبيل صلاة الظهر، وفي أعقاب جميع الصلوات الخمس تعقد الدروس، وكانوا في أدب جم وتقدير بعزة نفس من الطرفين على منهج السلف الصالح رحمهم الله تعالى، ولذا أدركوا وصار منهم في عداد الأئمة في العلم جمع غفير، والحمد لله رب العالمين. فهل من عودة إلى أصالة الطلب في دراسة المختصرات المعتمدة، لا على المذكرات، وفي حفظها لا الاعتماد على الفهم فحسب، حتى ضاع الطلاب فلا حفظ ولا فهم! شرح الشيخ : قوله وفقه الله : الاعتماد على هذه المتون الأصيلة لا على المذكرات , هذا صحيح , لأن المذكرات قد يكون واضعها ممن لا يعرف من هذا الفن إلا معرفة سطحية , فتجده يلتمس كلمات من هذا وكلمات من هذا , ولا يكون الكلام محررا متناسقا , لكن هذه الكتب القديمة الأصيلة محررة متناسقة مختومة . وكذلك الحفظ هو الأصل , من دون الحفظ يزول سريعا , وكانوا بالأول يلعبون علينا لما كنا في الطلب , يقولون لا تتعب نفسك في حفظ المتن عليك بالفهم , لكن وجدنا أننا ضائعون إذا لم يكن لدينا حفظ . ما نفعنا الله تعالى إلا بما حفظنا من المتون , ولولا أن الله نفعنا بذلك لضاع علينا علم كثير , فلا تغتر بمن يقول الفهم , ولهذا هؤلاء الدعاة الى الفهم لو سألتهم أو ناقشتهم لوجدتهم ليس عندهم إلا علم ضحل , كسراب إذا حسبه الظمآن ماء حتى إذا أتاه لم يجده شيئا . المتن : وفي خلو التلقين من الزعل والشوائب والكدر، سير على منهاج السلف. والله المستعان. قوله خلو التلقين : يعني خلو تلقين العلم , من الزغل والشوائب والكدر , سير على منهاج السلف , يعني ينبغي للعالم والمتعلم أن يكون التعلم والتعليم منهما خاليا من هذه العيوب , ينبغي أن يكون صافيا , بحيث يكون المعلم يريد إيصال العلوم الى الطلاب دون الاستعلاء عليهم أو إظهار علمه عليهم أو ما أشبه ذلك , ويكون التلميذ واثقا مطمئنا الى ما يقوله المعلم فإذا قال أنا أتعلم الآن لكن إذا خرجت أبحث عالم آخر فكأنه لم يأخذ عن هذا العالم أخذ الواثق , وهذا يضيعه بلا شك . لكن إذا أخذ عن العلم أخذ مستفيد واثق , ثم بعد ذلك إذا كبر وترعرع في العلم وصار عنده ملكة , فلا مانع أن يخالف شيخه فيما يرى الصواب في خلافه . لكن مادام في زمن الطلب فليتكأ على من يتعلم على يديه وليأخذ كلامه بثقة واطمئنان , اما إذا خرج وبحث مع غيره من الطلاب فإنه لا يستقيم له علم . المتن : وقال الحافظ عثمان بن خرزاد (م سنة 282هـ) رحمه الله تعالى[1]: "يحتاج صاحب الحديث إلى خمس، فإن عدمت واحدة؛ فهي نقص، يحتاج إلى عقل جيد، ودين، وضبط، وحذاقة بالصناعة، مع أمانة تعرف منه". قلت: - أي الذهبي-: “الأمانة جزء من الدين، والضبط داخل في الحذق، فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون: تقياً، ذكياً، نحوياً، لغوياً، زكياً، حيياً، سلفياً يكفيه أن يكتب بيديه مائتي مجلد، ويحصل من الدواوين المعتبرة خمس مائة مجلد، وأن لا يفتر من طلب العلم إلى الممات بنية خالصة، وتواضع، وإلا فلا يتعن” 1هـ. شرح الشيخ : شوف هذه ثقيلة من الذهبي رحمه الله , لو بقينا على كلام الحافظ عثمان بن خرزاد لكان أحسن.. يعني أهون علينا 1" الأمانة جزء من الدين , فتدخل في قوله : تحتاج الى عقل جيد ودين , 2" والضبط داخل في الحفظ , حذق الشئ بمعنى فهمه وأدركه جيدا 3" يحتاج الى أن يكون تقيا , والتقوى رأس كل عبادة وهي الأصل والتقوى أن تطيع أوامر الله واجتناب نواهيه لأن في ذلك تكون النجاة من عذاب الله 4" ذكيا يعني ليس غبيا , بأن يكون عنده فطنة وكم من انسان حافظ وليس بذكي , وكان رجل ممن سبق حافظا جدا وسريع الحفظ بطئ النسيان , حفظ الفروع لابن مفلح كان يحفظه كما يحفظ الفاتحة , لكن لا يفهم منه شيئا لأنه غير ذكي , فكانوا يلقبونه بحمار الفروع : كقوله تعالى : كمثل الحمار يحمل أسفارا .... وكانوا يأتون إليه على أنه نسخة , إذا اختلفوا في شئ راجعوه , فبعض الناس يكون عنده قوة حافظة , لكن ليس عنده ذكاء . وبعض الناس بالعكس ذكاءه متوقد لكن ليس عنده حافظة . 5" نحويا لغويا : النحوي هو الذي يعتني بالإعراب والبناء وهذا يختص بأواخر الكلمات واللغوي يدخل فيه علم الصرف وعلم مفردات اللغة , وعلى هذا فلا بد من مراجعة كتب النحو : كتب الصرف وكتب اللغة كالقاموس ولسان العرب وغير ذلك . 6" زكيا تقيا : الزكي والتقي معناهما متقارب , فإن ذكرا فينبغي أن يحمل التقي على من ترك المحرمات والزكي على من قام بالمأمورات . ويعجبني أن أذكر لكم كلمة قالها شيخ الإسلام رحمه الله في أهل الكلام : أنهم أوتوا فهوما وما أوتوا علوما يعني عندهم فهم لكن ما عندهم علم . وأوتوا ذكاء وما أوتوا زكاء . يعني أذكياء لكن ليسوا أزكياء 7" حييّا : لكن بشرط : أن لا يمنعه حياؤه من طلب العلم , ولهذا قال بعضهم : لا ينال العلم حيي ولا مستكبر . قالت أم سليم لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله لا يستحيي من الحق , هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت ؟ قال : نعم إذا هي رأت الماء 8" سلفيا : يعني يأخذ بطريقة السلف في العقيدة والأدب والعمل والمنهج وفي كل شئ لأن السلف هم صدر هذه الأمة الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم . يقول : يكفيه أن يكتب بيديه مائتي مجلد , ونعزي أنفسنا بأن المجلدات عندهم قليلة , أي قد تكون خمسين صفحة عندهم تعتبر مجلدا , فإن كان هو المراد فلعل الله يعيننا عليه , وإن كان المراد بالمجلد ستمائة صفحة , فالواحد منا لو يبقى ليلا ونهارا ما أظنه يكتب مائتي مجلد . وقوله يحصل من الدواوين المعتبرة خمسمائة مجلد , وين هذه المكتبة .... على كل حال هم يقولون على قدر حالهم ... نقول : الله المستعان . وقوله ألا يفتر عن طلب العلم الى الممات : هذا صحيح , يعني أن طالب العلم يجب أن لايفتر لأنه إذا عود نفسه الفتور والكسل اعتاد ذلك , ومن طلب العلا سهر الليالي . ويقال : أعط العلم كلك تدركه بعضه , وأعطه بعضك يفتك كله . العلم يحتاج الى عناء وتعب , لكن إذا الانسان ترعرع في العلم سهل عليه أن يعلم أشياء قد لا تكون في بطون الكتب .لا سيما مع النية الخالصة وإرادة الحق والحكم بشرع الله فإن الله يهبه علما لا يطرأ على باله ,وكثيرا ما نقف عند مسألة في الكتب ولا نجدها ثم إذا فكرنا في آية من آيات الله في كتاب الله أو في سنة النبي صلى الله عليه وسلم , وجدنا الحل , لأن بركة القرآن والسنة لا يضاهيها أي بركة , بنية خالصة وتواضع , أهم ما يكون التواضع , أسأل الله أن يرزقني وإياكم التواضع , للحق وللخلق , من أهم شئ لطالب العلم التواضع , لأن التواضع خلق من الأخلاق العظيمة التي قال الله تعالى في نبيه الكريم : * وإنك لعلى خلق عظيم * فأعظم الناس تواضعا النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه أشرفهم مقاما عند الله ورتبة قال : وإلا فلا يتعن , أي إن لم يتصف بهذا فلا يتعب نفسه , ولكن نقول عفا الله عنك يا ذهبي ارجع الى قوله تعالى : * فاتقوا الله ما استطعتم * ونعامل الناس بما يمكن أن يقوموا به , وإلا نفروا , لو قلنا للطالب يكفيك أن تكتب مائتي مجلد بيديك , هذه كفاية , والأكمل خمسمائة أو ستمائة , ونقول له يكفيك أن يكون عندك من الواوين خمسمائة مجلد , والأكمل ألف ... لو قلنا هذا لثقل عليه الطلب , لكن نقول له : يكفيك أن تكتب بيديك ما تقدر عليه بشرط أن كون عندك حرص ونشاط في طلب العلم , والله الموفق . [1] -”سير أعلام النبلاء”(13/380). يتبع >>>>>>>>
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
|
![]() المتن :
الأمر السابع عشر : تلقي العلم عن الأشياخ: الأصل في الطلب أن يكون بطريق التلقين والتلقي عن الأساتيذ، والمثافنة للأشياخ، والأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف وبطون الكتب، والأول من باب أخذ النسيب عن النسيب الناطق، وهو المعلم أما الثاني عن الكتاب، فهو جماد، فأنى له اتصال النسب؟ شرح الشيخ : هذا أيضا مما يدعو طالب العلم مراعاته , أن يتلقى العلم عن الأشياخ , لأنه يستفيد بذلك فوائد : 1": اختصار الطريق , بدل أن يذهب ويقلب في بطون الكتب وينظر ما هو القول الراجح وما سبب رجحانه وما هو القول الضعيف وما هو سبب ضعفه , بدل من ذلك يمد إليه المعلم هذه لقمة سائغة , يقول له اختلف العلماء على قولين أو أكثر والراجح كذا والدليل كذا ... وهذا لا شك نافع لطالب العلم . 2": السرعة إذا كان الانسان يقرأ على عالم , فإنه مدرك بسرعة أكثر مما لو ذهب يقرأ بالكتب , لأنه لو ذهب يقرأ بالكتب ربما يقرأ العبارة أربع أو خمس مرات ولا يفهمها أو أنه يفهمها على وجه خطأ . 3" : الرابطة بين طالب العلم ومعلمه , يكون هناك ارتباط بين أهل العلم من الصغر الى الكبر . وسبق أن قلنا أن الواجب على الانسان أن يختار من العلماء : القوي الأمين , يعني عنده علم وإدراك وليس علمه سطحيا , وعنده أمانة , وكذلك أيضا إذا كان عنده عبادة فإن الطالب يقتدي به . المتن : وقد قيل:”من دخل في العلم وحده؛ خرج وحده"[1]؛ أي: من دخل في طلب العلم بلا شيخ؛ خرج منه بلا علم، إذ العلم صنعة، وكل صنعة تحتاج إلى صانع، فلا بد إذاً لتعلمها من معلمها الحاذق. شرح الشيخ : هذا صحيح , وقد قيل من كان دليله كتابه فخطؤه أكثر من صوابه , وهذا الغالب بلا شك , لكن قد يندر من الناس من يكرس جهوده تكريسا عظيما , ولا سيما إذا لم يجد من يتلقى العلم عنده , فيعتمد اعتمادا كاملا على الله عز وجل ويدأب ليلا ونهارا , فهو يحصل من العلم ما يحصل وان لم يكن له شأن . المتن : وهذا يكاد يكون محل إجماع كلمة من أهل العلم؛ إلا من شذ مثل: علي بن رضوان المصري الطبيب (م سنة 453هـ)، وقد رد عليه علماء عصره ومن بعدهم. قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمته له[2]: "ولم يكن له شيخ، بل اشتغل بالأخذ عن الكتب، وصنف كتاباً في تحصيل الصناعة من الكتب، وأنها أوفق من المعلمين، وهذا غلط"1هـ. وقد بسط الصفدي في ”الوافي” الرد عليه، وعند الزبيدي في ”شرح الإحياء” عن عدد من العلماء معللين له بعدة علل؛ منها ما قاله ابن بطلان في الرد عليه[3] السادسة: يوجد في الكتاب أشياء تصد عن العلم، وهى معدومة عند المعلم، وهى التصحيف العارض من اشتباه الحروف مع عدم اللفظ، والغلط بزوغان البصر، وقلة الخبرة بالإعراب، أو فساد الموجود منه، وإصلاح الكتاب، وكتابة ما لا يقرأ، وقراءة ما لا يكتب، ومذهب صاحب الكتاب، وسقم النسخ، ورداءة النقل، وإدماج القارئ مواضع المقاطع، وخلط مبادئ التعليم، وذكر ألفاظ مصطلح عليها في تلك الصناعة، وألفاظ يونانية لم يخرجها الناقل من اللغة، كالنوروس، فهذه كلها معوقة عن العلم، وقد استراح المتعلم من تكلفها عند قراءته على المعلم، وإذا كان الأمر على هذه الصورة، فالقراءة على العلماء أجدى وأفضل من قراءة الإنسان لنفسه، وهو ما أردنا بيانه 00 قال الصفدي: ولهذا قال العلماء: لا تأخذ العلم من صحفي ولا من مصحفي، يعنى: لا تقرأ القرآن على من قرأ من المصحف ولا الحديث وغيره على من أخذ ذلك من الصحف 000”ا هـ. والدليل المادي القائم على بطلان نظرة ابن رضوان: أنك ترى آلاف التراجم والسير على اختلاف الأزمان ومر الأعصار وتنوع المعارف، مشحونة بتسمية الشيوخ والتلاميذ ومستقل من ذلك ومستكثر، وانظر شذرة من المكثرين عن الشيوخ حتى بلغ بعضهم الألوف كما في ”العزاب” من ”الإسفار” لراقمه. وكان أبو حيان محمد يوسف الأندلسي (م سنة 745 هـ)[4] إذا ذكر عنده ابن مالك، يقول:”أين شيوخه ؟”. “وقال الوليد[5]: كان الأوزاعي يقول: كان هذا العلم كريماً يتلقاه الرجال بينهم، فلما دخل في الكتب، دخل فيه غير أهله. وروى مثلها ابن المبارك عن الأوزاعي. ولا ريب أن الأخذ من الصحف وبالإجازة يقع فيه خلل، ولا سيما في ذلك العصر، حيث لم يكن بعد نقط ولا شكل، فتتصحف الكلمة بما يحيل المعنى، ولا يقع مثل ذلك في الأخذ من أفواه الرجال، وكذلك التحديث من الحفظ يقع فيه الوهم، بخلاف الرواية من كتاب محرر” اهـ. ولابن خلدون مبحث نفيس في هذا، كما في ”المقدمة” [6]له. ولبعضهم: من لم يشافه عالماً بأصوله فيقينه في المشكلات ظنون وكان أبو حيان كثيراً ما ينشد: يظن الغمر أن الكتب تهدى أخاً فهم لإدراك العلـــوم وما يدرى الجهول بأن فيها غوامض حيرت عقل الفهيم إذا رمت العلوم بغير شيخ ضللت عن الصراط المستقيم وتلتبس الأمور عليك حتى تصير أضل من ”توما الحكيم” شرح الشيخ : هذه الكلمات هي ما أشرنا إليه من قبل , أن الأخذ عن العلماء والمشايخ أفضل من الأخذ من الكتب , وبين ما نقله هنا في الرد على ابن بطلان , قال : يوجد في الكتب أشياء تصد عن العلم وهي معلومة عند المعلم , وهى التصحيف العارض من اشتباه الحروف مع عدم النقط , وكانوا فيما سبق يكتبون بدون نقط , فيخطئ الانسان , فربما تجد كلمة مثلا : اشتريت بزا ً بصاع ٍ من تمر بدون مقايضة . إذا لم يكن في كلمة بَز نقطة , تصبح بُر ومعلوما أنك إذا اشتريت برا بتمر بدون مقابرة فالبيع غير صحيح , فتختلف الأحكام باختلاف النقط . كذلك الغلط في زوغان البصر , يعني يزيغ البصر فيرى الكلمة على صورة غير حقيقتها , لا سيما إذا كان الكتاب غير جيد . فمثلا بعض الناس إذا كتب كلمة زين , ربط طرف النون بطرفها الأول فتكون كأنها زيه , فيحصل الخطأ . كذلك قلة الخبرة في الإعراب ,والإعراب له أثر في تغيير المعنى مثلا : * وكلم الله موسى تكليما * قرأها انسان ما يعرف الإعراب , والكلمة لم تشكل , فيقرؤها : * وكلم اللهُ موسى تكليما ً * او فساد موجود منه ( الإعراب ) أو إصلاح كتاب , كتابة ما لا يقرأ , قراءة ما لا يكتب , كل هذا يعتري من يأخذ العلم من الكتاب كذلك مذهب صاحب الكتاب , ربما يكون مذهبه مذهبا معتزلا , أو غيره , وأنت ما تدري كذلك السقم بالنسخ , ورداءة النقل، وإدماج القارئ مواضع المقاطع , كل هذا خلل عظيم , وإدماج القارئ مواضع المقاطع يعني أن تكون الكلمة التي تقف عليها يقرأها مع ما بعدها ويختلف المعنى , بداية الوجه الثاني من الشريط الرابع : طيب ,خلط مبادئ التعليم , بحيث لا يميز بعضها عن بعض أي أن الكاتب لا يكون متقنا في تحرير الكتاب فيخلط هذا مع هذا , والمبتدئ لا يعرف . ذكر ألفاظ مصطلح عليها في تلك الصناعة , مثلا في مصطلح ( معضل, منقطع ) , إذا لم يكن لديه علم أشكل عليه هذا , يقول ألفاظ يونانية لم يخرجها الناقل من اللغة , كالنوروس , ما هو النوروس ؟؟ لعله يكون اسم علم من العلوم .. يقول هذه كلها معوقة عن العلم، وقد استراح المتعلم من تكلفها عند قراءته على المعلم،، وإذا كان الأمر على هذه الصورة، فالقراءة على العلماء أجدى وأفضل من قراءة الإنسان لنفسه، وهو ما أردنا بيانه ثم نقل عن بعض العلماء , قال بعضهم : : لا تأخذ العلم من صحفي ولاعن من مصحفي، يعنى: لا تقرأ القرآن على من قرأ من المصحف ولا الحديث وغيره على من أخذ ذلك من الصحف وهذا كله فيما إذا كانت الكتب التي يقرأ منها ليس فيها بيان , أما التي فيها بيان كالموجود من المصاحف الآن فهو أفضل ولبعضهم: من لم يشافه عالماً بأصوله فيقينه في المشكلات ظنون يعني إذا وردت أي مشكلة وقال الحكم كذا وكذا يقينا فهو ظن , حتى يكون عن عالم وكان أبو حيان كثيراً ما ينشد: يظن الغمر أن الكتب تهدى أخاً فهم لإدراك العلـــوم وما يدرى الجهول بأن فيها غوامض حيرت عقل الفهيم إذا رمت العلوم بغير شيخ ضللت عن الصراط المستقيم وتلتبس الأمور عليك حتى تصير أضل من ”توما الحكيم” من هو الغمر ؟ الصغير ... توما الحكيم مشهور بالغباوة لكنه يدعي العلم , وقال على حاله بعض الشعراء : قال حمار الحكيم توما لو أنصف الدهر كنت أركب لأنني جاهل بسيط وصاحبي جاهل مركب كنت أركب : يعني الحمار يركب على صاحبه ,وليس العكس , والبيت الذي بعد تلك الأبيات وتلتبس الأمور عليك حتى .....تصير أضل من ”توما الحكيم” تصدق بالبنات على رجال ....يريد بذاك جنات النعيم يعني أنه يزوج بلا مهر , يعني إذا رأى شاب فقير ليس عنده مهر قال تصدقت عليك بهذه الفتاة , قال كما أنك تتصدق بالمهر الذي ندرك به الزوجة فتصدق عليه بالزوجة بدون مهر , وهذا لا يجوز , لأنه الله تعالى يقول في القرآن الكريم * وامرأة مؤمنة أن وهبت نفسها لنبي إن أراد أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين* ولهذا لو شرط على الزوج أن لا مهر عليه , فللعلماء في هذه المسألة قولان : -- القول الأول أنه يثبت مهر النساء -- القول الثاني لا يصح النكاح أصلا , وهذا القول هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية لأن الله تعالى يقول : * وأحل لكم ما وراء ذلك أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين * ما في صدقة بالنساء , أما لو أردنا أن نعطي الشاب الفقير المهر يتزوج به يكون أفضل . تم بحمد الله الفصل الثاني من الحلية [1] -”الجواهر والدرر” للسخاوي (1/58). [2] -”سير أعلام النبلاء”(18/105). وانظر:”شرح الإحياء”(1/66)، و”بغية الوعاة” (1/131،286)، و”شذرات الذهب (5/11)، و”الغنية” للقاضي عياض (ص16-17). [3] -”شرح الإحياء”(1 / 66). [4] - مقدمة التحقيق لكتاب ”الغنية” للقاضى عياض (ص16 – 17). [5] -”السير”(7 / 114). [6] - (4 / 1245). |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
There are no names to display. |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
~ مكتبة طالب العلم ~ | بشـرى | مكتبة طالبة العلم الصوتية | 8 | 18-02-07 05:40 PM |