|
دورات رياض الجنة (انتهت) إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، رياض الجنة مشروع علمي في استماع أشرطة مختارة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-03-08, 10:17 AM | #1 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
تفريغ الدرس الخامس
الشريط الخامس .. أما بعد فالرابع عشر وهو ما نذكر فيه بعض القواعد والضوابط المتصلة بأسماء الله وصفاته ومن هذه القواعد والضوابط ما مر معنى في ثنايا الشرح و التوضيح للقضايا السابقة ولكن ذكرها مسرودةً يسهل حفظها وفهمها بإذن الله تبارك وتعالى .. القاعدة الأولى .. فأول ذلك أهل السنة يثبتون ما أثبت الله لنفسه في كتابه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل . من غير تحريف أي أنهم لا يحرفون معانيها فيحملونها على معاني غير مراده لله تبارك وتعالى وذلك تحت دعاوى التنزيه أو غير ذلك مما سموه تأويلا ليقبل فيقولون مثلا : الرحيم لا يتضمن صفة الرحمة ويفسرون صفة الرحمة بإرادة الإحسان . ويقولون مثلا : في صفة الاستواء بأن معنى ذلك الاستيلاء استولى على العرش فهذا هو التحريف وأما التعطيل فهو تعطيله تبارك وتعالى من أسماءه الحسنى أو من صفاته الكاملة فيقولون الله تبارك وتعالى ليس له أسماء مثلا أو يقولون ليس له أوصاف أو أنهم يعطلونه من بعض أوصاف الكمال ويثبتون بعضا مما يدعون أن العقل أثبته فيقولون مثلا كالمعتزله يقولون الله تبارك وتعالى لا يتصف بصفة إطلاقا وطوائف من أهل الكلام أثبتوا له بعض الصفات كالأشاعره أثبتوا سبعا و منهم أثبت أكثر من ذلك على تفاوت فيما بينهم . وكل أولئك الذين حرفوا فقد وقعوا في التعطيل لأنه حينما يحرف الصفة عن معناها الذي دلت عليه فهو عطل أولا ثم حرف ثانيا . من غير تكييف ولا تمثيل . من غير تكييف أي لا نكيف الصفة لا نقول كيف يد الله كيف وجه الله كيف ينزل ربنا الى السماء الدنيا وكيف استوى على العرش ، فالكيف ممنوع لأن ذلك من أمور الغيب ولا نحيط بالله تبارك وتعالى علما ولكننا نثبت المعاني على وجه اللائق بجلاله وعظمته من غير تكييف ولا تمثيل . يعني أننا لا نمثل صفات الله تبارك وتعالى بصفة المخلوقين فلا نقول سمعه كسمعنا وبصره كبصرنا واستواءه كاستواء المخلوق ونحو ذلك فهذا لا يجوز ومن سلم مما هذا فقد سلم من العلل والآفات التي أوقعت طوائف من أهل الظلال والبدع فيما وقعوا فيه من الانحرافات . القاعدة الثانية .. أن ننفي ما نفاه لله عن نفسه في كتابه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم مع اعتقاد ثبوت كمال ضده لله جل وعلى . فالله نفى عن نفسه مثلا السنة والنوم (( لا تأخذه سنة ولا نوم )) فنحن ننفي عنه السنة والنوم ونفى عن نفسه الظلم فالله لا يظلم الناس شيئا ونفى عن نفسه تبارك وتعالى التعب واللغوب (( وما مسنا من لغوب )) فننفي كل ذلك وهذا النفي يتضمن ثبوت كمال عنده . المخلوق قد ينفي عنه بعض النقائص ولكن هذا لا يعني أن نثبت له كمال الضد ، فتقول فلان مثلا أو تقول هذه السارية مثلا لا تجهل لكن هل هذا فيه إثبات للعلم لها ؟ الجواب لا تقول هذه السارية لا تنام هل في هذه أثبات كمال اليقظة لها ؟ الجواب لا تقول هذه سارية لا تظلم هل في هذا إثبات كمال العدل لها ؟ الجواب لا . أما لله تبارك و تعالى فإنه إذا نفى عنه النقص فإن ذلك يستلزم أو يتضمن ثبوت كمال ضده . تقول فلان لا يظلم الناس هل معنى هذا لكمال عدله ؟ قد لا يظلم لأنه يخاف أو لأنه عاجز كما قال الشاعر .. قبيلة لا يغدرون بذمة ...... ولا يظلمون الناس حبة خردل هو يهجو قبيلته أنهم ضعفاء لا يستطيعون الظلم عجزا وضعفا ولوا قدروا فإنهم يظلمون كغيرهم ، أما الله تبارك وتعالى فحينما ينفى عنه شيء من هذه النقائص فحينما تقول : ((لا تأخذه سنة ولا نوم)) فإن ذلك فيه نفي السنة والنوم وهو يتضمن ثبوت كما حياته وقيوميته . وحينما تقول لا يظلم الله الناس شيئا فإن هذا يتضمن ثبوت كمال عدله مع إنه نفي للظلم عنه وحينما يقول ((وما مسنا من لغوب)) فإن ذلك يتضمن ثبوت كمال قوته واقتداره سبحانه وتعالى خلق السموات والأرض وهذه الأفلاك العظيمة وما مسه تعب هذا لكمال قوته وقدرته فالمقصود أيها الأحبة أن هذه الأمور المنفية عن الله عز وجل أو عن كتابة أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم فإن ذلك يتضمن ثبوت كمال أضدادها . فإذا قال الله سبحانه وتعالى عن القرآن مثلا ((ذلك الكتاب لا ريب فيه)) فهذا يتضمن كما إنه صريح في نفي الريب عنه فهو يتضمن انه متضمن لكمال اليقين فمن أراد اليقين فعليه بهذا القرآن ، ليس فيه ما يوجب الريب وليس فيه تناقض ولا تعارض وليس فيه أمور واهنة إذا نظر إليها الإنسان ارتاب وإنما فيه البراهين الساطعة والواضحة والأدلة القوية الدالة على وحدانية الله عز وجل وكماله وصدق ما جاء به رسله عليهم الصلاة والسلام وما إلى ذلك من الحقائق الكبرى وهكذا . القاعدة الثالثة .. وهي أن ما يطلق على الله عز وجل في باب الأسماء و الصفات توقيفي وما يطلق عليه في باب الأخبار لا يجب أن يكون توقيفيا كما سبق ومعنى توقيفي كما بينا أن ذلك يتلقى من الوحي لا مجال للإجهاد ولا للعقول في إثباته استقلالا مع أن العقل قد يدرك إثبات بعض أوصاف الكمال ، فالعقل يدرك أن الله تبارك وتعالى حي وأنه عليم وأنه قدير وأن له المشيئة الكاملة وما إلى ذلك من أوصاف الكمال التي للعقل فيها مدخل . فهذا الكون بأتساعه ودقته وما يحصل فيه من تكوير الليل على النهار والنهار على الليل كل ذلك على نسق عجيب دقيق يدل على خالق قدير عليم حي يفعل ما يشاء ونحو ذلك من الأوصاف التي تدركها العقول . ولكن هناك أشياء كما سيأتي لا تدركها العقول المقصود أن نفهم هذه القاعدة أن باب الأسماء والصفات مبني على التوقيف لا نثبت لله لا اسما ولا وصفا بالعقل على سبيل الاستقلال لكن يمكن أن نتحدث عن بعض الصفات ونقول هذه ثابتة بالنقل والعقل والفطرة . نتحدث عن العلو مثلا : عن علو الله عز وجل ونقول هذا ثابت بالنقل (( يخافون ربهم من فوقهم )) _ (( الرحمن على العرش استوى )) أنواع الأدلة الموجودة في القرآن والسنة تدل على علو الله عز وجل على خلقه (( وهو العلي العظيم )) ونثبت ذلك أيضا بالعقل ، فالعقل له مدخل في هذا وكذلك الفطرة مادعى داعِ فقال يا الله إلا وجد في نفسه ضرورة لطلب العلو ، فالفطر تدرك ذلك . إذا أسماءه وصفاته توقيفية كما قال السفا ريني رحمة الله في منظومته المعروفة لكنها في الحق توقيفية لنا بذا أدلة وفيه القاعدة الرابعة .. منهج السلف _ اعني أهل السنة والجماعة رضي الله عنهم _ هو التوقف في الألفاظ المجملة التي لم يرد إثباتها ولا نفيها ، فلا يطلقونها ابتدءا ولا يقبلونها ممن أطلقها بإطلاق . يعني ما يقبلونها قبولا مطلقا ولا يردونها بإطلاق ، وإنما يستفصلون من القائل . هم لا يستعملونها ولا يطلقونها ولا يعبرون بها ، وإنما يعبرون بالألفاظ الشرعية الواردة في الكتاب والسنة ، لكن إذا أطلقها غيرهم كما يفعل طوائف من أهل الكلام فان أهل السنة لا يردونها بإطلاق ولا يقبلونها بإطلاق وإنما يستفصلون ، من القائل . هذا اللفظ المجمل يحتمل أي يراد به معنى صحيح ويحتمل أن يراد به معنى باطل ، فهم لا يستعملون هذا اللفظ ولكنهم لا يبادرون في قبوله ولا رده فيستفصلون ممن أطلقه فينظرون ، فإن أريد به باطل ينزه ربنا تبارك وتعالى عنه ويرد ، وان أريد به حق لا يمتنع عن الله سبحانه وتعالى قبل به ، مع بيان ما يدل على المعنى الصواب من الألفاظ الشرعية والدعوة إلى استعماله مكان هذا اللفظ المجمل الحادث . مثال ذلك : لفظ ( الجهة ) تجد كثير من المتكلمين يقولون الله ليس في جهه يقولون نحن ننفي الجهه عن الله سبحانه وتعالى ، أهل السنة لا يقولون نحن نثبت الجهه لكن حينما يقول قائل نحن ننفي الجهه يقولون : ماذا تقصد ؟ إن كنت تقصد بالجهة أي العلو فهذا باطل ومردود لأن الله متصف بالعلو ولكن هذه اللفظة التي استعملتها لفظة محدثة تحتمل الحق وتحتمل الباطل ، وإن قصدت بالجهة جهة مخلوقة تحصره فالله اجل وأعظم بأن يحيط به شيء من خلقه ، فالجهة أهل السنة والجماعة إذا قبلوها من قائلها _ ممن أطلقا _ إذا قصد بها ما فوق العالم أن الله فوق خلقه بائن منهم لا يحيط به شيء من المخلوقات فهذا معناً صحيح ، لكن يقولون له هذا اللفظ لا يستعمل ، هذا اللفظ لم يرد ، هذا اللفظ يحتمل الحق والباطل ، ويرشدونه إلى الألفاظ الشرعية ،كأن يقول بأن الله متصف بالعلو والفوقية . القاعدة الخامسة.. إن الإثبات فيما يتعلق بالصفات يكون على سبيل التفصيل ، وأما النفي فيكون على سبيل الإجمال . إثبات مفصل ونفي مجمل وهذا هو غاية الكمال والمدح ، وذلك أن التفصيل في الإثبات تقول إن الله سميع عليم حكيم رحيم قدير .....إلى آخر أوصاف الكمال ، فهذه كمالات كثيرة جدا ، والمخلوق لا يحصي ثناءا على الله لكثرة أوصاف الكمال منها ما نطلع عليه ومنها ما لم نطلع عليه . أما في النفي فإنهم ينفون نفيا مجملا (( ليس كمثله شيء )). وأما الإثبات وهو السميع ، البصير ...فيه تفصيل ، يذكرونها مفصلة يعددون أوصاف الكمال ولكن في النقص لا يحتاج أن ننفي عنه يقول بأن الله عز وجل ليس بظالم _ ولاكذا ، ولاكذا ..............ولا أحب اعبر بهذا فمثل هذا لا يكون مدحا. والعلماء رحمهم الله قالوا لو جاء رجل إلى عظيم من العظماء إلى ملك من الملوك وأراد أن يمدحه بالنفي على سبيل التفصيل فقال له : لست بزبال ولا كناس ولا ظالم ولا جبار ولا مريض ولا دنيء ولا سيء ، هل يقبل منه مثل هذا المدح ؟ لا هذا غير مقبول ، هذا إزراء به وإساءة إليه . لكن يقول له ليس في الملوك مثلك ، ليس في الناس مثلك ، أو نحو ذلك من النفي المجمل ليس فيك وصف يعاب من أوصاف الناس ، طبعا فيه مبالغات في هذا الكلام لكن اقصد لو أراد احد أن يمدح فانه يتكلم بهذه الطريقة . لكن أن يأتي إليه وينفي عنه أوصاف النقائص بهذا التفصيل الذي ذكرته آنفا ، فهذا ذم ، وإن ضن أو توهم بجهله انه مدح . كالذي جاء إلى الخليفة مع الفارق جاء رجل من الصحراء إلى الخليفة وقال له : أنت كالكلب في وفائك للود ...... وكالسيف في قِراعِ الخطوب يمدح الخليفة بهذا ، طبعا هذا ليس بنفي لكنه يثبت له أوصاف كمال بحسب ظنه فهكذا لو جاء جاهل مثل هذا وأراد أن يمدح الملك بأوصاف هي من قبيل السلوب يعني النفي ويقول له أنت لست بكذا ولا كذا سيسكته ويأمر بإخراجه عنه يقول لا تمدحني أنت لا تحسن الكلام حقك السكوت . فأهل السنة في هذا الباب منهجهم هو الإثبات المفصل والنفي المجمل ، وما ورد في الكتاب والسنة من النفي المفصل فهو قليل مثال (( لا تأخذه سنة ولا نوم )) ومبناه كما ذكرت على قاعدة ( إن كل نفي في هذا الباب فهو متضمن لثبوت كمال ضده ) القاعدة السادسة.. كل اسم ثبت لله عز وجل فهو متضمن لصفة دون العكس . عرفنا أن جميع الأسماء مشتقه وقلنا معنى كون الأسماء مشتقه أنها تتضمن أوصافا كاملة . إذا قال الرحمن الرحيم يتضمن صفة الرحمة ، العزيز يتضمن صفة العزة ، المتكبر يتضمن صفة الكبرياء ، كل اسم فهو متضمن لصفة كمال لكن دون العكس هل كل صفة يؤخذ منها اسم ؟ الجواب لا ، فالله تبارك وتعالى من صفاته مثلا أنه استوى على العرش (( استوى على العرش )) الاستواء هل نقول : من أسماءه المستوي ؟ الجواب لا من صفاته الإرادة (( يريد الله بكم اليسر )) هل نأخذ منها اسما فنقول : من أسمائه المريد ؟ الجواب لا . يقول الله عز وجل مثلا في المشيئة (( وما تشاؤن إلا أن يشاء الله )) فهل من أسمائه تقول مثلا الشائي ؟ الجواب لا وهكذا وذكرنا من قبل أن باب الصفات أوسع من باب الأسماء القاعدة السابعة.. دلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة إما تصريحا – التصريح بها – أو بتضمن الاسم لها ، أو التصريح لفعل أو وصف يدل عليها مثال : التصريح (( الرحمة ، العزة ، الوجه ، الأصابع )) ونحو ذلك من أوصافه تبارك وتعالى . فهذه دلت عليه النصوص على إثباتها صراحة لله عز وجل أو بتضمن الاسم لها مثال: (( البصير متضمن لصفة البصر )) و(( السميع متضمن لصفة السمع )) وهكذا . أو التصريح بفعل أو وصف دال عليها مثال : (( الرحمن على العرش استوى )) استوى هذا فعل ، فهذا الفعل يدل على صفة ثابتة لله سبحانه وتعالى وهي صفة الاستواء (( إنا من المجرمين منتقمون )) فهذا يدل على إثبات صفة الانتقام لله تبارك وتعالى وهكذا . القاعدة الثامنة.. أن صفات الله عز وجل يستعاذ بها ويحلف بها وقد مضى في الفروقات بين الأسماء والصفات . والبخاري رحمه الله عقد باب في الصحيح في كتاب الأيمان والنذور قال (( باب الحلف بعزة الله وصفاته وكلماته )) وقد مضى الكلام على هذا تقول (( أعوذ بعزة الله وقدرته )) وتقول (( أعوذ بوجه الله )) تحلف وتقول (( وكلام ربي )) وتقول (( وعزة الله )) ، (( وقدرة الله )) فالصفات يحلف بها ، لكنها لا يدعى بها لا تقول (( ياعزة الله )) ، (( ياكلام الله )) ، (( يارحمة الله )) وإنما تقول : (( يا لله ))(( يا رحيم )) . القاعدة التاسعة .. أن الكلام في الصفات كالكلام في الذات فذات الله عز وجل ثابتة ، وصفاته ثابتة فكما أننا لا نعرف كنه الذات ولا كيفيتها فكذلك لا نعرف كنه الصفات ولا كيفياتها . نحن نعلم معاني الصفات ومعاني الأسماء لكن الكيفية الكنه الحقيقة هذا إلى لله تبارك وتعالى فهو من أمر الغيب . فمن تلكأ في شيئا من صفات الله عز وجل وتردد في إثباته أو أشتبه عليه فإنه يحتج عليه بهذه القاعدة الذي ينفي الصفات نقول له : تثبت الذات أو لا ثبت الذات ؟ يقول : أثبت الذات نقول المخلوق له ذات فسيقول ذات الله تعالى ليست كذات المخلوق ، نقول فصفات الله تعالى ليست كصفات المخلوق . فالقول في الصفات كالقول في الذات . القاعدة العاشرة .. أن القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر وهذا نحتاج إليه حينما يأتي إنسان يؤمن ببعض ويكفر ببعض يؤمن ببعض الصفات وينكر البعض الآخر فيقول مثلا أنا أثبت الحياة والإرادة والمشيئة والقدرة ، مثلا يقال له لماذا أثبتها ؟ يقول : لأن العقل دل عليها .طيب والرحمة ؟ قال : لا الرحمة إرادة الإحسان والغضب ؟ قال : لا الغضب هو إرادة الانتقام ، ما يثبت هذه الأوصاف ، نقول له: إذا :! اذا كنت تقول بإثبات بعض الصفات فقل فيما نفيته كقولك فيما أثبته ، أنت تقول له مشيئة ونقول المخلوق له لمشيئة ، قال : لا هذه المشيئة تليق بجلاله وعظمته ، طيب والإرادة ؟ قال: تليق بجلاله وعظمته والقدرة ؟ قال : تليق بجلاله وعظمته والحياة المخلوق حي ؟ قال : لا حياة تليق بجلاله وعظمته لا تشبه حياة المخلوق ، نقول له : قل فيما نفيته كما قلت فيما أثبته فهذا باب واحد لماذا تفرق ،فنحن نثبت لله عز وجل الرضى على ما يليق بجلاله وعظمته والرحمة على ما يليق بجلاله وعظمته والغضب على ما يليق بجلاله وعظمته وغضبه تبارك وتعالى ليس كغضب المخلوق ورحمته تبارك وتعالى ليس كرحمة المخلوق كما أن إرادته ومشيئة وقدرته ليست كإرادة ومشيئة وقدرة المخلوق . القاعدة الحادية عشر .. أن ما أضيف إلى الله تبارك وتعالى مما هو غير بائن عنه فهو صفة له غير مخلوقه وكل شيء أضيف إلى الله بائن عنه فهو مخلوق ، الأشياء التي تضاف الله وهي نوعان : نوع لا قيام له في الخارج على سبيل الاستقلال ليس له محل يقوم به فهذا يكون من باب إضافة الصفة ، فالكلام يضاف إلى الله يقال الكلام الله ، كلام الله لا يقوم بمخلوق لا يقوم بمحل منفصل ، فهذا يكون من باب إضافة الصفة حينما نقول رحمة الله فهذا من باب إضافة الصفة . لكن حينما نقول ناقة الله فهذا قائم مستقل في الخارج ولا غير قائم ؟ قائم في الخارج فهذا من باب إضافة المخلوق أضيف إلى الله هذه الإضافة أما أن تكون إضافة تشريف أو إضافة خلق حينما تقول (( الخلق عبيد الله )) أضفتهم إلى الله لأنه هو الذي خلقهم و أوجدهم ، تقول ((هذا خلق الله)) فأضفته إلى الله لأنه هو الذي أوجده وحينما تقول بيت الله ما معناه ؟ مستقل قائم بالخارج ولا لا ؟ قائم بالخارج مستقل فهذه إضافة تشريف إضافة مخلوق وليس بإضافة صفة إلى الله تبارك وتعالى وحينما تقول (( عيسى كلمة الله )) عيسى ذات موجود متشخصه في الخارج فهده الإضافة هي إضافة تشريف أنه وجد بالكلمة (( كن )) . وحينما يقال بأن جبريل هو روح الله أو روح القدس ، فجبريل ذات قائمة مستقلة في الخارج هذا من باب إضافة التشريف فهذه هي القاعدة . لكن إذا قلت سمع الله وبصر الله فهذا من باب إضافة الصفات . والحافظ ابن القيم رحمه الله نظم هذا في النونية يقول : فإضافة الأوصاف ثابتة لمن قامت به كإرادة الرحمن وإضافة الأعيان ثابتة له ملكا وخلقا ما هما سيان هذه مخلوقة وتلك صفة ليست بمخلوقة فانظر إلى بيت الإله وعلمه لما أضيف كيف يفترقان وكلامه كحياته وكعلمه فيها بالإضافة إذ هما وصفان لكن ناقته وبيت الاهنا فكعبده أيضا هما ذاتان الآن الحياة والعلم إضافة صفة وناقة الله وبيته إضافة مخلوق من باب التشريف . القاعدة الثانية عشر كل اسم من أسماء الله الحسنى له ثلاث دلالات ، الأولى المطابقة – الثانية التضمن – الثالثة الالتزام ما معنى المطابقة : دلالة المطابقة هي دلالة اللفظ على تمام معناه ، فإذا قلت مثلا السميع هذا اللفظ إذا قصدت به الذات التي سميت بهذا والصفة التي تضمنها هذا الاسم فان هذه يقال لها دلالة المطابقة ، لان هذا الاسم دل على الذات وتضمن أيضا صفة السمع . إذا قلت العزيز وقصدت به الدلالة على الذات وقصدت به أيضا ما تضمنه من الصفة المعنى وهو العزة فهذه دلالة مطابقة . دلالة اللفظ على تمام معناه – تقال لها دلالة مطابقة . دلالته على بعض معناه يقال لها دلالة التضمن تقول مثلا العزيز وتقصد به الذات التي سميت بهذا يعني إذا قصدت به احد مدلوليه فان هذه دلالة تضمن ، يعني إذا قصدت به بعض ما دل عليه فهي دلالة تضمن . وأما دلالته على لازم معنى ذلك انه يقتضي امرأ آخر ، فإذا قلت مثلا الله تبارك وتعالى العزيز هل تكون العزة من غير حياة ؟ إذا دل على صفة الحياة ، هل تكون العزة من غير قوة ؟ أبدا ، فدل على صفة القوة هذه تسمى دلالة التزام وإذا قلت بان الله عز وجل هو الرب دل على صفة الربوبية بالتضمن بدلالة الالتزام هل يمكن أن يكون ربا وهو لا يخلق ؟ إذا دل على صفة الخلق ، وهل يمكن أن يكون ربا وهو عاجز ؟ إذا دل على صفة القدرة . وهكذا يقال لها دلالة التزام ، إذا قلت الله سميع هل يمكن أن يكون سميعا وهو فاقد الحياة ؟ لا إذا السميع دل بدلالة الالتزام على وصف آخر لا يقوم ولا يحصل إلا به أو لابد منه وهو الحياة لا يمكن أن يكون سميعا وهو غير حي ، مع أن الحياة ما ذكرت في السميع وليست مما يدل عليه لا مطابقة ولا تضمن . دعوني اقرب لكم المعنى : الآن حينما نقول : هذه قارورة .. إذا أطلقنا القارورة على هذا الكل الذي ترونه بما فيه هذا الغطاء وهذا الجرم الذي يحوي المائع فان هذه يقال لها قارورة ، وإذا أطلقنا القارورة على الغطاء فقط .. مثلا تقول: كسرت القارورة وأنت كسرت الغطاء فهذه يقال لها .. إذا أطلقت القارورة على هذا وهذا يقال لها دلالة مـاذا ؟؟ مطابقة .. وإذا أطلقت هذا اللفظ وقصدت به بعض المعنى فهذه دلالة تضمن .. واضح .. الآن حينما أقول لكم : لما أقول لونت القارورة .. هذي دلالة ماذا ؟؟ تضمـن .. أنا لم ألون كل القارورة إنما لونت الغطاء فقط .. فهذه دلالة تضمن ..طيــب .. حينما نقول : سيارة .. إطلاق السيارة على الكل المعروف هذي دلالة مطابقة .. لما تقول : أصلحت السيارة .. وأنت أصلحت العجل .. عجله من عجلاتها فهذه تسمى دلالة تضمن .. حينما تقول : سيارة .. فان هذا يستلزم مـاذا؟؟ إنها يركب فيها وانها ينتقل فيها من محل إلى محل .. هذه يقال لها دلالة التزام .. حينما نقول: المسجد .. ونقصد به جميع مرافق المسجد .. أو نقول : منزل ..ونقصد به جميع المرافق .. هذه تسمى دلالة مطابقة .. حينما أقول: أصلحت المنزل .. وأنا أصلحت المطبخ فقط .. فهذه يقال لها دلالة تضمن .. وحينما نقول : منزل .. فهذا يستلزم ماذا ؟؟ .. أو أقول حجرة .. غرفة .. يستلزم أن يكون هذا محلا قابلا للسكن .. ويستلزم حينما يقول : حجرة . أن يكون لها سقف هذي بدلالة الالتزام .. بخلاف لما قلت : حائط .. فالحائط قبل له حائط كان يطلق على البساتين ..تقال : حائط .. لماذا ؟؟ لأنه ليس له سقف .. لكن لما تقول: غرفة .. فان الغرفة ذلك يقتضي أن يكون لها سقف .. المقصود هو التقريب ، حينما تقول مثلا إنسان فهو يطلق على هذا المخلوق الذي نحن منه ، وحينما تقول زيد مريض والذي مرض هو عينه فقط هذه دلالة تضمن لان هذا زيد يطلق على كل هذا الإنسان المسمى بذلك ، فإذا أطلقته على بعض معناه أو بعض ما دل عليه فان ذلك يقال له دلالة تضمن . طيب ، ارجوا أن يكون اتضح . فالأسماء لها ثلاث دلالات دلالة مطابقة تدل على الذات والصفة دلالة تضمن : وهي دلالتها على احد هاذين الأمرين ودلالة التزام : وهي أن تدل على أمر ثالث غير الذات وغير الصفة التي تضمنتها كما قلت السميع يدل على استحباب صفة الحياة أيضا لأنه لا يكون سميعا إلا إن كان حي ، طيب هذه المعاني ذكرها الحافظ ابن القيم رحمه الله في النونية يقول : ودلالة الأسماء أنواع ثلاث كلها معلومة لبيان دلة مطابقة كذاك تضمن وكذا التزاما واضح البرهان أما مطابقة الدلالة فهي أن الاسم يفهم منه مفهومان ذات الإله وذالك الوصف الذي يشتق منه الاسم بالميزان لكن دلالته على إحداهما بتضمن فافهمه فهم بياني ، وكذا دلالته على الصفة التي ما اشتق منها فالتزام داني وإذا أردت لذا مثال بيناً فمثال ذلك لفظة الرحمان ذات الإله ورحمة مدلولها فهما لهذا اللفظ مدلولان إحداهما بعض لذا الموضوعي فهي تضمن ذا واضح التبيان لكن وصف الحي لازم ذلك المعنى ، لزوم العلم للرحمن فلذا دلالته عليه بالتزام بينِ والحق ذو التبيان أنا قلت الرحمن يستلزم منها أن يكون حيا ويستلزم منها أن يكون عليما يعني يعلم حال الناس حال المرحومين وهكذا القاعدة الثالثة عشر.. إن الصفة إذا كانت منقسمة إلى كمال ونقص لم تدخل بمطلقها في أسمائه بل يطلق عليه منها كمالها . مثال : المريد : الإرادة تارة تكون كمالا وتارة تكون نقصا فالله يريد كما قلنا في هذه الأشياء يطلق على الله عز وجل منها الأكمل فنقول : الله يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ، يريد الله أن يخفف عنكم ، لكن قد يريد الإنسان الشر قد يريد المعصية قد يريد المنكر ((ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما )) فهذه الصفات المنقسمة إلى كمال ونقص لا تدخل بمطلقها في أسمائه الله تبارك وتعالى إنما يطلق عليه منها كمالها . القاعدة الرابعة عشر.. انه لا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيدا أن يشتق له منه اسم مطلق . مثل المثال إلي أخذناه قبل قليل . الإرادة جاء هذا الفعل مضاف إلى الله عز وجل بقيد ، يعني جاء مقيدا يريد الله بكم اليسر ، فلا نطلق ذلك على الله عز وجل ، لا نشتق له منه اسم مطلق فباب الإخبار أوسع من باب الصفات وباب الصفات أوسع من باب الأسماء فإذا اخبر الله عز وجل عن نفسه انه يريد ، فان ذلك يثبت لله عز وجل على الوجه الذي جاء ولكن من غير أن نشتق له منها اسم فلا نقول من أسمائه المريد . القاعدة الخامسة عشر .. وهي أن الاسم إذا أطلق على الله عز وجل جاز أن يشتق منه المصدر والفعل . فيخبر به عنه فعلا ومصدرا ، خذ مثلا السميع – البصير – القدير – هذه أسماء أطلقت على الله عز وجل يجوز أن يشتق منه المصدر فنقول سمع الله ، هذا مصدر ( سمع يسمع سمعا ) (أبصر يبصر إبصارا )فنقول: سمع الله - بصر الله - قدرة الله . ونخبر عنه أيضا بالأفعال من ذلك فنقول الله يسمع – الله يبصر – الله يقدر – إذا هذه الأسماء إذا أطلقت عليه جاز أن يشتق منها المصدر فنقول سمع الله الاسم هو السميع فنقول سمع الله والفعل نقول الله يسمع هذا متى ؟ هذا إذا كان الفعل متعديا ، فان كان لازما لم يخبر عنه به بل يطلق عليه الاسم والمصدر من غير الفعل الحياة مثلا يتضمن الحي يتضمن صفة الحياة وذلك لازم أو متعدي ؟ لازم فهل يصح أن نعبر بالفعل هنا ونقول يحيى الله ؟ لا يجوز أن نقول هذا . العظمة فمن أسمائه العظيم .. يتضمن صفة العظمة هل يصح أن نعبر عنه بالفعل ونقول الله يعظم ؟ الجواب لا هو له العظمة كاملة بل يطلق عليه الاسم والمصدر فنقول العظيم ونقول في المصدر العظمة عظمة الله حياة الله القاعدة السادسة عشر .. أن الأفعال للرب تبارك وتعالى صادرة عن أسمائه وصفاته وأسماء المخلوقين صادرة عن أفعالهم واقصد هنا بأسماء المخلوقين لا اقصد ما يسمى به الإنسان (( زيد وعمر )) ونحو ذلك مايدعى به وإنما اقصد ما يضاف إليه من أسماء بناءا على مكتسباته ، الله تبارك وتعالى أفعاله صادره عن كمالاته عن أسمائه وصفاته ما هي أسمائه ؟ العليم ، فأفعاله تبارك وتعالى صادرة عن كمالاته فالله يعلم السر وأخفى فهذا صادر من اسمه العليم المتضمن لصفة العلم اسم الله عز وجل الرزاق يتضمن صفة الرزق فحينما نقول الله تبارك وتعالى هو الذي يرزق الخلائق ونحو ذلك فهذا المدح والثناء الذي نثني به على الله تبارك وتعالى ونذكره به صادر من ماذا ؟ هذه الأفعال انه يرزق صادر من أين ؟ من أسمائه وصفاته فهي كاملة . فنحن نعرفه تبارك وتعالى من خلال أسمائه وصفاته أما المخلوق فانه يحصل على الأسماء بحسب أفعاله . الآن حين يكون الإنسان يمارس أشياء مدة طويلة نقول عنه انه خبير أليس كذلك ؟ لكن حين يخرج من بطن أمه هل نقول له خبير لا ، حينما يكون هذا الإنسان حديث الولادة أو جاهل لم يتعلم هل يقال عنه عالم وعليم أبدا ، متى يقال عنه عالم ؟ إذا تعلم ورسخ في العلم يقال له ذلك . وهكذا حينما يكون غنيا أو يقال عنه بأنه كريم هل يقال عنه كريم وهو لم ينفق درهم ؟ الجواب لا يمكن أن يستحق هذا الاسم أو الوصف الذي هو الكرم إلا ببذل . لولا المشقة ساد الناس كلهم فلابد من بذل وتصبير للنفس على العطاء من محبوباتها وشهواتها ومطلوباتها والتنازل عن كثير من حقوقها فبهذا يستحق الأوصاف التي تطلق عليه أو الأسماء التي تضاف إليه فيقال فلان كريم فلان حليم فلان لطيف فلان كذا .... وهكذا بحسب الممارسات التي تصدر عنه أما الله سبحانه وتعالى فان أفعاله صادرة عن كمال الأسماء والصفات التي هي أصل لكل كمال القاعدة السابعة عشر.. الأسماء التي تطلق على الله وعلى العباد مثل الحي السميع البصير والعليم والقدير والملك ونحو هذا ، هذه حقيقة في هذا وفي هذا حينما تطلق على الله عز وجل فهي حقيقة وحينما تطلق على المخلوق فهي أيضا حقيقة حقيقة في الخالق وحقيقة في المخلوق ، واختلاف الحقيقتين فيهما لا يخرجهما عن كونها حقيقة .في هذا وفي هذا .... فللرب تبارك وتعالى منها ما يليق بجلاله وللعبد منها ما يليق بجلاله ، فإذا قلت مثلا المخلوق يوصف أو يسمى بالملك ويسمى أيضا بالقدير وبالسميع وبالبصير فهذه حقيقة والله يقال له ذلك فلله من القدرة والملك والسمع والبصر ما يليق بجلاله وعظمته ، وللمخلوق من ذلك ما يليق بضعفه ونقصه وعجزه ، فأين سمع الله من سمع المخلوق ؟ لا وجه للمقارنة أين ملك الله من ملك المخلوق ؟ أين حياة الله من حياة المخلوق؟ الله يقال له حي والمخلوق يقال له حي لكن أين هذا من هذا فهذه حقيقة وهذا حقيقة لكن شتان ما بين الحقيقتين . فألفاظ التي يقال مثلا : حينما يقال فاعل مكتسب كاسب صانع موجد خالق بارئ مصور قادر مريد . هذه الألفاظ ثلاثة أقسام : قسم لم يطلق إلا على الله عز وجل : مثل البارئ ، الرحمن ، الله ، هذا لا يطلق على المخلوقين قسم لا يطلق إلا على العبد مثل : الكاسب ، لا يقال على الله عز وجل المكتسب وقسم يطلق على العبد وعلى الرب مثل : يخبر عن الله عز وجل بأنه صانع ، ورد هذا في السنة والمخلوق يقال له صانع والله عز وجل يخبر عنه بأنه فاعل (( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وأمنتم )) .. ويقال : عامل من باب الإخبار يقال: (( مما عملت أيدينا أنعاما )).. ويقال ذلك على المخلوق ويقال قادر والمخلوق لقال له قادر فيكون لله عز وجل ما يليق به وللمخلوق من هذا ما يليق به. وبهذا الاعتبار صح أن يطلق على المخلوق يقال له خالق (( فتبارك الله أحسن الخالقين )) أي أحسن المصورين المقدرين لان كلمة خالق تأتي بعده عدة معاني الموجد من العدم هذا لا يقال للمخلوق لكن المقدر أو المصور المشكل ( فنان تشكيلي) هذا يقال للمخلوق ولهذا يذكر ذلك مقيد ، تقول مثلا والله هذي فكرة خلاقه لاحظ مبالغة خلاقة بعض الناس ينقبض إذا سمع هذا تقول مثلا لنجتمع لنخلق أفكار ونتدارسها هل هذا حرام ؟ الجواب لا فمثل هذا يقال للمخلوق لكن يعني نقدر . القاعدة الثامنة عشر .. إن الاسم والصفة من هذا النوع له ثلاث اعتبارات الاعتبار من حيث هو مع قطع النظر عن تقييده تبارك وتعالى أو العبد . الاعتبار الثاني باعتباره مضاف إلى الله عز وجل مختص به . والثالث عكسه باعتبار الإضافة إلى المخلوق واختصاصه وتقييده به . هذي الأقسام الثلاثة: طيب الأول ما لزم الاسم لذاته وحقيقته فهذا يكون ثابت للرب وللعبد وللرب منه ما يليق بكماله وللعبد ما يليق بضعفه ، حينما تقول مثلا السمع السمع هكذا ما أضفتها إلى الله ولا أضفتها إلى المخلوق السميع يدل على صفة السمع ما تقصد به الله عز وجل حينما تقول السمع الكلام البصر من حيث هو فهذا يدل على حقيقة يدل على معنى فالسمع غير البصر غير الحياة غير الكلام الإرادة فدلالته من غير تقييد وأضافه لله عز وجل دلالته على معني يعني هو يدل على معنى بمجرده عند الإطلاق وحقيقة معنا يتميز عن غيره فالسمع غير البصر فهذا أمر ثابت ولا إشكال فيه ، فإذا قلت سمع الله هذا اختلف الموضوع وإذا قلت سمع المخلوق فهذا يختلف بمعنى الآن حينما نطلق نقول السمع فهذا له وجود في الذهن وهو ما دلت عليه هذه اللفظة من حيث هي ، عرفنا إن السمع غير البصر غير الحياة غير اليد واضح طيب هناك وجود خارجي وهذا ما يحصل إلا بالتقييد فإذا قلت سمع الله هذا ما يمكن أن يدل على الحقيقة من حيث هي ، لا وإنما سمع كامل يليق بجلال الله وعظمته وسمعه غير سمع المخلوق باب إضافة الصفة إلى الموصوف ، وإذا قلت سمع زيد فهنا تقيد بأمر في الخارج فالوجود أنواع هناك وجود ذهني يعني هذا من غير إضافة ولا تقييد فتقول السمع العلم العلم غير السمع العلم غير الحياة فإذا العلم يدل على حقيقة يفهمها كل احد فإذا أضفتها فهنا يكون الوجود الخارجي قبل قليل الوجود الذهني فهذا مشترك الوجود الخارجي عند الإضافة فتقول سمع الله إذا هذا غير المخلوق سمع يليق بجلاله وعظمته علم الله وتقول علم زيد فبحسب ما قيد وأضيف إليه هذا يسمى وجود خارجي هناك وجود ذكري وهو حينما نذكر ذلك باللسان وهناك وجود يسمونه الرسمي إلي هو في الكتابة فالوجود على هذه الأنواع الأربعة وجود ذهني و وجود خارجي و وجود ذكري و وجود رسمي الذي يهمنا هو الوجود الذهني والوجود الخارجي فإذا أطلقنا وقلنا الحياة هذا معنا مفهوم لكل احد وهو مشترك بين كل ما يوصف بالحياة لكن حينما تضيفه فهنا يكون الوجود خارجي فتقول حياة الله حياة زيد فهنا يفترق فحياة الله غير حياة المخلوق اتضح فما لزم الصفة لإضافتها إلى العبد انتبهوا وجب نفيه عن الله إذا قلت حياة زيد تقول والله يلزم انه يأكل ويشرب كيف يكون حي وينام لازم ليرتاح وإلا أنه سيموت فهذا من لازم الصفة لما أضفناها إلى المخلوق هذا ننفيه عن الله ، وما لزم الصفة من جهة اختصاص الله عز وجل بها فانه لا يثبت للمخلوق فإذا قلت علم الله فهذا يلزم منها الإحاطة بكل معلوم وقلت علم زيد هل نثبت ما لزم من إضافته إلى الله نثبته للمخلوق ؟ الجواب لا فحينما نضيفه اللوازم التي تكون بالنسبة لله أو بالنسبة للمخلوق لا نثبت لازم ما ثبت للمخلوق لا ثبته لله واللازم الذي ثبت للخالق عند الإضافة لا نثبته للمخلوق طيب . ملف وورد منسق مرفق وع الوضوع التعديل الأخير تم بواسطة سلوى حسين ; 20-04-08 الساعة 08:44 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لأول مرة:شرح عمدة الفقه من المجد العلمية بجودة عالية@@تـضاف تـبـاعا @@ | فرشى التراب | مكتبة طالبة العلم الصوتية | 3 | 20-09-06 10:20 PM |