العودة   ملتقى طالبات العلم > ๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ > أرشيف دورات حفظ المتون وصفحات المدارسة > قسم التدارس

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-02-08, 01:16 AM   #11
أم معان
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 10-11-2006
الدولة: أحسن الله مجاورتي للنبي عليه الصلاة والسلام
المشاركات: 112
أم معان is on a distinguished road
c1

( فَلاَ يَنْفُونَ عَنْهُ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ ..... بِخِلاَفِ الَّذِينَ يَقُولُونَ عَلَيْهِ مَا لاَ يَعْلَمُونَ)

من فوائد الشيخ صالح آل الشيخ وقد آثرت أن آتتي بها كاملة تقريبا لأهميتها وللمسائل العظيمة التي لابد من فهمها
وجزىى الله الشيخ خير الجزاء وبارك فيه


33 -
أهل السنة والجماعة تميزوا عما سواهم بهذه الخصائص أنهم يثبتون لله جل وعلا ما أثبته لنفسه ولا ينفون عن الله جل وعلا ما وصف به نفسه ولا ينفون عن الله جل وعلا ما وصفه به رسوله صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ لأن سبيلهم ليس هو سبيل الزائغين الضالين المغضوب عليهم الذين يحرفون الكلم عن مواضعه من الذين شابهوا اليهود أو الذين يلحدون في أسماء الله وآياته الذين شابهوا المشركين وإنما يؤمنون بالأسماء والصفات على حقائقها اللائقة بالله جل وعلا .
ثم بين العلة في ذلك فقال (لأَنَّهُ سُبْحَانَهُ: لاَ سَمِيَّ لَهُ، وَلاَ كُفْءَ لَهُ، وَلاَ نِدَّ لهُ ، ولاَ يُقَاسُ بِخَلْقِهِ سُبْحَانَهَ وَتَعَالَى)
هذا تعليل لما سبق ، لِمَ لمْ ينفِ أهل السنة والجماعة عن الله ما وصف به نفسه ؟
قال (لأَنَّهُ سُبْحَانَهُ: لاَ سَمِيَّ لَهُ، وَلاَ كُفْءَ لَهُ) .
فإذن الصفات والأسماء وإن كان ظاهر المعنى قد يقتضي المشابهة ، فإن إثبات الأسماء لله جل وعلا وإثبات الصفات لله جل وعلا إثبات لها بإثبات اللفظ وإثبات المعنى الذي دل عليه اللفظ على ما يليق بالله جل وعلا ، وأما الاشتراك في بعض المعنى فإن هذا لا ينفيه أهل السنة والجماعة لأن الله جل وعلا هو الذي وصف نفسه بذلك كما سيأتي من قوله (فَإنَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ بِنَفْسِهِ وَبِغَيْرِهِ) وهذا لا يعني بحال المماثلة السنة لأن الله جل وعلا أنزل القرآن بلسان عربي مبين ومعنى ذلك أن الكلمات التي فيها ذكر الأسماء والصفات أنها تفهم باللغة
- لأنه لولا هذا القدر المشترك ما فهم المعنى العام للأسماء والصفات -
وهذا على أصل القاعدة المقررة وهي أن القول في الصفات كالقول في الذات يُحتذى فيه حذوه ويُنهج فيه منهاجه ، لأن الصفة ،كل صفة تناسب الموصوف فسمع المخلوق يناسب ذاته وسمع الله جل وعلا يناسب ذاته .
ولهذا فإن لله جل وعلا من الصفات أكملها وله من كل صفة كمال أكمل تلك الصفة وأعظمها وأشملها أثرا وأعمها متعلقا .

34- قال (لأَنَّهُ سُبْحَانَهُ: لاَ سَمِيَّ لَهُ، وَلاَ كُفْءَ لَهُ، وَلاَ نِدَّ لهُ)
هذه الألفاظ الثلاثة السمي ، والكفؤ ، والند ، هذه جاءت في القرآن وهي متقاربة المعنى .
قال جل وعلا ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ وقال سبحانه ﴿وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ وقال سبحانه ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ﴾ .
فالله جل وعلا لا سمي له لأنه قال ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ وهذا فيه الإنكار ، لأنه قال ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ والاستفهام إذا أتى بعده جملة يراد إبطالها فإنه يكون للإنكار وإذا أتى بعده جملة يراد إثباتها صار الاستفهام للتوبيخ أو للحث أو نحو ذلك من المعاني المقررة في علم العربية .
هنا قال ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ هذا فيه النفي يعني لا يعلم له سمي بل إنكار أن يُعلم له سمي سبحانه وتعالى ، فلا أحد من خلقه يعلم لله جل وعلا سميا

35- قال (ولاَ يُقَاسُ بِخَلْقِهِ سُبْحَانَهَ وَتَعَالَى)
هذه الكلمة من شيخ الاسلام إبطال لأصلٍ أصله الجهمية ، وأصله المعتزلة ، يعني أصله أهل الكلام
أهل البدعة الذين شقوا صف الجماعة في باب الأسماء والصفات بل وفي باب القدر قالوا إن الله جل وعلا يقاس بخلقه
ما معنى القياس ها هنا ؟
يعني أنه ما نفته العقول نفيناه وما أثبته العقل وأثبتته العقول أثبتناه .
وبناء على هذا نفوا عن الله جل وعلا أكثر الصفات الذاتية فقالوا إن إثبات الوجه لله جل وعلا يقتضي التجسيم والعقل ينفي هذا . كما أن الله جل وعلا لا تشبهه ولا تماثله شيء من الذوات فكذلك أسماؤه في عموم معناها وكُنْهِ اتصاف الله جل وعلا بها ، وكيفية الاتصاف وأثر ذلك الأسماء
كذلك لا يقاس هذا بخلق الله جل وعلا في أسمائهم

36- ثم ذكر تعليلا آخر للاتباع فقال (فَإنَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ بِنَفْسِهِ وَبِغَيْرِهِ)
لِمَ اتبعنا على هذا الوجه من التسليم ؟
لِمَ لم ندخل في هذا الأمر بالقياس وبالعقل وبما أصله طوائف ممن يسميهم أولئك الحكماء ؟
لأن الله جل وعلا هو الذي وصف نفسه بذلك وهو سبحانه أعلم بنفسه وبغيره .
هل تعلمون ذلك منه ؟ هل تعلمون كيف اتصف الله بصفاته ؟
هل يعلم المبتدعة والمؤولة والمحرفة كل المعنى الذي تحمله الصفة ؟
الجواب لا
وإذا كان كذلك فبطلت دعوى المجاز وبطلت دعوى التأويل الذي يصرف الألفاظ عن ظاهرها .
فإن الله جل وعلا أعلم بنفسه .
وهذا الباب باب الأسماء والصفات أعظم الأبواب التي يدخل منها الإيمان إلى القلب .
هذا الباب باب الأسماء والصفات محال أن يبقى فيه اللفظ محتملا وذلك لأنه لا مدخل فيه للاجتهاد
وإذا كان فيه مدخل للاجتهاد فمعنى ذلك أن فيه سبيلا لإضلال الناس ، والله جل وعلا إنما عرّف العباد بأسمائه وصفاته وأعلمهم بذلك ليكونوا في هذا الأصل العظيم على يقين وعلى ثَبَت وعلى إدراك تام لصفاته جل وعلا وما دلت عليه من المعاني ، وبهذا تخضع قلوبهم له وتذل قلوبهم له وتألهه جل وعلا محبة وانقيادا وتعظيما .
قال هنا (فَإنَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ بِنَفْسِهِ وَبِغَيْرِهِ) والعطف هنا في قوله (وبغيره) مهم لأن أولئك النفاة قاسوه جل وعلا بخلقه .
والقياس ممتنع لأن الله أعلم بنفسه فيما وصف به نفسه وأعلم بغيره الذين وصفهم بصفات يشتركون في ألفاظها مع صفات الله جل وعلا ويشتركون في جزء المعنى مع الله جل وعلا - يعني مع صفات الله وأسمائه جل وعلا - .
فهو أعلم بنفسه وما يصلح له وما يليق به جل وعلا ، وأعلم بخلقه وما يصلح لهم وما يليق بهم.
وهو جل وعلا وصف نفسه بالصفات ووصف خلقه .
سمى نفسه بالأسماء وسمى خلقه وهو أعلم بنفسه وبخلقه .
فلو كان مجال القياس واردا كما ادعوه ولو كانت الشبهة ووقوع التمثيل والتجسيم كما ادعوه واردا لكان في هذا إلباسا على متلقي هذا الدين ومتلقي القرآن ليؤمن به ، والله جل وعلا وصف آياته بأنها صدق وعدل فقال سبحانه ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً﴾ وفي القراءة الأخرى ﴿وَتَمَّتْ كَلِماتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً﴾ وهي صدق في الأخبار وعدل في الأحكام.
ولهذا فإن الله جل وعلا لما كان أعلم بنفسه وبغيره يعني وبخلقه فإنه يُتلقى ما سمى به نفسه وما وصف به نفسه بالتسليم العظيم لأنه لا أحد أعلم بالله من الله ولا أحد أعلم بالله من خلقه من رسول الله صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ .

37- قال بعده (وَأَصْدَقُ قِيلاً)
كما قال سبحانه ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً﴾ وقال (ومن أحسن من الله حديثا) 1 إذا أخبر عن أسمائه فهو صدق وحق وإذا أخبر عن صفاته فهو صدق وحق وإذا كان كذلك فمعناه أن دعاوى أولئك كلَها باطلة
- إذا طابق الواقع ما تقوله فهذا هو الصدق ، إذا خالف الواقع ، إذا خالف ما تقوله الواقع ، أو خالف الواقع ما تقوله فإن هذا يعد كذبا سواء كان خطأ أو كان متعمدا ، هذا في الاصطلاح .
ورسل الله جل وعلا صادقون يعني قام بهم الصدق ، لم يخبروا بشيء من أسماء الله جل وعلا وصفاته ولا من دينه إلا وقد طابق الواقع .
فهم لم يذكروا شيئا عن الله جل وعلا لا يطابق الواقع بل ما وصفوا الله جل وعلا به هذا يطابق الحال .
وصف الرسل ربهم جل وعلا بأنه استوى على العرش فقال موسى لفرعون ذكر أن ربه جل وعلا هو الأعلى فقال فرعون ﴿يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى﴾ فهذا العلو نفاه فرعون .
ورسل الله مجمعون على إرشاد الناس وتبيين تلك الصفات لهم .
فهو جل وعلا له الصفات وأخبر رسله بما له من الصفات ورسله أخبروا الخلق بذلك وهم صادقون في ذلك .
فمن نفى صفة فقد كذب الرسول ، هذا حقيقة حاله .
لكن قد يكون التكذيب له وجه من العذر فلا يكون كافرا بذلك

38 - قال هنا (بِخِلاَفِ الَّذِينَ يَقُولُونَ عَلَيْهِ مَا لاَ يَعْلَمُونَ)
القول على الله بلا علم حرام ، سواء أكان القول في الأسماء والصفات في العقائد أو في الأحكام العملية ، يعني سواء أكان في الأحكام الخبرية التي هي العقائد أو في الحلال والحرام وهي الأحكام العملية .
القول على الله بلا علم أشد المحرمات ولهذا عنه تفرع كل ضلال ، وقد ذكر الله جل وعلا تحريمه في عدة آيات في كتابه جل وعلا .
مَن هم الذين قالوا على الله ما لا يعلمون ؟
قالها كل مخالف للرسل .
فإن مشركي العرب مثلا وصفوا الله جل وعلا بخلاف ما قاله الرسل بخلاف ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام ، وأخبروا عن أسماء الله جل وعلا بخلاف ما جاءت به الرسل وعن صفات الله جل وعلا بخلاف ما جاءت به الرسل ، بل أثبتوا لله صفات ونفوا أسماء بما عندهم .
فقال الله جل وعلا عنهم ﴿وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ﴾ وهذا قول على الله بلا علم .
وقال عن اليهود ﴿لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء﴾ وأخبر أنهم قالوا ﴿يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ﴾ وهذا كله في باب الأسماء والصفات ، قالوا على الله ما لا يعلمون .
ورث هذا القول منهم من أولئك طوائفُ الضلال .
فالجهمية ومن تفرع عنهم من المعتزلة والأشاعرة والماتريدية وأشباه هؤلاء ، كل طائفة أثبتت لله أسماء ونفت صفات من عقولهم ومن آرائهم بلا دليل .


ملاحظة :
هناك تقديم وتأخير في الفائدة 33 - وكذلك زيادة مني بين الشرطتين لفهم الفائدة

أسال الله لي ولكن جميعا أن يثبتنا ويوفقنا في العلم النافع ويهدينا للإعتقاد والعمل الصالح ويجعله حجة لنا لا علينا وينفع بنا الإسلام والمسلمين

التعديل الأخير تم بواسطة أم معان ; 22-02-08 الساعة 01:23 AM
أم معان غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[إعلان] صفحة مدارسات مادة الثلاثة الأصول(مراحل قديمة) إبتسام بنت عبدالعزيز المهوّس أرشيف الفصول السابقة 315 21-12-13 08:21 PM
الدليل إلى المتون العلمية أمةالله المتون العلمية 58 17-01-08 10:11 PM
شرح العقيدة الطحاوية نور الإسلام روضة العقيدة 0 15-07-07 11:08 AM
الفوائد الحسان من شرح الشيخ سليمان العلوان على العقيدة الواسطية عائشة صقر روضة العقيدة 8 24-05-07 09:46 PM
~ مكتبة طالب العلم ~ بشـرى مكتبة طالبة العلم الصوتية 8 18-02-07 05:40 PM


الساعة الآن 11:57 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .