مجموعة اليقين...لدراسة سلسلة اسماء الله الحسنى

[نور الصباح]

ما هو الاسم ؟
النحاة يعرفون الاسم من حيث هو يقولون
الاسم: مادل على معنى في نفسه و لم يقترن بزمن, زيد, مسجد .
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول :بأن أسماء الأشياء هي الألفاظ الدالة عليها , فهذا كأس و هذه ساعة, و هذا الذي بيدك كتاب.
فهي الألفاظ الدالة على الأشياء إما بالإشارة فنشير إليه, إما بالإشارة الحسية, أو بأسماء الإشارة, نقول: هذا أفضل من هذا, أو نقول: خذ هذا
و قد نتعرف على الأشياء بما يدل عليها من الضمائر
و نتعرف عليها بأسمائها, التي وضعت لها, فهذا زيد, و هذا عمرو, و هذا صالح, و هذا ثوب, و هذا منزل .

وما هي الصفة؟
الصفة :هي الاسم الدال على بعض أحوال الذات .
و عبر عنها ابن فارس – رحمه الله يقول عن الصفة: بأنها الأمارة اللازمة للشيء, هذا طويل و هذا قصير, هذا مريض و هذا صحيح, و هذا عالم و هذا جاهل .
أسماء الله عز و جل مشتقة مافيها اسم جامد, الاسم الجامد, يعني غير المشتق, فالمشتق معنى ذلك أنه يدل على صفة أو مشتق من صفة, فالرحيم من الرحمة و الغفور من الغفر, و الرزاق من الرزق, و الخالق من صفة الخلق, و الحي من صفة الحياة,
فأسماء الله تبارك و تعالى تدل على أوصاف كلها مشتقة و لا شك أن المشتق أبلغ من الجامد؛ لأن الجامد لا يدل على صفة,أسماء الله كل ما دل على ذات الله مع صفات الكمال القائمة به, نقول :
العزيز دل على ذات الله, و دل على صفة العزة
فهذه أسماؤه تبارك و تعالى تدل على ذاته, و تدل على صفة تقوم به ملازمة للذات,
أما الصفات: فهي نعوت الكمال القائمة بالذات,
إذا الاسم يدل على أمرين, و الصفة تدل على شيء واحد

ما الفرق بين الاسم والصفة ؟
أول فرق:
أن الأسماء يشتق منها صفات, أما الصفات فلا يشتق منها أسماء,
هذه عقيدة أهل السنة و الجماعة, في هذا الباب الأسماء يشتق منها صفات, كل الأسماء مشتقة
و كل اسم يشتق منه صفة لله تبارك وتعالى,
الكريم, مشتق من صفة الكرم, الكريم اسم و الكرم صفة,
من الأسماء الرب ¸والرب اسم من أسمائه يشتق منه صفة الربوبية,
, أن أسماء الله - تبارك و تعالى- توقيفية, فلا نأخذ له أسماء نحن نفهمها من الصفات, لا نسميه إلا بما سمى به نفسه, أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم فقط
فإذا رأيت صفة مثل الكلام فإنك لا تأخذ منها صفة لله عز و جل, و تقول من أسمائه المتكلم,
فالقاعدة من الآن أن كل أسماء الله عز و جل مشتقة, فهي دالة على أوصاف الكمال, فأسماؤه أسماء, و في نفس الوقت هي نعوت تدل على صفات الكمال له تبارك و تعالى, و لا تنافي فيها كونها علمية تدل على الذات, و بين الوصفية فالرحمن علم على الذات الإلهية, و هو أيضا يتضمن صفة و هي الرحمة, فإسميته و وصفيته لا تنافي بينها,


ثاني فرق:
اسماء الله عزوجل لا تشتق من أفعال الله - تبارك وتعالى-
فالله من أفعاله أنه يحب ويكره ويضحك, وينزل إلى السماء الدنيا ويغضب، فلا نقول أخذاً من هذه الأفعال أن نسميه المحب الكاره الغاضب النازل, ما إلى ذلك, الأسماء لا تشتق من الأفعال
أما الصفات فإنها تشتق من الأفعال :
فمثلا : " يحبهم ويحبونه " هذا فعل, ونشتق منه صفة فنثبت لله - عز وجل- صفة المحبة,
الله - عز وجل- غضب على أقوام ( غضب يغضب ), إذا وردت هذه اللفظة في أفعال الله عز وجل يمكن أن نشتق منها صفة, فنقول من صفاته - سبحانه وتعالى- صفة الغضب ، ومن أفعاله أنه يغضب، فالصفات تشتق من الافعال، الأسماء لا تشتق من الأفعال؛ ولهذا قيل :
باب الأسماء أضيق من باب الصفات
وباب الأفعال أوسع من باب الصفات
باب الصفات أوسع من باب الأسماء
باب الأفعال أوسع من باب الصفات, إلا إذا أدخلنا الأفعال في جملة الصفات, وإذا أردنا أن نوضح هذا أكثر نقول:
باب الصفات أوسع من باب الأسماء
وباب الإخبار أوسع من باب الصفات
باب الإخبار بمعنى أنك تخبر عن الله عز و جل فأنت يمكن أن تعبر بعبارة لا تكون (هذه العبارة) تنقيصا من حق الله عز وجل ، ولا تكون غير لائقة لله عز و جل ، تعبر بها لا من باب الوصف ولكن من باب الخبر ، فباب الأخبار أوسع من باب الصفات وباب الصفات أوسع من باب الأسماء....

ثالث فرق:
إن أسماء الله تعالى وصفاته تشترك في الاستعاذ ة والحلف
الأسماء مثل العزيز . تقول :أعوذ بالعزيز ..أعوذ بالله ..أعوذ بالرحمن.
فالأسماء والصفات تشترك بالإستعاذة والحلف
تقول:والله والعزيز والرحمن والعظيم والعلىّ ، تحلف بأسماء الله عز و جل ،
وأيضا تحلف وتستعيذ بالصفة ، تقول : وعزة الله وعظمة الله
ملاحظة : هل يمكن اعتبار الثالث فرق ؟ام انه تشابه واشتراك .

تمـــــــــــــــــت