العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة العقيدة

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-01-08, 07:29 PM   #24
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

السُبُوح
جل جلاه وتقدست أسماؤه
المعنى اللغوي :
التسبيح : التنزيه.
قال الأزهري : وسبحان الله : معناه تنزيهاً لله من الصاحبة والولد.
وقيل : تنزيه الله تعالى عن كل ما لا ينبغي أن يوصف به.
ونصبه أنه في موضع فعل على معنى تسبيحاً له ، تقول سبحت الله تسبيحاً له ، أي : نزهته تنزيهاً.
قال ثعلب : كل اسم على "فعول" فهو مفتوح الأول ، إلا السُبُوح والقدوس فإن الضم فيهما أكثر.
وقال سيبويه : ليس في الكلام فعول بواحدة.
وقال الأزهري : وسائر الأسماء تجيء على فعول ، مثل : سفود وقفور وقبور وما أشبهها.
قال : والفتح فيهما ، أي (السبوح والقدوس) أقيس ، والضم أكثر استعمالاً وهما من أبنية المبالغة والمراد بهما التنزيه.
وروده في الحديث الشريف :
ورد في حديث عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله  كان يقول في ركوعه وسجوده : "سبوح قدوس رب الملائكة والروح.
معنى الاسم في حق الله تعالى :
قال أبو إسحاق الزجاج : السُبوح : الذي ينزه عن كل سوء.
وقال ابن سيده : سبوح قدوس من صفة الله عز وجل ؛ لأنه يسبح ويقدس.
وقال الحليمي : السبوح معناه : المنزه عن المعائب ، والصفات التي تعتري المحدثين من ناحية الحدث، والتسبيح : التنزيه.
وقال النووي : وقال ابن فارس والزبيدي وغيرهما : سبوح هو الله عز وجل ، فالمراد بالسبوح القدوس : المسبح المقدس ، فكأنه قال : مسبح مقدس رب الملائكة والروح ، ومعنى سبوح : المبرأ من النقائص والشريك ، وكل ما لا يليق بالإلهية ، وقدوس : المطهر من كل ما لا يليق بالخالق.
من آثار الإيمان بهذا الاسم :
1-الله تبارك وتعالى منزه عن كل عيب ونقص وسوء ، فله الكمال المطلق سبحانه وتعالى.
2-الله جل شأنه يسبحه من في السماوات ومن في الأرض ، بمختلف اللغات ، وأنواع الأصوات ، قال سبحانه : تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً (الإسراء:44)
قال أبو إسحاق الزجاج : قيل إن كل ما خلق الله يسبح بحمده ، وإن صرير السقف وصرير الباب من التسبيح ، فيكون على هذا الخطاب للمشركين وحدهم :
وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ وجائز أن يكون تسبيح هذه الأشياء بما الله به أعلم لا نفقه منه إلا ما علمناه.
قال : وقال قوم : وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ أي ما من دابة إلا وفيه دليل أن الله عز وجل خالقه ، وأن خالقه حكيم مبرأ من الأسواء ، ولكنكم أيها الكفار لا تفقهون أثر الصنعة في هذه المخلوقات !
قال أبو إسحاق وليس هذا بشيء لأن الذين خوطبوا بهذا كانوا بهذا كانوا مقرين أن الله خالقهم وخالق السماء والأرض ومن فيهن، فكيف يجهلون الخلقة وهو عارفون بها ؟
قال الأزهري : ومما يدلك على أن تسبيح هذه المخلوقات تسبيح تعبدت به قول الله عز وجل للجبال : يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (سـبأ: من الآية10) ومعنى (أوبي) : سبحي مع داود النهار كله إلى الليل ، ولا يجوز أن يكون معنى أمر الله عز وجل للجبال بالتأويب إلا تعبداً لها.
وكذلك قوله تعالى : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (الحج:18) فسجود هذه المخلوقات عبادة منها لخالقها لا نفقهها كما لا نفقه تسبيحها.
وكذلك قوله : وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ (البقرة: من الآية74) وقد علم الله هبوطها من خشيته ولم يعرفنا ذلك فنحن نؤمن بما أعلمنا ، ولا ندعي بما لا نكلف بأفهامنا من علم على فعلها كيفية نحدها
وهو كلام نفيس جار على مذهب السلف من إجراء النصوص على ظاهرها والبعد عن التأويل والتكلف المذمومين.
وقد ذهب إلى هذا ابن جرير الطبري رحمه الله فقال في تفسير : وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ : وما من شيء من خلقه إلا يسبح بحمده.
واستدل لصحة ذلك بما رواه جابر عن النبي  قال : (ألا أخبركم بشيء أمر به نوح ابنه ، إن نوحاً قال لابنه : "يا بني آمرك أن تقول : سبحان الله وبحمده ، فإنها صلاة الخلق وتسبيح الحق ، وبها ترزق الخلق ، قال الله تعالى : وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ 3-كان الرسول  يذكر هذا الاسم في ركوعه وسجوده ، داعياً ربه عز وجل به ، كما مر معنا في الحديث السابق.
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:01 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .