03-11-06, 02:10 AM | #1 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
** فضيلة الصمت **
الحث على لزوم الصمت وحفظ اللسان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت". قال أبو حاتم: الواجب على العاقل أن يبلغ مجهوده في حفظ اللسان حتى يستقيم له، إذ اللسان هو الموُردُ للمرءِ موارد العَطب. والصمت يكسب المحبةَ والوقار، ومن حفظ لسانه أراح نفسه، والرجوُع من الصمت أحْسنُ من الرجوع عن الكلام، والصمت منام العقل، والمنطق يقظته. وأنشدني الكريزي. أقللْ كلامك واستعذ من شره ... إن البلاء ببعضه مقرونُ قال أبو الدرداء:"لا خير فى الحياة إلا لأحد رجلين منصت واع أو متكلم عالم".وأحفظ لسانك واحتفظ من غَيّه ... حتى يكون كأنه مسجون وَكِّل فؤادَك باللسان، وقل له ... إن الكلام عليكما موزون فزِنَاهُ ولْيَكُ مْحكَما ذا قِلَّةٍ ... إن البلاغة في القليل تكون قال الأحنف بن قيس: "الصمت أمان من تحريف اللفظ، وعصمة من زيغ المنطق، وسلامة من فضول القول، وهيبة لصاحبه". قال أبو حاتم: الواجب على العاقل أن يلزم الصمت إلى أن يلزمه التكلم، فما أكثر من ندم إذا نطق، وأقل من يندم إذا سكت، وأطول الناس شقاء وأعظمهم بلاء من ابتلى بلسان مطلق، وفؤاد مطبق. واللسان فيه عشر خصال يجب على العاقل أن يعرفها، ويضع كل خصلة منها في موضعها: هو أداة يظهر بها البيان، وشاهد يخبر عن الضمير، وناطق يرد به الجواب، وحاكم يفصل به الخطاب، وشافع تدرك به الحاجات، وواصف تعرف به الأشياء، وحاصد تذهب الضغينة، ونازع يجذب المودة، ومُسَلٍّ يذكى القلوب ومُعَزٍّ تردّ به الأحزان. ولقد أحسن الذي يقول: إن كان يعجبك السكوت فإنه ... قد كان يعجب قبلك الأخيارا ولئن ندمت على سكوت مرة ... فلقد ندمتَ على الكلام مرارا إن السكوت سلامة، ولربما ... زرع الكلام عداوة وضرارا وإذا تقرّب خاسرٌ من خاسر ... زادا بذاك خسارة وتبارا عن مالك بن دينار عن الأحنف بن قيس قال: قال عمر بن الخطاب:"يا أحنف، مَنْ كثر كلامه كثر سَقَطه، ومن كثر سقطه قَلَّ حياؤه، ومن قلّ حياؤه قل ورعه، ومن قلّ ورعه مات قلبه ". أنشدني الأبرش: ما ذَلّ ذو صمت، وما من مكثر ... إلا يَزِلُّ، وما يُعاب صَمُوتُ إن كان منطق ناطق من فضّة ... فالصمتُ دُرُّ زانه الياقوت قال أبو حاتم - رضي الله عنه: - الواجب على العاقل أن ينصف أذنيه من فيه، ويعلم أنه إنما جعلت له أذنان وفم واحد ليسمع أكثر مما يقول، لأنه إذا قال ربما ندم، وإن لم يقل لم يندم، وهو على رد ما لم يقل أقدر منه على رد ما قال، والكلمةُ إذا تكلّم بها ملكته، وإن لم يتكلم بها ملكها، والعجب ممن يتكلم بالكلمة، إن هي رُفِعتْ ربما ضَرَّته، وإن لم ترفع لم تضره، كيف لا يصمت؟ ورُبَّ كلمة سَلبتْ نعمة! لعمرك ما شيء علمت مكانه ... أحق بسجن من لسان مذَلَّل على فيك مما ليس يعنيك شأنُه ... بِقُفْلٍ وثيقٍ ما استطعت فأقْفِل فربَّ كلامٍ قد جرى من مُمَازح ... فساق إليه سَهمْ حَتْفٍ معجَّل وللَصمتُ خيرٌ من كلام بمأثم ... فكن صامتاً تَسْلَم، وإن قُلْتْ فاعدِل قال أبو حاتم رضي الله عنه: لسان العاقل يكون وراء قلبه، فإذا أراد القول رجع إلى القلب، فإن كان له قال، وإلا فلا، والجاهل قلبه في طرف لسانه، ما أتى على لسانه تكلم به، وما عَقَلَ دينه من لم يحفظ لسانه. واللسان إذا صلح تبين ذلك على الأعضاء، وإذا فسد فكذلك. (من كتاب روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[إعلان] صفحة الاستفسارات العلمية يجيب عليها فضيلة الشيخ عبد الكريم باصويطين// القديمة | ام يونس ليلى | أرشيف الفصول السابقة | 6 | 21-10-13 01:06 AM |