العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة الفقه وأصوله

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-10-06, 10:45 PM   #1
أم أســامة
~ كن لله كما يُريد ~
افتراضي الحسد وأسباب الوقاية منه << مهــم جــداً في زمن كثر فيه الحسد والعين

ما جاء في الحسد وأسباب الوقاية منه
*******************************


الحسد هو أن يتمنى الحاقد والحاسد زوال نعمة الله تعالى عند المحسود، سواء عادت نعمة الله عند المحسود على الحاسد أم لم تعد. والحسد نوع من الكفر، فالحاسد يعترض على الإرادة التي أعطت النعمة.

أدلة من القرآن الكريم:
*******************


والحسد حقيقة واقعة، مجزوم بها، قام الدليل عليها من القرآن الكريم والسنة النبوية والمعقول، وبيان ذلك قال تعالى: {وقال يابني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغنى عنكم من الله من شىء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون} يوسف، آية67.
فلو لم يكن الحسد حقاً لما خشى يعقوب عليه السلام على أبنائه منه، وقد أوصاهم أن يدخلوا من أبواب متفرقة مخافة أن تصيبهم أعين الحساد.
وقال الله تعالى: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله، فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً} (النساء، آية54).

وجه الدلالة في الآية: أنها تدل بمنطوقها على أن فئة من الناس كانوا يحسدون من أنعم الله عليهم من آل إبراهيم لما أنزل عليهم الكتاب والحكمة والملك العظيم.
وقال الله تعالى: {سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم. يريدون أن يبدلوا كلام الله، قل لن تتبعونا كذلك قال الله من قبل، فسيقولون، بل تحسدوننا، بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا} الفتح، آية15.

وجه الدلالة: في الآية الكريمة أن قول المنافقين مخاطبين المؤمنين بهتاناً وإثماً مبيناً {بل تحسدوننا} بهتاناً وإثماً مبينا، يدل على أن الحسد حقيقة واقعة.


السنة النبوية:
***********

1 - ما رواه البخاري عن عروة بن الزبير عن زينب ابنة أبي سلمة عن أم سلمة - رضى الله عنها - أن النبي عليه الصلاة والسلام رأى في بيته جارية في وجهها سفعة، فقال: "استرقوا لها، فإن بها النظرة" والسفعة سواد واحمرار وصفرة (أخرجه البخاري في صحيحه).
وجه الدلالة: أنه يدل بمنطوقه على تأثير العين الحاسدة ولهذا أمر بالرقية عليها.
2 - ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العين حق"
وجه الدلالة: أنه يدل بمنطوقه على أن العين الحاسدة حقيقة ثابتة موجودة.
3 - ما رواه مسلم والترمذي: عن ابن عباس رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا" أخرجه مسلم والترمذي واللفظ لمسلم.

المعقول:
********
ومنه ما يلي:

1 - "إن الروحي المعنوي يؤثر على المادي الحسي، ونستطيع أن نتأكد من صحة ذلك، بوقائع كثيرة، نراها كثيراً في حياتنا، مثال على ذلك: "إننا نشاهد الميت، يموت لمجرد أن تفارق روحه جسده، والإنسان بشكل عام لا يحيا إلا بوجود روحه في جسده، وإذا فارقت روحه جسده، فإنه بالضرورة يموت، ومع كل ذلك، فنحن لا نرى الروح، ولا نحسها بحواسنا، مع أنها أثرت على الجسد المادي الحسي، والعين من هذا القبيل".

2 - "وأيضاً عندما ينام الإنسان، والنوم موت أصغر، فإنه يهمد، ويغفو وينقطع عن الحياة انقطاعاً مؤقتاً، ولا يصحو، ولا يقوم، إلا إذا فارقه ذلك الشىء العجيب المجهول المعلوم، ألا وهو النوم، ونحن لا نحس ذلك النوم، ولا نبصره، والعين تشبه هذا الأمر أيضاً.

3 - "إن انفعالات النفس المختلفة، كانفعال الهم والحزن والفرح والسرور.. الخ تؤثر على الإنسان، روحاً وجسداً، فالهم يذيب الجسم، والفرح ينعشه كما هو معروف، والهم والحزن، لا نحسهما، ولا نبصرهما.. ومع ذلك فإنهما يؤثران على الجسم المادي الحسي المشاهد تأثيراً بالغاً، وتأثير العين كهذين الأمرين.

4 - "ولقد أثبت العلم الروحي الحديث المنشأ بأن التنويم المغناطيسي، هو من جراء تأثير الروح على الجسم المادي المحسوس".
فالعالم الروحي عندما ينوم إنساناً تنويماً مغناطيسياً ، ويفقد السيطرة على جسمه وحواسه، يستشف ما في داخل نفسه من أفكار وأحلام، ويتصرف به كيفما أراد، فإنه يفعل كل ذلك لمجرد أن يقف أمامه، وأن ينظر إليه ويفكر فيه، وبذلك يقضي على شعوره ووجدانه، حتى لا يحس ضرباً ولا ألماً.. وليس في هذا التنويم شىء من الاتصال أو الملامسة إنما هو تسليط روح على روح".


أوصاف الحاسد "خلقاً وخلقة":
************************

بيان أوصاف الحاسد خلقاً وخلقة من الأهمية بمكان وذلك من أجل التعرف عليه لتجنب حسده، فالداء إذا عرف أمكن وصف العلاج إليه بسهولة، وإلا فلا.ويعرف الحاسد عن طريق:

1 - الكلام الذي يصدر منه نحو المحسود:
*****************************

وهذا الكلام الذي يصدر منه يعبر عما في نفسه في صورة نقد لاذع فاضح واضح للمحسود، ومن هذا القبيل نجده يعيب على قدر الله، بل يلعن القدر، وهذا الأسلوب قمة الكفر والإلحاد.
وقد يكون كلامه في صورة ضحك ومزاح، فالبسمة والخلجة للوجه والكلمة والنظرة يستنتج منه المؤمن الكيس الفطن معاني متباينة ونوايا مختلفة.

2 - الإشارة:
**********


فالتعيين بالإشارة يسد مسد التعيين بالكلام للإفصاح عما تجيش في نفس الشخص من تغييرات مختلفة، ولهذا قال الله تعالى: {آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا} والرمز الإشارة.
ولهذا فإن الحاسد يستطيع ان يعبر عما في نفسه من حسد عن طريق هذه الإشارة، ويستطيع المحسود أن يفهم من هذه الإشارة نيات الحاسد الشريرة، وخاصة وأن الإشارة صارت علما متخصصاً يدرس لذوي بعض الاحتياجات الخاصة كالبكم والصم.


كيفية وقوع الحسد وإتمامه:
***********************

أما كيفية وقوع الحسد فعلا وكيفية إتمامه فيكون عن طريق تكييف النفس بكيفية رديئة بين نوع معين، تنبعث من عين الحاسد قوة سمية معنوية تتصل بالمحسود فيتألم ويتضرر ونظيره ومثيله انبعاث قوة سمية من الأفعى تتصل بالإنسان فيهلك، فقد اشتهر عن نوع من الأفاعي إذا وقع سمها على إنسان هلك، فهكذا العائن، وقال البعض:

لا يستبعد أن ينبعث من عين بعض الناس جواهر لطيفة غير مرئية فتتصل بالعين وتخترق وتتخلل مسام جسمه، فيحصل له الشر والضرر ولا ريب ان الله تعالى خلق في الأجسام والأرواح قوى وطبائع مختلفة، وجعل في كثير منها خواص، وكيفيات مؤثرة في الأجسام، كما هو مشاهد ومحسوس، فأنت ترى الوجه يحمر خجلاً إذا نظر إليه من يستحي منه، ويصفر خوفاً وفزعاً عند نظر من يخافه، وقد تشاهد الناس من يسقم ويمرض من النظر وتضعف قواه بوساطة تأثير الأرواح، ولشدة ارتباط الأرواح بالعين، ينسب الفعل إليها، وليست هي الفاعلة، بل التأثير للروح والأرواح مختلفة في طبائعها وقواها وخواصها، فروح الحاسد مؤذية للمحسود أذى بينا، لا ينكره إلا من هو خارج عن دائرة الإنسانية، ولذا أمر الله تعالى رسوله عليه الصلاة والسلام أن يستعيذ به من شر الحاسد إذا حسد، والحسد أصله الإصابة بالعين، فإن النفس الحاقدة تتكيف بكيفية خبيثة وتقابل المحسود فتؤثر فيه تلك الخاصية. وكل ذلك بقدر الله وقدرته جل شأنه. (انظر الحسد والحاسد والمحسود، عبدالخالق العطار).


آثار الحسد:
*********

للحسد آثار مدمرة تلحق الحاسد والمحسود.

1_ أما التي تلحق الحاسد فمنها إفساد الطاعة وإمحاق الثواب، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: "إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات، كما تأكل النار الحطب والعشب" أخرجه ابو داود.

2ــ ومنها ايضا حرمان الشفاعة، ودخول النار، والتعب والهم في الدنيا من غير فائدة. قال ابن السماك: (لم أر ظالما أشبه بالمظلوم من الحاسد، تعب دائم وعقل هائم وغم لازم).

3ــ ومن آثاره عمى القلب، حتى لا يكاد الحاسد يفهم حكما من أحكام الله، قال سفيان: لاتكن حاسداً تكن سريع الفهم، ومنها الحرمان والخذلان، فلا يكاد يظفر بمراده ولذلك قيل: الحسود لا يسود.

أما الآثار التي تلحق المحسود في الدنيا: فهي الضرر الذي يلحقه في نفسه أو ماله أو أسرته.

فإذا وقع الحسد على النفس، أصيب صاحبه بشيء من الأمراض النفسية، كأن يصاب بالصدود عن القيام بواجباته، وقد يصاب بميل إلى الانطواء والابتعاد عن المشاركة في المعيشة وفي تناول الطعام والشراب، بل قد يشعر بعدم حب وود ووفاء وإخلاص أقرب وأحب الناس له، وقد يجد في نفسه ميلا للاعتداء على الآخرين بالسب واللعن والشتم، وقد يصل الميل العدواني إلى الاعتداء بالجوارح ويضير من طبعه العناد، ويرفض التعاون والتفاهم، ويميل إلى عدم الاهتمام بمظهره وملبسه، ولا يألفه أهله وأحبائه وأصحابه ويسيطر عليه الإحساس بالضيق والزهق، ويشعر بالاختناق ويصير لا يستقر له حال أو فكر أو مقال، وليس بلازم أن يظهر جميع هذه الأعراض على المحسود، بل قد يظهر بعضها فقط.

وإذا كان الحسد واقعاً على المال، فيصاب المحسود بارتباك وضيق في التعامل مع غيره بشأن المال، كما يصاب بالخبل في إعداد وتصنيع أو جلب أو عرض البضائع للتداول، وقد تتعرض البضائع للتلف وتخيم على حركة البيع سحابة من الركود والكساد وقلة التداول والحركة، وأهم من ذلك أن صاحب المال المحسود يضيق ذرعاً، بل قد لا يقبل رؤياه أو التحدث عنه والعمل من أجله.

"وإذا كان الحسد واقعاً على البدن، فإنه يصاب بالخمود والخمول والكسل والخزل والهزال وبعض الأوجاع".



توقيع أم أســامة
:

قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِى صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا »
سنن ابن ماجه .


قـال ابـن رجب ـ رحمـه الله ـ: «من مشى في طاعة الله على التسديد والمقاربة فـليبشر، فإنه يصل ويسبق الدائب المجتهد في الأعمال، فليست الفضائل بكثـرة الأعمـال البدنية، لكن بكونها خالصة لله ـ عز وجل ـ صواباً على متابعة السنة، وبكثرة معارف القلوب وأعمالها. فمن كان بالله أعلم، وبدينه وأحكامه وشرائعه، وله أخوف وأحب وأرجى؛ فهو أفضل ممن ليس كذلك وإن كان أكثر منه عملاً بالجوارح».


" لا يعرف حقيقة الصبر إلا من ذاق مرارة التطبيق في العمل , ولا يشعر بأهمية الصبر إلا أهل التطبيق والامتثال والجهاد والتضحية "

:
أم أســامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .