17-10-13, 02:14 AM | #1 |
~مشارِكة~
|
- ° الاستغفار القرآني ° -
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبييّن وعلى آله وصحبه أجمعين، |~ مسائل في الدعاء القرآني ~| - ° الاستغفار القرآني ° - ~ أصل الغفر: الستر، قال الرّاغب: "الغفر: إلباس ما يصونه عن الدّنس... والغفران والمغفرة من الله هو أن يصون العبد من أن يمسّه العذاب. والاستغفار طلب ذلك بالمقال والفعال" [المفردات: 609]. وقصر المغفرة على ستر الذنب خطأ نبه عليه شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: "المغفرة معناها وقاية شر الذنب بحيث لا يعاقب على الذنب فمن غفر ذنبه لم يعاقب عليه. وأما مجرد ستره فقد يعاقب عليه في الباطن ومن عوقب على الذنب باطنا أو ظاهرا فلم يغفر له"[الفتاوى:10/317]. ومن الغفر كان هذا الاسم العظيم لله تعالى في القرآن بصيغة المبالغة (غفور) في أكثر من خمسين موضعا، وبأل التعريف (الغفور) في أحد عشر موضعا، وبصيغة فعال (الغفار أو غفارا) في أربعة مواضع: [ص: 66، الزمر: 5، غافر: 42، نوح: 10]. قال أبو حامد الغزالي: "الغفار مبالغة في المغفرة بالإضافة إلى مغفرة متكررة مرة بعد أخرى، فالفعال ينبئ عن كثرة الفعل، والفعول ينبئ عن جودته وكماله وشموله، فهو غفور بمعنى أنه تام المغفرة والغفران، كاملها حتى يبلغ أقصى درجات المغفرة" [المقصد الأسنى: 105]. "والمغفرة هبة من الله تعالى لعباده، قال ابن القيم: المغفرة فضل من الله، وإلا فلو أخذك بمحض حقه، كان عادلا محمودا، وإنما عفوه بفضله لا باستحقاقك" [المدارج: 1/ 223]. ~ اقتران اسم الغفور ومشتقاته بغيره: «الغفور»: جاء مقرونا بالرحيم في نحو خمسين موضعا، ومطلقا في قوله: ﴿ وَرَبٌّ غَفُورٌ ﴾ [سبأ:15]، ومقرونا بالشكور في موضعين [فاطر:30، والشورى: 23]، ومقرونا بالحليم في أربعة مواضع: [البقرة: 225، و235، وآل عمران: 155، والمائدة: 101]، وبالعزيز ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: 28]، وبالودود ﴿ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ﴾ [البروج: 14]، وبالعفو في موضعين [النساء: 43، و99]. «الغفار»: ثلاثة مواضع [ص: 66، والزمر:5، وغافر:42].
فظهر بهذا أنه غالبا ما يقترن في القرآن اسم الغفور بالرحيم، وصفة المغفرة بالرحمة؛ لأن مغفرة الله تعالى لعباده سببها رحمته بهم سبحانه، وهو أرحم من الوالدة بولدها. والله تعالى قد أخبرنا بأنه غفور، وأمر نبيه عليه الصلاة والسلام أن يخبرنا بذلك لنستجلب مغفرته بالاستغفار ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ۞ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ﴾ [الحجر: 49،50] وفي هذه الآية غاية النصح للعباد؛ لأنها أخبرت عن رحمة الله تعالى ومغفرته، وقد يظن بعض الناس أنه ليس محتاجا إلى المغفرة والرحمة فقرن في الآية الإخبار بأن عذابه سبحانه أليم، فلا مفر حينئذ من طلب مغفرته ورحمته. ومهما بلغت ذنوب العباد فهي مغفورة بالتوبة والاستغفار ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]. ﴿ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ﴾ [البروج: 14] فهو عز وجل يغفر ويود أن يغفر، ويتودد إلى أوليائه بالمغفرة. وكل ما سبق يدل على أهمية استجلاب مغفرة الله تعالى، واستمطار رحمته سبحانه بالاستغفار، والظاهر لي أن الاستغفار والتسبيح هما أكثر أنواع الذكر ورودا في القرآن، وقد جاء الاستغفار في مقامات كثيرة، وبأساليب متنوعة، ومن ذلك: - أولا: استغفار الملائكة للمؤمنين: جاء ذلك في آيتين، هما قول الله تعالى ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [غافر: 7] وقوله تعالى ﴿ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ ﴾ [الشورى: 5]. فما قيمة الإنسان بلا إيمان؟! وحملة العرش ومن حوله يستغفرون للمؤمنين!! والله إن هذه الآية يجب أن يتوقف عندها المؤمن مليًا ليحمد الله تعالى أن نظمه في سلك المؤمنين. "وهذا أيضا يدل على محبة الملائكة للمؤمنين، وأن المؤمنين في الأرض وفي السماء بعضهم أولياء بعض، وهو يحتم على المؤمن محبة الملائكة عليهم السلام. قال مطرف بن عبد الله رحمه الله تعالى: أنصح عباد الله للمؤمنين هم الملائكة، وأغش الخلق للمؤمنين هم الشياطين" [تفسير البغوي: 7/141]. وآية غافر تفسر آية الشورى، وتخصص استغفار الملائكة لأهل الأرض بالمؤمنين منهم. ويزيد ذلك إيضاحا قوله تعالى عنهم أنهم يقولون في استغفارهم للمؤمنين ﴿ فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ ﴾ لأن ذلك يدل دلالة واضحة على عدم استغفارهم للكفار.[أضواء البيان: 7/40]. - الثاني: استغفار الرسل للمؤمنين، وهو على نوعين: النوع الأول: عام: ومنه دعوة نوح عليه السلام ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ﴾ [نوح: 28]. وكذلك دعوة إبراهيم عليه السلام ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾ [إبراهيم: 41]. ودعوتهما عليهما السلام يدخل فيها كل مؤمن ومؤمنة إلى أن تقوم الساعة. النوع الثاني: خاص: ومنه استغفار يوسف عليه السلام لإخوته ﴿ قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 92]. قال القرطبي: (يغفر الله لكم) مستقبل فيه معنى الدعاء، سأل الله أن يستر عليهم ويرحمهم" [تفسير القرطبي 9/258]. وقال ابن عاشور: " وأعقب ذلك بأن أعلمهم بأن الله يغفر لهم في تلك الساعة؛ لأنها ساعة توبة، فالذنب مغفور لإخبار الله في شرائعه السالفة دون احتياج إلى وحي سوى أن الوحي لمعرفة إخلاص توبتهم" [التحرير والتنوير 13/50]. ومنه أيضا: "استغفار يعقوب عليه السلام لبنيه ﴿ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [يوسف: 98] فوعدهم بالاستغفار لهم، والأنبياء عليهم السلام يفون بوعودهم. قال عطاء الخراساني رحمه الله تعالى: طلب الحوائج من الشباب أسهل منه من الشيوخ، ألم تر قول يوسف:" لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم" وقال يعقوب:"سوف أستغفر لكم ربي"[تفسير القرطبي 9/ 258]. ومنه أيضا: استغفار الكليم لأخيه هارون عليهما السلام ﴿ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأعراف: 151] وكذلك استغفاره عليه السلام لقومه لما عبدوا العجل ثم لما قالوا أرنا الله جهرة فقال عليه السلام ﴿ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ﴾ [الأعراف: 155]. ومنه أيضا: استغفار عيسى عليه السلام لقومه: ﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [المائدة: 118] ويحتمل أن هذه الآية لا تتضمن الاستغفار لهم، وإنما هي تفويض أمرهم إلى الله تعالى، قال ابن عاشور: "فوض أمرهم إلى الله فهو أعلم بما يجازيهم به؛ لأن المقام مقام إمساك عن إبداء رغبة لشدة هول ذلك اليوم، وغاية ما عرض به عيسى أنه جوز المغفرة لهم رحمة منه بهم"[7/ 117]. والذي يظهر لي أنها صالحة للتفويض والاستغفار لهم، ويكون استغفارا بأسلوب فيه تأدب مع الله تعالى، وتعظيم له، وإعظام لذنبهم. أما ما يدل على أنها تصلح تفويضا دون الاستغفار لهم فحديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (... ثُمَّ يُؤْخَذُ بِرِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِي ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ: أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ العَبْدُ الصَّالِحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ: ﴿ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ۞ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾[المائدة: 117، 118]، قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الفَرَبْرِيُّ، ذُكِرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَبِيصَةَ، قَالَ: "هُمُ المُرْتَدُّونَ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ فَقَاتَلَهُمْ أَبُو بَكرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ" [رواه البخاري: 3447، ومسلم: 2860]. وأما ما يدل على أنها صالحة لأن تكون استغفارا لهم حديث أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَقَرَأَ بِآيَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ، يَرْكَعُ بِهَا وَيَسْجُدُ بِهَا: ﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [المائدة: 118] فَلَمَّا أَصْبَحَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا زِلْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ حَتَّى أَصْبَحْتَ، تَرْكَعُ بِهَا وَتَسْجُدُ بِهَا قَالَ: (إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي الشَّفَاعَةَ لِأُمَّتِي فَأَعْطَانِيهَا، وَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللهُ لِمَنْ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا) [رواه أحمد: 21328]. - الثالث: استغفار النبي عليه الصلاة والسلام لأمته: وهو على نوعين: 1- استغفاره للمؤمنين منهم، وقد أمره الله تعالى بذلك في آيات عدة كما في قوله تعالى ﴿ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ ﴾ [آل عمران: 159] وقوله تعالى ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 64] وقوله تعالى ﴿ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ ﴾ [النور: 62] وقوله تعالى ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [محمد: 19] وقوله تعالى ﴿ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ ﴾ [الممتحنة: 12]. فتضمنت هذه الآيات أمر الله تعالى رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يستغفر لأصحابه رضي الله عنهم، وللنساء، ولعموم المؤمنين والمؤمنات. 2- استغفاره عليه الصلاة والسلام للمنافقين، ولا ينفعهم ذلك، قال الله تعالى ﴿ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [التوبة: 80] وقال تعالى ﴿ سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا ﴾ [الفتح: 11] وقال تعالى ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ ۞ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [المنافقون: 5-6]. - الرابع: استغفار المؤمنين للمؤمنين: وفيه ثناء الله تعالى على من يفعل ذلك، قال تعالى ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10]. "وهذا دعاء شامل لجميع المؤمنين، السابقين من الصحابة، ومن قبلهم ومن بعدهم، وهذا من فضائل الإيمان أن المؤمنين ينتفع بعضهم ببعض، ويدعو بعضهم لبعض، بسبب المشاركة في الإيمان المقتضي لعقد الأخوة بين المؤمنين التي من فروعها أن يدعو بعضهم لبعض، وأن يحب بعضهم بعضا" [تفسير السعدي: 852]. والاستغفار للمؤمنين والمؤمنات له فضيلة عظيمة ينبغي للمؤمن أن يحرص عليها، وهي ما جاء في حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: «مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ حَسَنَةً» [رواه الطبراني في مسند الشاميين: 3/234، قال الهيثمي:10/ 210: وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع: 6026]. - عناية الرسل بالاستغفار: كل الرسل أمروا الناس بالاستغفار، وما ذاك إلا لمكانته عند الله تعالى، وأهميته للمكلفين في محو ذنوبهم، وتكفير سيئاتهم، ورفع درجاتهم، ونيل مغفرة الله تعالى ورحمته. فأمر به نوح عليه السلام فقال: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴾ [نوح: 10]. وأمر به هود عليه السلام فقال: ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ﴾ [هود: 52]. وأمر به شعيب عليه السلام فقال: ﴿ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ﴾ [هود: 90]. وأمر به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فقال: ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ﴾ [هود: 3]. والأمر بالاستغفار كثير في القرآن، سواء قرن بعبادة أخرى نحو قرنه بالصبر والتسبيح في قوله تعالى ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴾ [غافر: 55] أو خلال مناسك الحج في قوله تعالى ﴿ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 199] أو بعد ذكر الصدقة كما في قوله تعالى ﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المزمل: 20]. والثناء على المستغفرين جاء في مواضع: كالثناء على من يبادر بالاستغفار بعد الوقوع في المعصية فمنه قول الله تعالى ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ﴾ [آل عمران: 135] وقوله تعالى ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 64]. وبيان دفع العذاب عن المستغفرين ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33]. والثناء على المستغفرين بالأسحار ﴿ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 18]. - ثمرات الاستغفار كما جاءت في القرآن: للاستغفار ثمرات كثيرة جدا جاءت في القرآن، تنتظم في جمع خيري الدنيا والآخرة، ودفع السوء عن المستغفر في الدنيا والآخرة: 1- أما ما يتعلق بالآخرة فقبول التوبة، ومغفرة الذنب، ودخول الجنة قال الله تعالى﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ۞ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ﴾ [آل عمران: 135-136] وقال تعالى ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 64]. والله تعالى يذكر أهل النار بأن المؤمنين كانوا يستغفرونه في الدنيا، وأن الكفار كانوا يسخرون منهم، فجزاهم بإيمانهم واستغفارهم، قال تعالى ﴿ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ۞ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ ۞ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [المؤمنون: 109-111]. 2- أما ما يتعلق بالدنيا فدفع العقوبات الربانية ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33] وحصول الرزق والقوة في كل شيء ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ﴾ [هود: 52] ومن الرزق: الإمداد بالأموال والبنين والبركة في الزرع والأنهار حتى تصبح الأرض جنات ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ۞ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ۞ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10-12]. وينتظم ذلك في العيش الحسن الذي يورث الفرح والسعادة والأمن والطمأنينة وراحة البال؛ فالمعايش هي أكثر ما يجلب الهموم والغموم للناس ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ [هود: 3]. ويجمع خيري الدنيا والآخرة في الاستغفار قول الله تعالى ﴿وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ۞ فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: 147-148]. - صيغ الاستغفار القرآني: وأحسب أن هذا هو لب الموضوع وثمرته، وينبغي لقارئ المقالة أن يوليه عنايته بأن يحفظ هذه الصيغ القرآنية للاستغفار فيلهج بها لسانه ويعيها قلبه، ولا سيما أن كثيرا منها هي صيغ الرسل التي استغفروا الله تعالى بها، وهم أعلم الخلق بالله تعالى: 1- استغفار آدم وحواء عليهما السلام ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23] وهذا من أعظم أنواع الاستغفار؛ لأن الله تعالى تاب على آدم وحواء به، وهي الكلمات التي تلقاها آدم عليه السلام من ربه أو هي منها في قول جماعة كبيرة من السلف كابن عباس، وأبيّ بن كعب، وابن زيد، والحسن، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وعطاء الخراساني، وعبيد بن عمير.[زاد المسير:1/57] ﴿ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 37]. وهو قريب من الاستغفار الذي علمه النبي عليه الصلاة والسلام أبا بكر رضي الله عنه حين قال: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي، قَالَ: (قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ) [رواه البخاري: 834، ومسلم: 2705]. فينبغي للمؤمن أن يكثر من هاتين الصيغتين للاستغفار. 2- استغفار نوح عليه السلام ﴿ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [هود: 47] وأيضا ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [نوح: 28]. 3- استغفار الخليل عليه السلام إبراهيم ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾ [إبراهيم: 41] وأيضا ﴿ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الممتحنة: 5]. 4- استغفار الكليم عليه السلام ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأعراف: 151] وأيضا ﴿ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ﴾ [الأعراف: 155] وأيضا ﴿ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ﴾ [القصص: 16]. 5- استغفار سليمان عليه السلام ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي ﴾ [ص: 35]. 6- استغفار يونس عليه السلام ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء:87]. هذا الذي وقفت عليه من صيغ استغفار الأنبياء عليهم السلام في القرآن، وهي من أعظم صيغ الاستغفار وأنفعها، ومن صيغ الاستغفار القرآني أيضا: 7- ﴿ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا ﴾ [البقرة: 285] وأيضا ﴿ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ﴾ [البقرة: 286]. 8- ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا ﴾ [آل عمران: 16]. 9- ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا ﴾ [آل عمران: 147]. 10- ﴿ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا ﴾ [آل عمران: 193]. 11- ﴿ لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 149] وفي قراءة أخرى (ترحمنا ربَّنا وتغفر لنا) وهي أبلغ في الدعاء والاستغفار، فيدعو الداعي بها. 12- ﴿ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [المؤمنون: 109] وهذه قد بكَّت الله بها الكافرين وأثنى على المؤمنين أنهم كانوا يقولونها في الدنيا فلنكثر منها. 13- ﴿ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [المؤمنون: 118]. وهو دعاء أمر الله تعالى به. 14- ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ﴾ [الحشر: 10]. 15- ﴿ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التحريم: 8] وهذا دعاء المؤمنين على الصراط حين أطفأ الله تعالى نور المنافقين، وهو يتضمن الاستغفار، ويدعى به في الدنيا، نسأل الله تعالى أن يتمم لنا نورنا وأن يغفر لنا. والذي أراه أنه ينبغي للمؤمن أن يحفظ هذه الصيغ القرآنية في الاستغفار، وأن يستغفر الله تعالى بها، ويختار في كل مرة منها ما يناسب حاله ومسألته. وينبغي أن نتفطن إلى أن الاستغفار الكامل الذي يتحقق به مراد العبد في الدنيا والآخرة هو ما واطأ القلب فيه اللسان، وصدقته الأفعال، وحري بمن لهج لسانه بكثرة الاستغفار أن يواطيء قلبه لسانه، وأن يصدق ذلك بأفعاله.. جعلنا الله تعالى من المستغفرين. "الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل" اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد عبدك ورسولك وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم" °| ~ همسة: عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أوتقضي عنه ديناً، أوتطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل) [حسنه الألباني -رحمه الله-]. سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد ألاّ إله إلّا أنت، نستغفرك ونتوب إليك
التعديل الأخير تم بواسطة بُشريات ; 17-10-13 الساعة 02:20 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|