العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الداعيات إلى الله > خواطر دعوية

الملاحظات


خواطر دعوية واحة للخواطر الدعوية من اجتهاد عضوات الملتقى أو نقلهن وفق منهج أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-01-13, 11:47 PM   #1
طالبة الرضوان
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي وقفـــــــــــات مع ربوبية الرب - جل جلاله -


بسم الله الرحمن الرحيم

وقفـــــــــــات مع
ربوبية الرب - جل جلاله -


مدخ ـل :

قال ابن القيم:
" من عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبَّه لا محالة "
الجواب الكافي (ص 99)


●●

الوقفة الأولى:

[ بيان بعضٍ من معاني ربوبية الرب -جل جلاله -]
(الرب: هو المربي جميع العالمين -وهم من سوى الله- بخلقه لهم وإعداده لهم الآلات، وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة، التي لو فقدوها لم يمكن لهم البقاء. فما بهم من نعمة، فمنه تعالى) (1)

●●

الوقفة الثانية:

[ تدبير الله تعالى لك خير من تدبيرك لنفسك ]


لمـــاذا؟

لأنه - سبحانه- (ليسَ كمثلهِ شيء وهو السميعُ البصير)

فإذا علمتَ – أيها المؤمن – أن للرب سبحانه الكمال المطلق في أسمائه وصفاته وأفعاله، علمت بأن كل هذه التدبيرات التي تحصل لك إنما هي وفق قيوميته، وحكمته،وعلمه،وخبرته..

وفي الحديث " ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا" رواه مسلم ، من حديث ابن عباس- رضي الله عنه-.


ولأن ربوبيته - سبحانه – لعباده، إنما هي صادرة عن رحمته:
" الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ "

●●


كلنا نعلم ونؤمن بذلك، ولكن

عند المحك تُكشفُ الحقائق وتنجلي!

وعند الامتحان يُعز المرءُ أو يُهان!

ولمّا كانت النفس البشرية بحاجة ماسة إلى تهذيب وتربية أمرنا شرعنا الحنيف بصد كل طريق وذريعة توصل إلى القول على الله بلا علم، وإلى التسخط والجزع على أقدار الله تعالى المؤلمة في ظاهرها، وليس من ورائِها إلا كل خيرٍ وصلاحٍ ..


ومِن ذلكَ ما جاءَ في الحديثِ: " وإِن أَصابكَ شيء فلا تَقل : لو أني فعلتُ كان كذا وكذا . ولكن قل : قدر الله . وما شاء فعل . فإن لو تفتح عمل الشيطان"
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2664
خلاصة حكم المحدث: صحيح


فالرب - جل جلاله - لا يقدر لك إلا الخير، ولهذا قال:
" قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".

قال الطبري-رحمه الله- :
أي:
كل ذلك بيدك وإليك ، لا يقدر على ذلك أحد ، لأنك على كل شيء قدير..
●●

الوقفة الثالثة:

[ سبب كون دعاء الأنبياء كله فيه لفظ (ربنا) ]

ولما كانت ربوبية الله لخلقه نوعان، وهما:

ربوبية عامة: وهي التي تشمل الخلائق كلهم مؤمنهم وكافرهم وبرهم وفاجرهم، وهي تربيته سبحانه لهم بالخلق والرزق والتدبير ،وكشف الكروب،وإغاثة الملهوفين" يسئلُهُ مَن فِي السماواتِ والأرضِ كلَّ يومٍ هوَ فِي شأنٍ "

ربوبية خاصة: تربيته لأصفيائه، بإصلاح قلوبهم، وأرواحهم وأخلاقهم.

ولهذا كثر دعاؤهم له بهذا الاسم الجليل، لأنهم يطلبون منه هذه التربية الخاصة.


فيا عبد الله: سِر على ما سار عليه أنبياء الله وأصفيائِه ،وتطلَّع لربوبيته الخاصة ملحَّاً على ربك – جل جلاله – بهذا الاسم العظيم الجليل لتنال من خيري الدنيا والآخرة.

●●

الوقفة الرابعة:

إذا تحقق في قلبك معاني ربوبية الله سبحانه، أثمر لك ذلك ثماراً مباركة، وآثاراً مسلكية، ألا وإن من أعظمِها وأجلِّها:

تحصيلك لعبادة التوكل على الرب – سبحانه – ظاهراً وباطناً، قولاً وعملاً، في الشدةِ والرخاءِ؛ وذلكَ لأَنَّك - أيُّها المُؤمِن - قد فقِهتَ وعلِمتَ تفرُّد الرَّبِ بجميعِ صفاتِ الربوبية، من عطاءٍ ومنعٍ، وضرٍ ونفعٍ، وإحياءٍ وإماتةٍ، ورزقٍ وخَلقٍ، إلى غيرِ ذلكَ مِن معاني ربوبيَّتِهِ – جَلَّ وعلا -.


(كم من أناس بيننا إذا نزلت بهم الشدائد وأحاطت بهم الهموم والغموم تعلقوا بغير الله والعياذ بالله!

وكم من أناس بيننا يقولون: لا إله إلا الله؛ ولكن يعظمون الأسباب ويحبونها أشد من حبهم لله، فكم من مريض أصابه المرض ظن أن طبيبه يداويه وأنه يعافيه ويشفيه، فنقص الإيمان من قلبه على قدر ما فات من يقينه، وكم من مديونٍ ظن أن عبداً يفك دينه ويقضي حاجته فخيب الله ظنه وقطع رجاءه، فأصبح فقيراً صفر اليدين من اليقين به جل جلاله.

لذلك لا يليق بالإنسان أن يعلق رجاءه بغير الله، والله تبارك وتعالى إذا امتحن الإنسان باليقين فتعلق بغير الله، فإن الله تبارك وتعالى يمكر به، ومن مواطن المكر بالإنسان أن يصرف قلبه لغير الله عز وجل، ولذلك تجد بعض من يستعين بالسحرة وبالمشعوذين -والعياذ بالله- يمهلهم الله جل جلاله، ويستدرجهم بتفريج الخطوب والكروب حتى يأخذهم أخذ عزيز مقتدر، والله ثم إنه -والله- إذا أراد الله بك الضر فلن ينجيك منه أحدٌ سواه..) (2)


●●

مخـ ر ج:


إِن أَصبتُ فيما طرحتُ فبتوفيقٍ من ربي، وإن أَخطَأتُ فمني ومن الشيطان..

اللهُمَّ اجعلنا ربَّانيينَ، اعتقاداً وقولاً وعملاً..

وصلى اللهُ وسلَّمَ على نبِينا محمد وعلى آله وأصحابه الأطهار.

والحمد لله ربِّ العالمين.




أُختـكم
: طالبة الرضوان


ــــــــــــــــ

(1) فضيلة الشيخ: عبد الرحمن السعدي- رحمه الله - .
(2)فضيلة الشيخ: محمد الشنقيطي.





توقيع طالبة الرضوان
سبحان الله،والحمد لله،ولا إله إلا الله،والله أكبر ..

التعديل الأخير تم بواسطة أروى آل قشلان ; 07-01-15 الساعة 08:32 AM سبب آخر: تعديل حروف كلمة "نبينا"
طالبة الرضوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:14 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .