24-10-11, 01:38 PM | #1 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
قال طالب لزميله : لم يزد الشيخ على ما في الشرح !
قال طالب لزميله : لم يزد الشيخ على ما في الشرح ! عبد الرحمن بن صالح السديس الحمد لله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ، وهو على كل شيء قدير ، والصلاة والسلام على محمد خير بشير ونذير أما بعد : فهذه حكاية قرأتها في ترجمة العالم الحنبلي محمد بن عبد الرحمن بن عفالق الأحسائي(1) في كتاب السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة في 3/ 928: هذا نصها : وكان شخص من أقاربه يقرأ عليه [مع](2) رفقة له في " قواعد الإعراب " فلما خرج قال لبعض الطلبة : لم يزدنا الشيخ على ما في الشرح ! فنُقِلتْ (3) هذه الكلمة إلى الشيخ ، فلما كان من الغد ، وحضر الطلبة ، قال الشيخ لذلك الشخص: اقرأ الدرس الماضي ، فقرأه ، وشرع الشيخ في التقرير في أبلغ عبارة ، وأوسع نقل إلى الضحوة ، ثم قال لذلك التلميذ: ما فَهِمْتَ مِن هذا ؟ فقال : لم أفهم شيئا منه ، فقال : لهذا لم أزدك على ما في الشرح .(4) اهـ . هذه المسألة "التدرج في التعليم" ، وإعطاء الطلاب ما يدركون ، وترك التعمق فيما لا يفهمونه ، وتقسيمهم طبقات ، منهج معروف في ذاك الزمان ، وقبله ، وبعده ، أما الآن فقل ، أو انعدم من يفعله ، وهذا يُحدث خللا كبيرا في التلقي ، فالطالب المبتدئ الذي يحضر درسا ، ثم يجد الشيخ يتوسع بكل ما آتاه الله من قدرة سيخرج كما خرج هذا = لم يفهم شيئا . كما أن الطالب الفَطِن المتقدم في الطلب إذا حضر درسا للشيخ لم يزد فيه الشيخ شيئا على معلومه ، سيفتر ، أو يقف عن الحضور ؛ لأنه لم يجد أهم ما جاء من أجله . قال الإمام أبو بكر المروذي: بلغني أن ابن السماك جلس للناس يوما ، وكانت له جارية في غرفة تسمع كلامه ، فقال لها حين دخل عليها : كيف رأيت ؟ قالت: ما أحسنه لولا أنك تكثر من ترداده ، فقال : أردده ليفهمه من لم يفهمه . قالت : إلى أن يفهمه من لم يفهمه قد ملّه من فهمه . أخبار الشيوخ ص191. ومن جميل ما يذكر في التدرج : أن طالبا جاء عند العلامة المعلمي ، ومعه كتاب في الأصول ، وطلب منه أن يشرح له بعض العبارات ، وكان يظهر على هذا الطالب علامات التسرع ، وبيد الشيخ رحمه الله سلسلة ، فقال للطالب: انظر لهذه السلسلة التي بيدي ، صانعها نكث في صنعها مدة أخذ يركب حلقة حلقة ، وهكذا العلم مسألة مسألة . اهـ ص69 من مقدمة كتاب "عمارة القبور" للشيخ ماجد الزيادي. والتعليم فن يحتاج إلى إتقان ، وبعد نظر . فكم رأيتم مَن بدأ بكتاب مختصر في أحد الفنون كالعمدة في الفقه ، مثلا للمبتدئين فطول العبارة ، وتوسع في ذكر الفروع ، والخلاف ، والكلام على علل الأدلة ..الخ = فصار الكتاب أوسع من المغني ، والمجموع ، وهو درس للمبتدئين ! ومَن شرح النخبة فزاد في بعض مباحثه على فتح المغيث .. والضحية مَن خرج ، ولم يفهم ، بل ربما ترك طلب العلم مطلقا . فهلا انتبه لذلك المشايخ ، وطلبة العلم ؟ والعجيب أنك دائما تسمع الوصية للطلبة بالتدرج ، ثم يقل أن تجد من يطبق . ومن صور الفوضى في ذلك أن يَترك الشيخ للطالب اختيار الكتاب الذي يريده ، فيجهز الطالب على كتاب كبير ليس منه بسبيل ، أو علم هو فيه دخيل . وعكسها أن ينظر الشيخ لمصلحته هو ، فيأمر الطالب أن يقرأ عليه في كتاب يريده هو ، فينظر مصلحته ، وينسى ما ينفع التلميذ المسكين ، وهذا غش لهذا الطالب المسكين ، فليس من النصح للمسلمين . هذه خواطر كانت تجول في الذهن من زمن مررت بهذه القصة ، فكانت مناسبة لها . والله أعلم . وينظر المدخل للعلامة ابن بدارن الحنبلي ص485 ففيه كلام جميل مطول عن التدرج. ------------------- (1) هذا الرجل كان من المتعصبين ضد دعوة الدعوة السلفية في نجد . (2) في المطبوع : من ، وأظن الصواب ما أثبت . (3) هذه نميمة قبيحة ، وكان الأولى بهذا الناقل أن لا يسمي من نقل بل يذكر الكلام على الإبهام . (4) يبدو أن هذا الشيخ حريص على هذا الذي ذكرت ففي ترجمته أنه قال عند موته لتلميذه : في صدري أربعة عشر علما لم أسأل عن مسألة منها قبلك . 3/928. من صفحة الشيخ عبد الرحمن السديس ـ صيد الفوائد ـ |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|