20-05-11, 02:52 PM | #1 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
|
بدع رجب
بدع رجب الحمد لله الواحد القهار والصلاة والسلام على النبي المختار وعلى آله وصحبه الطيبين الأطهار وبعد:فالحمد لله القائل وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ( [القصص: 68] والاختيار هو الاجتباء والاصطفاء الدال على ربوبيته ووحدانيته وكمال حكمته وعلمه وقدرته ومن اختياره وتفضيله اختياره بعض الأيام والشهور وتفضيلها على بعض وقد اختار الله من بين الشهور أربعة حُرما قال تعالى: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ( [التوبة: 36] وهي مقدرة بسير القمر وطلوعه لا بسير الشمس وانتقالها كما يفعله الكفار والأشهر الحرم وردت في الآية مبهمة ولم تحدد أسماؤها وجاءت السُنة بذكرها: فعن أبي بكرة - رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع وقال في خطبته: "إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القَعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان"(1) وسمي رجب مضر؛ لأن مضر كانت لا تغيره بل توقعه في وقته بخلاف باقي العرب الذين كانوا يغيّرون ويبدلون في الشهور بحسب حالة الحرب عندهم وهو النسيء المذكور في قوله تعالى:" إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ"[التوبة: 37] وقيل أن سبب نسبته إلى مضر أنها كانت تزيد في تعظيمه واحترامه فنسب إليهم لذلك سبب تسميته قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة (ص445) رجب: الراء والجيم والباء أصلٌ يدل على دعم شيء بشيء وتقويته... ومن هذا الباب: رجبت الشيء أي عظّمته... فسمي رجباً لأنهم كانوا يعظّمونه وقد عظمته الشريعة أيضا..أ.هـ. وقد كان أهل الجاهلية يسمون شهر رجب مُنصّل الأسنّة كما جاء عن أبي رجاء العطاردي قال: كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجراً هو أخيرُ منه ألقيناه وأخذنا الآخر فإذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة (كوم من تراب) ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه ثم طفنا به فإذا دخل شهر رجب قلنا مُنصّل الأسنة فلا ندع رمحاً فيه حديدة ولا سهما فيه حديدة إلا نزعناه وألقيناه في شهر رجب. (2) قال البيهقي: كان أهل الجاهلية يعظّمون هذه الأشهر الحرم وخاصة شهرَ رجب فكانوا لا يقاتلون فيه.ا.هـ. رجب شهر حرام إن للأشهر الحرم مكانةً عظيمة ومنها شهر رجب؛ لأنه أحد هذه الأشهر الحرم قال تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ[المائدة:2] أي لا تحلوا محرماته التي أمركم الله بتعظيمها ونهاكم عن ارتكابها فالنهي يشمل فعل القبيح ويشمل اعتقاده وقال تعالى:فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ أي في هذه الأشهر المحرمة. والضمير في الآية عائد إلى هذه الأربعة الأشهر على ما قرره إمام المفسرين ابن جرير الطبري - رحمه الله فينبغي مراعاة حرمة هذه الأشهر لما خصها الله به من المنزلة والحذر من الوقوع في المعاصي والآثام تقديراً لما لها من حرمة؛ ولأن المعاصي تعظم بسبب شرف الزمان الذي حرّمه الله؛ ولذلك حذرنا الله في الآية السابقة من ظلم النفس فيها مع أنه - أي ظلم النفس ويشمل المعاصي يحرم في جميع الشهور القتال في الشهر الحرام قال تعالى:يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ[آل عمران:217] جمهور العلماء على أن القتال في الأشهر الحرم منسوخ بقوله تعالى: فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُم( [التوبة:5] وغير ذلك من العمومات التي فيها الأمر بقتالهم مطلقا واستدلوا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قاتل أهل الطائف في ذي القعدة وهو من الأشهر الحرم وقال آخرون: لا يجوز ابتداء القتال في الأشهر الحرم وأما استدامته وتكميله إذا كان أوله في غيرها فإنه يجوز. وحملوا قتال النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الطائف على ذلك؛ لأن أول قتالهم في حنين في شوال وكل هذا في القتال الذي ليس المقصود فيه الدفع فإذا دهم العدو بلداً للمسلمين وجب على أهلها القتال دفاعاً سواء كان في الشهر الحرام أو في غيره العَتِيرَة كانت العرب في الجاهلية تذبح ذبيحة في رجب يتقربون بها لأوثانهم فلما جاء الإسلام بالذبح لله تعالى بطل فعل أهل الجاهلية واختلف الفقهاء في حكم ذبيحة رجب فذهب الجمهور من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أن فعل العتيرة منسوخ واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا فرع ولا عتيرة"(3) وذهب الشافعية إلى عدم نسخ طلب العتيرة وقالوا تستحب العتيرة وهو قول ابن سيرين قال ابن حجر: ويؤيده ما أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجة وصححه الحاكم وابن المنذر عن نُبيشة قال: نادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا كنا نعتر عتيرة في الجاهلية في رجب فما تأمرنا. قال: اذبحوا في أي شهر كان ……الحديث.(4) قال ابن حجر: فلم يبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم العتيرة من أصلها وإنما أبطل خصوص الذبح في شهر رجب الصوم في رجب ~~~ (1) صحيح البخاري - كتاب المغازي باب لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض - رقم 4144 ~~~ (2) صحيح البخاري - كتاب المغازي باب بينا أنا نائم أتيت بخزائن الأرض فوضع في كفي سواران من ذهب فكبرا علي - رقم 4117 ~~~ (3) صحيح مسلم - كتاب الأضاحي - باب الفرع والعتيرة - رقم 1976 ~~~ (4) الراوي: نبيشة المحدث:الألباني - المصدر: صحيح النسائي الصفحة أو الرقم: 4240 خلاصة حكم المحدث: صحيح |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
" ملف شهر رجب " العَجَبْ مما أَحْدَثَ النَّاسُ في رَجَبْ | رقية مبارك بوداني | روضة الفقه وأصوله | 14 | 25-05-13 02:58 AM |
نختار رجب ونرفض البدع " رجب وصل " | غريبة في دنياي | النشرات الدعوية | 3 | 17-05-13 07:02 PM |
أحاديث رجبية غير صحيحة منتشرة في المنتديات | أم اليمان | روضة السنة وعلومها | 3 | 18-06-08 03:30 AM |
حول شهر رجب | oum youssouf | روضة الفقه وأصوله | 4 | 02-08-07 07:43 AM |
شهر رجب... | اختكم فى الله | روضة الفقه وأصوله | 6 | 25-07-07 12:11 PM |