العودة   ملتقى طالبات العلم > ๑¤๑ ورش عمل ملتقى طالبات العلم ๑¤๑ > ورشة تفريغ مواد للشيخ أبي إسحاق الحويني

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-05-10, 04:39 PM   #4
ام محمد الظن
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 06-02-2010
المشاركات: 280
ام محمد الظن is on a distinguished road
افتراضي

كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة .
إن لم نجتمع على التوحيد ، فلن يجمعنا شيء ، لا قوميات ، ولا مصالح ولا أعراف ، ولا مذاهب ، إذا اختلفنا في الله ,فالذي يريد أن يوحد الأمة يجب عليه أن يرجع إلى الشرب الأول ، إلى السلف الأول أغلب القرءان المكي كله عن التوحيد ولغة هادئة جدًا تخترق القلب وأسئلة مفحمةٍ ليس عنها جواب .
الدلالة على أن الله عز وجلَّ الإله الحق.
في صحيح البخاري من حديث جبير بن مطعم- رضي الله عنه- قال دخلت المدينة في فداء أيسرى بدر ، بعد غزة بدر كان فيه أسرى فذهب جبير بن مطعم ليتفاهم مع النبي- عليه الصلاة والسلام- بخصوص الأسرى أسرى المشركين ، قال: فوافيته وهو يصلي المغرب بالمسلمين ، أرجوا أن تنتبه أن جبير بن مطعم كان كافرًا آنذاك وهو يحكى هذه الحكاية ، فسمعت النبي- صلى الله عليه وسلم- يقرأ في المغرب:﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ * أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ(الطور:35-37)قال: فكاد قلبي أن يطير ، آيات من سورة الطور ، ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ﴾؟، سؤال لا جواب عنه إلا الجواب الصحيح لا هذا ولا ذاك﴿ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ * أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ﴾ ؟ أسئلة لا جواب عنها إطلاقًا.
لذلك جبير بن مطعم الكافر آنذاك قال: كاد قلبي أن يطير ، أسئلة لا جواب عنها إلا أن تجيب جوابًا صحيحًا .
وكما قال تعالي في سورة النمل:﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ(النمل:59) ، هذه مقارنة بين رب العالمين- سبحانه وتعالى- وبين ألهتهم التي عبدوها من دون الله ﴿آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ، ﴿أَمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ(النمل:60) ،أجب أيها الجاحد ، أيها المشرك أجب ، هذا هو صنع الله ﴿أَمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا ﴾ ، هذا صنع الله ، أين صنع ألهتكم ؟ ﴿أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِبَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ .
﴿أَمْ مَنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ* أَمْ مَنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾(النمل:61-64) ، أسئلة ليس لها جواب ، إلا أن يجيب المرء الجواب الصحيح ، فأقام ربنا- سبحانه وتعالي- الدلالة على أنه الإله الحق بما يقرون به من ربوبيته- سبحانه وتعالى- .
لأن المشركين ما زعم أحدهم يومًا أن آلهة شاركت رب العالمين في
خلق شيء ،﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ(الزخرف:87) ﴿ قُلْ لِمَنِ الأرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ﴾(المؤمنون:85،84)
فهم يعترفون أن الله – عز وجل- خالق كل شيء ، ببداهة العقل خلق كل شيء ، انفرد بالخلق ، وانفرد بالرزق ، وانفرد بالإحياء ، وانفرد بالإماتة ، أفلا يناسب من جهة العقل أن ينفرد بالإلوهية .
لماذا عندما قيل لهم لا تعبدوا إلا الله ، قال بعضهم لبعض﴿أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴾(ص:5)، أي عجب في هذا انفرد بكل شيء تعترفون به ألا يناسب أن ينفرد بالإلوهية- تبارك وتعالى- ، فصحة التوحيد هذا هو الركن الركين لدين الإسلام ، لا يقبل الله عزوجلَّ صرفًا ولا عدلاً من مشرك أبدًا ، ولا تنفعه شفاعة الشافعين .
إبراهيم- عليه السلام-: أبوه آزر ، كان يصنع الأصنام ، وآزر هذا هو أبوه وليس عمه ، كما ورد في بعض التفاسير أن آزر هو عم إبراهيم ، هذا الكلام كلام خطأ ، بدلالة الحديث الذي في البخاري وغيره عن أبي هريرة قال:أن النبي- صلي الله عليه وسلم- قال: " يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة "، فآزر هنا بدل من أباه ، يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة ، فيقول: " يا إبراهيم لا أخالفك اليوم" ، كنت تدعوني إلي عبادة الله وكنت أقول لك: لأرجمنك ، اليوم أنا موافق أن أكون مؤمنًا اليوم ، لما رأي النار وقد أستوفي الله - عز وجل- غضبه يوم القيامة .
لم يستوف الله- عز وجل- غضبه علي العباد في الدنيا .
لو أستوفي غضبه علي العباد ما قبل توبة تائب ، إنما يستوفي غضبه يوم القيامة كما في حديث الشفاعة الطويل: عندما يذهب العباد إلي آدم عليه السلام ، وإلي نوح ، وإلي إبراهيم كل الأنبياء يقولون: إن الله غاضب اليوم غضبًا ما غضبه قبل ذلك قط ، ولا يغضبه بعد ذلك قط بل شمل العباد بحلمه- تبارك وتعالي- ، وكما قلت لكم لو أستوفي غضبه في الدنيا ما قبل توبة تائب ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ ﴾(فاطر:45) ,فلما رأي والد إبراهيم هذا قال يا إبراهيم: لا أعصيك اليوم فتوجه إبراهيم - عليه السلام- إلي ربه وقال: ربي إن أبي هذا الأبعد ، أي يريد أن يستشفع به ، كان الكلام نهائي ، يا إبراهيم إني حرمت الجنة علي الكافرين ، لا نقض ولا إبرام ولا أي شيء لا أحد ينفع الآخر .
مضرة صحبة السوء.
أبو طالب عم النبي- عليه الصلاة- والسلام كان في حديث المسيب بن حزن في الصحيحين وهو يحتضر ، النبي- صلي الله عليه وسلم- ذهب إليه ليلقنه هذه الكلمة لا إله إلا الله ، فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة فقال النبي- صلي الله عليه وسلم- لعمه يا عمي قلها قل:" لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله "، أنظر إلي الصحبة صحبة السوء كما قال العرب يقولون: الصاحب ساحب يسحب صاحبه ، وكما قال النبي- صلي الله عليه وسلم - " المرء علي دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل "
علي دينه: أي علي ميله وهواه ، فقال يا أبا طالب: أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ والنبي- صلي الله عليه وسلم – يحاول معه وهما يؤزونه على الكفر أزًا ، حتى قال في النهاية ، هو علي ملة عبد المطلب ، فقال النبي- صلي الله عليه وسلم – " لأستغفرن لك ما لم أُنه عن ذلك " ، فنزلت الآية: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾(التوبة:113) ، وأنزل الله- عز وجل-﴿ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ (القصص:56) ,عندما أسمع المؤذن يقول، أشهد اعلم أن المسألة مربوطة بهذه الكلمة الشهادة كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، أتعصى الملك في بيته وعلى فراشه ، الفرش أي الأرض ، والملائكة شهود وهو يراك ، أي جرأة عند هذا العبد الذي يفعل وهو عاريٍ تمامًا كل شيء مكشوف ، ربما كثير من الناس لما يقرئون في كتب التوحيد لا يجدون مثل هذه المعاني ، إنما يجدون في الغالب الأُطر والضوابط التي تحفظ التوحيد أن يختلط بغيره .
الذين أبرزوا هذه المعاني ، من أفضل هذه المعاني شيخ الإسلام بن القيم- رحمة الله عليه- ، ومن قبله شيخ الإسلام بن تيمية ، لكن بن القيم وسع العبارة ، وغاص لاسيما في سائر كتبه ، شيخ الإسلام بن تيمية- رحمة الله عليه ، هذا الرجل كان مقاتلاً يقف على الرصد يقاتل أهل البدع وهذا الكلام ، وفعل فيهم ما لم تفعل الجيوش الجرارة وهو وحده -رحمة الله عليه- بن القيم اهتم بالجانب النفسي في هذا الموضوع ، وهو حقيقة التوحيد ,كيف تستخدم التوحيد في حياتك اليومية ؟
الأسماء والصفات أوسع باب يدلك على الإيمان ويغسل قلبك .لو تدبرت الأسماء والصفات ، لاسيما كل اسم له معنى ويشترك مع الاسم الآخر في بعض المعنى ، لكن ترى الأسماء أحيانًا تقترن ببعضها بصورة ملحوظة مثل العزيز الحكيم ، تجد العزيز مع الحكيم في الغالب أو مع العليم وقليلاً ما تجد العزيز الرحيم ، لأن العزيز الرحيم أكثر سورة تكررت فيها هاتان الصفتان بالاقتران سورة الشعراء .
حيثما وجدت صفة الحلم فاعلم أن العبد مستحقٌ للعقوبة.
بعد حكاية قصة كل نبي يقول الله- عز وجل-:﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ(الشعراء:9،8) ، وتكررت في بعض السور في مطلع سورة الروم وغيرها ، فأنت عندما تنظر إلى الأسماء والصفات المقترنة ، مثل الحليم حيثما وجدت صفة الحلم فاعلم أن العبد مستحقٌ للعقوبة ، حيثما وجدتها ، أنظر.
ام محمد الظن غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ملخص حلية طالب العلم للأستاذة عطاء الخير أسماء حموا الطاهر علي أرشيف الفصول السابقة 10 25-12-13 01:00 AM


الساعة الآن 02:53 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .