|
خواطر دعوية واحة للخواطر الدعوية من اجتهاد عضوات الملتقى أو نقلهن وفق منهج أهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
26-01-10, 09:18 PM | #1 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
26-01-2010
المشاركات: 120
|
في رحلة البحث عن التميز
ارتشفت قليلا من قهوتها ونظرت إلي نظرة طويلة وهي صامتة. كنت أراقبها من تحت رموش عيني ثم أردفت قائلة: وماذا الآن. ما الذي تنوين فعله.
قلت مبتسمة: فيما معناه؟؟ قالت: حياتك. ومستقبلك. وأحلامك كل هذا ماذا تريدين أن تفعلي به؟؟؟ قلت محافظة على ابتسامتي: حياتي الآن أصبح لها معنى جميل. وأصبحت أزيل الغشاوة عن عيني يوما بعد يوم. مستقبلي لا أعلمه ولكني أحاول جاهدة أن أصحح فيه وأوجه دفة سفينته في الإتجاه الصحيح. وأحلامي أحتاج لمجلدات لأكتبها. وربما أختصرها لك في جملة هو رضى الله والدعوة إليه. وضعت كأسها في عصبية على الطاولة وقالت: إسمعي لا أحب هذا النوع من الأجوبة، لست أدعوك لتهجري دينك موضوع الدين لا نتحدث فيه الآن. أنا أحدثك عن العمل. ألا ترين أنك تستحقين أن تكوني في منصب مهم داخل شركة مرموقة وتديرين مشاريع. هل نسيتي أنك كنت تجارين الرياح لتحصيل العلم. أتتجاهلين تلك الليالي التي كنت فيها تبيتين مستيقظة والناس نائمة. كم مرة حرمت نفسك من الإستمتاع بالرحلات واللهو مع قريناتك. كنت ابنة الدراسة. لا ,يبدو أنه حصل لك فقدان ذاكرة. يا عزيزتي لقد أفنيت أكثر من 20 سنة من حياتك من أجل الوصول إلى تلك المهمة التي كنت دائما تغنين بها. وبعد هذا وأكثر منه تأتين بكل بساطة لتقولي لي أريد أن أكون داعية؟؟ ومن منعك كوني ولكن لا تبيعي من أجله أحلام حياتك كلها. لا, يجب أن تفكري. يجب أن تعيدي حساباتك. آسفة هذا الذي تفكرين فيه ليس من الصواب في شيء. تركت لها المجال لتقول ما تريد. وكان كلامها يعيد إلى ذاكرتي سنوات مضت عزيزة على قلبي. ثم صمتت فجأة وقالت لي فيما تفكرين الآن رفعت عيني إليها وقلت لها والعبرة تخنقني: لقد جعلت مسلسل الماضي القريب يمر من أمام عيني بسرعة، وأعدت علي سنوات كنت فيها نصف مدركة لواقعي إن لم أقل لك غير مدركة تماما. لست أخفيك سرا ان قلت لك إن تلك السنوات المتعبة التي مرت لازال وقعها في قلبي ولا زال صداها مترددا في داخلي. وابتسمت وأنا أتذكر وقلت لها. لقد كنت أحب العلم بكل جوارحي. كانت دعواتي كلها في الصلاة أن أنجح بامتياز في الدراسة. وضحكت وأنا أقول لها: تصوري لا أدعوا لا بجنة ولا بشيء. كل همي اللهم إني أسألك التفوق في هذه السنة. وفي عطلة الصيف يكون الدعاء للسنة القادمة وأقول يا رب إجعل السنة القادمة خيرا من السنة التي مضت واجعلني متفوقة. وضحكت بدورها دون أن تقاطعني فهي كانت تتقن فن جعل الآخرين يتحدثون عن أنفسهم. وأكملت الحديث: واستمر الجهاد إلى حين تخرجي، واصطدمت بالواقع. حين ولجت العمل لأول مرة في حياتي. وارتسمت على وجهي علامات الأسى وجفت الإبتسامة من شفتي ولكني كنت أريد أن أوضح لها الصورة حتى لا تنخدع بما قيل لها عني. وأكملت: اعلمي يا عزيزتي أنني لا أحب هذه المحطة من حياتي وإن كنت أسردها فلأوضح لك فقط. أجل وولجت عالم الشغل. وياليته ظل مغيبا عني إلى أن أموت. اجتماعات. مشاكل. وإصطدامات مع الناس وعن أي ناس. عليك أن تعد هذا وتحاول إرضاء هذا وتسمع لهذا. وما لم أكن أستطيع تقبله هو حين كنا نجلس إلى مائدة الغداء المختلطة. فيبدأ هذا برشق الكلام وتلك تضحك وتنساق وأنت تحاولين رسم الحدود ولا أحد يراها. قد تبدأ النقاشات عن موضوع سياسي ثم فجأة تجدينه انقلب إلى حوار حول الظواهر الشاذة التي بدأت تملأ الشوارع وهذه تروي قصة إنسان خائن ولك أن تعدي في ذلك كل المواضيع وهذا ونحن في جلسة مختلطة. لا أنسى كم مرة أصبت بالغثيان من المواضيع و تركت المائدة. وهذا وبعد أن تنسحب إحداهن أو أحدهم ينقلب الموضوع إلى نميمة ولا فرق فالرجال في ذلك سواء. لم أكن أعرف أنك في عالم الشغل يجب أن تكون لا قيم ولا أخلاق. تعلمت فيه أن أكون سيدة المصالح الخاصة. لا تتصوري أنني كنت شريرة لا يا حبيبتي فبرغم بغضي لتفكيري أنذاك إلا أنني كنت أطيب الناس في ذلك العمل. المهم هذه فقط نفحة من تجربتي في العمل أحببت أن أطلعك عليها. كنت لا أحدث نفسي أبدا وكانت لي التواء ات من ضميري أختبأ منه بالإنهماك في العمل إلى حد التعب. وبدأت تهتز التوابث التابتة في دماغي وأصبحت أتابع الموضة. حسنا لا أريد الشرح أكثر ولكن حجابي كان أضحوكة فعلا آنذاك، رغم أنه لم يصل إلى درجة ما أراه في الشارع اليوم. كانت تلك الإنسانة الطيبة داخلي تبعث لي كل يوم ذبذبات لتحاول دفعي إلي التفكير. وفعلا فكرت، سألت نفسي هل هذا هو التميز الذي كنت أبحث عنه؟؟؟ حسنا أنا مهمة في نظر غيري ولكن لست راضية عن نفسي ؟؟؟ لا تتصوري أنني أدركت عنقود العنب فاكتشفت أنه ليس كما كنت متخيلة. لا لم يكن الوضع كذلك. بل بدأت التناقضات تدور في رأسي. بدأت أرى أنني أجري في حدود ضيقة. وأصنع مجدا لغيري قدمت استقالتي من العمل وبدأت رحلة البحث عن رضى نفسي وربما البحث عن منبع سعادتي. قاطعتني بشدة: في نظرك كان حل ممتاز وإلى ماذا توصلت يا سيدة السعادة؟؟ فابتسمت وقلت لها: على مهلك فلقصتي نهاية جميلة لا تقلقي؛ أدارت وجهها وهزت كتفيها وتمتمت : ايه نهاية جميلة لا يراها غيرك؛ وأتممت الحديث متفادية أن أعلق على كلامها: أتعلمين عما بحتث ؟؟ عمن يدرك مواطن سعادتي. كنت أريد عارفا وعالما بهذا القلب وهذا الضمير. كان البحث مضنيا لكن أتى أكله لازال للحديث بقية إن شاء الله |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
(رحلة الإبتلاء ووصية مودع ) ادخلي ولن تندمي أبدا .. | رقية مبارك بوداني | خواطر دعوية | 4 | 02-06-13 12:00 AM |