24-05-07, 09:27 PM | #1 |
معلمة بمعهد خديجة
|
الثبات على الطاعة ~
الثبات على الطاعة
د ـ علي الرسي dr-(تم حذف الإيميل لأن عرضه مخالف لشروط المنتدى) إذا أغلقت الشتاء أبواب بيتك، وحاصرتك تلال الجليد من كل مكان، فانتظر قدوم الربيع وافتح نوافذك لنسمات الهواء النقي، وانظر بعيدا، وانظر بعيدا فسوف ترى أسراب الطيور وقد عادت تغني، وسوف ترى الشمس وهي تلقي خيوطها الذهبية فوق أغصان الشجر، لتصنع لك عمراً جديداً وحلماً جديداً وقلباً جديداً..لا تقف كثيراً عند أخطاء ماضيك لأنها ستحيل حاضرك جحيماً ومستقبلك حطاماً يكفيك منها وقفةُ اعتبار تعطيك دفعةً جديدةً في طريق الحق والصواب، وليست المشكلةُ أن تخطئ حتى لو كان خطؤكَ جسيماً، وليست ميزةً أن تعترف بالخطأ وتقبل النصيحةَ، إنما العمل الجبار الذي ينتظرك حقاً هو أن لا تعود لمثلها أبداً.بهذه الكلمات انطلقت ثالث حلقات برنامج نبض القلوب يوم الأربعاء 14 / 03 / 2007 م وكان عنوان الحلقة الثبات على الطاعة وإليكم الخلاصة ... لا يوجد أجمل من لحظات التوبة لكن .. !!! لحظات جميلة ومؤثرة تلك اللحظات التي يعود فيها العبد إلى ربه ويتوب بعد الغفلة والضياع في درب المعاصي والذنوب ... لحظات لا يمكن أن ينساها كل تائب. أتدرون لماذا السبب لأنه يشعر حينها بالفرق، يشعر بالسعادة والطمأنينة التي لطالما بحث عنها، لكنه اخطأ طريقها، ولم يعرفه إلا بعد التوبة إلى الله... التائب بعد توبته يشغل فكره شيء ليس بالسهل الأ وهو الثبات على الهداية والاستقامة والخوف من الرجوع لحياة المعاصي والتفريط... التوبة أمر جميل ومسعد لكن الأجمل معرفة كيف نحافظ على التوبة.. من أي صنف أنت... أولا ً / صنف سمعنا في نبض القلوب وعزم أن يلتزم وأقبل علي الله بكل حماس .. ووجد أن التدين شيء جميل للغاية ويعطي لحياته معنى، ولكن خلال الأسبوع الأول تعرض لمشكلة هنا أو هناك ... مثلا يخطئ في حقه شخص ملتزم وعندها يقول هؤلاء هم المتدينون. لا أريدهم كنت أعتقد أنهم طيبون إلى غير ذلك من الكلام الكثير ومن ثم يقر في نفسه أنه لا يريد الالتزام... الأ يحصل ذلك؟ الأ نسمع ذلك.. بلى وللأسف أو مثلا قد يذهب للمسجد ويُسرق حذاؤه الغالي الجديد... فيبتعد ويقول إن الملتزمين يصعب التعامل معهم ومن ثم لا يرجع للمسجد. ويقول أحدهم لقد اشتغلت مع أحد الملتزمين. وبعد معرفتي به لم يعجبني تعامله وسلوكه. ومن حينها لم أعد أريد التدين. أو غير ذلك من المشاكل التي تقع مع الكثير من الناس وبسببها يبتعدوا عن ربهم. ولهؤلاء نقول لكل هؤلاء نقول لا. إياكم يا إخواننا أن تتوقفوا وتتوقف مسيرة إلتزامكم من أجل الناس أو من أجل مشكلة هنا او هناك لا تعبدوا ربكم علي حرف فإن أصابكم خير التزمتم وإن أصابكم ضر ابتعدتم. ثانياً / صنف آخر يقبل على الله، ويتدين ويزيد طاعته ودعائه وتضرعه، ولكن لماذا كل هذه الأشياء لأنه يريد طلبا من الله تعالى، مثلا عنده امتحان أو يريد أن يتزوج أو عند المصائب، والله تعالى كريم يعطيه.. ويرزقه ما يريد لكن بعد ذلك يسقط ويبتعد عن ربه، ويضعف ارتباطه بالدين وتأخذه مشاغل الحياة، ويفقد الثبات ويعود كما كان، وأيضا رجل قريب منه... رجل أراد أن ينال شيئا (زوجة أو ولدا أو شهادة أو أن ينجيه من كرب) فوعد الله تعالى إن ناله سيزيد من طاعته ويتوب من معاصيه ويثبت على درب التدين... فإن نال ما تمنى... نسي وعده لرب العزة وأيضا تأخذه مشاغل الحياة ويبتعد عن ربه. ثالثاً / صنف سمع لنا في نبض القلوب فقرر أن يقبل على الله تعالى ويدعو الناس للخير، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيؤذي، ربما البعض يسأل كيف يؤذي؟ مثلا يبدأ بالتحدث مع الناس بالدين... أو يتحدث مع صديقة من أجل دعوته للصلاة، فيعرض عنه هذا ويؤذيه ذاك ... وربما سخر منه أصحابه... وربما أظهر أقاربه التضايق والانزعاج.. وهنا يتراجع عن ثباته. مثال آخر للفتيات مثلا فتاة سمعت لنبض القلوب وقررت أن تلتزم وتتحجب فتؤذي في عملها بسبب حجابها أو يُستهزئ بها فتتراجع عن التزامها وتتراجع عن ثباتها... لهؤلاء نقول أنسيتم مقدار الأذى الذي لقيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دعوته للناس؟؟ قالوا عنه مجنون وكاهن وساحر... ورغم ذلك لم يتراجع ولم يخمد حماسه وحبه لدين الله ولهداية الناس وكان يقول اللهم إغفر لقومي فإنهم لا يعلمون. رابعاً / أيضا من النماذج ومن أنواع عدم الثبات إنسان مضت سنوات عديدة وهو ملتزم... ملتزم منذ صغره... لكنه لم يعد يتذوق حلاوة الإيمان... أصبحت عباداته فاترة.. لم يعد هناك شعور بالإيمان... لم يعد فيه تلك الروح الجذلة التي كانت تحركه.. لم يعد هناك شعور بلذة ممارسة العبادات... وكأنها أصبحت روتينا باردا. ولذلك نجد كثير ممن يقول أن الملتزم جديد أقوى في إلتزامه من القديم وعلى أية حال الله تعالى خاطب هؤلاء فقال لهم. خامساً / وأيضا حتى لا أطيل عليكم من أمثلة عدم الثبات شخص بدأ متحمسا جدا ومقبلا على الله بقوة ومدافعا عن قضايا الإسلام والمسلمين.. ويعمل لخدمة الإسلام. وربما استمع إلينا في نبض القلوب وعزم أن يسير معنا في قافلة النابضة قلوبهم في نبض القلوب. ثم ماذا.. أصابه الملل... وفتُر حماسه ولم يعد يصبر على المشقات التي تعترضه الخلاصة إلى كل هؤلاء، الذين ساروا في طريق الإيمان ثم توقفوا أو تراجعوا أو ملو ولم يثبتوا.. نقول إياكم يا إخواننا.. يا أخواننا أن تغفلوا... أو تميلوا... أو تيأسوا... نحن مضينا في نبض القلوب برؤية منهجية واتفقنا أننا نريد صناعة الحياة وكذلك اتفقنا على نبدأ مشوارنا في النبض بتوبة صادقة من قلوبنا واليوم نؤكد على أن مشروعنا يحتاج منا لثبات وأمل وعمل.. مسكين يا من ستعيش فقط لتأكل وتشرب وتتزوج وتنجب أولا... ثم ماذا... ثم تموت... ستعيش صغيرا وتموت صغيرا... ولكن من يعيش لقضية الإسلام يبقى مرفوع الراية... سيعيش كبيرا وسيموت كبيرا... وهناك على مر التاريخ أناس أرادوا لأنفسهم أن يعيشوا كبارا ويموتوا كبارا... ونحن في نبض القلوب نريد أن نصنع ممن لا يقبلون إلا أن يعيشوا للإسلام فيعيشوا كبارا ويموتوا كبارا. لكن هل يعقل ألا نعصى الله أبدا بعد كل ذلك السؤال هل نستطيع ألا نعصى الله أبداً خاصة أننا نعيش في زمن كَثر فيه الفساد، والملتزم فيه كالقابض على الجمر.. والرد على هذا السؤال حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث جاءه رجل وقال يا رسول الله أرأيت إن فعلت ذنبا أُيكتب علي؟ قال " يُكتب " قال أرأيت إن تبت؟ قال " يمحي "... قال أرأيت إن عدت؟ قال " يكتب "... قال أرأيت إن تبت؟ قال " يمحي " فقال الأعرابي حتى متى يمحى؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " إن الله لا يمل من المغفرة حتى تملوا من الإستغفار " أحبتنا دعونا نستشعر معا هذا الحديث القدسي " يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم إستغفرتني لغفرت لك ولا أبالي " وفي حديث قدسي آخر " أذنب عبدي ذنبا، فقال: يا رب أذنبت ذنبا فاغفره لي، فقال: قد علم عبدي أن له ربا يغفر الذنوب جميعا... قد غفرت لعبدي. هيا أخواننا توبوا إلى ربكم وإن وقعتم فتوبوا وإن عدتم فتوبوا وإن عدتم مرة أخرى فتوبوا وأعلموا أن الله غفور رحيم. كيف تثبت على الطاعة الدعاء أول عوامل الثبات الدعاء، الاستعانة بالله بالدعاء... لا تقولوا أهذا ما ننتظره منك بعد كل هذا الكلام؟ نعم.. لا تستهينوا بالدعاء فهو سلاح المسلم.. إن المعونة من عند الله فاطلبها بقلب خاشع ونفس تتضرع.. تريد أن تثبت إيمانك؟ اطلب من الله أن يثبتك تريد أن تثبت اطلبها ممن يهب الثبات من رب العالمين. كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغ من دفن أحد الصحابة وقف على قبره ويقول استغفروا الله واسألوا لأخيكم الثبات فإنه يسأل الآن.... انظر للنبي - صلى الله عليه وسلم - تقول عنه أم سلمه كان أكثر دعاء يدعوه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك ".. فتقول أم سلمه - رضي الله عنها - فسألته يا رسول الله لماذا هذا الدعاء فأجاب - صلى الله عليه وسلم - إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.. ثم تلا قول الله - تعالى -: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب} لن نقدر على فعل شيء من غير استعانة فلنعزم أن ندعوه أن يرزقنا الثبات ومداومة الطاعات فلتنطلق الألسنة والقلوب وتقول يا رب الثبات.. صاحب الصالحين من عوامل الثبات صحبة الصالحين، قل لي من صاحبك أقل لك هل ستثبت وتتوب أم لا المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل... فحاول أن تبحث عن بعض الأصدقاء الملتزمين وتقضي وقتا معهم. فالصديق الصالح هو عنوان الفلاح، وهو سبب للورود على باب الجنة أو سبب للصد عنه، ولو تأملنا تأثير الصداقة في حياة الناس فستجد شبابا وقعوا في طريق المخدرات، وفتيات وقعن في حبائل المعاكسات، وكم من صالح انتكس وكم من مهتد ضل، والسبب في هذا هو صديق السوء.. تمسك بكتاب الله ومن وسائل الثبات التمسك بكتاب الله... القرآن العظيم... كتاب الله المنزل وذكره الحكيم... أكثروا من قراءة القرآن و تلاوته وتعلموه واعرفوا تفسيره.. عيشوا بالقرآن و للقرآن وأدعو الله من شغاف قلوبكم أن يكون لكم دليلا وهاديا.... وأنا أقسم بالله العظيم إذا لجأتم لهذه الوسائل الأربعة لتثبتن على الحق.... ثَبَّتنا الله و إيَّاكم ولتخصصوا وقتا لتلاوة القرآن الكريم والتدبر فيه، ولو كان القدر المتلو قليلاً. وبعد ذلك يا أحبتنا ما من أحد من البشر إلا يخطئ ويصيب، يحسن ويسيء، يجتهد في عمل الصالحات ويتعثر أحيانًا في بعض الآثام، فما أحد من ولد آدم إلا وله حظ من المعصية ونصيب من الخطايا، وهذا ما أشار إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) وسنطرح عليكم عددا من الأسئلة وليجب كل واحد عنها بصدق ونرجوا أن يكون كل واحد صادق مع نفسه فليس أحد يطلع عليك إلا الله - عز وجل -، واختر من هذه الاختيارات اختيار واحداً فقط فإما أن تجيب بلا أو أحيانا أو دائما هل ينتابك إحساس بالحسرة والندم إذا ما اقترفت معصية؟ هل تشعر بأن الذنب كجبل سيقع فوقي؟ هل تسارع بالإقلاع عن المعصية إذا وقعت فيها ولا أتمادى؟ هل تعزم عزمًا صادقًا عند توبتك على عدم العودة للمعصية أبدًا؟ هل تحرص على أن تتبع توبتي بالاجتهاد في عمل الصالحات؟ هل لك وردا يوميا من الاستغفار؟ هل تحرص علي أداء صلاة التوبة بين الفترة والأخرى؟ هل تلح على الله في دعائك أن يغفر لك ذنوبك كلها؟ هل تسأل من حولك أن يدعو لك بمغفرة الذنوب؟ اللهم اقبل توبتنا واغسل حوبتنا اللهم اغفر الذنوب و أصلح القلوب واستر العيوب واقبل توبة من يتوب يا رب إنا مذنبون يا رب إنا مشفقون يا رب إنا راغبون في جنة فوق السماء. 26-04-2007 م ن ق و ل |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أفلا يتدبرون القرآن؟! /للشيخ عبدالسلام الحصين | أم خــالد | روضة القرآن وعلومه | 15 | 14-02-10 02:56 AM |