![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#11 |
~نشيطة~
تاريخ التسجيل:
11-06-2008
الدولة:
الجزائر ..البليدة .
العمر: 38
المشاركات: 330
![]() |
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في سورة البقرة ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) البقرة / 87 انظر كيف عطف جملة الماضي ( تقتلون ) على جملة الماضي ( كذبتم وعدل عن الفعل الماضي وأتى بالمضارع لحكمة بيانية وبلاغية رائعة ، وفي سورة آل عمران آية 47 ( فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) ، ، فلم لم يقل كن فكان ولكي نجيب عن هذا الإعجازفي استخدام الألفاظ في الموضع اللائق بها لابد أن نعلم أن القرآن كتاب الله ، نزل على عرب أقحاح ، فاقوا الأمم في ميدان الفصاحة والبلاغة ، واعتنوا بذلك أتم العناية ، وبلغوا المنزلة العظمى في التفنن في البيان ، فأقاموا الأسواق في الشعر والخطابة ، وعلقوا معلقاتهم على الكعبة رفعا لشأن البلاغة والبيان ، وتنافسوا في جميل القصائد ، وروائع الخطب ، وكانت قصائدهم تجري في عروقهم ، فلا تنفك عنهم في فرح ولا حزن ، ولا موت ولا حياة ، ولا سعادة و شقاء ، ولا نصر ولا هزيمة ، وشهد لهم به القاصي والداني ، ولم يعرف مثل هذا لأمة سواهم . لهذا كان من حكمة الله سبحانه وتعالى أن أنزل لهم هذا القرآن بهذه اللغة التي يفتخرون بها ، وتعالوا بها على الأمم ، فبهرهم القرآن ببديع ألفاظه ، وجميل معانيه ، وعظيم مقاصده ومبانيه ، فخضعوا وخنعوا له هيبةً أن يتكلموا فيه طعنا في لفظ ، أو إعراب ، أو بيان .!! وتحداهم الله سبحانه في كتابه أن يأتوا بمثل هذا القرآن ، فلم يستطيعوا أن يأتوا بمثله ، فضلا أن يأتوا بما يخل به من إعراب أو فصيح في الكمال ، فقال تعالى : ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) الاسراء / 88 . ثم تحداهم الله أن يأتوا بعشر سور مثله ، فقال تعالى : ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) هود / 13 فلما عجزوا عن ذلك انتقل التحدي إلى أن تحداهم الله بأن يأتوا بسورة مثله ، قال تعالى : ( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) البقرة / 23 فما كان لمن جاء بعد فساد اللغة ، واختلاط لغته بلغة العجم أن يأتي بمثل هذه الترهات التي لا تدل إلا على عمق الجهل ، وضحالة الفكر والمنطق ، وعجمة اللغة ، وكما قيل : وكم من عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم أما الموضوعنا الرئيس فهو توضيح وجه الإعجاز في البلاغة والفصاحة في الآيتين : فنقول أما قوله تعالى : فريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون قال العلامة الطاهر بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير 1/598) : " وجاء ( تقتلون ) بالمضارع عوضا عن الماضي لاستحضار الحالة الفظيعة ، وهي حال قتلهم رسلهم ، كقوله تعالى : ( وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ ) فاطر / 9 ، مع ما في صيغة ( تقتلون ) من مراعاة الفواصل ، فاكتمل بذلك بلاغة المعنى وحسن النظم ." انتهى كلامه . ونقل الشيخ ابن عثيمين في تفسيره ( 1 / 283 ) عن بعض العلماء فائدة أخرى من التعبير بالفعل المضارع ( تقتلون ) الذي يفيد الاستمرار وهي ( أن هؤلاء اليهود استمر قتلهم الرسل حتى آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم فإنهم قتلوا الرسول صلى الله عليه وسلم بالسم الذي وضعوه له في خيبر ، فإنه صلى الله عليه وسلم ما زال يتأثر منه حتى إنه صلى الله عليه وسلم في مرض موته قال : ( ما زالت أكلت خيبر تعاودني ، وهذا أوان انقطاع الأبهر مني ) أبو داود ( 4512 ) والبخاري معلقاً ، وقال الألباني في صحيح أبي داود حسن صحيح ( 3784 ) . وأما قوله تعالى ( وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون ) آل عمران / 47 ، فهذه أدل وأدل على جهل هذا المعترض لأن الآية إنما تتحدث عن إرادة الله للشيء في المستقبل لا في الماضي بدليل ظرف الزمان ( إذا ) وهو ظرف لما يستقبل من الزمان ، ولذلك أتى الفعل ( يقول ) بالمضارع الدال على الاستقبال ، وتلاه الفعل ( يكون ) بالمضارع الدال على الاستقبال أيضاً . والله اعلم .
فريق زينب رضي الله عنها (الصفاء) |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
There are no names to display. |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حملة إجازة صيفية مفيدة .. | رقية مبارك بوداني | النشرات الدعوية | 18 | 20-06-13 08:14 PM |
-::[ ألوان × ألوان ]::- | جرافيكسـ | قسم التصميم | 24 | 20-02-08 01:31 AM |