العودة   ملتقى طالبات العلم > ๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ > دورات رياض الجنة (انتهت)

الملاحظات


دورات رياض الجنة (انتهت) إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، رياض الجنة مشروع علمي في استماع أشرطة مختارة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-12-08, 03:01 AM   #31
أم أسماء
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 22-05-2007
المشاركات: 7,201
أم أسماء is on a distinguished road
افتراضي

تابع تفريغ الشريط الرابع والعشرين

قرأ الطالب :
بسم الله الرحمن الرحيم المرحــــــــلة الخــــــــامســـة:
فهم موضوع السورة وما يتعلق به المقصود بموضوع السورة إذا أطلق هو المعنى العام وهو الذي أنزلت السورة من أجله أو هو الموضوع الذي تدور عليه آيات سورة ما، هذا هو المقصود بموضوع السورة أو مقصود السورة وهذا الاسم لهذا العلم لم يكن موجوداً عند السلف كشأن كثير من العلوم التي كانت ممارسة عند السلف لكن لم تكن التسمية موجودة كعلم النحو والبلاغة وأصول الفقه ومصطلح الحديث وغير ذلك.
أكمل الشيخ :
أريد أن أقف معك قليلاً هنا، كثير من العلوم التي وجدت الآن ولها تسميات من قديم الزمان لم تكن موجودة بهذا الاسم عند السلف فلا يعترض عليك معترض في علم تسمعه الآن أن يقول لك بأن هذا العلم ليس مذكوراً عند السلف أو ليس مذكوراً عند من تقدم من أهل العلم فهذا الإيراد ليس بصحيح، لأن هناك علوم كثيرة جداً كانت موجودة ولكنها ليس لها تسمية خاصة فعندما نتكلم مثلاً عن علم البلاغة مثلاً علم النحو هل هذه العلوم كانت موجودة قديماً في بادئ الأمر لم تكن موجودة بهذه التسمية وإنما نشأت وتطورت شيئاًَ فشيئاً وهي قطعاً كانت موجودة في الكلام قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وجدت معه صلوات ربي وسلامه عليه ثم وجدت بعده أيضاً كذلك وهكذا فإذا مسألة التسميات لا ينبغي أن تكون محل رد واعتراف إذا قيل هناك علم اسمه مقصود السورة أو موضوع السورة فلا يرد على هذا أن يقال أن أين هذا العلم من كلام من تقدم من هذا العلم خصوصاًَ من كان في زمن الصحابة ومن بعدهم هناك كانت العلوم مدسوسة داخلة في الكلام دون أن يكون لها تسميات خاصة وانظر مثلاً إلى ما يتعلق بمصطلح الحديث مصطلح الحديث متى نشأ؟ هذه التسمية متى نشأت؟ إنما نشأت متأخرة جداً إنما عرفت في أواسط القرن الرابع ثم جاء القرن الخامس وتطورت قليلاً وهكذا حتى القرن السادس يعني أصبح عندنا علم يسمى بعلم مصطلح الحديث يسمى بهذه التسمية مصطلح الحديث ولكن قبل ذلك لم يكن هناك شيء يسمى بهذه التسمية مع أن علم مصطلح الحديث موجود قديماً جداً موجود في كلام التابعين موجود في كلام بعد التابعين ولكن كتسمية إنما جاءت التسمية متأخرة فعدم وجود التسمية لا يدل على أن العلم ليس له أثر، واضح؟ أكمل.
قرأ الطالب :
وإنما دليل من قال به هو الاستقراء والتتبع لطريقة الأئمة في تفسير كتاب الله وهذا العلم أي علم موضوع السورة لم يطرأ كثيراً في كتب التفسير لا المتقدمين ولا المتأخرين ولهذا أسباب :
-أن فيه نوع من الجرأة على تفسير كتاب الله جلّ وعلا ولهذا أنكره جماعة من أهل العلم من المتأخرين وكان هذا الإنكار ردة فعل لتكلف الناس ذكر مقصد السورة فيها تكلف وبعد.
-ثانياً أن كثيراً من كتب التفسير إنما تناولت تفسير كتاب الله جلّ وعلا من خلال مدرسة تفسير الآية والكلمات كما هو حال مدرسة أهل الأثر وأهل الرأي أما الربط بين الآيات فلم يفرد له أحد من الأئمة كتاباًَ في التفسير ممن تقدم وهذه هي الأسباب في قلة الكلام حول موضوع السورة .
ولهذا اختلف العلماء في هذا العلم على ثلاثة أقوال :
القول الأول: لا تناسب بين السورة والآيات مطلقاً أو غالباً وهو قول جماعة من المتأخرين منهم الشوكاني في فتح القدير.
أكمل الشيخ :
هذا القول، الآن هناك من يقول من أهل العلم أن السورة لا يقال عنها إنها تنزلت من أجل مقصود واحد ومن أجل غرض واحد لأن هذه السورة في الأغلب أنها تنزلت بحسب الوقائع، فعندما يحدث أمر فعندئذ تنزل هذه الآيات في بيان هذا الأمر الذي تنزلت من أجله ثم يأتي آخر واقعة أخري وثالثة ورابعة وخامسة ثم تجمع هذه الآيات فتكون في سورة واحدة فيقول كيف يكون هناك ترابط بين هذه السورة من أولها إلى آخرها في معنى واحد والآيات أصلا تنزلت في أوقات مختلفة في أزمان مختلفة في أماكن مختلفة في بيان أحكام مختلفة فكيف يكون الترابط بين هذه وتلك هذا قول جماعة من أهل التفسير وهو قد قال به جماعة ممن تأخر ممن كتب في هذا الأمر وممن شدد فيه جداً الإمام الشوكاني رحمه الله في كتابه فتح القدير وكان يُعَرِّضُ في كلامه هذا بالإمام البِِقَاعِي في كتابه ماذا؟ في كتابه سيأتي الآن تأملوا الآن أنا أتكلم الآن بين إمامين سيأتي هذا الكلام بين الإمام الشوكاني رحمه الله وبين الإمام البقاعي، الإمام البقاعي صنف مصنفاً جليلاً في هذا الباب كبيراً والإمام الشوكاني رحمه الله اعترض عليه في هذا الشأن نريد أن نقف قليلاً بين هذين الإمامين فانتبه للكلام هنا انتبه للكلام هنا لأنه سيفتح لك أمراً في القول الوسط بين هذا وذاك ومن الذي اختار القول المتوسط بين هذين الإمامين أرجو أن تنتبه للكلام لأنها محل خلاف ولا تظن أننا لما عنونا لهذه المرحلة بموضوع السورة أن معناه نقر هذا تماماً في كل سورة لا، ولكن هناك قول وسط لابد منه وقد استخدمه أهل العلم الأكابر من المحققين من المفسرين في هذا القول وهو مهم ومفيد جداً فيما يتعلق بفهم كلام الله سبحانه وتعالى لعلك تقرأ شيئاً من كلام الإمام الشوكاني .
قرأ الطالب :
قال الإمام الشوكاني في فتح القدير: اعلم أن كثيراً من المفسرين جاءوا بعلم متكلف وخاضوا في بحر لم يكلفوا سباحته واستغرقوا أوقاتهم في فن لا يعود عليهم بفائدة بل أوقعوا أنفسهم في التكلم بمحض الرأي المنهي عنه في الأمور المتعلقة بكتاب الله سبحانه وتعالى وذلك أنهم أرادوا أن يذكروا المناسبة بين الآيات القرآنية المسرودة على هذا الترتيب الموجود في المصاحف فجاءوا بتكلفات وتعسفات يتبرأ منها الإنصاف ويتنزه عنها كلام البلغاء فضلاً عن كلام الله سبحانه وتعالى حتى أفردوا ذلك بالتصنيف وجعلوه المقصد الأهم من التأليف كما فعله البقاعي في تفسيره ومن تقدمه حسب ما ذكره في خطبته.
أكمل الشيخ :
نعم هذا هو القول الأول، قوة كلام الإمام الشوكاني رحمه الله يعني تكلم كلاماً شديداً عن هذا الأمر، ننظر في المقابل إلى كلام الإمام البقاعي في هذا الشأن، نعم .
قرأ الطالب :
القول الثاني: أنه ما من آية أو سورة إلا ولها موضوع خاص بها وما من آية إلا ولها مناسبة بينها وبين الآية التي قبلها وهذا هو القول الذي نصره برهان الدين إبراهيم بن عمر البقاعي المتوفي سنة خمس وثمانين وثمانمائة في كتابه - نظم الدرر في تناسب الآيات والسور- واختاره السيوطي وغيره.
أكمل الشيخ :
نعم هذا هو القول وجنح إلى أن كتاب الله عزّ وجلّ محكم ومعنى أنه محكم معنى أنه كل آية بينها وبين التي تليها ترابط بل بين كل سورة والتي تليها ترابط ولذلك تكلف الإمام البقاعي في كتابه هذا الكبير الجليل نظم الدرر في تناسب الآيات والسور يعني تكلف تكلفاً في الربط بين السور وأن ما من سورة إلا ولها معنى خاص بها وهذا المعني يناسب السورة التي تليها فاجتهد في هذا وتوسع في الكلام جداً عن هذا الأمر وعندما ترى كتابه سترى شيئاً عجباً حقيقة ترى قوة الذهن في محاولة استنباط المسائل لكنه من أجل ما فيه من التكلف تارة تطمئن إلى كلامة وتارة نوعاً ما تنقبض من هذا التكلف الذي قد يطرأ في بعض المواطن بل في كثير منها إذاً هذا القول الثاني ننتقل بعد ذلك إلى القول الثالث والذي أريدك أن تنتبه له وأن تصغي سمعاً إلى كلام الأئمة رحمهم الله في هذا الباب لأنه مفيد جداً فيما يتعلق حتى في استنباط مسائل الحلال والحرام ليس فقط فيما يتعلق بالأمور العقدية القلبية لا حتى في مسائل الحلال والحرام بل حتى في مسائل التربية والاخلاق في تهذيب الناس وفى تربيتهم وفى تهذيب النفس قبل ذلك ستستفيد كثيراً فيما يتعلق بموضوع السورة وكيفية الاستنباط منها في فهم كلام الرب سبحانه وتعالى، نعم لعلك تواصل.
قرأ الطالب :
القــــول الثالــــث: أن ما من سورة في الأغلب إلا ولها موضوع تدور عليها وكذلك الآيات فالآية في الأعم الأغلب تكون متصلة بما قبلها وما بعدها، لكن لابد لمن أراد أن يخوض في هذه المسالك من أمرين :
الأمر الأول أن يكتفي بما ظهر له من الموضوع وتناسب الآيات من دون تكلف ولا تنطع على خلاف ما جري من البقاعي رحمه الله.
الأمر الثاني أن يكون الخائض في هذه المسالك عالماً لأقوال السلف في تفسير الآيات والسور التي يريد أن يستنبط لها مناسبة أو موضوعاً معيناً وأن يكون مطلعاًَ عارفاً بعلوم البلاغة بفروعها الثلاثة البيان، البديع ، المعاني.
أكمل الشيخ :
أحسنت بارك الله فيكن إذاًَ لا مانع من الخوض في هذا المسلك على هذا القول الثالث، ولكن أولاً هذا الاستنباط وهذا يعني الاستنتاج من هذا الترابط لا يكون في كل كتاب الله سبحانه وتعالى قد لا يظهر لك في كثير من المواطن إنما قد يكون أغلبي أو قد يظهر لك في كثير من المواطن أيضاً ولكنه لا يكون عاماً في كل السور هذا الأمر الأول.
الأمر الثاني: هناك أمور لابد أن تنتبه له:
- أنه ما كان ظاهراً بيناً حتى مقبولاً عند السامع مقبولاً عندك أنت، مقبولاً عند أهل العلم، عند طلبة العلم عند السامعين لمثل هذا الكلام بدون تكلف فهذا هو الحق وهذا هو الصواب أما ما كان فيه تكلف وتلحظ أنك تحتاج إلى كثير من المقدمات والممهدات والتوطئة حتى يقبل منك هذا الكلام فهذا لا داعي له، هذا لا داعي له في الكلام عن مقاصد السور وعن موضوع السور، وإنما خذ الكلام السهل اليسير الواضح الجلي الذي يفرح به من سمعه أما الكلام الذي تحتاج أن تقنع فيه من أمامك إقناعاً بالحجة والبرهان ونحو ذلك ومقدمات ومطولات فلا داعي له فإن التكلف في هذا الباب لا داعي له مطلقاً وإنما هو من باب أنك إن أحط به أخذت منه علماً لطيفا جيداً مناسباً في سعة الفهم لكلام الله سبحانه وتعالى وهذا تجده في كلام كثير من المفسرين المحققين وسنأتي إلى ضرب أمثلة على هذا الكلام نعم .
-الأمر الآخر أن الذي يتكلم في هذه المسائل لابد وأن يكون عالماً بكلام السلف رحمهم الله في التفسير لأنك إن استنبطت استنباطاً وأبعدت فيه عن كلام السلف فقد أخطأت، إذاً إذا تكلمت في هذه المسائل لابد وأن يكون هناك رابط بين كلامك أنت واستنباطك هذا وبين كلام السلف كلام الصحابة كلام التابعين كلام ما بعد التابعين كلام الأئمة رحمهم الله في تفسيرهم لكتاب الله أما إن استنبطت شيئاً هو معارض لكلامهم مخالف لما جاء عنهم فاعلم أن هذا التفسير أو هذا الاستنتاج الذي ظهر لك ليس بصحيح وأن هذا المقصد الذي ظهر لك في هذه السورة ليس بصواب فإذا فلابد وأن يكون هناك عدم تخالف عدم تعارض بين كلامك وبين كلام السلف رحمهم الله نعم أكمل.
قرأ الطالب :
وهذا القول الثالث هو القول الأقرب وهي طريقة بن العربي في تفسيره فقد ذكر أنه ألف كتاباً كبيراً في ذلك ومنهم الرازي في تفسيره والطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير وقرره أيضاً الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن ويستخدمها شيخ الإسلام بن تيميه وتلميذه ابن القيم وجماعة من المحققين من أهل العلم.
أكمل الشيخ :
أحسنت بارك الله فيك، نقف عند هذا الحد ونواصل بإذن الله عزّ وجلّ فيما نستقبل، أسأل الله عزّ وجلّ لنا ولكم علماً نافعاً وعلماً صالحاً وأسأله سبحانه وتعالى أن ينور قلوبنا وبصائرنا وأسماعنا وجوارحنا بكتابه . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
أم أسماء غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أيهما أولى حفظ القرآن أو طلب العلم الشرعي مسلمة لله روضة آداب طلب العلم 31 02-08-16 12:15 PM
أفلا يتدبرون القرآن؟! /للشيخ عبدالسلام الحصين أم خــالد روضة القرآن وعلومه 15 14-02-10 02:56 AM
نزول القرآن الكريم وتاريخه وما يتعلق به طـريق الشـروق روضة القرآن وعلومه 8 22-12-07 03:50 PM


الساعة الآن 07:10 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .